نماذج من خزائن كتب أهل العلم (1) خزانة تقي الدين السبكي (ت756هـ)

نماذج من خزائن كتب أهل العلم

(1) خزانة تقي الدين السبكي (ت756هـ)

الحمد لله وحده، وبعد:

فإن المفسِّر الحافظ الأصولي النحوي اللُّغوي الأديب علي بن عبدالكافي السبكيَّ صاحبُ مسموعات قيمة، فقد سمع على الحافظ شرف الدين الدمياطي جميعَ كتاب الحلية لأبي نعيم، وكتاب المستخرج على صحيح مسلم له، وقرأ على علي بن محمد بن هارون الحلبي صحيح البخاري[1].

وتميَّز بتحصيل الأصول المسموعة، والنسخ التي كُتبت بخطوط مؤلِّفيها، أو عليها خطُّهم، ومنذ عهدٍ وأنا معتنٍ بكتاب الصارم المُنكي في الرد على السبكي؛ للإمام شمس الدين بن عبدالهادي الحنبلي (ت744هـ)، وهو رد على كتاب شفاء السقام في زيارة خير الأنام؛ لتقي الدين السبكي، فلفت نظري بعضُ ما أورده ابن عبدالهادي من كلامٍ لتقي الدين السبكي في وصف بعض مسموعاته وأصوله الخطية التي اعتمد عليها في كتابه شفاء السقام، فعمدتُ إلى هذا الكتاب واستخرجتُ جلَّ ما أشار إليه السبكيُّ من أصول مسموعاته، أو ما وقف عليه من نسخ بخط المؤلف، أو عليها خطه، أو تقييمه لبعض النسخ بأنها سقيمة، أو بعض الكتب التي أشاد بها، ونظرًا لسقم النسخة المطبوعة من شفاء السقام، فكان عمادي في ذلك على نسخة يني جامع المحفوظة تحت رقم (264)، وهي بخطِّ أبي عبدالله محمد بن معين الشافعي الشاذلي، كتبها: صبيحة يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر شوال سنة سبع وثلاثين وسبعمائة.

وهذه النسخة عليها قيد قراءة لخليل بن أيبك الصفدي على مؤلِّفه، وعليها خط مؤلفه بصحة القراءة.

وقد وفقني الله تعالى بالوقوف على العديد من هذه المسموعات والأصول، وقد أشرت إلى ما وقفت عليه منها، فمن ذلك:

السنن للدارقطني، بخط وسماع تلميذه أبي بكر بن الحارث الأصبهاني الفقيه (ت430هـ):

"هكذا في عدة نسخ معتمدة من سنن الدارقطني، منها: نسخة كتبها عنه - يعني: الدارقطني- أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني، وعليها طباق كثيرة على ابن عبدالرحيم فمن بعده".

قلتُ: وهذه النسخة تزدان بها دار الكتب المصرية بالقاهرة تحت رقم: (1542)، وعليها قيد سماع الحافظ أبي بكر البيهقي (ت458هـ) تلميذ ابن الحارث الفقيه، وقد احتفى بالرواية عنها في جلِّ مصنَّفاته، وهي رواية عزيزة لم تقع متَّصلة لأهل المشرق، وسمعها أساطين الرواية؛ كالحافظ يوسف بن خليل وأصحابه بالتلفيق على روايات أخرى، وقد كانت عكَّازي في ضبط ما رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه الخلافيات بين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه، وهذه الرواية ليس بها عناوين للأبواب، وقد ورد فيها أداةُ التحديث: "دثنا"، ونص السخاوي في فتح المُغيث أن الحافظ ابن الصلاح وجدَه في خط كل من الحفاظ: الحاكم وأبي عبدالرحمن السلمي، وتلميذهما البيهقي.

وهذه الرواية لم تطبع بعد!

نسخة من المسند؛ لأبي بكر البزار (ت292هـ)، سمعها الحافظ الصدفي عن ابن فُورتش:

"وقد نقلته من نسخةٍ معتمدة سمعها الحافظ القاضي أبو علي الحسين بن محمد الصدفي على الشيخ الفقيه صاحب الأحكام أبي محمد عبدالله بن محمد بن إسماعيل بن فُورتش في سنة ثمانين وأربعمائة بسرقُسْطة، وعليها خط أبي محمد عبدالله بن فُورتش بسماع الصدفي عليه، وأنه حدثه بها عن الشيخ أبي عمر أحمد بن محمد المقرئ الطلمنكي إجازة، أخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج، حدثنا أبو الحسن محمد بن أيوب بن حبيب بن يحيى الرقي الصموت، حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق البزار.

وعلى هذه النسخة أنها قوبلت بأصل القاضي أبي عبدالله بن مفرج الذي فيه سماعه على الرقي محمد بن أيوب، وأكثر أصل ابن مفرج بخط الرقي، وقد حدَّث القاضي أبو علي الصدفي بهذه النسخة مرات، وعليها الطباق عليه.

وممن قرأها على الصدفي: محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون في سنة ثلاث وخمسمائة، وقد حدَّث بهذه النسخة أيضًا الفقيه العالم المتقن أبو محمد بن حَوط الله، قرأها عليه: محمد بن محمد بن سَماعة في سنة ستٍّ وستمائة بمرسية".

قلتُ: يوجد السفر السادس من هذه النسخة تزدان به مكتبة كوبريلي تحت رقم: (426).

مقدمة السنن الصحاح المأثورة؛ لأبي علي بن السكن (ت353هـ):

"قد ذكره الإمام الحافظ أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي المصري البزار في كتابه المسمى: بـ السنن الصحاح المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كتاب محذوف الأسانيد، قال في خطبته:

أما بعد، فإنك سألتني أن أجمع لك ما صحَّ عندي من السنن المأثورة التي نقلها الأئمة من أهل البلدان، الذين لا يطعن عليهم طاعن فيما نقلوه، فتدبرت ما سألتَني عنه فوجدت جماعةً من الأئمة قد تكلَّفوا ما سألتني من ذلك، وقد وعيتُ جميع ما ذكروه، وحفظت عنهم أكثر ما نقلوه، واقتديت بهم، وأجبتك إلى ما سألتني من ذلك، وجعلتُه أبوابًا في جميع ما يُحتاج إليه من أحكام المسلمين، فأول من نصبَ نفسه لطلب الآثار البخاري، وتابعه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وقد تصفَّحت ما ذكروه وتدبرت ما نقلوه، فوجدتهم مجتهدين فيما طلبوه، فما ذكرته في كتابي هذا مجملًا، فهو مما أجمعوا على صحته، وما ذكرته بعد ذلك مما يختارُه أحدٌ من الأئمة الذين سميتهم، فقد بيَّنت حجَّتَه في قبول ما ذكرَه، ونسبته إلى اختياره دون غيره، وما ذكرته مما يتفرَّد به أحدٌ من أهل النقل للحديث، فقد بينتُ علَّته ودللت على انفراده دون غيره، وبالله التوفيق".

الفوائد المنتقاة الحسان؛ لأبي الحسن علي بن الحسن الخلعي (ت492):

"وهي عشرون جزءًا، قرأت منها بثغر الإسكندرية في سنة أربع وسبعمائة على الشيخ الفاضل المقرئ أبي الحسين يحيى بن أبي الفضل أحمد بن عبدالعزيز بن عبدالباقي بن الصواف: الجزء الأول والثاني وبعض الثالث.

وحدثني بهذا القدر كلمةً كلمةً، فإنه كان قد عُمَّر وعمي، وثقل سمعُه، فصرت أقرأ عليه لفظةً لفظة ويُعيدها لأتحقَّق سماعه، وناولني جميع الأجزاء الستة الأولى والسادس عشر والسابع عشر والتاسع عشر بسماعِه لذلك من ابن عماد سنة عشرين وستمائة، وقرأت منها بدمشق على المسند أبي عبدالله محمد بن أبي العز بن مُشرف بن بنان الأنصاري القدر الذي يرويه منها باتصال السماع، وهو من أول الجزء الثامن إلى آخرها، وذلك ثلاثة عشر جزءًا بسماعه من أبي صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومي المصري...".

قلتُ: وهذه النسخة تزدان بها المكتبة الأزهرية بالقاهرة تحت رقم (5712)، وسُمعتْ مرارًا بالجامع العتيق بالقاهرة.

تاريخ مدينة دمشق؛ لأبي القاسم بن عساكر (ت600هـ)، بخط الحافظ محمد بن يوسف البرزالي الإشبيلي:

"رأيت في تاريخ ابن عساكر بخط أبي عبدالله البرزالي".

قلتُ: وهذه النسخة تفرَّق أجزاؤها في عدة مكتبات، وتزدان المكتبة الأزهرية بالقاهرة بعدة مجلدات منها تحت رقمي: (6746)، (10670)، وفي خزانة جامع الزيتونة مجلد منها تحت رقم: (65)، ونص أ. عصام الشنطي أنَّ في المكتبة السعيدية بالهند المجلد الحادي والثلاثين بخط البرزالي كما في المخطوطات العربية بالهند (ص: 23، 24).

مثير العزم الساكن؛ لابن الجوزي (ت597هـ) بخطه:

"رواه ابن الجوزي في مثير العزم الساكن، ونقلته من خطه".

"وقد رأيتُه بخطه في كتابه مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن".

إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر؛ لأبي اليمن عبدالصمد الدمشقي (ت686هـ) عليه خطه:

"كتاب إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر في زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأبي اليمن بن أبي الحسن بن الحسن، وهو عندي عليه خط مصنفه وقراءة أبي عمرو عثمان بن محمد التُّوزري لجميعه".

الدلائل المبينة في فضائل المدينة؛ لأبي الحسين يحيى بن علي رشيد الدين العطار (ت662هـ) قرأها التوزري عليه:

"كتاب الدلائل المبينة في فضائل المدينة؛ للحافظ أبي الحسين القرشي، وقد قرأه عليه التوزري أيضًا، وسمعه أيضًا جماعةٌ من شيوخنا على مصنفه المذكور رحمه الله تعالى".

"وكتب إليَّ عثمان بن محمد من مكة شرَّفها الله تعالى أنه قرأ على الحافظ أبي الحسين يحيى بن علي القرشي في تصنيفه المسمى: بكتاب الدلائل المبينة في فضائل المدينة".

غرائب أحاديث مالك بن أنس؛ لأبي الحسن الدارقطني (ت385):

"ذكر أبو الحسن الدارقطني رحمه الله هذا الحديث في أحاديث مالك بن أنس الغرائب التي ليست في الموطأ، وهو كتاب ضخم".

نسخة سقيمة من العلل؛ لأبي الحسن الدارقطني:

"ذكره الدارقطني في العلل في مسند ابن عمر ... نسخة العلل للدارقطني التي نقلت منها سقيمة".

شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لأبي سعد الخركوشي (ت407هـ):

"هذا الكتاب في ثمان مجلدات، ومصنفه عبدالملك النيسابوري، صنَّف في علوم الشريعة كتبًا".

كتاب المناسك الكبير من تأليف الإمام أحمد رحمه الله (ت241هـ):

"وهذه المناسك رواها الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر، عن الحاجب أبي الحسن علي بن محمد العلاف، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمَّامي، عن إسماعيل بن علي الخطبي، عن عبدالله بن أحمد، عن أبيه".

الإبانة؛ لابن بطة العكبري (ت387هـ):

"كتاب الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة؛ لأبي عبدالله عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي، قد أنبأنا به جماعةٌ من شيوخنا عن الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل بسنده إلى ابن بطة".

المغني؛ لابن قدامة (ت620هـ):

"كتاب المغني؛ للشيخ موفق الدين بن قدامة المقدسي، وهو من أعظم كتب الحنابلة التي يعتمدون عليها".

والله أعلم.