• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: الصحافة المهاجرة دراسة وتحليل - للدكتور حلمي القاعود

عرض كتاب: الصحافة المهاجرة دراسة وتحليل - للدكتور حلمي القاعود
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/3/2016 ميلادي - 14/6/1437 هجري

الزيارات: 13889

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب

الصحافة المهاجرة: دراسة وتحليل


♦ اسم الكتاب: الصحافة المهاجرة: دراسة وتحليل.

♦ المؤلف: د. حلمي محمد القاعود.

♦ الطبعة: الثانية.

♦ سنة النشر: 1411 هـ-1991 م.

♦ دار النشر: دار الاعتصام.

♦ صفحات الكتاب: 181.

 

تعدُّ هذه الدراسة - رغم قدمها - مِن أوائل الدراسات التي تناولت قضية "الصحافة المهاجرة" في عالمنا العربي، ومدى تأثيرها في توجيه الرأي العام العالمي، وداخل بلادنا العربية ذاتها، وقد تناول الكاتب هذه الظاهرة من رؤية إسلامية بحتة؛ خلصَ من خلالها إلى أن أغلب الصحف التي تصدر من عواصم غربية والتي تهتم بشؤون العالم العربي تمَّ استغلالها لتكون ظاهرة مسلحة بالمال والخِبرة والتقنية الحديثة لخدمة "أهداف معينة"، أو كما يصف الكاتب مهمَّتها بأنها "صبْغ وجه الحقيقة بالألوان التي يريدها المموِّلون".

 

والصحافة المهاجرة تعدُّ ظاهرةً جديدة في حياة العرب ظهرت في الربع الأخير من القرن العشرين، أراد أصحابها "البحث عن مناخ أفضل من حرية التعبير"؛ لذلك ارتحلوا بأقلامهم إلى بعض العواصم الغربية ليُصدروا من خلالها عددًا من الصحف التي هدفوا من خلالها إلى معالجة قضايا العالم العربي المسلم، بعيدًا عن سلطة الرقابة وتدخُّلات الأنظمة، إلى جانب الاهتمام بشؤون الأقليات العربية المسلمة في الغرب، ولكن يرى الكاتب أنه رغم نبْل الغاية التي صدرت لأجلها تلك الصحف فإنها في حقيقة الأمر انحرفت عن مسارها، وأسهمت في تعميق الواقع المشوَّه، وزيادة الفرقة، وتعميق الخلافات بين الدول العربية بعضها البعض، واتجه أصحابها إلى "الارتزاق" والتكسُّب بأقلامهم؛ خدمةً لبعض الأنظمة التي كانت تتولى تمويل هذه الصحُف.

 

وقسم الكاتب دراسته إلى أربعة أبواب وخاتمة؛ اختص الأول بمعالجة القضايا المرتبطة بالوجود العربي الإسلامي، سواء في ذلك القضايا التي تشكِّل العلاقات الاجتماعية والدولية، أو تلك التي تمثِّل درجةَ حرارة عالية في الدائرة العربية الإسلامية، واكتفت الدراسة في منهجها العام بعرض بعض النماذج لتلك القضايا.

 

أما الباب الثاني، فقد عالج قضايا الفكر والثقافة التي تُشكِّل أهمية لدى الذِّهن العربي الإسلامي المعاصر، وأسلوب تناول الصحافة المهاجرة لهذه القضايا، وتصوُّرها للأوضاع المتعلِّقة بها.

 

أما الباب الثالث، فقدم عرضًا واقعيًّا لعيِّنات عشوائية من الصحف المهاجرة؛ لتكون نموذجًا تطبيقيًّا يؤيِّد إلى حدٍّ كبير ما توصَّلت إليه الدراسة في البابين الأولين.

 

أما الباب الرابع، فهو ملحق أضافه الكاتب في الطبعة الثانية للكتاب بعد ثماني سنوات من إصداره الطبعة الأولى؛ حيث يؤكد الكاتب رأيه الأول بشأن الصحافة المهاجرة من أنها بمثابة "أقلام مأجورة" من بعض الأنظمة لخِدمة مصالح الحكومات العربية، ويدلِّل على ذلك بانهيار بعض هذه الصحف المهاجرة التي كانت تَعتمِد على تمويل بعض الأنظمة؛ كالنظام البعثي في العراق في عهد "صدام حسين"، الذي كان يموِّل عددًا كبيرًا من تلك المنشورات، وتوقَّف هذا الدعم بحصار الغرب للعراق وعَجزِه عن استمراره في دعم هذه الأبواق الإعلامية.

 

وقد طرحت الخاتمة خلاصة موجزة لما انتهى إليه البحث، والحل العملي الفعال لتجاوز التأثير السلبي للصحافة المهاجرة، وصنع النموذج الصحفي المؤثر إيجابيًّا لصالح الإنسان العربي المسلم في كل الأحوال.

 

واعتمد البحث بصورة أساسية على الدوريات المهاجرة التي كانت نشطة تلك الفترة، سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية؛ حيث رصد مدى تباين مواقفها مع كثير من القضايا، وتناقُضها حسب لون قلم كل كاتب واتجاهه السياسي.

 

وصاحب الدراسة هو د. "حلمي القاعود" أستاذ النقد والبلاغة بقسم اللغة العربية - كلية الآداب جامعة طنطا، من مواليد محافظة البحيرة سنة 1946م، حصل على شهادة الدكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن من كلية دار العلوم - جامعة القاهرة عام 1984.

 

ومن مؤلفاته: "مسلمون لا نخجل"، و"حراس العقيدة"، و"الحرب الصليبية العاشرة"، و"الصلح الأسود: رؤية إسلامية لمبادرة السادات والطريق إلى القدس"، و"الطريق إلى مراكش الحمراء"، و"التنوير: رؤية إسلامية"، و"الأدب الإسلامي: الفكرة والتطبيق"، و"محمد في الشعر العربي الحديث"، و"الواقعية الإسلامية في روايات نجيب الكيلاني"، وغيرها من الدراسات والبحوث المنوعة.

 

الصحافة المهاجرة وموقفها من قضايا الوجود الإسلامي:

رصَدَ الكاتب في بداية دراسته تقييمًا مجملًا لموقف الصحافة المهاجرة من بعض القضايا الحيوية التي كانت تشغل الرأي العام في بلادنا العربية والإسلامية بداية التسعينيات، وما زالت حتى وقتنا هذا تمثِّل أحد مَحاور الحرب الإعلامية على الإسلام خارجيًّا، ومِن أمثلة هذه القضايا قضية وحدة الصفِّ المسلم، وحقوق الإنسان في بلادنا العربية، وبعض الدعاوى التغريبية مثل "تحديد النسل"، وقضايا الاحتلال، وبعض الأحداث التي تعلَّقت بالاعتداء على المسلمين في تلك الفترة في بعض المناطق الساخنة في فلسطين ولبنان وقبرص.

 

فمن ناحية الوفاق بين الدول العربية مثَّلت صحُف المهجر سوقًا رائجة من جانب بعض الكتاب والساسة لزيادة حجم الشقاق والنزاع بين الحكومات العربية؛ وذلك عقب اتفاقية "كامب ديفيد" التي مثَّلت محورًا انتقاليًّا تحدَّد مِن بعده مصير المنطقة ككلٍّ في نزاعها مع الاحتلال الصهيوني، فنجد أن كتاب هذه الصحف استغلوا العزلة التي فرضتْها دول الطوق على "مصر" لتحقيق هدفين رئيسين؛ الأول هو: إشعال نار العداوة والبغضاء بين الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية، والثاني هو: إرضاء نزعات التطرف والحماقة لدي البعض، بحكم أن ما يتحقق لها من وراء ذلك كثير للغاية من السيولة النقدية من بعض الحكومات المتنازعة، التي وجدت في عزلة مصر إرضاءً لغرورها وتشدُّقها بفِكرة المقاوَمة.

 

أما بخصوص حقوق الإنسان المسلم؛ وهو الهدف الذي من أجله قامت هذه الصحف - وهو الاهتمام بحقوق الإنسان أيًّا كان انتماؤه أو مذهبه في منطقتنا العربية - فنجد على النقيض أنه عند الحديث عن حقوق الإنسان المسلم على وجه الخصوص، لا يُمكن إغفال الاعتبارات التي تسيِّر اتجاه تلك الصحف؛ حيث إن الإنسان المسلم يُعدُّ على صفحاتها إنسانًا هامشيًّا مِن الدرجة الثانية أو الثالثة؛ وذلك لتوجه تلك الصحف العلماني القح، بل غالبًا ما تتناول هذه الصحف قضاياه من منظور القومية والعصبية؛ فعلى سبيل المثال عالجت الصحافة المهاجرة قضية الشعب الأفغاني وجهاده ضد الروس في ذلك الوقت مِن منظور مُغاير يَخدم التصور الصليبي والمفهوم الإلحادي المعادي للإسلام والمسلمين؛ حيث رأت أن تسيُّد الروس يخدم المصالح القومية العربيَّة في مقاوَمة الإمبريالية الأمريكية، بينما صوَّرت قادة الأفغان بمثابة مجموعة من زعماء القبائل المتطاحنين المتشرذمين الهمجيين، وفي نفس الفترة أثيرت قضية الإضرابات العمالية في بولندا، وتدخلت روسيا في بولندا وقتها داخليًّا، وهنا وقفت تلك الصحف في صف الثوار البولنديين، وصوَّرت (ليش فاليسا) زعيم حركة التضامن البولندية على أنه بطل أسطوري، واحتفتْ به على صفحاتها في تناقض صارخ عجيب!

 

أما أهمُّ القضايا الحيوية التي ركَّزت عليها الصحافة المهاجرة عن قصد، فكانت "قضية تحديد النَّسْل" التي أخذت حيزًا كبيرًا على صفحاتها، ويُشير الكاتب أن هذا الاهتمام بمسألة تنظيم النسل يأتي في إطار معركة الغرب مع العالم الإسلامي لتَحديد العنصر الكمِّي للمسلمين؛ حيث بدأ الأعداء في استغلال متاعب الشعوب العربية والإسلامية التنموية للتسلل إلى العنصر الكمي ومُحاولة التقليل من تناميه، في حين نجد أن الغرب يحثُّ الأقليات غير المسلمة في الوطن العربي كأقباط مصر مثلًا على التكاثُر والتوسُّع العددي والإقليمي؛ حيث يمثل ملف الأقليات أحد أهم محاور التدخلات الغربية في البلاد الإسلامية، الذي لعبت عليه أكثر من مرة في عديد من المواقف.

 

أما أهم القضايا الساخنة التي كانت مِحوَر حديث الصحافة في ذلك الوقت، فتركزت في قضية المسلمين في دول فلسطين ولبنان وقبرص.

 

فقد تناولت الصحافة المهاجرة قضيَّة فلسطين من منظور قومي بحت، وتحت دائرة (التيئيس) التي تَخدمها التحليلات والتعليقات والمتابعات حول القضية على الجانب العربي، ومعنى هذا أن الصحافة المهاجرة تهيئ الأذهان والأفئدة لتقبُّل وجود "إسرائيل" واستمرارها والتعايش معها، بل وتوكيد تفوُّقها الإستراتيجي والإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.

 

أما مشكلة الحرب الأهلية اللبنانية في ذلك الوقت، فقد وقفتْ فيها صحف المهجر إلى جانب طائفة "المارون" المُواليَة للنصارى في صراعها مع باقي الطوائف السنيَّة في لبنان، وإذا عرفنا أن الصحافة المهاجرة هي صحافة لبنانية أصلًا، عرفنا دور تلك الصحف في تأجيج وإدارة الحرب اللبنانية في تلك الفترة، ودورها الحيوي في تزييف طبيعة الصراع، ففي الوقت الذي كوَّن فيه الفريق الماروني برئاسة "أمين الجميل" ميليشياته المسلحة لقتْل أهل السُّنة، وتسبَّب في كثير من المذابح الدموية بالتحالف مع العدو الصهيوني، كانت تلك الصحُف تغيِّر دفَّة الصراع وتُصوِّره على أنه صراع بين "اليمين اللبناني" و"الفلسطينيين" على الحقوق الوطنية.

 

أما أزمة مُسلمي قبرص التي تولَّدت عام 1974م، فبيَّنت توجُّه تلك الصحف العلمانيَّ، ومُعاداتها لكل ما هو إسلامي، فقبرص كانت جزيرة إسلامية تمَّ تَنصيرها بقوة السلاح، ومع ذلك ظل المسلمون فيها قوةً لا يُستهان بها، وفي ظلِّ الاضطهاد الذي تعرض له المسلمون على يد المطران "مكاريوس"، تدخَّلت تركيا لوضع حد لهذا الاضطهاد هناك على يد النصارى الذين تحالفوا مع اليونان، ونجد أن أغلب كتاب صحف المهجر يدافع عن التدخُّل اليوناني في قبرص، مدينًا في الوقت ذاته تدخل تركيا لنجدة المسلمين هناك، وهو مُنتهى التناقض.

 

الصحافة المهاجرة وموقفها من قضايا الدعوة والثقافة:

تناول الكاتب موقف الصحافة المهاجرة من القضايا الفكرية والثقافية في وقتها، التي تمثَّلت في محاور:

• حملة الكراهية.

• الدعوة الإسلامية.

• التبشير.

• العلمانية.

• قضايا الكلمة وحريتها.

• قضية المرأة.

 

حيث أكَّد الكاتب أنَّ أغلب موضوعات تلك الصحف تَنطلق من حملة الكراهية لكل ما هو إسلامي؛ حيث حَكمَ التصور (اللاديني) عقل الصحافة المهاجرة إزاء الدعوة الإسلامية ومبادئها، وتحقَّق مِن هذا التصور هدفان:

الأول: تشويه الصورة الإسلامية في ذهن القارئ الذي لم يُطالع شيئًا عن الإسلام؛ حيث يظنه دينًا دمويًّا يعتمد على العنْف والوحشيَّة؛ وعلى الأخصِّ القارئ الغربي.

 

الثاني: الإيقاع بين الحكومات وبين الدُّعاة، فتوغر صدر الحاكم ضد كل صحوة إسلامية ناضجة ليتمَّ وأدُها في المهد بقوة السلاح.

 

وقد استُخدِمَت الصحافة المهاجرة كبُوق إعلامي لحملة "تنصيريَّة" خبيثة استشْرَت كالوباء في العالم العربي في بداية الألفية؛ حيث نجد أنَّ أغلب صحفَها في تلك الفترة خصصت جزءًا كبيرًا من مقالاتها لنَشر مقالات كبار الكتاب النَّصارى المتعصِّبين من أقباط المهجر، إلى جانب تغطيتها في ذلك الوقت لرحلة بابا الفاتيكان "يوحنا بولس الثاني" بكل تفاصيلها، ومدلول تلك الزيارة على مستقبل السلام في الشرق الأوسط!

 

بل واستغلَّت مُحاولة اغتيال البابا "يوحنا بولس الثاني" على يد شاب تركي اسمه "محمد أغا" كمُناسبة جديدة لإعلامها الصليبي ليفرغ أحقاده على المسلمين والإسلام ككل، بل ويَدعو العالَم الإسلامي إلى نبذ العنف، والإيمان بدين المحبة والتسامح والسلام.

 

أما دفاعها عن العلمانية، فقد كان واضحًا في أزمة الانقلاب العسكري في تركيا عام 1981 م، الذي جاء بالعسكر إلى الحكم على أنقاض "حزب السلامة" إسلامي المرجعية؛ حيث باركت أكثر صحف المهجر تركيا "الأتاتوركية" التي تصدَّت للخطر "الأسود" الموازي للخطر "الأحمر"، ثم تمزج الصواب بالخطأ في شهادتها عن الأحداث - وذلك على حد تعبيرها - فتقول عن تركيا: "هي الدولة ذات الشعب المُسلم الذي لا يحتاج إلى شهادة أحَد، والدولة ذات النظام العلماني المُنفتح على العالم، والدولة التي تَعيش هذا العام كله على أنه عام المائة عام على ولادة الجنرال أتاتورك".

 

أما عن فوضى الأخلاق، فحدِّث ولا حرج عن اهتمام تلك الصحف بقضايا الفن والفنانين، وتخصيص صفحات كاملة لمُتابعة أخبارهم ونزاعاتهم، وإسباغ صفة البطولة عليهم.

 

وبشأن قضايا الكلمة تبنَّت هذه الصحُف الفكر الحداثي في التعبير والإبداع بكل ركاكته وفجاجته، وتولَّت تلميع عدد مِن الأدباء المغمورين المشبوهين، الذين يَعتمدون الفكر الوثني في أغلب كتاباتهم، ويَدْعون لبعث مصطلحات كالفرعونية والقبطية، ودعوتهم المستمرة لكسر قواعد العربية، والاستهانة بالكتَّاب الذين يلتزمون في كتاباتهم اللغة العربية الرصينة، ووصفهم بالتقعُّر والتنطُّع والغموض.

 

أما أبرز القضايا التي تتوقَّف عندها صفحات المرأة في الصحف المهاجرة، فتتلخص في:

1- الأزياء.

2- المساواة.

3- الحب.

4- التحرر.

 

وبالطبع جاءت أغلب الموضوعات المتعلِّقة بالمرأة ضحْلة هوائية، تَدعو للتبرج والسفور، ولحاق المرأة العربية بربائبها في دول الغرب.

 

نماذج تطبيقيَّة من الصحافة المهاجرة:

ذكر الكاتب في بابه الثالث من الدراسة أمثلة تطبيقية لبعض صحُف المهجر التي اتخذها كمحور بَنى عليه انطباعاته في دراسته عن "الصحافة المهاجرة"، وهذه الصحُف هي:

1- مجلة المستقبل: مِن أولى المجلات العربية الأُسبوعية التي صدرت في فرنسا عقب اشتعال الحرب اللبنانية بين المارون والمسلمين، وأنشأها "نبيل خوري" تأسيًا بمجلة كانت تصدُر بنفس الاسم في باريس عام 1916م، وهي في مجملها تحمل لواء "القومية العربية" و"الوطنية"، وكان رئيسها "نبيل خوري" فلسطينيًّا نصرانيًّا متعصِّبًا ضدَّ كل ما هو إسلامي، وتضم هيئة تحرير المجلة في التسعينيات طائفة كبار الكتاب النصارى اللبنانيين.

 

2- مجلة النهار العربي والدولي: صدرت بعد المستقبل بثلاثة شهور، وتحقِّق المجلتان نوعًا من التعاون المشترك لتحقيق الأهداف، ومؤسسها هو "غسان تويني"، وكان مندوبًا للبنان في الأمم المتحدة ووزيرًا سابقًا، وهو من اللبنانيين الموارنة، وأغلب محرِّريها من أسرة تويني، وكلهم من طائفة المارون.

 

3- مجلة الوطن العربي: أول مجلة مهاجِرة صدرت في أوروبا في الموجَة الثانية للهجرة، أنشأها "وليد أبو ظهر" وأسرته، بعد تجربة صحفية سابقة له في بيروت، وتتحرَّك أُسرة أبو ظهر الصحفية في إطار "القومية العربية" بالمعنى الواسع المخالف لمفهوم الإسلام حول فكرة "العروبة"، وتقترب فكرة "القومية" في الاتجاه العام للمجلة لتوازي فكرة "العلمانية".

 

وقد حلَّل الكاتب محتوى هذه النماذج، وما تُقدِّمه للقارئ العربي، ويرى أنها كلها تصب في بوتقة العلمنة والعصبية الليبرالية، فأغلب محتويات مجلة المستقبل تعدُّ مثالًا "للتعصب الذكي" الموارب الذي لا ينتهج صفة الصدامية، فترويج المجلة لجُملة من الأخبار التي تروِّج للعلمانيين والليبراليين الجدد يبدو أمرًا مقصودًا لذاته على صفحات المجلة.

 

وإذا كانت مجلة المستقبل تُعدُّ نموذجًا "للتعصب الذكي"، فإن مجلة النهار العربي والدولي تعدُّ مثالًا "للتعصب الصريح"؛ حيث إن معالجتها لكثير من الموضوعات ينسجم مع الاتجاه العلماني الذي يخدم الطموح الصليبي في بلاد الإسلام والمسلمين، وتَميل لتأكيد التفوق الغربي الإستراتيجي والفكري.

 

أما مجلة الوطن العربي، فقد سجَّل الكاتب تناقُض مواقِفها، وعدَّها مثالًا للتقلب في الولاء، وغلبة الهدف الارتزاقي على مقالات كُتابها؛ حيث إن أغلب محتوى المجلة عبارة عن دفاع عن بعض الأنظمة القومية والحركات البعثية في المنطقة العربية التي تتكفَّل بكافة مصاريف ورعاية المجلة، وتحرص المجلة على عدم إثارة الرأي العام ضد أي حكومة عربية، عكس كثير من صحف المهجر التي تتبنَّى مواقف الأحزاب اليسارية في الوطن العربي.

 

ولاحظ الكاتبُ أنَّ أغلب هذه المجلات تُخصِّص مساحات واسعة من صفحاتها لنشر الإعلانات التي تُساهم في سد احتياجات المجلة المالية، ودعم بعض الأنظمة العربية والشركات الكُبرى التي تقوم بالدعاية لها على صفحات المجلة بواسطة هذه الإعلانات؛ حتى إنَّ بعض تلك المجلات تُخصِّص قرابة 29 صفحة كاملة للإعلانات من جملة صفحاتها المائة، وهو مُعدَّل كبير جدًّا بالمقارنة ببقية الصحُف الأخرى.

 

وماذا بعد؟!

يمكن القول: إن موقف صحف المهجر من قضايا الشعوب العربية والإسلامية كان في ذيل اهتماماتها، فلم تقف موقفًا يُجبر الطغاة والمنحرفين على التراجع عن طغيانهم وفسادهم، بل إن كثيرًا من هذه الصحف أشادت بأولئك الطغاة والمنحرفين ورفعتهم إلى موقف الأبطال، إلى جانب معاداتها لأي صحوة إسلامية، ولعلَّ موقفها كان أشد سوءًا في معالجة قضايا الصراع الإسلامي مع قوى الشر العالميَّة، ومِن ثمَّ فضرر هذه الصحف أكثر وأطغى من نفعها الظاهري، رغم حجم الإمكانيات الهائل الذي اعتمدت عليه في تمويلها وتطوير تقنيات الطباعة والنشر، ومن ثم لزم ضرورة المواجهة الإسلامية الفعالة لهذه الظاهرة الخطيرة، وإنشاء صحافة إسلامية يومية قوية، وإتاحة الفرصة لهذه الصحافة الجديدة كي تأخذ حقَّها في التعبير الحرِّ، القائم على الموضوعية والعلم والوعي بمُعطيات العصر والواقع، من خلال تصور إسلامي ناضج وحيوي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية (2)
  • عرض كتاب: صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية (1)
  • عرض كتاب: فقه التخطيط المستقبلي في السنة النبوية
  • عرض كتاب: خرافات لافونتين في الأدب العربي للدكتورة نفوسة زكريا سعيد
  • اشتقاق أسماء الله لابن النحاس تحقيق محمد الطبراني
  • أقرب المسالك لمذهب الإمام مالك لأبي البركات أحمد الدردير
  • تصنيف اللغات العربية في سياقيها اللغوي والجغرافي - دراسة وتحليل

مختارات من الشبكة

  • الصحافة الاقتصادية الإسلامية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • حوار مع الأستاذ فوزي تاج الدين رئيس تحرير "جريدة دنيا التعليم" حول مستقبل الصحافة التعليمية في مصر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الصحافة المدرسية والإذاعة المدرسية(مقالة - موقع الموسوعات الثقافية المدرسية)
  • من وسائل الإعلام المقروءة ( الصحافة ووكالات الأنباء )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سيطرة اليهود على الصحافة ووسائل الإعلام(مقالة - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)
  • ألفاظ العنف في لغة الصحافة: تحليل معتمد على مدونة حاسوبية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الصحافة والعربية والدراسات الإسلامية باليابان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الدكتور مقتدى حسن الأزهري ومكانته في مجال الصحافة العربية في الهند (WORD)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • الهند: رئيس مجلس الصحافة يستنكر دور الإعلام في تشويه صورة المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- كتاب رائع
نجاة الجارد البرعصي - ليبيا 16-04-2019 01:03 PM

السلام عليكم
كتاب جميل وبه معلومات رائعة
كيف يمكنني الحصول على نسخة منه
موفقين
ولكم جزيل الشكر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب