• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

قراءة في كتاب: "قطر في عيون الرحالة" للدكتور علي بن غانم الهاجري

قراءة في كتاب: قطر في عيون الرحالة للدكتور علي بن غانم الهاجري
د. محمد ساني إبراهيم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/8/2022 ميلادي - 17/1/1444 هجري

الزيارات: 4880

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قراءة في كتاب "قطر في عيون الرحالة" للدكتور علي بن غانم الهاجري

د. محمد ساني إبراهيم

رئيس شعبة اللغة العربية والتربية سابقًا، جامعة أحمد بلو، زاريا - نيجيريا

 

يعدُّ كتاب "قطر في عيون الرحالة" من أهم الكتب التي سعت إلى التعريف بدولة قطر تاريخًا واقتصادًا؛ حيث تناولت أهم المحطات التاريخية المختلفة التي مرت بها دولة قطر عبر العصور، بدءًا بالمحطات التاريخية لقطر أثناء عصور ما قبل الميلاد، وصولًا إلى المحطات التاريخية لقطر بعد الميلاد، وانتهاءً بالمحطات التاريخية لقطر في العصر الإسلامي.

 

ووقف الكتاب كذلك بالتفصيل على الأوضاع الاقتصادية لدولة قطر في محطات تاريخية مختلفة، وقد ظهر الكتاب في عام 2020؛ حيث بلغ عدد صفحاته 167، أما مؤلف الكتاب فهو الدكتور علي بن غانم الهاجري، الدبلوماسي القطري، وصاحب عدد من المؤلفات التاريخية القيمة، من أهمها: "السلطنة الجبرية"، و"إمبراطور الشرق تشودي"، و"تشنغ خه إمبراطور البحار الصيني"، كما ظهر له مؤخرًا كتابان: "أسطورة إفريقيا الشيخ عثمان بن فودي"، و"الحاجب المنصور أسطورة الأندلس".

 

ويهدف هذا المقال إلى التعريف بأهم العناصر الواردة في الكتاب مركزًا على المحطَّات التاريخية لقطر في العصر الإسلامي.

 

فصول الكتاب:

يحتوي كتاب "قطر في عيون الرحالة" على أربعة فصول ما عدا المقدمة والخاتمة، تناول الفصل الأول المعنى اللغوي والاصطلاحي لكلمة "قطر"، وعلاقة الكلمة بالنشاط البشري في المنطقة، وكذلك ورود تسمية قطر في المصادر التاريخية المختلفة، منها المصادر اليونانية، والمصادر المسيحية، والمصادر العربية الإسلامية، وبيان التداخل الكبير لدى المؤرخين بين قطر والبحرين، ووقف الفصل الثاني على المحطات التاريخية المختلفة لقطر عبر العصور، بدءًا بالمحطات التاريخية لقطر أثناء عصور ما قبل الميلاد، من ذلك علاقة قطر بالعراق، وبلاد الشام، والبحرين، وعمان، والحجاز، ومصر منذ ما قبل الألف الخامس قبل الميلاد، وكذلك علاقة قطر بالحضارة الآشولية في حدود القرن السادس قبل الميلاد، وأيضًا علاقتها بحضارات كلٍّ من العُبيديين والوركاء، وسلالة لجش وبلاد الرافدين والهند، والكيشيين واليونان والرومان، كما عالج الفصل المحطات التاريخية لقطر بعد الميلاد، والمحطات التاريخية لقطر في العصر الإسلامي، واهتم الفصل الثالث من الكتاب بالأوضاع الاقتصادية لقطر من الزراعة، والثروة الحيوانية، والتجارة، والمنافذ البحرية، وأهم البضائع الصادرة والواردة، والصناعة باختلاف أنواعها، وركز الفصل الرابع على الطرق التجارية لدولة قطر، وخصوصًا بحرية قطر، وموانئها، وأسطولها، وأيضًا الطرق البحرية التي تربط قطر بشرق إفريقيا، والكويت، وسيراف، والهند والصين، وكذلك الطرق التجارية البرية التي تربط قطر بالعراق، وعمان، واليمن، وحضر موت، وصنعاء اليمامة، وعدن، وصعدة.

 

ورود تسمية قطر في المصادر التاريخية:

اكتسبت قطر شهرة واسعة في معظم المصادر التاريخية فيما يتعلق بالنشاط البحري على مدى حقب تاريخية ممتدة إلى عشرة قرون قبل الميلاد، وقد أولت المصادر اليونانية هذه المنطقة أهمية خاصة؛ حيث ورد اسم قطر في كتابات المؤرخ اليوناني "هيرودوس" في القرن الخامس قبل الميلاد، كما أورده الجغرافي الشهير "بطليموس" ضمن خريطته التي وضعها للعالم العربي مُطلِقًا عليها اسم كتارا (Katara or Catara)، وورد اسم قطر أيضًا عند "بلينوس" حين كان يتحدث عمن أسماهم "أعراب قطر، أو بدو قطر، أو القطريين الرُّحَّل"، أما المصادر المسيحية فنجد فيها إشارة إلى "بيت قطرايا"، أو "بيت قطرايي"؛ أي: بيت القطريين، وأما المصادر العربية الإسلامية فتؤكد على شيوع هذا الاسم للدلالة على هذه المنطقة البحرية المهمة، وكان اسم قطر متعارفًا عليه خلال العصر الجاهلي؛ حيث أُشير إليه من خلال عدد من المنسوجات التي نُسبت إلى قطر، وكذلك من خلال الجياد والنعام واللؤلؤ[1].

 

المحطات التاريخية لقطر في العصر الإسلامي:

أشار الدكتور علي بن غانم الهاجري بأن المحطات التاريخية البارزة التي مرَّت بها المنطقة الشرقية للجزيرة العربية بصفة عامة، وقطر بصفة خاصة في العصر الإسلامي كثيرة، وسيتم تناول تلك المحطات من خلال كتب الرحالة والجغرافيا وكتابات الأثريين والاقتباسات من نتائج الباحثين، الذين اهتمت أبحاثهم بالآثار وكتب الرحلات والجغرافيا.

 

وقد شاركت قطر مناطق الجزيرة العربية، فيما قبل الإسلام، في كل المراحل التاريخية، بدءًا بالتمازج في التركيبة السكانية، مرورًا بالأحداث السياسية، والعادات، والتقاليد، والأعراف، والمعتقدات، والموروث الثقافي، فضلًا عن التكامل الاقتصادي، ومع بداية القرن السابع الميلادي بدأت معالم جديدة تبرز في تاريخ قطر ضمن منطقة شرق الجزيرة العربية، فبظهور الإسلام قامت دولة العرب المسلمين، وأُرسيت قواعد إمبراطوريتهم في مشارق الأرض ومغاربها، ولسنا في حاجة إلى أن نذكر أن قطر كانت جزءًا لا يتجزأ من كِيان الدولة العربية الإسلامية في مختلف عصورها[2].

 

وفيما يلي إبراز لأهم المحطات التاريخية لقطر في العصر الإسلامي:

1- عصر صدر الإسلام:

وينطوي تحت هذه النقطة عنصران مهمان؛ وهما كالآتي:

(أ) دخول قطر في الإسلام

في ظل حالة الفوضى الدينية والسياسية والاجتماعية التي كانت تعيشها الجزيرة العربية عامة، وشرق الجزيرة العربية خاصة، بزغ نور حضارة جديدة، انطلق من غار حراء، فأنار الأرض وغيَّر مجرى الحياة البشرية، ومن هذا النور أتت المصدرية الجديدة حوَّلت مسار التاريخ البشري، فانجذبت أفئدة العرب نحو نور الإسلام الذي انتشر في الجزيرة، بما تشمله من قطر وبلاد شرق الجزيرة العربية، وكان ذلك من أبرز المحطات التاريخية التي مرَّت بها هذه المنطقة؛ حيث شكَّل انتشار الإسلام في المنطقة مرحلة جديدة هي الأهم في تاريخها، وهكذا دخلت المناطق الشرقية من جزيرة العرب الواقعة على الخليج العربي في الإسلام من غير قتال، وبهذا دخلت قطر وبقية البحرين في الإسلام، وأبقى الرسول صلى الله عليه وسلم أميرهم المنذر يحكمهم نيابة عنه، وبقي ابن الحضرمي معه قاضيًا ومعلمًا وجامعًا لصدقات البحرين.[3]

 

(ب) الردة:

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ارتدَّ كثير من أهل المنطقة الشرقية للجزيرة العربية، وامتدت الرِّدة إلى أطراف جزيرة العرب، ففي المنطقة الشرقية للجزيرة العربية ارتد من قيس بن ثعلبة بن عكابة عدد من الناس بقيادة الحطم، كما ارتدَّ كلُّ مَن بالبحرين من ربيعة خلا الجارود ومن تبعه من قومه، وأمَّروا عليهم ابنًا للنعمان بن المنذر يقال له المنذر، فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ... وكان الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه (ت: ١٣هـــ/ ٦٣٤م ) قد بعث العلاء بن الحضرمي واليًا على البحرين، فسار حتى نزل حصن جواثي، الواقع في قرية جواثي في البحرين، وهي سكن عبدالقيس، فسار إليه من ارتد من أهل البحرين فحاصروه ومن معه في جواثي، فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب، وقاتلهم قتالًا شديدًا، ثم لجأ المسلمون إلى حصن جواثي، فحاصرهم فيه عدوهم، وظل العلاء بن الحضرمي صابرًا في موقعه، وكان الجيشان على أُهْبة الاستعداد، وعلى الرغم من تفوُّق المرتدين لكنهم ثملوا في ليلتهم، فخرج العلاء بالمسلمين وقاتلوا قتالًا شديدًا، وقُتل الحطم، وهكذا عاد الإقليم الشرقي للجزيرة العربية إلى دوحة الدولة الإسلامية[4].

 

2- قطر في صدر الإسلام:

تحتوي هذه النقطة على العناصر الآتية:

(أ) قطر القاعدة الحربية في الإسلام:

لا شك أن المدينة المنورة (يثرب) هي الحاضرة الأولى للدولة الإسلامية، وقاعدتها الحربية، فمنها انطلقت الجيوش للفتح، وفيها درس أعظم قادة الإسلام الذين تتلمذوا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مسجده صلى الله عليه وسلم الحاضنة التي نمت فيها جذوة الإسلام في قلوب من حملوا لواءه إلى الدنيا بأسرها، إن قادة الفتوح الإسلامية الذين بلغ عددهم مائتين وستة وخمسين قائدًا، كان منهم مائتان وستة عشر قائدًا من صحابة الرسول القائد صلى الله عليه وسلم، وممن تخرجوا على يديه، هؤلاء هم الذين حملوا رايات الإسلام شرقًا وغربًا، فامتدت من حدود الصين شرقًا إلى شاطئ الأطلسي غربًا، وكانوا بذورًا متميزة نبتت وأثمرت في تربة المدرسة النبوية، وارتوت من عذب هديها، وأضحوا كالأشجار التي ينتفع الناس بثمرها، ويستظلون بظلها؛ حيث ساعدوا على تحريرهم من الظلم والاضطهاد، ووفروا لهم الأمان، وأناروا لهم الطريق، وما زلنا نقتدي ببطولاتهم وتضحياتهم وأعمالهم العسكرية، وما زال نورهم متوهجًا، وقد أصبح من الضروري، بعد اتساع الرقعة الإسلامية، إيجاد قواعد حربية أخرى لتكون قاعدة للانطلاق والإمداد، ومن هنا ظهر عدد من القواعد الحربية في بعض الديار الإسلامية ومنها قطر، وربما كانت قطر من أهم القواعد الحربية في الإسلام، ويؤكد ذلك ظهورها كقاعدة حربية في بداية عهد الخليفة عمر، وقد ذكر أحد الباحثين أن قطر أحد مراكز الانطلاق العربي الإسلامي في الفتوحات الإسلامية، وكانت مركز الانقضاض الأول على الدولة الفارسية[5].

 

(ب) قطر القاعدة العسكرية البحرية الأولى في الإسلام:

لقد خبر العرب البحر وركبوا سفنه للتجارة منذ زمن بعيد، لكنهم لم يركبوا سفنه للغزو، وحينما جاء الإسلام استمروا في ركوب سفن البحر للتجارة، ولم يُستخدم البحر للغزو في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خلافة أبي بكر رضي الله عنه، واستمرت الحال على هذا حتى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت: 23هـ/ 644م)؛ حيث انطلقت في عهده أول حملة بحرية للجهاد في سبيل الله، وكان أول من ركب البحر في الإسلام للغزو هو العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه وعن جنده، وكان العلاء بن الحضرمي يومئذ واليًا على إقليم البحرين من قِبل خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقد انطلق العلاء بن الحضرمي بغزوته دون علم أمير المؤمنين الخليفة عمر، الذي غضب من هذا العمل؛ لأنه لا يأذن لأحد في ركوب البحر غازيًا؛ كراهة للتغرير بجنده، ويبدو أن العلاء بن الحضرمي ركب البحر للغزو من قطر؛ حيث إنها كانت من مراكز الانطلاق العربي الإسلامي في الفتوحات الإسلامية؛ وعلى هذا، نعتقد أن أول أسطول بحري نقل الجيش العربي الإسلامي للجهاد في سبيل الله، انطلق من قطر، بقيادة العلاء بن الحضرمي، واتجه لفتح فارس؛ حيث كانت موانئ قطر في تلك الفترة الأكثر استعدادًا لهذه المهمة، فضلًا عن أنها كانت أقرب نقطة للانطلاق إلى فارس[6].

 

(ج) قطر قاعدة إمداد الجيش الإسلامي:

كانت سواحل قطر العربية الإسلامية من أهم مراكز الانطلاق، كما كانت من أهم مراكز الإمداد البحري في مراكز الخليج العربي أيام الفتوحات الأولى، وكذلك كانت مركز الانقضاض الأول على الدولة الفارسية، فمنها خرج أول جيش للغزو إلى فار؛ حيث جمع العلاء جيشه فيها، وفرَّق جنوده إلى ثلاث فرق، فجعل على أولاها الجارود بن المعلى رضي الله عنه، وعلى الثانية سوار بن همام رضي الله عنه، وعلى الثالثة خليد بن المنذر رضي الله عنه، وجعل خليدًا على عامة الناس فحملهم في البحر إلى فارس، وعلى الرغم من الانتصارات التي تحققت لهم، فإن الفرس تقاطرت عليهم بعد أن حرقوا مراكب المسلمين، لكن النجدات التي أتت مددًا لهم عملت على تعزيزهم، ففتح الله على المسلمين بالنصر، وقُتل الكثير من أهل فارس، وعاد المسلمون بالغنائم إلى البصرة[7].

 

(د) مشاركة أهل قطر في الفتوحات الإسلامية:

كان لقطر دور ريادي في المشاركة الفعَّالة في الفتوحات الإسلامية والجهاد في سبيل الله؛ حيث نهضت لتأدية هذا الدور العظيم، ومن أجله جنَّدت خيرة رجالها وأشجع فرسانها، وقد أبلى أهل قطر بلاء عظيمًا في معارك الشرف وفي نشر المبادئ الإسلامية السامية، ومن بين الفتوحات التي شارك فيها أهل قطر معارك فارس الأولى على سبيل المثال؛ حيث بادروا إلى ذلك وكانت لهم ملاحم وتضحيات، ثم عادوا إلى منازلهم وهم على استعداد تام لتلبية أي أوامر أخرى لخوض معارك الشرف[8].

 

3- العصران الأموي والعباسي:

تنطوي هذه النقطة على ثلاثة عناصر؛ وهي كالآتي:

(أ‌) المعارضة في العصرين الأموي والعباسي:

ظهرت الحركة السياسية التي سُميت بــــــ"الخوارج" في عهد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؛ حيث انطلقت من مدينة الكوفة، ثم امتدت إلى أطراف الدولة العربية الإسلامية، وخصوصًا قطر والمنطقة الشرقية للجزيرة العربية، ثم تزايد انتشار الخوارج، فظهر نجدة بن عامر الحروري الحنفي في زمن عبدالله بن الزبير، في جماعة من بني قومه وأنصاره من حملة هذا المذهب، وأتى إلى المنطقة الشرقية للجزيرة العربية واستقرَّ بها، وأطلق على نفسه "أمير المؤمنين"، وانتشر عماله في اليمامة وعمان وهَجَر، ومن قطر برز أشهر قائد للخوارج وهو قطري بن الفجاءة، فقلَّدوه الزعامة، "وكان حقًّا رجلًا شجاعًا مِقدامًا كثير الحروب، قويَّ النفس لا يهاب الموت"، وبقي ثلاثة عشر عامًا يقاتل ويُسلَّم عليه بالخلافة وإمارة المؤمنين، وتُوصف حركة قَطَري بأنها حركة سياسية ضد حكم بني أمية، أكثر منها دينية، وقد تميَّزت منطقة شرق الجزيرة العربية بالاستقلال، فكانت تميل إلى الثورة إذا استشرى الظلم؛ ولذلك بدا قَطَري كأنه ثائر ضد صنوف الظلم والطغيان، وخاض حروب التحرُّر والنضال ضد بطش حكام بني أمية، معتقدًا أن الموت في سبيل نصرة مبادئه يمثِّل راحة للضمير ونصرة للمبدأ، ولم تكن قطر بمنأى عما سُمي بــــــــ"ثورة الزنج"، فيُذكر أن صاحب الزنج علي بن محمد زار البحرين قبل إعلان الثورة، وادَّعى أنه ينتسب إلى آل على، فتبعه عدد من أهل هجر، ورفض دعوته آخرون، ثم خرج إلى الأحساء إثر فتنة دامية بين مؤيِّديه ومعارضيه، وقد وجد في الأحساء تأييدًا ونجاحًا كبيرين، عاد على إثرهما إلى البصرة للإعداد للثورة، وكان لهذه الثورة آثارها الاقتصادية البعيدة؛ حيث أحدثت تخلفًا اقتصاديًّا كبيرًا، وكانت مناطق الخليج أشد المناطق تأثيرًا بعد البصرة، وكان إقليم المنطقة الشرقية للجزيرة العربية - قطر، وعمان، والبحرين الحالية، وغيرها - خلال العصرين الأموي والعباسي ساحةً للمعارضة ضد الحكم، ولم يكن الإقليم وحده فحسب، بل انتشرت المعارضة في الحجاز، واليمن، وفي العراق الذي كان مصدرًا للأفكار الثورية، ومنه خرجت الأفكار إلى مختلف الأمصار[9].

 

(ب‌) قطر رباط الإسلام في العصرين الأموي والعباسي:

مما لا شك فيه أن الأمويين، ومن بعدهم العباسيين، اهتموا اهتمامًا بالغًا بالثغور وتحصينها، خصوصًا الثغور ذات الأهمية، سواء البرية المتاخمة للروم أو البحرية التي يخشى هجوم العدو من خلالها، ونظرًا إلى كون قطر ذات أهمية كبيرة لديار الإسلام، فقد كانت إحدى المناطق التي لفتت انتباه الدولتين الأموية والعباسية، فعملتا على تحصينها، ونشر المعسكرات فيها، ومن الشواهد التاريخية على ذلك ما أظهرته لنا الآثار في "مروب"؛ حيث اكتُشفت بقايا قلعة، ومن خلال الدراسات التي قامت بها البعثة الفرنسية لآثار هذه القلعة والمنطقة المحيطة بها، تبيَّن أنها تعود إلى بداية العصر العباسي، ويبدو أن هذه القلعة بُنِيت لأسباب دفاعية ضمن الخطة العسكرية للدولة العباسية التي كانت تهدف إلى تحصين مناطق الثغور الإسلامية[10].

 

(ج) قطر المركز الاقتصادي في العصرين الأموي والعباسي:

تعد قطر من أشهر المراكز الاقتصادية في الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية على وجه الخصوص، ومنطقة شبه الجزيرة العربية بشكل عام، فقد كانت من أهم مراكز الثقل الاقتصادي لهذه المنطقة، واشتهرت بمجالات الاقتصاد المختلفة منذ القدم، وكانت مركزًا صناعيًّا تميَّز بجودة مصنوعاته التي ذاع صيتها بين جنبات المعمورة، وفي عصر الأمويين أصبحت قطر ذات شأن كبير في المجال الاقتصادي، فكانت مركزًا لتربية الجِمال، ومركزًا صناعيًّا كبيرًا، أما في العصر العباسي (الأول) فقد كانت قطر مركزًا صناعيًّا ضم كثيرًا من الصناعات، فضلًا عن النشاط التجاري البحري بعد أن اتخذ العباسيون العراق مركزًا لهم، وأصبحت البصرة سوقًا تجارية مهمة للتجارة مع الشرق، ونشطت قوافل العراق المتجهة إلى أواسط آسيا وشمال الهند بمحاذاة الخليج، ونستطيع أن نقف على الحركة التجارية في الخليج من خلال كثرة السفن وازدحامها في مرساها؛ حيث كانت تُرى مشتبكة بين صاعد ومنحدر، وشهد العصر العباسي (الأول) تطورًا في صناعة اللؤلؤ في البحرين بما فيها قطر، وازداد الطلب على اللؤلؤ القطري والتجارة به؛ حيث كان يُستخرَج منها اللؤلؤ الجيد، وكانت هناك أصناف عديدة للؤلؤ، منها المدحرج الذي يسمى "القار"، لكن أكبره وأجوده كان اللؤلؤ القطري الذي تمتع بشهرة كبيرة في التجارة، مما جعله في صدارة منتجات الخليج العربي، وكانت قطر حاضرة السلام في دولة الإسلام، فوفد إليها الناس من كل الحواضر، واشتهرت أيضًا بوصفها حاضرة اقتصادية، فكانت تمد خزانة الدولتين الأموية والعباسية بالمال الوفير؛ وذلك لتعدد مصادر اقتصادها، من موانئ ولؤلؤ وصناعات مختلفة[11].

 

الخاتمة:

تم التطرق في هذا المقال إلى المحطَّات التاريخية لقطر في العصر الإسلامي، ومن أهمها: دخول قطر في الإسلام، وما شهدته في وقت الردة، والأدوار التي لعبتها في الدولة الإسلامية؛ حيث كانت القاعدة الحربية في الإسلام، والقاعدة العسكرية البحرية الأولى في الإسلام، وقاعدة إمداد الجيش الإسلامي، ومشاركة أهلها في الفتوحات الإسلامية، كما لعبت دور المعارضة في العصرين الأموي والعباسي، وكانت أيضًا رباط الإسلام في العصرين الأموي والعباسي، وكذلك المركز الاقتصادي في العصرين الأموي والعباسي، وقد بذل الدكتور علي بن غانم الهاجري جهدًا جبارًا في بسط القول حول النقاط التي ذكرناها.

 

المصادر والمراجع:

الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ط1، دار جامعة حمد بن خليفة للنشر.



[1] الهاجري، علي بن غانم (2020)، قطر في عيون الرحالة، ط1، دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، ص38-41.

[2] الهاجري، علي بن غانم (2020)، قطر في عيون الرحالة. ص66-67.

[3] الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص67- 69.

[4] الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص70- 71.

[5] الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص 73.

[6]الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص73-74.

[7] الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص74-75.

[8] الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص75.

[9] الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص 77-78.

[10] الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص79.

[11] الهاجري، علي بن غانم، (2020)، قطر في عيون الرحالة، ص80-81.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قراءة في كتاب: القاضي إياس بن معاوية والقضاء بالفراسة
  • قراءة في كتاب: عصر القرود
  • قراءة في كتاب: توجيه المتشابه في القرآن الكريم - دراسة في ملاك التأويل لابن الزبير الأندلسي
  • قراءة في كتاب: زاد الأديب
  • قراءة في كتاب: من أسرار الجمل الاستئنافية في القرآن الكريم، دراسة لغوية قرآنية
  • قراءة في كتاب: "الحاجب المنصور أسطورة الأندلس" للدكتور علي بن غانم الهاجري
  • قراءة في كتاب: البناء العقدي للجيل الصاعد
  • رحيل كائن زجاجي... قراءة في العتبات
  • قراءة في كتاب: "المرجحات: نحو تأصيل قواعد الترجيح في مدونة التفسير" قراءة في الدر المصون للسمين الحلبي

مختارات من الشبكة

  • قراءة موجزة حول كتاب: قراءة القراءة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ملخص مفاهيم القراءة بقلب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التوجيه الصوتي للقراءات القرآنية في كتاب "لطائف الإشارات لفنون القراءات" للقسطلاني، الصوامت نموذجا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أهمية القراءة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قراءة في كتاب: التأول في إباحة الدماء للدكتور فهد بن صالح العجلان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صدور كتاب ( التنجيم وقراءة الأبراج في ميزان الإسلام والعلم الحديث ) للدكتور راجح السباتين (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • تلخيص كتاب ( القراءة المثمرة مفاهيم وآليات ) للدكتور عبد الكريم بكار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قراءة في كتاب: هذه شريعتنا للدكتور شهاب الدين أبو زهو(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • صدر حديثاً كتاب ( الجمع بالقراءات المتواترة) للدكتور فتحي العبيدي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب) للدكتور محمد المختار ولد أبَّاه(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب