• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

وقفات مع كتاب (مختصر الإسلاميون والعمل السياسي المعاصر) - نصرة وتضامنا

بكر البعداني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/4/2015 ميلادي - 9/7/1436 هجري

الزيارات: 9917

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفات مع كتاب

(مختصر الإسلاميون والعمل السياسي المعاصر) - نصرة وتضامنًا

 

الحمد لله وكفى، وسلامًا على عباده الذين اصطفى.

أما بعد:

ففي بعض المرات وأن أعرِّج على بعض المواقع الإلكترونيَّة - أثناء تصفحي لها - شدَّني في بعضها كتابٌ بعنوان: "مختصر الإسلاميون والعمل السياسي المعاصر"، وعلى طريقتي دومًا في ذلك - وهي جمعُ كل ما تَطاله يدي من الكتب حتى ييسِّر الله عز وجل لي قراءتَه، أو على الأقل النظرَ فيه - قمتُ بتنزيل هذا الكتاب، وبالتالي وضعتُه في إحدى خانات الحاسب الآلي لديَّ.

 

وبعدها بأيام وأنا أتصفح هذه الكتبَ - في الحاسب - وقفتُ عليه، فشدَّني مسمَّاه - مرة أخرى - فتوقفت عنده، ولا أخفيكم أنني كنتُ قبل ذاك - مع غِبطتي به، وفرحي وولهي له - مترددًا في قراءته ومتخوفًا منها! لكني أسيرُ عند وقوفي على كتاب - دائمًا ودومًا - وَفْق نصيحةٍ كنتُ سمعتها من بعض العلماء الأفاضل، مفادُها: أنَّ على طالبِ العلم الذي يقف على كتابٍ ما، ولا يستطيع قراءتَه لسبب ما، فلا أقلَّ مِن أن يقرأ مقدِّمتَه، ويأتيَ على فهارسه؛ ثم يضَعه بعد ذلك؛ حتى يتسنَّى له قراءته.

 

وهذا الذي كان مني مع كتابنا هذا: "مختصر الإسلاميون والعمل السياسي المعاصر"، وبعد أن فرَغت من قراءة مقدمته اللَّطيفة الصَّغيرة، ما كدتُ أشرع في قراءة شيء من فهرسته، حتى خالجني شعورٌ غريب يَدفعني إلى تصفُّحه بقوة، ثم حصَل أمر غريب، وهو أني ما كدتُ أتصفَّح منه شيئًا يسيرًا وسريعًا؛ حتى راودني شعورٌ يدفعني بقوة إلى أن أقرأ هذا الكتاب من أوله وحتى آخره.

 

وبعد مطالعة الكتاب رأيت أن أقف مع هذا الكتاب وقفات - نُصرة وتضامنًا - لا تعصُّبًا مني لأنه شيخي، ولا لأن هذا الكتاب يحتاج إليها؛ ولكن لأن هذا الكتاب يستحقُّ هذا بكل ما تَعني وما تَحمل هاتان الكلمتان (نصرة وتضامن) من معنى، وسوف يتجلَّى هذا عقب سَرْد هذه الوقفات - بإذن الله تعالى - فأقول:

الوقفة الأولى: يعدُّ مضمون هذا الكتاب واضحًا من عنوانه؛ فقد ناقش فيه مؤلِّفه شيخنا أبو الحسن السليمانيُّ إحدى المسائل والتي وسَمَها على حدِّ قوله: بالنَّوازل الكبيرة التي نزَلَت بالأمَّة الإسلامية من عقودٍ حسَب تعبيره؛ ولذلك رأى لكثرة ما شاع فيها وذاع - راغبًا في بيان الحق - أن يُدليَ بدلوه فيها من خلال هذا الكتاب، الذي يقَع في مجلَّد لطيف، في نحو (320) صحيفة، طبعَته دار المودة للنشر والتوزيع.

 

الوقفة الثانية: لا أخفيكم أني ما كدتُ أنتهي من مُطالَعته؛ حتى خالجَني شعورٌ غريب، ألا وهو أني أُعجبتُ بمُجمَل ما جاء فيه، وبطريقة مؤلِّفه الفذَّة في خَلْق التساؤلات، ومِن ثَم الإجابة عليها، وهكذا الشبهات، بل لقد جمع بين دفَّتي هذا الكتاب مادة قويَّة مترابطة، يكمل بعضها بعضًا، بلغة علميَّة راقية وميسَّرة، مترفِّعة عن التشنج واللَّغَط، ومجانِبة للتكلف والتعقيد؛ لأن هذا مما لا يَكاد يعجز عنه أحد؛ حتى إنني لروعة ذلك عزمتُ - بإذن الله - على قراءته مرة أخرى بتروٍّ وتأنٍّ وتمعن.

 

والذي يَظهر لي أن الكاتب - حفظه الله - تعمَّد ذلك؛ ليجعل قراءته سهلة ويسيرة لأكبر شريحة ممكنة، وليكون مستساغًا للقارئ؛ فيما لو أراد إعادة قراءتِه.

 

الوقفة الثالثة: يَمتلك مؤلِّف الكتاب أسلوبًا خاصًّا به - وهو فيه متقن أيَّما إتقان - فهو يجعلك أسيرًا معه فيه، فيَقودك أينَما اقتاد، وترى نفسك تحل معه أينما حل، والكتاب ممتع وشيِّق للغاية، حتى إنه يَجعلك تَعيش معه فيه، ويأسرك - بكل ما في الكلمة من المعنى - لا تحتَ تهديد وَطْأة السِّلاح طبعًا؛ ولكن لأسلوبه الفذِّ الفريد الذي لا تكاد تراه أو تُلاحظه إلا في قلَّةٍ من الناس، و﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54].

 

الوقفة الرابعة: سأجعلها في التَّعريج على تلخيصِ مضمون هذا الكتاب - للفائدة والتشويق - ثم آتي بعد ذلك ببقيَّة الوقفات:

لقد شرَع الكاتب في كتابه بالكلام على النكبات والصراعات التي توالَت على الأمة منذ سقوط الخلافة الإسلامية إبَّان سنة 1924م، وكيف أنها أثَّرت على الأمة الإسلامية، وأن بقاءها - لو كان - مع ضعفها خيرٌ للمسلين من ذلك الذي وقَع، ثم عقَّبَه بذِكْر ما يَقوم به المصلحون منذ ذلك الحين، وكيف أنهم يسعَون إلى إصلاح ما فسَد، كلٌّ في تخصُّصه وبطريقته.

 

ثم شرع الكاتب - بعد ذلك - في الكلام على أحد أبشَعِ النُّظم التي ابتُلِيَت بها الأمة منذ ذلك الحين وهو: (النظام الديمقراطي)، وذكَر كيف ابتُلِيَت به هذه الأمة الإسلامية بسببٍ أو بآخر، وعقَّب ذلك بالخيارات المتاحة أمام المسلمين مع هذا الواقع المفروضِ والمَعيش، وحصَرها في ثلاثة: الاعتزال لها، أو المجابهة، أو المشاركة فيها على ما فيها.

 

وقد ناقش الكاتبُ هذه الخيارات، وذكَر ما لها وما عليها، بأسلوبٍ مختصَر يسير، خلَص فيها إلى اختيارِ ثالثها، وأعقَب هذا الاختيارَ بالتفسير والبيان، والإيضاح لهذا الموقف، وكيف أنَّ المصلحة تقتضيه.

 

ثم استطرَد بعد ذلك - لأهمية الموضوع - ليعرِّج سريعًا على جُملة من الأمور - التي قد تستَبِق إلى الذِّهن من البعض - عند ترجيح ذلكم القول، أو رفضِه، فذكَر في استطراده ذلك جملةً من التنبيهات المتوائمات الواضحات، والقواعدِ البينات، والتوجيهات والتحذيرات.

 

وقد جعلها عشرة تنبيهات في ما يَقرُب من ثماني ورقات، ويمكنني تلخيصُها كالتالي:

1) أن إقامة العدل ودفعَ الظلم من أعظم الواجبات.

 

2) أن العجز عن إقامة العدل ودفعِ الظلم لا يَعني تَرْكه، بل يكون بما أمكن.

 

3) أن مِعيار معرفة العجز عن القيام بالواجب من ذلك هو باعتبار ما يُفضي إليه.

 

4) أن سُبل العدل قد تتعدَّد، وأيُّها أوصلَ إليه أو بعضِه، فعلينا سلوكه؛ إذِ المرادُ تحقيق المقاصد، لا مجرد الوسائل لذاتها، وتوسَّع فيه نوعًا ما.

 

5) ثم ذكَر وجوب مراعاة النَّظر في قواعد المصالح والمفاسد، في هذا.

 

6) عرَّج مستدلاًّ لذلك على مشاركة المسلمين - من خلال تاريخهم - من أهل الخير في الأعمال العامة؛ معلِّلاً ذلك: بأن العبرة بما يَخدُم الأمة، ولو كان ذلك في أزمنة الفساد، ومبينًا أن ذلك قد كان منهم، مع أنهم لم يستطيعوا إزالة الشر كلِّه، في بعض الأحيان.

 

7) ذكر أن السياسة الشرعية قائمة على إصلاح الدين، وسياسة الدنيا حسب توجيهاته، إلخ هذه المنظومة.

 

8) قال: إنه لا يشترط أن يكون مع من يقوم بالسياسة الشرعية في كل ما يصدر عنه أو منه دليلٌ؛ لكنه يشترط أن لا يكون ذلك مخالفًا لدليل ما.

 

9) بيَّن أن ما ذكره - فيما سبق - يختص بمن كانت بلاده تحكم بهذه النظم لا بالشرعية الإسلامية، وتوسع فيه قليلاً؛ دفعًا للإشكال، وتجلية للالتباس.

 

10) أوضح أن الأحكام في هذه المشاركات تختلف باختلاف البلدان، والزمان، والناس، على تفصيلاتٍ تَطول.

 

هذا ملخص ما جاء في هذه التنبيهات العشَرة.

• ثم انتقل الكاتب يدلِّل على ذلك، ومن ثَم يعضِّده بكلام جماعة من أهل العلم - رحمهم الله أجمعين - فذكر كلامًا لشيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم، وآخرَ للقرافي، ولابن باز، والعثيمين، وغيرهم في تسعِ ورقات، وكانت قواعد المصالح والمفاسد وما يتفرع عنها هي المسيطرة!

 

ثم استحضر الكاتبُ المخالِفَ له في هذه التأصيلات والتفصيلات، والاستدلالات والمناقشات، والتقعيدات والتفريعات، وما قد يَرِد عليه منه، وأخَذ يُحلِّق بالقارئ في ذلك الجوِّ المشحون بالمناقشات والاستفسارات، وراح يَطْرح جملة من التساؤلات واحدًا تلو الآخر على المخالِف الذي يظهر لك من كلامه كأنك وإياه والمخالف في مجلس واحد، وعلى طاولة واحدة، وهذا مما يُحسَب للكاتب، وشرَع يأخذ ويرد، ويَزيد ويُعيد، بأسلوب شيق ماتع، فريدٍ نافع، يأسِرُ اللُّب ويأخذ الأسماع، فذكَر منها أربعةَ تساؤلات مع تفريعاتها، في عشر ورقات.

 

ثم راح يُلقي بجملة من الشبهات - على ما سبق - شبهةً تتلوها أخرى؛ من قوله، وبلسان حال خصمه، فذكَر (53) من هذه الشبهات أصليَّة أساسية، وضمَّ في ثناياها وبين طِيَّاتها وأحضانها شبهاتٍ أخرى وتفريعات، تقرب من هذا العدد؛ إن لم تَزِد، في نحو (143) صحيفة، وفي ثنايا كلِّ هذه الشبهات استدلالات ومنقولات، وتفصيلات وتفريعات، كثيرة جدًّا.

 

ثم لما انتهى من كلِّ هذا ختم كتابَه هذا بجملة من الأسئلة المتفرِّقة، التي رأى أنها متحتِّمة، فبلغَت (21) سؤالاً، في نحو (23) صحيفة، وأغلبها تساؤلات حولَ ما مضى؛ فمنها ما يتعلَّق بالنُّظم الغربية، أو المشاركين بها من المسلمين، أو نحو ذلك.

 

ثم ذكر ملحقًا ضمَّنه مجموعةً من الفتاوى لمجموعة من العلماء وطلبة العلم، وعلَّق عليها تعليقاتٍ - تَزيد وتنقص - بحسب الحاجة، وهي في المشاركة في هذه العمليات السياسية المعاصرة، ومنها الانتخابات، فذكَر ثلاثين فتوى عن ثلاثين عالمًا وطالبَ علم؛ بعضها مكتوبة، والأخرى مسموعة ومفرَّغة، وفيهم - أعني مِن أهل هذه الفتاوى - مجموعةٌ من المخالفين له؛ بحسب تعبيره! وختم كتابَه بهذا، وألحق في ذيله فِهرسًا عامًّا لذلك.

 

وبعد هذا السرد الملخَّص لِمُجمَل ما في هذا الكتاب، نعود إلى الوقفات؛ فأعود وأقول:

الوقفة الخامسة: أن هذا الكتاب يعدُّ من أجمل ما قرأتُ مما وقَفتُ عليه في هذا الباب على الإطلاق؛ بل لا أراني مبالغًا إن قلتُ: إنه لا مثيل له بما حواه في بابه، بل لو قلت: إنه يُعدُّ مرجعًا أوليًّا وأساسيًّا، ولا يُستهان به في هذا الباب - ما أبعَدتُ النُّجعة!

 

الوقفة السادسة: أن المطالع لهذا الكتاب يرى بوضوحٍ - إلى جانب ما سبق - ضبْطَ الكاتب لما كتَب، ناهيك عن تلك المادة المهولة من هذا العلم في هذا الباب، حتى إنه وقع في قلبي؛ ولولا معرفتي بكاتبه، وأنه بعيد كل البعد عن هذا المعترك السياسي، ومشغولٌ بتحصيل العلم وتدريسه، وتعليمه، ونشر الدعوة، والصلح بين الناس، ناهيك عن أعباء دار الحديث بمأرب التي تُثقِل كاهله - أقول: لولا ذلك لجزَمتُ بأن كاتبه سياسيٌّ محنَّك من الدرجة الأولى، أكَل عليه الزمانُ وشرب في هذا المعترك!!

 

لكني أقول - والحق أقول - أنني تلمست تفسيرًا لهذا وتوضيحًا له، فلم أجد على كثرة ما تأمَّلت، لكني أستطيع أن أقول ملخِّصًا ذلك في كلمة واحدة إنها: (الحكمة)؛ وضعُ الشيء في موضعه، وتُعجبني بالمناسبة جدًّا - والشيء بالشيء يُذكر كما يُقال - كلمةٌ لشيخنا أبي الحسن - الكاتبِ نفسه - كان قالها في بيان شيءٍ من دعوته في كتابه الفذِّ "السراج الوهاج في بيان المنهاج" (ص: 82)، وهي في الحقيقة تصوِّر ما أريده قوله وإيصالَه للقارئ تمامًا؛ ألا وهي: إن الناس في مِثل ما نحنُ فيه - وفي غيره - أحدُ رجلين: "رجلٌ يحمل الدعوة، ورجلٌ تَحمِلُه الدعوة، فالأول ممدوح، والثاني مذموم، ومن الناس مَن عَقلُه أكبرُ مِن علمه فيَنفع، ومنهم مَن علمُه أكبر من عقله فيَضر، والموفَّق مَن وفَّقه الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 269]".

 

الوقفة السابعة: يلحَظُ القارئ للكتاب - وهكذا حتى الناظر للملخَّص له - الذي سبَق أن ذكَرتُه في الوقفة الرابعة؛ أنَّ الكتاب غالبه يقوم على التساؤلات والاستفسارات، والشُّبَه والإيرادات - وهذا في الحقيقة كما أكرِّر دومًا: من وجهة نظري وبحسَب علمي، والكاتبُ منه بَريء، وله إمَّا أن يُقرَّه أو يَنفيه - إلى جملة من الأمور؛ لعل أهمها:

• أن هذا الأسلوب هو أسلوبٌ تَميَّز به الكاتب، والمتتبِّع لدروسه ومحاضراته وخطبه، وكتبه ورسائله ومقالاته - يَلحظ ذلك.

 

• أن هذا الأسلوب يعدُّ عند أهل العلم - ولا سيما أهل الخبرة في التصنيف والتأليف - ضربًا من ضروبه، وشكلاً من أشكاله، وهو مع ذلك لا يتَسنَّى لأي أحد؛ فهو يحتاج إلى خبرة، ومِراس، ومهارة، ودُربة.


• أن هذا الأسلوب لا يُحمَد في كل مقام، ولا في كل مقال، كما قد لا يمكن لأسلوبٍ آخر أن يَقوم مَقامه في بعض المقامات الأخرى، ولو أنك فتَّشتَ لمِثل هذا الموضوع - أعني: موضوعَ هذا الكتاب الذي معنا - عن أسلوب آخر يصنَّف به؛ فإنك لن تجد أسلوبًا آخر أنفعَ ولا أنجَع مِن مثل هذا الأسلوب، ويؤتي من الثَّمرات ما يَأتي من هذا؛ فهو الأسلوب المناسب والملائم لمثل ما نحن فيه.

 

الوقفة الثامنة: أنصح كلَّ مَن يقرأ كلامي هذا أن يقرأ هذا الكتاب برَويَّة وإدامةِ نظَر، وبتمعُّن وتفكُّر، وبإخلاص وتجرُّد، وأن يُعيد الكَرَّة إن استطاع، وأنا على يقين بإذن الله أنه سيَستفيد منه كثيرًا، ومَن كذَّبَ جرَّب؛ كما يقول العامةُ عندنا!

 

الوقفة التاسعة: إنني أعلم - كما يَعلم غيري - وأُدرك كما يُدركون، وشيخنا دومًا ما يدندن حول هذا: أن الكاتب دومًا - مهما صرَف من الوقت والجهد، وبلَغ في التحرِّي والضبط، والجمع والسَّبر - لا بد أن يُقصِّر هنا أو يفرِّط هناك، وقديمًا قيل: كم تَرَك الأول للآخَر؛ ولذلك فأنصح كلَّ منصِف ممن سيَقف على ملاحظاتٍ أو استدراكات أو غيرها في ثنايا هذا الكتاب أثناء قراءته له، أن يبعَث بها إلى الكاتب؛ لينظر الكاتبُ فيها، وليتكامل هذا المشروع، ويكون - بعد ذلك - بالصورة المطلوبة، فيبدو بأجمل حُلَّة، وأحلى طلعة، ولا سيما وقد قلتُ - فيما سبق - إن هذا الكتاب يَكاد يكون مرجعًا فردًا في هذا الباب؛ لأنك لا تَكاد ترى هذا في مكانٍ واحد أبدًا، ولا ننسى أيضًا أن الكاتب قد أسماه: "مختصر..." مما يُفيد عندي - على الأقل - أنه بَقي في جَعبتِه الكثير، والله أعلم.

 

الوقفة الأخيرة: لقد ترددتُ كثيرًا في كتابة هذه الوقفة الأخيرة، ولكني عزمتُ أخيرًا على كتابتها؛ لسببين:

الأول: لأني من خلال معرفتي بشيخنا أبي الحسن، حفظه الله وأمدَّ في عمره على طاعته - من خلال دُروسه ومحاضراته، ودوراته وأشرطته، وكتبه ورسائله، بل وحتى جلساته - أعلم أنَّ صدره رحب يَقبل مثل هذا التنويه والتنبيه، ولا يَضيق به ذَرعًا، بل يَقبله دون أدنى غضاضة في هذا، فجزاه الله عنا خير الجزاء.

 

الثاني: أنني رأيتُ أن هذه التنبيهاتِ قليلة، ولا تؤثر على جَوهر هذا الكتاب وأصله إطلاقًا.

 

ويُمكن إجمالها في الآتي: وهي أن الكتاب يُعوِزُه أمران:

الأول: أن الكتاب يُعوِزه خدمةٌ كبيرة؛ من الترتيب والتقديم والتأخير... أقول هذا مع علمي - من خلال تصفحي له - بتلك الخدمات التي فيه، والتي لا يَعلمها قدرَها - كمًّا وكيفًا - إلا مَن طالعه، مع أني أكاد أجزم أن الشيخ أولاً وآخِرًا يَعلم هذا وأكثر منه؛ فلعله لضيق وقته رأى أن يُخرجَه لأنَّ هذه الفائدة - وهي إخراجه - في نظره أولى مِن تلك، أو نحو ذلك، لكن وجب التنبيه. والله أعلم

 

الثاني: أن الكتاب يعوزه خدماتٌ شَكلية؛ كالتدقيق مرة أخرى في العَزْو في الفهارس مثلاً؛ فهو قد لا يوافق الصَّحيفةَ عند الرجوع إليها، وكذا فالكتاب - لمجموعِ ما فيه من هذا الحشد الهائل، والكمِّ الكبير من النصوص والمعلومات والتعليقات - بحاجةٍ إلى عناوينَ فرعية، وكذا إلى تقاسيمَ، وهكذا إلى فهارسَ تفصيليةٍ دقيقة لما فيه؛ ليَسهُل على المُطالِع الوقوفُ عليها، والرجوع إليها، وليكون كمَرجع يسهل اقتناصُ الفائدة منه، ونحوِ ذلك من الأمور الشكلية. والله أعلم.

 

ولقد نبهتُ عليهما، مع أنَّ كِلَيهما ليس بجوهريٍّ - كما أسلفت - لأني أرى أنَّ مادة الكتاب علمية وقويَّة وكثيرة، فالاهتمام بمثل هذه الأمور تُسهِّل على القارئ، وتخدمه كثيرًا، والله أعلم.

 

وفي الختام: أسأل الله عز وجل أن يَنفع بهذا الكتاب، وأن يُجزِل الأجرَ والمثوبة لكاتبه على ما بذَل في سبيل إخراجه.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع كتاب العلوم الكونية عند المسلمين
  • وقفات مع كتاب: مذكرات شاهد للقرن للمفكر الجزائري مالك بن نبي
  • وقفات مع كتاب التداخل والتمايز المعرفي بين النحويين والفقهاء والأصوليين

مختارات من الشبكة

  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (9)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (8)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (7)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (6)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (1)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب