• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: عبدالله بن المعتز العباسي للدكتور محمد الكفراوي

عرض كتاب: عبدالله بن المعتز العباسي للدكتور محمد الكفراوي
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/4/2015 ميلادي - 19/6/1436 هجري

الزيارات: 52728

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب

عبدالله بن المعتز العباسي للدكتور محمد الكفراوي


• اسم الكتاب: عبدالله بن المعتز العباسي.

• المؤلف: د. محمد عبدالعزيز الكفراوي.

• سنة النشر: 1957 م.

• دار النشر: نهضة مصر.

• الطبعة: الأولى.

• صفحات الكتاب: 191.

 

 

 

المُطالع لحياة الخليفة والشاعر العباسي "عبدالله بن المعتز" يجد أننا أمام شخصية فريدة مِن نوعها، تعرَّضت للعديد من الضربات واللطمات القاسية خلال سيرة حياتها، التي صاغت لنا هذا النسيج العجيب المُحير من امتزاج الأدب بالسياسة بالترف المُبالَغ فيه؛ حيث كوَّن هذا الخليط لنا سيكولوجية معقَّدة لهذا الخليفة البائس سيئ الحظ، فشاعرُنا ولد في عصر تضاءلت فيه سلطة العباسيين ونفوذهم من خلال مجموعة من الخلفاء العباسيين الذين تركوا مقاليد الأمور لوزرائهم من الترك والدَّيلم، ينصِّبون هذا الخليفة ويخلعون هذا حسب أهوائهم، ولم يكد أبو عبدالله الخليفة "المعتز" يتولى الخلافة عام واحد وخمسين ومائتين للهجرة، حتى تآمر عليه الوزراء وخلعوه عام خمس وخمسين ومائتين للهجرة، ثم قُتلَ بعد أيام قلائل من خلعه؛ وعبدالله بن المعتز ما زال طفلاً في الثامنة من عمره، وزادت الضربات على عبدالله حينما تولى "المهتدي" الخلافة وقام بنفْيه وجدَّتِه وعميه إلى مكة، ورغم أن "المهتدي" لم يمهل في حكمه سوى شهور وولي بعده المعتمد بن المتوكل والذي أمر بردِّ الشاعر لبغداد وإحاطته بالرعاية، إلا أن حياة الشاعر المضطربة لم تَخْلُ من العواصف والنكبات؛ فكل خليفة جديد كان يخاف من هذا الشاب الطموح الذي يحمِل حقًّا تاريخيًّا في كرسي الخلافة، والذي دفن تلك الهموم والطموحات في مُعاقَرة الشعر والخمر والمبالغة في حياة التهتُّك والمُجون، وهكذا ظلَّت عين الريبة تحوط شاعرنا في عهد هؤلاء الخلفاء: المعتمد والمُعتضد والمكتفي والمقتدر، إلى أن دخل في مغامرة فاشلة للانقلاب على المقتدر صغير السن وقتذاك، وسرعان ما خابت المؤامرة، وفشِلت تلك المحاولة الجريئة، وحُكمَ على الشاعر بالقتْل جراء تلك المغامرة القصيرة الأجل؛ حيث لم تتعدَّ مدة خلافة عبدالله بن المعتز سوى يوم وليلة، ولتنتهي حياة هذا الشاعر المغامر في التاسعة والأربعين من عُمرِه.

 

يروي لنا كتاب "عبدالله بن المعتز العباسي"؛ لمؤلفه "د. محمد عبدالعزيز الكفراوي" - جوانب من حياة الشاعر "عبدالله بن المعتز" السياسية والأدبية، في سياق نقدي تحليلي، من خلال النظر في آثاره الأدبية، وما وصَلَ لنا مِن شِعره، وذلك عبر خمسة أبواب، أجمل فيهن الكاتب نظرته المحايدة في سرِّ تفرُّد أشعار "عبدالله بن المعتز" وتميزها؛ وذلك عن طريق ربطها بالهيكل العام للحياة الاجتماعية في ذلك الوقت، والطبيعة الخاصة النفسية لعبدالله بن المعتز.

 

وهذه الدراسة كانت إحدى أعداد سلسلة "في الأدب والنقد"، التي كانت تَصدُر عن "الجمعية الثقافية المصرية" بإشراف الأستاذ "عمر الدسوقي" رئيس قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم؛ حيث كانت تختصُّ بالأبحاث الجامعية المحكمة في مجال النقد الأدبي، وكان أغلب واضعي تلك الدراسات أساتذة جامعيين في جامعة القاهرة، ومنهم صاحب هذه الدراسة.

 

وصْف الدراسة:

جاءت الدراسة في أربعة أبواب، تحت كل باب يندرِج عدد من الفصول تلمُّ بالإطار العام لعنوان الباب؛ حيث أحاطت تلك الفصول بحياة ابن المعتز وإنتاجه الأدبي.. وجاءت عناوين تلك الأبواب على النحو التالي:

الباب الأول: في التمهيد.

الباب الثاني: في كتبِه.

الباب الثالث: في أغراض شِعره.

الباب الرابع: في السياسة.

الباب الخامس: نقْد شِعره.

 

تناول الباب الأول ملخَّصًا تاريخيًّا مختصرًا عن الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في عهد عبدالله بن المعتز؛ حيث تناول الفصل الأول منه البيئة العامة من الناحية السياسية خلال القرن الثالث الهجري في النِّصف الثاني من عهد الدولة العباسية؛ حيث ساد خلفاء ضعفاء، اعتمدوا في كافة مرافق الدولة ومراكزها على جنودهم ورجال دولتهم من التُّرك والدَّيلَم، وكانت مدة كل خليفة قصيرة الأمد؛ حيث كان كل خليفة ينقلِب على مَن قبله وينكِّل بأهله ويسلُب أموالهم رغم صلات القرابة بينهم، وفي ظل هذا الفساد السياسي توقَّفت الفتوحات، وبدأت بعض الأقاليم في الانفِصال عن بغداد، فقامت دولة لآل طاهر، وأخرى لآل الصفار في الشرق، ودولة لآل طولون في الغرب.

 

أما عن الحياة الاجتماعية لعهد الشاعر، فقد شاعت الفوضى والاضطراب في المِلكيات الخاصة، وسادت نزعات التحرُّر والإباحية في المجتمع حتى إن "بابك الخرمي" في ذلك الوقت أراد أن يقيم وينشر دعوة "مزدك" الإباحية؛ حيث تحصَّن في منطقة "حران" واتخذها مركزًا لتهتُّكه، وشاعت نزعات التشاؤم بين صفوف الشعب جراء الشقاء الذي يتعرَّضون له، وتحكَّمت النساء في ذلك الوقت في مقاليد الأمور بالدولة، ومنهنَّ "فتيحة" أم المعتز، و"السيدة شغب" والدة الخليفة المقتدر.

 

أما عن الحياة العِلمية في ذلك الوقت، فقد كانت بغداد والكوفة والبصرة موطن العلماء والأدباء من كل صوب وحدَب، وشاعت المناظرات بين العلماء من أمثال المبرِّد والأخفش وثعلب ونِفْطويه وابن دُرَيد وابن السرَّاج والزَّجَّاج وابن الأنباري وابن قُتيبة، واشتهر البحتري وأبو تمام في النصف الأول من الدولة العباسية، ومن الأسماء الخالدة في ذلك العصر أيضًا القالي صاحب "الأمالي"، وأبو العلاء صاعد البغدادي.

 

وتناول الفصل الثاني من الباب الأول بيئة عبدالله بن المعتز الخاصة؛ حيث نرى أن ما تعرَّض له ابن المعتز في حياته كان يمثِّل تأرجحًا غير منتظم بين عوامل الشقاء والنعيم، والعزة والذل، تقلَّب في حومته ابن المُعتز؛ وشكَّلَ كل هذا شخصية معقَّدة لشاعرنا؛ وهي التي تناولها الكاتب خلال الفصل الثالث مِن هذا الباب؛ حيث كان الشاعر مُرغدًا راضيًا عن نفسه، حلو الشمائل، جميل المُعاشَرة، مع نكبته في أبيه في سن مبكرة، ورغم حياة الترف التي انغمس فيها حتى أذنيه، فقد اهتمَّ أهله بتعليمه على يد كبار علماء عصره من أمثال "المبرد" و"ثعلب"، وبذلك تكونت ذائقة أدبية مميزة لابن المعتز، وسرعان ما تجاوَبَ مع هذه الحياة الأدبية بعيدًا عن السياسة، وبرَز فيها حتى صار من كبار الشعراء وأئمَّة النقاد في عصره، وهو موضوع الباب الثاني.

 

تناول الباب الثاني إنتاج عبدالله بن المعتز الأدبي؛ حيث ثبَت له ثلاث مؤلفات كاملة؛ وهي: ديوانه، وكتاب البديع، وطبقات الشُّعراء.

 

أما ديوانه، فله ثلاث نُسَخ كاملة عن مخطوطات؛ الأولى: مطبوعة نُشرت عام 1332 هـ، وهي تتَّفق مع النسخة الخطية التي رواها الصولي عن ابن المعتز في ترتيب الأبواب.

 

والثانية: نسخة تولى طبعها في إستانبول سنة 1945 جمعية المستشرقين الألمان، وهي مأخوذة عن مخطوطة قديمة كتبَها عبدالملك الحمداني، وقد أخذها بدوره عن نُسخة أبي بكر الصولي، وأضاف إليها زيادات كثيرة.

 

والثالثة: مخطوطة برواية الصولي ومَحفوظة بدار الكتب المصرية، وهي التي اعتمد عليها الدارس في أبيات الدراسة.

 

أما كتاب البديع، فقد أُخذَ عن نسخة خطية بمكتبة الأسكوريال بمدريد، ثم أعيد نشره بتحقيق الأستاذ "محمد عبدالمنعم خفاجي"، ويعدُّ هذا الكتاب أهمَّ مؤلفات ابن المعتز، وترجِع أهميته إلى أنه أول كتاب أُلِّفَ في البديع، ويرجِّح د. محمد مندور في "النقد المنهجي" أن ابن المعتز قد أخذ مصطلحات كتابه أو بعضها عن ترجمة "حنين بن إسحاق" لكتاب أرسطو في الخطابة، ويرجِّح الباحث أن هذا ظن بعيد، فمعظم ما ورد في الكتاب من معلومات عن البديع كانت مُتداوَلة بين نقاد العرب في ذلك الوقت وإن لم تدوَّن، واستحق ابن المعتز بسبقه في هذا المجال وتدوينها أن يتبوأ مقعده بين أولئك المؤلفين الذين أرسوا أُسُسَ النقد المنهجي؛ من أمثال الآمدي وقدامة بن جعفر وابن رشيق وغيرهم.

 

وفي كتاب "البديع" تَعميم وإجمال وميل إلى الاختصار؛ حيث قام ابن المعتز بتسجيل أنواع البديع المختلفة وتمثيله لها، دون مناقشة لأسباب استِحسانه لها.

 

أما كتاب "طبقات الشعراء"، فأشار عدد من الأدباء الثقات لنسبة الكتاب لابن المعتز، على رأسهم "أبو الفرج الأصفهاني"، وقد حقق هذا الكتاب ونشره الأستاذ "عباس إقبال" سنة 1938م.

 

وقد قصد ابن المعتز مِن هذا الكتاب حصْر مدائح الشعراء في بني العباس، ولكنه استطرد لذكر حوارات الشعراء مع خُلفاء بني العباس وأمرائهم، وتوسَّع في ذكر العديد من الشعراء، واعتمد جانب السرد في الرواية مع ذكر نماذج وشواهد من شِعر هؤلاء الشعراء، وتَكمُن أهمية الكتاب في عنايته بالمغمور من الشعراء؛ حيث تحدَّث في طبقاته عن سبعة وعشرين ومائة شاعر اختارهم من بين أدباء فترة وجيزة من الزمن لا تكاد تتجاوَز قرنًا ونصفًا، وبها أسماء لا تكاد تسمَع بها إلا عنده، إلى جانب إخلاصه للحقائق العلمية خلال كتابه؛ حيث لم يمنعْه نسبه وعصبيتُه من ذكر مخازي بني العباس ومساوئ عهدهم، إلى جانب تعلُّق عبدالله بن المعتز بالفُكاهة في تراجِمِه؛ حيث أطال الحديث عن الفَكِهين من الشعراء، وذكَرَ أخبارَهم.

 

وذكر الكاتب كتابًا رابعًا لابن المعتز يعتقَد أنه له وإن كان دُوِّن على لسان أحد تلاميذه، وهو بعنوان "فصول التماثيل في تباشير السرور"؛ حيث حصَر في هذا الكتاب كل ما يدور حول الخمر وأدواتها وسُقاتها ومجالسها، وقام بنشر هذا الكتاب "محيي الدين الكردي" سنة 1925م.

 

وتناول الباب الثالث من الدراسة أغراض شِعر ابن المعتز؛ ووضَعه الكاتب في خمسة فصول، حرَص فيها أن تكون الأسبقية لما كان شديد التأثر ببيئته وظروفه الخاصة؛ حيث تناول الفصل الأول جانب الفخر في شعر ابن المعتز؛ حيث نجد روح التحدي في فخر ابن المعتز في قصائده، فحِرمانه من الخلافة والنكبات التي تتالت على أسرته بعد مقتل والده الخليفة المعتز، صبَغَت فخره بالمرارة من ذهاب دولته ودولة أبيه؛ يقول عبدالله بن المعتز:

كيف قد أقفَرتْ وحارَ بِها الده
رُ وغنَّى الجنانَ فيها البومُ
نحن كنَّا سُكَّانها فانقضى ذا
ك، وبِنَّا، وأي شيء يدوم؟

 

ويقول مفاخرًا بنفسه:

أنا مَن تعلمون أسهرُ للمَجْ
د إذا غطَّ في الفراش اللئيمُ

 

ويقول:

أيها السائلي عن الحسَب الأطْ
يبِ ما فوقه لخَلقٍ مَزيدُ
نحن آلُ الرسول، والعِترة الحقُّ
وأهلُ القُربى، فماذا تريد؟
ولنا ما أضاء صبحٌ عليه
وأتتْه آياتُ ليلٍ سودُ
وملكْنا رقَّ الإمامة ميرا
ثًا، فمَن ذا عنَّا بفَخرٍ يحيد

 

ويضَع الكاتب في قصائده نفثات حارة عن تقلب أحوال أهله وعائلته، وهم الأحق بكرسي الخلافة، فيقول:

تَصفو الحياة لجاهل أو غافل
عما يراد به وما يتوقَّعُ
ولمَن يغالط في الحقائق نفسه
ويسومُها طلب المُحال فتطمَعُ

 

ويقول ابن المعتز:

أَبَيْتُ الضَّيمَ بأسَ يدٍ وصبر
إذا التقَت المَحامي بالمحامي
بأنَّ مكان بَيتي في المعالي
مكان السِّلك في خرز النِّظامِ
أُباعد بين منِّي والعطايا
وأجمع بين بَرقي وانسِجامي
وساس الملكَ مِنَّا كلُّ خِرقٍ
كمثل البدر أشرق في الظلام
يهدُّ الأرض غدوته بجمع
كلجِّ البحر يرجح بالأنام

 

وتناول الفصل الثاني عنصر الإخوان في قصائده؛ حيث نجد ابن المعتز في شِعره يكثر من ذكر الذاهبين من إخوانه وشوقه لهم، فكان يرى في إخوان الصِّبا والزملاء في الدرس والندماء على الشراب عزاءه الوحيد في هذه الحياة؛ يقول ابن المعتز:

شيبتني، وما يشيبني الس
نُّ هموم تترى ودهر مَديدُ
أين إخواني الذين كنت أصفِّي
هم ودادي وكلُّهم لي ودود؟!
شرَّدتْهم كفُّ الحوادث والأي
ام من بعد جَمعِهم تَشريدُ!
فلقد أصبحوا وأصبحْتُ منهم
كلِحَاءٍ استُلَّ منه العُودُ
هل لدُنيا قد أقبلَت نحونا ده
رًا فصدَّت، ليس مِنا صُدود
مَن مُعادٌ أم لا مُعاد لدينا؟
فاسْلُ عنها، فكل شيءٍ يبيدُ

 

واضطراب الشاعر النفسي من جراء هذا التشبُّث الشديد بالإخوان جعل آلامه تزداد عليه حين انفِضاض الإخوان عنه بعد ذلك:

وأفردني مِن الإخوان علمي
بهم، فبَقيتُ مهجورَ النواحي
عمرَتُ منازلي منهم زمانًا
فما أدنى الفساد من الصلاح!
إذا ما قلَّ مالي قلَّ مدحي
وإن أثريتُ عادوا لامتداحي
وكم ذمٍّ لهم في جنب مدح
وجدٍّ بين أثناء المُزاح؟!

 

وتناول الفصل الثالث من الباب الثالث مبحث "أدب العامة والخاصة"؛ حيث نجد أنه رغم نشأة ابن المعتز بين أحضان الخلافة وتأثُّره بحياة الترف والرفاهية، فإنه اختلط بالحياة العامة في عصره، وتأثر كثيرًا بالمصطلحات الجديدة التي صبغت الحواضر الإسلامية في العهد العباسي الثاني؛ حيث قلَّ الفرق الافتراضي بين أدب العامة والخاصة في أشعارِه، يقول ابن المعتز في غزلياته:

وحلْوُ الدَّلال، مَليحُ الغضَب
يشوب مواعيده بالكَذِب
سَقاني وقد سُلَّ سيف الصَّبا
ح والليل مِن خوفه قد هرب
عقارًا إذا ما جلتْها السُّقا
ة ألبَسَها الماء تاج الحبَب

 

ويقول:

وبكر مجوسية
عليها قِناع الحبَب
صفت عن قذاها كما
تعرَّى أديمُ الذهَب
يطوف بها شادنٌ
مليحُ الرِّضا والغضَب

 

وهذه الرقة في شعر ابن المعتز كانت نتيجة طبيعية للانفتاح الحضاري واتساع الفتوحات، وتقارُب عقلية العوام مع الصفوة، وتأثُّرهم بمَظاهر الترف التي تفشَّت في الدولة.

 

وتناول الفصل الرابع من هذا الباب عنصر الغزل في شِعر ابن المعتز؛ فقد كان شرف المحتد وعلوُّ مكانة عبدالله بن المعتز عذرًا له في اتصاله بالنساء، وهذا هو السبب الرئيسي في أن أئمَّة الغزل في كل عصر كان جُلُّهم من بين أفراد الطبقات العليا؛ كامرئ القيس في الجاهلية، وعمر بن أبي ربيعة في العصر الأموي، وابن المعتز في العصر العباسي.

 

يقول ابن المعتز:

دع نديمًا قد تناءى وحُبِس
واسقِني واشرب عقارًا كالقبَس
هام قلبي بفتاة غادةٍ
حولها الأسيافُ في أيدي الحرس
لا تنامُ الليلَ مِن حبِّي وإن
غرَّد القُمري زارت في الغلَس
وتُسمِّيني إذا ما عثَرت
وإذا ما فطنَتْ قالت: تَعس

 

ويقول ابن المعتز:

يا مَن يسارقني النظرْ
وإذا نظرْتُ إليه فَرّْ
ما لي أرى لحظات عي
نك عندَنا لا تستقِر
إن كنتَ تبخَلُ بالكلا
م فلا أقلَّ مِن النظَر

 

أما الفصل الخامس من الباب الثالث، فتناول فيه الكاتب جانب الغزل بالمُذكَّر في شِعر ابن المعتز، والذي شاع في المجتمع العباسي؛ حيث كَثُر التغزُّل في المردان في أشعارهم في جرأة على العرف والتقاليد، وكان لاختِلاط عبدالله بن المعتز بأقران السوء ونُدماء الشراب أثرُه في شيوع هذا النوع من الأغراض في شِعره؛ يقول ابن المعتز:

ربما طاف بالمُدام علينا
عسكري كغُصنِ بانٍ يميدُ
أكرع الكرعة الروية في الكأ
س وطَرفي بطرفه مَعقودُ

 

أما الفصل السادس، فتناول خمريات ابن المعتز؛ حيث دفن الشاعر هموم أيامه في مَجالس الشراب ومُعاقَرة الخمر صباح مساء؛ يقول الشاعر:

ألا علِّلاني، إنما العيش تعليل
وما لحياة بعدها ميتةٌ طُولُ
دعاني من الدنيا أنَلْ مِن نَعيمها
فإني عنها بعد ذلك مَشغولُ

 

ويقول الشاعر:

أعاذل قد أبحْتُ اللهوَ مالي
وهان عليَّ مأثور المقال
دعيني هكذا خلُقي دعيني
فما لك حيلة فيه وما لي

 

أما الباب الرابع، فتناول فيه الباحث علاقة ابن المعتز بالسياسة في عهده؛ وذلك في ثلاثة فصول:

تناول الفصل الأول صلته بالخلفاء في عهده؛ حيث سادت نظرة الريبة من جانب الخلفاء المعاصرين له؛ وذلك لأحقيته في العرش، حيث نجد التذبذب في علاقته بكلٍّ مِن المُعتمد والمعتضد؛ حيث كانت صلته بعمه المُعتمد حسنة، أما المعتضد فكان عنيفًا مع عبدالله بن المعتز، وكانت سياسته العامة القَسوة مع الرعية، ومع ذلك كانت أكثر مدائح ابن المعتز فيه، أما علاقته بابنه المُكتفي، فكانت جيدة؛ حيث كان أقل صرامة من والده.

 

وتناول الفصل الثاني مدائحه فيهم، وفي وزرائهم من الترك والديلم؛ حيث كان ابن المعتز شديد الحرص على أمْن جانبهم؛ حتى يحولوا بينه وبين نِقمة الخلفاء عليه، وتناول الفصل الثالث جانب الدفاع عن ملْكِ بني العباس في شِعره؛ حيث أوضح الكاتب أن العصبية السياسية والعاطفة القبَلية غلبت على إنتاج ابن المعتز الأدبي، فنجده يتحيز لبني العباس وخُلفائهم رغم سلب أعمامه ملْك أبيه، ويصرِّح بتلك العصبية في أرجوزة تاريخية كلَّفه "المعتضد" بنظمها في ملك بني العباس؛ حيث يهاجم فيها مطامع العلويين في الخلافة، ويتوعَّدُهم ويهدِّدهم فيها، وإن كانت له مع ذلك بعض الأبيات التي نلمَح فيها غلبة عاطفته الدينية، وتذكُّره أواصر القربى بين العلويين وبني العباس، والتي تظهر من حين لآخر لتَعلوَ على تلك الحزازات السياسية الدائرة في ذلك الوقت؛ يقول ابن المعتز في شعره مخاطبًا العلويين:

بني عمِّنا عُودوا نَعُدْ لمودة
فإنا إلى الحُسنى سِراع التعطُّفِ
وإلا فإني لا أزال علَيكم
مُحالف أحزانٍ كثير التلهُّفِ
لقد بلَغ الشيطان من آل هاشم
مَبالغَه مِن قبلُ في آل يوسفِ

 

أو يقول مُثنيًا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

علي يظنُّون بي بغضه
فهلا سِوى الكفر ظنُّوه بي؟
إذًا لا سقتْني غدًا كفُّه
مِن الحوض والمشرَبِ الأعذبِ

 

أما الباب الخامس والأخير من هذه الدراسة، فقد خصَّصه الكاتب لنقد شعر ابن المعتز، وأثر ابن المعتز وموقعه بين أدباء عصره من حيث قضية التجديد والتقليد؛ حيث يرى الكاتب أن ابن المعتز يُعتبَر من المجددين في حركة الشعر، وإن كانت له قصائد مطوَّلة يجاري بها قصائد الجاهليين تُعبِّر عن علوِّ شأوه في نظْم الشعر، ودربته اللغوية؛ فمن حيث الطبع والصَّنعة في شعره، فقد اتخذ ابن المعتز موقفًا وسطًا بين المعسكرَين، فيكثر من البديع والصنعة، ولكنه لا يتعسَّف فيها، ويتصنَّع تصنع أبي تمام والبحتري، بل إن أوصافه أقرب ما تكون للواقعية وعدم التكلف؛ نظرًا لحياته المترفة التي توفرت له فيها كل مظاهر الراحة والرفاهية؛ يقول "ابن رشيق" في "العمدة":

"وما أعلم شاعرًا أكمل ولا أعجب تَصنيعًا من عبد الله بن المُعتز؛ فإن صنعته خفية لطيفة لا تكاد تظهر في بعض المواضِع إلا للبصير بدقائق الشِّعر، وهو عندي ألطف أصحابه شِعرًا، وأكثرهم بديعًا وافتنانًا، وأقربهم قوافي وأوزانًا، ولا أرى وراءه غاية لطالبها في هذا الباب"؛ [العمدة في محاسن الشعر وآدابه (1/ 130)].

 

وقد مال ابن المعتز في شِعره إلى إبراز الحقائق، وعدم الإسراف في المبالغة في مدح الكُبَراء؛ لأنه لم يتكسَّب من شِعره مثل أبي تمام والمتنبي حتى يعتمِد على المبالغة في إرضاء الممدوح مثلهم، بل كان يترفَّع حتى في مدحه خلفاء عهده.

 

أما في جانب التصوير، فكان فيه أقرب إلى القدامى في تشبيهاتهم المتعارَف عليها، ولم يكن يُعنى بتكبير الصورة شأن أنصار المبالغة من الشعراء، وللأستاذ "عباس محمود العقاد" نقد لاذع لطريقة ابن المعتز في التصوير في غضون كتابه "ابن الرومي"؛ حيث يرى أنه ينقُل في تشبيهاته عن الطبيعة نقل المرآة، وإن كان ابن المعتز أبعد الناس عن هذا، فما كان يفعل هذا لقلة حيلة أو فقر بضاعة، وإنما عمد إلى نقل مشاهداته إلى السامعين في أدق عبارة وأقرب لفظ شأن قدامى الشعراء من الجاهليين.

 

يقول "أبو الفرج الأصفهاني" في "الأغاني" في وصف شعر ابن المعتز:

"وشعره وإن كان فيه رقَّة الملوكية، وغزل الظرفاء، وهلهلة المُحدَثين، فإنَّ فيه أشياء كثيرة تجري في أسلوب المجيدين، ولا تقصر عن مدى السابقين، وأشياء ظريفة من أشعار الملوك في جنس ما هم بسبيله، ليس عليه أن يتشبَّه فيها بفحول الجاهلية".

 

ونجد صدى هذه الشهادة في وصف لغة ابن المعتز في شِعره، فهي تختلف باختلاف الموضوعات التي يتناولها؛ فتَسهُل وترقُّ حين يجاري روح عصره، وتشتدُّ وتصعب حين يقلِّد القدامى الذين قرأ لهم بين يدي المبرد وثعلب وأشباههما من أئمة الأدب.

 

ونجد أن معظم تشبيهاته في شِعره مُنتزعة من بيئته المترفة المتحضِّرة، وتحمل سمات مجتمع حديث متطور، كان الشاعر من رُوَّاده ومبرزيه.

 

قال صاحب "الفهرست" محمد بن إسحاق النديم يصف عبدالله بن المعتز: "واحد دهره في الأدب والشعر، وكان يقصد فُصَحاءَ الأعراب ويأخذ عنهم، ولقي العلماء من النحويين والأخباريين، كثير السماع، غزير الرواية".

 

وقال عنه ابن خلكان: "كان أديبًا بليغًا شاعرًا مطبوعًا مقتدرًا على الشعر، قريبَ المأخذ، سهلَ اللفظ، جيدَ القريحة، حسنَ الإبداع، مخالطًا للعلماء والأدباء معدودًا من جملتهم".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: مناهج البحث عند مفكري الإسلام للدكتور علي النشار
  • عرض كتاب: نحو تربية إسلامية راشدة (2)
  • عرض كتاب: موجز تاريخ الجنون لروي بورتر
  • عرض كتاب: عصر الإنكا
  • عرض كتاب: العولمة .. مقاومة واستثمار
  • عرض كتاب: صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية (2)
  • كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز (ت 296هـ / 909م)
  • مشجرات في علوم القرآن لمشاعل العصيمي

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب: (مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور وفقه الله(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب (منة الرحمن في تراجم أهل القرآن) للدكتور إبراهيم بن محمد الجرمي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب: العادات العشر للشخصية الناجحة، للدكتور إبراهيم بن حمد القعيد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض وتلخيص لكتاب (الستر على أهل المعاصي) للدكتور خالد بن عبدالرحمن الشايع(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • عرض رسالة: (مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور - ماجستير(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض جهود الدكتور عبدالله الجيوسي (الببلوجرافية) في الدراسات القرآنية(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب: ذاتية السياسة الاقتصادية الإسلامية وأهمية الاقتصاد الإسلامي للدكتور محمد شوقي الفنجري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب " العودة إلى الروح "؛ للدكتور: محمد علي يوسف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (مرجع الضمير في القرآن الكريم) للدكتور محمد حسنين صبرة(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب) للدكتور محمد المختار ولد أبَّاه(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب