• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

دراسة عن كتاب: الإنسان ذلك المجهول - ألكسيس كاريل

د. حسام العيسوي سنيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/9/2015 ميلادي - 9/12/1436 هجري

الزيارات: 43161

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة مكتبتي (1)

(الثقافة العامة)

دراسة عن كتاب: الإنسان ذلك المجهول

ألكسيس كاريل

 

من أهمِّ ما يفعله المرءُ في هذه الحياة أن يتعلَّم كلَّ يوم جديدًا؛ يساهِم في الارتقاء بعَقله وتفكِيره، ويساهم في الارتقاء بنفسِه ومجتمعِه الذي يَعيش فيه؛ ولذلك كانت القِراءة هي الحياة، فبِدونها لا يَعرف الإنسان كُنْهَ حياته، ويتخبَّط في بيداء الحيرة والارتِياب.

 

ومشروع "مكتبتي" هو مَشروع قراءة ممَنهَجَة، قراءة شامِلة لكلِّ فروع المعرِفة، وهو مشروعٌ بدَأتُه بكتابة بَحث عن أهمِّ الكتب في مختلف المجالات[1]، أضفتُ إليه بعضَ الدَّورات النَّافعة في بعض الفروع، وتعديتُها إلى ذِكر بعض البرامِج الفضائيَّة التي تخدم الفرعَ المختار من المعرِفة.

 

وتأتي ثانِي ثمرات هذا المشروع: أن أقومَ بعمَل ملخَّصات، تَحمل أهمَّ الأفكار للكتب المختارَة في هذا المشروع، تتناول هذه الملخَّصات: نبذةً عن المؤلِّف، وأهدافه من كِتابة الكتاب، وذِكر محتوياته الرئيسَة، والنتائج التي تَوصَّل إليها المؤلِّفُ في كتابِه، وبعض التعقِيبات التي لاحظتُها على الكِتاب.

 

وتأتي أهمية هذه الملخَّصات: من إتاحة الفُرصَة الحقيقيَّة لتبادُل المعرِفة، ونَقل التراث الثَّقافي والفِكري والعِلمي إلى المهتمِّين بالقِراءة في فروع المعرِفة المختلفة.

 

وستكون المرحلةُ الثالِثة إن شاء الله تعالى بمشارَكةٍ جماعيَّة في عَرض ما اشتملَت عليه المكتبةُ؛ ممَّا يساهِم في بِناء جسور ثقافيَّة، تلتقي فيها الأفكارُ، وتُعرض فيها المحتويات المختلِفة، بفهوم وأَفكار جدِيدة؛ وذلك من أجل بِناء جيلٍ قويٍّ، يَمتاز بالتفكير الدَّقيق، والإيمانِ العميق، والسلوكِ الفاضِل المهذَّب.

 

اللهَ أدعو أن يتمَّ علينا نِعمته، وأن نساهِم بقدرٍ بسيط في تَنوير العقول، وتولِيد الأفكار، وتغيير السُّلوك إلى نَهج أفضل.

 

مقدمة:

تأتي أهميَّة هذا الكتاب: "الإنسان ذلك المجهول"، لمؤلِّفه العالِم الكبير ألكسيس كاريل - بأنَّه بمثابة ثَورة على فُروع العلوم المختلِفة التي كانت إحدى ثِمار عهد الحدَاثة الأوربيَّة، فهذه العلوم رغم أنَّها ساعدَت في تقدُّم الإنسانيَّة، ومعرفة ما هو مجهول من الاكتشافاتِ والابتِكارات التي هزَّت الدُّنيا وغيرَت محتواها، حتى وصل الإنسانُ مبلغًا لم يَكتف فيه بالوصول إلى الغَاية الكبرى في الأرض، لكنَّه أراد أن يَبلغ بعلمِه وفِكره ورؤيته إلى كواكِب أخرى، مع كلِّ ذلك لكنَّها فَشِلَتْ في تحقيق الأَمن والطمأنينة والسَّعادة للإنسان في حياته.

 

هذا الكتاب ثَورة على العلوم المختلفة من: (طبٍّ، واقتِصاد، وسياسة، واجتماع...)، أَوضح فيه: أنَّ هذه العلوم المختلفة، رغم أنَّها تقدمَت في علوم الجمَاد (العلوم التي اهتمَّت بالطبيعة والكيمياء، وركَّزَت على جانبٍ واحد من جوانب الإنسان)، لكنَّها فشلَت فشلاً ذريعًا في علوم الإنسان (العلوم التي تدرس الإنسانَ على كلِّيَّته، وتنظر إليه على أنَّه كلٌّ متكامِل، وتهتمُّ بمشاعر الإنسان وطبيعته الخاصَّة).

 

أكَّد ألكسيس كاريل على ضَرورة الاهتمام بعِلم الإنسان، والعمَل على بِناء كلِّ العلوم والمناهِج والنظريَّات على طبيعتِه، وذَكر أنَّ ضرورة ذلك تَأتي من أنَّ علوم الجَماد فشلَت في تحقيق السَّعادة والأمنِ للإنسان.

 

وهو بهذه المحاوَلَة يدعو كلَّ المشتغلين بالعلوم المختلِفة إلى إِعادة النَّظَر في علومهم، ودَعوتهم إلى التفكِير من جديد في كلِّ ما قدَّموه من إنجازاتٍ واكتشافات.

 

معلومات عامة عن الكتاب:

• تعريب: شفيق أسعد فريد.

• الناشر: مكتبة المعارف (بيروت).

• الطبعة: الأولى.

• التاريخ: 1423هـ/ 2003م.

 

معلومات عن المؤلف:

• وُلد بالقرب من ليون بفرنسا 1873م.

• حصل على إجازة الطبِّ وإجازة العلوم.

• توظَّف في معهد روكفلر للأبحاث العلميَّة، وبقي به قرابة ثلاثين سنة.

• اعتزل وعاد إلى فرنسا عام 1929م.

• مُنِح جائزة نوبل عام 1912م.

• مات في باريس في شهر نوفمبر 1944م.

 

أهداف الكتاب:

بيَّن ألكسيس كاريل أهدافَ الكتاب في الآتي:

يقول ألكسيس كاريل: "أحاول أن أضيفَ في هذا الكتاب ما هو مَعروف، بعد أن أفصله بوضوحٍ عن كلِّ مديح، كما أعترف بوجود المجهول غير المعروف، ولقد اعتبرتُ الإنسان ملخَّص الملاحظات والتَّجارب في جميع الأوقات والبلدان"[2].

 

ويقول أيضًا: "إنَّني لم أهدف مِن وراء هذا الكِتاب إلى أن يكون رِسالة عن الإنسان؛ لأنَّ مثل هذه الرِّسالة تستغرق عشرات من المجلَّدات الضَّخمة، وإنَّني أهدف إلى تَنظيم المعلومات التي لدَينا عن أنفسنا تنظيمًا مفهومًا"[3].

 

وفي موضع آخر يبيِّن أهميَّة الكِتاب بنَقده للمنهج السَّائد في العلوم والمعارِف في عصره، فيقول: "لقد فَتنَهم جمالُ علوم الجماد، إنَّهم لم يُدرِكوا أنَّ أجسامهم ومشاعرَهم تتعرَّض للقوانين الطبيعيَّة، وهي قوانين أكثر غموضًا، وإن كانت تتساوى في الصَّلابة مع قوانين الدُّنيا...؛ فإنَّ الإنسان يَعلو كلَّ شيء في الدُّنيا، فإذا انحطَّ وتدهورَ؛ فإنَّ جمال الحضارة، بل حتى عظَمة الدُّنيا الماديَّة، لن تلبث أن تزول وأن تتلاشى..."[4].

 

ويلخِّص كاريل الهدفَ من الكتاب بقوله: "إنَّ هدف هذا الكتاب: هو أن يَضع تحت تصرُّف كلِّ شخص مجموعةً من المعلومات العلميَّة التي تتعلَّق بالكائنات الحيَّة في عصرنا...، وكثير منَّا يَرغبون في أن يُلقوا عنهم التعاليمَ التي فرَضَها عليهم المجتمعُ الحديث، ولهؤلاء كُتِب هذا الكِتاب، كذلك كُتب لأولئك الذين يَجدون من أنفسهم شجاعةً كافِية ليدرِكوا لا فقط ضرورة إحداث تغيُّرات عقليَّة وسياسيَّة واجتماعيَّة، بل أيضًا قَلب الحضارة الصناعيَّة وظهور فِكرة أخرى للتقدُّم البشري..."[5].

 

محتويات الكتاب:

احتوى الكتابُ على ثمانية فصول، وهي كالآتي:

الفصل الأول: الحاجة إلى معرفة الإنسان معرفة أفضل:

ويتحدَّث فيه ألكسيس كاريل عن: تقدُّم علوم الحَياة ببُطءٍ أكثر ممَّا تقدمَت به علوم الجماد، ويرجع كاريل ذلك إلى جَهلنا بأنفسِنا، وبيَّن أنَّ هذا الجهل ناتجٌ عن: طريقة وجود أَسلافنا، وإلى تعقُّد الإنسان، وإلى تَركيب عقلنا.

 

وأشار كاريل في هذا الفَصل إلى: كيف حورَت العلوم الميكانيكية والطبيعيَّة والكيميائيَّة في بيئتنا، وتحدَّث عن نتائج هذا التغيير وضَرَرِه؛ لأنَّه أُجري دون تقديرٍ لطبيعة الإنسان.

 

ويَختم كاريل هذا الفصلَ بدعوته إلى: الحاجة إلى مَعرفةٍ أكثر اكتمالاً بأنفسنا.

 

الفصل الثاني: علم الإنسان:

أَوضح كاريل في هذا الفَصل ملامحَ عِلم الإنسان، وأهمُّها: ضرورة الاختيار بين المعلومات غيرِ المتجانِسة التي تتعلَّق بالإنسان، وبيَّن أنَّ علوم الإنسان تحتاج إلى فَحصٍ شامِل للإنسان؛ بحيث تَحصل كلُّ ناحية من الإنسان على قِسطٍ من الاهتمام، مع الحرصِ على عدم إعطاء أيِّ جزءٍ أهميَّةً مبالَغًا فيها، فالإنسان في جملتِه يَدخل في اختصاص العلم.

 

وأَوضَح كاريل أنَّ علمَ الإنسان أهم بكثير من جميعِ العلوم الأخرى، لكنَّه أَوضَح بعضَ المصاعِب في طريق هذا العِلم، وأهمها: أنَّ معلوماتنا عن الإنسان معلومات تقديريَّة، وأنَّ صِدق التجارب يَحتاج إلى مجهود ضَخم، قد يَبلغ في مجال معيَّن مرور جِيل، لكي نَحكم على صِدق تجاربنا.

 

الفصل الثالث: الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجي:

ويُعتبر هذا الفصل من الفصول التي تبيِّن هذا الكيان العَظيم المجهول؛ وهو الإنسان، فتحدَّث فيه عن العمليات الفسيولوجيَّة التي تتمُّ داخِل هذا الإنسان، فتحدَّث عن: الجوانب الثنائيَّة في الإنسان، فالإنسان ليس جسدًا فقط، لكنَّه مادَّة وروح، وجسَد وعقل.

 

تحدَّث كاريل عن وجوه النَّشاط الفسيولوجيَّة المختلِفة في الإنسان: سطح الإنسان الدَّاخلي والخارِجي، وخلايا الإنسان، وتغذِية الأنسجة، والجهاز التنفُّسي، والعلاقات الكيميائيَّة بين الجسم والبيئة، والجهاز العصَبي، وأسباب المرَض.

 

ومن أهمِّ الحقائق التي ذكرها كاريل عن الوظائف الفسيولوجيَّة:

• الإنسان به مائتا خليَّة نسيجيَّة.

• مليونان من الميكروبات العاديَّة.

• ألفا مليون من جزئيات الزُّلال.

• أبعاد بدنِنا (كالطول والعرض) تقرِّرها البيئةُ وظروف النموِّ في وقتٍ واحد.

• طبائع الإنسان خاضِعة لشكلِه، وطريقته في شدِّ قامَته، وشكل وجهه.

 

• الجلد الذي يغطِّي السَّطحَ الخارجي غيرُ قابِل للاختراق بواسِطة الماء والغازات، كما أنَّه لا يَسمح للجراثيم التي تَعيش على سطحه بالدخول إلى الجِسم، فضلاً عن أنَّه قادِر على تَحطيم الجراثيم بمساعدَة المواد التي تفرزها غُدَده.

 

• الخلايا التي تغطِّيها الخلايا المسطَّحة للشُّعَب الهوائيَّة بالرئتين هائلة، فهي تعادِل ما يقرب من خمسمائة مِتر مربع.

 

• الغُدد الجنسيَّة لها وظائف أخرى غير دَفع الإنسان لإتيان عمَل من شأنه حِفظ الجنس؛ فهي تزيد أيضًا من قوَّة النَّشاط الفسيولوجي والعقلي والرُّوحي.

 

الفصل الرابع: النشاط العقلي:

تحدَّث كاريل في هذا الفصل عن النَّشاط العقلِي، وتأثير هذا النَّشاط على الإنسان، وبيَّن عواقب ومخاطر إهمال هذا النَّشاط.

 

كما بيَّن كاريل أهميَّة النَّشاط الأدبي، والبصر المغناطيسي، وتراسُل الأفكار، وتأثير الغُدَد على الفِكر.

 

كما بيَّن كاريل تأثيرَ النَّشاط العقلي على النشاط العضوي، وتأثير البيئة الاجتماعية على وجوه النشاط العقلي.

 

ويؤكِّد كاريل أنَّ الحضارة العصريَّة أنتجَت الآلافَ من فاقدي العقل، وأنَّ المصحَّات في أوروبا وأمريكا مكتظَّة بعددٍ كبير من المجانين وضِعاف العقول.

 

ويَقترح كاريل وسائلَ لمعالجة الضَّعف العقلي، وأهمها: تغيير البِيئة التي يَنشأ فيها الأطفال، وعَزل الفئات العقليَّة الأكثر تخلُّفًا عن الموهوبين وأصحابِ القدرات.

 

ويؤكِّد كاريل أيضًا على ضَرورة توفير البيئة الصحيَّة للمتفوقين، وأن تعدَّل المناهِجُ الدراسيَّة تبعًا لمستوى الأطفال، بعيدًا عن عمرهم.

 

الفصل الخامس: الزمن الداخلي:

يعرِّف كاريل الزمنَ الداخلي بأنَّه تعبير عن تغييرات الجِسم ووجوه نشاطِه إبَّان الحياة، ولقد اكتسب الإنسانُ عادة تعريف عمره وعُمر الأشياء الأخرى بواسِطة الوقت الذي تحدِّده السَّاعات، ومع ذلك فإنَّ الزمنَ الداخليَّ يتميَّز ويستقلُّ عن هذا الوقت الخارجي مِثلما يتميَّز جسمنا ويستقل في الاتِّساع عن الأرض والسماء.

 

ويَختلف الزمن الداخليُّ أيضًا عن الزَّمن الفسيولوجي؛ فالزَّمن الفسيولوجي يَشتمل على سلسلة من جميع التغيرُّات العضويَّة التي يتعرَّض لها الإنسان منذ أن يكون نُطفةً حتى يموت.

 

وتحدَّث كاريل أيضًا عن طول العمر، وتساءل: هل يمكن تجديد الشباب صناعيًّا؟


الفصل السادس: الوظائف التنسيقية:

والوظائف التنسيقيَّة كما حدَّدها كاريل هي التكيُّف العضوي الدَّاخلي والخارجي، وهو طريقَة البقاء لجميع العمليَّات العضويَّة والعقليَّة، وبسبب النَّشاط التنسيقي يَحتفظ الجسمُ بوحدته ويَبرأ من الأمراض، والتنسيق والتكييف جانِب مهمٌّ ولا يقلُّ عن التغذية.

 

تطرَّق كاريل إلى معنى الأمراض، وأشار إلى المناعَة الطبيعيَّة والمكتسبَة، وأكَّد على إساءة استعمال الوظائف التنسيقيَّة في الحضارة العصريَّة.

 

الفصل السابع: الفرد:

وتحدَّث فيه عن:

• صِفات الشخصيَّة.

• الأهميَّة النسبيَّة للوراثة والبيئة.

 

الفصل الثامن: إعادة صياغة الإنسان:

وبيَّن كاريل فيه أهمَّ نتائج بَحثه في كيفيَّة إعادة صياغة الإنسان، وأهمها:

• الجمع بين المادَّة والعقل والرُّوح.

• العمل على تَجميع المعارف المشتَّتة عن الإنسان.

• تجميع معَارِف العلوم المختلِفة بين يدي علماء متخصِّصين في عِلم الإنسان، ومن صفاتهم أنَّهم سيبذلون عمرَهم، وسيضحُّون من أجل إبراز عِلمٍ كامِل عن الإنسان.

• إنشاء معاهِد تَجمع في تعليمها بين الجسم والعقل.

• إنشاء مدارس مؤسَّسة على طبيعة الإنسان الحقيقيَّة.

• تنشئة أشخاصٍ أقوياء وأفراد صالِحين.

• وجوب عَزل الأطفال الموهوبين.

• تحسين النَّسل أمر لا مفرَّ منه للإكثار من الأقوياء.

• يجب الاهتمام بالصحَّة الطبيعيَّة كالاهتمام بالصحَّة الصناعيَّة.

• أن يحدد الجنسان، فيجب أن يكون كلُّ فرد ذكرًا أو أنثى.

• كلُّ فرد يجب أن يُستخدم تبعًا لصفاته الخاصَّة.

• يجب أن يصنَّف البشَر تبعًا لصفاتهم الفرديَّة، وليس على أساس المستوى المادِّي.

• ينبغي أن يُهيَّأ للأشخاص العاطفيِّين والذين يحبُّون الجمال ويبحثون عنه - بيئةٌ خاصَّة، تكون أكثر ملاءمة لنموِّ صفاتهم المميزة.

• معرفة الإنسان، وتَحسين النَّسل، وإحداث تغيُّرات في التعليم والأحوال الاجتماعيَّة تساعد على القضاء على ظاهرة الجنون وظاهرة الإجرام.

• تحرير الإنسان من الكونيَّات التي اخترعها علماءُ الطبيعة والفلَك.

 

بهذه النتائج المهمَّة ختم كاريل بحثَه عن الإنسان، وهي صرخاتٌ تحمل في مضمونها ثَورة على التعالِيم العصريَّة، التي اهتمَّت بالمادَّة وأهملَت الرُّوح.

 

تعقيبات:

وتظهر أهمُّ التعقيبات التي شاهدتُها أثناء قراءتي للكتاب في الآتي:

1- أنَّ الحياة الدينيَّة الخاطئة (كما فعلَته الكنيسة في العصور الوسطى) جعلت الدِّين بعيدًا عن التبجيل والاحترام، وجعلت التجاربَ والاكتشافات أهم من تعالِيمه، بل جعلَت المدارس والجامعات أماكن أَكثر تقديسًا من الأَدْيِرة والمعابِد، وهذه هي الرُّوح التي سادَت في كتاب "الإنسان ذلك المجهول"، وتكفي في التدليل على ذلك هذه الكلمات التي ذَكرها كاريل في الفصل الأوَّل في الفقرة الرابعة: "وفضلاً عن ذلك فقد أَطلَقهم العلمُ العصريُّ من القيود الأدبيَّة التي كان يَفرضها عليهم النظامُ الدينيُّ البَحت"[6].

 

2- برغم التقدُّم العِلمي المذهِل، فلم يُعطِ الإنسانَ العصريَّ الأمنَ والرَّاحة، والسبب كما حدَّده كاريل أنَّ العلم الحديث لم يخاطِب أهواءنا، ولم يتوافَق مع ذواتِنا، وأضيف على ذلك: أنَّنا خالَفنا منهجَ الحقِّ عزَّ وجلَّ، فالله وَضع منهجًا ربانيًّا واضحًا، على عِلم كامل بأحوالنا وقدراتِنا ومواهبنا، فإذا ابتغينا التقدُّمَ والنَّهضة في غيره، انتكسنا إلى التعاسَة والشقاوة، وهذا لا يَدعو إلى نَبذ المنهج العِلمي، بل يَدعو إلى وَضع الدِّين وتعاليمِه الصَّحيحة كقائدٍ يسوقنا إلى الحقيقة، وبوصلة تدلُّنا عليها.

 

3- "إنَّ صحَّة العقل والحاسَّة الفعَّالة والنِّظام الأدبي والتطوُّر الرُّوحي تتساوى في أهميتها مع صحَّة الأبدان ومَنع الأمراض المعدِية"[7]، وكلام كاريل السَّابق يتَّفق كمال الاتِّفاق مع تعاليم الإسلام، وخيرُ مثال على ذلك: ما ورد في قصَّة لقمان الحكيم ووصاياه لابنه؛ فهي دعوة للاهتمام بجَميع جوانب الإنسان: المعرفيَّة العقلية، والوجدانيَّة الشعوريَّة، والمهاريَّة السلوكيَّة.

 

4- أَوضَح كاريل حقيقةَ الاختلاف بين الرَّجل والمرأة، فيقول: "إنَّ الاختلافات الموجودة بين الرجل والمرأة لا تَأتي من الشَّكل الخاصِّ بالأعضاء التناسليَّة، ومن وجود الرَّحِم والحمل، أو من طريقة التعلِيم؛ إذ إنَّها ذات طبِيعة أكثر أهمِّية من ذلك، إنَّها تَنشأ من تَكوين الأنسِجة ذاتها، ومِن تلقيح الجِسم كلِّه بمواد كيميائيَّة محدَّدة يفرزها المبيض، ولقد أدَّى الجهلُ بهذه الحقائق الجوهريَّة بالمدافِعين عن الأُنوثة إلى الاعتقاد بأنَّه يجب أن يتلقَّى الجنسان تعليمًا واحدًا، وأن يُمنحا قوًى واحِدة ومسؤوليات متشابِهة، والحقيقة أنَّ المرأة تختلف اختلافًا كبيرًا عن الرَّجل"[8].

 

ويَخرج كاريل بنتيجة مؤدَّاها: "فعلى النِّساء أن ينمين أهليَّتهنَّ تبعًا لطبيعتهنَّ، دون أن يحاولنَ تقليدَ الذُّكور؛ فإنَّ دورهنَّ في تقدُّم الحضارة أسمى من دور الرجال، فيجب عليهنَّ ألاَّ يتخلَّين عن وظائفهنَّ المحدَّدة"[9].

 

ما قاله كاريل يتَّفِق مع منهاج الإسلام، الذي أَوضح الاختلافات بين الجنسين بقوله: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 34]، والقوامَةُ تكلِيف وليست تشريفًا، ومسؤوليَّة وليست أمرًا عارضًا.

 

5- إنَّ أهمَّ مثالِب العِلم الحديث: اعتماده على الملاحظَة العلميَّة والتجربة الحسِّية في كلِّ مجالاته، وهذا أمرٌ مَرغوب فيه لو أنَّه أعطى للجانب الميتافيزيقي الغيبي أهميَّته، وقد تأثَّر كاريل بهذا العيب، فيقول على سَبيل المثال في الفصل الثَّالث في نِهاية الفِقرة الثالثة عشرة: "إنَّ معرفتنا بالجسم البشري هي في الحقيقةِ أوليَّة في أغلبها...، ومن المستحيل في الوقت الحاضِر أن نَفهم تركيبَه، فيجب إذًا أن نَقنع بملاحظَة نشاطنا العضوي والعقلِي ملاحظةً علميَّة، وأن نسير إلى الأمام بداخِل المجهول دون أيِّ إرشادٍ آخر"[10].

 

6- من مَثالب الماديَّة الحديثة: أنَّها مجَّدَت الرجلَ الأبيض العصرِي، وجعلَته سيدًا يَنبغي أن يَخضع له غيرُه، وهذه الروح تَحدَّث بها كاريل في مواضِع من كتابه، ومنها على سبيل المثال قوله: "والإنسان هو أَصلب الحيوانات عودًا، والجِنس الأبيض منشئ الحضارة هو أَصلَب الأجناس كلِّها..."[11].

 

7- اهتمَّ كاريل بالنَّشاط العقلي، وانتقد الأطباءَ والفسيولوجيِّين والاقتصاديِّين لإهمالهم هذا الجانِب، يقول كاريل: "إنَّ العقل مخبَّأ بداخل مادَّة حيَّة، يهمِله الفسيولوجيُّون والاقتصاديُّون إهمالاً تامًّا، كما لا يَكاد الأطباء يلاحِظونه، ومع ذلك فإنَّه أعظم قوَّة في العالَم"[12].

 

وصَدق كاريل؛ فإنَّه يؤكِّد ما أكَّده الإسلام من أهميَّة العقل وأهميَّة التعقُّل والتفكُّر، فمادَّة "عقل" منتشرة وسط آيات القرآن الكريم، وهي توحِي بأهميَّته وضرورته للإنسان، فإنسانٌ بلا عَقل - في نَظر الإسلام - غير مكلَّف، ومرفوعٌ عنه الحرَج؛ وذلك لأنَّ الإسلام يَنظر إلى فَقد العقل بأنَّه عاهَة تستدعي التخفِيف.

 

8- انتقد كاريل فِكرةَ المساواة والاشتراك في الحقوق بالتَّساوي بين النَّاس، فقد انتقد فِكرةَ الديمقراطيَّة؛ لأنَّها تساوي بين النَّاس، والناس بطبيعتهم مختلفون؛ فمنهم الأمِّي، ومنهم صاحب القدرات العقليَّة، كما أنَّ منهم أصحاب العقول الضَّعيفة، ومن هنا كيف نساوي بين النَّاس في حريَّة الاختيار؟

 

ومبدأ كاريل يرشِدنا إلى مصطلَحٍ تناوله العلماءُ قديمًا، وهو مصطلح "أهل الحَلِّ والعَقد"، وهم مَجموعة مختارَة منتقاة، ذات صِفات معيَّنة، يستطيعون إبداءَ آرائهم لإرشاد المجتمَع إلى الحقِّ والخير.

 

وفي نهاية ذلك العرض أقول: إنَّ كتاب "الإنسان ذلك المجهول" صَرخة قويَّة لإخراج الإنسانيَّة ممَّا هي فيه، وهو ثَورة على مثالِب العِلم الحديث، الذي تقدَّم في كلِّ شيء ما عدا الإنسان، الذي صَنع هذه الحضارَة وقادَ نهضتَها.



[1] نُشر هذا البحث على شبكة الألوكة، بعنوان: مكتبتي.

[2] كاريل: "الإنسان ذلك المجهول"، ص 7.

[3] المرجع السابق، ص 10.

[4] المرجع السابق، ص (11، 12)، ببعض التصرُّف.

[5] المرجع السابق، ص 12.

[6] كاريل: "الإنسان ذلك المجهول"، ص 32.

[7] المرجع السابق، ص 55.

[8] المرجع السابق، ص 102.

[9] المرجع السابق.

[10] المرجع السابق، ص 120.

[11] المرجع السابق.

[12] المرجع السابق، ص131.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: الجرذ التاريخ الطبيعي والثقافي
  • عرض كتاب: الثعلب ( التاريخ الطبيعي والثقافي )
  • عرض كتاب: عصر الإنكا
  • عرض كتاب: العلم والحياة للدكتور علي مصطفى مشرفة
  • أوغل فيه برفق
  • خطبة من فوائد صدقة الفطر

مختارات من الشبكة

  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إجماعات ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) في كتاب: (الصلاة) جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • دراسة إجماعات ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) كتاب الصيد والذبائح والضحايا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • صدر حديثاً كتاب (موارد السيوطي في كتابه الإتقان من الدراسات القرآنية ومنهجه فيها)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثانية: التعريف بالمنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • جهود الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة في كتابه "دراسات لأسلوب القرآن" - دراسة وتحليل(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مراجعة كتاب: تحفظات المملكة العربية السعودية على المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان "دراسة مقارنة"(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • مسلك الراغب لشرح دليل الطالب من أول الكتاب إلى آخر كتاب الاعتكاف دراسة وتحقيقا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • من باع بيته أو ثيابه أو غير ذلك من أجل كتاب أو كتب(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب