• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الذكر والدعاء
علامة باركود

فضائل الاستغفار وشكر الله

فضائل الاستغفار وشكر الله
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/5/2022 ميلادي - 7/10/1443 هجري

الزيارات: 6865

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضائل الاستغفار وشكر الله

 

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 1، 2]، إن الإكثار من الاستغفار وذكر الله تعالى وشكره سبحانه على نعمه الكثيرة، له فضائل عظيمة للمسلم، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

 

فضل الاستغفار:

معنى الاستغفار:

الاستغفار: هو طلب المسلم من الله تعالى أن يستر ذنوبه، ويعفو عنها.

قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 9].

 

♦ قال الإمام الطبري رحمه الله: "قوله: ﴿ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ﴾؛ أي: لهؤلاء الذين وفوا بالعقود والميثاق الذي واثقهم به ربهم مغفرة؛ وهي ستر ذنوبهم السالفة منهم عليهم، وتغطيتها بعفوه لهم عنها، وتركه عقوبتهم عليها وفضيحتهم بها؛ [تفسير الطبري، ج: 8، ص: 225].

 

♦ روى الترمذي عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرةً))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي، للألباني، حديث: 2805].

 

♦ قوله: ((ما دعوتني ورجوتني)): أي: ما دمت تدعوني وترجوني.

♦ قوله: ((ولا أبالي))؛ أي: لا أهتم بكثرة ذنوبك؛ لأنه لا معقب لحكمي ولا مانع لعطائي.

قال الطيبي رحمه الله: "أي: لا يُسأل الله تعالى عما يفعل".

 

♦ قوله: ((عنان السماء)): أي: سحابها.

 

♦ قوله: ((بقراب الأرض خطايا)): أي: بمثل الأرض خطايا؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 4، ص: 1620].

 

♦ روى الشيخان عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: ((أذنب عبد ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد، فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد، فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت؛ فقد غفرتُ لك))؛ [البخاري، حديث: 7507، مسلم، حديث: 2758].

 

♦ روى الترمذي عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك إلا غُفر له ما كان في مجلسه ذلك))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي، للألباني، حديث: 2730].

 

♦ قوله: ((من جلس مجلسًا))؛ أي: ما جلس شخص مجلسًا.

♦ قوله: ((لغطه))؛ أي: تكلم بما فيه إثم.

♦ قوله: ((أشهد أن لا إله إلا أنت)): إقرار بالتوحيد في الألوهية.

♦ قوله: ((أستغفرك وأتوب إليك)): اعتراف بالتقصير في العبودية.

 

♦ قوله: ((إلا غفر له ما كان))؛ أي: من اللغط في مجلسه ذلك؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 4، ص: 1689].

 

♦ روى ابن ماجه عن عبدالله بن بسر، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه، للألباني، حديث: 3078].

 

♦ روى أحمد عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قال: وعزتك يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، قال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني))؛ [حديث حسن، صحيح الجامع، للألباني، حديث: 1650].

 

♦ قوله: ((الشيطان))؛ أي: إبليس.

♦ قوله: ((لا أبرح))؛ أي: لا أزال.

♦ قوله: ((أغوي عبادك)): أي: أضلهم؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 4، ص: 1624].

 

فضل ذكر الله تعالى:

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 43].

 

♦ قال سبحانه: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

 

♦ قال الإمام الطبري رحمه الله: "يعني تعالى ذكره بذلك: فاذكروني أيها المؤمنون بطاعتكم إياي فيما آمركم به وفيما أنهاكم عنه، أذكركم برحمتي إياكم ومغفرتي لكم"؛ [تفسير الطبري، ج: 2، ص: 695].

 

♦ قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

♦ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 28]؛ أي: تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولًى ونصيرًا؛ ولهذا قال: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]؛ أي: هو حقيق بذلك"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 4، ص: 455].

 

♦ روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، قال: ((كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة))؛ [مسلم، حديث 2698].

 

♦ روى مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرار، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل))؛ [مسلم، حديث 2693].

 

♦ روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه: قال: قال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ [البخاري، حديث: 4205، مسلم، حديث: 2704].

 

♦ قال الإمام النووي رحمه الله: "قال العلماء: سبب ذلك أن لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر، ومعنى الكنز هنا أنه ثواب مدخر في الجنة، وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم"؛ [صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 17، ص: 26].

 

♦ قوله: ((لا حول))؛ أي: لا يستطيع العبد أن يتحول عن المعاصي إلا بعصمة الله تعالى له.

 

♦ قوله: ((ولا قوة))؛ أي: لا قوة للعبد على الطاعات إلا بتوفيق الله تعالى؛ [التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن، ج: 29، ص: 378].

 

♦ روى الترمذي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غُرست له نخلة في الجنة))؛ [حديث صحيح، صحيح الجامع، للألباني، حديث 6429].

 

♦ روى الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق الفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي، للألباني، حديث: 2687].

 

ثـمرات ذكر الله تعالى:

ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أكثر من مائة فائدة من فوائد ذكر الله تعالى، نستطيع أن نوجزها في الأمور التالية:

1) ذكر الله تعالى يطرد الشيطان، ويرضي الرحمن عز وجل.

2) ذكر الله تعالى يزيل الهم والغم عن القلب، ويجلب له الفرح والسرور.

3) ذكر الله تعالى يجلب للعبد الأرزاق والنعم، ويدفع عنه الشرور والنقم.

4) ذكر الله تعالى ينير وجه العبد وقلبه، ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة.

5) ذكر الله تعالى يورث الذاكر المحبة، التي هي روح الإسلام، ويسهل له الصعب.

6) ذكر الله تعالى يورث العبد المراقبة حتى يدخله باب الإحسان.

7) ذكر الله تعالى يورث الذاكر الإنابة، وهي الرجوع إلى الله سبحانه.

8) ذكر الله تعالى يفتح للعبد أبوابًا عظيمة من أبواب المعرفة.

9) ذكر الله تعالى يورث الذاكر الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.

10) ذكر الله تعالى يمحو الخطايا، لأنه من أعظم الحسنات.

11) ذكر الله تعالى من أيسر العبادات وأفضلها.

12) ذكر الله تعالى سبب لابتعاد العبد عن الغيبة والنميمة والكذب.

13) ذكر الله تعالى يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة، فإن كل مجلس بدون ذكر الله تعالى يكون حسرة.

14) ذكر الله تعالى نور للعبد في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له يوم القيامة.

15) ذكر الله تعالى يجعل العبد قريبًا من الله، وهذه المعية الخاصة.

16) ذكر الله تعالى يعدل عتق الرقاب وإنفاق الأموال والجهاد في سبيل الله سبحانه.

17) ذكر الله تعالى علاج للقلوب ودواء لأمراضها.

18) ذكر الله تعالى رأس الشكر، وجميع الأعمال إنما شرعت لذكر الله سبحانه.

19) ذكر الله تعالى مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى للعبد يوم الحر الأكبر، يوم القيامة.

20) ذكر الله تعالى يجلب صلاة الله تعالى وملائكته على العبد الذاكر.

21) ذكر الله تعالى غرس الجنة، كما أنه من المجالس التي تحضرها الملائكة.

22) ذكر الله تعالى يعين على طاعة الله تعالى، كما أنه أمان للعبد من النفاق.

23) ذكر الله تعالى يعطي العبد قوةً حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يقدر عليه بدونه.

24) ذكر الله تعالى يجلب الأمان من نسيان الله، الذي هو سبب شقاء العبد.

25) ذكر الله تعالى سبب لأن يباهي الله سبحانه بالعبد الذاكر الملائكة؛ [الوابل الصيب، لابن القيم، ص: 61: ص: 117].

 

شكر الله على فضله:

معنى الشكر:

الشكر في اللغة: هو الثناء على المحسن لما قام به من المعروف؛ [لسان العرب، لابن منظور، ج: 4، ص: 424].

 

♦ شكر الله تعالى: هو الاعتراف بجميع نعم الله تعالى، والثناء على الله بها، والاستعانة بها على طاعته؛ [تفسير السعدي، ص: 943].

قال الله تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114].

 

♦ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأكل رزقه الحلال الطيب، وبشكره على ذلك، فإنه المنعم المتفضل به ابتداءً، الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 4، ص: 609].

 

♦ قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "جعل الله تعالى الشكر سببًا للمزيد من فضله، وحارسًا وحافظًا لنعمته"؛ [مدارج السالكين، لابن القيم، ج: 2، ص: 232].

 

♦ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

 

♦ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]؛ أي: أعلمكم بوعده لكم.

 

♦ قوله: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]؛ أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها. قوله: ﴿ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ ﴾؛ أي: كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها.

 

قوله: ﴿ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾؛ وذلك بسلبها عنهم، وعقابه إياهم على كفرها؛ [تفسير ابن كثير، ج: 4، ص: 479].

 

♦ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145].

 

♦ قال الإمام ابن كثير رحمه الله "قوله: ﴿ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾؛ أي: سنعطيهم من فضلنا ورحمتنا في الدنيا والآخرة بحسب شكرهم وعملهم"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 2، ص: 130].

 

♦ روى مسلم عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها))؛ [مسلم، حديث: 2734].

 

♦ روى مسلم عن صهيب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له))؛ [مسلم، حديث: 2999].

 

♦قوله: ((لأمر المؤمن))؛ أي: لشأن المؤمن، وما له في كل حاله.

 

♦ قوله: ((كله خير))؛ أي: خير له في المآل، وإن كان بعضه شرًّا صوريًّا في الحال.

 

♦ قوله: ((أصابته سراء))؛ أي: نعماء، وسعة عيش، ورخاء، وتوفيق طاعة.

 

♦ قوله: ((أصابته ضراء))؛ أي: فقر ومرض ومحنة؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 8، ص: 3317].

 

♦ روى الترمذي عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ((الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي، للألباني، حديث: 2021].

 

♦ قوله: ((الطاعم))؛ أي: الآكل الشارب.

 

♦ قوله: ((الشاكر)): قيل: أقل شكره أن يسمي الله تعالى إذا أكل، ويحمده إذا فرغ.

 

♦ قوله: ((بمنزلة الصائم الصابر))؛ أي: له مثل ثواب الصائم الصابر على الجوع والعطش؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 7، ص: 2712].

 

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

 

كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التذكار بفضائل الاستغفار
  • فضائل الاستغفار في القرآن الكريم والسنة النبوية
  • في فضائل الاستغفار

مختارات من الشبكة

  • الاستغفار فوائد وثمار: أقوال ونصوص رائعة في الاستغفار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستغفار.. فضائل وأسرار(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الاستغفار: فضائل وضوابط وقواعد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضائل وثمرات الاستغفار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل ملازمة الاستغفار(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • فضائل الاستغفار(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رمضان شهر الاستغفار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستغفار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة قصيرة عن الاسـتغفار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الشكر وجزاء الشاكرين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب