• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: خرافات لافونتين في الأدب العربي للدكتورة نفوسة زكريا سعيد

عرض كتاب: خرافات لافونتين في الأدب العربي للدكتورة نفوسة زكريا سعيد
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/5/2016 ميلادي - 27/7/1437 هجري

الزيارات: 32960

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خرافات لافونتين في الأدب العربي

 

♦ اسم الكتاب: خرافات لافونتين في الأدب العربي. عرض كتاب: خرافات لافونتين في الأدب العربي للدكتورة نفوسة زكريا سعيد + الألوكة

♦ المؤلف: د. نفوسة زكريا سعيد.

♦ سلسلة: أدب.

♦ سنة النشر: 2014م.

♦ دار النشر: إصدارات مكتبة الأسرة - الهيئة المصرية العامة للكتاب بمصر.

♦ الطبعة: الأولى.

♦ صفحات الكتاب: 166.

 

صدَر حديثًا من إصدارات مكتبة الأسرة لعام 2014 كتاب "خرافات لافونتين في الأدب العربي"؛ للدكتورة "نفوسة زكريا"؛ يبيِّن اهتمام الأدب العربي بأقاصيص الخرافة وأساطيرها، والاحتِفاء بها على مختلف عصوره، بالتأليف والنقل والاقتباس، وإعادة تدويرِه تلك الخرافات والإضافة إليها بما يُناسب الروح الإسلامية؛ مِن أجل نشر الفكر التهذيبي وتقويم الأخلاق، وقد اعتبر الدارِسون أن "الشرق هو منبع ومنشأ الخُرافة"، وبرهَنوا أنَّ الخرافة في أدبنا العربي قديمة النشأة؛ حيث ساهمت الحضارة الإسلامية - كواسطة العقد بين الحضارات القديمة والمعاصرة - في نَشرِ أدب الخرافة والاهتمام بها، كما هي عادة الحضارة الإسلامية التي لم تترك مجالًا من مجالات الأدب والفنون والعلوم المختلفة إلا وهذَّبتْه وأعادت إحياءه مِن جديد في عصور الخلافة الإسلامية الزاهرة، ونجد أنَّ أجدادنا العرب قد عمدوا إلى الاستفادة من تراث حضارة أهل اليونان وبلاد الهند في أدب الخرافة والأساطير، التي كان من أشهرها "خرافات الحكيم أيسوب" على لسان الحيوان، وأساطير معبودات الهند القديمة المختلفة، وأعادت نقلَه وترجمتَه في العصر العباسي على يدِ زمرة من كبار الأعلام؛ يأتي على رأسهم الأديب "ابن المقفَّع"، الذي نقل من اللغة الفهلوية إلى العربية حكايات "كليلة ودمنة" للفيلسوف بيدبا الهندي، وهناك بعض من المؤرخين يرى أن مؤلِّف الكتاب هو ابن المقفع نفسه؛ وأنه اختلق نسبته لبيدبا الذي لم يُعرف له أصل حتى وقتنا هذا، ومع سقوط الخلافة الإسلامية وبدء عصر النهضة الأوروبية عمد الأوروبيون إلى الاستفادة من التراث الإسلامي الضائع وأعادوا إحياءه، وتتبَّعوا خطى أدباء وعلماء ومفكري الإسلام في أصول حضارتهم في كافة المجالات، التي كان على رأسها أدب الخرافة؛ حيث وجدنا تأثُّر كثير من الأدباء الغربيين بروح الشرق في أدبهم وأقاصيصهم، وعلى رأسهم الشاعر الفرنسي الشهير "لافونتين" الذي ذاعت "خرافاته" واشتهرت في الأدب العالمي، بل وتناقلها الأدباء العرب في العصر الحديث بالنقل والاقتباس والإشارة كما أوضحت هذه الدراسة، وتشير د. "نفوسة زكريا" في مقدمة دراستها أن اتصال لافونتين بأدب الخرافة العربي واضح التأثير أثناء وضع حكاياته، بل إن كثيرًا من خرافات "لافونتين" لها أصل قريب مِن تراث المشارقة من الهند والفرس والعرب، وأنَّ لافونتين أعاد صياغتها في أشعاره لتبدو بذلك الرونق الأوروبيِّ الجديد إن جاز لنا "أقلمة" الأدب وحصره في نطاق قطري معين!

 

وقد وضعت الكاتبة دراستها في جزأين رئيسَين مقسَّمين على تمهيد وسبعة فصول وخاتمة، تناولت الكاتبة في الجزء الأول تمهيدًا في "معنى الخرافة وتعريفها"؛ حيث ترى الكاتبة أن الخرافة بمعناها الأدبي الاصطلاحي هي: "قصة حيوانية يتكلَّم الحيوان فيها ويمثل مع احتفاظه بحيوانيته، ولها مغزى تهذيبي أو تعليمي، وقد يقوم بدور البطولة فيها أيضًا الطير والنبات والجماد والإنسان، وإن كانت النسبة للحيوان أميز؛ لأنَّ موضعه أبين مِن غيره"؛ (ص: 9)، وقد عرف العرب مفهوم الخرافة، وأشار إليها ابن النديم في كتاب "الفهرست"، وأطلَقَ عليها العرب تسميات عديدة؛ منها: المثل والموعظة والأسطورة، وغيرها.

 

وقد بيَّنت الباحثة نماذج من تلك الأمثال في فصل "الخرافة في الأدب العربي"، التي تناثرت في كتب الأدب، وتناقلها الشعراء عن طريق النَّظم أيضًا، والتي من أشهرها قصة "ذات الصفا" في العصر الجاهلي، التي نظمها النابغة الذبياني شعرًا، وتحكي قصة المثل العربي: "كيف أُعاونك وهذا أثر فأسك؟!".

 

وأيضًا قصة "الثعلب والعنقود"، التي تحكي قصة المثل القائل: "أعجز من ثعالة عن العنقود"؛ أي: أعجز مِن الثعلب عن العنقود، وقد نظَمها العديد من الشعراء في العصر العباسي رغم أصْل المثل الجاهلي.

 

وهاتان القصتان ورَدَتا في خرافات لافونتين الفرنسية.

وأيضًا من أهمِّ قصص الحيوان "أمثال لقمان" التي عثر عليها أحد علماء الحملة الفرنسية في مصر، وقام بترجمتها إلى الفرنسية، وأغلبها له نظائر في خرافات أيسوب، ويعتقد الباحثون أن "لافونتين" قد اطلع عليها، خاصة أن أغلب قصصه مقتبسة من هذه الحكايا.

 

ويعد كتاب "كليلة ودمنة" أشهر ما كتب في الأدب العربي من أدب الحيوان، وقد أحدث هذا الكتاب ازدهارًا في فن القصة المروية على ألسن الحيوان لا في عصر ابن المقفع فحسب، بل فيما تلاه من عصور، وقلده من تبعه.

 

ورغم هذا التراث العربي الزاخر في أدب الخرافة، فقد اتجه الأدباء المحدَثون إلى الأدب الأجنبي ممثلًا في خرافات لافونتين، فجدوا في ترجمتها وتقليدها، ولعل هذا يعود في سببه إلى الافتتان بالحضارة الأوروبية، واعتبار الغرب قِبلة الشرق التي يَنبغي أن يولي لها وجهه حتى في مجال الأدب، وذلك بدايات العصر الحديث؛ وهو ما تناولته الكاتبة في الفصل الثالث: "اتصالنا بالثقافة الفرنسية"؛ حيث نجد أن أحد أهم أسباب اهتمام أدباء العرب بخرافات لافونتين يرجع في الأصل إلى أن فرنسا كانت من أوائل الدول الأوروبية التي اتصلْنا بثقافتها في العصر الحديث، وبدأ هذا الاتصال بغزو الحملة الفرنسية مصر في عام 1798م، وساهمت هذه الحملة في رواج ثقافي باصطحابها جملة من العلماء والمستشرقين الذين يَعرِفون العربية؛ حيث زوَّدتهم بمختلف وسائل البحث العلمي الحديث، حتى إنهم أحضروا معهم مطبعةً مزوَّدة بحروف عربية رآها أهل مصر لأول مرة، وكان يتولى حركة الترجمة من الفرنسية للعربية بعض الرهبان السوريين المقيمين في مصر، وبعض الشرقيين الذين أحضرهم نابليون من إيطاليا.

 

وفي عهد محمد علي باشا زادت أواصر الصِّلة بين فرنسا ومصر، واتجه محمد علي باشا إلى إرسال البعثات المصرية إلى فرنسا؛ للتزود من علوم الغرب وفنونه وصناعاته، وللدور الهام الذي لعبته حركة الترجمة في الربط بين الشعوب الأوروبية والمجتمع المصري، فقد أنشأ محمد علي كلية الألسن بناءً على اقتراح "رفاعة الطهطاوي"، الذي كان من أوائل من سافر إلى باريس مرافقًا للبعثات المصرية، وكتب خلالها عن رحلته لها كتابه المهم "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، الذي دعا فيه لوجود مدرسة لتعليم اللغات الأجنبية والترجمة؛ وقد كان لمدرسة الألسن دور فعال بالفعل في الترجمة عن الفرنسية، فازدهرت اللغة الفرنسية في المجتمع المصري في القرن التاسع عشر، وصارت لغة النخبة، وأُنشئت في عهد الأسرة العلوية عددٌ من المدارس الفرنسية؛ مثل مدارس الآباء اللعازريين، ومدارس الفرير، ومدارس راهبات المحبة، ومدارس الراهبات الفرنسيسكان، التي كان من أهم أهدافها نشر الثقافة الفرنسية والتمكين للغتها وآدابها.

 

وقد ازدهرت حركة الترجمة عن الأدب الفرنسي، واتجه الأدباء المصريون إلى مؤلَّفات كبار الأدباء الفرنسيين، وتولوها بالترجمة والتهذيب، وعلى رأسها "خرافات لافونتين"، وهو علَمٌ من أعلام الشِّعر الفرنسي في القرن السابع عشر، نظَم الشعر في مختلف الفنون، وإن كان اسمه اقترن بوجه خاصٍّ بفنِّ الخرافة؛ التي لم يشرع في كتابتها إلا في سن السابعة والأربعين بعد أن تمَّ نضجُه وتكوينه، وظهرت خرافاته في ثلاث مجموعات تضمُّ اثني عشر كتابًا ما بين عام 1668 وعام 1694 م، وأهداها إلى ولي عهد "لويس الرابع عشر" ملك فرنسا، وقد بانت في خرافاته حرفيته العالية في النظم، وأسلوبه الرشيق المركَّز؛ حيث حقَّق من خلالها غايتين: التثقيف، والمتعة الفنية.

 

وقد اهتمَّ أدباء العربية بنقل هذه الخرافات للعربية بدافع الإعجاب في المقام الأول؛ حيث كانت هذه المنظومات الشعرية من أوائل ما قرؤوه من الأدب الفرنسي، إلى جانب رغبتهم في الاستفادة من نقل هذه القصص المشوقة في تربية النشء وتهذيبه؛ لما تَحتويه كل خرافة في نهايتها من موعظة أخلاقية طريفة، وكان من أوائل مَن نقَل هذه الخرافات للعربية الأستاذ "محمد عثمان جلال" في كتابه "العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ".

 

وقد تناولت الكاتبة في الجزء الثاني من الدراسة أربعة نماذج مقارنة في فن الترجمة لهذه الخرافات الشهيرة للشاعر الفرنسي "لافونتين"؛ وهي:

1- العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ؛ لمحمد عثمان جلال (1245هـ-1828/ 1316هـ-1898م).

2- الحكايات؛ لأحمد شوقي (1869-1932).

3- آداب العرب؛ لإبراهيم العرب.

4- أمثال لافونتين؛ للأب نقولا أبو هنا المخلصي.

 

العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ:

كان محمد عثمان جلال أول من نقل خرافات لافونتين من الفرنسية إلى العربية، وقد اتخذ الترجمة وظيفة له منذ أن تخرَّج في مدرسة الألسن، وتدرُّجه في عمله في مختلف الدواوين الحكومية: الديوان الخديوي، وقلم الكورنتينا، وديوان الواردت، وديوان البحرية، وديوان الجهادية.

 

وقد شرع في نقلها في عهد عباس الأول، وانتهى منها في عهد سعيد، وأشار إلى أنه لم يقتصر على تحقيق المنفعة الأخلاقية عن طريق إيراد الحِكَم والمواعظ فقط؛ وإنما أراد أيضًا المتعة الأدبية من تجريب قلمه في ترجمة روائع الأدب الغربي، بديلًا عن القصص الرخيصة التي شاعت في عهده مثل: الظاهر بيبرس، وعنترة، وأبي زيد الهلالي.

 

وقال محمد عثمان جلال في بدايتها:

وانظر فتلك روضة المعاني
ودوحة المنطق والبيانِ
نظمتُ فيها مائتي حكايهْ
وكلُّها بالحُسنِ في نهايَهْ
فيها إشارات إلى مواعظ
نافعة لكل واعٍ حافظ
ضمَّنتها أمثالها والحِكَما
وربَّما استعرتُ قولَ الحُكَما

 

أما مذهبه في النقل، فلم يكن ترجمةً بالمعنى الدقيق؛ وإنما جاءت تعريبًا وتمصيرًا لها، لم تتقيَّد بالأصل لا من ناحية الترتيب، ولا من ناحية المحافظة على الوزن، بل كان محمد عثمان جلال يستوعب موضوع الخُرافة، ثم يَصوغه صياغةً مِن عنده، يُحافظ فيها حينًا على تفاصيل المَّوضوع، وحينًا آخر يزيد أو يَحذف من الموضوع.

 

ومن سبل تصرُّفه أحيانًا في ترجمة نص لافونتين حكاية "الأرنب والسلحفاة" التي اختصر ألفاظ لافونتين فيها إلى الثلث تقريبًا، وحاول فيها المحافظة على روح النصِّ، مع تصرف في الألفاظ عنده:

حكاية ترجمتُها بالعربي
في سُلحفا تسابقَت معْ أرنبِ
وحدَّدا حدًّا على سفْح الجبلْ
وجعَلا جُعْلًا لأوَّلٍ وصَلْ
فاستغرق الأرنبُ نومًا واتَّكل
على قُوى سرعتِه فما اتَّصل
والسلحفاة داومَت في الجدِّ
فوصلتْ إلى أُصولِ الحَدِّ
ومذ صَحا الأرنبُ جاء يسعى
رأى هناكَ السلحفاة تَرعى
قال لك الجُعل وكلُّ الأَجرِ
كم غافل عن رحمة لا يَدري!
سعيتِ يا أُختاه في أعظَم كَد
وهكذا في السعي مَن جَدَّ وجَدْ

 

وقد صبغ محمد عثمان جلال في مواعظه الأدب بالاقتباسات من القرآن الكريم والسنَّة والأمثال الشعبية في بعض الأحيان؛ حيث غلبت عليه النزعة الدينية ونزعته المصرية في صياغة ما نقَلَه من خرافات لافونتين؛ كما نرى في قوله في خاتمة حكاية "الحصان والذئب":

وهكذا في الناسِ كلُّ مَن بدا ♦♦♦ بالخُبثِ لا يَخرُج إلا نَكِدا

 

وقوله في خاتمة حكاية "في قبيح الزَّوجة":

ما كذَب القائل في أفكاره ♦♦♦ قد حُفَّت الجنَّة بالمَكارِه

 

وقوله في خاتمة حكاية "القط الذي صلب نفسه والفيران":

وقد نَجا مَن خافَ منه وعلم ♦♦♦ وهكذا في الناس مَن خافَ سَلِم

 

وبذلك نرى أن محمد جلال لم يكن مترجمًا بالمعنى المفهوم، بل كان ناقلًا لها بتصرف يتفاوَت مقداره من خرافة لأخرى، وقد غلبت عليه مصريته؛ وذلك في استخدامه أمثالًا مصرية، وألفاظًا عامية شائعة في قلب الخرافة، ومال إلى تجريب قلمه في تعدُّد أوزان كل خرافة، فأحيانًا يكتب في قافية واحدة، وأحيانًا يكتب في المزدوج.

 

الحكايات لأحمد شوقي:

يُعدُّ شوقي من الشعراء المحدَثين الذين جمعوا بين الثقافتين العربية والفرنسية، وقد أوفده الخديوي توفيق في بعثة إلى فرنسا سنة 1888، التي زادته صلةً بالثقافة الفرنسية، وقد صرَّح شوقي في مقدمة ديوانه "1898" أنه مال إلى ترجمة خرافات لافونتين ومحاكاتها تأثُّرًا بالطابع الأخلاقي الممتع في أجزائها؛ حيث يقول:

"جرَّبتُ خاطري في نظم الحكايات على أسلوب لافونتين الشهير، وفي هذه المجموعة شيء من ذلك، فكنتُ إذا فرغت من وضع أسطورتين أو ثلاث، أجتمعُ بأحداث المصريين، وأقرأ عليهم شيئًا منها، فيفهمونه لأوَّل وهلة ويأنسون إليه ويَضحَكُون من أكثره، وأنا أستبشر لذلك، وأتمنَّى لو وفقني الله لأجعل لأطفال المصريِّين مثلما جعل الشعراء للأطفال في البلاد المتمدنة، منظومات قريبة المتناول، يأخذون الحِكَمة والأدب من خلالها على قدر عقولهم".

 

وأخذ يتابع شوقي نظمَه للخرافات على مدى سنوات عديدة، ولم يعن بجَمعها في ديوان خاصٍّ، بل نشَر عددًا منها في "شوقياته"، وقام بجمع ما تبقى منها "محمد سعيد العريان" ونشرها تحت عنوان "الحكايات" في 56 حكاية، وذلك عام 1951م، ونشر "محمد صبري السربوني" بعض الحكايات المفقودة في "الشوقيات المجهولة"؛ وذلك عام 1961م.

 

ونلاحظ أن الموضوعات التي استقاها شوقي في نظم حكاياته موضوعات منوعة: استقاها من تجاربه الشخصية، وموضوعات استقاها من خرافات لافونتين، وأخرى استقاها من مصادر عربية قديمة، وقد أضفى عليها روح الفكاهة، وصاغ هذه الحكايات بحرفية فنية عالية، ومقدرة موسيقية من حيث السهولة والبساطة في الصياغة والتعبير.

 

وقد اقتبس شوقي بعض خرافات لافونتين وأعمل فيها قلمه الخاص، بالتَّحوير والتبديل، وذلك في اقتباسه موضوع حكاية "الديك والثعلب" ليَصوغها على هذا الشكل المشوق:

برز الثعلبُ يومًا
في شِعار الواعِظينا
فمشى في الأرضِ يَهذي
ويسبُّ الماكِرينا
ويقولُ : الحمدُ للهِ
إلهِ العالمينا
يا عِباد الله، تُوبُوا
فهوَ كهفُ التائبينا
وازهَدُوا في الطَّير، إنَّ ال
عيشَ عيشُ الزاهدينا
واطلبوا الدِّيك يؤذنْ
لصلاةِ الصُّبحِ فينا
فأَتى الديكَ رسولٌ
مِن إمامِ النَّاسِكينا
عَرَضَ الأَمْرَ عليه
وهْوَ يَرجو أَن يَلينا
فأجاب الديكُ: عذرًا
يا أضلَّ المُهتدينا!
بلِّغ الثعلبَ عني
عن جُدودي الصالحينا
عن ذوي التِّيجان ممَّن
دَخل البَطْنَ اللعِينا
أَنهم قالوا وخيرُ ال
قولِ قولُ العارفينا:
"مخطئٌ مَن ظنَّ يومًا
أَنَّ للثعلبِ دِينا"

 

وقد تأثَّر شوقي بلافونتين في اقتياده ببعض طريقته في النَّظم الفرنسي؛ حيث كان لافونتين يبدأ في بعض الأحيان أبياته بالحكمة والمغزى من الحكاية، وقد اتَّبعه شوقي في بعض حكاياته، رغم أن النَّهج العربي دومًا يجعل الحكمة في نهاية الخرافة لبقائها في ذهن المتلقِّي وتعلقه بها؛ ومن أمثلة ذلك قول شوقي في أول خرافة "الأسد والضفدع":

انفَع بما أُعطيتَ من قدرة
واشفع لذي الذنب لدى المجمع
إذ كيف تَسمو للعُلا يا فتى
إن أنتَ لم تنفع ولم تشفَعِ

 

وقوله في أول خرافة "النملة الزاهدة":

سعْيُ الفتى في عيشه عبادَهْ
وقائد يَهديه للسَّعادهْ
لأن بالسعي يقوم الكون
والله للساعين نعم العون

 

ويعد تقليد شوقي للافونتين من سمات "التقليد الابتداعي"؛ حيث أضفى شوقي على ما نقله من خرافات لافونتين روحه الشاعرية الأصيلة، وشخصيته الإنسانية، وسماته الفنية.

 

آداب العرب لإبراهيم العرب:

أصدر إبراهيم العرب ترجمته لخرافات لافونتين عام 1911م في تسع وتسعين خرافة، أطلق عليها اسم "عظات"، وقرَّرت وزارة المعارف طبعَها على نفقتها، وتدريسها في المدارس الابتدائية؛ لأسلوبها المشوِّق الأخلاقي في آنٍ واحد، وقد مال فيها إبراهيم العرب لاتباع منهج الوعظ والتأديب، وهذه الرسالة الأخلاقية أكَّدها إبراهيم العرب في بداية مواعظه؛ حيث يقول:

وبعد فهذي حكمةٌ ومواعظٌ
لتهذيب أخلاق وإصلاح أحوالِ
بهن معانٍ كالعيون سواحر
وألفاظ درٍّ كلُّ بحْرٍ بها حالي
فلو وهَبَ الرَّحمن للدهر مَسمعًا
لمال إلى الإصغاء مُنشرِحَ البالِ

 

وقد استقى إبراهيم العرب موضوعاته من خرافات لافونتين؛ مع شيء من التحوير والاختِصار، وإن كان قد افتقد روح الفكاهة التي اشتهر بها لافونتين ومال بجدٍّ إلى صياغة الحكمة وتأكيد الفضائل الإنسانية في أبيات عظاته؛ ومن أمثلة حكمه التي وضعها في عظاته لتأديب الناشئة قوله:

وأنتَ في الدنيا كثير الجدِّ ♦♦♦ والجدُّ في زماننا لا يُجدي

 

وقوله:

كم مِن نَصوح تحامى الناس عِشرتَه ♦♦♦ وذي خداع له بالغشِّ تقريب

 

وقوله:

رب مَن ترجو به دفع الأذى ♦♦♦ عنك يأتيك الأذى مِن قِبَلِه

 

وقوله:

اصرف النفس عن كثير مِن النا ♦♦♦ س فما كلُّ مَن ترى بصديق

 

ونرى في بعض عظات إبراهيم العرب بعض الآراء الصريحة السياسية والاجتماعية؛ مثل العظة التي وضعها تحت عنوان "الحرية" يقول فيها:

والقصد من حرية البلاد
توفُّر الراحة للعِباد
يبيت في الدار أمينَ الغبْنِ
ربُّ الغِنى في راحة وأمن
ويأخُذ الضَّعيف كلَّ حقِّ
ويَعتق القويُّ عبدَ الرقِّ
لا ترهب السفينُ قطْعَ البحر
ولا يخاف الناس سير البرِّ
ويَنبغ الكُتاب في التحرير
بنَشرِهم مذاهب الضَّميرِ
وتُترك الدعوة للمَذاهب
لكلِّ غادٍ دينُه وذاهب
وتُفتَح الأبواب للمدارس
في وجه موسر ووجْه بائس
وتَدخُل الأرزاق للتجار
من سائر الأجناس والأقطار
هذي هي الحرية الصحيحهْ
وهذه نعمتُها الرجيحهْ
تمتُّع الإنسان في الحياةِ
بحقِّه مِن أعظَمِ الهِباتِ

 

أمثال لافونتين للأب نقولا أبو هنا المخلصي:

الشاعر الأب نقولا أبو هنا اللبناني أحد أُدباء دير المخلص بصيدا بلبنان، وقد أُعجبَ بخرافات لافونتين ونظمها خاصةً، نتيجة تأثُّر الشوام باللغة الفرنسية التي فرضها الاحتلال الفرنسي على سوريا ولبنان، إلى جانب انبهار النصارى بالحضارة الغربية وتقليدها في بدايات القرن، وقد أخذ الأب نقولا على عاتقه ترجمة الخرافات ترجمةً تكاد تكون حرفية، والتزم بكل ما يلتزمه المترجم في ترجمة النصوص من اتِّباع ترتيب الخرافات، والتقيُّد بالنصِّ، ومُحاولة مضاهاة كل ما فيه حوار أو وصْف أو عِظة، بل ووضَع شروحًا وتفاسير إضافية تناولت شرح المفردات الغربية والأعلام التي وردت في النص الفرنسي.

 

وقد ترجم الأب نقولا من خرافات لافونتين 118 خرافة؛ أي: ما يقرب من نصف خرافات لافونتين، وقد أصدرها عام 1934م، وقدَّمها إلى رؤساء المدارس العربية في جميع الأقطار، وقد احتفت بكتابه مدارس لبنان وقامتْ بتدريسه للطلاب في معاهِدِها.

 

وكان هدفه من هذه الترجمة هدفًا تعليميًّا تهذيبيًّا للناشئة، وإن كانت ترجماته مالت في بعض الأحيان للركاكة، وإن كانت ميزتها في دقتها وأمانتها في النقل.

 

ومن ضمن ترجمات الأب نقولا ترجمة خرافة "جرذ المدينة وجرذ الحقول"؛ حيث حافظ على مضمون الخرافة وألفاظها بالفرنسية محافظة كاملة، لكنه قدم فقط بعض العبارات وأخَّر بعضها؛ حتى يستقيم له الوزن العربي، وهي على النحو التالي:

جرذ المدينة قد دعا
جرذ الحقول إلى وليمَه
كانت فضالةَ لحم فرْ
سى تلذُّ وذات قيمه
وتأنَّق الداعي فلب
باه الصديق أَخا عزيمه
♦ ♦ ♦
كانت معدات الولي
مة فوق طنفسة وسيمه
تركية مَنسوجة
لقصور سادات فخيمه
فتصوَّروا ما يفعل ال
خلان في تلك الغنيمه
هي أدبة في حسنِها
من كلِّ منقصَة سليمه
قد عيَّدا في قربِها
عيدًا مسرَّته مقيمه
لو لم يشوش سعدَها
نحس بطلعتِه الذَّميمه
سَمِعا بقُرب الباب وقْ
ع خطًى فلاذَا بالهزيمه
قفز المضيفُ لمخبَأ
والضَّيف قد جارى حميمَه
لكنْ إذا انقطع الصدى
رجَعا بهِمات عظيمه
وابنُ المَدينة قال لل
برِّيِّ لا تخشَ الهضيمه
لا تُبقينَّ ولا تذَر
قبل العوادي المستضيمه
فأجابَه جرذ الحقو
لِ: كفى، ونعم الجود شيمه
أنا لستُ أشكو مِن مكا
رمك الحَديثة والقديمه
لكَنما عندي الأما
ن، وذاك نعمتي الجسيمه
أكْلي على هوني فلا
خوف ولا نُوَبٌ مليمه
حان الوداع ففي غدٍ
جُدْ لي بزَورتكَ الكريمه
ثمَّ انبرى يَنحو البرا
ري حيث عيشته قويمه
ويقول: "يا تعسا ل
عيش تفسد الرهبى نعيمه"

 

وقد اضطر الأب نقولا لاستخدام بعض الألفاظ الغريبة في ترجمته ألجأه إليها الوزن وقام بشرحها في بعض الصفحات، وإن كان غرضه أيضًا من استعمال وحشيِّ الألفاظ هو زيادة حصيلة طلاب المدارس اللغوية وسرعة تذوقهم للآداب العربية.

 

وفي ختام البحث بيَّنت الباحثة أن موقف أدباء العربية من خرافات لافونتين تمثَّل في ثلاث طرق:

1- النقل بتصرف.

2- الاقتباس.

3- الترجمة.

 

وإن كل طريقة كان لها مميزاتها وعيوبها، وإن كانت ساهمت في تقوية أواصر الربط بين أدب الخرافة في اللغتين الفرنسية والعربية، وأكدت الباحثة أن الترجمة في مختلف طرقها "كانت وسيلة ناجحة للاستفادة من خرافات لافونتين في تربية الناشئة من العرب؛ وذلك إنْ أحسَنَ الأديب صوغ فكرته، وأضفى عليها الروح الإسلامية، وكتبها بالأسلوب الميسر الجميل"، كما رأينا في نماذج الكتاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: التراجم والسير لمحمد عبدالغني حسن
  • عرض كتاب: القول الأحمد في بيان غلط من غلط على الإمام أحمد
  • عرض كتاب: تأملات فكرية وفلسفية
  • عرض كتاب: أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي
  • عرض كتاب: الأونروا برامج العمل وتقييم الأداء
  • عرض كتاب: الصحافة المهاجرة دراسة وتحليل - للدكتور حلمي القاعود
  • العدوان على الأدب العربي وتشويهه (2)
  • عرض كتاب: ابن زيدون
  • اشتقاق أسماء الله لابن النحاس تحقيق محمد الطبراني
  • أقرب المسالك لمذهب الإمام مالك لأبي البركات أحمد الدردير
  • كتاب الورع لعبد الملك بن حبيب الأندلسي

مختارات من الشبكة

  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • روسيا: تغريم محل لبيع الكتب لعرضه كتاب حصن المسلم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرض كتاب : الكتب الممنوعة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي (معجم أعلام الشفرة وكسرها)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: البيئة والأوبئة في التراث الطبي العربي الإسلامي تأليف محمود الحاج قاسم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: تقاليد المخطوط العربي معجم (مصطلحات وببليوجرافية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب: من أفانين الأدب(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب