• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

ملخص كتاب: جلب السعادة عبادة

ملخص كتاب: جلب السعادة عبادة
د. محمد بن علي بن جميل المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/9/2023 ميلادي - 15/3/1445 هجري

الزيارات: 2577

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص كتاب

جلب السعادة عبادة


الحمد لله الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، من اتبع هداه فلا يَضِل ولا يَشقى، ومن أعرض عن ذِكْرِه فإنَّ له معيشة ضنكًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الرحمة المهداة، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه؛ أما بعد:

فهذا تلخيص لأهم ما ورد في كتاب (جلب السعادة عبادة، كيف نستثمر موارد السعادة في المرحلة الجديدة؟) لشيخنا الجليل الدكتور محمد بن بشر القباطي وفقه الله، مع بعض الزيادات المناسبة.

 

يغفل كثير من المسلمين عن أمرين مهمين:

الأمر الأول: الفرح بفضل الله ورحمته، وهذا يعُمُّ النعم الدينية والدنيوية.

 

الأمر الثاني: تبشير المؤمنين بكل خير في الدنيا والآخرة، إذا تمسكوا بشرع الله، واستقاموا على طاعته.

 

حقيقة السعادة:

هي انشراح قلب المسلم ورضاه، وفرحه بطاعة الله، وبما رزقه من نِعَمٍ دينية ودنيوية.

• السعادة تزيد بتحصيل المنافع وتكميلها، وتعطيل الشرور وتقليلها.


• على العاقل أن يبذل جهده في استثمار ما يسَّر الله له من موارد السعادة؛ لإنتاج ما يسعده ويؤنس قلبه، ويفيض على أسرته مودة ورحمة، وعلى أرحامه بِرًّا وصلة، وعلى مجتمعه أَمْنًا وإيمانًا، وسلامًا وإسلامًا، وتعاونًا على البر والتقوى، فموارد السعادة لا تُسعِدُ الإنسان إذا لم يستثمرها بنفسه.


• الإنسان يتقلب في حياته بين السراء والضراء، فعلى المسلم العاقل أن يعيش حياة السعادة والطمأنينة والرضا ما استطاع، وي دفع المنغِّصات وأسباب الحزن والشقاء ما استطاع، فإن أصابته سراءُ شكر، وإن أصابته ضراءُ صبر، وإن أذنب استغفر.


• الاعتصام بالقرآن الكريم والسنة النبوية هو أصل السعادة للفرد والمجتمع، والحياة الطيبة لا تكون إلا بالإيمان والعمل الصالح؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]، وتقوى الله أعظم سبب لسعادة الفرد والمجتمع؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ
ولكنَّ التقيَّ هو السعيدُ


• الشيطان يحرص على تعاسة الإنسان وشقائه وضلاله بالإفراط أو التفريط، فمن الناس من يقع في الغلو والتشدد، ومنهم من يقع في التساهل والمعاصي، وخير الأمور أوسطها، والدين الحق وسط، وهو ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام؛ قال الله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].


• التعليم إسعاد وإعمار أو إشقاء ودمار، فلا بد من صحة العلم الذي يتعلمه الإنسان، سواء في التخصصات الشرعية أو الدنيوية، وكثير من الناس انبهر بالحضارة الغربية، ولم يعرف حقيقتها الزائفة؛ فهم كما قال الله عنهم: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7]، فحضارة الكفار المعاصرة حضارة ضالة خدَّاعة، تُبعِد الناس عن الحق، وتُفسِد الدين والعقل، والفطرة والأخلاق، وعلى المسلمين أن يأخذوا ما عند الكفار من خيرٍ بحذر، وأن يطوِّروا العلم الدنيوي بما يوافق متطلبات الدين والدنيا، وأن يتركوا الشر والفساد الذي هو غالبٌ على الكفار في دينهم وأخلاقهم وثقافتهم.


• على المسلم أن يحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه، فالسعادة تزداد بجلب ما ينفع ودفع ما يضر، فليستعِنِ المسلم بالله في تحصيل الخير، ودفع الشر بقدر استطاعته، ولا يعجز فيُعطِّل ما يستطيع فعله من الأسباب، بل عليه أن يتوكل على الله فيعتمد قلبه على الله وحده، مع الأخذ بالأسباب الشرعية، في جلب المنافع الدينية والدنيوية، ودفع المضار الدينية والدنيوية، ثم بعد عمله بالأسباب يَرضَى بما كتب الله له.


• المسلم يعفو عمَّن أساء إليه ليعفوَ الله عنه، فمن سامح الناس سامحه الله، ومن رفع شعار: (لا لوم بعد اليوم)، فسيفتح الله له أبوابًا من السعادة، ويُجَنِّبُه كثيرًا من المنغِّصَات، فلومُ الآخرين، والإكثار من التثريب والمعاتبات سببٌ لتضييع الطاقات والأوقات، وإثارة المنغِّصَات والمكدِّرات.


• حُسْنُ الأخلاق أثقل ما يُوضع في ميزان العبد يوم القيامة، والكلمة الطيبة صدقة، والتبسم في وجه المسلم صدقة، والعفو عن الناس فضيلة، والإصلاح بين الناس عبادة عظيمة، وخير الناس أنفعهم للناس، ومن أسْعَدَ غيره أسعده الله، وهذه كلها من أسباب السعادة.
• قال الله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، على المسلم أن يرضى من أخلاق الناس بما تيسَّر منهم، ولا يُكلِّفهم ما يعسر عليهم، مع تعليمهم ودعوتهم إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ومن الحكمة: الإعراض عن الجاهلين، وعدم تضييع الأوقات في مجادلتهم ومخاصمتهم.


• لا يجوز تحميل النفس فوق طاقتها، وليس من الحكمة حث جميع الناس على درجة السابقين المقرَّبِين، فالناس يختلفون في قوة إيمانهم، وفي قواهم وطبائعهم؛ وفي الحديث: ((يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنفِّروا))، ((وسدِّدوا وقاربوا وأبشروا)).


• لا يجوز حرمان النفس من الطيبات التي يقدر عليها الإنسان؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الأعراف: 32]، وتجديد الحياة وتحسينها بالمباحات المتيسرة سببٌ للسعادة، كالسفر أو الخروج للنزهة أحيانًا إلى أماكن غير مشبوهة، والرياضة واللعب المباح نادرًا، ومجالسة الأهل والأصحاب بالحديث المباح من غيرِ قيلٍ وقال، ولا غِيبةٍ وخِصام.

 

أعظم أسباب السعادة:

1) المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد، والإكثار من نوافل الصلاة والصيام.

 

2) المداومة على ذكر الله في جميع الأحوال، والإكثار من شكر الله على نِعَمِه الظاهرة والباطنة.

 

3) دعاء الله وحده لا شريك له، والإكثار من الدعاء بخيرَيِّ الدنيا والآخرة.

 

4) تلاوة القرآن وتعلم تفسيره وتدبره، وقراءة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وسنته، والقراءة في كتب العلم النافعة، فمِنْ أعظمِ لذات الدنيا المعنوية: طلب العلم الشرعي النافع.

 

5) مجالسة العلماء والصالحين للاستفادة من علمهم ونصحهم، وهجر الفاسدين والتافهين وترك متابعتهم، فالصاحب ساحب، والمرء على دين خليله.

 

6) التفكُّر، فمن تفكَّر عرَف عظمة الله سبحانه، وعرف حقائق الأشياء، ونظر إلى النهايات والعواقب، ولم يغترَّ بالْمُغْرِيات والْمُلْهيات، واعتبَرَ بما يسمع ويرى ويقرأ.

 

7) تذكُّرُ نِعَمِ اللهِ على العبد سببٌ عظيمٌ لسعادته، والنظر إلى من هو أسفل منك في الدنيا، وترك الحسد، وعدم الغِل والبغضاء للمؤمنين الصالحين، المتقدمين والمتأخرين.

 

8) طلب الرزق الحلال، والقناعة بالحلال وإن كان قليلًا.

 

9) الإيمان بالقدر سببٌ عظيمٌ للسعادة.

 

10) الزهد في الدنيا الفانية، والرغبة في الآخرة الباقية، مع الأخذ بنصيبه من متاع الدنيا المباح، فالمسلم العاقل يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غَدًا.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

ملخص كتاب

جلب السعادة عبادة

الحمد لله الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، من اتبع هداه فلا يَضِل ولا يَشقى، ومن أعرض عن ذِكْرِه فإنَّ له معيشة ضنكًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الرحمة المهداة، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه؛ أما بعد:

فهذا تلخيص لأهم ما ورد في كتاب (جلب السعادة عبادة، كيف نستثمر موارد السعادة في المرحلة الجديدة؟) لشيخنا الجليل الدكتور محمد بن بشر القباطي وفقه الله، مع بعض الزيادات المناسبة.

يغفل كثير من المسلمين عن أمرين مهمين:

الأمر الأول: الفرح بفضل الله ورحمته، وهذا يعُمُّ النعم الدينية والدنيوية.

الأمر الثاني: تبشير المؤمنين بكل خير في الدنيا والآخرة، إذا تمسكوا بشرع الله، واستقاموا على طاعته.

حقيقة السعادة:

هي انشراح قلب المسلم ورضاه، وفرحه بطاعة الله، وبما رزقه من نِعَمٍ دينية ودنيوية.

· السعادة تزيد بتحصيل المنافع وتكميلها، وتعطيل الشرور وتقليلها.

· على العاقل أن يبذل جهده في استثمار ما يسَّر الله له من موارد السعادة؛ لإنتاج ما يسعده ويؤنس قلبه، ويفيض على أسرته مودة ورحمة، وعلى أرحامه بِرًّا وصلة، وعلى مجتمعه أَمْنًا وإيمانًا، وسلامًا وإسلامًا، وتعاونًا على البر والتقوى، فموارد السعادة لا تُسعِدُ الإنسان إذا لم يستثمرها بنفسه.

· الإنسان يتقلب في حياته بين السراء والضراء، فعلى المسلم العاقل أن يعيش حياة السعادة والطمأنينة والرضا ما استطاع، وي دفع المنغِّصات وأسباب الحزن والشقاء ما استطاع، فإن أصابته سراءُ شكر، وإن أصابته ضراءُ صبر، وإن أذنب استغفر.

· الاعتصام بالقرآن الكريم والسنة النبوية هو أصل السعادة للفرد والمجتمع، والحياة الطيبة لا تكون إلا بالإيمان والعمل الصالح؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]، وتقوى الله أعظم سبب لسعادة الفرد والمجتمع؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ = ولكنَّ التقيَّ هو السعيدُ

· الشيطان يحرص على تعاسة الإنسان وشقائه وضلاله بالإفراط أو التفريط، فمن الناس من يقع في الغلو والتشدد، ومنهم من يقع في التساهل والمعاصي، وخير الأمور أوسطها، والدين الحق وسط، وهو ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام؛ قال الله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].

· التعليم إسعاد وإعمار أو إشقاء ودمار، فلا بد من صحة العلم الذي يتعلمه الإنسان، سواء في التخصصات الشرعية أو الدنيوية، وكثير من الناس انبهر بالحضارة الغربية، ولم يعرف حقيقتها الزائفة؛ فهم كما قال الله عنهم: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7]، فحضارة الكفار المعاصرة حضارة ضالة خدَّاعة، تُبعِد الناس عن الحق، وتُفسِد الدين والعقل، والفطرة والأخلاق، وعلى المسلمين أن يأخذوا ما عند الكفار من خيرٍ بحذر، وأن يطوِّروا العلم الدنيوي بما يوافق متطلبات الدين والدنيا، وأن يتركوا الشر والفساد الذي هو غالبٌ على الكفار في دينهم وأخلاقهم وثقافتهم.

· على المسلم أن يحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه، فالسعادة تزداد بجلب ما ينفع ودفع ما يضر، فليستعِنِ المسلم بالله في تحصيل الخير، ودفع الشر بقدر استطاعته، ولا يعجز فيُعطِّل ما يستطيع فعله من الأسباب، بل عليه أن يتوكل على الله فيعتمد قلبه على الله وحده، مع الأخذ بالأسباب الشرعية، في جلب المنافع الدينية والدنيوية، ودفع المضار الدينية والدنيوية، ثم بعد عمله بالأسباب يَرضَى بما كتب الله له.

· المسلم يعفو عمَّن أساء إليه ليعفوَ الله عنه، فمن سامح الناس سامحه الله، ومن رفع شعار: (لا لوم بعد اليوم)، فسيفتح الله له أبوابًا من السعادة، ويُجَنِّبُه كثيرًا من المنغِّصَات، فلومُ الآخرين، والإكثار من التثريب والمعاتبات سببٌ لتضييع الطاقات والأوقات، وإثارة المنغِّصَات والمكدِّرات.

· حُسْنُ الأخلاق أثقل ما يُوضع في ميزان العبد يوم القيامة، والكلمة الطيبة صدقة، والتبسم في وجه المسلم صدقة، والعفو عن الناس فضيلة، والإصلاح بين الناس عبادة عظيمة، وخير الناس أنفعهم للناس، ومن أسْعَدَ غيره أسعده الله، وهذه كلها من أسباب السعادة.

· قال الله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، على المسلم أن يرضى من أخلاق الناس بما تيسَّر منهم، ولا يُكلِّفهم ما يعسر عليهم، مع تعليمهم ودعوتهم إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ومن الحكمة: الإعراض عن الجاهلين، وعدم تضييع الأوقات في مجادلتهم ومخاصمتهم.

· لا يجوز تحميل النفس فوق طاقتها، وليس من الحكمة حث جميع الناس على درجة السابقين المقرَّبِين، فالناس يختلفون في قوة إيمانهم، وفي قواهم وطبائعهم؛ وفي الحديث: ((يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنفِّروا))، ((وسدِّدوا وقاربوا وأبشروا)).

· لا يجوز حرمان النفس من الطيبات التي يقدر عليها الإنسان؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الأعراف: 32]، وتجديد الحياة وتحسينها بالمباحات المتيسرة سببٌ للسعادة، كالسفر أو الخروج للنزهة أحيانًا إلى أماكن غير مشبوهة، والرياضة واللعب المباح نادرًا، ومجالسة الأهل والأصحاب بالحديث المباح من غيرِ قيلٍ وقال، ولا غِيبةٍ وخِصام.

أعظم أسباب السعادة:

1) المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد، والإكثار من نوافل الصلاة والصيام.

2) المداومة على ذكر الله في جميع الأحوال، والإكثار من شكر الله على نِعَمِه الظاهرة والباطنة.

3) دعاء الله وحده لا شريك له، والإكثار من الدعاء بخيرَيِّ الدنيا والآخرة.

4) تلاوة القرآن وتعلم تفسيره وتدبره، وقراءة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وسنته، والقراءة في كتب العلم النافعة، فمِنْ أعظمِ لذات الدنيا المعنوية: طلب العلم الشرعي النافع.

5) مجالسة العلماء والصالحين للاستفادة من علمهم ونصحهم، وهجر الفاسدين والتافهين وترك متابعتهم، فالصاحب ساحب، والمرء على دين خليله.

6) التفكُّر، فمن تفكَّر عرَف عظمة الله سبحانه، وعرف حقائق الأشياء، ونظر إلى النهايات والعواقب، ولم يغترَّ بالْمُغْرِيات والْمُلْهيات، واعتبَرَ بما يسمع ويرى ويقرأ.

7) تذكُّرُ نِعَمِ اللهِ على العبد سببٌ عظيمٌ لسعادته، والنظر إلى من هو أسفل منك في الدنيا، وترك الحسد، وعدم الغِل والبغضاء للمؤمنين الصالحين، المتقدمين والمتأخرين.

8) طلب الرزق الحلال، والقناعة بالحلال وإن كان قليلًا.

9) الإيمان بالقدر سببٌ عظيمٌ للسعادة.

10) الزهد في الدنيا الفانية، والرغبة في الآخرة الباقية، مع الأخذ بنصيبه من متاع الدنيا المباح، فالمسلم العاقل يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غَدًا.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ملخص كتاب: المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب
  • ملخص كتاب: أثر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في اللغة العربية
  • ملخص كتاب: أخلاق الحروب الإسلامية في سيرة خير البرية
  • ملخص كتاب: جوانب من الحياة الاجتماعية لمصر من خلال كتابات الجبرتي (ج 1)
  • ملخص كتاب: الاستشراف النبوي وأثره في بث الأمل وقت الأزمات
  • ملخص كتاب: كيف يكون قلبي سليما؟
  • ملخص كتاب: المجملات النافعات في مسائل العلم والتقليد والإفتاء والاختلافات - الثاني: العلم
  • ملخص كتاب: المجملات النافعات في مسائل العلم والتقليد والإفتاء والاختلافات - الأول: المقدمة
  • ملخص كتاب: لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟

مختارات من الشبكة

  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملخص كتاب كيف تقرأ كتابا: الطريقة المثلى للاستفادة من القراءة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • قراءة في كتاب الموجز في تاريخ البلاغة لمازن المبارك: ملخص لأهم معطيات الكتاب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هذا كتابي فليرني أحدكم كتابه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الأصول في النحو(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب الصيام من كتاب العمدة في الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي (600 هـ) (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إتحاف العباد بشرح كتاب الزاد: شرح كتاب الصلاة إلى باب الأذان والإقامة من زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قضاء الأرب من كتاب زهير بن حرب: شرح كتاب العلم لأبي خيثمة (الجزء الثاني) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قضاء الأرب من كتاب زهير بن حرب: شرح كتاب العلم لأبي خيثمة (الجزء الأول) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب