كتاب "العلل ومعرفة الرجال" لعلي بن المديني: أصوله الخطية وطبعاته

كتاب «العلل ومعرفة الرجال» لعلي بن المديني

أصوله الخطية وطبعاته

للإمام الحافظ الكبير أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر السعدي، المشهور بـ«ابن المديني» (ت234هـ) اهتمامٌ خاص وتفرُّدٌ في باب معرفة علل الأحاديث، قال أبو حاتم الرازي (ت277هـ): «كان عليّ بنُ المديني علمًا في الناسِ في معرفةِ الحديث والعلل، وكان أحمد بنُ حنبلٍ لا يُسمِّيه إنَّما يُكنِّيه: أبو الحسن، تبجيلًا له، وما سمعتُ أحمد بنَ حنبلٍ سمَّاه قطُّ»[1].

ومُصَنَّفه في ذلك من أحسن المصنفات في بابه؛ قال الحافظُ عماد الدين ابنُ كثير (ت774هـ): «ومِن أحسنِ كتابٍ وُضع في ذلك - يعني في علل الأحاديث - وأجلِّه وأفحلِه «كتاب العلل» لعلي بن المديني شيخ البخاري، وسائرُ المحدّثين بعدَه في هذا الشأن على الخصوص»[2].

النسخ الخطية للكتاب:

ليس لكتاب «العلل» لابن المديني سوَى نُسخةٍ وحيدة فريدة وُجِدت ضمن مجموعٍ حديثي نادر من محفوظات مكتبة سراي أحمد الثالث بتركيا تحت رقم (624/26)، ويقع كتابُ «العلل» في هذا المجموع من الصفحة (255/ب) وينتهي بالصفحة (268/أ) في أربعةَ عشرَ لوحةً، في كلِّ لوحةٍ صفحتان، وفي كلِّ صفحةٍ خمسةٌ وعشرونَ سطرًا.

وناسخ هذا المجموع هو أبو بكر بن علي بن إسماعيل الأنصاري، وقد جاء في آخر المجموع: «كمُل كتابُ الطبقاتِ من تخريجِ مسلم، وبه كمُل جميعُ الكتابِ الجامعِ للكتبِ، بحمدِ الله ومَنِّه وعونِه، في ثاني شهر رمضان المعظم سنةَ ثمانٍ وعشرين وسبعمائة بميدانِ الفتحِ بالقاهرة المعزيَّةِ على يدِ العبدِ الفقير إلى اللهِ تعالى أبي بكر بن علي بن إسماعيل الأنصاري البهنسي الشافعي، عامَله الله بلطفِه في الدّارينِ هو ووالديه وجميع المسلمين، آمين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ على سيدِنا محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل».

ومن هذا المجموع صورةٌ بمعهدِ المخطوطاتِ العربية بالقاهرة تحت رقم 743، ومنه صورة جيدة مصورة على شبكة المعلومات.

طبعات كتاب العلل لابن المديني:

طُبِع كتاب «العلل ومعرفة الرجال والتاريخ» للإمام علي بن الديني خمس طبعات:

الطبعة الأولى: تحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، سنة 1392هـ /1972م في (135 صفحة)، وقد سقطت إذ ذاك مقدمة التحقيق، وبعد مرور سنتين على نشر هذه الطبعة وجد المحققُ أنَّ الحاجة قد دعت إلى إعادةِ طبعهِ، فصحَّحَ الكتابَ واستدرك بعضَ الأخطاءِ على الطبعةِ الأولَى، وأرسلها إلى الشيخ زهير الشاويش صاحبِ المكتبِ الإسلامي ببيروت، ثم ضاعت تلك الأوراق والتصحيحات في فتنة لبنان، ولم يتمكن المحققُ من إصدار طبعة ثانيةٍ من الكتاب إلَّا في سنة 1400هـ /1980م، في (127 صفحة).

الطبعة الثانية: حقَّقها وعلَّق عليها الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، دار الوعي - حلب، سنة 1400هـ / 1980م، في (158 صفحة)، في نفسِ السَّنةِ التي أصدَر فيها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي طبعته الثانية من الكتاب، ولم يرد في مقدمةِ التَّحقيقِ لهذه الطبعة أنَّ المحققَ قد وقفَ على عمل الدكتور الأعظمي لا في طبعتِه الأولى ولا في طبعتِه الثانية، وهي طبعة لا بأس بها على خلاف المعروف من تحقيقات الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي.

الطبعة الثالثة: تحقيق وتخريج حسام محمد بوقريص، راجعه الشيخ بدر بن عبد الله البدر، دار غراس، الكويت، الطبعة الأولى 1423هـ / 2002م في (318 صفحة).

ذكر في مقدمة التَّحقيقِ أنَّ الذي دفعَه لتحقيقِ الكتاب هو «نفادُ النسخة المطبوعة بتحقيق الشيخ الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، وكذا النسخة التي حققها الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، وكذا شدة احتياج طلبة العلم لما فيها من الفوائد واللطائف التي لا يُستَغنى عنها. ثم لمَّا قابلت بين مطبوعتيهما والنسخةِ التي اعتمدا عليها وجدتُ كثيرًا من الأخطاءِ التي قد تكونُ من جهةِ الطباعةِ».

الطبعة الرابعة: قرأها ودرسها وعلَّق عليها الدكتور أبو عبد الله مازن بن محمّد السرساوي، وصدرت عن دار ابن الجوزي، بالسعودية، الطبعة الأولى 1426هـ ، في (768 صفحة)، وهي في الأصلِ رسالةٌ علمية تقدّم بها المحققُ كأطروحةٍ لنيل درجة الماجستير في الحديث وعلومِه من كُليَّة أصولِ الدين والدعوة من جامعة الأزهر بالزقازيق، بإشراف الأستاذ الدكتور محمد محمود أبو هاشم والأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، وقد أُجِيزت الرسالة بتقدير امتياز في مارس سنة 2004م.

الطبعة الخامسة: تحقيق أبي عُمَر محمّد بن عليّ الأزهري، صدرت عن دار الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى سنة 1427هـ / 2006م ، وهي آخر طبعات الكتاب وينبغي أن يكون قد استفاد من كلِّ الطبعات السابقة، لكن لم يتيسر لي الاطلاع عليها.

وصلّى اللهُ على عبدِه ورسولِه محمّد وآله وصحبِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.