• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    بلقيس وانتصار الحكمة
    حسام كمال النجار
  •  
    مجالات التيسير والسماحة في الشريعة الإسلامية
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    تحريم إنكار مشيئة الله تعالى أو مشيئة المخلوق
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    أشهد أن نبيـنا وسيدنا محمدا قد بلغ رسالة ربه ...
    الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
  •  
    هل تحدثت عن نعم ربك؟
    حسين أحمد عبدالقادر
  •  
    وقفات تربوية مع سيد الأخلاق
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
  •  
    حسن الظن بالمسلمين (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    تعظيم شعائر الله تعالى (درس 1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    وحدة الصف (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الهدوء لغة الأرواح الجميلة
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    الموازنة بين دعائه صلى الله عليه وسلم لأمته وبين ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (36) «من نفس ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    فضل كلمة «لا حول ولا قوة إلا بالله»
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    فوائد من طلب العلم وتعليمه والدعوة إليه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الأربعة الذين أدخلوا رواية الحديث في الأندلس
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عيش النبي صلى الله عليه وسلم سلوة للقانع وعبرة ...
    السيد مراد سلامة
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

مواعظ القرآن (3) (خطبة)

مواعظ القرآن (3) (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/5/2020 ميلادي - 10/9/1441 هجري

الزيارات: 15573

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مواعظ القرآن (3)

 

الحمد لله الذي هدانا لشهر رمضان، وشَرَعَ لنا فيه الصِّيامَ والقيام، والصلاةُ والسلام الأتمَّان على أتقى خَلْقِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه، وسَلَّمَ تسليماً كثيراُ، أمَّا بعد:

 

فمِنْ أهوالِ يوم القيامة: أنَّ الأرض تَتَخَلَّى عَمَّا في بَطْنِها من المعادنِ والناس، وفي ذلك يقول اللهُ تعالى: ﴿ وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ﴾ [الانشقاق: 3، 4]. فالأرض لَمَّا مُدَّتْ وبُسِطَتْ ألقتْ أثقالَها وما فيها من الموتى على ظهرها، وتَخلَّتْ عنهم، فألْقَتْ الأمواتَ الذين دُفِنوا فيها على ظهرها - ونحن سنكون منهم - كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ﴾ [ق: 44].

 

وتُلقِي أيضاً ما بِداخِلِها من المعادِنِ وغيرِها؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا[1] أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَتَلْتُ[2]. وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي. وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي. ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا» رواه مسلم. فقد تخَلَّت الأرضُ عنهم بعدَ أنْ كانت لهم كِفاتاً؛ أحياءً وأمواتاً، وبعدَ أنْ كانت لهم مِهاداً، لَفَظَتْهم وتَخلَّتْ عنهم، وهذا مما يزيد في رهبة الموقف وشدَّتِه والتَّضْييقِ على العباد، وأنْ لا مَلْجأ ولا منجى إلاَّ إلى الله تعالى، كما قال سبحانه: ﴿ كَلاَّ لاَ وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ﴾ [القيامة: 11، 12]. أي: ليس هناك فرارٌ ينفع صاحِبَه، ولا شيء يلجأ إليه ويحمِيه من هذا الهولِ الذي حَضَر، سواء كان حِصْناً، أو جبلاً، أو مَعْقِلاً.

 

• قال الله تعالى: ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الانشقاق: 19]. أي: لتركَبُنَّ - أيها الناس - أحوالَ الشِّدَّة، حالاً بعد حال. يُقال: وَقَعَ فُلانٌ في بناتِ طَبَقٍ، أي: وَقَعَ في أمرٍ شديد. والمعنى: لَتَمُرَّنَّ بكَ - أيها الإنسانُ وأيها الناسُ - جُملةٌ أمورٍ وأحوال؛ وهي أطوارٌ مُتعدِّدة وأحوالٌ مُتباينة، من النُّطفة إلى العلقة، إلى المُضْغة، إلى نفخِ الروح، ثم يكون ولِيدًا وطِفلاً ثم مميزًا، ثم يجري عليه قلمُ التكليف، والأمر والنهي، ثم يموت بعد ذلك، ثم يُبعث ويُجازى بأعماله، فهذه الطبقات المختلفة الجارية على العبد، دالة على أنَّ الله وحده هو المعبود، الموحَّد، المُدبِّر لعباده بحكمته ورحمته، وأنَّ العبد فقير عاجز، تحت تدبير العزيز الرحيم، ومع هذا؛ فكثير من الناس لا يؤمنون!

 

وفي قراءةٍ صحيحة: ﴿ لَتَرْكَبَنَّ ﴾[3] بفتح الباء، على أنه خِطابٌ لمفرد، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعنى: لَتَرْكَبَنَّ - يا محمدُ - حالاً بعد حال؛ من حال فقرٍ إلى حال غنًى، ومن حال ضعفٍ إلى حال قوة وظَفَرٍ وغَلَبَةٍ على المشركين المكذِّبين بالبعث؛ كما قال سبحانه: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى * َوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ﴾ [الضحى: 6-8]. وقيل: لَتَرْكَبَنَّ سماءً بعد سماء، وقد فَعَلَ اللهُ تعالى ذلك به ليلةَ المعراج، وقد قال الله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾ [الملك: 3].

 

• قال الله تعالى - في الفَرْقِ بين عذابِ جهنَّمَ، وعذابِ الحريق: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10]. إنَّ عذابَ جهنَّمَ حلَّ بالكفَّار لكفرهم. وعذابَ الحريقِ حلَّ بهم لِتحْرِيقهم المؤمنين والمؤمنات، فهناك عذابان: للكفر، ولإيذاء العباد، جزاءً وفاقاً. كما قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴾ [النحل: 88]. فعذابٌ للكفار، وعذابٌ للصَّد عن سبيل الله. وكما قال سبحانه: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 13].

 

• قال الله تعالى - مُخاطِباً نبيَّه محمداً صلى الله عليه وسلم: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ﴾ [البروج: 17-19]. والمراد بالجنود: هم فرعونُ وجنودُه، وقومُ صالحٍ المعروفون. والمراد بحديثهم: ما وَقَعَ منهم من كُفرٍ وعنادٍ وضلالٍ وظُلم، وما وقع بهم من العذاب والنَّكال. والمقصود من الآيات: ألاَّ يَظُنُّ ظانٌّ أنَّ هؤلاء الكفار - كفَّارُ مكة - لم يأتهم حديثُ الجنود، وما أحَلَّه الله بهؤلاء الجنود من العذاب، وما أنزل بهم من النكال؛ بل قد جاءتهم أخبارُ الجنود، وغيرِ الجنود أيضاً، كما قال سبحانه: ﴿ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ [الصافات: 137، 138]. والمعنى: وإنكم - يا أهلَ مكةَ - لَتَمُرُّون في أسفاركم على منازِلِ قوم لوطٍ وآثارِهم وقتَ الصباح، وَتَمُرُّون عليها ليلاً. أفلا تعقلون، فتخافوا أنْ يُصيبَكم مِثْلُ ما أصابهم؟ وكما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [الحِجر: 79]. أي: وإنَّ مَساكِنَ قومِ لوطٍ وشعيبٍ لَفِي طريقٍ واضحٍ، يمرُّ بهما الناسُ في سفرهم فيعتبرون.

 

فقد جاءت هذه الأخبارُ وبَلَغتْ الذين كفروا، ولكنهم مع ذلك كلِّه في تكذيبٍ مُستمر، وعِنادٍ دائم، ومُخالفةٍ ظاهرة، كما قال سبحانه: ﴿ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴾ [الانشقاق: 22]؛ وقوله تعالى: ﴿ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴾ [ص: 2]. فهذا شأنُهم وذاك ديدنُهم منذ زمنٍ بعيد. وفيه تسليةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فإنْ كُنْتَ - يا محمد - قد كُذِّبْتَ من هؤلاء الكفار؛ فهذا شأنُ الكفَّارِ مع غيرِك أيضاً، فهم في تكذيبٍ دائمٍ للرسل ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ﴾ [الأنعام: 34]. فالأمرُ الذي يَلْزَمُكَ إذاً؛ أنْ تصبِرَ كما صبر أولو العزمِ من الرسل.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله... عبادَ الله.. قال الله تعالى: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى ﴾ [الأعلى: 6]. من إعجاز هذه الآية؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان رجلاً أُمِّياً لا يقرأ، ولا يكتب؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ﴾ [العنكبوت: 48]. وبَيَّنَ هذه الأُميَّةَ في قوله سبحانه: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ﴾ [الأعراف: 157]، ومع ذلك حَفِظَ القرآنَ كلَّه عن ظهرِ قلبٍ، فلا ريب أنه أمر خارِقٌ للعادة، فيكون ذلك مُعجِزاً. والله تعالى أخبرَ في هذه السورة - سورة الأعلى - وهي من أوائل ما نزل بمكة؛ أخبرَ فيها أنه سَيُقرِئُه القرآنَ ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى ﴾ أي: سنحفظ ما أوحينا إليك من الكتاب، ونوعيه قلبَك، فلا تنسى منه شيئًا، وهذه بِشارةٌ كبيرة من الله تعالى للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ اللهَ سبحانه سيعلمه علمًا لا ينساه. فَوَجْهُ الإعجازِ من الآية؛ أنه إخبارٌ بالغيب، فوقَعَ كما أُخُبِر به.

 

لكن بالنسبة لنا - أيها الأحبة - فإنَّ من أهم الأسباب المُعينة لنا على حِفْظِ القرآن وعدمِ نسيانه: تعاهدُ القرآن ومداومةُ قراءتِه ومُراجعتِه؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ؛ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ» رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم: «وإِذَا قَامَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ذَكَرَهُ وَإِذَا لَمْ يَقُمْ بِهِ نَسِيَهُ». وقال أيضاً: «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا» رواه البخاري.

 

ومن أسباب حِفظِ القرآن: التَّخفُّفُ من الذنوب والمعاصي؛ فإنَّ الذنوب والمعاصي تُزِيلُ النِّعَم، وحِفظُ كتابِ الله من أعظمِ النِّعم، وضَياعُه وذَهابُه مُصيبةٌ من المصائب الكُبرى، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، ومن ذلك: طَلَبُ الثباتِ من الله؛ فهو سبحانه قادر على إذهابه بعد حِفظِه؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً ﴾ [الإسراء: 86].

 

• قال الله تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ﴾ [الأعلى: 9، 10]. هذه الآية تتعلَّق بالنُّصح والوَعظ؛ فذكِّرْ - أيها الداعيةُ؛ أيها الواعِظُ - ما دامَت الذِّكرى مقبولةً، والموعظةُ مسموعة، سواء حَصَلَ من الذِّكرى جميعُ المقصود أو بعضُه. فإنْ ترجَّح لدى الناصح أنهم ينتفعون بالذِّكرى؛ فهؤلاء يُذَكَّرون؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]؛ لأنَّ ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة، واتِّباعِ رِضوان الله، يُوجِبُ لهم أنْ تنفعَ فيهم الذِّكرى، وتقعَ الموعظةُ منهم موقِعَها. وأمَّا إنْ ترجَّحَ للناصِحِ عدمُ الانتفاع بالذِّكرى؛ كمَنْ بُيِّنَ له مِراراً وتكراراً، فما وُجِدَ منه إلاَّ السُّخريةُ والاستهزاءُ من الدِّين، ومُحاربةُ أهلِه، ومُحاربةُ الواعِظين، وليس له معه إيمانٌ، ولا استعدادٌ لِقَبول التَّذكير، فهذا لا نَفْعَ في تذكيرِه، فهو بمنزلة الأرض السَّبِخَة، التي لا يُفيدها المطرُ شيئًا، وهؤلاء الصِّنف، هم المَذْكورون في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ﴾ [يونس: 96، 97]. وهذا الذي جعل موسى - عليه السلام - يدعو ربَّه قائلاً: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ﴾ [يونس: 88].



[1] (تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا): أي: تُخْرِج كُنوزَها المَدْفونة فيها. والأفْلاذُ: جَمْع فِلَذٍ. والفِلَذُ: جمع فِلْذَة وهي القطعة المقطوعة طُولاً. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3 /914).

[2] (فِي هَذَا قَتَلْتُ): أي: من أجل هذا وبسببه. انظر: شرح النووي على مسلم (7 /98).

[3] ﴿ لَتَرْكَبَنَّ ﴾ بفتح الباء، وهي قراءة ابن كثيرٍ، وحمزة، والكسائي. انظر: تفسير الطبري، (24 /256).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الداعية ومواعظ القرآن
  • مواعظ القرآن (1) (خطبة)
  • مواعظ القرآن (2) (خطبة)
  • مواعظ القرآن (4) (خطبة)
  • مواعظ القرآن الكريم أعظم المواعظ

مختارات من الشبكة

  • خطبة: موعظة الإمام مالك بن أنس للخليفة هارون الرشيد رحمهما الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإحصاء في القرآن الكريم والسنة النبوية: أبعاد ودلالات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عظمة القرآن تدل على عظمة الرحمن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بشارة القرآن لأهل التوحيد (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (28) «وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة...» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حسن الظن بالمسلمين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وحدة الصف (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • عيش النبي صلى الله عليه وسلم سلوة للقانع وعبرة للطامع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العلم والعلماء والتذكير بالموت والفناء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة
  • برنامج تعليمي إسلامي شامل لمدة ثلاث سنوات في مساجد تتارستان
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/4/1447هـ - الساعة: 12:32
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب