• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: الصحف اليومية المصرية في القرن التاسع عشر

عرض كتاب: الصحف اليومية المصرية في القرن التاسع عشر
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2014 ميلادي - 23/6/1435 هجري

الزيارات: 18546

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب

الصحف اليومية المصرية في القرن التاسع عشر


اسم الكتاب: الصحف اليومية في القرن التاسع عشر.

المؤلف: صلاح قبضايا.

سنة النشر: 1982م.

دار النشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب.

الطبعة: الأولى.

صفحات الكتاب: 180.

 

تُعَد الصحف المصرية من الصحف الرائدة في الوطن العربي منذ بداياتها، ورغم أن المجتمعَ المصري ظل يعاني من ارتفاع نسبة الأمِّية، فإنه كان للصحف والجرائد اليومية دَوْر مؤثِّر في تشكيل الوعي العام وتوجيهه؛ نتيجة للتأثير الهائل للصحف والدوريات المصرية التي كان يُشرِف عليها ويكتب بها جملةٌ من روَّاد المجتمع المصري والعربي في مجالات الأدب والسياسة والعلوم وغيرها.. يتبنَّون قضايا الرأي العام ويعبِّرون عنها، ونجد أنه قبل نهايات القرن التاسع عشر كانت في مصر قرابة 200 دوريَّة تصدر بانتظام، من بينها 60 صحيفة، منها صحف واسعة الانتشار والتوزيع؛ مثل: المؤيد والأهرام والاتحاد المصري والأخبار والمقطم ومصر، بل كانت هذه الصحف توزع يوميًّا أكثر من 100 ألف نسخة، وفي أوقات الأحداث السياسية المشتعلة كانت الصحف توزع ضِعْف هذا العدد، بل بدأت الصحف في استخدام مطابع "الروتاتيف" لتلبية التطورات العالمية في مجال النشر والصحافة وقتذاك؛ حيث ازدادت المبيعات والتوزيع، كما عَرفت الصحفُ المصرية في القرن التاسع عشر السَّبق الصحفي والحملات الصحفية والتحقيقات والمراسلين الحربيين، وصارت الجرائد عنصرًا مؤثرًا في الحياة السياسية في مصر في ذلك الوقت؛ مما جعلها إحدى أدوات المقاومة ضد الاحتلال البريطاني لمصر، وعكست الصحف اليومية المصرية خلال تلك الفترة الصراعَ الدولي حول ثروات إفريقيا السوداء ومنابع النيل، والسباق الاستعماري في المنطقة العربية.

 

يرصد "صلاح قبضايا" في دراسته الهامة "الصحف اليومية في القرن التاسع عشر" تطوُّر الصحافة المصرية في نهايات القرن التاسع عشر، ودَوْرها في مسايرة الأحداث المِحورية التي كانت تمر بها مصر والمنطقة العربية في ذلك الوقت؛ حيث شهِد الربع الأخير من القرن التاسع عشر الثورة العُرابيَّة عام 1881، وبداية الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، والثورة المهديَّة في السودان على الإنجليز، والتي أعقبها إجلاء الجيش المصري من السودان، ثم تحول موقف الاحتلال البريطاني في قضية السودان، وقام بالضغط على الجيش المصري للقيام بحملة فاشلة لاسترجاع السودان عام 1896، كانت نتيجتها مخيبة للآمال، وأدت إلى ضعف موقف الحكومة المصرية أمام الشعب في ذلك الوقت، وتزايُد محاولات المقاومة الشعبية ضد الإنجليز، وقادت هذه المقاومة الصحف الوطنية، مثل: المؤيد واللواء والتبكيت والتنكيت والطائف والفسطاط.. وغيرها بمنشوراتها الحماسية التي تهاجم فيها سياسة بريطانيا في مصر، وتدعوها فيها لسرعة الجلاء عن مصر.

 

ورغم أن الدراسة حصرت متابعتها لتطور الصحافة المصرية في فترة زمنية محدودة - وعلى الأخص نهايات القرن التاسع عشر- فإن تلك الدراسة تُعَد مهمة للغاية في رصد تحولات الحالة السياسية في مصر، وتبرز أهمية الصحافة من كونها سلاحًا ذا حدَّينِ في يدِ كلٍّ من الأطراف المتصارعة في مصر ذلك الوقت؛ حيث كانت مصر ما زالت تابعة شكليًّا للسلطان العثماني، في حين واقعيًّا تولى المعتمد البريطاني أزمة أمورها، ولم تكفَّ المقاومة الوطنية التي بلغت ذروتها خلال الثورة العرابية عن تبنِّي الرأي العام للشعب من ضرورة جلاء الإنجليز عن مصر ولو باستجداء القوى الأوروبية الأخرى المهتمَّة بالمنطقة، مثل: فرنسا وألمانيا وروسيا.

 

وقد وضع الكاتب دراستَه في مقدمة وأربعة فصول منوعة، قام خلالها بتسليط الضوء على تأثير الصحافة المصرية في صنع الأحداث وتوجيهها خلال القرن التاسع عشر، يقول الكاتب في ثنايا دراسته: "وخلال هذه الفترة من القرن التاسع عشر نجد أن الرأي العام في مصر كان عنصرًا قويًّا ومؤثرًا، مما حدا بسائر القوى المختلفة - وطنية كانت أم دولية - إلى العمل على استمالتِه والتأثير فيه، ولم يكُنْ من وسيلة لديها سوى الصحافة المصرية التي كانت قد بلغت من النُّضج والتطور ما ضاعف من خطورتها، خاصة أنها كانت تتمتَّع بقدر واسع من الحرية وسَعة الانتشار"؛ صـ13.

 

وفي موضع آخر يقول الكاتب:

"وإذا كانت وسائل الإعلام المختلفة هي التي تصنع اتجاهات الرأي العام وتؤثر فيه، وأن هذه الوسائل تضم الآن الصحافة والإذاعة والتليفزيون والسينما، فإننا خلال القرن التاسع عشر لا نجد من هذه الوسائل سوى الصحافة التي احتكرت الميدانَ، والتي كان لها الأثر الأول والأكبر في الرأي العام، وفي التأثير عليه؛ مما يبرز الأهمية البالغة للصحف خلال تلك الفترة"؛ صـ11.

 

وجاءت عناوين فصول الكتاب على النحو التالي:

الفصل الأول: الصحافة المصرية بين عرابي وكرومر.

الفصل الثاني: اتجاهات الصحف المصرية نحو القضايا الوطنية.

الفصل الثالث: موقف الصحف المصرية من مسألة السودان.

الفصل الرابع: الصراع الأنجلو فرنسي وانعكاسه على الصحف اليومية المصرية.

 

وقد زود الكاتبُ دراستَه بثبت بالمراجع التاريخية الهامة الخاصة بتلك الفترة، كما عمل على توثيق ما جاء بكتابه من معلومات، وجلبها من مصادرها، والإشارة إلى تلك المصادر في حواشي الصفحات؛ وذلك من باب الأمانة النقدية، ولرجوع القارئ إلى تلك المصادر للاستزادة مما جاء تحت عنوان كل فصل من فصول دراسته.

 

وألحق الكاتب بنهاية دراسته قانون المطبوعات الخاص بتلك الفترة، والذي صدر في 26 نوفمبر عام 1881م، لمعايشة القارئ لأحداث تلك الفترة، وبيان التطورات الهامة في مجال الصحافة في ذلك الوقت، وتأسِّيها بالصحف العالمية في كفالة حقوق النشر والطباعة والتوزيع.

 

أهم نقاط الكتاب:

1- يرى الكاتبُ أن الصحف المصرية هي أول نشاط جماهيري عبَّر عن مصالح العناصر الوطنية وغيرها تجاه القضايا والأحداث في مصر، بحيث كان كل اتجاه يُصدر صحيفة يعبِّر بها عن موقفه من قضية استقلال مصر، وتطور الأمر بعد ذلك لتقوم الأحزاب المصرية منطلقة من صحافتها، وقد عبر عن ذلك الباحث البريطاني "جاك لاندو" بوصفه الاتجاهات السياسية التي عبَّرت عنها الصحف المختلفة - منذ الثورة المصرية - باسم "الأحزاب"؛ ولهذا فإنه من الممكن أن نعتبر أن قيام الصحافة الحزبية قد سبق التكوين الرسمي والقانوني للأحزاب المصرية.

 

2- نظرًا لقوة الصحافة المصرية في التأثير على الرأي العام وقتها، فقد وجدنا في مصر صحفًا وطنية تصدت للاحتلال البريطاني بكل قوة، وعارضته، وكان على رأسها المؤيد - في بدايتها - لصاحبها الشيخ "علي يوسف"، كما كانت هناك صحفٌ مؤيدة للاحتلال، عاونتها السلطاتُ البريطانية على التصدي للتيارات الوطنية التي حملت الصحفُ الأخرى لواءها، وكان على رأس تلك الصحف "المقطم" التي كانت تحظى برعاية مباشِرة من اللورد "كرومر" ذاته، بينما كانت هناك صحفٌ ذاتُ ميول فرنسية، والتي كانت تتفق وتختلف مع الصحف الوطنية بالقدر الذي يخدم معارضتَها للسياسة البريطانية؛ خدمةً لمصالح فرنسا، ومن أبرزها صحيفتا "المحروسة" و"الأهرام"، كما كانت هناك تيارات صحفية أخرى مؤيدة للسلطان العثماني.. ووجدت بعض الصحف التي ليس لها لون محدَّد أو اتجاه معين، واستطاعت تحت ستار الحيدة والحقيقة المجردة أن تخفي حقيقة انتماءاتها.

 

3- عرَض الكاتب لمعظم الآراء المتناقضة حول موقف "كرومر" من الصحف المصرية في ذلك الوقت، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن "كرومر" جعل من الصحافة المصرية "أداة إرهاب" في يده، رأى البعض الآخر أن كرومر أطلق للصحافة المصرية حريتها ولم يلجأ إلى تنفيذ مواد قانون المطبوعات، واعتمد على مواجهة الحُجَّة بالحجة، والفكرة بالفكرة، وذلك عن طريق إعطاء بعض الامتيازات للصحف المؤيدة للاحتلال - مثل المقطم - في مواجهة الصحف الوطنية شديدة الوطأة على الاحتلال ورجاله.

 

ويرى الكاتب من تحليل تلك الآراء أن "كرومر" بالفعل كان له دورٌ كبير في تدعيم حرية الصحافة، ولكن لغرض خبيث في نفسه؛ حيث إن ذلك يضمن استقرار الأمور تمامًا له في ظل وجود معارضة شكلية، يتحكَّم في كافة مقاليدها بنفسه، إلى جانب "استنزاف القوى الوطنية في عبارات رنانة وصيحات عاطفية"، وهو ما عبَّر عنه "كرومر" صراحةً بقوله: "لا نستطيع أن ننكِرَ بالنظرة الأولى أن هناك بعضَ الضرر من توفير الحرية التامة للصحف، ولكنني كنتُ مقتنعًا بضرورة ترك الحرية للصحفيين لسببين:

1- وجود حامية إنجليزية تضمن عدمَ الإخلال بالأمن إخلالاً بالغًا نتيجة الكتابات المهيجة.

 

2- ليس من الممكن تطبيقُ قانون خاص على الصحف الوطنية دون أن يطبَّقَ نفسُ القانون على الصحف الأجنبية".

 

واستطرد كرومر قائلاً:

".. أنا شخصيًّا كنت أعارض تقييد الصحف منذ البداية؛ لأن الأسباب التي كانت تدعو إلى تقييدِها ليست في قوةِ ورجاحة الأسباب التي تدفع إلى إطلاق حريتها، وقد كان كبارُ المسؤولين ورجال الحكومة يتحمَّلون نقد الصحف لهم، بل وتحريفها أحيانًا لبعض تصريحاتهم وقراراتهم... وأيدت الأيامُ هذا الرأي، ومرت سنوات عديدة، والصحف المصرية تتمتع بكامل حريتها".

 

ويلخص كرومر سياسته تلك بقوله:

"إذا وضعت الصمام على المِرْجل انفجر، أما إذا تركت البخار قليلاً، فإن سلامة المِرْجل مضمونة".

 

3- لجأ "كرومر" أثناء حملة الجيش المصري على السودان إلى احتكار المصادر؛ حيث منع كافة الجرائد المعارضة للاحتلال من متابعة أخبار الحملة، وأصدر الأوامر إلى وزارة الحربية بعدم إعطاء جريدة "المؤيد" أيَّ معلومات عن الحملة المصرية لدنقلة، ومد بها فقط جريدة "المقطم".. ولكن جريدة "المؤيد" واصلت نشر أخبار الحملة، وسرَّبت نص برقية مرسلة من السردار إلى ناظر الحربية عن أحوال الحملة السيئة في دنقلة؛ مما جعَل اللورد "كرومر" يأمر بمحاكمة الشيخ "علي يوسف" في القضية الشهيرة باسم "قضية التلغرافات" وقتها.

 

4- جاء قرار إرسال الحملة المصرية إلى السودان في 12 مارس 1896 عندما أرسل رئيس وزراء بريطانيا إلى "كرومر" لتجريد حملة عاجلة لاسترجاع "دنقلة"، وقد فوجئت الحكومةُ المصرية بهذا القرار، واضطر الجيش المصري للتعبئة بشكل مفاجئٍ، وتناولت الصحفُ المصرية هذا القرار حسب موقفها المؤيد أو الرافض للاحتلال البريطاني؛ حيث عالجت جريدة "المقطم" هذا القرار كما لو أنَّ أمر الحملة أمرٌ مصري يخص المصريين، وأن القائم بهذا القرار المصيري الخديوي وحكومته، وذلك على نقيض جريدة "المؤيد" التي شنَّت حملة على حكومة الاحتلال، وفضَحت التبعية التي وقع في أَسْرِها الخديوي والحكومةُ المصرية، والتي جرَّت الجيش المصري في حملة غير محسوبة العواقب إلى أدغال إفريقيا.

 

5- تلاقت اتجاهات جريدة "الأهرام" مع اتجاهات "المؤيد" وإن اختلفت الدوافع المباشرة؛ فقد كانت جريدة "الأهرام" تعبِّر بصورة أساسية عن الاتجاهات الفرنسية، وتدافع عن وجهة نظر فرنسا التي تعارض قرارَ الحملة، وتسلك كل سبيل لإثارة الرأي العام ضدها، خاصة أن القرار اتُّخذ دون رأي الباب العالي والخديوي والحكومة المصرية أو استشارة أيٍّ منهم.

 

6- تلاقت مصلحة جريدة "مصر" - وهي جريدة كانت تعبِّر عن صوت الأقباط في مصر - مع مصلحة الاحتلال البريطاني في إرساله حملة السودان؛ حيث دافعت عن موقف الاحتلال البريطاني، ولم تستطِعْ أيضًا إلا أن تتعاطَفَ مع موقف الحبشة؛ للعلاقة الوثيقة التي تربط بين الحبشة والكنيسة المصرية، ومع تعارض المصالح البريطانية مع الموقف في الحبشة إلى حد الصدام، تعقَّد موقفُ جريدة "مصر"، واضطرت إلى معارضة الحملة في الأعداد التالية ومهاجمة بريطانيا!

 

7- أبانت الصحف المصرية انزعاج الباب العالي العثماني من قرار إرسال الحملة، وطلبه من فرنسا وروسيا التدخل لحل المسألة المصرية والضغط على بريطانيا لإنهاء حملتها، وسرعة الجلاء عن مصر، وهو ما يبرز ضعف الخلافة العثمانية في ذلك الوقت واتجاهها للسقوط.

 

8- تناولت الجرائد المصرية أخبار الحملة في شكل تحقيقات صحفية مميزة رغم احتكار "المقطم" لأخبار الحملة الرسمية بأمر اللورد "كرومر"، وأبانت عن معاناة الجيش المصري في مواجهة دراويش "المهدية" في السودان، ونال الجيش المصري هزائم مُوجِعة رغم قلة عدد الدراويش، وبساطة أسلحتهم، مقارنة بحَجْم الجيش المصري وعَتادِه وقيادته الإنجليزية، وازدادت أحوالُ الحملة سوءًا مع تفشِّي مَرَضِ الطاعون بين صفوف الجيش المصري.

 

9- لجأت جريدة "المؤيد" في أسلوب عَرْضها لأنباء الحملة ومعاركِها إلى الرَّبْطِ المستمرِّ بين الأحداث التكتيكية على مسرح العمليات جنوب أسوان، وبين الأبعاد الإستراتيجية للحملة بما في ذلك الموقف السياسي في مصر، وعلى المسرح الدولي.

 

10- رغم أن نظارة الحربية أصدرت أمرًا مباشرًا بحرمان جريدة المؤيد من وصول أية أنباء مباشرة من الحملة على دنقلة لها، فإن جريدة المؤيد استطاعت الوصولَ إلى أخبار الحملة عن طريقِ عدة مصادرَ، كان من أحدِها موظَّف بهيئة البريد (التلغراف)، والذي سرَّب للجريدة وصاحبِها الشيخ "علي يوسف" أسرارَ الحملة، والمراسلات المتبادلة التي كانت تحوي المصاعبَ التي يتعرَّض لها الجيشُ المصري في حملته بالسودان، بل وقامت جريدة "المؤيد" بنشر رسالة مسرَّبة أرسلها السردار البريطاني إلى ناظر الحربية يوم 26 يوليه 1896 يخبرُه بتفشِّي الكوليرا في الجيش، ووفاة بعض ضبَّاط الجيش من الإنجليز؛ مما جعل اللورد "كرومر" يشعُر بالحرج من انكشاف أحوال الحملة بهذا الشكل المزري أمام الشعب المصري، فاضطر إلى تقديم "الشيخ علي يوسف" وموظَّف التلغراف المتهم بتزويد جريدة "المؤيد" بها إلى المحاكمة الجنائية، وقد حكمت المحكمةُ ببراءة الشيخ "علي يوسف" من سرقة التلغرافات، والحكم بالحبس على موظف التلغراف ثلاثة أشهر، والحرمان من وظائف الحكومة خمسة أعوام في القضية الشهيرة التي تابعها الرأيُ العام المصري وقتها بشغف، والتي أطلق عليها "قضية التلغرافات".

 

11- أبرزت الصحف المصرية - بشكل حرفي مميَّز - الصراعَ بين "إنجلترا" و"فرنسا" بعد قرار إرسال إنجلترا حملتها إلى السودان، ومعارضة فرنسا لها؛ نظرًا لمصالحها الاستعمارية في إفريقيا كذلك، ولعل هذا برَز بشكل واضح في رفض مندوبَيْ فرنسا وروسيا محاولة بريطانيا أَخْذَ قرضٍ من "صندوق الدَّين" لتمويل الحملة، بل ولجأا إلى المحكمةِ المختلطة لإلغاء موافقة "صندوق الدَّين" لإعطاء هذا المبلغ لمصر لاستمرار الحملة.

 

12- تابعت الصحف المصرية أخبارَ معارضة القوات الفرنسية المتمركزة جنوب السودان لتوسع حملة إنجلترا على دنقلة، وتقدمت البعثة الفرنسية إلى "فاشودة" لمنع إنجلترا والحملة المصرية من التقدم والتوغل أعالي النيل، وتوقَّعت أغلب الجرائد المعارضة للاحتلال البريطاني وقوع صدام حقيقي بين الجيش الإنجليزي والفرنسي، آملةً من جراء ذلك تقدُّم فرنسا المتعاطفة مع القضية المصرية، وهزيمتها للقوات الإنجليزية، لكن خابت جميع توقُّعاتهم وآمالهم مع المصالحة التي جرت بين القوتين العظميين، وقرار فرنسا سحب بعثتها من أعالي النيل.

 

13- عكست الصحف المصرية خلال تلك الفترة الصراعَ الدولي والتنافس الأوروبي حول إفريقيا وثرواتها، وكان للجرائد المصرية نصيب الأسد في تقديم خدمة صحفية محترفة تنازع صحف الغرب، من ناحية التقريرات والحملات الصحفية، وإبراز جميع وجهات النظر المختلفة، وكيفية صياغة الخبر الصحفي، مع الاستفادة من التقاليد الصحفية الفرنسية التي تبيح للصحف الطعنَ في الشخص العام بشرط أن تقدِّمَ الدليلَ على صحة الوقائع المسندة إليه، وأيضًا الاستفادة من القانون الإنجليزي الذي يبيح للصحف الطعنَ في الموظف العمومي أو السلطة، ما دام الهدف من ذلك هو تحقيق الصالح العام.

 

14- تعد الصحافة المصرية في القرن التاسع عشر هي نواة الصحافة المصرية الحالية، وبدايات تميزها اجتماعيًّا لتبنيها موقف القضايا الوطنية والرأي العام، مع محاولتها توجيهَ الرأي العام للتحرك على أرض الواقع لخلق حلول للأزمات الطارئة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب (الشرك بالله تعالى أنواعه وأحكامه)
  • عرض كتاب (التجديد في الفكر الإسلامي)
  • عرض كتاب: المستشرقون الألمان النشوء والتأثير والمصائر
  • عرض كتاب: من معارك المسلمين في رمضان
  • عرض كتاب: صفحات من سيرة العلامة المربي عبدالرحمن الباني
  • عرض كتاب: الخلع بطلب الزوجة لعدم الوئام مع زوجها
  • عرض كتاب: الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام
  • تعارض البينات القضائية وأثره في الفقه الإسلامي لناصر مريواني
  • أحكام الوطء لمحمد بن يحيى بن سراقة العامري

مختارات من الشبكة

  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هذا كتابي فليرني أحدكم كتابه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الأصول في النحو(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • روسيا: تغريم محل لبيع الكتب لعرضه كتاب حصن المسلم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرض كتاب : الكتب الممنوعة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • شرح كتاب الصيام من كتاب العمدة في الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي (600 هـ) (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- شراء الكتاب
Asmaa - egypte 30-01-2015 09:45 PM

من أين أشتري هذا الكتاب؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب