فضائل شهر رمضان لعبدالغني المقدسي

من مصنفات الصيام

فضائل شهر رمضان

لعبدالغني المقدسي

من مصنَّفات الصيام التي ألِّفت في فضائل رمضان، في القرن السادس الهجري: "فضائل شهر رمضان"؛ تصنيف الإمام الحافظ الكبير أبي محمد عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، المتوفى سنة 600 هـ؛ حيث جمع من مروياته ومسموعاته جزءًا في فضائل شهر رمضان المبارك.

أصل الكتاب:

توجد لهذا الكتاب نسختان خطِّيتان: النسخة الأولى: هي النسخة التي كتبها المصنِّف بخطِّ يده، وهي محفوظة في دار الكتب الظاهرية بدمشق ضمن المجموع (71) من مجاميع المكتبة العمرية الملحقة بالدار، وهي أول رِسالة في المجموع، وعدَد الأوراق 19 ورقة، وعدد أسطر الصفحة 13 سطرًا في الغالب.

وهذه النسخة هي مسَوَّدة المصنِّف؛ حيث كتب كثيرًا من الأحاديث على الحواشي وعلم عليها بكلمة (زيادة)؛ فلعلَّها نسخة أخرى منقَّحة ومزيدة من تأليف المؤلف نفسه.

والنسخة الثانية: تقع ضمن المجموع (55) من مجاميع العمرية، وهي خامس رسالة في مجموع الرسائل، وعدَد أرواقها 10 ورقات، وعدد الأسطر 24 سطرًا، وكتبت بخطِّ نَسخ؛ حيث كتبها يوسف بن يعقوب بن الخطيب في القرن الثامن على الأرجح، وهي نسخة سماعية؛ حيث إنَّ الناسخ كان من تلاميذ الحافظ محب الدين عبدالله بن أحمد المقدسي.

وفي نسخة المصنف جاء العنوان: "جزء فيه أحاديث من فضل شهر رمضان"، وفي النسخة الثانية: "فضائل رمضان".

المؤلف:

عبدالغني المقدسي: هو الحافظ تقي الدين أبو محمد عبدالغني بن عبدالواحد (541 - 600 هـ = 1146 - 1203 م) حافظ للحديث، من العلماء برجاله، ولد في جَمَّاعِيل (قرب نابلس)، وانتقل صغيرًا إلى دمشق، ثم رحل إلى الإسكندرية وأصبهان، وامتحن مرات، وتوفِّي بمصر.

قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء:

"عالم الحفاظ، تقي الدين، أبو محمد عبدالغني بن عبدالواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر المقدسي، الجمَّاعيلي، ثم الدمشقي المنشأ، الصَّالحي، الحنبلي، صاحب (الأحكام الكبرى)، و(الصغرى)"؛ [سير أعلام النبلاء ط الرسالة (21/ 444)].

وعن عبدالعزيز بن عبدالملك الشيباني قال: "سمعتُ التاج الكندي يقول: لم يكن بعد الدارقطني مثل الحافظ عبدالغني"، وعن الكندي قال: "لم يرَ الحافظ مثلَ نفسه"، وقال موسى المديني: "قل من قدم علينا يفهم هذا الشأن، كفهم الشيخ الإمام ضياء الدين أبي محمد عبدالغني المقدسي، وقد وفِّق لتبيين هذه الغلطات، ولو كان الدارقطني وأمثاله في الأحياء لصوَّبوا فعله، وقلَّ من يفهم في زماننا ما فهم، زاده الله علمًا وتوفيقًا"، وقال ابن العماد الحنبلي: "وإليه انتهى حِفظ الحديث متنًا وإسنادًا، ومعرفة بفنونه، مع الورع والعبادة والتمسُّك بالأثر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

وعن إبراهيم بن محمد الحافظ يقول: ما رأيتُ الحديث في الشام كله إلَّا ببركة الحافظ، فإنني كل من سألتُه يقول: أول ما سمعتُ على الحافظ عبدالغني، وهو الذي حرَّضني.

وقال عنه ابن كثير في البداية والنهاية:

"كان أَوحَد زمانه في علم الحديث والحفظ".

ومن مصنَّفاته "الكمال في أسماء الرجال - خ"، ذكر فيه ما اشتملَت عليه كتب الحديث الستة من الرجال، في مجلدين، و"الدرة المضية في السيرة النبوية - خ"، و"المصباح في عيون الأحاديث الصحاح"؛ ثمانية وأربعون جزءًا، و"عمدة الأحكام من كلام خير الأنام - ط"، و"النصيحة في الأدعية الصحيحة - ط"، و"أشراط الساعة"، و"اعتقاد الإمام الشافعي"، وغيرها.

الكتاب:

جمع الكتاب مجموعة الأحاديث الواردة في فَضل شهر رمضان بسندها المتصل بالسماع.

وجاءت تَعليقات الكاتب على بعض رواة الحديث وسندها وموقعها عند الإمام أحمد في مسنده، وعند البخاري.

كما أضاف الكاتب فصلًا في فضل السحور وتأخيره، وكذلك فصلًا في ليلة القدر وفضلها، وبلغت عدَد أحاديث الكتاب ستة وستين حديثًا بسنده.

والأحاديث تختلف فيما بين الصَّحيح والحسن.

وقد كثرَت السماعات على هذا الكتاب وألحقت بنسخ مخطوطاته؛ وذلك دلالة على أهمية الكتاب وتلقيه بالقَبول من جمهور المحدِّثين، واحتفاء تلاميذه به.

تحقيقات الكتاب:

• حقَّق الكتاب المحقق: أبو عبدالله عمار بن سعيد تمالت الجزائري ضمن مطبوعات دار ابن حزم؛ وذلك في الطبعة الأولى منه عام 1420 هـ - 1999 م.

حيث قام بتحقيق الكتاب على مخطوطتيه، مع تخريج أحاديثه، ووضع مقدِّمة ترجم فيها للمؤلف، والتعريف بجهده في تحقيق الكتاب.

• كما حقَّق الكتابَ أيضًا: أبو معاذ محمد إمام منصور، في طبعة دار البشير- القاهرة.