• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب : القاضي الجرجاني

عرض كتاب : القاضي الجرجاني
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/4/2014 ميلادي - 9/6/1435 هجري

الزيارات: 81293

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب: القاضي الجرجاني

 

• اسم الكتاب: القاضي الجرجاني.

• المؤلف: د. أحمد أحمد بدوي.

• سنة النشر: 1980 م.

• دار النشر: دار المعارف - مصر.

• الطبعة: الثانية.

• صفحات الكتاب: 120.

 


يقولونَ لي فيك انقباضٌ وإنَّما
رأَوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أَحجَمَا
أرَى الناسَ مَن داناهُمُ هان عندهم
ومَن أكرَمتْه عزةُ النفسِ أُكرِمَا
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا
بدا طَمَعٌ صَيَّرْتُه ليَ سُلَّما
وما زلتُ مُنحازًا بعِرْضيَ جانبًا
من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملُ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يَشينُها
مخافةَ أقوال العِدا فيمَ أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مُسلَّمًا
وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أَبِتْ
أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفوًا قَبِلتُه
وإن مَالَ لم أُتْبِعهُ هَلاَّ وليتَما

 

بهذه الأبيات الرائقة يَصِف القاضي الجُرْجَانِيُّ شخصيتَه المترفِّعة المعتزَّة بالعلم، وهو في هذه الأبيات يُبيِّن لأهل عصره - ولنا فيما بَعْدُ - سِرَّ انقباضه عن الناس واعتزالهم، فمفتاح شخصية "الجرجاني" و"سيكولوجيته"، يُبرِز لنا في تَسلسُل سيرة حياة "علي بن عبدالعزيز" المعروف بالقاضي الجرجاني؛ والذي استمدَّ لقبَه الذي اشتهر به وصار دالاًّ عليه من ولايته القضاء لبلده "جُرجان"، وهذا الكتاب الممتِع المختصَر الذي وضعه د. "أحمد أحمد بدوي" عن القاضي الجرجاني، ومكانته الأدبية، وأثره بين أدباء وفقهاء عصره - يُبرِز لنا جوانبَ أخرى من شخصية ذلك العَلَم الفريد، الذي برز في القرن الرابع الهجري.

 

وهذا الكتاب يُعَد من أدب "السِّير والتراجم" الصادر ضمن سلسلة "نوابغ الفِكْر العربي"، عن دار المعارف، وهي سلسلة تهتم بتقديم صورة حيَّة لأهم الجوانب الفكرية والتاريخية الحياتية للمُفكِّر المترجَم له، وإبراز جوانب من مواطن عبقريَّته وتَفرُّده بين أبناء عصره، وريادته الفكرية في عهده، وفي هذه الدراسة يُقدِّم المؤلف ترجمةً تاريخيَّة صادقة لسيرة القاضي الجرجاني، وعصره، وجوانب من تميُّز القاضي الجرجاني الفكري، والذي بان في مؤلَّفه الفريد "الوساطة بين المتنبي وخصومه"، والذي وضع فيه أهمَّ آرائه الفكرية والتحليلية في مجال النقد الأدبي، وكان سببًا في ذيوع أسلوبه وطريقته النقدية وشهرته، وتأثُّر كثير من أبناء عصره بهذه النظرية العقلانية المحايدة، والتي بانت في الكتاب من خلال تحليله ونقده لأشعار أبي الطيب المتنبي.

 

يقول د. "أحمد أحمد بدوي" واصفًا "الجرجاني" وثقافته:

"فإذا نحن عرفنا أن القاضي الجرجاني ألَّف في التفسير والتاريخ والفقه والنقد، وله شعر ورسائل، استطعنا أن نَستنبِط ما أفاده في هذه الرحلات من ثقافة واسعة في الشريعة والأدب، وكتابه "الوساطة" يَدل على اطلاع واسع على دواوين الشعراء السابقين، وعلم غزير باللغة، ومعرفة بالغريب، ومقدرة على فَهْم معاني الشعر، وتَمكُّنٍ من النحو والعروض، واتصال وثيق بما كتبه النقاد من قبل.

 

والراجح عندي أن ثقافة القاضي الجرجاني كانت عربية خالصة، لم يتَّصِل فيها بالنقد اليوناني، وربما يكون قد ألمَّ ببعض نواحي الفلسفة اليونانية، مما مكَّنه من معالجة الشعر الفلسفي للمتنبي"؛ ص: 26.

 

ود. "أحمد أحمد بدوي" حاز على شهادة الدكتوراه من كلية دار العلوم في أدب العصور الوسطى الإسلامية، فعمِل مدرسًا بكلية دار العلوم وترقَّى حتى أصبح أستاذًا للنقد الأدبي القديم، ثم وكيلاً لها.

 

وكان عضو جماعة الأدب المصري، وسكرتيرها، وله مؤلفات عدة، منها في الأدب وتاريخه:

• نفس تَحطَّمت (مسرحية من خمسة فصول).

• أسر لويس التاسع (مسرحية من أربعة فصول).

• أثر الثورة المصرية في الشعر المعاصر.

• شوقي في الأندلس.

 

وله مؤلفات في النقد الأدبي، منها:

• من النقد والأدب - مكتبة نهضة مصر بالفجالة - القاهرة 1960.

• من بلاغة القرآن - مكتبة نهضة مصر بالفجالة - القاهرة.

• أسس النقد الأدبي عند العرب - مكتبة نهضة مصر بالفجالة - القاهرة.

• شعر الثورة في الميزان - مكتبة نهضة مصر بالفجالة - القاهرة.

• الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية بمصر والشام.

 

وله عدد من التراجم، منها:

• رفاعة رافع الطهطاوي - لجنة البيان العربي - القاهرة 1950.

• مع الصحفي المكافح أحمد حلمي - مكتبة نهضة مصر - القاهرة 1957.

• صلاح الدين الأيوبي بين شعراء عصره وكتابه - دار القلم - القاهرة.

• حياة البحتري وفنه - مطبعة لجنة البيان العربي - القاهرة 1956.

• ديوان المتنبي في العالم العربي وعند المستشرقين - مكتبة نهضة مصر بالفجالة.

 

وصف الدراسة:

وضع الكاتبُ دراستَه في أربعة فصول، تناوَل فيها سيرةً مُختصَرة لحياة الجرجاني وأثره في عصره، وبعضًا من جوانب أدب القاضي الجرجاني، ونظراته النقدية من خلال ما ضمَّنه كتابه "الوساطة"، إلى جانب أنه ضمَّن كتابه مختاراتٍ كاملةً من آثار القاضي الجرجاني ومقتبسات من أدبه؛ للإشارة إلى نِتاجه الفكري الرائد في وقته، وتأثُّر كثير من أدباء عصره بما جاء في كتبه من آراء.. وجاءت عناوين تلك الفصول على النحو التالي:

الفصل الأول: عصر القاضي الجرجاني.

الفصل الثاني: القاضي الجرجاني في عصره.

الفصل الثالث: جوانب القاضي الجرجاني.

الفصل الرابع: منتخبات من آثار الجرجاني.

 

تناول الفصل الأول - بعُنوان: "عصر القاضي الجرجاني" - وصفًا للعصر الذي ظهر فيه "القاضي الجرجاني"؛ تمهيدًا لسيرة المترجَم له، حيث تناول الحياة السياسية في عهد القاضي الجرجاني؛ حيث وصلت الدولة العباسية إلى أَوْج ضَعْفها أواخر القرن الثالث، وكان خلفاؤها مجموعة من الحكام الضِّعاف الذين أسلموا أمرهم لوزرائهم من التُّرك والدَّيْلَم، الذين كانوا يقومون بالتحكم في مقاليد الخلافة ومصادرة أموال الناس، ويَعْدون بعضهم على بعض؛ مما ساءت معه أحوال دولة الخلافة، وسرعان ما طمِع العمال والولاة في التحكم بأطرافها، فاستقل العلويون بإفريقية، واستقرَّت في مدينة "المهدية"، وجعلت همَّها السيطرة على مصر، وفي البحرين اتَّسَع سلطان "القرامطة"، وفي خُراسان وما وراء النهر تَملَّك السامانيون، وفي الموصل ابتدأت دولة الحمدانيين، ولما رأى "عبدالرحمن الناصر" بالأندلس انحطاطَ شأن الخلافة العباسية سمَّى نفسَه: أمير المؤمنين.

 

بينما استأسد الروم على المسلمين؛ نتيجة خلافاتهم الداخلية، وأغاروا على العديد من الممالك الإسلامية، واستولوا عليها في بلاد الشام والجزيرة.

 

واستمرَّت أحوال الخلافة في شرِّ حال، يعدو كلُّ خليفة على مَن قبله من بيت الخلافة، ويَنزِعه من على عرشه، ويَسمُل عينَه، ويأخذ ماله، وكانت مُعاصرة الجرجاني وقتها لكثيرٍ من الخلفاء العباسيين الذين تَعاقبوا على كرسي الخلافة حتى مات في عهد الخليفة "المقتدر" سنة 392 هـ، وكان لبلدته "جرجان" مكانة كبيرة كإمارة هامة لمن يتغلَّب عليها، وقد يتَّخِذها بعضهم دار مُقامه كما فعل السلطان "مؤيد الدولة البويهي".

 

أما عن الحياة الاجتماعية في العصر الذي عاش فيه الجرجاني، فقد شهِدت تفاوتًا كبيرًا بين الفقراء والأغنياء، فقد كانت الثروة في يد الخليفة والأمراء والوزراء، أما طوائف الشعب، فكانت تُعاني من ضيق العيش، ومصادرات العمال وضرائبهم.

 

وفي ظل هذا التباين، كان العلماء والشعراء والأدباء مُجبرين على الاتصال بواحد من الطبقة العليا؛ ليَضمَن لهم معيشتَهم، حيث يحيا العالِم أو الشاعر في كَنَف الطبقة الحاكمة، وربما اضطر العالِم أو الشاعر لبذل ماء وجهه في سبيل الوصول إلى مَن يرعاه.

 

ونظرًا لسيطرة الترك والديلم على مقاليد الخلافة، وضَعْف الخليفة العباسي؛ انتشرت النزعة الشعوبية؛ حيث اجتهد الفرس في التخلص من سلطان الخلافة العباسية، وقاموا بنشر الخلافات والاضطرابات بين طوائف الشعب، وقاموا بنشر اللغة الفارسية من جديد، ووضع أقاربهم في منافذ الدولة وأجهزتها.

 

أما عن الحياة العقلية في ذلك العهد، فقد ازدهرت الحياة الثقافية رغم ضَعْف الخلافة العباسية، حيث كانت بغداد العاصمة في عصر الوَحدة السياسية تستأثر وحدها تقريبًا بالنصيب الأكبر في النهضة العلمية والأدبية، فلما قامت الدول المقتطَعة من جسم الدولة العباسية كان لكل دولة عاصمتها، وفي كل عاصمة أمير يعمل على أن يَجذِب إلى بلاده النوابغَ في العلم والأدب، فكان ذلك مجالاً لتَفتُّح مواهب كثير من العلماء الذين أتيح لهم الاتصال بهؤلاء الأمراء والوزراء.

 

وكانت "بغداد" و"الري" و"نَيسابور" - وهي بلاد زارها القاضي الجرجاني - من مراكز الحركة العلمية النشيطة في ذلك العصر.

 

وأُتيح لهذا العصر ثلاثة رجال نهضوا بالعلم والأدب نهضة قوية، وأتاحوا للعلماء حياة خِصبة، وهم: "عضد الدولة البويهي"، و"ابن العميد"، و"الصاحب بن عبَّاد".

 

وكان هؤلاء الثلاثة ذوي ذوق واسع في الثقافة والبلاغة، متبحِّرين في العلوم الشرعية واللغوية، وعلى رأسهم "الصاحب بن عباد"، الذي لازمه القاضي الجرجاني.

 

وظهرت كتب في تاريخ الأدب والنقد لا تزال مراجع حية حتى وقتنا هذا؛ مِثل: "الأغاني" للأصفهاني، و"الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء"؛ للمرزباني، وكتاب "الصناعتين" للعسكري.

 

وكانت لقصائد المتنبي أثرٌ كبير في حركة الشعر، حيث كان له خصوم ومؤيدون، وكان من شعراء العصر "الشريف الرضي"، كما ثارت الخصومة أيضًا حول أبي تمام والبُحتري، وكَثُر أتباعهما؛ مما دعا الآمديَّ إلى وضْع كتاب "الموازنة بين الطائيين".

 

وبرز من فلاسفة المسلمين: الكندي، والفارابي، وأبو بكر الرازي.

 

وتنوَّعت الكتابة في ذلك العصر بين: رسائل إخوانيَّة، ورسائل سلطانية، وكتابة تأليف، وإنشاء مقامات.

 

أما الفصل الثاني، فجاء بعنوان: "القاضي الجرجاني في عصره"، فتناول حياة القاضي الجرجاني، حيث كان مولده بجرجان: وهي بلدة فيما بين طبرستان وخراسان، وهي معروفة بالعِلْم والأدب والتحديث، وفي هذه البيئة ظهر "علي بن عبدالعزيز"، وقد اختُلِف في تاريخ ميلاده، فمن قائل: إن تاريخ ولادته سنة تسعين ومائتين، وآخرون يُرجِّحون أنه وُلِد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وتلقَّى تعليمه ببلده جرجان، وكانت أول رحلة له لطلب العلم على ما أرجِّح إلى نيسابور، حيث صحِبه أخوه إليها الذي تكفَّل بتربيته بعد وفاة والده، وكان صغيرًا لم يَبلُغ الحُلُم، وكانت نيسابور وقتها مَنبَع العلماء، حيث سمعا من سائر شيوخ المدينة.

 

وكانت هذه الرحلة حافزًا له لطلب العلم، فمضى يجوب البلادَ الإسلامية في العراق والشام، ويلقى العلماء، ويقول ياقوت: إنه "لقي مشايخ وقته، وعلماء عصره".

 

وكانت لهذه الرحلات أثرها في سَعة عِلْم القاضي الجرجاني؛ حيث ألَّف في التفسير والتاريخ والفقه والنقد، وله شعر ورسائل تَبِين عما اكتسبه في رحلته في طلب العلم.

 

ويقول القاضي الجرجاني عن رحلاته، وتنقُّله في البلاد:

ما لي وما لك يا فِراقُ
أبدًا رحيل وانطلاقُ

 

ورجع القاضي الجرجاني إلى بلدته، حيث استنكف عن الوقوف بأبواب الأمراء والوزراء، فقيَّض الله له الوزيرَ "الصاحب بن عباد" وزير بني بويه، والذي رأى فيه عالمًا أَبِيَّ النفس كبير المنزلة، فولاه قضاء جُرْجان، واتخذه صاحبًا وخدينًا، حيث كثرت بينهما المراسلات وتبادُل القصائد، التي تَنُم عن طول محبة وتواد بينهما.

 

وقد اشتهر القاضي الجرجاني في بلدته، والتزم جانبَ العدالة في الحُكْم بين الناس؛ حتى ذاع ذِكرُه، واشتهر صيته، واعترف له الناس بالفضل، حتى قال القاضي الجرجاني في هذا:

وشيدتُ مجدي بين قومي، فلم أقل
ألا ليت قومي يعلمون صنيعي

 

ثم ولاه "الصاحب بن عباد" قضاءَ "الري"؛ حيث يُقيم الصاحبُ، وقد أراد أن يكون بقربه دومًا، ونجد في الرسالة التي كتبها الصاحب بن عباد إلى "أبي العباس تاش الحاجب"، ما يدل على إعجابه البالغ بالقاضي الجرجاني، بل ووصْفه في رسالته بأنه "من أفراد الدهر في كل قسم من أقسام الأدب والعلم".

 

وترقَّى القاضي الجرجاني إلى أن صار قاضي القضاة بالري، ولم يَعزِله إلا موته.

 

أما بشأن حياته الخاصة، فقد صَمَت التاريخ صمتًا مطبقًا حول حياته الخاصة، فلا يُعلَم شيء عما إذا كان القاضي الجرجاني تزوَّج وأنجب أبناء أم لا، ولم يشتهر له ولد، وربما رحلاته في طلب العلم قد استغرقت شبابَه، ثم استغرقت وظيفةُ القضاء كهولتَه.

 

وتَذكُر الروايات أنه تُوفِّي بنيسابور، ويُجمِع المؤرخون على أن تابوته نُقِل إلى مسقط رأسه جرجان، حيث شيَّعته مدينته تشييعًا حافلاً، وصلى عليه القاضي أبو الحسن عبدالجبار بن أحمد، وحضر جنازته الوزير أبو علي القاسم بن علي بن القاسم وزير مجد الدولة راجلاً.

 

أما صورته الجسمانية والنفسية، فإننا نَلمَح عند مؤرِّخيه إعجابَهم به إعجابًا بلغ بياقوت أن يقول فيه: "إنه أريب كامل".

 

وأما أبرز صفاته، فالذكاء، ومقدرته على التحصيل؛ وقد ذكر الثعالبي أنه اقتبس من أنواع العلوم والآداب ما صار به في العلماء عَلَمًا، وفي الكمال عالمًا، وقال ابن خلِّكان في الحديث عن كتابه الأشهر: "الوساطة": إنه أبان فيه عن فضل غزير، واطلاع كثير، ومادة متوفِّرة.

 

ونجد أنه اشتهر بالعدالة؛ حيث كان حَسَن السيرة في قضائه، صدوقًا، مُتزهِّدًا في الدنيا، عزوفًا عن الناس، ميالاً للانقباض، يقول الجرجاني في شعره:

ما تَطعَّمتُ لذةَ العيش حتى
صِرتُ للبيتِ والكتابِ جليسَا
ليس شيءٌ أعزَّ عندي من العل
مِ فما أبتغي سواه أنيسَا
إنما الذلُّ في مُخالطة النا
س فدَعْهم، وعش عزيزًا رئيسَا

 

أما عن علاقته بعصره، فلم يُشارِك القاضي الجرجاني في سياسة عصره بشيء كبير؛ حيث انكبَّ على تحصيل العلم، وحتى عندما اتصل بالصاحب بن عباد وبعض أمراء عصره، لم يَمْدحهم بشيء يتَّصِل بالسياسة فيما بقي لنا من شعره.

 

ولكنه اتصل اتصالاً وثيقًا بالحياة العلمية في عصره، ويدلنا على ما وصل إليه في عصره من المكانة العلميَّة أن كتابه "الوساطة بين المتنبي وخصومه"، اشتهر في كافة الأمصار، وتَمَّ الإكثار من طلبه ونَسْخه من جانب طلبة العِلْم، وأرسل إليه بعضُ أهل نيسابور ورامهرمز أبياتًا يَمتدِحه فيها على جهده في هذا المؤلَّف النقدي الهام في عهده، والذي حاول فيه الوقوفَ موقفًا محايدًا بين خصوم المتنبي ومحبِّيه، الذين كَثُرت بينهم الخصومات النقدية في أدب المتنبي وشعره، فبينما يراه البعض سارقًا ساقطَ الشعر، مِثْل: الحاتمي والوزير "الصاحب بن عباد" و"العسكري"، كان الصابئ والضبي وأبو بكر الخوارزمي وابن جني شديدي المدافعة والمنافحة عن مَواطِن العبقرية في شعر المتنبي ويتحمَّسون له، وهنا يقف القاضي الجرجاني موقف الوساطة بين أدباء عصره، ويُبيِّن رأيه النقدي النزيه في شعر المتنبي وأهم مزاياه وعيوبه.

 

وجاء الفصل الثالث بعنوان: "جوانب القاضي الجرجاني"؛ حيث تناوَل الكاتبُ آثار ومؤلفات القاضي الجرجاني؛ حيث إن ما وصل لنا من مؤلفاته أو ما ذُكِر منها سبعة مؤلفات، لم يَصِل لنا منها إلا مؤلَّفه الأشهر "الوساطة بين المتنبي وخصومه"، أما ما ذُكِر في كُتب المتأخرين من مؤلفاته الناقصة، فهي: "كتاب تفسير القرآن المجيد" و"كتاب في الوكالة" وكتاب "تهذيب التاريخ" وكتاب "الأنساب"، هذا إلى جانب ديوان شعر أثْبته له ابن خلِّكان والسُّبكي، وقد ضاع الكثير من شعره، وما بقي لنا منه قليلٌ لا يكاد يكون ديوانًا صغيرًا.

 

والناظر لأسلوب القاضي الجرجاني فيما تبقى من كتبه، يرى أن القاضي الجرجاني تأنَّق في صياغة كتبه، وكان يقف أمام الروايات يَدرُسها ويختار أصحَّها، ويُبيِّن صوابَها من سقيمها.

 

أما كتابه "الوساطة"، فبيَّن القاضي فيه موقفه من قضايا نقدية كثيرة في غضون بيانه لميزات ومثالب شعر أبي الطيب المتنبي، وبانت فيه كثيرٌ من دُربته النقدية واللُّغوية ومعرفته واطلاعه على العديد من دواوين شعر العرب.

 

يقول الجرجاني في بداية كتاب الوساطة: "وما زلتُ أرى أهلَ الأدب - منذ ألحقتْني الرغبةُ بجملتهم، ووصلَت العنايةُ بيني وبينهم - في أبي الطيب أحمد بنِ الحسين المتنبي فئتين: من مُطنِب في تقريظه، مُنقطِع إليه بجملته، مُنحطٍّ في هواه بلسانه وقلبه، يلتقي مناقِبَه إذا ذُكِرت بالتعظيم، ويُشيع محاسنَه إذا حُكيت بالتفخيم، ويُعجَب ويُعيد ويُكرِّر، ويميل على مَن عابه بالزِّراية والتقصير، ويتناول من يَنقُصه بالاستحقار والتجهيل؛ فإن عثَر على بيت مختلِّ النظام، أو نَبِه على لفظٍ ناقص عن التمام، التزم من نُصْرة خطئه، وتحسين زلَله، ما يُزيله عن موقف المعتذِر، ويتجاوز به مقام المُنتصِر، وعائبٍ يروم إزالتَه عن رُتبته، فلم يُسلِّم له فضلَه، ويحاول حطَّه عن منزلةٍ بوَّأه إياها أدبُه؛ فهو يجتهدُ في إخفاء فضائله، وإظهار مَعايبه، وتتبُّع سقطاتِه، وإذاعة غَفلاته.

 

وكلا الفريقين إما ظالمٌ له أو للأدب فيه، وكما أن الانتصار جانبٌ من العدْل لا يَسُده الاعتذار؛ فكذلك الاعتذار جانب هو أَوْلى به من الانتصار، ومَن لم يفرِّق بينهما وقفت به المَلامةُ بين تفريط المقصِّر، وإسراف المُفرِط؛ وقد جعل الله لكل شيء قدْرًا، وأقام بين كل حديث فصْلاً؛ وليس يُطالَب البَشر بما ليس في طَبْع البشر، ولا يُلتَمس عند الآدميِّ إلا ما كان من طبيعة ولدِ آدم؛ وإذا كانت الخِلْقة مبنيةً على السهو وممزوجة بالنسيان؛ فاستسقاط من عزَّ حالُه حيْف، والتحامُل على من وُجِّه إليه ظُلْم".

 

ومن أهم آراء الجرجاني في النقد والتي ذكرها في كتابه "الوساطة" أن أهم الخصائص التي لا بد منها لإنتاج الشعر: الطَّبْع والذكاء والرواية، ثم تكون الدُّربة قوةً لموهبة الشاعر الفطرية.

 

ويرى الجرجاني أن الرواية والدربة تَحصُل بمخالطة النصوص الأدبية، حتى عدَّها ابن خلدون العنصر الأساسي لتكوين مَلَكة البلاغة.

 

أما رِقَّة الشعر وصلابته، فمرجعها ثلاثة أمور: اختلاف الطبائع وتركيب الخَلْق، والبداوة، والغرض الشعري؛ فكثيرًا ما نُلاحِظ أن رِقَّة الشعر أكثر ما تأتي من قِبَل "العاشق المتيَّم، والغَزِل المتهالِك".

 

أما عن المَثَل الأعلى للشعر في نظر القاضي الجرجاني، فيراها تتحقَّق بصفات تكون في اللفظ والأسلوب، وصفات يتَّسِم بها المعنى؛ حيث يُنبِّه الجرجاني على أن الشعر يجب ألا يكون مبتذَلاً، وأن يكون إنسانيًّا يجري على الألسن مثلاً وحكمة، مصيبًا في الوصف، مُقارِبًا في التشبيه.

 

ويرى الجرجاني أن ما يَقصِده بالمعنى الإنساني هو الذي يجد فيه الناس صدى لما يجول في نفوسهم، ومُعبِّرًا عما يشعرون به؛ غير أنه لا ينبغي أن يَغُضَّ المعنى من شأن الشعر إذا لم يكن دينيًّا؛ "فلو كانت الديانة عارًا على الشعر، وكان سوء الاعتقاد سببًا لتأخر الشاعر، لوجب أن يُمحى اسمُ أبي نواس من الدواوين، ويُحذَف ذِكْره إذا عُدَّت الطبقات، ولكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ومن تَشْهد الأمة عليه بالكفر، ولوجب أن يكون كعب بن زهير وابن الزِّبَعْرَى وأضرابُهما ممن تناول رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعاب من أصحابه بُكْمًا خُرْسًا، وبكاء مفحمين؛ ولكنَّ الأمرين متباينان، والدين بمَعزِل عن الشعر".

 

أما المعاني البلاغيَّة، فلا يَقبَل فيها الجرجاني الإفراطَ، ويراها مَنقَصة ذليلة، ويرى الجرجاني أن مِلاك الاستعارة تقريب الشَّبه، ومناسبة المستعار له للمستعار منه.

 

ويعيب القاضي على أبي تَمَّام أنه هو الذي أخرج الاستعارة عن نَهْج الاقتصاد الذي كان يجري عليه الشعراء قبله.

 

ويرى القاضي الجرجاني أن أسلوب الكاتب هو مَحَطُّ التذوق، وأثره القوي في النفس له قيمة كبيرة في تقدير قيمة الشاعر، يقول الجرجاني: وإذا أردتَ أن تعرف موقعَ اللفظ الرشيق من القلب، وعِظَم غَنائه في تحسين الشعر، فتصفَّح شعرَ جرير وذي الرُّمة في القدماء، والبحتري في المتأخرين، وتتبَّع نسيب متيَّمي العرب، ومتغزِّلي أهل الحجاز؛ كعمر، وكُثيِّر، وجميل، ونُصَيب، وأضرابهم، وقِسْهم بمَن هو أجود منهم شعرًا، وأفصح لفظًا وسبكًا؛ ثم انظر واحكم وأنْصِف، ودعْني من قولك: هل زاد على كذا! وهل قال إلا ما قاله فلان؟! فإن روعة اللفظ تَسبِق بك إلى الحُكْم، وإنما تُفضي إلى المعنى عند التفتيش والكشف".

 

وللقاضي الجرجاني رأي في القصيدة المُثْلى، فهي التي ترى فيها "وإنما أثبتُّ لك القصيدة بكمالها، ونسختُها على هيئتها؛ لترى تناسُبَ أبياتها وازدواجَها، وسواء أطرافها واشتباهها، وملاءمةَ بعضها لبعض، مع كثرة التصرف على اختلاف المعاني والأغراض".

 

وللقاضي الجرجاني رأي في باب السرقة في الشعر، حيث يرى أن الأمور المتقرِّرة في النفوس كتشبيه الحُسن بالشمس والبَدْر، لا سرقة فيها؛ لأنها مشترك عام الشركة، وإذا كان المعنى مُبتدَعًا لكنه ذاع واشتهر، فلا يُعَد مسروقًا كذلك؛ لأنه استفاض على ألسن الشعراء؛ كتشبيه الفتاة بالغزال في جِيدها وعينيها.

 

أما تَفاضُل الشعراء بزيادة يهتدي إليها أحدُهم، حيث يُريك المشترَك المبتذَل في صورة المبتدَع المخترَع، فبهذه الزيادة يصبح مِلْكًا لصاحبه، فإذا أخذ منه عُدَّ مسروقًا.

 

أما إذا أخذ الشاعر معنى لغيره فزاد عليه زيادة حسنة أو اختصره في صورة جميلة قوية، فلا عيبَ عليه في ذلك، وعلى هذا سار معظم الشعراء.

 

والعيب - عند الجرجاني - في نقْل المعنى والكثير من الألفاظ.

 

أما أسلوب القاضي الجرجاني - ذاته - فاعتمد على الاسترسال مع الطَّبْع على نثره دون تقيُّدٍ بالسجع أو المحسنات اللفظية، اللهم إلا ما استلزمه القلم في بعض الأحيان، والذي جاء عفو الخاطر.

 

أما منهجه في كتاب "الوساطة"، فقد وضعه في مقالة واحدة لا أبواب فيها ولا فصول، بدأها بالحديث عن التفاضل وأنه داعية التنافس، وسبب الحسد، مع أنه يجب على العلماء أن يتواصلوا ويَعدِلوا في أحكامهم، ثم ذكر موقفَ أهل الأدب من المتنبي؛ حاسِديه ومُقرِّظيه، فمقرِّظوه لا يعترفون له بغَلَط، وحاسِدوه يُبالِغون في إظهار عيوبه، رغم أن لكل شاعر غَلْطة، وهنا يُورِد عددًا من أغاليط الشعراء.

 

ثم يتحدَّث بعد ذلك عن الشعر، وكيف يتفاوت الشعراء في الجودة والإحسان، ثم يَصِف الأسلوب الممتاز عنده ويُورِد أمثلة، وهو بهذا الأسلوب يعد كتابَه "الوساطة" من أهم الكتب النقدية التي أصَّلت للمنهج الأدبي عند الشعراء، ثم يتحدَّث عما يَرِد في الأسلوب من ألوان البديع، ويَسترسِل في ذِكْر أنواع من المحسنات البديعية، والمقارنة بينها من خلال أمثلة من دواوين الشعراء.

 

وكل هذه مقدمات مهَّد بها لحديثه الرئيسي عن المتنبي وخصومه، وعن منهج المتنبي في شعره!

 

أما الجرجاني أديبًا، فقد بان هذا من خلال شعره، حيث اشتهرت له عديد من الأبيات الرائقة والقصائد متوسطة الطول، وأطول ما بقي له قصيدة تَبلُغ خمسة وثلاثين بيتًا، التي بان فيها رقة أسلوبه، ورَهافة نفسه، حيث كان مثله الأعلى في الشعر أن يجمع بين أبي تمام والبحتري، فيأخذ من الأول دقة المعنى، ومن الثاني السهولة والرقة.

 

ويُعلِّق "السبكي" على قصيدته الرائعة "يقولون لي: فيك انقباض..."، فيقول: "لله دَرُّ هذا الشعر ما أبلغه وأصنعه، وما أعلى على هام الجوزاء موضعه! وما أنفعه، لو سمعه من سمعه! وهكذا فليكن، وإلا فلا، أدب كل فقيه، ولمِثْل هذا الناظم يَحسُن النظم الذي لا نظير له ولا شبيه، على هذا ينطق المُنصِف بعظيم الثناء على ذهنه الخالص لا بالتنويه".

 

يقول الجرجاني:

قل لِلسَّقَام الذي بِنَاظِرِه
دَعْهُ، وَأَشْرِكْ حَشَاي في سَقَمِهْ
كل غَرَامٍ تُخَافُ فِتْنَتُهُ
فَبَيْنَ ألحاظِهِ ومُبْتَسَمِهْ

 

ويقول:

من ذا الغزالُ الفاتنُ الطَّرْفِ
الكاملُ البهجةِ والظرْفِ
ما بالُ عينَيهِ وألحاظِهِ
دائبةً تعملُ في حتْفي
واهًا لِذَاكَ الوردِ في خدِّهِ
لو لم يكنْ ممتنعَ القَطْفِ
أشكو إلى قلبكَ يا سيدي
ما يشتكي قلبي من طرفي

 

وله في الشوق إلى صاحب له في بغداد:

بجانب الكرخ من بغداد لي سكنٌ
لولا التجمُّلُ ما أنفكُّ أندُبُهُ
وصاحب ما صحبتُ الصبر مُذْ بعُدتْ
ديارُهُ، وأراني لستُ أصحبُهُ
في كلِّ يوم لعيني ما يُؤَرِّقُهَا
من ذِكْرِه، ولقلبي ما يُعَذِّبُهُ

 

أما عن منزلة القاضي الجرجاني، فقد بانت في امتداد أثر نظرته النقدية لكثير من العلماء الذين جاؤوا من بعده، ومن أشهرهم تلميذه "عبدالقاهر الجرجاني"، والذي اقتفى أثرَ كثير من آرائه في مؤلفاته، حيث أخذ "عبدالقاهر" في رؤيته للسرقة الشعرية، ومتى تكون مَعيبة ومتى لا تعيب شعر الشاعر إذا أضاف إليها معنى جديدًا أو وشيًا أفضل.

 

وكذلك نقل "عبدالقاهر الجرجاني" في كتابه: "دلائل الإعجاز" ما عرَّف به القاضي الجرجاني الاستعارة القوية وأهميتها البلاغية، كما تناول ما فرَّق به القاضي الجرجاني بين التشبيه والاستعارة.

 

وكذلك "ابن رشيق" رأى ما رآه القاضي الجرجاني من أن الشعر عِلْم من علوم العرب يشترك فيه الطَّبْع والرواية والذكاء، ثم تكون الدُّربة مادة له.

 

أما "ابن الأثير"، فأخذ رأي القاضي الجرجاني أن صناعة تأليف الكلام من المنظوم والمنثور تفتقر إلى آلات كثيرة، ومِلاك هذا كله الطبع.

 

وتأثَّر "ابن خلدون" برأي الجرجاني بأثر الدربة في الإنتاج الأدبي، أما مَن تأثَّر به في رأيه عن المتنبي، ومذهبه المعتدل في الموازنة بين مزايا الشاعر ونقائصه، فكثير، منهم: "الثعالبي" صاحب "يتيمة الدهر"، و"أبو سعيد محمد بن أحمد العميدي"، و"يوسف البديعي" صاحب "الصبح المنبي، عن حيثية المتنبي"، وقد صار للقاضي الجرجاني مكانة عالية في النقد الأدبي بكتابه "الوساطة" وأحكامه الأدبية فيه.

 

أما الفصل الرابع، فتناول نماذج ومنتخبات من آثار القاضي الجرجاني، فتناول نماذج من نظراته النقدية، ومختارات من أشعاره المتفرِّقة، وجزءًا من كتابه "تهذيب التاريخ"، أثْبته له الثعالبي في كتابه "يتيمة الدهر".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
  • عرض كتاب : الكتب الممنوعة
  • اقرأ .. كيف تجعل القراءة جزءا من حياتك ( عرض كتاب )
  • عرض كتاب : تلاقي الأكفاء
  • عرض كتاب : دراسات في الطفولة
  • تعارض البينات القضائية وأثره في الفقه الإسلامي لناصر مريواني
  • أبوبكر الصديق في القرآن الكريم لعبدالعزيز بن أحمد الحميدي
  • عرض كتاب: (قرائن ترجيح التعديل والتجريح)

مختارات من الشبكة

  • منح الغفار بشرح تنوير الأبصار: باب القاضي إلى القاضي وغيره إلى آخر الشهادات (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • كتاب العصا للأمير أسامة بن منقذ تحقيق محمد بن يوسف القاضي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نقل نادر من كتاب "القول المبين في ترجمة القاضي عضد الدين" المفقود للسخاوي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • اختيارات الإمام القاضي أبي يعلى الفراء في الجنايات من خلال كتابه الروايتين والوجهين(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • قراءة في كتاب: القاضي إياس بن معاوية والقضاء بالفراسة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تدهور منصب القاضي في العصر المملوكي "السفطي نموذجا"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قضاء القاضي بعلمه(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب