• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

موقع المرأة المسلمة بين الإسلام ودعاوى التجديد

أحمد بن محمود الداهن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/8/2007 ميلادي - 25/7/1428 هجري

الزيارات: 20647

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موقع المرأة المسلمة

بين الإسلام... ودعاوى التجديد

لفضيلة العلامة الأصولي المربي الشيخ د. محمد أديب الصالح

إعداد: أحمد بن محمود الداهن


يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة (معالم قرآنية في البناء) للأستاذ الدكتور محمَّد أديب الصَّالح، في 290 صفحة من القطع المتوسط.
الناشر: مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى، 1428هـ- 2007م. 

بين القرآن والأمة الإسلامية نسبٌ لا يبلى، وعروةٌ لا تنفصم، تلك حقيقةٌ يجب أن تعيها الأمة، وعياً ينعكس على ممارستها، وتنظيمها لشؤون الحياة، ورحلتها الحضارية عبر التَّاريخ؛ كيما تكون ماثلةً عند كلِّ تصرِّف، حاضرةً مؤثرةً عند كلِّ منطقٍ، في أيِّ ميدانٍ من ميادين الحياة، ولقد جنَت أمتنا ثمرة ذلك في الماضي فكان خيراً عليها وعلى البشرية، واليوم.. لا بد أن يكون ذلك عنوان يقظتها بعد تلك الغفوة التي نرجو أن تذهب إلى غير رجعة.

وما كان للإسلام أن يكون نظاماً للحياة بكل شعَبها، في بناء الفرد والأسرة والجماعة، وأن يكون من أغراضه إقامة مجتمعٍ أمثل، لا تُعْوِزُه واحدةٌ من خصائص النَّماء والاستمرار القويمين، حيث يبني الرَّجلُ والمرأةُ الزوجان أولَ لبنةٍ من لبناته، ويتعاونان في ظل الشِّرعة المباركة وهديها الميمون على كل ما فيه خير الجميع.. ما كان الإسلام أن يكون كذلك ثم ينظر إلى المرأة نظرات الجاهلية الأولى؛ فيهمل إنسانيَّتها! ويحرِم المجتمع مما أودع الله فيها من طاقاتٍ تتناسب مع تكوينها، ويعطل مسار أهليَّتها لحمل رسالة الإسلام التي خاطب الله بها النَّساء كما خاطب الرِّجال؛ لأن النَّساء شقائق الرِّجال، فلا فارق في الأصل والفطرة، ولكن الفارق في الاستعداد والوظيفة؛ فضلاً عن تجاوز التَّزاوج بين الرَّجل والمرأة، واستعدادات كل منهما، وتناسق هذه الاستعدادات -الدَّالة على الحكمة البالغة في الخلق- بعضها مع بعض، وتكاملها الدَّقيق لإقامة الأسرة من ذكر وأنثى كما شاء الله.

لقد جاء الإسلام فواجه جاهلية التَّصور، وجاهلية التَّعامل بالنِّسبة للمرأة، وشواهد ذلك كثيرةٌ وفيرةٌ لا تكاد تخفى على القارئ، فقد كان المجتمع الجاهلي يضع المرأة موضعاً غير كريم، ويعاملها معاملةً تتنافى مع الفطرة وكرامة الإنسان.

هذه الجاهلية -بشقَّيها- واجهتها الدَّعوةُ الإسلامية بالتَّغيير الجذري؛ فمن ناحية التَّصور: جاء الإعلان أن المرأة والرجل يرتدَّان في الخَلْق إلى نفسٍ واحدة، ومن ناحية التَّعامل: رسم المنهج الذي يدلُّك على حكمة الحكيم سبحانه.

ولما أراد الآخرون معالجة خطأ البشرية التي كانت تتخبَّط في تِيهٍ من جاهلية التّصور عن المرأة وجاهلية التَّعامل معها؛ اشتطُّوا في الضِّفة الأخرى، وأساؤوا للمرأة من حيث توهَّموا أنَّهم يحسنون! حين أطلقوا لها العِنان بلا قيود، ونسوا -وجعلوها تنسى- أنها إنسان خُلقت لإنسان، ونفس خُلقت لنفس، وشطر مكمِّل لشطر، وأنهما -هي والرُّجل- ليسا فردين متماثلين، بل هما زوجان متكاملان، ونتج عن ذلك -ولا يزال- طامَّات ومآسٍ تكاد تستعصي على الإصلاح الذي ينشده المنصفون، إلا أن يشاء الله!!

وقد أكَّد الكاتب على أمرٍ يعدُّه غايةً في الأهمية، وهو: أن تعرف المرأة المسلمة من هي على الحقيقة؟ وما هو تعريفها في نظر الإسلام الذي جاء من عند الخالق الحكيم العليم بمن خلق وبما خلق؟ وما هو مكانها في بنية المجتمع ورسالتها فيه، بل في الأمة؟ إذ إنها إن فعلت ذلك؛ أمكن أن تسهم في بناء البيت القويِّ والمجتمع الصَّالح المنتِجَين، وتنمية البواعث الذَّاتية عند أولادها، تلك البواعث التي تجعل الفرد صادق الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، صادق الانتماء لأمته الماجدة التي جعل الله منها خير أمَّةٍ أُخرجت للنَّاس.

وقد استجلى الكاتب معاني تكريم الإسلام للمرأة، وملامح التَّغيير الذي أحدثه الإسلام في ناحيتي التَّصور والتَّعامل الجاهليين، من معالم قرآنيةٍ مختارة، فكان أن استخلص الحقائق التَّالية:
 

• الحقيقة الكبرى: الرَّجل والمرأة يرتدَّان إلى أصلٍ واحدٍ، من طينةٍ واحدةٍ؛ فالنَّاس -ذكورهم وإناثهم- مخلوقون من نفس ٍواحدةٍ، وهذه النَّفس خلق الله منها زوجها، وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً.

• الحفاظ على كلِّ ما فيه وضع إنسانية المرأة الموضع اللَّائق في الحكم، ووجوب إيتائها حقوقها المالية كاملةً، وعدم التَّفريط فيها.

• الخطاب بالإيمان والعمل الصَّالح، والتَّخلق بأخلاق الصَّابرين المتَّقين؛ ليس قصراً على الذُّكور من بني الإنسان، ولكنه خطاب للجميع، لا تثبته ذكورة، ولا تزيحه أنوثة.

• مسؤولية التَّكليف -التي هي تكريمٌ للإنسان؛ بأن أودع الله فيه الفطرة وجعله أهلاً لحمل عقيدة التَّوحيد والتَّكليف بأحكام دين الله- لا تختصُّ بالذُّكور دون الإناث، بل الرَّجل والمرأة مكلَّفان على حدِّ سواء.  

• إن مراتب التَّقوى جميعها -بما فيها الإحسان- لا تُكفأ عنها المرأةُ المؤمنة؛ إن هي سلكت الطَّريق إليها، من صدق إيمانٍ، واستقامة عملٍ، وحرصٍ على مراقبة الله -عزَّ وجلَّ- وتقواه، في كل كبيرةٍ وصغيرة.

• كلٌّ من الذَّكر والأنثى مجزيٌ بعمله -دون تفريق- إن خيراً فخير، وإن شراً فشر؛ فلا الذُّكورة بمعطية الرَّجل حقاً ليس له، ولا الأنوثة بمنقصة المرأة حقاً هو لها، وكلٌّ يثاب أو يعاقب بحسب ما قدَّم، دون وَكْسٍ أو شَطَطٍ.

• صورٌ ثلاثٌ من تصرُّفات المجتمع الجاهلي: في ظلم الأنثى حقها، أو حبسها عن الزواج طمعاً في مالها، أو الزواج بها عن غير رضى ليكون الزواج طريقاً لبقاء مالها.. صورٌ أنكرتها الشَّريعة، وطرحت للمجتمع بديلاً يستند إلى الحقيقة الكبرى.

• حقُّ المرأة في المهر، ووجوب هذا المهر على الزَّوج، والوعيد على أخذه دون رضى وطيب نفس.

• توريث المرأة من الحدود الفاصلة في الحقوق المالية للمرأة بين الجاهلية والإسلام.

• حسمُ النَّص القرآني بالنَّهي الجازم عن كلِّ عمل يراد من ورائه إرثُ المرأة نفسِها، وكأنَّها المتاع! أو إرث مالها بالإكراه، وهذا النهي يتَّفق تمام الاتِّفاق مع المنهج القرآني في البعد الذي أخذته المرأة في بنية الفكر الإسلامي، والواقع التَّطبيقي في المجتمع المسلم.

• الهدي النَّبوي يضع أيدي الأمَّة على الدَّور الذي يمكن أن تؤدِّيه المرأة في إحكام البنية الاجتماعية؛ إذا تربَّت على أدب الإسلام.

• حقيقة الوعي عند المرأة المسلمة لحقائق دينها، ذلك الوعي الذي يدفعها إلى معرفة حكم الله في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ؛ من أجل أن يقترن العلم بالتَّطبيق والسُّلوك، كما في قصَّة المجادِلة.

• أقام القرآن من قصَّة خولة -رضي الله عنها- مثلاً رائعاً بموضوعيته وعمقه، لِبَنات جنسها، على مدى التَّاريخ؛ في صدق الإيمان، والشَّجاعة في الحق، وتطويع السُّلوك لمقتضى ذلك.

• الإيمان بقدرة الله وعلمه كفيلٌ بأن ينمِّي في نفس الإنسان المسلم طاقةً لا تُجارى، واندفاعاً إلى الخير لا تَحول دون تحقيقه المعوِّقات، واستقامةً في السلوك لا تقطعها غفلة البشر، والأمَّة بحاجة إلى التَّربية على هذا الإيمان، وهي تبني أجيالها على أداء الرِّسالة، وتحمُّل أعباء التغيير.

• في تمام قصَّة المجادلة؛ نقف على النَّهج القرآني في ضبط التَّصرفات بين الزَّوجين، وإحكام العلاقة الاجتماعية في دنيا المؤمنين وهم يبنون مجتمعهم الأمثل.

• في قصَّة ذات النطاقين؛ يستوقفنا إيمان أسماء، وإحساسها بالمسؤولية، وقد جسَّدت أسماء -رضي الله عنها- مثلاً أعلى للفتاة المسلمة في أن تُنهي مرحلة الإغراق عند البعض في التَّقليد الذي لا طائل تحته، ولا يجرُّ إلَّا إلى ذوبان الشَّخصية، وإهدار الطَّاقات بما لا ينفع.

• تجاوُز أسماء -رضي الله عنها- دواعي العاطفة القريبة نحو أمها إلى رحب القضية الكبرى، قضية الإسلام؛ يدلُّ على ما كان للتَّربية الإسلامية من أثرٍ على المشاعر والعواطف؛ حيث ارتقت بها هذه التَّربية إلى حيث تكون طاعة الله ورسوله في الذُّروة من سلَّم الأولويات على ساحة الرَّغبات.

• إنَّ اتِّخاذ الأسباب التي تحمي البناء من السُّقوط؛ إنَّ اتِّخاذها بعنايةٍ وَفْقَ سُنَنِ الله ومعرفة الواقع، مع اتِّخاذ الأسباب؛ يحمل على -وجه اليقين- أهمية عملية البناء نفسها.

• التَّكاملية الشَّاملة: في تكوين الإنسان المسلم -ذكراً كان أم أنثى- على قاعدةٍ من الإيمان، ووحدة خطاب التَّكليف للرَّجل والمرأة، ونِشدان العمل الصَّالح، والشُّعور بالمسؤولية، وفي صياغة المجتمع الذي يأخذ فيه كل من الرَّجل والمرأة بُعده الطَّبيعي.

• إن تشابك الثَّقافات وتنوُّع الأفكار المستوردة، وما قد يبدو من جهل المسلمين -أو بعضهم- بأحكام الإسلام، أو إعلان الحرب عليها، من ذوي الجَّهالة، أو مرضى القلوب؛ ينبغي ألَّا يصرفَنا عن حقيقة أنَّ بين رسالة السَّماء وبين من هم في سنِّ التَّكليف من بني الإنسان -ذكورهم وإناثهم- ارتباطاً مردُّه إلى الفطرة، أهلية التَّكليف.

• مما يزيد المرء يقيناً بحكمة الله البالغة؛ ما جرى عليه القرآن الكريم، من خطاب الرَّجل والمرأة جميعاً بمضمون رسالة الإسلام، وأن يتحمَل كلٌّ مسؤوليةَ عمله ومسعاه؛ ليُجزاه الجزاء الأوفى.

• إثر نقلة التَّحول العظيمة التي أحدثها الإسلام؛ كان أن أخذت المرأة موقعها على ساحة البناء الشَّامل المُحكم الذي أراده الإسلام، وذلك بإنشاء واقعٍ جديدٍ في مواجهة الهدم والهدَّامين، وهو الذي أنقذ المرأة مما هي فيه، وحال دونها ودون أن تكون متاعاً للعبث بإنسانية الإنسان، ومصدراً من مصادر الأذى على صعيدي الأسرة والمجتمع، وليس ذلك فحسب؛ بل شرَّفها بالمسؤولية التي تُشعر بأهميتها على ساحة التغيير.

• إن وجهة الإسلام في عملية البناء الكبرى قد رُوعي فيها كِفاء التَّحويل إلى ما هو أفضل في ميزان الحقِّ، والتَّمكين في الدنيا، والسَّعادة في الآخرة.. الرَّجل والمرأة جميعاً في بناءٍ متكاملٍ يضع كل لبنةٍ موضعها.

• بيان طبيعة المهمَّة التي تُرشَّح لها المرأة؛ حين يبنيها الإسلام على العقيدة، وتخالط قلبَها بشاشةُ الإيمان.

• تقرير مبدأ المسؤولية والجزاء دون تفريق بين الذَّكر والأنثى في عهد الدَّعوة المبكِّر – العهد المكِّي- كانت لحكمةٍ بالغةٍ لله -جلَّ شأنه- كيما يكون ذلك من الثَّوابت التي يتربَّى عليها أبناء الفئة القليلة المؤمنة، الذين يجري إعدادهم؛ لحمل الأمانة في بناء المجتمع الجديد الأمثل.

• المحور الذي رسمه القرآن لتحرُّك الرَّجل والمرأة، في إطار تحمُّل المسؤولية، في الأسرة والمجتمع؛ هو المحور الذي ينبغي أن يكون عليه مدار هذا التَّحرك في ميادين الحياة –كلٌّ بما يتَّفق مع تكوينه وأهليَّته- وإن ذلك من مقتضيات الإيمان.

• من المهمِّ أن تعي المرأة المسلمة الأبعاد العظيمة لخطاب التَّكليف الذي وُجِّه إلى الرَّجل والمرأة جميعاً في الكتاب والسنَّة، كما وعت ذلك المرأة المسلمة من قبل، وازدان التَّاريخ بالوقائع التي أثمرت الوعي الملتزم في كلِّ جانب من جوانب الحياة.

• إن القضايا الكبرى التي تتعلَّق ببناء الفرد و الأسرة والجماعة، وترتبط بالحقوق والواجبات على السَّاحة، وما يجب أن تكون عليه العلاقات -خاصِّها وعامَّها- ضمن هذا الإطار الذي له آدابه وأحكامه وأخلاقه؛ ليست مقصورةً -على صعيدي التَّصور والممارسة- على الرَّجل وحده؛ بل للمرأة الحظُّ الوافر منها، حسب فطرتها واستعدادها.

• إنَّ وضع المرأة على خطِّ المسؤولية والجزاء، شريكةً للرَّجل في ذلك -بكلِّ وضوح- ضمن حدود الشَّريعة وضوابطها؛ عنوان النَّقلة الإنسانية العظيمة، التي أرادها الإسلام للمرأة، من الجاهلية إلى الإسلام.

• إنَّ المنطلق الذي تحدِّده معالم الكتاب العزيز هو الإيمان؛ فإذا توافر هذا المنطلق الخيِّر، وقام عليه العمل الصَّالح بكل أبعاده؛ فذكور الأمَّة وإناثها -وهم يعملون في ميدان الواجب- يعملون إذ يعملون، وعون الله معهم؛ لأن كلَّ شيء عنده بمقدار، وهم مَجزيُّون بأعمالهم، إن خيراً فخيرٌ، وإن شراً فشرٌّ.

• ظاهرة تقديم البديل الصَّالح -على طريق البناء- لمَّا تعملُ رسالةُ الإسلام لإزاحته عن حياة الفرد والجماعة، أو القضاء عليه؛ جليَّةٌ في المعالم القرآنية، وجاءت في مواطن كثيرةٍ، منها في العهد المكي ما ورد في سورتي غافر والنَّحل، من نقل المرأة من عالم التِّيه والأذى؛ إلى عالم الهدى والكرامة، ومن سوء الظن بالأنثى عندما تكبر، وإهدار وجودها وكرامتها وإنسانيتها، ودسُّ الصَّغيرة في التُّراب؛ إلى تربية البنت تربيةً تهيِّئُها للعمل الصَّالح؛ لتَشرُف بحمل أمانة التَّكليف والعمل، وتكون شريكة الرَّجل في المثوبة والجزاء.

• فضيلة الإنفاق التي حملتْها صُورُ المَعْلَمِ القرآني الفيَّاضة بالنَّدى والرَّحمة الغامرة، في سورة الحديد؛ ليست مقصورةً على الرِّجال دون النِّساء؛ بل هي للجميع، رجالاً ونساءً، بمقتضى عموم خطاب التَّكليف.

• يقع القارئ لكتاب الله على بعض المواطن التي ذكر فيها الرِّجال والنِّساء جميعاً؛ بالأوصاف التي ينبغي أن يكونوا عليها، أو أن يغادروها إلى غيرها، ولم يجرِ الأمر على التَّغليب فحسب، وذلك لحكمٍ! لعلًّ منها: إشراك المرأة في حمل الرِّسال، بواجباتها وتكاليفها، وضرورة تربيتها على الأخلاق والصِّفات التي تقودها إلى الفوز الكبير.

• وجوب الأخذ بالأسباب التَّعليمية والتَّربوية، التي تمكِّن من إعداد المرأة الصَّالحة ذلك الإعدادَ؛ الذي يبني الإيمان، والقنوت، والصَّدق، والصَّبر، والخشوع، والبذل بالصِّدقة، والصيام، وحفظ الفُروج، وذكرَ الله ذكراً كثيراً.. بالإضافة إلى معاونتها بالكشف عمَّا هو زَيف في توجيه المرأة، وعمَّا هو حقيقة.. عمَّا هو أصيل في علاقتها بتكوينها وموقعها في المجتمع المسلم، وما هو دخيلٌ مهجَّنٌ ضائع النَّسب.

• تسفيه موقف الجاهليين من المرأة في شرع أحكامٍ لم يأذن بها الله، ووضعها موضعاً لا يتَّفق مع تكريم الله لها، ولا مع موقعها المطلوب في المجتمع المنضبط بضوابط الحقِّ؛ ذلك كلَُه -والدَّعوة تخوض معركة التَّوحيد في مكة- معلمٌ قرآنيٌّ بارزٌ من معالم البناء الاجتماعي، الذي تريده رسالة الإسلام للمجتمع.

• المعالم القرآنية تزيح رُكام الأحكام الجاهلية الجائرة، التي هي صورٌ لظاهرة امتهان المرأة وعدوان عليها، من طريق الإنسان، وتحرِّره من رِبقة الوثنية وعقابيلها وذيولها، وتقدِّم البديل الإيجابي المناسب الذي يتَّسق مع الفطرة والتَّكوين، ومن ذلك ما يمكن أن يُدعى بإنسانية العلاقة بين المرء وزوجته، وتقرير سمة التَّكريم التي منَّ الله بها على عباده؛ بأن أنشأ بين الرَّجل والمرأة تلك العلاقة الزَّوجية التي تفيض بالمودَّة والرَّحمة، بكلمته -سبحانه- وشرعه.

• إنَّ الذي خلق الخَلق، وبيده ملكوت السَّماوات والأرض؛ هو الذي يُشرِّع لعباده؛ فيحلَّل لهم ويحرِّم، وهو أعلم بما يصلحهم؛ فيتوافر العدل، وتأخذ إنسانية الإنسان مكانها اللَّائق على كلِّ صعيد، وتتحقَّق العبودية؛ التي من أجلها خُلق الجنُّ والإنس، ويحظى أهل الهداية يوم القيامة بالفوز الكبير.

• إنِّ في ذكر المنافقين مع المنافقات، والمؤمنين مع المؤمنات؛ أمراً بالغ الأهمية، قوامُه بنيةُ الفرد، ذكراً كان أو أنثى، ومسؤوليته على صعيد الفكر والسُّلوك، وما لذلك من أثرٍ في بنية المجتمع؛ فقد وُضعت المرأة مع الرَّجل جميعاً على هذا الصَّعيد، وهو يدلُّ بوضوح على أنَّ المرأة في الإسلام ليست في منأى عن تبعات الرِّسالة، عقيدةً وعملاً، وأن المسؤولية تلاحقها، ولو لم تظهر هي على السَّاحة؛ إنْ هي وقعت في شرك النِّفاق، ورضيت بصنيع المنافقين، ولم تبذل ما تستطيع من جهدٍ في حدود قدرتها وإمكاناتها، زوجةً، أو أماً، أو بنتاً، أو أختاً.. أو ذات سلطان تعليمي، أو تربوي، أو تثقيفي، بوجهٍ عامٍّ.

• في جعل المؤمنات شريكاتٍ للمؤمنين في السُّلوك المنسجم مع العقيدة، الذي يجمع إلى مزاولةِ البناء إحاطةَ المجتمع بما يضمن سلامة البناء، وحراسة ذلك المجتمع من عوامل الضَّلالة والتَّخلف، وذلك كله عن طريق الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، وإقامة أركان الإسلام وطاعة الله ورسوله؛ إنَّ في ذلك مكرمةً للمرأة أيُّ مكرمة!

• دلَّ القرآن على ما يجب أن يتَّصف به ويتربَّى عليه أهل الإيمان، ذكورهم وإناثهم، الذين ائتُمنوا على عملية البناء الشَّامل للفرد المسلم، بحيث يكون سلوكه ترجمةً عمليةً أمينةً لعقيدته، على أرض الواقع والحياة.

• سلامة الخلية الأولى في المجتمع -وهي الأسرة- تقتضي سلامة العلاقة بين الزَّوجين، وأن تكون المعاشرة بالمعروف.

• إنَّ في الهجرة ومشاركة المرأة فيها مدلولاً واسعاً عميقاً في تاريخ الأمَّة، وفي الحكم على المرأة في المجتمع الإسلامي؛ أين هو موقعها من السَّاحة؟ وما يجب من إعدادها؛ لتكون كِفاء هذا الموقع، عقيدةً، وعلماً، وسلوكاً، ووعياً لما يقتضيه الانتماء إلى خير أمَّة أُخرجت للناس، وتخصيص النِّساء المهاجرات بقرآن يُتلى حتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ دليلٌ واضحٌ على البعد الذي أعطاه الإسلام لتحرُّك المرأة في ساحة البناء.

• إن امتحان المؤمنات المهاجرات بأن يُستحْلَفْنَ بالله: ما أخرجَهن النُّشوز، وما أخرجهنَّ إلا حبُّ الإسلام وأهله وحرصٌ عليه؛ إن في ذلك دليلاً على أن الإيمان قد ارتفع بالمرأة المسلمة إلى أن تكون قادرةً على الإتيان بما لا يستطيعه إلا الموفقون أُولو العقيدة الصَّحيحة والعزيمة الصَّادقة.
ذلك الامتحان كان جسراً للبيعة؛ فمن تجاوزته بنجاحٍ بايعها رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفيه دليلٌ على عنايته -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو يزاول مهام البناء، ما دقَّ منها وما جلَّ؛ بالموارد البشرية، وفسْح المجال للمرأة المسلمة أن تأخذ مكانها الطَّبيعي في بناء المجتمع وتنمية طاقاته وإمكاناته.

• إن في البيعة دليلاً على ما ينتظر المرأة المهاجرة -وهي تصوغ سلوكها وَفق تلك القيم- من مهام عظيمة تتعلَّق بصياغة المجتمع الجديد في ضوء المنهج الرَّباني.

• أن يتنزَّل على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قرآنٌ يُتلى في مبايعة الِّنساء، ويتلو ذلك المسلمون والمسلمات، حتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ أمانةٌ في الأعناق، ومسؤوليةٌ بالغة الأهمية، لا يخُرِج من عهدتها؛ إلا العملُ على ربط المرأة المسلمة اليوم بالأسباب التي كوَّنت المرأة المسلمة بالأمس، مع الإفادة من كل جديد يكون في خدمة الهدف الكبير.

• المرأة العاقلة هي التي تعقل عن ربها ما أراد منها، وما لها، في كتابه العزيز، وما بيَّنه لها نبيُّه المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكلَّما أحسنت الصِّلة بمنابع تلكم الهداية؛ كان حظها أوفر في المشاركة الفعَّالة في كل ما من شأنه إنشاء الواقع الخيِّر المرتقب، والفوز بمرضاة الله يوم الدِّين.

هذا وقبل أن يحطَّ المؤلِّف رحاله؛ أراد للمقالات التَّالية -التي ساقها قبل نهاية الكتاب- أن تكون مستودع أفكارٍ لما سبق أن سُطِّر تحت عناوين شتَّى، وهي:
- البناء وما يجب من إعداد المرأة المسلمة، وتربيتها.
- جيل التَّغيير، ودور المرأة في إحكام البناء وتكامله.
- المرأة والرَّجل في آية القرض على ساحة البناء.
- الرَّجل والمرأة .. وهدي القرآن في البناء.
- ظلم المرأة في الجاهلية، والإخلال بالبنية الاجتماعية.
- ساحة البناء، ومؤمن آل فرعون، ومسؤولية المرأة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المجتمَع المختلَط
  • تحرير المرأة
  • المرأة والأعمال العامة
  • التحذير من فتنة الاختلاط
  • المرأة بين ظلم الجاهلية والعدالة الإسلامية
  • الاختلاط
  • فتاة اليوم الآن فقط أنتِ حرة
  • المرأة في السنة النبوية المطهرة
  • حقيقة تكريم المرأة في الإسلام (1)
  • حوار مع د. فوزية العشماوي حول مكانة المرأة في الإسلام
  • اجتماع مغلق للإناث
  • رويدك أنجشة
  • خبراء: منظمات دولية تسعى لتدمير المرأة المسلمة
  • خديجة بنت خويلد المفترى عليها
  • طالب بحقك
  • أسود سباع أم ذئاب طباع ..!
  • مكانة المرأة في الإسلام
  • مدخل إلى فهم مكانة المرأة في الإسلام
  • قضايا المرأة وإشكاليات فكر الاعتدال
  • حرمة المرأة في الإسلام
  • مخالفات كثيرة تقع فيها المرأة المسلمة
  • المرأة العظيمة (قصة)
  • المرأة المسلمة أمام تحديات الأعداء
  • سوء الحالة الاقتصادية يعرقل تحسين أوضاع المرأة المسلمة في مالاوي
  • المرأة المسلمة وشخصيتها في مجتمعها على مر التاريخ وفضل الإسلام في ذلك على غيره (1)
  • نداء وتوجع.. فأجيبي!
  • التزام المرأة المسلمة
  • يا نساء المسلمين
  • الإسلام كرم المرأة
  • المرأة التي نريد
  • مقتطفات عن المرأة المسلمة وموقف المستشرقين منها
  • يكرمون المرأة في يوم ويهينونها سائر الأيام وليس لها كرامة إلا بدين الإسلام

مختارات من الشبكة

  • روسيا: موقع على شبكة الإنترنت لتحديد موقع المساجد الروسية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • صدر حديثاً كتاب (مواقع العلوم في مواقع النجوم) لجلال الدين البلقيني(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • المرأة وموقعها في المجتمع الإسلامي (خاطرة نقدية للحركة النسوية)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الآثار المترتبة على تخلي المرأة عن موقعها(مقالة - ملفات خاصة)
  • روسيا: وضع قائمة جديدة بأسماء الكتب الإسلامية المحظورة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دراسة سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي: واقع... نتائج...طموح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مكانة المرأة في الإسلام: ستون صورة لإكرام المرأة في الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حديث: لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • لو فهموا الإسلام لما قالوا نسوية (منهج الإسلام في التعامل مع مظالم المرأة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • إيطاليا: تعليم الصغار في المنازل على يد منتقبات(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- جزاكم الله خيرا..
غادة.. - مصر 08-01-2010 12:44 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذا الإعداد الطيب..
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب