• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

نظرات في اصطلاح المصباح المنير للفيومي

نظرات في اصطلاح المصباح المنير للفيومي
أبو مالك العوضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/3/2013 ميلادي - 9/5/1434 هجري

الزيارات: 28648

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظرات في اصطلاح المصباح المنير للفيومي


من المعجمات المشهورة المختصرة "مختار الصحاح"؛ لأبي بكر بن عبدالقادر الرازي، و"المصباح المنير"؛ لأبي العباس الفيومي، والأول أشهر عند الحنفية، والثاني أشهر عند الشافعية، وإن كان كلٌّ منهما يتميَّز بمزايا ليست في الآخر.

 

وقد لَقِيَ "المصباح المنير" القَبول عند كثير من أهل العلم، فكَثُر تداوله والنقل عنه، وممن نقل عنه من أهل العلم: المُناوي في "فيض القدير"، والزبيدي في "تاج العروس"، والبغدادي في "خزانة الأدب"، وابن عابدين في "حاشيته"، وقد أكثروا من النقل عنه.

 

ونقل عنه آخرون ولم يكثروا؛ كالمباركفوري في "تحفة الأحوذي"، والزرقاني في "شرح الموطأ"، والقاري في "مرقاة المفاتيح"، والبجيرمي في "حاشيته"، والشرواني في "حاشيته"، وغيرهم.

 

وصاحب "كشاف القناع" ينقل عنه وهو حنبلي، وصاحب "البحر الرائق" ينقل عنه وهو حنفي، وصاحب "منح الجليل" ينقل عنه وهو مالكي، هذا فضلاً عن الشافعية، فقد أكثروا من النقل عنه.

 

فنلاحظ أنَّ أهل العلم - على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وبلدانهم - قد نقلوا عنه - رحمة الله على الجميع.

 

أما النسخ الإلكترونية من "المصباح المنير"، فقد وقعت فيها أغلاط طباعية تحتاج لتحرير؛ فالنسخة التي في المكتبة الشاملة - وهي مماثلة لنسخة موقع مشكاة، ومماثلة أيضًا لنسخة موقع الإسلام - قد وقع فيها تحريف اسم "المرزوقي" إلى "السيوطي" في عدة مواضع، والسيوطي أصلاً متأخِّر عن الفيومي بنحو مائة وأربعين سنة!

 

وأما ترتيب "المصباح المنير"، فعلى أوائل الكلمات، ثم ما يليها وهكذا، وهذا الترتيب قليل عند أصحاب المعجمات، ومثله في ذلك "أساس البلاغة" للزمخشري، وأما "مختار الصحاح، فهو مرتَّب كأصله "الصحاح" على أواخر الكلمات، ثم على أوائلها، ثم على أواسطها، ولكن لما طبعه "محمود خاطر"؛ ليدرَّس لطلبة المدارس رتَّبه على أوائل الكلمات، وحذف منه ما يخدش الحياء من الألفاظ، كمثل ما يتعلَّق بالجِماع والزنا، ونحو ذلك، وزاد عليه بعض الإحالات التي تيسِّر البحث، ولم يسلم "المصباح المنير" أيضًا من مثل هذا الصنيع، فقد طبع طبعة قُررت على المدارس المصرية، وحُذف منه ما شابه ذلك، ولكنك قد تجد في الأسواق طبعة صحيحة "للمصباح"، أما "مختار الصحاح" فلا تجد الطبعة الصحيحة في الأسواق نهائيًّا، وأنا عندي منه طبعة قديمة منذ نحو مائة سنة تقريبًا فيها هذا المحذوف، ولكنها طبعة غير مضبوطة، فالاستفادة منها قليلة.

 

ومما يدلُّ على ذلك ما تراه كثيرًا في "مختار الصحاح" من قوله: "سيأتي"، ويكون قد سبق، أو يقول: "سبق"، وهو سيأتي.

 

وكذلك "لسان العرب" مرتَّب على أواخر الكلمات مثل "صحاح الجوهري"، ولكن المحققين في دار المعارف غيَّروا هذا الترتيب؛ ليوافق طريقة "المصباح المنير"، وهذا أكبر انتقاد وُجِّه لهذه الطبعة، وإلا فهي أفضل طبعات "لسان العرب" فيما أرى، وسوف نستعرض معًا مقدمة الفيومي، ونعلق عليها بما يكشف عن مراد المؤلِّف.

 

قال الفيومي - رحمه الله -:

"وَقَيَّدْتُ مَا يَحْتَاجُ إلَى تَقْيِيدٍ بِأَلْفَاظٍ مَشْهُورَةِ البِنَاءِ؛ فَقُلْتُ: مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ، وَقُفْلٍ وَأَقْفَالٍ، وَحِمْلٍ وَأَحْمَالٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ".

 

قلت: المؤلِّف - رحمه الله - طريقته في التقييد بالألفاظ أنه لا يلتزم الأصول الصرفية المعروفة؛ وإنما يريد التنبيه على مواضع الحركات؛ من فتحٍ، وضمٍّ، وكسر، وسكون، كقوله مثلاً: "مَخْلَد وزان جعفر"، و"خِرْوَع وزان مِقوَد"، و"مَجَانّ مثل دَوَاب"، مع أن مَجَان على وزن مفاعل، ودواب على وزن فواعل، ولكنه يريد المقابلة بين الحركات، وليس الوزن الصرفي.

 

وهذا الأمر - أعني التمثيل بما يتشابه في الحركات دون الوزن الصرفي - كثير عند علماء اللغة الذين تخصصوا في نقل اللغة، ولم يشتغلوا كثيرًا بالنحو والصرف، وقد أنكر عليهم بعضُ الناس ذلك، وعدَّه من الجهل بعلم الصرف، وما هو إلا كما وصفنا، فليس جهلاً؛ وإنما هو من التسمُّح، والتسمُّح كثير عند المتقدمين، ومن هؤلاء المنكَر عليهم أبو بكر ابن دريد في "الجمهرة"، ومن المنكِرين أبو الحسن ابن سيده.

 

وأحيانًا يقول الفيومي مثلاً: "يصير من باب درهم"، ويقصد أنه يصير ملحقًا بهذا الوزن؛ أي: بكسر الأول، وسكون الثاني، وفتح الثالث.

 

وتجد مثلاً عند ابن دريد التمثيل بما يقارب، مثل: "يستعور" بوزن "يفتعول"، أو "فعللول"، فمُراد هؤلاء العلماء تقريب اللفظ بالحركات في الكلمات المشهورة.

 

وابن قتيبة قد ذكر شيئًا من ذلك في "أدب الكاتب"، فقال بوزن فَعُول، واعترض عليه ابن السِّيد البَطَلْيَوْسي بأن ذلك خطأ؛ ثم حاول توجيه الكلام بأن الصواب بوزن مَفُول، وكلام البطليوسي له وجه من الصحة، ولكن كلام ابن قتيبة حتى لو كان على ظاهره، له أيضًا وجه من الصحة، بناءً على ما قدمنا ذكره من أن المراد الحركات، وليس الأصالة والزيادة.

 

وأما الأوزان التي ذكرها الفيومي، فنلاحظ أنه يختار الأمثلة الواضحة التي لا تشتبه، وهذا هو المنهج الصحيح، والمهيع المطلوب في كُتب أهل العلم، وخاصة ما وضع للشداة والطلاب المبتدئين، ولذلك انتشر كتابه ولَقِي القَبول عند أهل العلم.

 

والتمثيل عنده قسمان: قسم لبيان وزن الكلمة، وقسم لبيان نظير الكلمة من المفرد والجمع؛ فالأول كثير جدًّا، ومثاله:

♦ وزان رسول.

♦ وزان كتاب.

♦ وزان عبيد.

♦ وزان جعفر.

♦ وزان غراب.

♦ وزان قصبة.

♦ وزان غُرفة.

♦ وزان باب "كما قال في كلمتي حاذ، وباز".

 

والثاني كثير، ولكنه أقل من الأول، ومثاله:

♦ فلس وفلوس.

♦ سبب وأسباب.

♦ حِمل وأحمال.

♦ قفل وأقفال.

♦ جبل وأجبل.

♦ جبل وجبال.

♦ رسول ورسل.

 

قال الفيومي: "وَفِي الأَفْعَالِ؛ مِثْلُ: ضَرَبَ يَضْرِبُ، أَوْ مِنْ بَابِ قَتَلَ، وَشِبْهِ ذَلِكَ".

 

قلت: هنا يبيِّن الفيومي - رحمه الله - منهجه في ذكر تصاريف الأفعال؛ لأنها غالبًا تكون سماعية لا تندرج تحت قياس، والضبط بالشكل مما يدخله خللٌ كثير؛ ولذلك حرَص كثيرٌ من أهل اللغة على الضبط بالمثال، ولكن القليل منهم من يبيِّن منهجه في ذلك في مقدمة كتابه، ومن أحسن مَن فعل ذلك صاحبُ "مختار الصحاح"، فقد بيَّن منهجه أفضلَ بيان في مقدمته، وسار عليه سيرًا دقيقًا لا يختلُّ فيما رأيت.

 

أما الفيومي - رحمه الله - فقد سار أيضًا على نحو ذلك، ولكن دخله قصورٌ يسير من جهتين:

الأولى: أنه لم يبيِّن جميعَ الأوزان التي استعملها في كتابه؛ ليستحضرها القارئ، ويتصور الأمر قبل الدخول فيه.

 

الثانية: أنه أحيانًا يمثِّل للوزن الواحد بتمثيلين، وأحيانًا يمثل لوزنين متشابهين بتمثيل واحد، كما سيأتي ذكره.

 

ولذلك أحببت أن أحصر الأوزان التي استعملها وأذكرها، وأقابل بينها وبين صنيع صاحب "المختار"؛ حتى يظهر هذا الأمر جليًّا واضحًا، ولم أقف على مَن تكلَّم على هذا الأمر من قبل، مع أنه شديد الأهمية، فالحمد لله على توفيقه.

 

فنقول وبالله التوفيق: أحيانًا يستعمل الفيومي التمثيل بقوله "من باب كذا"، وأحيانًا "وزان كذا"، والأول هو الأكثر في تمثيل الأفعال، والثاني هو الأكثر في تمثيل الأسماء.

 

وأحيانًا تكون الكلمة من بابين، فيقول: "من باب كذا وكذا"، وأحيانًا يقول: "من بابي كذا وكذا"، فهذا يدلُّ على التساوي بين هاتين اللغتين، ويقول: "من باب كذا ومن باب كذا لغة"، يعني أن الأُولى هي المشهورة، أو الأفصح، أو نحو ذلك.

 

والأوزان الثلاثية ثلاثة أقسام في الماضي: مفتوح العين، ومكسور العين، ومضموم العين، وكثرتها في كلام العرب بحسب هذا الترتيب.

 

فأما مفتوح العين في الماضي، فمضارعه ثلاثة أقسام: مكسور، ومضموم، ومفتوح، وكثرتها أيضًا على هذا الترتيب، إلا أنَّ المكسور والمضموم متقاربان.

 

ونحن نعلم أن التمثيل في الأفعال إنما هو لعين الفعل فقط؛ لأن فاء الفعل الماضي الثلاثي دائمًا مفتوحة، ولامه كذلك دائمًا مفتوحة، فما بَقِي إلا عين الفعل.

 

فأما مضموم العين في المضارع:

فالفيومي يستعمل "باب قتل" في الصحيح والمضعَّف والمعتل الآخر، أما صاحب "المختار"، فهو يستعمل "باب نصر" في الصحيح، ويستعمل "باب ردَّ" في المضعَّف، ويستعمل "باب عدا" في المعتل الآخر، وصاحب "المصباح" يقول عن هذه جميعًا: "من باب قتل"، ولكن صاحب "المصباح" يستعمل في المعتل الوسط "باب قال"، وكذلك صاحب "المختار"، فلم يجرِ على نمطه السابق.

 

هذا في المتعدِّي، أما اللازم فيستعمل الفيومي "باب قعد"، وأما صاحب "المختار"، فيستعمل "باب دخل"، ويستعمل الفيومي أيضًا "باب علا"، وأما صاحب "المختار"، فيستعمل "باب سما".

 

وهناك أوزان أخرى يسيرة يستعملها صاحب "المصباح" قليلاً، وأغفلها صاحب "المختار" لقلتها، منها "باب طلب".

 

وأما مفتوح العين في الماضي مكسور العين في المضارع:

فالفيومي يستعمل "باب ضرب"، وكذلك صاحب "المختار"، هذا في المتعدِّي، أما اللازم، فيستعمل الفيومي "باب نزل"، وأما صاحب "المختار"، فيستعمل "باب جلس"، هذا في صحيح الآخر، وأما معتل الآخر، فيستعمل "باب رمى"، وكذلك صاحب "المختار"، وأما معتل العين، فيستعمل صاحب "المصباح" "باب باع"، وكذلك صاحب "المختار"، وأحيانًا يستعمل صاحب "المصباح" "باب سار"، ولا أدري لماذا عدَّد استعماله في هذا الوزن، ولم يظهر لي فرق بين تمثيله بـ"باع" و"سار"؛ وعمومًا فالأول هو الأكثر عنده.

 

وأما مفتوح العين في الماضي مفتوح العين في المضارع:

فالفيومي يستعمل "باب نفع"، وصاحب "المختار" يستعمل "باب قطع" هذا في المتعدِّي، أما اللازم، فليس لصاحب "المصباح" فيه اصطلاح، وصاحب "المختار" يستعمل فيه "باب خضع"، وأحيانًا يعبر صاحب "المصباح" بتعبير غامض قليلاً؛ فهو يقول أحيانا "بفتحتين"، ويَعني بذلك أنه مفتوح العين في الماضي، ومفتوح العين في المضارع كـ"جنح يجنح" و"برع يبرع"، وهذا الاصطلاح يستعمله الفيومي في شيء آخر؛ وذاك في التعبير عن الأسماء المحرَّكة كـ"سَبَب"، و"عَمَل"، و"جَمَل" - كما سيأتي إن شاء الله.

 

أما مكسور العين في الماضي:

فقد نصَّ أهل العلم على أنه لا يكون إلا مفتوح العين في المضارع، إلا ما كان شاذًّا، والفيومي يستعمل في ذلك "باب تعب"، وصاحب "المختار" يستعمل "باب طرب"، وقد استعمل صاحب "المختار" "باب صدي" مستقلاًّ، وأما الفيومي فيدخله في "باب تعب"، واستعمل الفيومي وزنين آخرين ليسا عند صاحب "المختار"، وهما "باب علم" و"باب شرب"، واستعمل كذلك صاحب "المختار" بابين آخرين ليسا عند الفيومي.

 

وهناك وزنان يستعملها صاحب "المصباح" قليلاً وليسا موجودين عند صاحب "المختار"؛ لأن الأمر كما قدمنا أن صاحب "المختار" لم يمثل إلا بما هو مشهور عنده، الأول: "باب نال ينال نيلاً"، الثاني: "باب خاف يخاف خوفًا".

 

وأما مضموم العين في الماضي:

فقد نصَّ أهل العلم على أنه لا يكون إلا مضموم العين في المضارع، إلا ما كان شاذًّا، والفيومي يستعمل في ذلك "باب ضخُم"، وصاحب "المختار" يستعمل "باب ظرُف"، وقد استعمل صاحب "المختار" بابًا ليس مشهورًا عند الفيومي، وهو باب "سهُل"، والفيومي استعمل "باب سهل"، ولكن قليلاً جدًّا في نحو ثلاثة مواضع، وقد استعمل الفيومي أيضًا بابين ليسا عند صاحب "المختار"، وهما "باب قرب"، و"باب شرف".

 

وهنا مسألة مهمة جدًّا، وهي أنَّ الموازين التي يعتني بها أهلُ العلم في كُتب اللغة هي الموازين الثلاثية فقط؛ لأن أبواب الرباعي والخماسي والسداسي قياسية جارية على المهيع المطرد في كلام العرب، ولكن صاحب "المصباح" خالف هذا النهج من باب زيادة الإيضاح والبيان، وأنه أراد أن يكون هذا الكتاب سهلاً سلس القياد لطلبة العلم والفقه؛ ولذلك فقد مثَّل أحيانًا بالرباعي، كقوله: "من باب أكرم"، أو "وزان أكرم"، وكذلك قوله: "من باب قَاتَلَ".

 

قال الفيومي:

"لَكِنْ إنْ ذُكِرَ المَصْدَرُ مَعَ مِثَالٍ دَخَلَ فِي التَّمْثِيلِ، وَإِلَّا فَلاَ".

 

قلت: هذا تنبيه مهم جدًّا بيَّن فيه الفيومي اصطلاحه؛ كي لا يختلط الأمرُ على القارئ، إذا وقع المصدر قبل ذكر الباب، فيدخل في التمثيل، وإلا فلا.

 

يعني مثلاً إذا قال: "فعل يفعل فعلاً من باب كذا"، فالمراد توافق هذا الفعل مع الباب المذكور في الماضي والمضارع والمصدر، أما إذا قال: "فعل يفعل من باب كذا"، فالمراد توافق الفعل مع الباب المذكور في الماضي والمضارع فقط، وهذا خلاف ما جرى عليه صاحب "المختار"، وهو أفضل بلا شك، وأكثر اختصارًا كذلك.

 

قال الفيومي:

"مُعْتَبِرًا فِيهِ الأُصُولَ، مُقَدِّمًا الفَاءَ ثُمَّ العَيْنَ، لَكِنْ إذَا وَقَعَتِ العَيْنُ أَلِفًا وَعُرِفَ انْقِلاَبُهَا عَنْ وَاوٍ أَوْ يَاءٍ فَهُوَ ظَاهِرٌ، وَإِنْ جُهِلَ وَلَمْ تُمَلْ جَعَلْتُهَا مَكَانَ الوَاوِ؛ لأنَّ العَرَبَ أَلْحَقَتِ الأَلِفَ المَجْهُولَةَ بِالمُنْقَلِبَةِ عَنِ الوَاوِ، فَفَتَحَتْهَا وَلَمْ تُمِلْهَا، فَكَانَتْ أُخْتَهَا نَحْوُ الخَامَةِ وَالآفَةِ، وَإِنْ وَقَعَتِ الهَمْزَةُ عَيْنًا وَانْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا جَعَلْتُهَا مَكَانَ اليَاءِ نَحْوُ البِيرِ وَالذِّيبِ، وَإِنْ انْضَمَّ مَا قَبْلَهَا جَعَلْتُهَا مَكَانَ الْوَاوِ؛ لأَنَّهَا تُسَهَّلُ إلَيْهَا نَحْوُ الْبُوسِ، وَكَذَا إنِ انْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا؛ لأَنَّهَا تُسَهَّلُ إلَى الأَلِفِ، وَالأَلِفُ المَجْهُولَةُ كَوَاوٍ كَالْفَأْسِ وَالرَّأْسِ، عَلَى أَنَّهُمْ قَالُوا: الهَمْزَةُ لاَ صُورَةَ لَهَا؛ وَإِنَّمَا تُكْتَبُ بِمَا تُسَهَّلُ إلَيْهِ".

 

قلت:

هذه التنبيهات كلها للتيسير والإرشاد للباحث؛ ليسهل عليه الوصول إلى موضع المادة التي يبحث عنها، وفوق ذلك ففيها فوائدُ صرفيةٌ نفيسة لا تخفى.

 

قال الفيومي:

"وَإِذَا كَانَ البِنَاءُ يُسْتَعْمَلُ فِي لَفْظَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ، قَيَّدْتُهُ أَوَّلاً، ثُمَّ ذَكَرْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ؛ اسْتِغْنَاءً بِمَا سَبَقَ، نَحْوُ أَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ - بِالكَسْرِ - إذَا غَضِبَ، وَأَنِفَ إذَا تَنَزَّهَ عَنْهُ، وَإِنِ اخْتَلَفَ البِنَاءُ قَيَّدْتُهُ، وَاقْتَصَرْتُ مِنْ تِلْكَ الزِّيَادَاتِ عَلَى مَا هُوَ الأَهَمُّ وَلَا يَكَادُ يُسْتَغْنَى عَنْهُ.

 

وَأَمَّا الأَسْمَاءُ الزَّائِدَةُ عَلَى الأُصُولِ الثَّلاَثَةِ، فَإِنْ وَافَقَ ثَالِثُهَا لاَمَ ثُلاَثِيٍّ، ذَكَرْتُهُ فِي تَرْجَمَتِهِ، نَحْوُ البُرْقُعِ، فَيُذْكَرُ فِي بَرَقَ، وَإِنْ لَمْ يُوَافِقْ لاَمَ ثُلاَثِيٍّ فَإِنَّمَا أَلْتَزِمُ فِي التَّرْتِيبِ الأَوَّلَ وَالثَّانِيَ، وَأَذْكُرُ الكَلِمَةَ فِي صَدْرِ البَابِ مِثْلُ إصْطَبْلٍ.

 

وَاعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَلْتَزِمْ ذِكْرَ مَا وَقَعَ فِي الشَّرْحِ وَاضِحًا وَمُفَسَّرًا، وَرُبَّمَا ذَكَرْتُهُ تَنْبِيهًا عَلَى زِيَادَةِ قَيْدٍ وَنَحْوِهِ، وَسَمَّيْتُهُ "بِالمِصْبَاحِ الْمُنِيرِ فِي غَرِيبِ الشَّرْحِ الكَبِيرِ"، وَاَللَّهَ تَعَالَى أَسْأَلُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ، إنَّهُ خَيْرُ مَأْمُولٍ".

 

قلت: وقد أشار المؤلِّف - رحمه الله - إلى بعض الفوائد التي تتعلق بإشكالات في كلام الرافعي، وليس لها كبير تعلق باللغة، ككلامه مثلاً في مادة "ركن" عن عدِّه الفاعل من الأركان في المعاملات دون العبادات.

 

وقد بيَّنَّا طريقة المؤلِّف في استعمال كلمة من باب كذا، أو وزان كذا، وهي الأغلب الأعم في استعماله؛ ولكنه أحيانًا يريد أشياء أخرى؛ فأحيانًا يريد بها القاعدة، كقوله: "من باب تسمية الظرف باسم المظروف"، فهو يشير هنا إلى قاعدة بلاغية في المجاز.

 

وكقوله: "من باب إضافة الشيء إلى نفسه"، فهو يشير هنا إلى قاعدة نحوية على مذهب الكوفيين، ولا يفهم من ذلك أن المؤلِّف يميل إلى مذهب الكوفيين أو يفضله على مذهب البصريين، ولكنه ينقل ما يراه في كتب اللغة، وكما هو معلوم فكثير من أئمة اللغة من الكوفيين، مثل: الفرَّاء، والكِسائي، وثعلب، وغيرهم، وأحيانًا يريد بالباب المادة، كأن يقول: "من باب رجم"؛ أي: في هذه المادة.

 

وأحيانًا يريد بالباب المبحث النحوي، كأن يقول: "أفعل من باب أحمر"؛ أي: ينطبق عليه ما ذكر في هذا الباب من التصريف، فيقال: أحمر حمراء حُمْر.

 

وأحيانًا يريد بالباب الباب الصرفي، كأن يقول: "باب "طوى" أكثر من باب "حيي""، فهو يريد بذلك أن يؤصل إلى كيفية معرفة عين الكلمة؛ أهي من الواوي أم من اليائي؟

 

وأحيانًا يقول: "كذا من باب الواو"؛ أي: هو واوي العين أو اللام.

 

ونستكمل - إن شاء الله - حديثنا الشائق عن "المصباح المنير" في مقال آخر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظرات في واقع الأمة، هل المقاطعة تكفي؟
  • صدور كتاب (نظرات في كتاب الله) لزينب الغزالي رحمها الله في 1300 صفحة.
  • نظرات في كتاب كشف الارتياب (1)

مختارات من الشبكة

  • نظرات الآخرين تزعجني(استشارة - الاستشارات)
  • مخطوطة ثبت المنير السمنودي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نبذة عن المصباح المنير في غريب الشرح الكبير(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • رسائل في الرد على النصارى لمحمد عارف المنير - ت 1342هـ (دراسة وتحقيق)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نظرات في قوله تعالى: { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نظرات في الجمال(مقالة - حضارة الكلمة)
  • البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري لقطب الدين الحلبي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نظرات في استشكال النصوص الشرعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحاضرة الثالثة: نظرات في تفسير ابن عطية(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب