• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: محدثات نهاية العام وبدايته
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    المغنم بصيام عاشوراء والمحرم (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    خطبة المسكرات والمفترات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تفسير: (وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة: الهجرة النبوية دروس وعبر
    مطيع الظفاري
  •  
    الصدقات تطفئ غضب الرب
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    السلام النفسي في فريضة الحج
    د. أحمد أبو اليزيد
  •  
    الذكر بالعمل الصالح (خطبة)
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الخيانة المذمومة (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    الإسلام كرَّم الإنسان ودعا إلى المساواة بين الناس
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    أدلة الأحكام من القرآن
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (2)
    قاسم عاشور
  •  
    التقوى
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    نار الآخرة (10) سجر النار وتسعيرها
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

(إذا جاء نصر الله والفتح) (خطبة)

(إذا جاء نصر الله والفتح) (خطبة)
إبراهيم الدميجي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/8/2022 ميلادي - 4/1/1444 هجري

الزيارات: 13887

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(إذا جاءَ نصرُ الله والفتح)

 

الحمد لله فالق الإصباح، وفارق أهل الغي من أهل الصلاح، وسائق السحاب الثقال بهبوب الرياح، ومنزل الفرقان على عبده يوم الكفاح ببيض الصِّفاح، محذرًا من دار البوار، وحاثًّا على دار الفلاح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله والحُرُمات تُستباح، وحزب الكفر قد عمَّ الفِجاج والبِطاح، فلم يَزَلْ صلى الله عليه وسلم يهدي بإذن ربه إلى الحق حتى علا شأن الإسلام بين الأنام، وشذا عطره وفاح، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما أزال ظُلَمَ الحنادس ضوءُ الصباح، وبارك وسلم تسليمًا؛ أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى حق التقوى، تغنموا الفلاح، واعلموا أن النصر للإسلام، مهما انتهت إليه ظنون الناس، وحقيقة النصر هي تديُّنُ الناس بالإسلام واعتناقهم إياه، ودخولهم في حَوزته، وثبات أهله عليه، فثبات المؤمنين على الدين هو حقيقة نصر الدين، أما ملكه للآفاق، فليست كنصره في النفوس، وإن كنا - بحمد الله - قد وُعدنا بهذا وهذا.

 

إن من المهمات في هذا العصر نشرَ التفاؤل بنصر الإسلام، والاستبشار بمستقبله، وحسن الظن بالله تعالى فيه، وبعظيم حكمته في أقداره، وحسن عاقبته للمؤمنين؛ فهو الذي وعد نبيه بعلوِّ دينه، ونصر جنده، وعز شريعته، مهما تكالبت عليها سباع الكفرة وضباع المنافقين، والتفاؤل بجمال المستقبل ليس ضعفًا، إذا كان ناشئًا عن حسن الظن بالله تعالى، وليس عن خَوَرٍ وعجز وكسل، فاستفرغ جهدك في نصر دين الله ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، وأحسِنِ الظن بجميل تدبيره، واعلم أن الفرقان بين التفاؤل والأماني هو الجدية والعمل، فالأمل محتاج لعمل، وأعظم الجدية هي الجدية في الاستقامة على الإسلام، فدعوة بلا استقامة لا عمود لها، ولا ثبات ولا صدقية، وإن أردت امتحان جدية رجل في الاستقامة، فارقب تبكيره لشهود صلاة الجمعة، ألَا ما أقلَّهم! وأكْرِمْ بقليلهم!

 

وقد يظن جهلًا بالمتفائل سذاجةً لقوة تفاؤله، ولكن حقيقته حسن الظن بربه، ومعرفته بسنن الله في خلقه، فلا تخذل نفسك بالقلق، بل أسعفها بالتفاؤل، ومهما كبست على صدرك جيوش الهموم، وتراكمت على روحك أرتال الغموم، فثَمَّ نور في الروح؛ إنه حسن الرجاء بالله تعالى، ومهما بلغ حجم جليد الكذب يومًا، فشمس الزمان كفيلة بإذابته، حينها سيحصحص الحق، ومع تتابع الفواجع الدامية في جسد الأمة، تبقى هناك ألطاف مدهشة غير متوقعة، ليس لها تفسير سوى لطف الله المحض؛ ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100]، ولما كانت جموع الأحزاب محاصِرةً المسلمين من الأمام، واليهود قد غدروا بهم من الخلف، وبلغ الخوف من الناس كل مبلغ، كان رسول الهدى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه يُبشِّر الناس بفتح كسرى وقيصر واليمن؛ ثقةً بالله تعالى ونصره ووعده.

 

عباد الله: إنَّ مَن تأمَّل أحوال الأمة يرى تكالب الأعداء عليها، واستضعافهم لها، وتنكيلهم بها، ولكن هذه سنة الله تعالى في المداولة والمدافعة، وله في ذلك الحكم الباهرة التي تتقاصر دون فهم تفاصيلها العقول، فعلى المؤمن أن يثق كل الثقة، ويوقن كل اليقين بأن الله وليُّ الصالحين، وأنه إن رضيَ عنه، فلا عليه ما فاته من غيره، فالخير بحذافيره في مراضيه، والنعماء بكمالها بين يديه، وقد وعد - ووعده الحق - أن العاقبة للمتقين.

والحق منصور وممتحن فلا
تعجبْ فهذي سُنَّةُ الرحمنِ

وتدبر قول الله تعالى: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 10]، وقد ذكر الله هذا الحرف في آل عمران، وكرره في الأنفال مختتمًا إياه في الموضعين بذكر اسميه الجليلين: العزيز، الحكيم، فهو العزيز القوي الغالب، وهو الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها اللائقة، وله الحكم والحكمة، ولا نصر على الإطلاق إلا من الله وحده، فكلما احتجت لنصر - وأنت على الدوام كذلك - فردد بقلبك: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 10]، فلن تنتصر على نفسك، أو على غيرك من الإنس والجن وغيرهم إلا بحبل الله الناصر، فنصره حقيقي تام، ونصر غيره هباء فانٍ، فتعلَّقْ به وحده، واعبده حق العبادة.

 

لقد وعدنا الله بالنصر إن نصرنا دينه، وبالعز إن اعتصمنا به دون سواه، وبالتمكين إن مكَّنَّا عبادته في القلوب والأعمال؛ قال تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [الحج: 40]، وقال سبحانه: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ﴾ [المجادلة: 21]، وقال جل وعز: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]، ولا يكفي الصبر لإدراك النصر، بل لا بد أن يقرن بالتقوى؛ ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 120].

 

وأبشر أخا الإسلام ببشرى الله: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 5، 6]، فالعاقبة للتقوى.

 

وبحمد الله فمهما صلصل الباطل وجلجل، فهو إلى تَبابٍ، ويبقى الحق شامخًا راسخًا، وتدبر أمر أهل الباطل حين: ﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأعراف: 116]، ثم كانت النهاية بأيسر طريق: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴾ [الأعراف: 117]، إنها سُنَّة الصراع بين الحق والباطل، ونهايته دومًا: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ [الأنبياء: 18]، ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81].

 

وافرح - أخا الإيمان - ببشارة نبي الإسلام بنصر الله للإسلام؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زَوَى ليَ الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها»، وقال أيضًا: ((ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وأهله، وذلًّا يذل به الكفر»، فالنصر للإسلام مهما طال الزمان، ولكل زمان رجاله.

خلق الله للحروب رجالًا
ورجالًا لقصعة وثريدِ

فلا تكن - لك الله - من المرجِفين ولا البكَّائين المتشائمين؛ وفي الصحيح: ((إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكُهم))، والإسلام يعلو ولا يُعلَى عليه، واعلم أن نصر المؤمن وفوزه لا يلزم منه كسب الحرب العسكرية، بل يكفي منه ثبات الناس على الإسلام والإيمان والفضيلة، وهذا معنًى حَسَن تكراره في المجامع والخلوات، فمن ثبت على دينه، فهو المنتصر حقًّا، مهما كان حال دنياه الفانية، فالعبرة الحق إنما هي بالدين الحق، أما الدنيا، فمجرد ممر للسائرين، ورضوان الله عز وجل أصل جميع السعادات، وكلها راجعة إليه؛ قال سبحانه لما ذكر نعيم الجنة: ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72].

 

وتذكَّر دومًا تمام النعمة بالإسلام؛ قال ربنا عز وجل ممتنًّا: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وتدبر قوله: ﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ ﴾، وهذه أعظم نعمة في الوجود أن هدانا للإسلام، ورضيَه لنا للوصول إلى مرضاته؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "أكمل لهم الدين، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدًا، وأتمه فلا ينقصه أبدًا، ورضيه فلا يسخطه أبدًا".

 

فتذكر دومًا نعمة هداية الله لك بالإسلام: ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: 19]، وتفكَّر كثيرًا كيف تمم الله عليك النعمة في نفسك، وأراك العبرة في غيرك، فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق.

 

فلتكن - رعاك الله - من أصحاب المبادئ، لا من أصحاب المصالح، واعلم أن المصالح تتدثر أحيانًا بثياب المبادئ، فتجمع ضغثًا على إبالة، وحشفًا وسوء كَيلة، فإن يومًا ضعُفت نفسك، وحار عقلك، وتحرك يقينك، وتزعزع جأشك، فتدبر خاتمة الصافات؛ وفيها يقول ربنا الأعلى: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ * وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 171 - 182].

 

بارك الله لي ولكم...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، أظهر الحق بالحق وأخزى الأحزاب، وأتم نوره، وجعل كيد الكافرين في تباب، أرسل الرياح بشرًى بين يدي رحمته وأجرى بفضله السحاب، جعل الليل والنهار خَلفة فتذكر أولو الألباب، نحمده تبارك وتعالى على المسببات والأسباب، ونعوذ بنور وجهه الكريم من المؤاخذة والعتاب، ونسأله السلامة من العذاب وسوء الحساب، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب، الملك فوق كل الملوك ورب الأرباب، الحكم العدل يوم يُكشَف عن ساق وتُوضَع الأنساب، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله المستغفر التواب، خُلُقه الكتاب، ورأيه الصواب، وقوله فصل الخطاب، قدوة الأمم، وقمة الهمم، ودرة المقربين والأحباب، عُرضت عليه الدنيا بكنوزها، فكان بلاغه منها كزاد الركاب، ركب البعير، ونام على الحصير، وخصف نعله ورتق الثياب، أضاء الدنيا بسنته، ووعدهم رحمة الله بشفاعته، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى الآل والأصحاب ما هبت الرياح بالبشرى، وجرى بالخير السحاب؛ أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واحمدوا الله تعالى أن جعل معدِنَ الإسلام الأصيل محفوظًا، فهو غير قابل للتغيير والنحت والتبديل، قد يتغير بعض معتنقيه، لكن حقيقته باقية محفوظة في صدور وسطور من شاء الله تعالى من عباده الذين حفظه بهم وحفظهم به، ومهما اشتدت ضراوة الحرب على الإسلام والتنكيل بأهله، ومهما علت قمم المكر به وكيده، فإن خصومه يعودون منه بأحمال الخيبة؛ ذلك أنه كامل في ذاته، عَصِيٌّ على السقوط بكامله، حتى وإن تعثر أهله لجهل أو ضعف عزيمة، أو ساعة خطيئة، لكنهم في الحقيقة يعلون به، ولا يُعلَى عليهم بغيره.

 

وليس على الأرض من جميع الأديان والثقافات خصم ثقافي حضاري أخلاقي يقارب الإسلام؛ لذلك فلا نستغرب توحيد الهجمات المتتابعة عليه؛ قال تبارك وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ﴾ [الصف: 8]، فدين الله نور يكتسح ظلام الجاهليات، ويبدد ظُلَمَ الشياطين، ويهدي للحق المبين؛ ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]، وقال سبحانه: ﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، وتدبَّر معنى الظهور المتضمن للعلو والقهر، والغلبة والوضوح.

 

وقال الله تعالى في وصف أثر الإسلام على ظلمات الجهل والظلم والكفر: ﴿ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [البقرة: 257]، فظلماتهم كثيرة، وسوادها كثيف، لكن الإسلام شمس تسطع فتنير الأرجاء، وتضيء الأنحاء، وتذيب أقنعة شمع الأعداء؛ قال المصباح المنير والبشير النذير صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وآله: ((لن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه))، وفي طلعة البدر ما يغنيك عن زُحَل.

لئن عزَّ ديني واستُبيحت جوارحي
فأين مقامُ العز إلا مقاميَا

اللهم صلِّ على محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • انصر أخاك (قصيدة)
  • لماذا نصر على هجر القراءة؟
  • من أسباب النصر
  • شروط تحقيق النصر

مختارات من الشبكة

  • شرح حديث: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار"(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الواو في قوله تعالى: وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ( بطاقة دعوية )(كتاب - ملفات خاصة)
  • {جاءهم نصرنا} (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنفقوا فقد جاء شهر الخير (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وجاء الشتاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قد جاءكم رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تواصلت معه عبر النت، ثم جاء لخطبتي(استشارة - الاستشارات)
  • ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/1/1447هـ - الساعة: 21:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب