• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آداب حملة القرآن: أهميتها وجهود العلماء فيها
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    السماحة بركة والجشع محق (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الإمام محمد بن إدريس الشافعي (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الله البصير (خطبة) - باللغة البنغالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    بيع وشراء رباع مكة ودورها
    محمد علي عباد حميسان
  •  
    كيف يرضى الله عنك؟ (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    لطائف من القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    تفسير قوله تعالى: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    من أخطاء المصلين (4)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    بركة التحصين النبوي عند الجماع
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام: تجرده صلى الله ...
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    التلاعب بالمواريث (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    صفة المحبة
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    رعاية الله تعالى للخليل عليه السلام وكفايته
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    عندما تصاب بخيبة الأمل
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

البصيرة في زمان الفتن - منهجية رد المتشابهات، وكشف مكائد النفاق، وفقه واجبات المرحلة

البصيرة في زمان الفتن - منهجية رد المتشابهات، وكشف مكائد النفاق، وفقه واجبات المرحلة
د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/11/2025 ميلادي - 23/5/1447 هجري

الزيارات: 676

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البصيرة في زمان الفتن:

منهجية رد المتشابهات، وكشف مكائد النفاق، وفقه واجبات المرحلة


تمهيد:

الحمد لله؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، ليست البصيرةُ «معلومةً» تُكتَسب فحسب، بل نورٌ وهُدى يثمران تمييزًا بين الحق والباطل وثباتًا عند ورود الشبهات والشهوات، ومن هنا اقترنَت بالدعوة؛ لأنَّ الدعوةَ بغير بصيرةٍ قد تزيد المُلتبِسَ التباسًا.

 

أولًا: حقيقةُ العداوةِ الإبليسيَّة وأدواتُها:

أصلُ الابتلاء يبدأ من مشهد السجود لآدم: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا﴾ [الإسراء: 61]، ثم جاء وعيدُ إبليس: ﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 62].


أدواتُ الإغواء والفتنة: ﴿ قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الإسراء: 63، 64]، فهي تشمل التأثير الصوتي والإعلامي، والضغطَ المعيشي والأُسَري.

 

ومع ذلك فثمة ضمانٌ إلهي: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا﴾ [الإسراء: 65].


النتيجة المنهجية: لا وِقايةَ بغير يقظةٍ دائمةٍ واستعصامٍ بالمحكمات، واستحضار أن المعركةَ على العقل والقلب قبل اليد والسيف.

 

والخلاصة: الوعيُ بمصدر الفتنة وأدواتها جزءٌ من البصيرة؛ فالمعركةُ على العقولِ والقلوبِ قبل الأبدان.

 

ثانيًا: المحكمُ والمتشابهُ ومنهجُ الراسخين:

معيارُ القراءة: المُحْكَم أصلٌ يُرجَع إليه، والمُتَشابِه يُحمَل عليه، بنصِّ الآية الجامعة: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7].

 

المُحكَم: بيِّنُ الدلالة، تَجتمع عليه النصوص، وهو أمُّ الكتاب.

 

المُتَشابِه: يحتمل وجوهًا، فيُحمَل على المُحكَم ويُفهم بضوئه.

 

قال ابن كثير في «تفسيره – ط ابن الجوزي» (2/310): يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات، هن أم الكتاب؛ أي: بيِّنات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد... ومنه آيات أُخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردَّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى، ومن عكس انعكس، ولهذا قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [أي: أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه]، ﴿ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد.

 

وقفا الآية في القراءة:

الوقف على لفظ الجلالة «الله»: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]؛ أي حقيقةُ المآل الغيبي لا يُحيط بها إلا الله.

 

الوصل: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]؛ يعلمون التفسير، والمعنى المراد بما دلَّت عليه القواعد والقرائن.

 

سَمتُ الراسخين: ﴿ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ ودعاؤهم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 8، 9].

 

قاعدة منهجيَّة: الجمعُ بين الصحيح من النصوص ونفيُ التعارُضِ عنها، وردُّ المشكلِ إلى الواضح، وسؤالُ أهل الذِّكر عند الإشكال، ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، وَكَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ كَلَامًا فِيهِ، حَتَّى قَالَ: ‌لَا ‌أَعْرِفُ ‌حَدِيثَيْنِ ‌مُتَضَادَّيْنِ؛ فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَلْيَأْتِنِي بِهِ لِأُؤَلِّفَ بَيْنَهُمَا؛ «تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ط دار طيبة» (2/ 652)، ردُّ المتشابه إلى المحكم هو قطبُ الاعتصام، واتباعُ المتشابه ابتغاءَ الفتنة أصلُ البِدع.

 

ثالثًا: النِّفاقُ خطرٌ مُقيمٌ في كلِّ عصر:

بيانٌ جامع للصفات؛ أخرج البخاري في «صحيحه» (33) ومسلم في «صحيحه» (59) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ».

 

أخرج البخاري في «صحيحه» (34) ومسلم في «صحيحه» (58) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ».

 

تجتمع هذه الصفاتُ في المنافق الاعتقادي، وتظهرُ مفرداتُها على سبيلِ الغالب في النفاق العملي.

 

لحنُ القول علامةٌ كاشفة: ﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 30].

 

السلوكُ التعبُّدي معيارٌ مُهم: تكاسُلُهم عن الجماعات - وخاصة الفجر والعشاء - مما تواترت به الآثار؛ أخرج مسلم في «صحيحه» (651) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ ‌أَثْقَلَ ‌صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ».

 

وأخرج مسلم في «صحيحه» (654) عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا ‌مُنَافِقٌ ‌مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ».

 

وقال ابن كثير في «تفسيره ط ابن الجوزي» (1/273): «النفاق: هو ‌إظهار ‌الخير، وإسرار الشر».

 

وهناك أيضا مؤشراتٌ سلوكية يذكرها الشراح: منها التقلُّب في المواقف، التوسُّع في الرُّخَص مع تزهيد الناس في السنن، تثبيط العزائم، واختيار العبارات الموهمة في القضايا الكُبرى.

 

رابعًا: فقهُ الواقعِ والحربِ الإعلاميَّة (نموذج فلسطين):

تُدار اليوم الحربُ بمنصَّاتٍ تُعيدُ صياغةَ الرواية لصناعةِ وعيٍ زائفٍ يُجرِّمُ الضحيَّةَ ويُبرِّئُ الجلّاد، وفي واقعنا تُستعمَل أدواتٌ ثلاث:

الاجتزاء: اقتطاع لقطاتٍ تُبدِّد السياق.

 

العنوان المضلِّل: يوحي بمعنى لا تحمله المادة.

 

التكرار المبرمج: حتى تستقر الفكرة ويُصنع «إيهام الإجماع».

 

القاعدة الشرعية في قضايا العُدوان: دفعُه فرض عين واجب بحسب الاستطاعة، ومن عجزَ نصرَ بكل الأساليب والوسائل الممكنة، بقلبه ولسانه ودعائه، وكفَّ لسانه عن الطعن في أهل الثغور، وإلا كان ذلك تثبيطًا يُخشى خطرُه.

 

تُذكِّرنا سورةُ البروج أن غاية العدو ليست القتلَ فحسب، بل فتنةُ المؤمنين عن دينهم، فالمعركة في الميدان في السلاح، وفي بلاد الإسلام بوسائل الإعلام، وإذا ضَعُفَت البصيرةُ انكسرتِ النفوسُ قبل الجبهات.

 

خامسًا: برنامجٌ عمليٌّ:

تحصينٌ قلبي:

• ملازمةُ الدعاء: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

 

• الإكثارُ من الصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم.

 

منهجُ العلم:

• ردُّ المتشابِه إلى المُحكَم، وسؤالُ أهل العلم، وتركُ التأويلاتِ بالهوى.

 

• القراءةُ في المصادر والتفاسير المعتمدة؛ والاعتناءُ بالأصول.

 

انضباطُ اللسان والإعلام:

عند النشر ميزانان قرآنيَّان: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6]، ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

 

• المصدر: هل المصدر أصيل أم ناقل؟ إن كان ناقلًا، اطلب الأصل.

 

• النص أو الصورة: هل توجد نسخة كاملة غير مجتزأة؟ شاهِد واقرأ النسخة الكاملة.

 

• الخبر والتحليل: أهو خبر أم تعليق رأي؟ لا تُعامِل الرأي بوصفه خبرًا.

 

• شهادةُ أهل الاختصاص: ماذا يقول أهلُ الشأن؟ إن خالفَ ظنَّك، قدَّم التخصُّص.

 

• قرائن التضليل: عنوان مُثير؟ اقتطاع؟ مونتاج؟ فيديو بالذكاء الاصطناعي؟ أعد التقييم، واحذر إعادة النشر.

 

• الميزان الشرعي: تثبت قبل النشر، وتوقف عند الشك.

 

العباداتُ الجامعة:

تعميرُ الفجر والعشاء في المساجد، فهي مِيزانُ الصدقِ واليقين.

 

فقهُ النُّصرة:

الدعاء والدعم المشروع، ونشرُ الروايةِ الحقَّة، واجتنابُ تثبيطِ العزائم أو تشويهِ أهلِ الثغور، أو الطعن فيهم.

 

التربيةُ الأسريَّة:

غرسُ الولاءِ والبراءِ، وسردُ سيرِ الثابتين، وربطُ الأبناءِ بالمُحْكَمات.

 

حصانةٌ معرفيَّة:

تدريبُ النفسِ على كشفِ أساليبِ الدعاية (الإثارة، الاجتزاء، العناوين المُضلِّلة)، ومقارنةُ المصادر.

 

خاتمةٌ:

﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87]، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122].

 

﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ * وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 171 - 182].

 

﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • زمان الفتن (قصيدة)
  • العفاف حصن المرأة وسياج المجتمع
  • إشكالية اختيار الثغر: كيف يجد الشاب المسلم دوره في نصرة دينه؟
  • حين خان الأمانة... وسقط في الغفلة - قصة قصيرة
  • قصة واقعية: حين انطفأت الشعارات... وأشرق نور الوحي

مختارات من الشبكة

  • عمى البصيرة يورد المهالك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: التدافع سنة ربانية وحكمة إلهية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الشباب المسلم على مفترق طرق الجاهلية الحديثة: بين مطرقة "النسوية" وسندان "الحبة الحمراء"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منهج القرآن الكريم في تنمية التفكير العلمي: كيف يرشدنا الوحي إلى فهم العالم بطريقة منهجية؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منهجية القاضي المسلم في التفكير: دروس من قصة نبي الله داود(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضاءات منهجية من بعض مواقف الإمام مالك العقدية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القرآن منهجية شاملة لهداية البشر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من وحي عاشوراء (الطغاة قواسم مشتركة، ومنهجية متطابقة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منهج البحث في علم أصول الفقه لمحمد حاج عيسى الجزائري(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • متطوعو أورورا المسلمون يتحركون لدعم مئات الأسر عبر مبادرة غذائية خيرية
  • قازان تحتضن أكبر مسابقة دولية للعلوم الإسلامية واللغة العربية في روسيا
  • 215 عاما من التاريخ.. مسجد غمباري النيجيري يعود للحياة بعد ترميم شامل
  • اثنا عشر فريقا يتنافسون في مسابقة القرآن بتتارستان للعام السادس تواليا
  • برنامج تدريبي للأئمة المسلمين في مدينة كارجلي
  • ندوة لأئمة زينيتسا تبحث أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير رسالة الإمام
  • المؤتمر السنوي التاسع للصحة النفسية للمسلمين في أستراليا
  • علماء ومفكرون في مدينة بيهاتش يناقشون مناهج تفسير القرآن الكريم

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/5/1447هـ - الساعة: 14:53
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب