كتاب بدائع أهل الشرف ليس للعلامة السيوطي

كتاب بدائع أهل الشرف ليس للعلامة السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله وحده، والصَّلاةُ والسلام على من لا نبيَّ بعده.

وبعد:

فإنَّ الكتب المنحولة، والمؤلَّفات المنسوبة لغير مؤلِّفيها - توجد منها جملةٌ وافِرة في خزائن المكتبات وبين طيَّات التواريخ؛ ويرجع ذلك لعدَّة أمور:

منها: الوهم واللَّبس بسبب تَطابق عناوين الكتب أو تشابهها، أو تَطابق أسماء المؤلِّفين أو تشابهها.

ومنها: أن يجد قيِّم المكتبة أو مفهرِسُها كتابًا بغير عنوانٍ، أو قد سقط غلافُه لسببٍ من الأسباب، فيَجتهد في تسميته من قِبَل نفسه، وقد لا يُحالفه الصَّواب حينئذٍ.

ومنها: أغراض فاسِدة؛ كأن يَنسب لعالِم مَرموق مصدوقٍ كلامًا موضوعًا مكذوبًا.

ومنها: الرَّغبة في شُهرة كتابٍ ما بنِسبَتِه لعالم مشهور.

وغير ذلك من الأسباب.

ويحصل هذا كثيرًا مع العلماء المكثِرين والمؤلِّفين الذين لهم إنتاجٌ علميٌّ وفير وتصنيف غزير؛ ومن هؤلاء الأعلام الإمامُ جلال الدِّين السيوطي رحمه الله؛ فقد نُسبَت إليه كتبٌ كثيرة، أجزِم في بعضها بدلائل قاطِعة أنَّها ليست له، ولا خَطَّها ببنانه، ولا تمتُّ بصِلةٍ لأسلوبه وبيانه، وقد كنتُ جمعتُ جملةً وافرة من هذه العناوين أثناء مُطالعتي لبعض مَن تَرجم للعلامة السيوطي وعدد مؤلَّفاته من المتأخرين؛ بسبب عدم التحرير والتحرِّي، والاعتماد المجرَّد على فهارس المكتبات دون التثبُّت.

مع أنَّ العلامة السيوطي رحمه الله قد كفانا مؤونةَ كثيرٍ من ذلك بترجمته الذاتيَّة، وبفهرس مؤلَّفاته، وكذا ما قصَّر تلميذاه النُّجباء الداودي والشاذلي في تَرجمتهما المفردة لشيخِهما، رحِم اللهُ الجميع.

وبعد:

فسأعرِض في هذا المقال وما يَتبعه بإذن الله حسب تيسيرِ اللهِ بعضَ العناوين التي أجزِم بعدَم نِسبتها للإمام السيوطي رحمه الله، أو أشكِّك في نِسبتها له، والله الموفِّق والمستعان.

1 - كتاب "بدائع أهل الشَّرَف، في آداب أهل الصنائع والحِرف":

منه نُسخة مَخطوطة بمكتبة الملك عبدالعزيز بالرِّياض ضمن مجموع، وعليها ختْم الشيخ فؤاد سليم حجازي.

وقد كتب على غلافه:

"بدائع أهل الشرف، في آداب أهل الصنائع والحِرف"

تأليف: الشيخ الإمام العالم العلَّامة جلال الدين السيوطي الشافعي، تغمَّده الله برحمته آمين، تم.

وفي آخره تاريخ نسخه 997 على يد عبدالرحمن الأجهوري الشافعي.

وهذا الكتاب ليس للعلامة السيوطي؛ لعدة أسباب:

1- لم يَذكره في ترجمته الذاتيَّة في "حسن المحاضرة".

2- لم يَذكره في ترجمته الذاتيَّة "التحدث بنعمة الله".

3- لم يذكره في فهرس مؤلَّفاته.

4- لم يَذكره تلميذُه الداودي في ترجمته المفردة.

5- لم يذكره تلميذُه الشاذلي في ترجمته المفردة.

وقد قطَعَت جَهيزةُ قولَ كلِّ خطيبٍ.

• وزِد على هذا لُغته النَّازِلة، وأسلوبه ونفَسه لا يُشبه أسلوبَ ونفَس العلَّامة السيوطي رحمه الله، ولا أدري حتى الآن مَن مؤلِّفُه الحقيقي، والأيام حُبلى نَنتظر ماذا تلِد!

صورة غلاف المخطوط