• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي (معجم أعلام الشفرة وكسرها)

عرض كتاب معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي (معجم أعلام الشفرة وكسرها)
د. يحيى مير علم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2020 ميلادي - 4/1/1442 هجري

الزيارات: 7183

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كتاب معجم أعلام التعمية واستخراج المعمَّى

في التراث العربي والإسلامي[1]

[معجم أعلام الشفرة وكسرها]

تأليف: الدكتور يحيى مير علم


 

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الأكرم، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فاسمحوا لي إخوتي وأخواتي أن أحييكم أطيب التحية، وأن أرحب بكم أجمل الترحيب، وأن أعبر عن سعادتي بالحديث إليكم في حلقة جديدة من (أحاديث الكتب)، وأن أتوجه بجزيل الشكر وبالغ التقدير لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، ولمديره الأستاذ الدكتور فيصل الحفيان، وجميع القائمين عليه على إتاحتهم هذه الفرصة لي للحديث عن كتابي: (معجم أعلام التعمية واستخراج المُعمَّى في التراث العربي والإسلامي)؛ من حيث أهميته، ومنزلته في المكتبة العربية، ودواعي تأليفه، وأقسامه وموضوعاته، ومنهجي في إعداده.

 

من نافلة القول وفضوله الإشارةُ إلى أن المكتبة العربية تغصُّ بكتب التراجِمِ على اختلاف أنواعها، ومناهج بنائها وتأليفها، سواء أكانت مرتبةً على القرون، أم العلوم، أو الفنون، أو الأسماء، أو المذاهب، أو الطرائق، أو الأجناس، أو البلدان، أو الأنساب، أو الوَفَيَاتِ، أو الضبط للأعلام والكُنى والألقاب، أو الفهارس أو الأثبات أو برامج الشيوخ، أو العاهات، أو المناقب، أو غير ذلك، وأدنى نظرة إلى تلك المكتبة تبين بجلاء الحيز الكبير الذي تشغله كتب التراجم والطبقات لكلٍّ من اللغويين والنحويين، والأدباء والشعراء، والمحدِّثين والمفسرين، والفقهاء والمؤرخين، والأطباء والحكماء، والعميان والمعمرين، وغيرهم.

 

على أن المكتبة العربية على كبير سِعَتِها وشموليتها، واستغراقها كتب العلوم والفنون والتراجم - قد خَلَتْ قديمًا وحديثًا من كتاب يجمع تراجم أعلام (علم التعمية واستخراج المعمى)، الذي يقابله حديثًا (علم التشفير، أو كسر الشفرة، أو الكتابة السرية، أو أمن المعلومات)، هذا العلم الذي سبق الأعلام العرب إلى تدوينه، وإرساء أصوله، وصوغ مبادئه وقواعده، ووضع مصطلحاته، وابتداع منهجياته، وعالجوا سبل استخراجه و"خوارزمياته"، والذي حَظِيَ قديمًا بأهمية كبيرة، ازدادت صُعُدًا في عصر المعرفة الرقمية والمعلوماتية، والحاسوب والشابكة وأنظمة الاتصالات، والذي استغرقت تطبيقاته جميع العلوم والميادين؛ كالمصارف، ومنصات التواصل الاجتماعي، وبرامج التعليم الإلكتروني، وشركات البث الفضائي، وسواها.

 

حديثي إليكم إخوتي وأخواتي عن كتابي الموسوم بـ(معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي)، الذي يندرج في كتب التراجم على العلوم والفنون، والذي يُعَدُّ أول كتاب في بابه، رَفَدَ المكتبة العربية واستدرك ما فاتها، وسدَّ نقصها.

 

والمعجم المذكور يقع في (389) صفحة، صدر في أبهى حُلَّةٍ، عن مطبوعات الوعي الإسلامي في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطاع الشؤون الثقافية، الإصدار (167) سنة 1439ه/ 2018م في دولة الكويت.

 

ويمكن القول بدايةً وإجمالًا: إن كتاب (معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي) رائدٌ في بابه، طريف في موضوعه، كبير في خدمته للمكتبة العربية والتراث العلمي العربي، قصرتُهُ على تراجم أعلام التعمية واستخراجها، سواء أكانت تعميةً علميةً، تقوم على أصول وطرائق ومنهجيات وآليات في التعمية واستخراجها، أم كانت تعميةً بديعيةً أدبيةً شعريةً، شاعت في العصور المتأخرة، دون الأولى شأنًا وخطرًا، وحرصتُ على أن يستغرق هذا المعجم تراجم مَن صنَّف في التعمية أو ما يرادفها في التراث العربي: (المعمى، أو المعميات، أو تعمية الحروف، أو الترجمة، أو المترجم، أو الكتب المعماة، أو الكتابة الباطنة)، ومَن صنَّف في استخراج المعمى أو ما يرادفه في التراث: (حل المعمى، أو كشف المعمى، أو فك المعمى، أو إيضاح المعمى، أو حل التعمية، أو إيضاح المبهم، أو حل المبهم، أو إيضاح المرموز، أو حل الترجمة، أو حل التراجم، أو حل المترجم، أو استخراج المترجم، أو استخراج الكلام، أو إخراج المكتوبات، أو استنباط الحروف المعماة)، وتراجم من صنف في التعمية بالأقلام المشهورة، واللغات البائدة، وبالتعمية البديعية، وتراجم من كان مشاركًا في أيٍّ منها، أو بارعًا، أو إمامًا، أو رأسًا، أو آيةً، أو أعجوبةً، أو نحو ذلك، مما ورد في مصطلحات المتقدمين في تعبيرهم عن شهرة المترجم بالتعمية، أو استخراجها، أو رسوخ قدمه فيها، أو براعته، أو تقدمه، أو فائق سرعته، أو كثرة طرق استخراجه للمعمى، أو تفوقه في استخراج التعمية العويصة أو المركبة أو التي لا تنفك، أو المسددة، أو غير ذلك، وسواء أكان المؤلَّف محفوظًا في مكتبة أم كان مطبوعًا، أو مصورًا، أو مفقودًا، مما نصت عليه كتب التراجم، أو مما لم تنصَّ عليه؛ إذ كان وصفًا لأحدهم بالبراعة أو التقدم في بعض مصادر التراث العربي والإسلامي.

 

ولما كانت التعمية حاجةً حضاريةً، تقتضي إخفاء بعض ما يُكتَب أو يُقال عن الآخرين لدواعٍ مختلفة - كان استعمالها قديمًا جدًّا؛ فقد عرفتها حضارات العالم منذ أكثر من ألفي سنة (ق.م)، لكن تدوين التعمية في مؤلَّف، يجمع أصولها وقواعدها وسبل استخراجها لم يتحقق إلا على يد الفيلسوف يعقوب بن إسحاق الكندي (ت: 260هـ - 874م) في مصنفه (رسالة في استخراج المعمى)، التي أفاد منها كلُّ مَن جاء بعده من العرب وغيرهم، فكان رائدًا في تأليف أقدم مدونة وصلت إلينا، وسبق بهذا ألبرتي الإيطالي (Leon Battista Alberti) رائد التعمية عند الغربيين بنحو ستة قرون، كتب رسالةً باللغة اللاتينية في (25) صفحة سنة (1466م).

 

ومما يستحق التسجيل هنا شهادةُ أشهرِ مؤرخي التعمية البروفسور الأمريكي ديفيد كان (David Kahn)، صاحب أكبر موسوعتين في التشفير بريادة العلماء العرب، معتمدًا في ذلك على ما ذكره القلقشنديُّ في كتابه المشهور (صبح الأعشى) نقلًا عن علي بن الدُّرَيْهم في رسالته (مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز)، وذلك في الفصل الثامن من الجزء التاسع الموسوم بـ(إخفاء ما في الكتب من السر)، وقد عبر مخطئًا عن بالغ أسفه لفقدان تلك الرسالة المهمة؛ إذ لم يطلع عليها.

 

وعلى أهمية التعمية قديمًا وحديثًا، وريادة العلماء العرب فيها، فإنها لم تحظَ باهتمام الباحثين المعاصرين، حتى أماط اللثام عن مخطوطاتها، ونهض بتحقيقها ودراستها ثلاثةُ باحثين: (د. محمد مراياتي، ود.محمد حسان الطيان، ود. يحيى مير علم) بمساعدة الأستاذ مروان البواب، وصدرت في جزأين عن مجمع اللغة العربية بدمشق، بعنوان (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب)؛ أولهما: في سنة 1987م متضمنًا ثلاث رسائل مخطوطة: ليعقوب بن إسحاق الكندي، ولعلي بن عَدْلان، ولعلي بن الدريهم، وثانيهما: سنة 1997م مشتملًا على ثماني رسائل مخطوطة، وحظي كل منهما بتقديم مهمٍّ، خطَّه رئيس المجمع أستاذنا المرحوم الدكتور شاكر الفحام.

 

وثمة جزء ثالث قصرناه على تحقيق أهم كتاب في التعمية بالأقلام واللغات البائدة ودراستها وتحليلها، وهو (شوق المُستهام في معرفة رموز الأقلام) لابن وحشية النبطي (ت: 260 أو 291 ...)، الذي أودعه نحوًا من تسعين قلمًا وأبجديةً، استعملتها حضارات العالم القديم، والذي سبق شامبليون إلى كشف رموز هيروغلفية بنحو عشرة قرون؛ وذلك لأن المخطوط طُبع في لندن عام (1806م) بعناية المستشرق جوزيف فون هامر (Joseph von Hammer) (1774-1856) مع مقدمة مهمة بالإنكليزية، نبَّهَ فيها على أهمية كتاب ابن وحشية النبطي في اكتشاف اللغات والأقلام القديمة عامةً، والهيروغليفية خاصةً، في حين كان اكتشاف شامبليون حروفًا هيروغليفيةً في حجر رشيد سنة 1822م.

 

ومن الجدير بالتنويه والإشادة هنا أن كتاب (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب) بجزأيه قد حظي باهتمام هيئات علمية معنية بنشر التراث العلمي العربي والإسلامي، وبالكشف عن جوانب الريادة فيه، فكان أن أصدر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية (KFCRIS)، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST) بالرياض ترجمةَ كتابـي: (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب) إلى الإنكليزية في ستة أجزاء بعنوان (الأصول العربية لعلم التعمية) Series on Arabic Origins of Cryptology ما بين 2003م و2007م، ترجمها: الأستاذ سعيد الأسعد، وراجعها: د. محمد السويل، ود. إبراهيم القاضي، والأستاذ مروان البواب، واشتملت على ترجمة لنصوص الرسائل المخطوطة مقرونةً بالنص العربي ومتبوعةً بالدراسة والتحليل.

 

ولما كان أساس المعجم تراجم أعلام (التعمية واستخراج المعمى)، وهو علم خفي غير معروف إلا لدى الخاصة والمعنيِّين، على كبير أهميته قديمًا وحديثًا، وعلى ريادة العرب فيه - كان من الضرورة بمكان التقديمُ لتراجم أعلام هذا المعجم بدراسة موطِّئة وموضحة، تسهل صعبَهُ، وتدني بعيده، وتجمع شوارده، وتنتظم أشباهه ونظائره، جعلتُها موضوعات القسم الأول، عرَّفتُ فيها التعمية واستخراجها، وبيَّنت أنواعها، وطرائقها، ومنهجياتها، وطرق حل المعمى وآلياته، وأهميتها في التراث العربي والإسلامي، وريادة العلماء العرب والمسلمين، وسَبْقَهُمُ الغربيين بنحو ستة قرون، وتوثيقها بشهادات بعض أعلامهم المنصفين، وأهم إنجازاتهم في التعمية واستخراج المعمى والتعمية بالأقلام القديمة، واقتصرت في جميع ذلك على ما ورد في التراث العلمي العربي والإسلامي دون ما انتهى إليه الأمر لدى المعاصرين المختصين بالتعمية واستخراجها على اختلاف المصطلحات المعاصرة الدالة عليه؛ مثل: (التشفير، والشفرة وكسرها، والترميز، وأمن المعلومات، والكتابة السرية، والكتابة الخفية...)، مما يعتمد على الخوارزميات الرياضية، والبرامج الحاسوبية، ويغرق في الجوانب الفنية والتقنية، ويخرج عن خطة الكتاب التراثية.

 

وأما القسم الثاني من المعجم، فاستقلَّ بتراجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي، الذين انتهى مبلغهم إلى زُهاء ثمانين عَلَمًا، جريتُ في إعداده على منهج يحقق الغاية المتوخاة منه، يمكن الإشارة إلى أهم معالمه بالآتـي:

1- التزمت في ترتيب تراجم الأعلام منهجًا يلائم موادِّهِ وطبيعة موضوعه، وهو في الجملة لا يخرج عن المألوف من مناهج معاجم التراجم العامة والخاصة في القديم والحديث إلا في قليل تقتضيه مواد التراجم، ومنزلة المترجمين في التعمية واستخراجها، وجوانب أصالتهم، ودلائل ريادتهم فيهما، وتأثيرهم فيمن خَلَفَهم من المؤلفين.

 

2- رتبت التراجم هجائيًّا وفق حروف أسماء الأعلام بخط أسود وسط السطر مسبوقةً برقم الترجمة المتسلسل، فإن كان العلم مشهورًا بكنية أو لقب أو إضافة إلى ابن أو أب، فقد أحَلْتُ في مثل هذه المواضع الفرعية على الاسم، وإن وردت الترجمة بغيره من كنية أو لقب، فذلك لانعدام المعرفة بالاسم، وثمة تراجمُ قليلة أخَّرتها؛ إذ وردت غفلًا من الاسم والكنية واللقب؛ لأن المصادر والمراجع لم تسعف في معرفة صاحب الترجمة، فاقتصرت فيها على إضافة كلمة (صاحب ...) إلى المشهور الذي عُرف به المترجم من كتاب أو غيره.

 

3- أثبتُّ سنة المولد والوفاة تحت الاسم لكل ترجمة بالتاريخين الهجري والميلادي، وما كان مجهولًا منهما رمزت إليه بثلاث نقط متتابعة، وإن كان المترجم مجهولَ المولد والوفاة، أفدت من القرائن التي تشير إلى القرن الذي عاش فيه، واجتهدت في تحديده على نحو تقريبي، وأشرت أيضًا إلى ما كان من التراجم مجهولًا، لإغفال المصادر تحديد مولده ووفاته، أو لأنه مجهول الشخصية، فلم أُصِبْ له ترجمةً فيما رجعت إليه من المطبوع والمخزن في الشابكة.

 

4- أتْبَعْتُ اسم المترجم وتاريخ المولد والوفاة بإيراد ترجمة موجزة له، حرصت على أن تكون موثقةً بإثبات مصادر الترجمة آخرها، مقتصرًا على الإشارة إلى أهم مؤلفاته، ومعنيًّا بإيراد ما كان منها ذا صلة بالتعمية واستخراجها، أو بالأقلام أو بالعلوم الخفية، ومميزًا بخط أسود ما كان ذا صلة بالتعمية واستخراجها من العبارات الواردة في التراجم المنقولة، وفي أسماء المصنفات والآثار؛ تحقيقًا للسهولة والسرعة في الوقوف عليه لمن يعنيه ذلك، وأما ما كان من تباين في مقدار تراجم الأعلام، فمرجعه تفاوتهم في الأهمية والشهرة، والإسهامات والأخبار، والمصنفات التي خلَّفوها، وتأثيرهم فيمن جاء بعدهم.

 

5- وثَّقت تراجم المعجم بإيراد كلام المتقدمين ما وجدته مفيدًا في الترجمة وإثرائها بأخبارهم ومشاركاتهم؛ إذ كانت المصادر تتفاوت فيما تورده، وما تَدَعُهُ، وما تنقله، معزوًّا لقائله أو غير معزوٍّ، وصولًا إلى أن يكون المعجم مرجعًا لتراجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي.

 

6- قصرت الفهارس على ما تقتضيه طبيعة هذا المعجم المتخصص في تراجم أعلام التعمية واستخراج المعمى؛ من فهرس للموضوعات، وآخرَ للأعلام المترجمين دون الفهارس الفنية التفصيلية لأسماء الكتب والأعلام والأشعار والمصطلحات والبلدان وسواها، مما لا يناسب طبيعة المعجم، ولا غَناء تحته، ولا ينطوي على كبير فائدة؛ فقد اشتمل غير قليل من التراجم والنُّقُولِ على كثير من أسماء الكتب والمصنفات والرسائل والأعلام، مما لا علاقة له بالتعمية واستخراجها، ولا بالمصادر والمراجع التي ذكرت في التوثيق نهاية التراجم، بل هو مما ورد ذكره عرضًا في الترجمات وكلام المتقدمين.

 

7- حرصت على التقليل من الحواشي ما أمكن، فقصرتها على ما دعت إليه الضرورة، بما يناسب طبيعة المعجم، فأتْبَعْتُ أسماء المصادر المنقول منها بمواضع الإحالة عليها في المتن استغناءً بها عن إيراد حواشي التوثيق، وجمعت مصادر التراجم نهاية كل منها في المتن أيضًا، كثيرةً كانت أو قليلةً، تحقيقًا للاقتصاد في الحواشي، وقصرت للغاية نفسها قائمة المصادر والمراجع على بيانات ما ورد في توثيق التراجم نهايتها، وعلى ما رجعنا إليه من أسماء الكتب المطبوعة والمخطوطة والمخزنة في وسائطَ إلكترونية، وعلى المقالات والدراسات والمحاضرات ومواقع متخصصة في الشابكة (الإنترنت)، دون سواها من أسماء مصنفات كثيرة للمترجمين، وردت في النقول ضمن تراجمهم، مما لا صلة له بالتعمية واستخراجها.

 

8- ألحقت بالتراجم نهاية المعجم فهرسًا "بيبلوغرافيًّا"، يتضمن توثيق أهم جهود المعاصرين، ممن اهتموا بتاريخ علم التعمية واستخراجها في التراث العربي، وبريادة العلماء العرب والمسلمين فيهما، فنشروا كُتُبًا تأليفًا أو تحقيقًا، أو دراسةً، أو بحوثًا، أو مقالاتٍ في دوريات أو مجلات مُحكَّمة، أو في الشابكة في مواقع متخصصة أو عامة أو في مدونات، بالعربية أو بغيرها من اللغات، أو قاموا بنشر مراجعات لكتب أو غيرها، أو شاركوا في ندوات أو مؤتمرات علمية متخصصة في التراث العربي والإسلامي أو تاريخ العلوم العربية والإسلامية بأوراق عمل أو محاضرات، أو ترجموا كتبًا أو دراسات في تاريخ التعمية، أو راجعوا تلك الترجمات، على اختلاف أقدارهم ومنازلهم وجهودهم العلمية، وعلى تعدد تسميات التعمية واستخراجها عند المعاصرين مما سبقت الإشارة إليه، وقد جعلته ملحقًا في نهاية التراجم لخروجه عن خطة الكتاب التي قصرتها على تراجم الأقدمين من أعلام التعمية واستخراجها، على ما في الملحق من جمع واستقصاء لجهود كثير من المعاصرين المهتمين بتاريخ علم التعمية واستخراجها في التراث العربي، وبيان ريادة العلماء العرب والمسلمين فيه، وقد ظهر جليًّا أن أغلب المعاصرين أفاد كثيرًا أو قليلًا مما حققناه من مخطوطات، ومما درَّسناه وأصدرناه من كتب التعمية، ومما قدمناه في المؤتمرات والندوات، على اختلاف صور جهودهم، سواء أكانت نشرًا لمقالة، أو مشاركةً في ندوة أو مؤتمر، أو عرضًا أو تلخيصًا لكتاب، أو تنبيهًا على السبق العلمي، أو غير ذلك.

 

أما أشهر الأعلام الذين صنفوا في التعمية ممن اشتمل المعجم على تراجمهم، فهم: الخليل بن أحمد الفراهيدي، وجابر بن حيان، ويعقوب بن إسحاق الكندي، وأحمد بن وحشية النبطي، وابن طباطبا، وابن وهب الكاتب، وأسعد بن مَـمَّاتي، وعلي بن دُنَيْنير، وعلي بن عَدْلان، وعلي بن الدريهم، وعلي بن أيدمر الجِلْدَكي، وأبو القاسم أحمد العراقي، ومحمد بن الحسن الجُرْهُمي، وذو النون المصري.

 

ومن أشهر الأعلام المترجمين الذين صنفوا في التعمية بالأقلام واللغات البائدة ذو النون المصري، صاحب (حل الرموز وبرء الأسقام في كشف أصول اللغات والأقلام)، وأبو القاسم العراقي مؤلف (حل الرموز وفتح أقفال الكنوز)، ويعقوب الكندي واضع (رسالة في استخراج الـمعمى)، وابن وحشية النبطي صاحب (شوق الـمستهام في معرفة رموز الأقلام)، وجابر بن حيان مؤلف (حل الرموز ومفاتيح الكنوز)، وابن الدريهم مصنف (مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز).

 

واشتمل المعجم كذلك على ترجمات لأعلام جمعوا بين التعمية والكتابة والإنشاء، أشهرهم أبو بكر الصولي في مؤلفه (أدب الكتاب)، وحمزة بن الحسن الأصبهاني في كتابه (التنبيه على حدوث التصحيف)، وإسحاق بن وهب الكاتب في كتابه (البرهان في وجوه البيان)، وأبو هلال العسكري في كتابه (ديوان المعاني)، وأسعد بن مَـمَّاتي في مصنفه (خصائص المعرفة في المعميات)، وابن نُباتة في ترسُّله، وابن خلدون في تاريخه ومقدمته، والقلقشندي في سِفره (صبح الأعشى).

 

وختامًا: فإن هذا المعجم، وإن بذلت في إنجازه غاية الوُسْعِ والطاقة، إلا أنه دون ما أردت له من التجويد والإتقان والاستقصاء، والخلوِّ من النقص أو السهو أو الخطأ، لكن لا سبيل إلى ما لا يكاد يبرأ منه عملُ بشرٍ؛ إذ كان النقص شاملًا لجميع المخلوقين، والمأمول ممن قد يجد شيئًا من ذلك أن يستدرك مشكورًا مأجورًا ما قد فات، ويصحح ما قد سها به القلم، أو جانَبَ الصوابَ، والحمد لله رب العالمين على ما يسر وأعان.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 


 

[1] حلقة متلفزة عن كتابي (معجم أعلام التعمية واستخراج المعمَّى في التراث العربي والإسلامي)، أُعِدَّت بطلب من معهد المخطوطات العربية بالقاهرة ضمن سلسلة (أحاديث الكتب: كيف يتحدَّث المؤلِّف عن كتابه)، وجرى بثُّها في موقع المعهد على اليوتيوب والفيس بوك في يوم الأحد 19/ 7/ 2020م.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تذييل على تاريخ نشر التراث العربي
  • التراث العربي: هوية الماضي وزاد المستقبل (1/2)
  • التراث العربي: هوية الماضي وزاد المستقبل (2/2)
  • مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بمكة المكرمة (WORD)
  • التعلم بين التراث الإسلامي والنظريات الغربية الحديثة
  • تحقيق التراث العربي
  • نحو خطة واعية لإحياء التراث الإسلامي
  • اختصار تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد لمحمد طه
  • إجابة الدعاء، أوقاته - أماكنه - أحواله لعلي بن محمد العمران
  • أثر مراعاة المقاصد الشرعية في أصول المذهب المالكي للطالب ولد المجتبي

مختارات من الشبكة

  • معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • جهود مجمع اللغة العربية بدمشق في التعمية واستخراج المعمى عند العرب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • معجم أعلام التعمية في التراث العربي والإسلامي(كتاب - حضارة الكلمة)
  • عرض كتاب: تقاليد المخطوط العربي معجم (مصطلحات وببليوجرافية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض لكتاب (معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات) لمؤلفه أ.د.إبراهيم الدوسري(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب: البيئة والأوبئة في التراث الطبي العربي الإسلامي تأليف محمود الحاج قاسم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب