• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

حقوق الأرحام

حقوق الأرحام
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/5/2025 ميلادي - 8/11/1446 هجري

الزيارات: 180

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الأرحام

 

الحمد لله الملك القدوس السلام الذي أمر بصلة الأرحام، وجعلها من خصال أهل التقى والإسلام. الذين وعدهم بالجنة دار السلام.

 

والصلاة والسلام على نبينا محمد أتقى الأنام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

وبعد: اليوم نعيش وإياكم مع حقٍّ عظيم من الحقوق التي يجب على المسلم الاعتناء بها.

 

إنه حق الرحم.

 

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

يقول الله تعالى آمرا خلقه بتقواه، وهي عبادته وحده لا شريك له، ومنبهًا لهم على قدرته التي خلقهم بها من نفس واحدة، وهي آدم: وخلق منها زوجها وهي حواء خلقت من ضلعه الأيسر، وقوله: وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء أي ذرأ منهما أي من آدم وحواء رجالا كثيرا ونساء، ونشرهم في أقطار العالم على اختلاف أصنافهم وألوانهم ولغاتهم، ثم قال تعالى: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام أي اتقوا الله بطاعتكم إياه، واتقوا الأرحام أن تقطعوها، ولكن بروها وصلوها، وقوله: تساءلون أي كما يقال: أسألك بالله وبالرحم، وقيل: تتعاقدون وتتعاهدون به.

 

وقال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22 - 23].

 

قال ابن جريج: «المعنى فهل عسيتم إن توليتم عن الطاعة أن تفسدوا في الأرض بالمعاصي وقطع الأرحام».

 

وقال أبو العالية: «المعنى فهل عسيتم إن توليتم الحكم فجعلتم حكاما، أن تفسدوا في الأرض بأخذ الرشا».

 

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك» ثم قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «اقرءوا إن شئتم»: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22-23].

 

ويقول - صلى الله وعليه وسلم -: «يا أيها الناس، أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصِلوا الأرحام وصَلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» [أخرجه أحمد والترمذي عن عبد الله بن سلام].

 

والرحم هم قرابة الرجل من طرفي أبيه وأمه فتجب لهم الحقوق الخاصة، من المحبة والنصرة وعدم القطيعة، والقيام بحقوقهم كتمريض المرضى، وحقوق الموتى، من غسلهم والصلاة عليهم، وغير ذلك من حقوق المسلمين، وزيادة على ذلك النفقة على المحتاج منهم، وتفقد أحوالهم، وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم، حتى إذا تزاحمت الحقوق، بدأ بالأقرب فالأقرب.

 

وقد وردت السنة بتأكيد أهمية هذه العبادة، فمن ذلك ما رواه في الصحيح عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال القوم: ما له؟ فقال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم» [رواه مسلم (1/172، 173) الإيمان: باب بيان الإيمان الذي يدخل الجنة].

 

وعن علي - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله وعليه وسلم -: «مَن سرَّه أن يُمَدّ له في عُمُره ويوسَّع لَه في رزقِه ويُدفع عنه ميتةُ السّوء فليتَّق اللهَ وليصِل رَحمَه» [رواه الحاكم والبزّار]، وعن ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله- صلى الله وعليه وسلم -: «إنّ اللهَ لَيعمِّر بالقومِ الدِّيارَ، ويثمِّر لهم الأموال، وما نظر إليهم مُنذُ خلَقَهم بُغضًا لهم»، قيلَ: كيف ذاك يا رسول الله؟! قال: «بِصِلَتهم أَرحامَهم» [رواه الحاكم والطبرانيّ، وعن أبي بكرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله وعليه وسلم -: «إنّ أعجلَ البرّ ثوابًا لصِلةُ الرحم، حتى إنَّ أهلَ البيت ليكونون فَجَرة، فتنمُو أموالهم ويكثُر عَدَدُهم إذا تواصَلوا»[رواه الطبرانيّ وابن حبّان].

 

وصلةُ الرحِم لها خاصّيّة في انشراحِ الصَّدر وتيسُّر الأمرِ وسماحةِ الخلُق والمحبَّةِ في قلوب الخَلق والمودَّة في القربى وطِيبِ الحياة وبركَتِها.

 

ويقول عليه الصلاة والسلام: «صلة الرحم وحُسن الخلق وحُسن الجوار يعمُرنَ الديار ويزدن في الأعمار»؛ [أخرجه أحمد عن عائشة رضي الله عنها].

 

وفي الصحيح كذلك من حديث أنس - رضي الله عنه - قال - صلى الله وعليه وسلم -: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه» [البخاري (10 /415) الأدب: باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، ومسلم (16/114)].

 

وقوله: «ينسأ له في أثره» أي يؤخر أجله وسمي الأجل أثرًا لأنه يتبع العمر.

 

قال ابن التين: ظاهر الحديث يعارض قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [النحل: 61] والجمع بينهما من وجهين:

أحدهما: أن الزيادة كناية عن البركة في العمر، بسبب التوفيق إلى الطاعة، وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة، وصيانته عن تضييعه في غير ذلك، مثل هذا ما جاء أن النبي - صلى الله وعليه وسلم - تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار من مضى من الأمم، فأعطاه الله ليلة القدر، وحاصله أن صلة الرحم تكون سببا للتوفيق للطاعة، والصيانة عن المعصية، فيبقى بعده الذكر الجميل فكأنه لم يمت.

 

ثانيهما: أن الزيادة على حقيقتها، وذلك بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر، وأما الذي دلت عليه الآية فبالنسبة إلى علم الله تعالى، كأن يقال للملك: إن عمر فلان مائة مثلا إن وصل رحمه، وستون إن قطعها، وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع، فالذي في علم الله لا يتقدم أو يتأخر، والذي في علم الملك هو الذي فيه الزيادة أو النقصان، وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿ يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]. فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملك.

 

وقيل فيه جواب ثالث: وهو أن واصل رحمه تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده.

 

وورد كذلك أن من وصل رحمه وصله الله.

 

ففي الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال- صلى الله وعليه وسلم -: «إن الرحم شجنة من الرحمن»، فقال: «من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته» [البخاري (10 /417) الأدب: باب من وصل وصله الله ورواه أحمد وابن أبي عاصم (538) بمعناه].

 

قيل وأصل الشجنة عروق الشجر المشتبكة، وقوله «من الرحمن» أي أخذ اسمها من هذا الاسم، كما في حديث عبد الرحمن بن عوف في السنن مرفوعا: «أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي» [الترمذي (8 /100) أبواب البر والصلة وقال الترمذي صحيح].

 

قال الإسماعيلي: معنى الحديث أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن، فلها به علاقة وليس معناه أنها من ذات الله تعالى الله عن ذلك.

 

والمعنى الجامع لصلة الرحم إيصال ما أمكن من الخير ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارا أو فجارا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم، بشرط بذل الجهد في وعظهم ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى.

 

وقوله - صلى الله وعليه وسلم -: «من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته» الوصل هو أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه، وهو التقرب منه، وإسعافه بما يريد ومساعدته على ما يرضيه، وهو كما يليق بالله عزوجل وعظمته.

 

أخي الحبيب: هل أنت لا تزور إلا من زارك، ولا تصل الرحم إلا من وصلك، أين أمر الله لك بصلة الرحم. هل أنت تكافئ أم تطلب الأجر. واسمع حديثين في الموضوع نفسه:

ففي الصحيح عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله وعليه وسلم -قال: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» [رواه البخاري (4 /113) وفي الأدب المفرد (68) وكذا الترمذي (1 /348) وأحمد (2 /163، 190، 193) غاية المرام (232) رقم 408].

 

قال الطيبي: المعنى ليست حقيقة الواصل ومن يعتد بصلته من يكافئ صاحبه بمثل فعله، ولكنه من يتفضل على صاحبه.

 

روى مسلم وأحمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى رجل للنبي - صلى الله وعليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، ويجهلون علي وأحلم عنهم قال: «لئن كان كما تقول كأنما تسفّهم بالملّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك» [مسلم (16/115) البر والصلة: صلة الرحم وتحريم قطعها].

 

قال النووي: كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته، وإدخالهم الأذى عليه.

 

وقيل إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم، لكثرة إحسانك، ولكنه من يقابل الإساءة منهم بالإحسان إليهم.

 

وقد وردت الأحاديث كذلك بالوعيد الشديد لقاطع الرحم ففي الصحيحين أن جبير بن مطعم أخبر أنه سمع رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - يقول: «لا يدخل الجنة قاطع» [رواه البخاري (10 /415) الأدب: باب إثم القاطع، ومسلم (16 /114) البر والصلة: صلة الرحم وتحريم قطعها.].

 

عن أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله وعليه وسلم - قال: «ما من ذنب أحرى أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم» [رواه ابن المبارك في الزهد (724) والبخاري في الأدب المفرد (12)].

 

قال الحجاوي: وقطيعة الرحم من الكبائر.

 

قال البلباني في آدابه: اعلم أنه يجب عليك أن تصل بقية رحمك، وهم كل قرابة لك من النسب، وقد قرن الله سبحانه الأرحام باسمه الكريم في قوله جل من قائل: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

وذلك تنبيه عظيم على أن صلتها بمكان منه سبحانه ومقرب إليه، وقطعها خطر عظيم عنده ومبعد عنه سبحانه.

 

أخرج الطبراني عن الأعمش قال: كان ابن مسعود - رضي الله عنه -جالسًا بعد الصبح في حلقة فقال: «أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا، فإنا نريد أن ندعو ربنا، وإن أبواب السماء مرتجّة دون قاطع رحم» [أخرجه البيهقي في الشعب (6 /224)].

 

فمن كان بينه وبين رحمٍ له عداوة فليبادِر بالصّلة، وليعفُ وليصفح، فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ.

 

وروي كذلك في الآثار «أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم، وأن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم» [رواه البخاري في الأدب المفرد عن ابن أبي أوفي، وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم 463].

 

قال الحافظ في الفتح: قال الطيبي يحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرون عليه ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر وأنه يحبسه عن الناس عموما بشؤم التقاطع.

 

إنّ المرأةَ قد تَكون من أسبابِ القطيعة؛ بِنَقلِها الكلامَ وبثِّها المساوِئ ودفنِها المحاسن وتحريشها للرجال، وقد تَرى لحماقَتِها أنَّ لها في ذلكَ مَصلَحةً، وقد تدفع أولادَها في الإساءةِ لذوي القربى، فعليها يكونُ الوزرُ، والله لها بالمرصاد.

 

وقد تكونُ المرأةُ مِن أسبابِ التواصل بين الأرحام وتَوطيدِ المودّة بَينَهم؛ بصبرها وتحمُّلها ونصيحَتِها لزوجها وأولادها وحثِّها على الخير وتربية أولادها، والله عزوجل سيثيبها، ويصلِح حالها وحالَ أولادها، ويحسِن عاقبَتَها.

 

فيا أيّتها المسلِمَات: اتقِين الله تعالى وأصلِحنَ بَين ذوي القربى، ولا تكُنِ القطيعةُ مِن قِبَلِكنّ، فإنّ الله لا يخفَى عليه خافِيَة، قال الله تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الروم: 38].

 

ومن حقوق الأقارب:

1- من حقوق الأقارب الزيارة، والزيارة نوع من التقدير تذهب ما في النفس وتقوي التواصل ولا تكلف الشخص مالًا ولا جهدًا.

 

2- من حقوق الأقارب الدعاء لهم بظهر الغيب. فهل رفعت يديك يومًا من الأيام تدعو لأقاربك، عندما دعوت لنفسك؟

 

3- الأقارب من كان منهم فقيرًا فيوصل بالمال، والله جل شأنه بدأ الأقارب قبل المساكين والفقراء، قال تعالى: ﴿ يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالاْقْرَبِينَ وَالْيَتامَى وَالْمَسَـاكِينَ ﴾ [البقرة: 215]، فالفقير قبل اليتيم والمسكين. أما إن كان القريب غنيًا فلا تنس الهدية فإنها تشعر بالاحترام والتقدير، وتنمي الود، وتبقى الهدية تذكر بصاحبها أبدًا.

 

4- الأقارب لهم حق الإكرام إذا قدموا من سفر، والتهنئة إذا نالوا خيرًا، ولهم الحق في الدعوة في المناسبات، وكلها تفيد في التواصل بين الأقارب.

 

5- الأقارب لهم حق خاص في التغاضي عن أخطائهم، ويتحمل منهم ما لا يتحمل من غيرهم. فلو حاسبت الناس وأقاربك وغض الطرف وتحمل من أقاربك ما لا تحتمله من الناس، وإياك أن تحاسب أقاربك وتقاطعهم لخلاف وقع.

 

6- من حقوق الأقارب النصيحة لهم ودعوتهم، نافعًا لهم، كافًا شرّك عنهم.

 

قال أحد السلف جامعًا لحقوق الأرحام: «واعلم أن المراد بصلة الرحم موالاتهم ومحبتهم أكثر من غيرهم لأجل قرابتهم، وتأكيد المبادرة إلى صلحهم عند عداوتهم، والاجتهاد في إيصالهم كفايتهم بطيب نفس عند فقرهم، والإسراع إلى مساعدتهم ومعاونتهم عند حاجتهم ومراعاة جبر خاطرهم، مع التعطف والتلطف بهم، وتقديمهم في إجابة دعوتهم، والتواضع معهم مع غناه وفقرهم وقوته وضعفهم ومداومة مودتهم ونصحهم في كل شؤونهم، والبداءة بهم في الدعوة الضيافة قبل غيرهم وإيثارهم في الصدقة والإحسان والهداية ونحوها، ويتأكد فعل ذلك مع الرحم الكاشح المبغض، عساه أن يرجع عن بغضه إلى مودة قريبه ومحبته».


قال - صلى الله وعليه وسلم -: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح»؛ [رواه أحمد وغيره].

 

والكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها. وكشحه باطنه، أو الذي يطوي عنك كشحه ولا يألفك وفي الحديث يقول - صلى الله وعليه وسلم -: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة» [رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن، والنسائي وابن ماجة الحاكم والمستدرك عن سلمان بن عامر وصححه الألباني - صحيح الجامع رقم 3572].

 

قال السفاريني: واعلم أن هذا كله ليس بواجب أكثره مندوب كما يعلم.

 

وينبغي على العاقل أن يبادر إلى صلة ذي الرحم الكاشح، وأن يدفع ما عنده من الضغن والبغضاء بالإحسان والإغضاء، كما قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

 

فيصبح كالحميم الذي هو القريب.

 

فصل رحمك رَحمك مولاك، وخالف بذلك نفسك وهواك، واصبر على أذاهم فإن بذلك نبيك أوصاك، وبالغ في الإحسان إلى من أساء إليك منهم تحمد بذلك عقباك، وحسن أخلاقك معهم ترضي خلاقك، وتنل راحتك ويطيب مثواك.

 

والله المسؤول أن يوفقني وإياكم وجميع المسلمين والمسلمات لما فيه السعادة، وأن يرزقنا الحسنى وزيادة، وصلى الله وسلم على النبي الأواب من جاء بالسنة والكتاب، وعلى آله وصحبه ما دجت الأحلاك ودارت الأفلاك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صلة الأرحام
  • الإسلام والأرحام
  • من صور الصلة والرفق بالأرحام
  • مكانة صلة الأرحام
  • فضل صلة الأرحام
  • قطيعة الأرحام
  • حقيقة صلة الأرحام

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب