مؤلفات في أولي الضرر (بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين 3/12/2014م)

مؤلفات في أولي الضرر

(بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين 3 / 12 / 2014م)

من فنون التأليف عند المسلمين: التأليف في المعوقين، وهم الذين يُطلق عليهم في عصرنا (ذوو الاحتياجات الخاصة)، واللهُ عزَّ وجلَّ ذكرهم باسم (أولي الضرر).

وقد تعددتْ صور هذه التآليف، فمنها ما يتناول حياتَهم، ومنها ما يكون تسليةً لهم، ومنها ما يُبيِّنُ الأحكام المتعلقة بهم، والموقف منهم، والتعامل معهم.

وقد تتبعتُ هذه المؤلفات المفردة -دون الفصول ضمن الكتب[1]- فتحصّلَ لي جملةٌ منها، أعرضُها فيما يأتي، مُراعياً التسلسلَ الزمني للمؤلِّفين:

• "تاريخ الزَّمنى والعُرجان والمَرْضى والعُمْيان" لخليفة بن خياط العُصفري البصري الملقب بشباب (ت:240هـ).

انظر: "الفهرست" (2/ 111).

• "البُرْصان والعُرْجان والعُمْيان والحُولان" لعمرو بن بحر الجاحظ (ت: 255هـ). وهو مطبوع متداول، طبع أولَ مرة بتحقيق الدكتور محمد مرسي الخولي سنة (1972م).

وكتابُه هذا ردٌّ على الهيثم بن عدي (المتوفى سنة 207هـ) الذي اهتمَّ في كتبه بذكر مثالب مشاهير العرب، وخصَّ "العُميان والعُرجان" بكتابٍ مفردٍ، اكتفى فيه بالتهوين من شأنهم (كما في موقع الورَّاق).

• "جزءٌ في العُمْيان" للخطيب البغدادي (ت:463هـ).

ذكره الصفدي في "نَكْت الهميان" ص(5) ولم يرَه.

• "تسلية الضَّرير" لأبي القاسم الزمخشري (ت: 538هـ).

رسالة ذكرها ياقوت الحموي في ترجمته في "معجم الأدباء" (2691).

وقد نُشِرتْ بتحقيق الدكتور عبدالسلام الهمالي في "مجلة معهد المخطوطات العربية"، المجلد (52)، الجزء (2،1) سنة (1429هـ -2008م)، ص(69-90).

• "فرحةُ الأنفس في فضلاء العُمْي مِنْ علماء الأندلس" للحافظ محمد بن أيوب بن غالب الأندلسي (ت:571هـ).

قال السيوطي في كتابه "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"، في ترجمة محمد بن عبدالله الجزيري (1/ 150):

"قال ابن مكتوم: هو ضرير، مات في المئة السادسة. ذكره ابن غالب في فرحة الأنفس في فضلاء العمي من علماء الأندلس".

فهل ينقل السيوطي عنه مباشرة أم بواسطة ابن مكتوم؟

لعلَّ الراجح أنه ينقلُ بواسطةٍ، ويؤيد ذلك أنه لم يذكره في مصادره التي ذكرها في المقدمة (1/ 3-5).

وقد ذكره ياقوت الحموي باسم "فرحة الأنفس" ونقل عنه، انظر: "معجم الأدباء".

ونَشَرَ قطعة منه لطفي عبد البديع سنة (1955م).

• "رسالة في قضاء الأعمى وجوازِه" لأبي سعد عبدالله بن محمد المعروف بابن أبي عصرون الشافعي الموصلي (ت: 585هـ)، في جزءٍ لطيف، ألفها في حالة العمى.

انظر: "كشف الظنون" (1/ 883).

وترجمتُه في "الأعلام" (4/ 124)، وفيها أنه عَمي قبل موتهِ بعشر سنين.

• "الجزء المختصر في السُّلوِّ عن ذهاب البصر" لابن عسكر: محمد بن علي بن الخضر الغَسّاني المالقي (ت:636هـ).

ألفه لأبي محمد ابن الأحوص الواعظ الضرير. انظر: "كشف الظنون" (1/ 828)، و"الأعلام" (6/ 281).

• "المطلب الأسنى في إمامة الأعمى" للقاضي شهاب الدين محمد بن أحمد الخُوَّيي الشافعي (ت:693هـ).

انظر: "كشف الظنون" (2/ 1719).

• "نَكْتُ الهِمْيان[2] في نُكَتِ العُمْيان" لصلاح الدين الصفدي (ت:764هـ).

حققه أحمد زكي، وطُبِع في المطبعة الجمالية في القاهرة سنة (1329هـ -1911م).

قال المؤلف فيه ص (87) بعد مقدمات رائعةٍ: لغوية وفقهية وأدبية:

"النتيجة هي الغرضُ المطلوبُ من هذا الكتاب. فأنا أذكرُ كلَّ مَنْ وقع لي ذكرُه وهو أعمى، سواء ولد أعمى أو طرأ عليه العَمى بمرضٍ أو غيره، فأسردهم على حروف المعجم ليسهل كشفُه".

• "الشُّعور بالعُور" له أيضًا -أي للصفدي-

حققه د. عبدالرزاق حسين، الأردن، عمان، ط1،(1409هـ-1988م).

• "جزءٌ في فَقْدِ البصر" للحافظ المؤرِّخ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت:902هـ).

ذكره لنفسه في كتابه "إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي" ص(565).

وانظر الكلامَ عليه في كتاب "الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه" للدكتور بدر بن محمد العمّاش (1/ 340)، والجزءُ مخطوطٌ ضمن "الفتاوى" له في مكتبة الأزهر، ومكتبة عارف حكمت.

• "الضبط والتبيين لذوي العِللِ والعاهاتِ منَ المحدِّثين" لابن المِبْرَد (ت:909هـ).

قال الأستاذ يوسفُ العش في "فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية: التاريخ وملحقاته" ص (247):

"شرَع المؤلِّفُ في الكتاب، ووضع أبوابه على الحروف، ولكنه لم يملأ إلا بعضها القليل، ووقف عند أول حرف النون.

أوله:... وبعد: فهذه قطعةٌ أذكر فيها أصحاب الأوضاع والعاهات من المحدثين.. ورتبته على حروف المعجم.

حرف الهمزة: إبراهيم بن أحمد الحراني الضرير.

في مجموع من (ق 158 إلى 167). خط المؤلِّف مستعجل".

وقرأتُ أنه طُبِعَ بتحقيق عبد العزيز بن محمد المكي سنة (1414هـ).

• ولابن المِبْرَد أيضاً: "المُسلسل بالعاهات"، أي الإسناد الذي اجتمعَ فيه ذوو عاهات، قال السخاوي في كتابه "الجواهر المُكللة في الأحاديث المسلسلة" -وهو يذكر أنواعاً من المسلسلات- ص (229 و232):

"ومن الأحاديثِ ما اجتمعَ في رُواته:... المزكوم، عن الزَّمِن، عن المفلوج، عن الأثرم، عن الأحدب، عن الأصمِّ، عن الضرير، عن الأعمش، عن الأعور، عن الأعرج، عن الأعمى، كما أورده ابنُ ناصر الدين والكتاني".

• "تسليةُ الأعمى عن بليّة العَمى" للشيخ علي بن سلطان مُحمد القاري الهروي المكي الحنفي (ت:1014هـ).

جمَعَ فيها أربعين حديثاً تُسلِّي الأعمى عن عينيه، وهي ضمن مجموعةِ رسائل له مخطوطة في المكتبة الوقفية بمدينة حلب، ومنها نسخةٌ مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، يسَّر اللهُ نشرها.

وفي مكتبة خدابخش: "طرفة الهِمْيان في تحفة العُميان" للشيخ علي القاري. ولعلها هي نفسها بعنوانٍ آخر.

• "الطريقة الأنسية في تعليم العُميان القراءة والكتابة بالبلاد الشرقية" للفاضل محمد أُنسي البيروتي (كان حيًّا قبل سنة 1293هـ).

وقد طُبعت هذه "الطريقة" بمصر سنة (1293هـ). انظر: "معجم المؤلفين" (9/ 81).

• "رحلة إلى معاهد العُميان في أوربا، وبحث في تحسين حالة عُميان مصر" لنجيب بك طبيب العيون بمصر. طُبِعت في مطبعة الأهرام سنة (1912م) في (84) صفحة.

انظر: "معجم المطبوعات العربية والمعرَّبة" (2/ 1549).

• "نيل الحُظوة بقيادة الأعمى أربعين خُطوة" للشيخ أحمد بن الصدِّيق الغُماري (ت:1370هـ)

ذُكِرَ في تراجمه ومنها: كتاب "أحمد بن الصديق: الحافظ المجدد" للأستاذة فدوى الصادق بنكيران، ص(55).

• "نابينا علماء" رسالةٌ لحبيب الرحمن خان الشرواني (ت:1370هـ) باللغة الأردية، جَمَعَ فيها أخبارَ العلماء المكفوفين، تنشيطاً لطلبة العلم، وأهلِ هذا الزمان، كما قال المؤرِّخُ عبد الحي الحَسَني في "الإعلام بمَنْ في تاريخ الهند من الأعلام" (8/ 115).

• "في عالَم المكفوفين" للدكتور الشيخ أحمد الشرباصي أمين الفتوى في الأزهر (ت: 1400هـ).

• "أحكام المُعوَّقين في الشريعة الإسلامية" (أحكام العُميان).

رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا الإسلامية، أعدَّها مصطفى أحمد القضاة بدار الحديث الحَسنية في الرباط سنة (1406هـ -1985م)، في (411) صفحة.

• "حقوقُ ذوي الاحتياجات الخاصة في الشريعة الإسلامية" للدكتور محمد بن محمود حَوّا، صدر عن دار ابن حزمٍ ببيروت، ط1 (1431هـ -2010م)، في (157) صفحة.

• "علماء أضرّاء خدموا القرآنَ وعلومَهُ" لعبد الحكيم الأنيس.

قلتُ في مقدمته -ولم أكن وقفتُ على خبر كتابِ الشرواني-: "هذا كتابٌ يتناولُ حياة ثلاثةٍ وأربعين عالماً وُلدوا أضِرّاء أو أضروا بعد ذلك، ولم يَعقهم هذا العائقُ عن بلوغِ الدرجاتِ العالية، والمراتبِ القاصية، والمناصبِ الكبيرة، وتحقيقِ الإنجازات الضخمة، فكانوا في هذه الهمم القعساء، وما وصلوا إليه مِنْ حُسْن الذكر، أمثلةً رائعةً تُضرب فتحتذى، وحججًا دامغة للمُبصرين الذين قعدتْ أنفسُهم عن المعالي، وثبَّطهم الكسلُ والمللُ عن تطلُّبِها.

واخترتُ أن يكون هؤلاء العلماءُ الأضرّاءُ (المكفوفون) ممّنْ خدموا القرآنَ وعلومَه -على اختلاف الأمصار والأعصار- لشرف هذا المسلك، ولتميزهم على غيرهم به كما جاء في الحديث: "خيركم مَنْ تعلّم القرآنَ وعلّمه"، ففيهم المفسِّرون والمقرئون، ممن عُرفوا بهذا أو شاركوا به، وإن كانوا يَجمعون إلى ذلك علوماً أخرى، ورتبتُهم على حسب وفياتِهم ليُعرَفَ السابقُ من اللاحق، والشيخُ من التلميذ، وليُعلمَ أن نشاطهم امتدَّ على مدى السنين.

وقد ألفتُه سنة 1420هـ. ثم أعدتُ النظر فيه سنة 1433هـ، وصدرت طبعتُه الأولى عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم سنة (1434هـ -2013م).

وفي صدره مقدمةٌ تَفضَّل بكتابتها الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي أستاذُ الدراسات العليا في جامعة عبد المالك السعدي بتطوان في المغرب، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

وجاء في (145) صفحة.

وتحت اليدِ تراجمُ أخرى مهمةٌ أرجو أنْ أضيفَها إليه في طبعةٍ قادمةٍ إن شاء الله تعالى.