• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

المسلم والبناء الحضاري لمحمد أديب الصالح

أحمد بن محمود الداهن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/9/2007 ميلادي - 1/9/1428 هجري

الزيارات: 14528

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
المسلم والبناء الحضاري
الوجود الذاتي وعمارة الأرض
لفضيلة العلامة الأصولي الشيخ د. محمد أديب الصالح 
إعداد: أحمد بن محمود الداهن


يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة (معالم قرآنية في البناء) للأستاذ الدكتور محمَّد أديب الصَّالح، في 342 صفحة من القطع المتوسط.
الناشر مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى، 1428هـ- 2007م.

أخذ بناء الإنسان؛ في قلبه وعقله وطريقة تفكيره ومشاعره -ليكون ذلك الإنسان المؤثِّر في بناء المجتمع- حيِّزاً واضحاً في كتاب الله وسنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فقد وضع القرآن -بمعالمه المشرقة- الأمَّةَ على الطَّريق الصَّحيحة في البناء، وكانت صياغة الإنسان وبناؤه على الوجه الذي يكفل له القدرة على أن يكون -وهو يعمر الأرض- اللَّبنة الصَّالحة في مجتمع أنموذجي، هو مجتمع الرِّسالة التي تنزَّل بها القرآن وحياً من السَّماء، كانت البحر الذي لا ساحل له في حياة نبيِّنا محمَّد -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن ليشغله عنه شاغلٌ في سلمٍ ولا حرب، ولا منشطٍ ولا مكره.

وقد حاول الكاتب استقراء الأسس التي قام عليها بناء الإنسان في القرآن، فجاءت عنده على النَّحو التَّالي:
• في ضوء المنهج القرآني؛ كانت الخطوة الأولى: العمل لجعل الإنسان يحسَّ بحقيقة إنسانيَّته؛ فهو المخلوق الذي كرَّمه الله -سبحانه- فخلقه في أحسن تقويم، وفضَّله على كثيرٍ ممَّن خلق، وعليه؛ فمقياس التَّفاضل بين البشر، وتقدير الأولويات بينهم؛ ينبغي أن يقوم على ما يكون من حسن صلة هذا الإنسان بربه، وما يقدِّم من عملٍ صالح، وملاك ذلك كلِّه في المصطلح الإسلامي هو التَّقوى.

• الدَّعوة إلى إعمال العقل ونبذ التَّقليد الأعمى؛ فإعمال العقل يفسح المجال للتدبُّر في النَّفس، والنَّظر في آلاء الله ومخلوقاته نظرةً عمليةً تجريبيًة؛ تصل بالإنسان إلى الإيمان بالله -عز وجل- والاستقامة على طريقةٍ تتحقَّق معها إنسانية الإنسان.

• الدَّعوة إلى العلم، والكشف عن الأبعاد الحقيقية للعلم في بناء الفرد وتكوينه، وفي سلامة بناء المجتمع وحراسته التي تضمن الاستقرار، وتباعد عنه عوامل الأذى والانهيار.

• التَّوجه إلى الله بالدُّعاء الصَّادق، والضَّراعة الخاشعة؛ فصلة العبد بربِّه في الرَّخاء، والتجاؤه إليه في الشِّدة، وتوجُّهه إليه بإخلاصٍ وصدقٍ؛ يشدُّ الأزر، ويبعث على الطُّمأنينة، ويجعل من المؤمن إنساناً يتَّسم بالإيجابية، والبعد عن اليأس.

• التَّناسب والتَّلازم بين طبيعة الرِّسالة الإسلامية، والآفاق التي هي كِفاء حجمها إنسانيةً وشمولاً وتجاوزاً لحدود الزَّمان والمكان؛ وبين قيمة الإنسان، والارتفاع به إلى حيث القدرة على العطاء والإنجاز.

• إنهاء رحلة الضَّياع التي يمثِّلها سلوك الإمَّعة في المجتمع؛ ذلك الإنسان الذي رضي من الغنيمة بالإياب، فأخلد إلى الرَّاحة من عناء التَّفكير، والوصول إلى القناعة التي فيها مقنَع، فهو يتعامل مع الحياة والنَّاس وكأنه معوَّق فكراً وسلامةَ تصرُّف!

• عقد الصِّلة بين الإيمان وما يخاطَب به المؤمنون، تكليفاً وتوجيهاً وتنبيهاً، على صعيد الهداية التي هي الغرض الأول من إنزال القرآن الكريم؛ كيما يكون التَّكامل بين الإيمان والعمل سمةً من سمات البناء السَّليم في حياة الفرد والجماعة.

• الضَّلال المبين الذي يمثِّل المخالفة عن أمر الله ورسوله؛ داءٌ عضالٌ تتجرَّع الأمَّة غصصه على صعيد الفرد و المجتمع، متجاوزاً ذلك إلى الصَّعيد العام، في عديدٍ من بقاع عالمنا الإسلامي.

• {يَاأَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا} هي وأمثالها مرتكز حركة الأمَّة، وحافزها إلى التَّخطيط والتَّنفيذ، وهي انطلاقةٌ راسخة الجذور شهدتها أصعدة العقيدة والتَّشريع والأخلاق والسُّلوك، ناهيك عن التَّربية والتَّعليم والبناء الحضاري السَّليم في شموله وتكامله وارتباطه بالرِّسالة الخاتمة، وبذل الأموال والأنفس في سبيل ذلك.

• أن تأخذ التَّربية على بلوغ مرتبة الإحسان حقَّها من العناية في عملية البناء الهادفة للإنسان المسلم، ذكراً كان أم أنثى؛ لما لذلك من الآثار المحمودة التي تعطي عطاءها الميمون في سلوك الفرد وكيان الجماعة على مختلف الأصعدة وبشتَّى الميادين.

• الانتفاع بحقيقة أن الله لا يغيِّر نعمةً أنعمها على عباده حتى يغيَّروا ما بأنفسهم؛ فإذا غيَّروا ما بأنفسهم من صادق العبودية، وأن تعنوا الوجوه أبداً لخالق السَّماوات والأرض؛ غيَّر الله ما بهم من نعمةٍ وباؤوا بالخسران المبين، فإن أراد هؤلاء الذين غيَّر الله ما بهم من نعم أن تعود إليهم تلك النِّعم؛ فما عليهم إلا أن يعودوا لما كانوا عليه من الصِّدق مع الله، والإخلاص في طاعته، والبعد عن كل ما يعكِّر صفاء القلب بالمعرفة، وإشراقة النَّفس بالهدى والخير.

• أهلية الإنسان قابلها تسخير الكون وتذليله وفق حكمة الله البالغة والصُّورة التي أرادها؛ فالكون مسخَّر للإنسان، والإنسان قد أعطي مفاتيح هذا التَّسخير، بما أودع الله-تعالى- فيه من عقل، وقدرةٍ على النَّظر والبحث والتدبُّر والفهم، والإفادة من المعاناة والتَّجربة.

• كما تعبَّدنا الله -تعالى- باعتقاد ألوهيَّته ووحدانيَّته، وتنزُّهه عن الأضداد والأنداد؛ تعبَّدنا بشريعةٍ ناظمةٍ لكل شؤون الحياة. والعمل بها طريق البشرية للسَّعادة والفلاح.

• الحياة التي تدعو إليها الرَّسالة المحمدية تأخذ بعين الاعتبار مقام العلم في الوصول إلى حقيقة التَّسخير ومفاتيحه، وأنه بدون هذا العلم العملي، وتنمية حوافز البحث والتَّنقيب؛ لا يمكن أن يصل الإنسان إلى اكتشاف أسرار هذا الكون، والوقوف على سنن الله-تعالى- التي بناه عليها، وسيَّره بمقتضاها على صعيد الإنسان والحيوان والجماد، وفي البرَّ وفي البحر وفي الجوِّ.

• أن تتيح الأمة لأبنائها الموهوبين القادرين أن يأخذوا مكانهم الطَّبيعي في المجتمع، وتستخدم ما يقدَّمونه من منجزاتٍ علميةٍ في البناء السَّليم الذي يعود على الإنسانية بالخير، وينمِّي عوامل الطَّمأنينة والاستقرار.

• من سلامة التَّصور والتزام منهج الإسلام في التَّفكير؛ حيث ينتفي الفصل بين الإيمان ومقتضياته وبين السلوك: أن يكون ما يعطيه تسخير الله- سبحانه- ما في السَّماوات وما في الأرض للإنسان، وما تقوم عليه طبيعة العلاقة بين الإنسان والكون في القرآن؛ حافزاً عظيماً يشحذ الهمم ويجنَّد الطَّاقات. وذلكم مؤشِّر الجدَّية في إحكام البناء، وعنوان صدق العزيمة في العملية التَّنموية على كلِّ صعيد.

• الحياة الكريمة التي تُشعر الإنسان بإنسانيته وكرامته وحرَّيته، ركيزةٌ على غايةٍ في الأهميَّة في شريعة الإسلام، والحرص عليها مَعْلمٌ أوليٌّ بارزٌ من معالم حضارة الإسلام.

• المسلمون لا ينتظرون رسالةً جديدةً، ولا رسولاً جديداً، ولكن يديرون حركة الحياة، وينطلقون في ميادينها عاملين بهذه الرِّسالة، مستضيئين بهديها في كتاب الله -سبحانه- وسنة رسوله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ثم ما أعطاه الواقع العملي في كل الميادين الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وما إليها، حين خرجوا إلى حيِّز التَّنفيذ، وتوظيف الثَّقافة والفكر على أرض الواقع الحي.

• إكمال الدِّين، وإتمام النِّعمة بالإسلام الذي رضيه الله لعباده؛ مسؤولية كفاؤها تحويل المبادئ إلى وجودٍ عمليٍّ ناطقٍ يتحرَّك في شتَّى الميادين ويحرس الأمة؛ جهاداً للأعداء في الخارج، وتزكية للنُّفوس وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر في الدَّاخل.

• المعرفة مسؤوليةٌ وتَبِعاتٌ؛ فهي ليست ترفاً ثقافياً في حياة المسلم، ولكنَّها -مع المسؤولية- نقطة بدءٍ، على طريق تنأى بسالكيها عن السَّآمة وما هو الألصق بالعافية من التَّبعات. وهم يزاولون عملية البناء في أنفسهم وفي مجتمعهم؛ تطبيقاً للمنهج الرَّباني الذي أملاه الإسلام الحنيف.

• لمَّا ثبت أنَّ محمَّداً -صلى الله عليه وسلَّم- خاتم النَّبيين؛ فالواجب متابعة طريق البناء القويم في ظلِّ الرِّسالة الخاتمة وعلى هديها الواضح المستبين = مسؤولية القول والعمل بانتظار كل من يصبح أهلاً للتَّكليف آمن بأن رسالة الإسلام هي الخاتمة، وأنَّ محمداً -صلى الله عليه وسلَّم- خُتمت به النبوَّة والرِّسالة.

• حين ختم الله -تعالى- بالإسلام رسالات السَّماء، وختم النُّبوة بمحمَّد -عليه الصلاة والسلام- ائتمن أمَّة الإسلام على حمل العبء في قيادة قافلة الإنسان نحو سعادة الدارين، ونبَّهها أوضح تنبيه وأحزمه على ألا تكون مع كتاب ربها كأولئك المغضوب عليهم الذين حُمِّلوا التوراة، ثم لم يحملوها؛ بالعمل بها، والوقوف عند حدودها.

• الرهبانية مثلٌ سيِّءٌ غريبٌ عن بنية هذه الأمَّة التي أخرجتها الرِّسالة الخاتمة من الظُّلمات إلى النُّور، في مسلكها الإيجابي، ومزاولتها لشؤون الحياة هنا وهناك، والعمل الجادِّ على تنمية طاقاتها الذَّاتية التي تجعلها على مورد الاستقلال؛ في الفكر، والمنهج، وصنع القرار المناسب لهذا المستوى، وتهبها قدرة السَّبق-بعون القادر سبحانه- حيث السِّباق مع الزَّمن الذي لا يعبأ بكسول ولا متهاون، ومع أولئك الذين يتربَّصون بها الدَّوائر؛ فلا رهبانية في الإسلام، بل إنَّ رهبانية هذه الأمَّة الجهاد.

• القضاء على الضَّعف، والقدرة على الإفادة من إمكانات القوَّة المتوافرة في كل بقاع العالم الإسلامي، كما تدلُّ على ذلك المتغيِّرات القائمة اليوم؛ لا تكون إلا بعودةٍ صادقةٍ موضوعيةٍ إلى معالم الكتاب؛ نهتدي بهديها، ونستضيء بنورها.

• بين الرُّكن الخامس من أركان الإسلام وبين الجهاد صلة قربى ووشيجة نسب؛ لما أنَّ كثيراً من أعمال الحجِّ تبدو وكأنها صورٌ من صور الجهاد للنَّفس والمألوف، ودُرْبةٌ على الجهاد في ميدان القتال أو تمهيداً له.

• هدم الوثنية والخرافة والكسل العقلي، بجانب غرس عقيدة التَّوحيد، وإقامة الأدلَّة على صدقها وأحقيَّتها، وتوجيه الإنسان إلى النَّظر والتفكُّر في نفسه وما حوله؛ من الآيات الدَّالة على وجود الله وقدرته، جلَّ شأنه.

• إبراز حقيقة التَّرابط بين دار العمل ودار الجزاء؛ حيث إن مجال السَّعي هنا، بما يترتَّب عليه من تطبيق منهج "لا إلهَ إلا اللهُ" في كل مجال من المجالات، على صعيد الفرد والجماعة، والجزاء العدل الأخروي هناك يوم يعرض النَّاس لربِّ العالمين.

• مكرمة الشَّهادة على النَّاس -وهي إحدى الجوانب التَّطبيقية للتَّرابط بين العاجلة (دار السَّعي) والآجلة دار (الجزاء)- ليست مرتبطةً بعنصريةٍ متميزة، أو أرض، أو لسان؛ ولكنَّها مرتبطةٌ بالعمل الجادِّ المنبثق عن العقيدة، الذي يضمن أن تكون الأمَّة على المستوى اللائق بالشَّهادة على النَّاس يوم توضع الموازين بالقسط.

• تعاون الأخ مع أخيه على البرِّ والتَّقوى، وتجاوز الفوارق في ظلِّ العقيدة؛ ركيزةٌ من أهمِّ ركائز العمل البنَّاء.

• ينبغي على المؤمن إذا انطلق لبناء الحياة على الوجه الذي ينبغي ديناً ودنيا؛ من الإيمان العميق بقدرة الله -تعالى- على أن يبعث الخلائق بعد الموت، ويجمعهم في يوم المعاد، الإيمان الذي لا يفارقه الاقتناع العقلي؛ انطلق بايجابيةٍ وقدرةٍ على متابعة الطَّريق فيما يتطلَّب البناء من أخذٍ بالأسباب، في سلوكٍ يسيِّر الإمكانات والطَّاقات في قنواتها الطَّبيعية، ويضع إنسانية الإنسان وحريَّته موضعهما، من التَّكريم والقدرة على التَّفاعل مع كلِّ ما هو خيرٌ وبرٌّ.

• الصِّلة -صلة التَّدبُّر والتَّفكُّر، والاستجابة للحقيقة والانفعال بها- بين المسلم وبين كلام الله -عزَّ وجلَّ- ثمرتها: استنارة العقل والقلب، بما يدلَّ على الطُّمأنينة التي وسعت القلب وأراحته، وعلى الاستقرار النَّفسي الذي لا غنى عنه في عملية البناء الكبرى.

• استنفاد الوقت بالعبادة والعمل شكرٌ لله -تعالى- المنعم على تفضُّله؛ فالوقت أمانةٌ في الأعناق، خصوصاً والمطلوب تدارك ما فات، والمسارعة بحزم وعزم إلى الأخذ بأسباب الوجود الذَّاتي، وإلا اشتدَّ الخطب وضاقت الحيلة.

• المسؤولية في بناء المجتمع، وإغناء ميادينه بالعطاء والنَّماء؛ قدرٌ مشترك بين ذكور الأمة وإناثها، كلٌّ حسب تكوينه وما فُطر عليه.

• توطيد دعائم التَّميز والاستقلالية في التَّفكير، وأن يكون للمصطلحات المتَّسقة مع ذلك التَّفكير سلطانُها على السُّلوك في الأقوال والأفعال وكلِّ ما هو من بناء الحياة بسبيل.

• الوعي العميق لتحرُّكات اليهود التي تصل في عصر النُّبوة إلى وزن كلمةٍ يخاطبون بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو التَّحية المزعومة يلقونها على طريق المسلمين؛ جديرٌ بأن يوقظ الأمَّة على مطارق البغي، وأن يفتح الأبصار وينير البصائر، في شتى ميادين البناء.

• اعتقاد أن تصريف الكون -بما في ذلك نزول المطر- هو من الله -عزَّ وجلَّ- وفق قوانين وضعها بحكمته؛ هو حجر الزَّاوية في المنهج السَّليم، الذي يجعل من المؤمن إنساناً لا تمزقه الشُّكوك، ولا يقع في حمأة التَّناقض بين إيمانه بالله وإسناده الأفعال إلى غيره.

• النَّهي عن الرُّكون إلى المكذِّبين، أولئك الذين لا يقفون عند التَّكذيب الذي هو صفةٌ ملازمةٌ لهم، والإنكار الذي يصحبه؛ بل يتجاوزون ذلك إلى تمني أن يترك أهل الحق حقَّهم إلى ما هم فيه من الباطل والضَّلال.

• ضرورة أن يستخدم الإنسان عقله، ووسائل المعرفة التي وهبها الله -سبحانه- له، ولا يغيِّبها تحت وطأة الأهواء، والتَّقليد الأعمى، والنَّزعات الجاهلية، ثم أنْ يتأمَّل ويتدبَّر، ويُعْمِل عقله ووسائل المعرفة تلك في نفسه وفي الآفاق؛ ليظفر بما يثمر ذلك الخير الكثير.

• اليسر وعدم الحرج هو إحدى خصائص البناء التَّشريعي في الإسلام، كما أنَّه عاملٌ مهمٌّ من العوامل التي أقدرت البناء التَّشريعي في الإسلام على الاستجابة لكل الحاجات الاقتصادية والاجتماعية، على اختلاف الأقاليم والظُّروف.

• التَّكاليف الشرعية، وفي كونها بعيدة عن العسر والحرج؛ هي خير عونٍ للمسلم؛ إذا تدبَّر أمره، وفَقِهَ حكمةَ ربه؛ على أن يكون طاقةً فاعلةً في مجتمعٍ ناهضٍ قويٍّ جديرٍ بالانتماء إلى خير أمة أخرجت للناس.

• تنمية قدرة الإنسان على التَّفاعل مع الحياة بكل ميادينها؛ كيما يمتدَّ ذلك بكلِّ ما فيه من إمكاناتٍ بشرية، ولكيلا تكون العبادة الخاصَّة عائقاً عن العبادة العامَّة التي تبعث الحياة في كلِّ زاويةٍ من زوايا المجتمع، ضمن إطار من الخير والغايات النَّبيلة التي تضع كلاً من الجهد والوقت والمال موضعه الطَّبيعي المنتج.

• سلامة التَّصور ليسر هذا الدِّين وبعده عن الحرج؛ لا تنفصم عن الانطلاقة الفاعلة البنَّاءة، على صعيد الفرد والجماعة؛ بل والأمة.

• الموالاة القائمة على حب الله ورسوله ما بدٌّ من أن تأخذ طريقها العملي، على صعيد الواقع الذي تنشئه الأمَّة بالإسلام، في حالات السِِّلم والحرب، وفقه العلاقة بين المؤمنين بعضهم ببعض، وبينهم وبين الآخرين كيف تكون. وليس ذلك فحسب؛ بل أن يكون السُّلوك في تسيير دفَّة الحياة وتوجيه حركتها الوجهة النافعة المثمرة؛ وفق تلك الحقيقة، دون أي لَبْس أو تأويل!

• العناية بغرس ضوابط الولاء والبراء في النُّفوس، وإعطاؤها ما تستحقُّ من فقه النَّص وأبعاده، على السَّاحتين الثقافية والعملية، وما يستلزم ذلك -مع الحزم- من الحكمة وحسن التأتي والحصافة في إيراد القضايا مواردها المناسبة!

• الإيمان بالله -سبحانه- وخشيته حقَّ الخشية؛ طريقهما العلم الناتج عن البحث والتَّجربة، والنَّظر في آلاء الله وآثار قدرته المبثوثة في هذا الكون المنبسط الأرجاء.

• حين تتَّسع ميادين العمل، وتتنوَّع الأساليب، وتجد الأمَّة نفسها أمام أكثر من طريق للتَّطوير والتنمية والبناء؛ تبدو الحاجة ملحَّة أكثر لتنمية وازع الخشية من الله -تعالى- ومراقبته؛ ليكون لكل فرد رقيبٌ من داخل نفسه.

وبعد استجلاء معالم قرآنيةٍ نيِّرةٍ حفلت بالأسس التي سبق ذكرها، وقبل أن يلقي الكاتب عصا التِّسْيار مع تلك المعالم المشرقة؛ كان له وقفاتٍ مع أثر الهداية في بناء الفرد والجماعة، وما للتَّربية على الهداية والإتباع من طيب الثَّمر في بناء أجيال الأمة؛ عبر معالم قرآنيةٍ عديدةٍ؛ من سور: التوبة، والعنكبوت، والزلزلة، والكهف، ويونس.

ويختم الكاتب ببيان قيمة الإنسان في الدَّعوة الإسلامية، وقيمة الهداية في الإسلام، في صورٍ من سيرة نبي الرَّحمة -صلَّى الله عليه وسلَّم- فهداية الخلق إلى الحق الذي جاء به الإسلام كان المطلب الأول.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الذات المسلمة والحضارة
  • الإسلام والشخصية الاستقلالية
  • لمحات من روائع تشريعاتنا (1)
  • الخيار في حضارة الإنسان
  • الأجنبي يخترع والعربي يجترع
  • التكبر الحضاري
  • المسلم والظواهر الكونية من استلهام قوانين التسخير إلى تفعيل آليات التسيير

مختارات من الشبكة

  • شرح حديث أبي هريرة: "المسلم أخو المسلم لا يخونه"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلمون والصدام الحضاري المفروض(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الأثر الحضاري لمسلمي أمريكا اللاتينية في المنطقة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حق المسلم على أخيه المسلم (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • حق المسلم على المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • شرح حديث: المسلم أخو المسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حرمة المسلم على أخيه المسلم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة: حق المسلم على المسلم(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • ما يقول المسلم إذا مدح المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب