• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: كراهية الغرب ( جذروها وسبل تجاوزها )

عرض كتاب: كراهية الغرب ( جذروها وسبل تجاوزها )
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/10/2014 ميلادي - 28/12/1435 هجري

الزيارات: 10714

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب

كراهية الغرب: جذورها وسبل تجاوزها

 

• اسم الكتاب: كراهية الغرب: جذورها وسبل تجاوزها.

• المؤلف: جان زيغلر.

• ترجمة: عبدالعزيز الوديي، وعبدالعالي الأمراني.

• مراجعة: محمد مصطفى القباج.

• سنة النشر: 2010م.

• دار النشر: منشورات شمال جنوب 21، جنيف، سويسرا.

• الطبعة: الأولى.

• صفحات الكتاب: 415.

 

 

انشغَلت الدراسات الفكريَّة منذ بدايات القرن الجديد - بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر - بمناقشة العلاقة بين الغرب والشرق، في محاولة للتوفيق بين الفوارق الحضاريَّة والتراثيَّة القديمة بين الحضارتين المُتباينتين، وانشغَل المُحلِّلون بالفوارق الظاهريَّة، دون التعمُّق في أصْل المشكلة وسببها، بل أعاد المُحلِّلون بعْث نظريَّات قديمة، كانت قد بدأَت في التحلُّل والتفسُّخ من نوعيَّة نظريَّات "صدام الحضارات"؛ لهنتنجتون، أو "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"؛ لفوكوياما، محاولين بها التنظير لحالة الكراهية المتزايدة لشعوب "العالم الثالث" للغرب عامَّة، وأمريكا خاصة، والتي بدأَت في التشعُّب وأخْذ أشكال احتجاجيَّة أكثر قوَّة؛ ليستْ فقط في منطقة الشرق الأوسط - التي قد تُعتبر خَصمًا تاريخيًّا تقليديًّا - ولكن حتى في دول أمريكا الجنوبيَّة التي تُعَدُّ - بشكلٍ أو بآخر - شريكًا مُشابهًا في نمطيَّة الفكر أو الحياة الغربيَّة.

 

وثيقةٌ مهمَّة تحليلية أكثر قوَّة وصراحة في تفسير تلك الكراهية المتزايدة للغرب، ومدى عُمق جذورها في تفكير تلك الشعوب، التي ما زالَت تُعاني من تدخُّل الدول الغربيَّة في شؤونها الداخليَّة والخارجيَّة، طرَحها "جان زيغلر" في مؤلفه المهم "كراهية الغرب: جذورها وسُبل تجاوزها"؛ حيث يبحث في أصول تلك الكراهية التي ما زالت تكنُّها دول الجنوب للشمال بصفة خاصَّة، ومدى تأثيرها فيما نراه حاليًّا من حروب كونيَّة، لا ينفكُّ الغرب يُشعلها تدريجيًّا؛ لضمان مصالحه المُستبدة الأنانية؛ يقول "زيغلر" في مقدمة كتابه: "يبقى الغرب الذي لا يحسُّ بآلام شعوب الجنوب وبذاكرتها الجريحة - أعمًى وأصمَّ، ومُتمترسًا وراء مركزيَّته العِرقيَّة"، ص (21).

 

وبشكلٍ أو بآخر، "فسرطان الرأسماليَّة يَنخُر التمرُّد"، ص (22)، وتكون النتيجة أنه "يسكن اليوم الحقد على الغرب - وهو الولع الذي لا يُقهر - قلوب الأغلبيَّة العظمى من سكان الجنوب"، ص (31).

 

فالدول الغربيَّة تتعامل بمنطق المستبد الجديد أو أصحاب الإمبراطوريَّة العالميَّة الجديدة، التي لا تهتمُّ سوى برعاياها وذَوِي عِرقها؛ "ذلك لأنَّ ذاكرة الغرب، ذاكرة مُهيمنة، لا يتسرَّب إليها الشكُّ، في حين أنَّ ذاكرة شعوب الجنوب هي ذاكرة جريحة، ويتجاهل الغرب أيضًا عُمق تلك الجِراح وخطورتها"، ص (31).

 

فالغرب لا يهتمُّ بصيحات شعوب تلك الدول من أجْل "الانعتاق والعدالة"، ص (31)، يقول "ريجيس دوبريه" معلِّقًا على أنانية الغرب المستبدة: "لن يفهمَ شيئًا في القرن الحادي والعشرين، مَن لا يُدرك أنَّ نوعين داخل الجنس البشري يَعيشان جنبًا إلى جنبٍ، ولا يرى أيُّ نوعٍ منهما النوع الآخر، [وهذان النوعان] هما: المُهينون والمُهانون، ومصدر الصعوبة هو كون المُهينون لا يرون أنفسهم وهم يُهينون، إنهم يَعشقون المواجهة، وقلَّما تتقاطَع نظراتهم مع نظرات مَن يُهينونهم"، ويُضيف "دوبريه": "لقد خلَعوا القُبعة، ومن تحتها يبقى رأسهم استعماريًّا"، ص (32).

 

يُحذِّر "زيغلر" قومه وبني جِلدته من عواقب تلك العقليَّة الاستعماريَّة المُهيمنة طوال صفحات كتابه، ضاربًا أمثلة عديدةً لِما واجَهه طوال سنوات عمله الدبلوماسيَّة في منظمة الأُمم المتحدة، من تعامُل عبثي مُتحيِّز غير منطقي من جانب الدول الغربيَّة مع شعوب الجنوب، التي تُعاني من الفقر والجوع والأمراض المُزمنة، وفوق كلِّ ذلك تدخُّل الاستعماريَّات القديمة في ثرواتها ومداخيلها القوميَّة؛ بل وسياستها الداخليَّة والخارجيَّة، فمن بوليفيا في أمريكا الجنوبية، مرورًا بفلسطين في الشرق الأوسط، وحتى نيجيريا في غرب إفريقيا، يمرُّ بنا "زيغلر" في رحلة استقصائيَّة عن سياسة تلك الدول الغربيَّة الظالمة، التي أنهكَت تلك الدول اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، واستنزَفت ثرواتها، وساهمَت - من خلال وجودها في منظمة الأُمم المتحدة - في وأْد أيِّ محاولة بعْثٍ قومي لتلك الشعوب، واستفاد "زيغلر" في كتابه من مقابلاته العديدة مع صنَّاع القرار في تلك الدول في أرْوِقة منظمة الأُمم المتحدِّة وقاعات المُؤتمرات، إلى جانب لقاءَاته في جوَلاته المَيدانية - الدبلوماسية - بالسياسيين والمُفكرين والساسة، وحتى ساكني الأكواخ الصفيحيَّة في تلك الدول المُهمَّشة، التي ما زالت تُعاني من تلك العقليَّة الاستعماريَّة للغرب الرأسمالي؛ يقول "زيغلر": "يتزعَّم الغرب سياسة انتحارية، ومنذ خمسمائة عام يُسيطر البيض الذين يُشكِّلون 13 % من سكان العالم على العالم، عبر منهج منظَّم ومُتتابع من الظلم والطُّغيان، يشمل: الإبادة الجماعيَّة للهنود الحمر عند غزو أمريكا، وتجارة الرقيق ذات الأبعاد الثلاثيَّة، والتي انطوَت على نَهْب الموارد الأوَّليَّة، وترحيل 400 مليون إفريقي، ثم الغزو الاستعماري ومذابحه، وأخيرًا نظام العولمة الرأسماليَّة، ويقول إدجار مورين: "هَيْمنة الغرب هي الأَسْوأ في التاريخ الإنساني؛ من حيث أمَدها، وتوسُّعها العالَمي"[1].

 

"جان زيغلر" باحث سياسي واجتماعي، وأستاذ مُشرف لعلم الاجتماع بجامعتي جنيف والسربون، وُلِد سنة 1934، عَمِل ثماني سنوات مُقرِّرًا خاصًّا لبرنامج الغذاء في الأُمم المتحدِّة بين عامي 2001 و2008، وهو حاليًّا عضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأُمم المتحدة.

 

يُعدُّ من الأصوات الدبلوماسيَّة الشريفة كما يتَّضح ذلك من خلال كتاباته التي كرَّسها؛ لفضْح الآليَّات المُتَّبعة لإخضاع شعوب العالم الثالث، وله مواقف ثابتة ومستمرَّة في دعْم حقوق الإنسان، والدفاع عن حقوق كلِّ بشري في الغذاء والتداوي والمعيشة الجيِّدة، ومن أهم مؤلفاته التي تحظى برَواجٍ طيِّبٍ واستشهادات عالميَّة واسعة: "أمراء الجريمة" (1998)، "الرأسمالية الأسود" (1998)، "سادة العالم الجُدد" (2002)، "إمبراطورية العار" (2005)، "كراهية الغرب" (2008)، وغير ذلك من الكتب والمقالات، وقد تُرجِمت مؤلَّفاته إلى العديد من اللغات.

 

تقسيم الكتاب:

قام الكاتب بالتصدير لكتابه بمدخل تقديمي، وتَوطِئة لفصول كتابه، وضَّح فيهما جذور حالة الكراهية المُستعرة من شعوب الجنوب ضد السياسات الغربية القائمة؛ حيث يرى أن هناك محورين رئيسيين لتلك الكراهية: الذاكرة المجروحة - والتي لا يَستطيع أحدٌ أن يُسيْطر عليها تحليليًّا، والتي يأمُل أن تتحوَّل إلى وعي سياسي، ومطالبة بالتعويض المادي والمعنوي من جانب الأجيال الجديدة - وازدواجيَّة اللغة والتعامُل لدى الغربيين، وخاصة فيما يتعلَّق بحقوق الإنسان، ففي الوقت الذي تَستعرض فيه تلك الدول عضلاتها على السودان والعراق وفلسطين، تتعامى عن فظائع الاحتلال الإسرائيلي في نفس المنطقة؛ حيث تُمارس تلك الدول ما يُعرف بـ"الفاشية الخارجيَّة".

 

ويوضِّح الكاتب غايته من هذا الكتاب، فيقول: إنَّ كتابه "يتوخَّى الكشف عن جذور هذه الكراهية، كما يسعى إلى استكشاف سُبل تجاوزها"، ص (33)، وذلك من خلال الكشف - خلال فصول الكتاب التالية - عن نموذجين مُتباينين من دول الجنوب، التي اسْتُغِلَّت ثرواتُها على مدى قرون عديدة، وانتُهِكَت سياساتها بشكلٍ مأساوي من قُوَى الاستعمار الغربيَّة القديمة والحديثة، بواسطة النظام الرأسمالي المتوحِّش، وهما نيجيريا في غرب إفريقيا، وبوليفيا في قارة أمريكا الجنوبيَّة؛ يقول "إيمانويل فالرشتاين": "إنَّ الغرب مُستبدٌّ، يَجهل نفسه، ولُعْبته المفضَّلة تَكمن في إعطاء دروس أخلاقيَّة للعالم بأسْره، ذاكرته من حجرٍ، وهي تتماهى مع مصالحه الاقتصاديَّة، عَجْرفته تُصيب بالعمى، ولا يُدرك الغرب - منذ زمن بعيد - حالة الرفض التي يُثيرها"، ص (35)، ويُضيف: "هذا الغرب مصابٌ بالفصام، تُكذِّب ممارسته على الدوام المبادئَ التي يُعلنها"، ص (35)، ويَعترف "زيغلر" في شجاعة بأنَّ "نصيب مئات الملايين من البشر، وخاصة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضيَّة، هو الإهانة والإقصاء والقلق مما سيأتي به الغد، وما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأُمم المتحدة، سوى كلمات فارغة!"، ص (38).

 

ويأمُل "زيغلر" من خلال كتابه في "تعبئة القوى من أجْل المساهمة في إيجاد حلولٍ لهذه القضايا، ومحاولة وضْع حدٍّ للمأساة"، ص (38)، ولكن لا بدَّ أولاً من إيجاد أجوبة حقيقيَّة ذات تأثيرٍ فعْلي لأسئلة من نوعيَّة: "كيف يُمكن جعْل الغرب يتحمَّل المسؤولية، وإرغامه على احترام قِيَمه الخاصة؟ كيف يُمكن نزْع فتيل كراهية الجنوب للغرب، وما هي الشروط الملموسة التي يُمكن أن يبدَأ فيها الحوار"، ص (38).

 

وجاءَت عناوين فصول الكتاب على النحو التالي:

الجزء الأوَّل: في أصول الكراهية:

1- العقل والحُمق.

2- مُنعرجات الذاكرة.

3- مطاردة العبيد.

4- الغزو الاستعماري.

5- ديربان، أو عندما تُصبح الكراهية للغرب عائقًا أمام الحوار!

6- ساركوزي في إفريقيا.

 

الجزء الثاني: النسب الشنيع:

1- من المُستعبَد إلى المتربِّص النَّهِم.

2- في الهند، وفي الصين.

 

الجزء الثالث: فصام الغرب:

1- حقوق الإنسان.

2- الصَّلف والغطرسة واللغة المزدوجة.

 

الجزء الرابع: نيجيريا: مصنع الكراهية:

1- عرابو أبوجا.

2- في زمن حرب البيافرا.

3- المسخرة الانتخابية.

4- الرشوة باعتبارها وسيلة للتحكُّم.

5- نثار من الدم في الدلتا.

6- لاجوس، مزبلة الغرب.

7- نفاق البنك الدولي.

8- أطفال "ووز" العبيد.

9- عندما صفعت "أنجيلا ميركل" "وول سونيكا".

 

الجزء الخامس: بوليفيا: القطيعة:

1- عندما كانت الخنازير جائعة.

2- هندي يتولَّى الرئاسة.

3- عزة النفس المستعادة.

4- استرجاع الثروات.

5- القضاء على البؤس.

6- الدولة الوطنية.

7- الاحتفال.

8- عودة "الستاشيين".

 

وختَم الكاتب دراسته بكلمة تحريضيَّة تحت عنوان:

"حلَّت ساعتنا"، يدعو فيها شعوب الجنوب لتحويل تلك الكراهية التي يُغذيها إلى قوَّة دفْعٍ ومُطالبة بالعدالة والانعتاق من دائرة التبعية، وذلك عن طريق "إعادة تشكيل الذاكرة واستعادة الهُويَّة بالوعي بحقوق الإنسان، وذلك عن طريق البناء الوطني في بلدان الجنوب"، ص (400)، ويرى "زيغلر" أنها "ساعة الدولة الوطنيَّة والبناء الوطني"، ص (401)، ويُحذِّر "زيغلر" في خاتمته دول الغرب من مَغبَّة استمراره في استنزاف ثروات الجنوب مجانًا، دون مقابل في المستقبل القريب، فيقول: "إذا لَم يُوقف الغرب الألَم، وإذا لَم يَسمع غضب شعوب الجنوب الذي يتعالَّى، وإذا لَم يُغيِّر منهجه بشكل جذري، وإذا لَم يأخذ بعين الاعتبار رغبات وتصميم المُضطهدين - فإن الكراهية المرَضيَّة ستَنتصر"، ص (407).

 

وقد وضَع الكاتب مُلحقًا في نهاية الكتاب، عبارة عن كلمة شكر لكلِّ مَن ساعَده في إعداد مادة كتابه، وأمدَّه بالوثائق والمصادر التي استقى منها أغلبَ معلوماته المعرفيَّة للكتاب، إلى جانب مَن ساعده في مراجعة مُسودات الكتاب وإعدادها للنشر.

 

وهذا عرض لبعض ما جاء في فصول الكتاب:

في أصول الكراهية:

يوضِّح الكاتب في البداية تأثيرَ الحضارة الغربيَّة في العالم، ومدى تأثيرها على المستوى الأخلاقي في باقي حضارات وثقافات العالم؛ حيث كثيرًا ما تؤكِّد دول الغرب أنها سليلة حضارة حاملة لقِيَم كونيَّة وأخلاق وضوابطَ، بموجبها تكون جميع شعوب العالم مدعوَّة للإمساك بناصية مصيرها، وهو ما يُقابله استياء دُوَل الجنوب ومعارضتها لهذا الادِّعاء؛ حيث "ترى في ذاك الادِّعاء تَجلِّيًا لا يَحتمل الغَطرسة، وانتهاكًا لهُويَّتها، وإنكارًا لتفرُّدها ولذاكرتها"، ص (41).

 

ويأخذ الكاتب في البداية في تعريف مصطلح الغرب؛ حيث يوافق رأيه رأي "فرناند بروديل" من أنَّ الغرب الحالي يتحدَّد - بشكلٍ أوضحَ - بنمط إنتاجه، وهو "الرأسماليَّة"؛ حيث يظلُّ مشدودًا - تحت وطْأة هذا النظام - إلى تحقيق حلمه المتمثِّل في غزو الأرض، واحتكار الثروات، عن طريق الغزو الواقعي، أو ربْط اقتصاديَّات الدول بنظامٍ مفتوح، لا يَحترم الهُويَّات الخاصة (العولمة)، وبموجب إرادة الغزو الرأسماليَّة تلك، يدَّعي قادة العالم "الأورو - أطلسي" - إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية - الدفاعَ عن حقوق الإنسان لدول الجنوب، وعن "الديمقراطية" وفرْضها عند الضرورة على دول العالم بأسْرها، "فالتأكيد الكوني لثقافتهم يقودهم منطقيًّا إلى نبْذ ونفْي جميع الثقافات الأخرى، وكل الأصناف الأخرى للحضارة"، ص (44)، وهو ما يَتنافى مع فكرة الديمقراطيَّة ذاتها!

 

هذه الحالة من الهيْمنة العالميَّة للنظام الغربي، تُثير بشدة كراهية دول الجنوب، التي "لَم تَعُد تتحمَّل كلَّ هذه الأكاذيب، وكلَّ هذه الفظاعة"؛ على حدِّ تعبير "إيمي سيزير"، ص (45).

 

ويرى الكاتب أنَّ هذه الكراهية قد تجلَّت في أعنف صُوَرها وأقساها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأنها كانت حالة من "كسوف العقل" التي أدَّت إلى كراهية مرضيَّة مَقيتة، عارضَت الكراهية المتعقلِّة التي يُعارض بها العديدُ من شعوب الجنوب السلطةَ الأخلاقيَّة للغرب، ولنظام استغلاله الاقتصادي.

 

ولكن لماذا لَم تَبرُز هذه المطالب - المتعلقة بجبْر الضَّرر وضرورة العدالة - إلاَّ مؤخَّرًا في أيَّامنا تلك بهذا الشكل القوي، بعد قرن كاملٍ من إلغاء تجارة العبيد في دول الغرب، وزُهاء نصف قرنٍ من نهاية الاحتلال الاستعماري؟!

 

يُجيب "زيغلر" بأنَّ هذا نوعٌ من "زمن العودة إلى الذاكرة"، فالذاكرة الجماعيَّة للشعوب تتصرَّف بشكلٍ غامض حال الكوارث والمصائب، مثل ذاكرة الفرد تمامًا؛ حيث تُصاب بحالة من الصَّدمة الوقتيَّة التي قد تستمرُّ لقرونٍ، محاولةً تَناسي تفاصيل تلك المأساة التي تعرَّض لها أفراد الشعب، وقد وضَّح ذلك "موريس هولبواك" في كتابين، شرْح فيهما تلك النظريَّة؛ هما: "الأُطر الاجتماعيَّة للذاكرة"، و"الذاكرة الجماعيَّة"؛ يقول "جون دوفينيو" معلِّقًا: "تَملِك المجتمعات التاريخيَّة ذاكرات تَنفلت مؤقَّتًا من قبْضة التاريخ"، ص (52).

 

فكلُّ ما هو صادمٌ للمجتمع تَطمره في الذاكرة العميقة، ثم بعد جيلين أو ثلاثة يَشهد المجتمعات فورانًا لتلك الذاكرة وصَحوةً مُباغتة، وهو ما حدَث لشعوب النِّصف الجنوبي من الكرة الأرضيَّة.

 

مؤتمرات عدم الانحياز: استرداد الذاكرة:

تجلَّى هذا بوضوحٍ في مؤتمر "باندونج" لدول عدم الانحياز في 24 أبريل عام 1955؛ حيث تجمَّع رؤساء خمس عشر دولة من آسيا، وتسعة من الشرق الأوسط، وثلاثة من إفريقيا، وكان الهدف تحديد سياسة عسكريَّة وثقافيَّة واقتصاديَّة مشتركة، في مواجهة القوى الغربيَّة الاستعماريَّة، وقد شكَّلت أحداث مؤتمر باندونج "لحظةً حاسمة في استرجاع شعوب الجنوب لذاكرتها، وفي إعادة بناء هُويَّتها في مواجهة الإمبرياليَّة الغربيَّة"، ص (59).

 

وقد تحدَّث رؤساء أكثر من عشر دوَل - خرَجت من نِير الاستعمار قريبًا - على تأكيد الهُويَّة الخاصة لشعوبها، والمطالبة بالتفرُّد الثقافي، وكان هذا واضحًا في كلمة الرئيس "جواهر لال نهرو" من الهند، و"جمال عبدالناصر" من مصر، و"أحمد سوكارنو" رئيس إندونيسيا، "وبالرغم من أن باندونج تؤرِّخ لميلاد حركة تَرتبط بالهُويَّة، فإن المضطهد الاستعماري تتمُّ معارضته باسم الذاكرات المُمتدة من الأسلاف والهُويَّات والثقافات المتفرِّدة لشعوب الجنوب"، ص (62).

 

إلى أنَّ مؤتمرات حركة عدم الانحياز التي توالَت على رأس كلِّ ثلاث سنوات، لَم يعد لها قيمة في قراراتها، بل أصبَحت تكتسي طابعًا طقوسيًّا إلى أقصى حدٍّ، يَعتمد على البلاغة والخُطَب الطويلة، وشاعَت مؤتمرات شبيهة بمؤتمر دول عدم الانحياز، كان لها نفس الهدف من مضاعفة جبهات المقاومة المعادية للإمبرياليَّة، من أمثلة منظمة التضامن الإفريقي الآسيوي بمصر، ومؤتمرات القارات الثلاث في كوبا عام 1966؛ حيث مثَّلت فيه حركات التحرير الوطني لاثنين وستين بلدًا - من إفريقيا وآسيا، وأمريكا اللاتينيَّة - حركات مقاومة لقُوى الاستعمار الغربي في بلادها، وبالرغم من أنَّ هذه المؤتمرات والحركات طواها النِّسيان، وظنَّ الكاتب أنها ماتَت منذ قديم، فإنه كانت المفاجأة في قمَّة دول عدم الانحياز الرابعة عشرة المُنعقدة في هافانا بكوبا عام 2006: "فالحركة التي أُعْلِنَ عن موتها عرَفت انبعاثًا"، ص (67).

 

وحضَر مائة وستة عشر بلدًا من أصْل مائة وثمانية عشر بلدًا من البلدان الأعضاء، وتناوَل الكلمة قرابة 55 رئيسًا، وتمَّت المصادقة على أربع وثائق: الوثيقة النهائيَّة، وخطَّة عمل الحركة، والتصريح السياسي، ووثيقة حول فلسطين، وساهمَت دول عدم الانحياز في الضغط - من خلال عضويَّتها في مجلس حقوق الإنسان، الذي يتكوَّن حاليًّا من 27 دولة مُنتمية إلى دول عدم الانحياز من أصْل 47 عضوًا - على الأُمم المتحدة في تفعيل بعض القرارات المتعلقة باحترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولو إلى حين!

 

مطاردة العبيد:

يُحلِّل الكاتب موضِّحًا أنَّ هذه الذاكرة الجماعيَّة - التي انبعَثت من تحت الرماد فجأةً - كانت تركِّز على مطلبين أساسيين؛ هما: التعبير عن الندم والاعتذار عن الحِقبة الاستعماريَّة، وجبْر الأضرار والتعويضات الماليَّة للثروات التي اسْتُنْزِفت طوال قرون من جانب تلك القوى الاستعماريَّة، ويُورد الكاتب تاريخ تجارة العبيد منذ بدايات الغرب؛ حيث تَمَّ اجْتثاث أكثر من عشرين مليونًا من الرجال والنساء والأطفال الأفارقة من ديارهم، ونَفْيهم إلى ما وراء المحيط الأطلسي؛ من أجْل استعمالهم كأيدي عاملة في المزارع والمناجم؛ حيث عانَوا من الأمراض والجوع، وتعرَّضوا للتعذيب والاغتصاب؛ يصف "بيير فوجي" رحلة العبور لإحدى رحلات نقْل العبيد من خليج "بِنين" إلى خليج "كل القديسين" لسان سلفادور، فيقول: "كان هناك ما يُقارب 20 % من المائتين إلى ثلاثمائة من الرجال والنساء والأطفال، الرازحين تحت الأغلال، الذين تُقلُّهم بواخر نقْل العبيد - يموتون جرَّاء الأسقربوط والجوع أو بكلِّ بساطة بسبب سوء المعاملة.

 

خلال الليلة الأولى من رحلة العبور، كان البحَّارة السَّكارى - نتيجة تناولهم شراب الروم - ينزلون إلى عنابر السفينة؛ لاغتصاب النساء، فثمنُ المرأة الحامل كان أغلى في سوق "أوليندا"، وكان رُبُع الناجين لا يستطيع مغادرة الباخرة، دون أن تتمَّ مساعدتهم؛ من فَرْط الوهَن الذي أصابهم، إنهم جُثثٌ متحركة، وكان عددٌ كبير منهم لا يستطيعون إلاَّ المشي بضع خُطوات في الشاطئ قبل أن يَنهاروا، ويتم دَفْنهم بعد ذلك بإلقاء بعض الكميَّات من التراب الأمريكي عليهم، وفي جميع مدن الموانئ كان يوجَد غالبًا ما يُعرَف بكافونة (Cafuna)، وهي عبارة عن دار - قلعة كان يتمُّ فيها احتجاز الذين نجَوا؛ من أجْل استعادة عافيتهم، وبعد مرور بضعة أسابيع - عندما يكون الناجون الهُزَّل قد استعادوا عافيتهم - يقوم الأسياد بفتْح باب القلعة، ويُقاد السود إلى ساحة السوق؛ حيث يتمُّ بيعُهم، وكان الرجل يُفصَل عن زوجته، والأطفال عن أمِّهم، وكانت المدة المتوسطة لحياة عبدٍ فلاَّح في المنطقة الزراعيَّة لروكانكافو دي باهيا في البرازيل، هي سبع سنوات"، ص (70 - 71).

 

أدَّت التجمُّعات الإفريقيَّة في الأمريكيتين وما وراء البحار، إلى تكوين مجتمعات؛ مثل: الكاندومبلي في باهيا، والسانتيريا الكوبيَّة، والفودو بهايتي، الكابيلدزس على ساحل المحيط الهادي لكولومبيا، والغزانكوس في جامايكا وفينزويلا، و"تشكِّل اليوم خزَّانات حقيقيَّة للثقافات، ومواقعَ رفيعة ذات إشعاع للهُويَّة الإفريقيَّة"، ص (74).

 

وخلال القرون الثلاثة من تاريخ العبوديَّة، لَم تتوقَّف أبدًا المقاومة المسلحة وتمرُّد العبيد، بل وشكَّل هذا التمرُّد أساسَ بناء إعادة الذاكرة لشعوب الجنوب فيما بعدُ، ومن أعجب العجَب في التاريخ: أنَّ قانون إلغاء العبوديَّة وصَل من باريس إلى الكاريبي عام 1974، وكان هذا أحدَ أهم أوجُه انتصارات الثورة الفرنسيَّة التي ألهمَت أوروبا ثورتها الأخلاقيَّة، كان "بيلو - فارين" عضوَ الجمعيَّة التأسيسيَّة ولجنة الخلاص العمومي، ومُفوضًا مكلَّفًا بالمستعمرات، والذي أشرَف على تنفيذ قانون إلغاء الرِّق بصرامةٍ، وتحرير العبيد، ومَن يرفض من المزارعين الأوامرَ، يقوم باعتقالهم، بل وإعدامهم إن لَزِم الأمر، ولكن عندما وصَل مرسوم نابليون في 20 مايو 1802 بإلغاء مرسوم إلغاء الرِّق، عاد "بيلو - فارين" نفسه لتنفيذ المرسوم الجديد وبقسوةٍ أيضًا؛ حيث أشرَف على استدعاء المواطنين السود المحرَّرين، وتَكبيلهم بالأغلال، وتسليمهم لأسيادهم مرَّة أخرى، وتحت نور المشاعل كان يتمُّ مُطاردة العبيد بالكلاب، ومَن يتمُّ إمساكه يتمُّ إشباعه ضربًا حتى الموت، أو بَتْر أعضائه، بل ونصْب المشانق لإعدام رؤسائهم من "المارون"؛ لإخافة العبيد الباقين، والرضا بمصيرهم المحتوم في رِبْقة العبوديَّة.

 

الغزو الاستعماري:

كتَب ليون بلوي يقول: "ليس تاريخ مستعمراتنا، خاصة في الشرق الأقصى وإفريقيا، سوى ألَمٍ وقساوة، لا تعرف حدًّا وشراسة يَعجِز اللسان عن وصفها"، ص (79).

 

شَهِدت دول الجنوب حملات استعماريَّة متوحِّشة متوالية من قِبَل الغرب، فإلى جانب الحملات الإنجليزية، شَهِدت دول الجنوب حملات فرنسيَّة وألمانيَّة، وهولندية وبلجيكيَّة، وإيطالية وإسبانيَّة وبرتغاليَّة!

 

بدأَت فرنسا في احتلال الجزائر عام 1830، وفي سنة 1853 احتلَّت كاليدونيا الجديدة، وفي سنة 1854 بدَأ "غيدهيرب" احتلال السنغال، وفي سنة 1857، تَمَّ تأسيس مدينة داكار، وفي سنة 1858 احتلَّت نوران بمنطقة أنان [في الهند الصينية]، وفي سنة 1859 احتلَّت مدينة سايجون، وفي سنة 1862 عاوَدوا الغزو الإفريقي مرة ثانية، واحتلَّت فرنسا أوبوك في صوماليا (جيبوتي حاليًّا)، وفي سنة 1863 حصلَت حكومة باريس على خضوع كامل كمبوديا، وفي سنة 1867 تخلَّى الإمبراطور "تودوك" - حفاظًا على سكانه لصالح فرنسا - عن كلِّ أراضي "الكوشلنشين"، وعندما استسلَمت جيوش نابليون الثالث أمام روسيا، استغلَّ المجاهدون الفرصة، وقاد "سيدي المقراني" انتفاضة بالجزائر، ولكن سَرعان ما سحَقتها القوة الفرنسيَّة، وقامَت بمذابحَ في صفوف القرى.

 

وفي سنة 1873 استولَى "غاريني" على دلتا الكونكان، وفي سنة 1878 استولَت الحكومة الفرنسيَّة على الجابون بعقد حماية، وفي نفس الوقت وقعت انتفاضة في جبال الأوراس بالجزائر، وكان القمع عنيفًا، وقصَفت القرى بالدبابات، وسقَط الضحايا من العُزَّل والنساء والأطفال، وفي سنة 1880 فرضَت فرنسا الحماية على الكونغو، وتَمَّ تأسيس مدينة برازفيل، ومن سنة 1880 - 1895 قام "غالييني" بتخريب أراضٍ شاسعة في إفريقيا الغربيَّة، وغزَت جيوشه مالي، وفي سنة 1881 انتفض جنوب وهران بالجزائر وقاد "بوحمي" المقاومة في مواجهة الجنرال "نيكريني"، وانهزَم "بوحمي" وأتباعه، وتَلا ذلك الإعدامات المتتالية والعقاب الجماعي، وفي نفس السنة عاقبَت فرنسا تونس؛ لمعاونتها الجزائر بإمدادها بمقاتلين، وفرضَت الحماية على "بايات" تونس، وفي سنة 1882 قامَت بفرنسا باحتلال هانوي، ولكنَّ مقاومة السكان وقتْل جمعيَّة "الأعلام السوداء" السريَّة للمقدِّم "هنري ريفيير الباسل"، أدَّت إلى رَدَّة فعْلٍ انتقاميَّة في صفوف السكان، وطوال القرن التاسع عشر كَثُرَت المذابح الدمويَّة والقتل الانتقامي من جانب القوات الفرنسيَّة، وبرَزت أسماء لقادة وحْشيين؛ من أمثلة: بيجو، وجيرار، وغالييني، وفولي، وشانوان، وتوماس روبير.

 

وكان من أشهر الطُّرق الوحشيَّة التي اتَّبعها هؤلاء القادة في تلك الدول، طريقة "التسويد بالدخان"؛ حيث كانت هذه الطريقة تتمُّ بحبْس سكان قرى بأكملها داخل مغارات تُضرَم أمامها النيران، ويجلس الجنود لتناوُل غدائهم، وللتَّسَلِّي برؤية الرجال والنساء والأطفال وهم يَحترقون، ويتصاعد عويلُهم من داخل المغارات، وعندما تَصمت حَشْرَجة آخِر مُحتضرٍ، يقوم الجنود بسدِّ مدخل المغارة.

 

كانت الدول الغربيَّة تتسابَق في بدايات القرن؛ للاستيلاء على أكبر مساحاتٍ مُمكنة من أراضي إفريقيا والشرق الأقصى، وكان كلٌّ منها يتسابق في ابتداع أساليبَ أكثر دمويَّة ووحشيَّة؛ لفرْض سيطرة بلاده على تلك المناطق، ولعلَّ طريقة التسويد بالدخان، ما هي إلا واحدة في قائمة طويلة من طُرق القتْل والتدمير والتعذيب الدمويَّة، التي ارتكَبتها جيوش الدول الغربيَّة في بلدان الجنوب، بل وتعدَّى ذلك إلى القضاء على الأجناس والعرق الوطني لبعض المناطق المحتلَّة، وإبادة السُّكان الأصليين، ولعلَّ ما فعَله الإنجليز في جزيرة تسمانيا - التي تنتمي للقارة الأسترالية - من القضاء على "البلاواه" المزارعين الأصليين؛ حيث قاموا بإحراق القرى، فيما يُعرف بتقنية "الحروب السوداء"، وتسميم منابع الآبار والمياه، بل وخَطْف الأطفال الأهْليين؛ لقتْل الأجيال الجديدة حضاريًّا، ولسَلْخها من جذورها؛ يقول "ستيفن هاربر" الوزير الكندي: "منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى سنة 1969، تَمَّ انتزاع ما يَقرُب من 150000 من الأطفال الأصليين من آبائهم، واقْتيدُوا إلى دُور الأيتام الدينيَّة؛ حيث تعرَّضوا لاعتداءات جنسيَّة ونفسيَّة"، ص (95).

 

في رحلة البحث عن اعتذار:

تتوسَّل دول الجنوب الآن من الدول الغربيَّة اعترافًا بتلك المآسي والفظائع التي ارتكَبها أجدادهم؛ وجبْرًا للأضرار التي ما زال تأثيرها ساريًا في الأجيال التالية لشعوب تلك البلدان، ولكنَّ العقليَّة المُتغطرسة التي يتعامَل بها الغرب، تَجعله يتغافل عن تلك النداءات، ويَعتبرها كأن لَم تكن، ولعلَّ ذلك برَز بوضوحٍ في مؤتمر "ديربان" بجنوب إفريقيا الذي أقامَته منظمة الأُمم المتحدة عام 2001، ودَعت إليه العديد من المنظَّمات المدنيَّة والحركات غير الحكوميَّة، بجانب رؤساء وحُكَّام دول العالم، وبرَزت الغاية من هذا المؤتمر في كلمة "كوفي عنان" الأمين العام للمنظمة وقتها؛ حيث قال: "يطالب الأموات عبر ذريَّتهم بإقامة العدالة، يجب على المجموعة الدوليَّة أن تَستجيب لتطلُّعات العالَم بأسْره"، ص (99).

 

ولكن ما حدَث كان عكس ذلك تمامًا، لقد قابَل ممثلو الدول الغربيَّة اتِّهامات دول الجنوب وخطابات ممثِّليهم بسُخرية وازدراء متعمَّدٍ، بل وأثناء خطاب الرؤساء كانت التعليقات المُتهكمة - من جانب الوفود الفرنسيَّة والبلجيكيَّة والبريطانيَّة - اتِّهاماتٍ؛ لصَرْف اهتمام الشعوب الساخطة على تلك الحكومات المستبدَّة، وابتزازًا يَستهدف انتزاع بعض التنازلات المالية والتجاريَّة من الغرب، وغَضِب كثيرٌ من وفود الدول المطالبة بردِّ الحقوق، بل وانتشَرَ خلال قاعة المؤتمر الكثير من رذاذ الشتائم والبذاءات العُنصرية، التي رُدِّدت بصوت خافتٍ، وإنقاذًا للوضع بعد فشَل المؤتمر نظريًّا، نظَّمت الأمم المتحدة عام 2007 مبادرة أخيرةً؛ لإنقاذ مؤتمر ديربان، سُمِّيت بـ"ديربان 2"، وتمَّ عملُ الكثير من المبادرات والمؤتمرات الإقليميَّة في أبوجا وبرازيليا للمِّ الشَّمل، ولكن "أعلنت عشر دول غربيَّة المقاطعة التامَّة للأشغال، ومن بين هذه الدول: أمريكا وإيطاليا، وإسرائيل وفرنسا، وألمانيا وإنجلترا، وأستراليا وهولندا، وبولندا وكندا، ولَم تغيِّر الولايات المتحدة الأمريكية موقفها، حتى بعد انتخاب أوباما، وفي اليوم الأوَّل لديربان2، انضمَّت الجمهورية التشيكيَّة - رئيسة الاتحاد الأوروبي - إلى المقاطعة، بشكلٍ يَجعل الحوار مستحيلاً بين الشمال والجنوب"، ص (111).

 

جانب آخرُ من مظاهر البحث عن اعتذارٍ، هو ما طالبَت به الجمهوريَّات الإفريقيَّة "ساركوزي" في رحلته الأولى لإفريقيا في يوليو 2007 بعد انتخابه رئيسًا؛ حيث زارَ السنغال والجزائر، وألقى فيهما خطابين يَحملان كلَّ معاني الغطرسة، وتجاهَل المذابح التي ارتكبَها الفرنسيون في مستعمراتهم الإفريقيَّة، وعلى الأخص الجزائر، بل واعتبَر ذِكر هذا "نوعًا من الحنين إلى الماضي الذي يجب أن نَتجنَّبه"، ص (125).

 

وقد مثَّل هذا صفعةً على وجْه كلِّ مَن سَمِع تُرَّهات ساركوزي، بل والأعجب أنه دعا في خطابه في السنغال إلى ضرورة أن يَعملَ الإفريقيون على تحقيق اكتفائهم الذاتي من الغذاء، ولكن لَم يُبيِّن لنا ساركوزي: كيف يُمكن أن يحدثَ هذا في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على إغراق السوق الإفريقية - في السنغال وبِنين وغيرها - بالمنتجات الفرنسيَّة، بسعر منخفضٍ للغاية، يُدمِّر السوق الإنتاجيَّة الوطنيَّة للفلاح الإفريقي البسيط، الذي يجد نفسه مضطرًّا للدخول بقوت يومه في منافسة غير شريفة؛ يقول "زيغلر" معلِّقًا: "أجَل، إنَّ سياسة إغراق السوق التي يَنتهجها الغرب تُدمِّر الفلاحة المعيشيَّة في إفريقيا، هل نسيتم أن سبعة وثلاثين من أصْل الخمسة وخمسين بلدًا من القارة الإفريقيَّة - تعيش على الفلاحة أساسًا؟!"، ص (121).

 

من المُستعبَد إلى المتُربِّص النَّهِم:

يرى "زيغلر" أنَّ النظام العالمي الجديد الذي يَفرضه الغرب، هو الوريث الشرعي والسليل المباشرة لحالة الاستعباد والاستعمار القديمة لشعوب الجنوب، فالنظام الغربي - والذي يعتمد ثقافيًّا على العولمة، واقتصاديًّا على الرأسماليَّة بعُنصرها الأكثر شموليَّة: الخصخصة - تحوَّل من مستعمرٍ وتاجر رقيق قديمٍ، إلى مُستبدٍّ رأسمالي نَهِمٍ في الوقت الحالي؛ يقول "زيغلر": "يُسيطر الغربيون على كوكب الأرض منذ أكثر من خمسمائة عام، في حين أنَّ البيض لا يمثِّلون اليوم سوى 12,8 % من سكان العالم، وفي الماضي لَم يتجاوز عددهم في أحسن الأحوال 24 % من سكان العالم، هي إذًا سيطرة أقليَّة، لكنَّها سيطرة شَرِسة - ومنظَّمة تنظيمًا رفيعًا"، ص (136).

 

ومن أبرز عناصر النظام العالمي الجديد في السنين الأخيرة لمحاصرة بلدان الجنوب، تدمير سوق القطن الإفريقيَّة، وفرْض اتفاقيَّة الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي على شعوب إفريقيا والمحيط الهادي والكاريبي، عن طريق الابْتزاز.

 

ونجد أنَّ خمسة بلدان من دول إفريقيا الغربيَّة والوسطى، تَعيش بشكلٍ أساسي من عائد تجارة القطن، ومن بين هذه البلدان مالي (الذي ينتج 400,000 طن في السنة)، وتُشكِّل هذه المادة الخام مصدر 85 % من موارده، ولكن للأسف تَدعم الولايات المتحدة الأمريكيَّة مزارعيها بالمعونات والمساعدات التي تصل إلى خمسة مليارات سنويًّا، وتَعمد إلى سياسة إغراق السوق العالميَّة بالقطن الأمريكي بأسعار أقلَّ من سعر القطن الإفريقي بما يَقرُب من 30 أو 40 %، ومِن ثَمَّ لا مقارنة، فقد أفلسَت اقتصاديَّات أغلب البلدان المصدِّرة للقطن، "وهي كلها من بين البلدان التسعة والأربعين الأكثر فقرًا في العالم"، ص (139).

 

وما زادَ الطين بِلَّةً أنَّ أغلب البلدان الإفريقيَّة المُنتجة للقطن مُرهَقة بدينٍ خارجي كبيرٍ، وصندوق النقد الدولي هو السيِّد المُتحكِّم في اقتصادها، وهو الذي رفَض إعادة تمويل الدَّين، وطالب بخصخصة قطاع القطن.

 

"كانت بِنين هي أوَّل بلدٍ من البلدان المنتجة للقطن الذي خضَع للعلاج الذي فرَضه صندوق النقد الدولي، وبذلك أصبَحت بِنين - التي كانت تُنتج سنة 2005 في كلِّ فصلٍ أكثرَ من 250,000 طن من نوعيَّة جيِّدة - تُنتج 20,000 طن فقط سنة 2008 "، ص (142).

 

أمَّا اتفاقيَّات التعاون مع الاتحاد الأوروبي، فهي سياسة لجأَ إليها المستعمرون بعد خروجهم من تلك المستعمرات القديمة في أمريكا اللاتينيَّة وإفريقيا؛ حيث عرَضوا المساعدات الاقتصادية على تلك الدول، ولكنَّ المنافسة كانت ظالمة، فإلغاء الجمارك على البضائع الأوروبيَّة في إطار التبادُل التجاري بين دول إفريقيا وأمريكا اللاتينيَّة، ودول الاتحاد الأوروبي - جعَل الساحة خالية تمامًا أمام دول الاتحاد الأوروبي؛ لتسويق منتجاتها بصورة خالية من القيود والضرائب؛ يقول الدبلوماسي "جان فيدر": "إنَّ إلغاء الحواجز الجمركيَّة المفروضة على إيراد المنتجات الأوروبيَّة، سيَجعل منتجات إحدى المناطق الأكثر تقدُّمًا من الناحية الاقتصاديَّة في منافسة مباشرة مع منتجات بعض البلدان الأكثر فقرًا في العالم"، ص (145).

 

تُغري دول الاتحاد الأوروبي الدول الإفريقيَّة واللاتينيَّة بالمساعدات الاقتصاديَّة المباشرة، والعائد الذي سيَجنيه البلد الإفريقي من تدفُّق رؤوس الأموال الغربيَّة نحو أسواق البلد، ولكن كما يؤكِّد "زيغلر": "إنها كذبة، فقد وقَّعت إفريقيا من 1996 إلى 2007 أكثر من ألف اتِّفاقيَّة للاستثمارات، لكنَّ الاستثمارات المباشرة - أي: تلك الاستثمارات التي استفادَت منها الصناعات المحليَّة ومقاولات الخِدمات...إلخ - لا تمثِّل اليوم سوى 2 % من الاستثمارات المباشرة الأجنبيَّة العالميَّة"، ص (147).

 

في الهند.. وفي الصين:

يتساءَل البعض: كيف يُمكن أن نتحدَّث عن قوة النظام الغربي التي لا تُقهر في الوقت الذي تَشهد فيه الهند والصين - وهما دولتان آسيويَّتان - نموًّا سنويًّا لناتجهما الداخلي الخام، بلَغ 9,8 % بالنسبة للأولى، و12 % بالنسبة للثانية؟!

يُجيب الكاتب عن هذه الإشكاليَّة، مؤكِّدًا وجود اقتصاد مالي قوي في هاتين الدولتين من دول الجنوب، ولكنَّها رأسماليَّة لا تَرحم، وتراكُم ثروات هائلة، قائمة على نظام المحاكاة الغربية، وتصبُّ في النهاية في جيوب السلطات العسكرية التي تَحكم هاتين الدولتين، ويَستفيد منها الغرب أيضًا في استثمار أرباحهما في بنوكها وصناديق أموالها، فهذه الدول - أي: الهند والصين - "تُعيد بالفعل إنتاج النظام العالمي للسيطرة والاستغلال الذي أقامه الغربيون"، ص (154).

 

فالهند - على سبيل المثال - التي يوجد بها أثرى أثرياء العالم، ويحتلُّ المستثمرون الهنود قائمة المائة الأكثر ثراءً في العالَم، والتي تَزدهر فيها بشكلٍ كبير استثمارات الشركات الأجنبيَّة؛ حيث جعَلت شركة "ميكروسوفت" من "سيبير أباد" مركزها العالمي الثاني لتطوير البرامج وتقنية المعلومات، وإلى جانبها توجد مقار شركات "ديل"، و"جوجل"، و"أوراكل"، و"كابجيميني"، كما تُزاحمها في المنافسة شركات "ستيام" و"إينفويس" و"وييرو" و"تاتا" الهنديَّة، وفي بداية سنة 2008 كانت هناك أزيد من خمسمائة شركة ذات حجمٍ عالَمي، قد استقرَّت في "حيدر أباد" مُستفيدة من الامتيازات التي تَمنحها حكومة "أندرا براديش" لأسياد تجارة الإلكترونيَّات وتقنية المعلومات والبنوك؛ حيث توفِّر الحكومة مساحات واسعة من الأراضي مجانًا، وإعفاءً ضريبيًّا لمدة 10 سنوات، وإلغاءً لرسوم الأدوات المستوردة، والإعفاء من أيِّ ضريبةٍ أو جمارك على دخْل العُمَّال الأجانب، والتزويد بكهرباء بتكلفة تقارُب الصفر تقريبًا.

 

ولكن في المقابل يَبلغ عدد الأشخاص المحليين - الذين يعملون في "حيدر أباد" - أكثر من مائة ألف شخص سنة 2008، وأغلبهم يعملون بأجْرٍ زهيد للغاية، وفي المناطق المحيطة بـ"مناطق النمو الاقتصادي" ومدن الأثرياء الحديثة، نجد عشرات الآلاف من الهنود الفقراء الذين يَسكنون في خيام هشَّة ودُور بلاستيكيَّة، أقاموها لأنفسهم في العَراء، ويتغذَّون على أكلات محليَّة، عبارة عن حَساء لا لحمَ فيه ولا دُهن، يتمُّ إغناؤه ببقايا الأكل التي يَلتقطونها من صناديق قمامة المناطق الغنيَّة، وتسمَّى تلك المناطق المُدقعة الفقر بـ"مدن الصفيح"، وتَنتشر في بومباي، وكلكتا، ونيودلهي، ويُعاني الفلاحون من تجاهُل الدولة، ولا يهتمُّ الاتحاد الهندي بالمثْل بهؤلاء الفلاحين الذين يَضطرون مُرغمين إلى الاقتراض من الشركات العابرة للقارات المُتخصصة في الكيماويات؛ لشراء الأسمدة اللازمة للفلاحة، ويَضطر الفلاح للاقتراض بفائدة ربويَّة مرتفعة، تَزداد عامًا بعد عام؛ حتى يَعجِز عن أدائها والاعتناء بالأرض، ويَضطر في النهاية للانتحار من فرْط البؤس، وتقوم الشركة بالحجز على الأرض ومنزله وبئره أيضًا، وتَطرد الأسرة بعد موت الزوج للانضمام لـ"مدن الصفيح"؛ يقول "دانيلو راموس" في إحصاءٍ حديث: "انتحَر ما بين 2001 و2007، ما يَقرُب من 125,000 من الفلاحين الهنود؛ نتيجة تحرير الفلاحة الذي أودَى إلى إفقارهم بشكل تامٍّ"، ص (158).

 

أمَّا في الصين، فقد قرَّر الوزير "دينج كسياوبينج" اندماجَ الصين في النظام الرأسمالي العالمي عام 1983، وفتَح البلد للاستثمارات الأجنبيَّة، وقام بتحرير الأسعار، وخصخصة عشرات الآلاف من المصانع وشركات المقاولة، وقام في المقابل بإلغاء التأمين الاجتماعي للعُمَّال، وقد قُوبِلَت هذه القرارات بمظاهرات الطلبة عام 1989 الذين اعتَصموا في ساحة "تيانانمين"، ولكن في 4 يونيو دخلَت المدرعات والجيش الصيني الساحة، وتَمَّ قتل سبعة آلاف تقريبًا من الطلبة والعُمَّال، إلى جانب آلاف الجرحى، وعشرات الآلاف من الإعدامات التي تمَّت بعد ذلك، وسط إعلان حالة الحرب من جانب الحكومة.

 

وقد استمرَّ هذا النظام القمعي بنجاحٍ في وَأْد انتفاضة الحزب الشيوعي الصيني، فلا وجود لنقابات مستقلَّة، ويُعاقب على الإضراب بصفته "جريمة اقتصاديَّة"، ويوجد أكثر من مائة مليون من الصينيين يُعانون من البطالة، وظروف العمل في المصانع ظروف مأساوية؛ حيث لا يوجد تقريبًا أيُّ حماية للعاملين والعاملات، وحسب تقرير لنيويورك تايمز عام 2008، فإن الحكومة لكي تظلَّ في ريادة سوق التصدير الآسيوية، "تحافظ على أجورٍ قريبة لا تتعدَّى الحد الأدنى للعيش للعُمَّال، ويُحدَّد السن القانوني الأدنى للعمل في المصانع عند 16 عامًا، وتتراوح مدة يوم العمل بين أربع عشرة وست عشرة ساعة"، ص (161 - 162).

 

يقول "دافيد باربوزا" - صحفي بنويورك تايمز -: "يَفقد العُمَّال في المصانع ما يقارب 40,000 أصبع، يتمُّ تهشيمها أو بتْرها بالآلات كلَّ سنة"، ص (162).

 

إلى جانب أنَّ الصين تحتل المرتبة الأولى في الإعدامات عالميًّا، وتُقدِّر منظمة العفو الدولية عددَ الإعدامات التي تمَّت عام 2006 بما يقرُب من ثمانية آلاف حالة.

 

أمَّا في مناجم الفحم والتعدين - التي تُعد من أهم مصادر دخل الدولة - فتؤدي انفجارات غاز المناجم إلى قتْل مئات المنجميين سنويًّا، وفي أحد أهم المناجم في إقليم "هيونان" - الذي تَمَّ إغلاقه مؤخَّرًا - تَمَّ إيداع 33,5 مليون طن من نفايات اليورانيوم المُشع به في الهواء الطلق، وفي سنة 2003 التي تَمَّ فيها إغلاق هذا المنجم، كان ثلاثمائة من أصْل أربعة آلاف عامل مناجم، ما يزالون على قيد الحياة، ويعانون أيضًا من إصابتهم بالسرطان"، إلى جانب أنَّ الحكومة تُصادر الثروات والحريَّات الخاصة بالأقليَّات العِرقيَّة في الصين؛ كالمنغول، والإيجور المسلمين، وسُكان التبت؛ يقول الكاتب: "إنَّ الأوليغارشيات - تعني: حُكم الأقلية الماليَّة الصينيَّة والهنديَّة والغربيَّة - هي أوليغارشيات متناسقة ومتضامنة في إطار نفس نظام اضطهاد الشعوب واستغلالها"، ص (164).



[1] من حوارٍ له مع "مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية"، بتاريخ 19 - 12 - 2008.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تقييم كتاب موت الغرب - باتريك جيه. بوكانن
  • ملاحظات على كتاب كراهية الغرب لـجان زيغلر
  • عرض كتاب: الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام
  • عرض كتاب: نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشرين
  • معجم مشاهير النساء لمحمد ذهني التركي
  • أحكام الوطء لمحمد بن يحيى بن سراقة العامري

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب: الغرب يتراجع عن التعليم المختلط(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: الإسلام بين الشرق والغرب (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • الدنمارك: مطالب بحظر القنوات العربية لمساهمتها في كراهية الغرب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرض كتاب: الغراب ( التاريخ الطبيعي والثقافي )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تلخيص كتاب: من قضايا الإسلام والإعلام في الغرب للدكتور عبدالكريم بوفرة(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • خاتمة كتاب: الاستغراب.. المنهج في فهمنا الغرب(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الإسلام والغرب (مراحل الحديث عن الإسلام في الغرب)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب