• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج
علامة باركود

خطبة عن أعمال عشر ذي الحجة

فضل العمل في العشر من ذي الحجة (خطبة)
أ.د. محمود عبدالعزيز يوسف حجاب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/8/2018 ميلادي - 6/12/1439 هجري

الزيارات: 14797

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عن أعمال عشر ذي الحجة

 

الحمدُ لله ربِّ العالمين، نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللَّهم صلِّ على سيدنا محمدٍ النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته، كما صليت ربنا على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، أَيُّها الأحبة في الله؛ أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله جلَّ وعلا.

 

يقول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ونحن في هذه الأيام أَيُّها الأحبة، يستعد حجاج بيت الله عَزَّ وَجَلَّ إلى التوافد إلى الأراضي الحجازية لأداء مناسك الحج، ونسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال.

 

♦ يوم عرفة أشد الأيام على الشيطان:

أَيُّها الأحبة في الله، بعد أيام قليلة يحل علينا يوم عرفة، ويوم عرفة هو أشد الأيام على الشيطان، يحثو الشيطان التراب على رأسه، ولسان حاله: يا ويلي يا ويلي، أُضل ابن آدم طوال العام ويُغفر لهم في هذا اليوم؟! من أجل هذا يكون يوم عرفة أشد يوم على الشيطان.

 

♦ يوم عرفة يكفر الكبائر أم الصغائر؟

وكما تعلمون أَيُّها الأحبة قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل يوم عرفة: «إني لأحتسب على الله جلَّ وعلا أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين»[1] والسؤال هنا أَيُّها الأحبة، سأطرح على حضراتكم سؤالاً وأتمنى من كل أخٍ فاضل أن يتدبر معي جواب هذا السؤال، السؤال الآن: رجل مُكِبٌّ على ارتكاب كبائر الذنوب، ثُمَّ يأتي يوم عرفة من كل سنة فيصوم هذا اليوم بنية أن يكفر الله عنه خطاياه وكبائره، فهل هذا الفهم صحيح أم أن هناك فهمًا آخر؟

 

والحقيقة أَيُّها الأحبة: أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين» المراد بالتكفير هنا تكفير صغائر الذنوب، وليس كبائر الذنوب، والفهم الصحيح أَيُّها الأحبة أن المسلم يستقبل يوم عرفة بتوبة خالصة لله جلَّ وعلا من كبائر الذنوب، والله تعالى يقبل التوبة عن عباده، والله تعالى يقول: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53]؛ إذًا المطلوب من كل مسلم أن يستقبل يوم عرفة بتوبة إلى الله من كبائر الذنوب ومن صغائر الذنوب.

 

كبائر الذنوب: الإقلاع عنها، والندم على فعلها، والعزم على ألا يعود إليها أبدًا.

وصغائر الذنوب: أن يترك الإصرار عليها؛ لأن الإصرار على الصغيرة يحولها من صغيرة إلى كبيرة، على الراجح من أقوال أهل العلم.

 

♦ المبادرة بالتوبة:

إذًا أَيُّها الحبيب، إذا علمت عن إنسان أنه مُصِرٌّ على ارتكاب الكبائر ويقول: الله تعالى سيغفر لي كبائري بصيام يوم عرفة، وهذا فهم خاطئ، الفهم الصحيح: أن تستقبل يوم عرفة بتوبة وندم وإقلاع عن تلك الكبائر التي يرتكبها الإنسان، وإن لم تستقبل يوم عرفة بتوبة لن تكون من أهل تلك المغفرة، يعني أهل تلك المغفرة يُشترط لهم أن يستقبلوا يوم عرفة بتوبة، فإن لم يستقبل يوم عرفة بتوبة لن يستفيد بهذا اليوم أبدًا، لن يستفيد بمغفرة الله عَزَّ وَجَلَّ، فالمغفرة تكون لمن تاب وأناب: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ ﴾ لمن أصر على المعصية واستقبل يوم عرفة بالإصرار والتخطيط للمعصية في يوم العيد؟ لأن هناك من يخطط للمعصية يوم العيد وإجازة العيد، فكيف سيتوب الله عليه، وقد خطط للمعصية في العيد وبعد العيد؟ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ ﴾ [طه: 82] عزم على التوبة، عزم أن يستقبل يوم عرفة بتوبة خالصة لله، لا يتلاعب، التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والراجع إلى الذنب كالمستهزئ بربه.

 

فهنا أراد أن يتوب فاستقبل يوم عرفة بتوبة خالصة لله جلَّ وعلا من كبائر الذنوب ومن صغائر الذنوب، وعزم على التوبة وندم على ما اقترفته يداه، فهذا يستفيد من يوم عرفة، هذا إن شاء الله عَزَّ وَجَلَّ من المغفور لهم في يوم عرفة، هذا كفَّر الله عنه خطاياه في يوم عرفة، هذا إذا حج خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، أما أن يكون الإنسان مُصِرًّا وعازمًا على ارتكاب المعاصي في العيد وفي إجازة العيد ويقول: سينفعني يوم عرفة؟ كلا أخي الحبيب.

 

ولذا نقول: الفقهاء اتفقوا على أن يوم عرفة يفيد من عزم على التوبة من كبائر الذنوب، فإذا دخل يوم عرفة وصان سمعه وبصره لله عَزَّ وَجَلَّ في هذا اليوم خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكفَّر الله عنه خطاياه، فنسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يوفق جميع إخواننا وأحبابنا وأن يوفقنا ونحن بين يديه، أن يوفقنا الآن وأن يكتب لنا التوبة الآن، وأن يتوب علينا جميعًا، وأن نخرج من يوم عرفة كيوم ولدتنا أمهاتنا إن شاء الله جلَّ وعلا.

 

♦ أعمال يوم عرفة:

ثُمَّ بعد ذلك أَيُّها الحبيب الكريم؛ البيت كله صائم، الأبناء، البنات، الزوجة، الأهل جميعًا صائمون يوم عرفة، ونحن في صبيحة يوم عرفة نكبر تكبير العيد، من يوم عرفة، من صبيحة يوم عرفة، والتكبير نوعان: تكبير مُقَيَّد، وتكبير مُطْلَق.

 

التكبير المقيد هو المرتبط بالصلوات الخمس المكتوبة، فإذا صلينا الظهر يوم عرفة إن شاء الله عَزَّ وَجَلَّ في هذا المسجد المبارك وفي جميع مساجد المسلمين نكبر عقب الصلوات المكتوبة: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" ونكرر ذلك وترًا.

 

ويستمر التكبير يوم عرفة عقب الصلوات المكتوبة في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ويستمر التكبير في يوم عيد الأضحى في صلاة العيد، ويوم العيد، ثُمَّ أيام التشريق الثلاث، ثاني أيام العيد وثالث أيام العيد ورابع أيام العيد، وينتهي التكبير بعد صلاة عصر رابع أيام العيد، وكما يعبر الفقهاء: ينتهي التكبير بعد غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وهو يوم ثلاثة عشر من ذي الحجة، رابع أيام العيد ينتهي التكبير المقيد والمطلق.

 

وأما التكبير المطلق (هذا التكبير المقيد ما كان عقب الصلوات المكتوبة)، وهو ما يكون من التكبير في الأسواق، وما يكون في التكبير في الأماكن العامة والخاصة، فيكبر الإنسان إذا ركب سيارته "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد" فيكبر الإنسان، هذه سُنَّة، وكما ذكرت لحضراتكم في الجمعة الماضية: أن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وعن أبيه كان يكبر في السوق، فيكبر أهل السوق لتكبير عبد الله بن عمر ثُمَّ ترتج المدينة النبوية بالتكبير. فالمسلم يحرص على إحياء هذه السُّنَّة، أن يكبِّر وهو يخرج لصلاة العيد ويلبس أفضل الثياب، ويتطيب ويغتسل، وغسل العيد سُنَّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولبس أفخر الثياب، والذهاب من طريق والعودة من طريق.

 

والأهم من ذلك أَيُّها الحبيب الكريم: أن تسامح مَن ظلمك، وأن تسامح مَن قاطعك من اعتدى عليك أو خاصمك، وسلامة القلب لا يعدلها شيء: ﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 87 - 89]، فالقلب السليم هو الخالي من البغضاء والشحناء والكراهية، وأفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان، فقالوا: يا رسول الله، صدوق اللسان نعرفه، فما هو مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي الذي لا يحمل في قلبه بغضًا ولا غشًّا لأحد»[2]، فالمسلم الذي هجر أخاه ينبغي عليه أن يصطلح في هذا اليوم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خيركم من يبدأ أخاه بالسلام»[3] فكن أنت البادئ أخي الكريم، ولا تكن عونًا للشيطان على أخيك المسلم، ولكن أرغم أنف الشيطان في ذلك اليوم، وأعظم الناس حقًّا على الرجل في هذه الأيام المباركة أيام العيد: أمه، ثُمَّ أبوه. أول اسم في كشف صلة الأرحام الأم، فالمسلم يراعي الله عَزَّ وَجَلَّ في الوالدين في هذه الأيام المباركة فيدخل عليهما السرور والفرح، ويطلب منهما الرضى عنه وعن أبنائه وعن زوجته، ويطلب منهما الدعاء والمسامحة في هذا اليوم العظيم المبارك (يوم العيد).

 

♦ الأضحية:

ثُمَّ هو يبدأ باسم الله ويذبح الأضحية، وأنا أكرر ندائي على أحبابي وعلى إخواني من المسلمين ممن حضر بين يدي الآن في هذه الخطبة، أكرر ندائي، بأنَّ مَن لم ينوِ أن يضحي فليعزم الآن على الأضحية، وأقول لك أخي الحبيب: هناك نصٌّ في السُّنة، نص تحذيري من النبي صلى الله عليه وسلم لمن عنده القدرة المالية أن يضحي فلم يضحِ فلم يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا، «من آتاه الله مالاً أن يضحي فلم يضحِ فلا يقربن مصلانا»[4] أي: لا يصلي معنا صلاة العيد، وهذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الغنى والجاه أن يزهدوا، لماذا زهدوا في هذه السُّنَّة؟! فهذه سُنَّة عظيمة تدفع عنك الشر، وإن شاء الله تكون سببًا في جلب الخير: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ﴾ [البقرة: 245].

 

فالمسلم يتاجر مع الله عَزَّ وَجَلَّ، والأمر لن يكلفك شيئًا، إذا ذهبت في أي يوم إلى الجمعيات (التسوق) ستجد أخًا (مُسلمًا) لك في الله يجلس فأعطه ما تذبح به ذبيحة وترسلها إلى إخوانك المسلمين في البلاد المسلمة المنكوبة، لك أجر عظيم عند الله عَزَّ وَجَلَّ، أفضل قربى يتقرب بها الإنسان إلى الله جلَّ وعلا يوم عيد الأضحى نهر الدماء، أن تجري دماء الهدي ودماء بهيمة الأنعام في هذا اليوم بأمر الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بالذبح والأضحية. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ضحوا فإنها سُنَّة أبيكم إبراهيم»[5] وضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، فقال في الأول: «بسم الله والله أكبر، اللَّهم إن هذا عن محمد وآل محمد» وقال في الثاني: «اللَّهم إن هذا عن الفقراء من أمة محمد»[6]. فلا تحزن أخي الفقير فقد ضحى عنك النبي صلى الله عليه وسلم، فما بال الأغنياء!

 

إن شاء الله الأمة فيها خير عظيم، ولكن حتى كلامي لصغار الموظفين، صغار الموظفين قد منَّ الله عليك بسعة في الرزق، فلماذا تحرم نفسك هذا الأجر؟ أجر الأضحية، ضحِّ، أرسل لإخوانك المسلمين، من استطاع أن يضحي داخل الدولة ضحى وله أجر عظيم..

 

فنقول أَيُّها الأحبة الكرام: المسلم لا يحرم نفسه يوم العيد بأن يأخذ الأجر، وبمجرد أن تصلي صلاة العيد يجوز لك تحلق وأن تتنظف وأن تزيل الأظافر بعدما كنا قلنا: إذا دخل العشر من ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن أظافره وعن أشعاره، أما الآن فبعد صلاة العيد مباشرةً حتى ولو كنت وكَّلت في الذبح فتستطيع بعد صلاة العيد مباشرةً أن تحلق وأن تزيل الأذى عن نفسك.

 

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينصر الإسلام وأن يعز المسلمين، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، التائب حبيب الرحمن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

أَيُّها الأحبة في الله، ويوم عرفة يوم عظيم على الله جلَّ وعلا يُكثِر فيه المسلم من ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ:

أولاً: فلتعزم من الآن على أن تحافظ على الصلوات الخمس في جماعة في يوم عرفة، فلا تفُتك صلاة إلا وأنت في بيت الله عَزَّ وَجَلَّ. بل إن بعض العلماء الربانيين مَن يعتكف في هذا اليوم، يعني: يقضي أكثر يومه في بيت الله عَزَّ وَجَلَّ، إذا لم يكان حاجًّا، فيمكث ويلزم المسجد أكثر اليوم حتى يصون سمعه وبصره، فلا يفعل إلا ما يرضي الله جلَّ وعلا في هذا اليوم، ويكثر من قراءة القرآن ويكثر من الدعاء، ادعُ لنفسك بخير، ادعُ لأمتك، ادعُ للإسلام والمسلمين أن يفرج الله الكرب وأن يمكن الله لأمة الإسلام، عليك مسؤولية كبيرة وأنت على ثغر من الثغور، فينبغي عليك أن تجتهد بالدعاء إلى الله عَزَّ وَجَلَّ وأن تستغفر الله تعالى.

 

وإني أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لنا جميعًا في هذا اليوم العظيم المبارك، اللَّهم إنا نسألك أن تغفر لنا جميعًا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللَّهم انصر إخواننا المرابطين في بلاد الشام يا رب العالمين، اللَّهم انصرهم بنصرك وأيدهم بتأييدك يا قوي يا متين، اللَّهم احقن دماء المسلمين في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللَّهم أعِنَّا على صلة الأرحام وإدخال السرور على المسلمين، اللَّهم أعِنَّا على صلة الأرحام وإدخال السرور على الفقراء واليتامى والمحتاجين يا رب العالمين، اللَّهم تقبل منا ضحايانا يا رب العالمين، تقبل منا أضحيتنا وتقبل منا سائر أعمالنا يا رب العالمين، اللَّهم يسر لحجاج بيتك حجهم هذا العام يا رب العالمين، واجعله حجًّا مقبولاً، واجعل سعيهم مشكورًا يا رب العالمين، اللَّهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا، سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللَّهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



[1] أخرج مسلم في صحيحه (2/ 818)، كتاب الصيام، بَابُ اسْتِحْبَابِ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ وَالِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، رقم: (1162) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: رَجُلٌ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَيْفَ تَصُومُ؟ فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، غَضَبَهُ، قَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ حَتَّى سَكَنَ غَضَبُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قَالَ: «لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ» - أَوْ قَالَ - «لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ» قَالَ: كَيْفَ مَنْ يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: «وَيُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ؟» قَالَ: كَيْفَ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: «ذَاكَ صَوْمُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام» قَالَ: كَيْفَ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».

[2] أخرجه ابن ماجه في سننه ت الأرناؤوط (5/ 299)، أبواب الزهد، بَابُ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى، رقم: (4216). صححه شعيب الأرناؤوط.

[3] أخرجه البخاري في صحيحه (8/ 21)، كتاب الأدب، باب الهجرة، رقم: (6077) عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ: فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ».

[4] أخرجه ابن ماجه في سننه سنن ابن ماجه ت الأرناؤوط (4/ 302)، أبواب الأضاحي، بَابُ الْأَضَاحِيِّ وَاجِبَةٌ هِيَ أَمْ لَا؟ رقم: (3123) ولفظه: «مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا»، ضعفه شعيب الأرناؤوط، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1106)، رقم: (6490).

[5] أخرج أحمد في مسنده ط الرسالة (32/ 34)، رقم: (19283) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قُلْتُ: أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ». قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: «بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ: «بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ». ضعفه شعيب الأرناؤوط.

[6] أخرج أحمد في مسنده ط الرسالة (43/ 37)، رقم: (25843) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ضَحَّى اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ، سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوئَيْنِ قَالَ: فَيَذْبَحُ أَحَدَهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ مِمَّنْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلَاغِ، وَيَذْبَحُ الْآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ". صححه شعيب الأرناؤوط.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل أيام العشر من ذي الحجة ( خطبة )
  • المنحة في فضل العشر من ذي الحجة (خطبة)
  • خطبة عن فضائل العشر من ذي الحجة والحج
  • الوصايا العشر في العشر من ذي الحجة!
  • أيام العشر من ذي الحجة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أعمال عشر ذي الحجة (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأعمال العشر لعشر ذي الحجة (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: العشر من ذي الحجة: فضائلها والأعمال المستحبة فيها(مقالة - ملفات خاصة)
  • العشر من ذي الحجة: فضائلها والأعمال المستحبة فيها (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضل العمل في العشر من ذي الحجة (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عن العمل الصالح في عشر ذي الحجة(مقالة - ملفات خاصة)
  • نيات خالصات بلا أعمال خير من أعمال بلا نيات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعمال صالحة في عشر ذي الحجة(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • أعمال اليوم الثاني عشر من ذي الحجة(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب