• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف
علامة باركود

الروضة الوائلية (10)

وائل حافظ خلف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/1/2014 ميلادي - 6/3/1435 هجري

الزيارات: 6364

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الروضة الوائلية (10)


((فوائد في علوم شتى نفيسات - خواطر عليات - حِكَم فائقات - نوادر مستحسنات - أشعار منتقاة - حكايات مصطفاة))

 

[هذه - أسعدك الله - روضة لديدة سَنية، ناضرة بهية، دانية قطوفها، مأمونة فصولها؛ فتأنق حيث شئت فيها جَيْئَة وذُهُوبًا، وكن للدعاء لغارسها بذَّالاً وَهُوبًا].

 

[لماذا لم يفسر النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كلَّه؟]

 

قال أمير الأدباء أبو السامي مصطفى صادق الرافعي - يرحمه الله -:

قد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُبض ولم يفسر من القرآن إلا قليلًا جدًّا، وهذا وحدَه يجعل كل منصف يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله؛ إذ لو كان - صلى الله عليه وسلم - فسر للعرب بما يحتمله زمنهم وتطيقه أفهامهم، لَجَمَدَ القرآن جمودًا تهدمه عليه الأزمنة والعصور بآلاتها ووسائلها، فإن كلام الرسول نصٌّ قاطع، ولكنه ترك تاريخ الإنسانية يفسر كتاب الإنسانية؛ فتأمل حكمة ذلك السكوت؛ فهي إعجاز لا يكابر فيه إلا من قلع مخه من رأسه.

 

♦♦♦

[ أشباه الجوز ]

 

مِنَ الناس مَن لا يعطي النفع إلا على المضرة، كما قيل:

وأنت كمثل الجوز يمنع خيره
صحيحًا، ويعطي خيره حين يُكسر!

 

 

وقال أبو عليٍّ الحسن بنُ رَشِيق القيروانيُّ:

في الناس مَن لا يُرتَجَى نفعُهُ
إلا إذا مُسَّ بأضرارِ
كالعُود لا يُطْمَعُ في طِيبهِ
إلا إذا أُحْرِقَ بالنارِ

 

♦♦♦

[صفات الإنسان التي يختص بإطلاقها عليه بحسب الأزمنة المختلفة]

 

نقل أبو منصور الثعالبي في "فقه اللغة" في ترتيب سن الغلام عن أبي عمرو، وعن أبي العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي: أنه يقال للصبي إذا وُلد: رضيع وطفل. ثم فَطِيم. ثم دَارِج. ثم حَفْر. ثم يافع. ثم شَدَخ. ثم مُطَبِّخ. ثم كَوْكَب.

 

ثم روى عن الأئمة المذكورين فصلاً هو أشفى من الأول في ترتيب أحوال الصبي وتنقُّل السن به إلى أن يتناهي شبابُه، فيه:

ما دام في الرحم فهو جنين. فإذا وُلد فهو وَليد. وما دام لم يَسْتَتِمَّ سبعةَ أيام فهو صَدِيغ؛ لأنه لا يشتد صُدْغُه إلى تمام السبعة. ثم ما دام يرضع فهو رضيع. ثم إذا قُطع عنه اللبنُ فهو فَطِيم. ثم إذا غلُظ وذهبَتْ عنه تَرَارَةُ الرَّضاع فهو جَحْوَش[1].

 

ثم هو إذا دَبَّ ونما دارج. فإذا بلغ طولُه خمسةَ أشبار فهو خماسي. فإذا سقطَتْ رواضعُه فهو مَثْغُور[2]. فإذا نبتتْ أسنانُه بعد السقوط فهو مُثَّغِر ومُتَّغِر، بالثاء والتاء[3]. فإذا كاد يجاوز العشرَ السنينَ أو جاوزها فهو مُتَرَعْرِع وناشِئ. فإذا كاد يبلغ الحُلُم أو بلغه فهو يافِع ومراهِق. فإذا احتلم واجتمعتْ قوَّتُه فهو حَزْوَر وحَزَوَّر[4]. واسمه في جميع هذه الأحوال التي ذكرنا غلام.

 

فإذا اخضَرَّ شاربُه وأخذ عِذَارُهُ[5] يسيل قيل: بَقَل وَجْهُهُ. فإذا صار ذا فَتَاءٍ فهو فتًى وشارِخ. فإذا اجتمعتْ لحيتُه وبلغ غاية شبابه فهو مجتمِع. ثم ما دام بين الثلاثين والأربعين فهو شابٌّ. ثم هو كَهْلٌ إلى أن يَستوفيَ ستين. انتهى.

 

وقال البدر الدَّمَامِيني[6]:

قد كنت وقفت على فصل لبعض اللغويين ذكر فيه صفات الإنسان التي يختص بإطلاقها عليه بحسب الأزمنة المختلفة، فقلت ناظمًا لها:

أصخْ لصفات الآدمي وضبطها
لتلقطَ درًّا تقتنيه بديعا
جنين إذا ما كان في بطن أمه
ومن بعدُ يُدعى بالصبي رضيعا
وإن فطموه فالغلام لسبعة
كذا يافع للعشر قله مطيعا
إلى خمس عشر بالحَزَوَّر سمِّهِ
لتحسن فيما تنتحيه صنيعا
فمد إلى خمسٍ وعشرين حجةً
بذاك دعاه الفاضلون جميعا
ومن بعد يدعى بالعطيطل لانتهى
ثلاثين فاحفظ لا تعد مضيعا
صملٌّ لحد الأربعين، وبعده
بكهل، إلى الخمسين فادع سميعا
وشيخًا إلى حد الثمانين فادعه
بها ثم هما للممات سريعا

 

♦♦♦

[بلوغ الأربعين وحضور الشيب]

 

قال دِعبِل الخزاعي[7] حين وَخَطَه الشيبُ، وقد أجاد في القول وأبدع:

أَلْقَى عَصَاهُ وَأَرْخَى مِنْ عِمَامَتِهِ
وَقَالَ: ضَيْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّيْبُ؟ قالَ: أَجَلْ
فَقُلْتُ: أَخْطَأتَ دَارَ الْحَيِّ، قَالَ: وَلِمْ؟
مَضَتْ لَكَ الْأَرْبَعُونَ الْوُفْرُ، ثُمَّ نَزَلْ
فَمَا شَجِيتُ بِشَيْءٍ مَا شَجِيتُ بِهِ
كَأَنَّمَا اعْتَمَّ مِنْهُ مَفْرِقِي بِجَبَلْ

 

وهذه الأبيات أنشدها الشريف المرتضى في "الشهاب في الشيب والشباب" (ص32) لعليّ بن جبلة، وقال: ربما رويت لدِعبِل بن عليٍّ الخزاعي، ووصفَ الأبيات بأنها من أحسن ما قيل في الاستثقال بحمل الشيب.

 

ومن لطيف ما ذكر في الشيب قول أبي الفضل الميداني - رحمه الله -:

تَنَفَّسَ صُبْحُ الشَّيْبِ فِي لَيْلِ عَارِضِي
فَقُلْتُ: عَسَاهُ يَكْتَفِي بِعِذَارِي
فَلَمَا فَشَا عَاتَبْتُهُ فَأَجَابَنِي
أَلا هَلْ يُرَى صُبْحٌ بِغَيْرِ نَهَارِ؟


وهذا رائق جدًّا. ويروى:

.............
أيا هلْ ترى صبحًا بغير نهارِ؟


والشيب نور المؤمن. كذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ونهى عن نتفه.

 

وقد قال بعض أهل التأويل في قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾: يعني: الشيب. وقال آخرون وهم جمع غفير: النذير: الرسول.

 

وقالوا: لم يبعث الله نبيًّا قط إلا بعد أربعين سنة.

 

وقال الإمام النووي: ((نقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة)).

 

قلت:

نقل ذلك الإمامُ أبو عبد الله القرطبيُّ[8] في موضعين من "الجامع لأحكام القرآن" عن الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - أنه قال:

((أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم ويخالطون الناس، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالعبادة حتى يأتيهم الموت)).

 

وعن الشعبي، عن مسروق - رحمه الله - أنه كان يقول: ((إذا بلغ أحدكم أربعين سنةً فليأخذ حذره من الله - عز وجل -)).

 

وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: قلت لمسروق: متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: ((إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك)).

 

وقال - عز وعلا -: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

 

قال العماد ابن كثير في التفسير:

((هذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله، عز وجل، ويعزم عليها)).

 

وقال:

﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾: أي: قَوِيَ وشب وارتجل ﴿ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ﴾: أي: تناهى عقله وكمُل فهمه وحلمه. ويقال: إنه لا يتغير غالبًا عما يكون عليه ابن الأربعين.

 

وما أحسنَ قولَ الشاعر:

صَبَا مَا صَبَا حَتى عَلا الشَّيْبُ رأْسَهُ
فَلَمَّا عَلاهُ قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْطُلِ

 

قلت (وائل):

البيت لدُرَيْد بن الصِّمَّة، من قصيدة دالية لا لامية، وهي من عيون الشعر. وانظرها - إن شئت - في "ديوانه" (ص57-77) ط/ دار المعارف. وفيها:

........
قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْعَدِ


وفي "التعازي والمراثي" لأبي العباس المبرد (ص7) ط/ دار الكتب العلمية:

صَبَا مَا صَبَا حَتى إِذَا شَابَ رَأْسَهُ
وَأَحْدَثَ حِلْمًا قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْعَدِ

 

ذلك، وفي ترجمة عِمران بن حِطَّان بن ظَبْيان بن لَوْذان الخارجي، أسند في "الأغاني" عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، عن عيسى بن يزيد بن بكر المدني قال:

اجتمع عند مسلمة بن عبد الملك ناس من سُمَّاره، فيهم عبد الله بن عبد الأعلى الشاعر، فقال مسلمة: أي بيت قالته العرب أوعظ وأحكم؟

 

فذكر له عبد الله بيت دريد هذا.

 

فقال مسلمة: إنه والله، ما وعظني شعر قط كما وعظني شعر ابن حطان حيث يقول:

فَيُوشِكُ يَوْمٌ أَنْ يُقَارِنَ لَيْلَةً
يَسُوقَانِ حَتْفًا رَاحَ نَحْوَكَ أَوْ غَدا

 

فقال بعض من حضر: والله، لقد سمعته أجل الموت ثم أفناه، وما صنع هذا غيرُه.

 

فقال مسلمة: وكيف ذاك؟

قال: قال:

لا يُعْجِزُ الْمَوْتَ شَيْءٌ دُونَ خَالِقِهِ
وَالْمَوْتُ فَانٍ إِذَا مَا نَالَهُ الْأَجَلُ
وَكُلُّ كَرْبٍ أَمَامَ الْمَوْتِ مُتَّضِعٌ
لِلْمَوْتِ، وَالْمَوْتُ فِيمَا بَعْدَهُ جَلَلُ[9]


فبكى مسلمة حتى اخضلَّتْ لحيتُه، ثم قال: ردِّدْهما عليَّ، فردَّدَهما عليه حتى حفِظهما.

 

وقد مضى قولنا فيمن استثقل الشيب، ومن هذا الباب أيضًا الأبيات السائرة في الناس لأبي العتاهية:

بَكَيْتُ عَلَى الشَّبَابِ بِدَمْعِ عَيْنِي
فَلَمْ يُغْنِ الْبُكَاءُ وَلا النَّحِيبُ
فَيَا أَسَفا أَسِفْتُ عَلَى شَبَابٍ
نَعَاهُ الشَّيْبُ وَالرَّأْسُ الخَضِيبُ
عَرِيتُ مِنَ الشَّبَابِ وكَانَ غَضًّا
كَمَا يَعْرَى مِنَ الْوَرَقِ القَضِيبُ
فَيَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا
فَأُخْبِرَهُ بِمَا صَنَعَ الْمَشِيبُ

 

وعلى محجة أخرى يقول ابن دقيقِ العيد، حسبما نقله الصفدي في "الوافي" (ج4/ص143)، وابن العماد في "الشذرات" (6/6):

تَمَنَّيْتُ أَنَّ الشَّيْبَ عَاجَلَ لِمَّتِي
وَقَرَّبَ مِنِّي فِي صِبَايَ مَزَارَهُ
لآخُذَ مِنْ عَصْرِ الشَّبَابِ نَشَاطَهُ
وَآخُذَ مِنْ عَصْرِ الْمَشِيبِ وَقَارَهُ

 

وقد جمعنا في هذا الباب الطريف شيئًا كثيرًا وقَسَمْناه قَسْمًا حسنًا ليكون آنق في السمع، وأدخل في باب الحفظ، وعسى أن يكون الطبع قريبًا. والله الموفق لا رب سواه، ولا معبود إلا إياه.

 

♦♦♦

[في الزهد]

 

قال رب السيف والقلم، محمود سامي البارودي - رحمه الله -، من المنسرح، وفيه لزوم ما لا يلزم:

إِلامَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ؟
أَبَعْدَ خَمْسِينَ في الصِّبَا أَرَبُ؟
هَيْهَاتَ وَلَّى الشَّبَابُ واقْتَرَبَتْ
سَاعَةُ وِرْدٍ دَنَا بِها الْقَرَبُ
فَلَيْسَ دُونَ الْحِمَامِ مُبْتَعَدٌ
وَلَيْسَ نَحْوَ الْحَيَاةِ مُقْتَرَبُ
كُلُّ امْرِئٍ سَائِرٌ لِمَنْزِلَةٍ
لَيْسَ لَهُ عَنْ فِنَائِهَا هَرَبُ
وَسَاكِنٌ بَيْنَ جِيرَةٍ قَذَفٍ
لا نَسَبٌ بَيْنَهُمْ وَلا قُرَبُ
فِي قَفْرَةٍ لِلصِّلالِ مُزْدحَفٌ
فِيهَا ولِلضَّارِيَاتِ مُضْطَرَبُ
وَشَاهِدٌ مَوْقِفًا يُدَانُ بِهِ
فَالْوَيْلُ لِلظَّالِمِينَ وَالْحَرَبُ
فَارْبَأْ يَفَاعًا أَوِ اتَّخِذْ سَرَبًا
إِنْ كَانَ يُغْنِي الْيَفَاعُ وَالسَّرَبُ
لا الْبَازُ يَنْجُو مِنَ الْحِمَامِ وَلا
يَخْلُصُ مِنْهُ الْحَمَامُ والْخَرَبُ
مُسَلَّطٌ في الْوَرَى فَلا عَجَمٌ
يَبْقَى عَلَى فَتْكِهِ وَلا عَرَبُ
فَكَمْ قُصُورٍ خَلَتْ، وَكَمْ أُمَمٍ
بَادَتْ، فَغَصَّتْ بِجَمْعِهَا التُّرَبُ
فَمَنْزِلٌ عَامِرٌ بِقَاطِنِهِ
وَمَنْزِلٌ بَعْدَ أَهْلِهِ خَرِبُ
يَغْدُو الْفَتَى لاهِيًا بِعِيشَتِهِ
وَلَيْسَ يَدْرِي مَا الصَّابُ والضَرَبُ
وَيَقْتَنِي نَبْعَةً يَصِيدُ بِهَا
ونَبْعُ مَنْ حَارَبَ الرَّدَى غَرَبُ
لا يَبْلُغُ الرِّبْحَ أَوْ يُفارِقُهُ
كَمَاتحٍ خَانَ كَفَّهُ الْكَرَبُ
يَا وَارِدًا لا يَمَلُّ مَوْرِدَهُ
حَذَارِ مِنْ أَنْ يُصِيبَكَ الشَّرَبُ
تَصْبُو إِلَى اللَّهْوِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
واللَّهْوُ فِيهِ الْبَوَارُ وَالتَّرَبُ
وَتَتْرُكُ الْبِرَّ غَيْرَ مُحْتَسِبٍ
أَجْرًا وَبِالْبِرِّ تُفْتَحُ الأُرَبُ
دَعِ الْحُمَيَّا فَلِابْنِ حانَتِهَا
مِنْ صَدْمَةِ الْكَأْسِ لَهْذَمٌ ذَرِبُ
تَرَاهُ نُصْبَ الْعُيُونِ مُتَّكِئًا
وَعَقْلُهُ فِي الضَّلالِ مُغْتَرِبُ
فَبِئْسَتِ الْخَمْرُ مِنْ مُخَادِعَةٍ
لِسَلْمِهَا فِي الْقُلُوبِ مُحْتَرَبُ
إِذا تَفَشَّتْ بِمُهْجَةٍ قَتَلَتْ
كَمَا تَفَشَّى فِي الْمَبْرَكِ الْجَرَبُ
فَتُبْ إِلى اللهِ قَبْلَ مَنْدَمَةٍ
تَكْثُرُ فِيهَا الْهُمُومُ والْكُرَبُ
واعْتَدْ عَلَى الْخَيْرِ فَالْمُوَفَّقُ مَنْ
هَذَّبَهُ الاعْتِيَادُ والدَّرَبُ
وَجُدْ بِمَا قَدْ حَوَتْ يَدَاكَ فَمَا
يَنْفَعُ ثَمَّ اللُّجَيْنُ والْغَرَبُ
فَإِنَّ لِلدَّهْرِ لَوْ فَطِنْتَ لَهُ
قَوْسًا مِنَ الْمَوْتِ سَهْمُهَا غَرَبُ

 

♦♦♦

[جواب بديع]

 

في "تفسير القرآن العظيم" لأبي الفداء ابن كثير - رحمه الله -:

ذكروا أن أبا العلاء المعري لما قدِم بغداد، اشتهر عنه أنه أورد إشكالاً على الفقهاء في جعلهم نصاب السرقة ربع دينار، ونظم في ذلك شعرًا دل على جهله، وقلة عقله[10]، فقال:

يَدٌ بخمسِ مِئينَ عَسْجَدٍ[11] وُدِيَتْ
مَا بَالُهَا قُطِعَتْ فِي رُبعِ دِينَارِ؟
تَنَاقُضٌ مَا لَنَا إِلا السُّكُوتُ لَهُ
وَأَنْ نَعُوذَ بمولانا منَ النارِ!

 

ولما قال ذلك واشتهر عنه تطلبه الفقهاء فهرَب منهم. وقد أجابه الناس في ذلك، فكان جواب القاضي عبد الوهاب المالكي - رحمه الله - أنه قال: ((لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت)).

 

ومنهم من قال: هذا من تمام الحكمة والمصلحة وأسرار الشريعة العظيمة، فإنه في باب الجنايات ناسب أن تعظم قيمة اليد بخمس مئة دينار؛ لئلا يُجنى عليها، وفي باب السرقة ناسب أن يكون القدر الذي تُقطع فيه ربعَ دينار؛ لئلا يتسارع الناس في سرقة الأموال؛ فهذا هو عين الحكمة عند ذوي الألباب.



[1] وهذا عن الأصمعي، وأنشد للهُذَلي:

قَتَلْنَا مَخْلَدًا وابْنَيْ حُرَاقٍ
وآخَرَ جَحْوَشًا فَوْقَ الفَطِيمِ

قال الأزهري: ((كأنه مأخوذ من الجحش الذي هو ولد الحمار)).

[2] هذا مروي عن أبي زيد، سعيد بن أوس الأنصاري البصري.

[3] وهذا عن أبي عمرٍو رُويَ.

[4] قال في "الصحاح": الحزور: الغلام إذا اشتد وقَوِيَ وخَدَمَ. قال يعقوب: هو الذي كاد يُدْرِك ولم يفعل. وقال الراجز:

لن تَعْدَمَ المطيُّ منا مِسْفَرا
شيخًا بَجالاً وغلامًا حَزْوَرا

[5] عِذَار الغلام: جانب لحيته.

[6] نقل هذا ابنُ علان في "دليل الفالحين" (ج2/ص13-14) ط/ دار الفكر، وعزاه إلى تعليقة الدماميني على "مغني اللبيب"، وأنا فقد مررت على الحواشي التي كتبها البدر الدماميني على بعض "المغني" غير مرة فما أذكر أني رأيت فيها ذا النظم، وفيه شيء، فليحرر.

[7] "ديوانه" (ص414-415) ط/ مجمع اللغة العربية بدمشق.

[8] ونقله عن القرطبي ابنُ علان الصديقي في "الدليل".

[9] الجلل من الأضداد، يكون للعظيم والهين اليسير، والأخير مراد دريد.

[10] إن ثبت ذلك عنه فأبعده الله، وهو بعيد.

[11] العسجد: الذهب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الروضة الوائلية (7)
  • الروضة الوائلية (8)
  • الروضة الوائلية (9)
  • الروضة الوائلية - فوائد منثورة
  • وصف الروضة في ديوان إجهاشة النبض الشاعر حمد حكمي

مختارات من الشبكة

  • الروضة الوائلية (6)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الروضة الوائلية (5)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الروضة الوائلية (4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الروضة الوائلية (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الروضة الوائلية (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الروضة الوائلية (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة كوكب الروضة (بلبل الروضة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الحديث عن الروضة في ديوان إجهاشة النبض للشاعر حمد حكمي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • روسيا: طرد أطفال الروضة لحجاب أمهاتهم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المدينة المنورة: ورشة عمل لتنظيم وتسهيل الصلاة في الروضة وزيارة قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب