• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الذكر والدعاء
علامة باركود

حصول الرفق بأصول الرزق - للعلامة السيوطي

حصول الرفق بأصول الرزق - للعلامة السيوطي
محمد آل رحاب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/8/2016 ميلادي - 6/11/1437 هجري

الزيارات: 24211

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(حصول الرفق بأصول الرزق)

للعلامة السيوطي

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد:

فقد منَّ الله تعالى عليَّ ونظمتُ عصارة جزء (حصول الرفق بأصول الرزق)؛ للعلَّامة السيوطي في أرجوزة سمَّيتُها (نصح الخلق)، ونشرتُها على شبكة الألوكة، فسألني غير واحد في نشر النصِّ المنظوم، فحقَّقتُ طَلِبَتَهم، وها هو بين يديكم.

 

تنبيه:

أورد المؤلِّف فيه عدَّة أحاديث لا تصحُّ، ولكن كعادته رحمه الله في الجَمع ومحاولة استقصاء ما ورَد في الباب الذي يؤلِّف فيه، وعزوه لكلِّ حديث وأثَر، ومن أحال فقد برئ؛ كما قرَّره غيرُ واحد من العلماء الأكابر، وكما هو نَهج المتقدمين من المحدِّثين، والله المستعان، وعليه التكلان.

♦ ♦ ♦

 

نص الكتاب:

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.

وبعد:

فقد سألني سائلٌ فيما ورَد في الحديث من الأذكار والأفعال الجالِبة للرِّزق؛ ليُلازمها مَن ضاق عليه رِزقه وتعسَّرت معيشتُه، ثمَّ سألني آخر وآخر، فجمعتُ لهم هذا الجزء، وسمَّيتُه: حصول الرفق بأصول الرزق، ورتبته على فصلين:

الفصل الأول:

فيما ورد من الأذكار والدعوات:

♦ أخرج الطبراني في (الأوسط) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كثرَت ذنوبه، فليستغفِر الله، ومن أَبطأ رِزقه، فليكثر مِن: لا حول ولا قوة إلَّا بالله)).

 

♦ وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لَزِم الاستغفار، جعل الله له من كلِّ ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرَجًا، ورزقه من حيث لا يَحتسب)).

 

♦ وأخرج أبو عبيد في (فضائل القرآن) والحارث بن أبي أسامة وأبو يعلى في (مسنديهما) وابن مردويه في (تفسيره) والبيهقي في (شعب الإيمان) عن ابن مسعود قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن قرأ سورةَ الواقعة كلَّ ليلة، لم تصبه فاقة)).

 

♦ وأخرج ابن مردويه عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سورة الواقعة سورة الغِنى، فاقرؤوها وعلِّموها أولادَكم)).

 

♦ وأخرج ابن السنِّي عن ابن عمر، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يَمنع أحدَكم إذا عَسر عليه أمر مَعيشته أن يقول إذا خرَج من بيته: بسم الله على نَفسي ومالي وديني، اللهمَّ رضِّني بقضائك، وبارك لي فيما قدَّرتَ؛ حتى لا أحبَّ تعجيل ما أخَّرتَ، ولا تأخير ما عجَّلتَ)).

 

♦ وأخرج الطبراني في (الأوسط) عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لما أهبط الله آدمَ إلى الأرض، قام وجاء الكعبةَ وصلَّى ركعتين، فألهمه الله هذا الدعاء:

♦ اللهمَّ إنَّك تعلم سرِّي وعلانيتي فاقبل مَعذرتي، وتَعلم ما في نَفسي فاغفِر لي ذنوبي، اللهمَّ إني أسألك إيمانًا يباشر قَلبي، ويقينًا صادقًا حتى أعلم أنَّه لا يصيبني إلَّا ما كتبتَ لي، ورضِّني بما قضيتَ لي، فأوحى الله تعالى إليه:

♦ يا آدم، قد قبلتُ توبتك، وغفرتُ لك ذنبَك، ولن يدعو أحدٌ بهذا الدعاء إلَّا غفرتُ له ذنبه، وكفيتُه الهمَّ من أمره، وزجرتُ عنه الشيطان، وأنجزتُ له من وراء كل تاجر، وأقبلَت إليه الدنيا راغِمة وإن لم يُرِدْها)).

له شاهِد من حديث بريدة، وأخرجه البيهقي في (الدعوات الكبير).

 

♦ وأخرج أبو نعيم والخطيب في (رواة مالك) والديلمي في (مسند الفردوس) عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال في كلِّ يوم مائة مرة: لا إله إلا الله الملك الحق المبين، كان له أمانًا من الفَقر، وأُنسًا مِن وحشة القبر)).

 

♦ وأخرج الطَّبراني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قرأ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] حين يَدخل منزلَه، نفَت الفقرَ عن أهل ذلك المنزل والجيران)).

 

♦ وأخرج أحمد - بسند جيد - عن أُبَي قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ إن جعلتُ صلاتي كلَّها عليك؟ قال: ((إذنْ يَكفيَك اللهُ ما أهمَّك من دنياك وآخرتك)).

 

وأخرج الطبراني في (الأوسط) بسند حسَّنه الهيثمي عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهمَّ اجعل أوسَع رزقك عليَّ عند كبر سنِّي وانقضاء عمري)).

 

♦ وأخرج المستغفري في (الدعوات) عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوِّكم، ويدرُّ لكم أرزاقكم؛ تدْعون اللهَ في ليلكم ونهاركم؛ فإنَّ الدعاء سِلاح المؤمن))[1].

 

♦ وأخرج عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد صلاة الفَجر: ((اللهمَّ إنِّي أسألك رِزقًا طيِّبًا، وعلمًا نافعًا، وعملًا متقبلًا)).

 

♦ وأخرج المستغفري عن ابن مالك أنه كان إذا صلَّى الجمعةَ انصرف، فوقف في باب المسجد فقال: (اللهمَّ إنِّي أجبتُ دعوتَك، وصلَّيتُ فريضتك، وانتشرتُ لِما أمرتني، فارزقني من فضلك وأنت خيرُ الرازقين).

 

♦ وأخرج البخاري في (الأدب المفرد) والبزار والحاكم وصحَّحه عن عبدالله بن عمر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ نوحًا عليه السلام لما حضرَته الوفاة قال لابنه: آمرك باثنين: لا إله إلَّا الله، وسبحان الله وبحمده؛ فإنَّها صلاة كلِّ شيء، وبها يُرزق كل شيء)).

 

♦ وأخرج المستغفري عن جابر بن عبدالله قال: قال صلَّى الله عليه وسلم: ((ألا آمركم بما أَمر به نوح ابنَه أن يقول: سبحان الله وبحمده؛ فإنَّ كل شيء يسبِّح بحمده، وهي صلاة الخلق، وبها يُرزقون)).

 

♦ وأخرج المستغفري عن ابن عمر أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، قلَّت ذاتُ يدي، فقال: ((أين أنت من صَلاة الملائكة وتسبيحِ الخلائق؟! قل: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أستغفر اللهَ؛ مائة مرَّة، ما بين طلوع الفجر إلى صلاة الصبح - تأتِك الدنيا راغِمة صاغرة)).

 

♦ وأخرج المستغفري عن هشام بن عروة بن الزبير، أنَّ عمر بن الخطاب أصابَته مصيبة، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فشَكى إليه ذلك، وسأل أن يَأمر له بوسق من تمر، فقال عليه الصلاة والسلام: ((إن شئتَ أمرتُ لك بوسق، وإن شئتَ علَّمتُك كلمات هي خيرٌ لك منه، قل: اللهمَّ احفَظني بالإسلام قاعدًا، واحفظني بالإسلام راقدًا، ولا تطمع فيَّ عدوًّا ولا حاسدًا، وأعوذ بك من شرِّ ما أنت آخِذ بناصيته، وأسألك من الخير الذي بيدك)).

 

♦ وأخرج المستغفري عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما أحب إليك: خمسمائة شاة ورعاؤها أَحْبوها لك، أو خمس كلمات تدعو بهنَّ؟ قل: اللهمَّ اغفِر لي ذنبي، وطيِّب لي كَسبي، ووسِّع لي في خلقي، ولا تَمنعني ممَّا قضيتَ لي، ولا تذهب نفسي إلى شيء صرفتَه عنِّي)).

 

♦ وأخرج البزار والحاكم والبيهقي في (الدعوات) عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال أبي: ألا أعلِّمُك دعاء علَّمَنيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال: كان عيسى يعلِّمه الحواريِّين، فلو كان عليكِ مثل أُحُد، لقَضاه الله عنكِ؟ قالت: بلى، قال: قولي: ((اللهمَّ فارِج الهمِّ، كاشِف الكربِ، مجيبَ دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت رحماني - وفي لفظ: أنت ترحمني - فارحمني رحمةً تغنيني بها عن رحمة مَن سواك)).

 

قال أبو بكر: وكانت عليَّ ذبانة[2] من دَين، وكنت للدَّين كارهًا، فلم ألبث قليلًا حتى جاءني اللهُ بفائدة، فقضى الله بها عنِّي ما كان من الدَّين عليَّ، قالت عائشة: وكان عليَّ لأسماء دَين، وكنتُ أستحي منها، وكنت أدعو بذلك الدُّعاء، فما لبثتُ غير يسير حتى جاءني اللهُ برِزقٍ من غير ميراث ولا صدَقة، فقضيتُها، وحلَّيتُ ابنةَ عبدالرحمن بن أبي بكر ثلاثَ أواقٍ، وفضل لنا فضل حسن".

 

♦ وأخرج أبو داود والبيهقي في (الدعوات) عن أبي سعيد، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا أُمامة فقال له: ((ما لك؟))، قال: هموم لَزمتني وديون، قال: ((أفلا أعلِّمُك كلامًا إذا قلتَه، أذهَبَ الله همَّك، وقضى عنك دَينك؟))، قال: ((إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ قل: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الكسَل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من غَلَبة الدَّين وقهر الرجال))، قال: فقلتُ ذلك، فأذهَبَ الله همِّي، وقضى عني دَيني.

 

♦ وأخرج البيهقي عن عليٍّ أن مكاتبًا جاءه فقال: أعنِّي على مكاتبتي، فقال: ألا أعلِّمك كلمات علَّمَنيهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مِثل ثَبِيرٍ دَيْنًا، لأدَّاه الله عنك؟ قال: بلى، قال: ((قل: اللهمَّ اكفِني بحلالك عن حَرامك، وأغنِني بفضلك عمَّن سواك)).

 

♦ وأخرج المستغفري عن علي، أنَّ فاطمة أتَت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالت: هذه الملائكة طَعامها التهليل والتَّسبيح والتحميد، فما طعامنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي بعثَني بالحقِّ نبيًّا، ما اقتَبَس في آل محمَّدٍ نارٌ منذ ثلاثين يومًا، ولقد أُتينا أعنُزًا، فإن شئتِ أمرنا لك بخمسة أعنُزٍ، وإن شئتِ علَّمتُك خمسَ كلمات علَّمَنيهنَّ جبريل؟ قولي: يا أول الأوَّلين، ويا آخِر الآخرين، ويا ذا القوَّة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين)).

 

♦ وأخرج أبو يعلى عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: ((اللهمَّ ربَّ السموات السَّبع ورب العرش العظيم، إله - أو ربَّ - كلِّ شيء، منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، فالق الحبِّ والنوى، أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيء أنت آخِذ بناصيته، اللهمَّ أنت الأول فليس قبلك شَيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنَّا الدَّين، وأغنِنا من الفقر)).

 

♦ وأخرج الطبراني - بسند حسَن - عن قيلة بنت مخرمة أنَّها كانت إذا أخذَت مَضجعها بعد العتمة تقول: ((أعوذُ بكلمات الله التامَّات التي لا يجاوزهنَّ بَرٌّ ولا فاجِر، من شرِّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وشرِّ ما ينزل في الأرض وشرِّ ما يخرج منها، وشرِّ فِتن النَّهار وطوارق الليل، إلَّا طارقًا يطرق بخير، آمنتُ بالله، اعتصمتُ بالله، الحمدُ لله الذي تواضَع لعظمته كلُّ شيء، والحمد لله الذي خضع لِمُلكه كل شيء، اللهمَّ إني أسألك بمعاقد العزِّ من عرشك، ومنتهى الرحمة من كِتابك، وجدِّك الأعلى واسمِك الأكبر، وكلماتك التامَّات التي لا يجاوزهنَّ بَرٌّ ولا فاجِر - أن تَنظر إلينا نظرةً مرحومة، لا تدع لنا ذنبًا إلَّا غفرتَه، ولا فقيرًا إلا جبرتَه، ولا عدوًّا إلا أهلكتَه، ولا عريانًا إلا كسوتَه، ولا دَينًا إلَّا قضيتَه، ولا أمرًا لنا فيه في الدنيا والآخرة خير لنا إلَّا أعطيتنا يا أرحم الراحمين، آمنتُ بالله واعتصمتُ به، والحمد لله؛ أربعًا وثلاثين، والله أكبر؛ ثلاثًا وثلاثين))، ثم تقول: يا بنتي هذه رأس الخاتمة، ثم تقول: إنَّ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتَته تَستخدمه، فقال: ((ألا أدلُّكِ على خير من خادم؟))، فقالت: بلى، فأمرها بهذه المائة عند المضجع بعد العتمة.

 

♦ وأخرج ابن عساكر في (تاريخه) من طريق أبي المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال: أضاق الحسَن بن علي، وكان عطاؤه في كلِّ سنة مائة ألف، فحبسها عنه مُعاوية في بعض السنين، فأضاق إضاقة شديدة، قال: فدعوتُ بدواة لأكتب إلى مُعاوية لأذكِّره نفسي، ثم أمسكتُ فرأيتُ رسولَ الله صلى عليه وسلم في المنام فقال: ((كيف أنتَ يا حسَن؟))، فقلتُ: بخير يا أبتِ[3]، وشكوتُ له تأخُّر المال عنِّي، فقال: ((أدعوتَ بدواة لتكتب إلى مَخلوق مثلك تذكِّره ذلك؟!))، قلتُ: نعم يا أبت، كيف أصنع؟ قال:

((قل: اللهمَّ اقذف في قلبي رجاءك، واقطع رجائي عمَّن سِواك، حتى لا أرجو أحدًا غيرك، اللهمَّ وما ضعفَت عنه قوَّتي، وقصر عنه عمَلي، ولم تنتهِ إليه رغبتي، ولم تبلغه مسألتي، ولم يجرِ على لساني - ما أعطيتَ أحدًا من الأولين والآخرين من اليَقين، فخصَّني به يا رب العالمين))، قال: فوالله ما لححتُ به أسبوعًا، حتى بعث إليَّ معاويةُ بألف ألف وخمسمائة ألف، فقلت: الحمدُ لله الذي لا يَنسى مَن ذكره، ولا يخيِّب من دعاه، فرأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال:

((يا حسن، كيف أنت؟))، فقلت: بخيرٍ يا رسول الله، وحدَّثتُه حديثي، فقال: ((يا بني، هكذا مَن رجا الخالق ولم يَرج المخلوق)).

♦ ♦ ♦

 

الفصل الثاني:

فيما يدور من الأفعال:

♦ وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((من سرَّه أن يُبسط له في رِزقه، وأن يُنسأ في أثره، فلْيَصِل رَحِمه)).

 

♦ وأخرج ابن ماجه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحبَّ أن يُكثر الله خيرَ بيته، فليتوضَّأ إذا حضر الطَّعام وإذا رُفع)).

 

♦ وأخرج عبدالرزاق في (المصنف) عن مَعمر عن رجل من قريش قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليه بعضُ الضِّيق في الرِّزق، أمَر أهله بالصَّلاة، ثمَّ قرأ هذه الآية: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ إلى آخر الآية [طه: 132].

 

♦ وأخرج سعيد بن منصور في (سننه) وابن المنذر في (تفسيره) من طريق معمر عن حمزة عن عبدالله بن سلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلَت بأهله شدَّة أو ضِيق، أمَرهم بالصلاة وتلا: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132].

 

♦ وأخرج أحمد بن حنبل في (الزهد) وابن أبي حاتم في (تفسيره) عن ثابت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابَت أهلَه خصاصةٌ، نادى أهلَه: ((يا أهلاه، يا أهلاه، صَلُّوا)).

قال ثابت: وكانت الأنبياء إذا نزَل أمرٌ فزعوا إلى الصَّلاة.

 

♦ وأخرج الطبراني وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

((يا أيها الناس، اتخذوا تَقوى الله تجارة، يأتِكم الرِّزقُ بلا بضاعة ولا تجارة))، ثمَّ قرأ: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، ثم قال: ((يا أبا ذر، لو أنَّ الناس أخذوا بها، لكفَتهم)).

 

♦ وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ العبد ليُحرم الرِّزق بالذَّنب يصيبه)).

 

♦ وأخرج ابن أبي حاتم في (تفسيره) عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((مَن انقطع إلى الله، كَفاه الله كلَّ مؤونة، ورَزَقه من حيث لا يَحتسب، ومَن انقطع إلى الدنيا، وكَله الله إليها)).

♦ ♦ ♦

 

خاتمة:

وجدتُ في (مجموعٍ) أن مَن كتب يوم الجمعة بعد الصلاة قولَه عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 10]، إلى قوله: ﴿ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف: 10]، وجعَلها في بيته أو حانوتِه - أكثَرَ الله خيرَه، ورَزَقه من حيث لا يَحتسب.

♦ ♦ ♦

 

نسخة من دار الكتب المصرية برقم: (1424) حديث

نسخة من دار الكتب المصرية برقم: (1424) حديث

 

نسخة جامعة طوكيو

نسخة جامعة طوكيو

 

نسخة تونسية

ضمن مجموع برقم: (4055)

مصورات الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية

نسخة تونسية  ضمن مجموع برقم: (4055)  مصورات الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية

 

نسخة ضمن مجموع بدار الكتب المصرية العامرة

نسخة ضمن مجموع بدار الكتب المصرية العامرة

 

نسخة ضمن مجموع بالمكتبة المحمودية بالمدينة النبوية

مصورات الجامعة الإسلامية برقم: (7284)

نسخة ضمن مجموع بالمكتبة المحمودية بالمدينة النبوية  مصورات الجامعة الإسلامية برقم: (7284)

 

نسخة مدنية ضمن مجموع بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت

مصورات الجامعة الإسلامية برقم: (8232)

نسخة مدنية ضمن مجموع بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت  مصورات الجامعة الإسلامية برقم: (8232)



[1] وهناك كتاب نفيس جامع مليء بالفوائد لابن الإمام بعنوان: "سلاح المؤمن"؛ مطبوع، واختصره الذهبي؛ وهو مطبوع أيضًا.

[2] في لفظ: بقية.

[3] ويطلق على الجد "أب"؛ كما في قوله تعالى: ﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الحج: 78]، وفي قوله: ﴿ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي ﴾ الآية [يوسف: 38].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • منظومة في غفران الذنوب المتقدمة والمتأخرة للعلامة السيوطي
  • جزء آكام العقيان في أحكام الخصيان للعلامة السيوطي
  • جزء نثل الكنان في الخشكنان للعلامة السيوطي
  • أرجوزة نظام البلور في أسامي السنور للعلامة السيوطي
  • جرامرد الناصري التلميذ النجيب المنسي للعلامة السيوطي
  • أرجوزة الجوهر في نظم ألقاب علوم الأثر من "النقاية" للعلامة السيوطي
  • موارد ومصادر (تحفة الأنجاب بمسألة السنجاب) للعلامة السيوطي
  • موارد ومصادر (ذكر التشنيع في مسألة التسميع) للعلامة السيوطي
  • رصد لألفاظ إسلامية في كتاب المزهر للعلامة السيوطي

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة حصول الرفق بحصول الرزق(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أرجوزة نصح الخلق في أسباب حصول الرزق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرزق في ضوء الكتاب والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التعلق بالمتفرد بالرزق وقوله تعالى (فابتغوا عند الله الرزق)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • العبادة وطلب الرزق (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • عشرون سببا لزيادة الرزق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الله لعبده: مكانتها وعلاماتها وسبل الحصول عليها(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • محبة الله لعبده: مكانتها، وعلاماتها، وسبل الحصول عليها(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • مخطوطة مفتاح الحصول على مرآة الأصول(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب