• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

طرق الرزق الحلال

طرق الرزق الحلال
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/8/2018 ميلادي - 25/11/1439 هجري

الزيارات: 31927

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طرق الرزق الحلال

 

(1) تقوى الله:

أمَرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بتقوى الله تعالى في السر والعلانية في كثير من أحاديثه، منها:

(1) روى مسلم عن بُرَيدة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرًا على جيشٍ أو سريَّةٍ أوصاه في خاصته بتقوى الله ومَن معه من المسلمين خيرًا))؛ (مسلم حديث: 1731).

 

(2) روى مسلم عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدنيا حُلْوة خَضِرة، وإن الله مستخلفُكم فيها فينظر كيف تعملون؛ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))؛ (مسلم حديث 2742).

 

(3) روى الترمذي عن أبي ذرٍ الغفاري رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبِعِ السيئةَ الحسنة تمحها، وخالِقِ الناس بخُلقٍ حسنٍ))؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي للألباني حديث: 1618).

 

(2) التوبة والاستغفار:

يجب أن يكون من المعلوم أن التوبة الصادقة والمداومةَ على الاستغفار من أسباب البركة في الأرزاق.

معنى التوبة:

التوبة: هي الرجوع عن المعصية إلى الطاعة.

وأصل تاب: عاد إلى الله ورجع، يقال: تاب الله عليه؛ أي: عاد عليه بالمغفرة.

 

قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]؛ أي: عودوا إلى طاعته، وأنيبوا إليه؛ (لسان العرب - لابن منظور - جـ 1 - صـ 454).

 

التوبة والاستغفار وصية رب العالمين:

قال الله تعالى: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ * يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ * وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 50 - 52].

 

وقال سبحانه حكايةً عن نوح صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

 

قوله تعالى: (يرسل السماء عليكم مدرارًا):

• قال الإمام القرطبي - رحمه الله -: هذه الآية دليل على أن الاستغفار يُستنزَل به الرزق والأمطار؛ (تفسير القرطبي - جـ 18 - صـ 302).

 

• وقال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: إذا تُبْتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه، كثَّر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدَرَّ لكم الضَّرع، وأعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جناتٍ فيها أنواع الثمار، وخلَّلها بالأنهار الجارية بينها؛ (تفسير ابن كثير - جـ 8 - صـ 233).


(1) روى عبدالرزاق عن الشعبي، قال: خرج عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه يستسقي بالناس، فما زاد على الاستغفار حتى رجع، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما رأيناك استسقيتَ، قال: لقد طلبتُ المطر بمجاديح السماء التي تستنزل بها المطر: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 10، 11]؛ (مصنف عبدالرزاق - جـ 3 - صـ 86 - رقم: 4902).

 

(2) قال عبدالرحمن الأوزاعي - رحمه الله -: خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن سعدٍ - رحمه الله - فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر مَن حضر، ألستم مقرِّين بالإساءة؟ قالوا: بلى، فقال: اللهم إنا سمعناك تقولُ: ﴿ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [التوبة: 91]، وقد أقرَرْنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتُك إلا لمثلنا؟! اللهم اغفر لنا، وارحمنا، واسقِنا! فرفع يديه، ورفعوا أيديهم، فسُقوا؛ (تاريخ دمشق - لابن عساكر - جـ 10 - صـ 504).

 

(3) قال ابن صبيحٍ: شكا رجل إلى الحسن البصري الجَدْب (قلة المطر)، فقال له: استغفر الله،وشكا آخر إليه الفقر، فقال له: استغفر الله، وقال له آخر:ادعُ الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله،وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله،فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلتُ من عندي شيئًا؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوحٍ: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 10، 11]؛ (تفسير القرطبي - جـ 18 - صـ 302)، (فتح الباري - للعسقلاني - جـ 11 - صـ 98).

 

نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يحثُّنا على التوبة:

(1) روى مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، توبوا إلى الله؛ فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرةٍ))؛ (مسلم حديث: 2702).

 

(2) روى أبو داود عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: كنا لنعُدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرةٍ: ((ربِّ، اغفر لي وتب عليَّ؛ إنك أنت التواب الرحيم))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث: 1342).

 

(3) روى الترمذي عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدمَ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتَني غفرت لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقراب (أي: بمثل) الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها (بمثلها) مغفرةً))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث: 2805).

 

(4) الدعاء سبيل الرزق:

اعلم - أخي الكريم - أن اللجوءَ إلى الله تعالى بالدعاءِ من أعظم أسباب الأرزاق، مع الأخذ بالأسباب المادية، ولو كانت بسيطة، للحصول على هذه الأرزاق.

 

معنى الدعاء:

الدعاء: هو إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله، والاستكانة له؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 11 صـ 98).

 

الدعاء وصيَّة رب العالمين:

حثَّنا الله تعالى على الدعاء في آيات كثيرة من كتابه العزيز:

(1) قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

(2) قال الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله -: وإذا سألك يا محمد عبادي عني: أين أنا؟ فإني قريب منهم، أسمع دعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم؛ (تفسير الطبري - جـ 3 - صـ 222).

 

(3) قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

 

(4) قال جل شأنه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].

 

• قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: هذا مِن فضله تبارك وتعالى وكرَمه؛ أنه ندب عباده إلى دعائه، وتكفَّل لهم بالإجابة؛ (تفسير ابن كثير - جـ 7 - صـ 153).

 

نبينا صلى الله عليه وسلم يحثنا على الدعاء:

(1) روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ من يستغفرني فأغفرَ له؟))؛ (البخاري حديث 7494).

 

(2) روى أبو داود عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ربَّكم تبارك وتعالى حييٌّ كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 1323).

 

(3) روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً مِن قلبٍ غافلٍ لَاهٍ))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 2766).

 

(4) قوله: (وأنتم موقِنون بالإجابة)؛ أي: وأنتم معتقدون أن الله لا يخيِّبكم؛ لسَعة كرمه، وكمال قدرته، وإحاطة علمه، لتحقق صدق الرجاء وخلوص الدعاء؛ لأن الداعي ما لم يكن رجاؤه واثقًا لم يكن دعاؤه صادقًا.

قوله: (قلبٍ غافلٍ لاهٍ)؛ أي: قلبٍ معرضٍ عن الله تعالى؛ (مرقاة المفاتيح - علي الهروي - جـ 4 - صـ 1531).

 

(4) التوكل على الله تعالى:

حقيقة التوكل:

التوكُّل: هو صدق اعتماد القلب على الله تعالى في حصول ما ينفع المسلم في أمور دِينه ودنياه، مع الأخذ بالأسباب المشروعة.

التوكُّل على الله من أعظم الأسباب التي تُطلَب بها الأرزاق؛ فإن الله تعالى يكفي مَن توكل عليه.

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، قوله: (فهو حسبه)؛ أي: كفاه الله تعالى ما أهَمَّه في دِينه ودنياه.

أمَرنا الله تعالى بالتوكل عليه سبحانه في جميع أمورنا.

قال سبحانه: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160].

وقال جل شأنه: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 58].

 

• روى الترمذي عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنكم كنتم توَكَّلون (أي: تعتمدون) على الله حق توكُّله، لرُزقتم كما يرزق الطير، تغدو (أي: تذهب أول النهار) خِماصًا (أي: جياعًا)، وتَرُوح (أي: ترجع آخر النهار) بِطانًا "شباعًا"))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 1911).

 

(5) الإكثار من ذكر الله تعالى:

تعريف الذِّكر:

الذِّكر: هو التخلص من الغفلة والنسيان.

فضل ذكر الله في القرآن:

(1) قال الله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

(2) قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

(3) قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].

(4) قال جل شأنه: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205].

 

فضل الذِّكر في السنَّة:

(1) روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم))؛ (البخاري حديث 7405 / مسلم حديث 2067).

 

(2) روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلمتانِ خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده))؛ (البخاري حديث 6406 / مسلم حديث 2072).

 

(3) روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: سبحان الله وبحمده، في يومٍ مائة مرةٍ، حُطَّت خطاياه، وإن كانت مثل زَبَد البحر))؛ (البخاري حديث 6405 / مسلم حديث 2691).

 

(4) روى مسلم عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أيعجِزُ أحدكم أن يكسِب كل يومٍ ألفَ حسنةٍ؟))، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسِب أحدنا ألف حسنةٍ؟ قال: ((يسبِّح مائة تسبيحةٍ، فيكتب له ألف حسنةٍ، أو يحط عنه ألف خطيئةٍ))؛ (مسلم حديث 2698).

 

(5) روى الترمذي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غُرست له نخلة في الجنة))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 6429).

 

(6) السعي لطلب الرزق:

السعي لطلب الرزق وصيَّة رب العالمين.

أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالسعي في الأرض والأخذ بأسباب الرزق الحلال.

قال سبحانه: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10].

 

قال الإمام القرطبي - رحمه الله -: إذا فرَغْتم من الصلاة فانتشروا في الأرض للتجارة والتصرُّف في حوائجكم، (وابتغوا من فضل الله)؛ أي: مِن رزقه؛ (تفسير القرطبي - جـ 18 - صـ 158).

 

• كان عراك بن مالكٍ - رحمه الله - إذا صلَّى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد، فقال: اللهم إني أجبتُ دعوتك وصليتُ فريضتك وانتشرتُ كما أمرتَني، فارزُقْني من فضلك وأنت خير الرازقين؛ (تفسير القرطبي - جـ 18 - صـ 158).

 

وقال جل شأنه: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].

 

• قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: ذكر الله تعالى نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض، وتذليله إياها لهم بأن جعلها قارَّة ساكنة لا تميد ولا تضطرب، بما جعل فيها من الجبال، وأنبع فيها من العيون، وسلك فيها من السبل، وهيأ فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار، فقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ﴾ [الملك: 15]؛ أي: فسافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات؛ (تفسير ابن كثير - جـ 8 - صـ 199).

 

نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يحثنا على السعي لطلب الرزق:

أرشَدنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السعي والأخذ بأسباب الرزق الحلال في كثير من أحاديثه الشريفة، وسوف نذكر بعضًا منها:

(1) روى البخاري عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكُف الله بها وجهه: خيرٌ له من أن يسأل الناس، أعطَوْه أو منعوه))؛ (البخاري حديث 1471).

 

(2) روى البخاري عن المقدام رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده))؛ (البخاري حديث 2072).

 

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسعَوْن على الرزق:

(1) روى البخاري عن أنسٍ رضي الله عنه أنه قال: قدِم علينا عبدالرحمن بن عوفٍ وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، وكان كثير المال، فقال سعد: قد علمَتِ الأنصار أني من أكثرها مالًا، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فأطلقها، حتى إذا حلَّتْ تزوجتَها، فقال عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلك))؛ (البخاري حديث 3781).

 

وفي رواية أخرى: قال عبدالرحمن بن عوفٍ: لا حاجة لي في ذلك، هل من سوقٍ فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع،قال: فغدا إليه عبدالرحمن فأتى بأقطٍ وسمنٍ،قال: ثم تابع الغدو، فما لبث أن جاء عبدالرحمن عليه أثر صفرةٍ (رائحة طيبة)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تزوجتَ؟))، قال: نعم، قال: ((ومن؟))، قال: امرأةً من الأنصار، قال: ((كم سُقْتَ؟))؛ (أي دفعت لها مهرًا)، قال: زنةَ نواةٍ من ذهبٍ، أو نواةً من ذهبٍ،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَوْلِمْ ولو بشاةٍ))؛ (البخاري حديث 2048).

 

(2) قال عطاء بن السائب: لما استُخلف أبو بكر الصديق أصبح غاديًا إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتَّجِر بها، فلقيه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فقالا له: أين تريد يا خليفة رسول الله؟ قال: السوق،قالا: تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين؟ قال: فمِن أين أطعم عيالي؟ قالا له: انطلق حتى نفرض لك شيئًا،فانطلق معهما، ففرضوا له كل يومٍ شطر شاةٍ؛ (الطبقات الكبرى - لابن سعد - جـ 3ـ صـ 137).

 

(3) روى الترمذي عن صخرٍ الغامدي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك (أي: أكثِرِ الخير) لأمتي في بكورها))؛ (أي: صباحها وأول نهارها)، قال: وكان (أي: النبي صلى الله عليه وسلم) إذا بعث سريةً أو جيشًا بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلًا تاجرًا، وكان إذا بعث تجارةً بعثهم أول النهار، فأثرى (أي: صار ذا ثروةٍ)، وكثُر ماله؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني - حديث 968).

 

(7) الرضا برزق الله تعالى:

نبينا صلى الله عليه وسلم يحثنا على القناعة بالرزق:

(1) روى مسلمٌ عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((قد أفلح مَن أسلم، ورُزق كَفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه))؛ (مسلم حديث: 1054).

 

قوله: (قد أفلح)؛ أي: فاز وظفِر بالمقصود، (من أسلم)؛ أي: انقاد لربه المعبود، (ورُزق)؛ أي: من الحلال، (كَفافًا)؛ أي: ما كفاه في أمر دنياه، وكفَّه عما سواه، (وقنَّعه الله)؛ أي: جعله قانعًا، (بما آتاه)؛ أي: بما أعطاه إياه، بل جعله شاكرًا لما أعطاه، راضيًا بكل ما قدَّره وقضاه؛ (مرقاة المفاتيح - علي الهروي - جـ 8 - صـ 3234).

 

(2) روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الغنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس))؛ (البخاري حديث: 6446/ مسلم حديث: 1051).

 

• قوله: (العَرَض)؛ أي: متاع الدنيا.

• قوله: (الغنى غنى النفس)؛ أي: الغنى الحقيقي هو قناعة النفس بما أعطاه المولى، والتجنب عن الحرص في طلب الدنيا، فمن كان قلبه حريصًا على جمع المال، فهو فقير في حقيقة الحال ونتيجة المآل، وإن كان له كثير من الأموال؛ لأنه محتاج إلى طلب الزيادة بموجب طول الآمال، ومن كان له قلب قانع بالقوت وراضٍ بعطية مالك الملك والملكوت، فهو غني بقلبه، مستغنٍ عن الغير بربه، سواء يكون في يده مال أو لا؛إذ لا يطلب الزيادة على القوت، ولا يتعب نفسه في طلب الدنيا إلى أن يموت، بل يستعين بالقليل من الدنيا، لتحصيل الثواب الجميل في العقبى، والثناء الجزيل من المولى؛ (مرقاة المفاتيح - علي الهروي - جـ 8 - صـ 3236).

 

(3) روى الترمذي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلِّم من يعمل بهن؟))، فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدَّ خمسًا، وقال: ((اتق المحارم تكن أعبدَ الناس، وارضَ بما قسم الله لك تكُنْ أغنى الناس، وأحسِنْ إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحِبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تُكثِرِ الضحك؛ فإن كثرة الضحك تُميت القلب))؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي - للألباني - حديث 1876).

 

روى ابن أبي حاتم عن الحسن البصري، قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الرسالةَ إلى أبي موسى الأشعري: اقنَعْ برزقك من الدنيا؛ فإن الرحمن فضَّل بعض عباده على بعض في الرزق، بلاء يبتلي به كُلًّا، فيبتلي من بسط له كيف شكره لله، وأداؤه الحق الذي افترض عليه فيما رزقه وخوَّله؛ (تفسير ابن أبي حاتم - جـ 7 - صـ 2291).

 

(8) اجتناب الإسراف والتبذير:

إن الابتعاد عن الإسراف في إنفاق المال من وسائل البركة في الأرزاق.

التحذير من الإسراف وصية رب العالمين:

قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

وقال جل شأنه: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27].

 

وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29].

 

وقال سبحانه عن صفات عباد الرحمن: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67].

 

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ﴾ [الفرقان: 67]؛ أي: ليسوا بمبذِّرين في إنفاقهم، فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاءَ على أهليهم، فيقصرون في حقهم فلا يكْفُونهم، بل عدلًا خيارًا، وخير الأمور أوسطها، لا هذا ولا هذا، وكان بين ذلك قَوَامًا؛ (تفسير ابن كثير - جـ 6 - صـ 112).

 

نبينا صلى الله عليه وسلم يحثُّنا على الاقتصاد في الإنفاق:

روى النسائي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُوا، وتصدَّقوا، والبَسوا، في غير إسرافٍ ولا مَخِيلةٍ "أي تكبُّر على الناس"))؛ (حديث حسن) (صحيح سنن النسائي - للألباني - جـ 2 - صـ 215).

 

(9) شُكر الله تعالى على فضله:

الشكر وصية رب العالمين:

قال الله تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114].

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأكل رزقه الحلال الطيب، وبشكره على ذلك؛ فإنه المنعِم المتفضل به ابتداءً، الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له؛ (تفسير ابن كثير - جـ 4 - صـ 609).

 

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: شُكر الله تعالى على فضله من أعلى المنازل، ومنزلة الشكر فوق منزلة الرضا وزيادة؛فالرضا مندرجٌ في الشكر؛ إذ يستحيل وجود الشكر بدونه.

 

وقال - رحمه الله -: جعل الله تعالى الشكر سببًا للمزيد من فضله، وحارسًا وحافظًا لنعمته؛ (مدارج السالكين - لابن القيم - جـ 2 - صـ 232).

 

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: قوله: (وإذ تأذن ربكم)؛ أي: أعلَمكم بوعده لكم.

قوله: (لئن شكرتم لأزيدنكم)؛ أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها.

قوله: (ولئن كفرتم)؛ أي: كفرتم النِّعَم وسترتموها وجحدتموها.

قوله: (إن عذابي لشديد) وذلك بسلبِها عنهم، وعقابه إياهم على كفرها؛ (تفسير ابن كثير - جـ 4 - صـ 479).

 

قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145].

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: قوله: (وسنجزي الشاكرين)؛ أي: سنعطيهم من فضلنا ورحمتنا في الدنيا والآخرة بحسَب شكرهم وعملهم؛ (تفسير ابن كثير - جـ 2 - صـ 130).

 

روى مسلم عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليرضى عن العبدِ أن يأكل الأكلة فيحمَدَه عليها، أو يشرب الشَّرْبة فيحمَدَه عليها))؛ (مسلم حديث: 2734).

 

(10) الصِّدق والأمانة:

إنَّ التزامَ المسلم بالصدق والأمانة عند بيعه وشرائه ومعاملاته مع الناس مِن وسائل البركة في الرزق.

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58].

 

(1) روى البخاريُّ عن حكيم بن حزامٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البيِّعان (أي البائع والمشتري) بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن صدَقا وبيَّنا، بورك لهما في بيعهما، وإن كذَبا وكتَما مُحِقَتْ بركة بيعهما))؛ (البخاري حديث 2079).

 

(2) روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صُبرة طعامٍ (الكومة المجموعة من الطعام)، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا، فقال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟))، قال: أصابته السماء (المطر) يا رسول الله، قال: ((أفلا جعلته فوق الطعام؛ كي يراه الناس، من غشَّ فليس مني))؛ (مسلم حديث: 102).

 

(3) روى أبو داود عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أدِّ الأمانةَ إلى مَن ائتمنك، ولا تخُنْ مَن خانك))؛ (حديث حسن صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 3019).

 

(4) روى البيهقي عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن اللهَ تعالى يحبُّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنَه))؛ (حديث حسن) (السلسلة الصحيحة للألباني حديث: 1113).

 

(11) اجتناب الشبهات عند البيع والشراء:

إن اجتناب المسلم للشبهات عند بيعه وشرائه مِن وسائل البركة في الأرزاق.

روى الشيخانِ عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن الحلالَ بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمَن اتقى الشبهات استبرأ لدِينه وعِرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملكٍ حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغةً، إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))؛ (البخاري حديث: 52/ مسلم حديث: 1599).

 

• قوله: (الحلال بيّن): معناه أن الأشياء ثلاثة أقسامٍ: حلال بين كالخبز والفواكه وغير ذلك من المطعومات، وكذلك الكلام والنظر والنكاح والمشي وغير ذلك من التصرفات، وحرام بيِّن كالخمر والخِنزير والميتة والدم المسفوح، وكذلك الزنا والكذِب والغِيبة والنميمة، والنظر إلى الأجنبية وأشباه ذلك، والمتشابه هو الذي يحتمل الأمرين، فاشتبه على الناظر بأيهما يلحق، وإليه أشار بقوله: (لا يعلمهن كثير من الناس)، وفيه أنه يعلمها قليل من العلماء الراسخين بنصٍّ أو قياسٍ أو استصحابٍ أو غير ذلك، فإذا تردد الشيء بين الحِلِّ والحرمة ولم يكن فيه نص أو إجماع، اجتهد فيه المجتهد فألحقه بأحدها بالدليل الشرعي، فإذا ألحقه به صار حلالًا أو حرامًا، فإذا فقد هذه الدلائل، فالورعُ تركُه؛ لأنه داخل في قوله: (فمن اتقى الشبهات)؛ أي: اجتنبها، (استبرأ)؛ أي: بالغ في البراءة، أو حصل البراءة بالصيانة (لدِينه): من الذم الشرعي، (وعِرضه): من كلام الطاعن؛ (مرقاة المفاتيح - علي الهروي - جـ 5 - صـ 1892).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الرزق الحلال والغراب (قصة للأطفال)
  • خطبة عن الرزق الحلال
  • هموم الرزق (خطبة)
  • الرزق ومفاتحه (خطبة)
  • مفاتيح الرزق الحلال

مختارات من الشبكة

  • طريق الحق واحد وطرق الضلال كثيرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طرق الفساد وطريق الإصلاح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شرح منظومة الأنيسة في اختلاف الطرق الثلاثة النفيسة: رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق من طرق الشاطبية والطيبة والعشر النافعية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الرزق في ضوء الكتاب والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطرق التي يعلم بها صدق الخبر من كذبه(كتاب - موقع الدكتور عبدالله بن محمد الغنيمان)
  • جزء في طرق حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما: "الحلال بين والحرام بين" (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: مطالب ببيان طرق التذكية على المنتجات الحلال(مقالة - المسلمون في العالم)
  • طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الطرق التي يعلم بها دخول الشهر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تسجيل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بطرق مختلفة(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب