• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحبيب الله إلى عباده
    عبدالرحيم بن عادل الوادعي
  •  
    خطبة: المصافحة
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    خطبة عن الافتراء والبهتان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    خطبة: الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    تخريج حديث عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه ...
    أحمد بن محمد قرني
  •  
    خطبة (المنافقون)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تفسير: (وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن)
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحريم الحلف بملة غير الإسلام
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    بلاغة قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة)، مع ...
    غازي أحمد محمد
  •  
    التأثير المذهل للقرآن على الكفار
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    الإسلام كفل لغير المسلمين حق العمل والكسب
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    أكثر من ذكر الله اقتداء بحبيبك صلى الله عليه وسلم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    أينقص الدين هذا وأنا حي؟
    أبو آمد محمد بن رشيد الجعفري
  •  
    خلاصة بحث علمي (أفكار مختصرة)
    أسامة طبش
  •  
    موعظة وذكرى
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

الزلازل آيات يخوف الله بها العباد (خطبة)

الزلازل آيات يخوف الله بها العباد (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/2/2023 ميلادي - 17/7/1444 هجري

الزيارات: 248538

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الزَّلاَزِلُ آياتٌ يُخَوِّفُ اللهُ بِهَا العِبَادَ


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: الزَّلَازِلُ والبَراكِينُ، والعَواصِفُ والفَيَضاناتُ، والكُسوفُ والخُسوف، واللَّيلُ والنَّهارُ، والشَّمسُ والقَمرُ، والحَرُّ والبَرْدُ، والنُّجومُ والأَفْلاكُ؛ كُلُّهَا مِنْ آياتِ تعالى، الدَّالَّةِ على وَحْدانِيَّتِهِ ورُبوبِيَّتِهِ وقَيُّومِيَّتِهِ، وعَظِيمِ قُدْرَتِه، وكَمالِ تَدْبِيرِه، واستحقاقِهِ للعبادة وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ الخَلْقَ كُلَّهم مُفْتَقِرونَ له، خَاضِعونَ له، ليس للطَّبيعَةِ في ذلك أمرٌ، ولا قُدْرَةٌ، فما أصابَنَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَنا، وما أخْطَأَنا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَنا.

 

ومِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى العظيمةِ على عِبادِه - والتي يَغْفُلُ عنها كثيرٌ من الناس:

نِعْمَةُ ثَباتِ الأرض؛ كما قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴾ [غافر: 64]؛ وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 61]. فاللهُ تعالى جَعَلَ الأرضَ – كما قال ابن كثيرٍ رحمه الله: (قَارَّةً سَاكِنَةً ثَابِتَةً، لَا تَمِيدُ، وَلَا تَتَحَرَّكُ بِأَهْلِهَا، وَلَا تَرْجُفُ بِهِمْ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ؛ لَمَا طَابَ عَلَيْهَا الْعَيْشُ وَالْحَيَاةُ! بَلْ جَعَلَهَا - مِنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ - مِهَادًا بِسَاطًا ثَابِتَةً، لَا تَتَزَلْزَلُ وَلَا تَتَحَرَّكُ).

 

واللهُ سبحانه يَبْتَلِي عِبادَه بِالزَّلازِلِ والبَراكِينِ؛ لِيُذَكِّرَهُمْ بِنِعْمَةِ ثَبَاتِ الأرضِ، وبَسْطِها وتَسْوِيَتِها، وتَمْهِيدِها لاسْتِقْرارِ الخَلائِقِ على ظَهْرِها، والتَّمَكُّنِ مِنْ حَرْثِها وغِراسِها، والبُنيانِ عليها، والانتفاعِ بما فيها مِنْ خَيْراتٍ: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ [النبأ: 6، 7]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 20].

 

قال ابن القيم رحمه الله: (وتَأمَّلْ خَلْقَ الأرضِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ، حِين خُلِقَتْ واقِفَةً سَاكِنَةً؛ لِتَكونَ مِهادًا، ومُسْتَقَرًا لِلحَيَوانِ والنَّباتِ والأَمْتِعَةِ، ويَتَمَكَّنُ الْحَيَوَانُ وَالنَّاسُ من السَّعْي عَلَيْهَا فِي مآرِبِهم، وَالْجُلُوسِ لِراحاتِهم، وَالنَّوْمِ لِهُدوئِهِم، والتَّمَكُّنِ من أعمالِهم. وَلَو كَانَتْ رَجْراجَةً مُتَمَايِلَةً؛ لم يستطيعوا على ظَهْرِهَا قرارًا وَلَا هُدُوءًا، وَلَا ثَبَتَ لَهُم عَلَيْهَا بِنَاءٌ، وَلَا أَمْكَنَهم عَلَيْهَا صِنَاعَةٌ، وَلَا تِجَارَةٌ، وَلَا حِراثةٌ، وَلَا مَصْلَحَةٌ! وَكَيف كَانُوا يَتَهَنَّونَ بِالعَيْشِ والأرضُ تَرْتَجُّ مِنْ تَحْتَهِم؟! وَاعْتَبِرْ ذَلِك بِمَا يُصِيبُهم مِنْ الزَّلازِلِ، على قِلَّةِ مُكْثِهَا، كَيفَ تُصَيِّرُهم إلى تَرْكِ مَنَازِلِهمْ، والهَرَبِ عَنْهَا؟!).

 

ومِنْ عَلاماتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى: كَثْرَةُ الزَّلازِلِ وشمولُها، ودوامُها؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ - وَهْوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضُ» رواه البخاري.

 

وهذه الزَّلاَزِلُ الدُّنيويَّةُ تُذَكِّرُنا بِيَومِ القيامَةِ، وأهوالِ الآخِرَةِ، فهي من أشراطِها، وتُذَكِّرُ بها؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2].

 

عباد الله.. إنَّ الزَّلاَزِلَ لها أَسْبابٌ وحِكَمٌ، ولا تَعَارُضَ بين السَّبَبِ والحِكْمَةِ، وصَاحِبُ القَلْبِ الحَيِّ لا يَخْلِطُ بينهما، ولا يَشْغَلُه السَّبَبُ المادِّيُّ عن الحِكمةِ الإلهية، ولا يكونُ حالُه كحال الماديِّين الذين لا يؤمنون بالله تعالى، ويَنشَغِلونَ بالأسباب الظَّاهِرَةِ عن التَّفكُّرِ في قُدْرَةِ الله وحِكْمَتِه؛ كما قال سبحانه: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7]؛ وقال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ [يوسف: 105].

 

ومِنْ حِكَمِ الزَّلازِلِ والبَراكِينِ، والعَواصِفِ والفَيَضاناتِ: أنها آياتٌ يُخَوِّفُ اللهُ بها عِبادَه، حتى يرجعوا إليه ويتوبوا، ويُقْلِعوا عن الذُّنوبِ والخَطايا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]. قال قتادةَ رحمه الله: (إِنَّ اللَّهَ يُخَوِّفُ النَّاسَ بِمَا شَاءَ مِنْ آيَاتِه لَعَلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ، أَوْ يَذَّكَّرُونَ، أَوْ يَرْجِعُونَ). ثم قال: (ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْكُوفَةَ رَجَفَتْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبُكُمْ فَأَعْتِبُوهُ")؛ أي: اطْلُبوا منه أَنْ يُزِيلَ عَتْبَه، بِتَرْكِ الذُّنوبِ، والتَّوبَةِ النَّصوحِ.

 

ومِنْ أَسْبابِ الزَّلازِلِ التي يُخْبِرُ بها عُلَمَاءُ الجيولوجيا: (ضَعْفُ القِشرةِ الأرضيَّة في مكانِ الزِّلْزال، أو انْضِغاطُ البُخارِ في جَوفِ الأرضِ فيُزَلْزِل ما قَرُبَ منه من الأرض). وهذه الأسباب لا تَنْفِي كَوْنَ هذه الزَّلازِلِ آياتٍ يُخَوِّفُ اللهُ بها عبادَه. قال ابن تيمية رحمه الله: (الزَّلَازِلُ مِنْ الْآيَاتِ الَّتِي يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ، كَمَا يُخَوِّفُهُمْ بِالْكُسُوفِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْآيَاتِ. وَالْحَوَادِثُ لَهَا أَسْبَابٌ وَحِكَمٌ، فَكَوْنُهَا آيَةً يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ هِيَ مِنْ حِكْمَةِ ذَلِكَ). فهي آياتٌ تُعْرَفُ بِالحِسَابِ؛ كما ذَكَرَ الفَلَكِيُّون، ولا يَتَعارَضُ هذا مِنْ كَونِها تَخْوِيفًا من اللهِ لِعِبادِه وتَحْذِيرًا، فاللهُ تبارك وتعالى هو الذي أَجْرَى الآياتِ، وهو الذي رتَّبَ أسبابَها؛ كما تَطْلُعُ الشَّمسُ والقمرُ والنُّجومُ في أوقاتٍ مُعَيَّنة، وتَغْرُبُ في أوقاتٍ مُعَيَّنة.

 

ولا بَأسَ بِنِسْبَةِ الزَّلازِلِ إلى أسبابِها: كَأَنْ يُقال: "سَبَبُ الزِّلْزالِ كذا وكذا"، مع الحَذَرِ التَّامِّ من الغَفْلَةِ عن حِكْمَتِها، وعن خَالِقِها ومُدَبِّرِها ومُقَدِّرها سبحانه وتعالى؛ فإنَّ تَدَبُّرَ ذلك يُحْدِثُ في القلب مِنَ الخَوفِ والخَشْيَةِ، والإِنَابَةِ ما يُحبُّه اللهُ ويَرْضَاه.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. تُصِيبُ الزَّلَازِلُ المؤمنين والكافرين، وما يَقَعُ لِبَعْضِ بِلادِ المسلمين من الزَّلازِلِ المُدَمِّرة ونحوِها؛

قَدْ يكونُ: مِنَ الابْتِلاءَاتِ التي يُكَفِّرُ اللهُ بِهَا السَّيِّئَاتِ، ويَرْفَعُ بها الدَّرَجَاتِ؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]؛ وقال سبحانه: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]؛ وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه مسلم.

 

وقَدْ يكونُ: عُقُوبَةً عَلَى المَعاصِي؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]؛ وقال: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]؛ وقال: ﴿ أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16]؛ وقال: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل: 45]. ولَمَّا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه، حَتَّى اصْطَفَقَتِ السُّرُرُ، فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ: «أَحْدَثْتُمْ؟ لَقَدْ عَجِلْتُمْ! لَئِنْ عَادَتْ؛ لَأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيْكُمْ» صحيح – رواه البيهقي.

 

وقَدْ يكونُ: ابْتِلاءً لِقَومٍ، وعُقُوبَةً لِآخَرِين مِنْ نَفْسِ البَلَدِ، وللهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ، وهو أعلمُ بِخَلْقِه: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

 

ومِنْ رَحْمَةِ اللهِ سبحانه بِوُقوعِ الزَّلَازِلِ: أنَّه يَصْطَفِي بِسَبَبِها من الشُّهَداء؛ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» رواه البخاري ومسلم.

 

ويُسْتَحَبُّ - عِنْدَ وُقوعِ الزَّلازِلِ وغَيْرِها مِنَ الآياتِ العَظِيمَة: التَّضَرُّعُ إلى تعالى، والإنابةُ إليه، والإقلاعُ عن المعاصي، والمُبادرةُ إلى التَّوبةِ، والاستغفارِ، والإلحاحُ إليه بالدُّعاءِ، والذِّكْرِ، والصَّدَقَةِ، وغَيرِها من الأسبابِ التي يُسْتَدْفَعُ به العذابُ والنِّقَم. قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]؛ وقال سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]. قال ابن تيمية رحمه الله: (السُّنَّةُ فِي أَسْبَابِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ: أَنْ يَفْعَلَ الْعَبْدُ عِنْدَ أَسْبَابِ الْخَيْرِ الظَّاهِرَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يَجْلِبُ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَعِنْدَ أَسْبَابِ الشَّرِّ الظَّاهِرَةِ مِنْ الْعِبَادَاتِ مَا يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ الشَّرَّ).

 

عباد الله.. إنَّ معرفةَ أَحوالِ الطَّقْسِ، ونُزولِ الأمطارِ، وحُدوثِ الزَّلازِلِ والفَيَضاناتِ، والبَراكينِ، وهُبوبِ الرِّياح، وتَوَقُّعَ ذلك؛ لا يَدْخُل في التَّنْجِيمِ أو ادِّعَاءِ عِلْمِ الغَيب؛ لأنَّها تُبْنَى على أُمورٍ حِسِّيَّةٍ وتَجارِبَ، ونَظَرٍ في سُنَنِ اللهِ الكونيَّة، فتُصِيبُ تارةً، وتُخطِئُ أُخرى، وليس فيها اعتقادٌ أنَّ للنجومِ تأثيرًا في الأحوالِ الأرضيَّة، ولا يُنافِي ذلك كون الزَّلازلِ والبراكينِ، والكُسوفِ أو الخُسوفِ آيةً من آياتِ اللهِ سبحانه، التي يُخَوِّفُ بها عِبادَه؛ لِيَرْجِعوا إلى ربِّهم، ويَسْتَقِيموا على طاعَتِه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عن الزلازل
  • الزلازل جند من جنود الله
  • خطبة عن الزلازل والأعاصير
  • التخويف بالزلازل
  • الزلازل مدخل قرآني وعلمي
  • الزلازل ووجوب التوبة إلى الله والاستقامة على دينه
  • كثرة الزلازل من أشراط الساعة: الآيات والعبر (خطبة)
  • عبرة الزلازل (خطبة)
  • خطبة: الزلازل عبر وعظات، وتعاون وأخلاق
  • الزلازل من أعظم المواعظ
  • خطبة الزلازل والصدقة

مختارات من الشبكة

  • خطبة: المصافحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن الافتراء والبهتان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (المنافقون)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • من غشنا فليس منا (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة: وقفات مع اسم الله العدل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوازن في حياة المسلم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة: أولادنا وإدمان الألعاب الإلكترونية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: احفظ الله يحفظك(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- شكر
جمعة عبدالستار - مصر 13/09/2023 03:55 PM

جزاكم الله خيرا ونفع بكم العباد والبلاد

2- شكر
منتصر فرج - Egypt 10/02/2023 11:56 AM

جزاكم الله خيرا..

1- شكر
عمر عوض جراد آل عويضة - السودان 10/02/2023 09:31 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية
  • التخطيط لإنشاء مسجد جديد في مدينة أيلزبري الإنجليزية
  • مسجد جديد يزين بوسانسكا كروبا بعد 3 سنوات من العمل
  • تيوتشاك تحتضن ندوة شاملة عن الدين والدنيا والبيت
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا
  • أول مؤتمر دعوي من نوعه في ليستر بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إسلامية
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/2/1447هـ - الساعة: 14:45
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب