• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

طاعة الزوجة لزوجها

طاعة الزوجة لزوجها
د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/12/2024 ميلادي - 7/6/1446 هجري

الزيارات: 1638

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طاعة الزوجة لزوجها

 

الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ أما بعد:

فإن الله تعالى أمَرَ بتدبُّرِ آيات القرآن الكريم؛ حيث قال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾ [النساء: 82]، والتدبُّر في القرآن الكريم عامٌّ وشامل لكلِّ ما فيه من آيات النُّذُر والقصص والأحكام.

 

ولما قال سبحانه وتعالى عن عقد النكاح: ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21]، كما ذكره ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير، أحببت ذِكْرَ ما لهذا العقد من حقوق للزوج على الزوجة، وأسميتُ هذا الحوار بالعبودية العامة، والعبودية الخاصة.

 

إن لله سبحانه وتعالى له المثل الأعلى في أسمائه وصفاته وحقوقه، وله العبودية العامة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93]، وقال تعالى: ﴿ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ﴾ [آل عمران: 83].

 

وبتتبُّع النصوص الشرعية التي جعلت بين العباد حقوقًا شَرَعَها الله تعالى، كان في هذا الحوار المقارنةُ بين العبودية العامة لله سبحانه وتعالى على خَلْقِهِ، والعبودية الخاصة للزوج على زوجته.

 

وقصدت بالعبودية هنا: الكرامة والعزة التي تُنال عند طاعة العبيد لخالقهم، والزوجة لزوجها.

 

وحاولت ذِكْرَ هذا الحوار في عدة عناصر، مستشهدًا بذلك من الكتاب والسُّنَّة؛ حتى يتبيَّنَ للقارئ عِظَمُ الحقوق على العباد، وعلى الزوجة، وعظم رحمة الله سبحانه بالعباد وبالزوجة.

 

1) الشريك في العبادة والطاعة، والاقتران في العشرة والمصاحبة:

الله عز وجل لا يرضى الشريك في عبادته، لا يرضى مَلَكًا مقرَّبًا ولا نبيًّا مرسلًا؛ حيث قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾ [النساء: 48].

 

وحذَّر أنبياءه من الشرك؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].

 

ونهى الزوجة عن اتخاذ الصاحب قبل الزواج وبعده؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ﴾ [النساء: 25].

 

ونهى عن الزواج من الْمُحْصَنة؛ لئلا تُشْرِكَ مع زوجها غيرَه؛ حيث قال تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 23-24].


ولا يحق لها الزواج بزوج آخر، بل ولا تلتفت إلى غيره، وحذَّر الشرع من سؤالها الطلاقَ من غير حاجة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأةٍ سألت زوجها طلاقًا في غير ما بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحة الجنة))؛ [رواه أبو داود، وغيره، من حديث ثوبان رضي الله عنه، وصححه الألباني].

 

ولا يُمنع شرعًا ولا لغةً أن يُقال: ربُّ الأُسرة، أو رب المنزل، فالرَّبُّ في اللغة يُطلَق على مالك الشيء وسيِّده، والْمُدبِّر له، والقيِّم عليه، والْمُنْعِم، وهي متحققة في الزوج.

 

2) الإطعام وتأمين كُلْفَةِ الطعام والشراب:

إن الله سبحانه وتعالى خَلَقَ الخَلْقَ وأمَرَهم بعبادته، وتكفَّل بأرزاقهم؛ حيث قال: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، بل تكفَّل الله برزق ما دبَّ على الأرض من تأمين القوت والغذاء وما به عيشُها؛ حيث قال سبحانه: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

 

وفي المقابل أمَرَ الشرع الزوجَ بالإنفاق على زوجته؛ ولما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما حقُّ المرأة على الزوج؟ قال: ((أن تُطعمها إذا طعِمْتَ، وتكسوَها إذا اكتسيتَ، ولا تضرب الوجه ولا تُقبِّح، ولا تهجُر إلا في البيت))؛ [رواه ابن ماجه، والنسائي، من حديث حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه، وصححه الألباني].

 

ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوداع في خطبته المشهورة؛ كما نقلها ابن هشام عن ابن إسحاق: ((فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف)).

 

فالعباد تحت فضل الله تعالى وخيراته من السماء والأرض، والزوجة تعيش تحت كنف زوجها، فهو مأمور بإطعامها وإعفافها بالرزق الحلال.

 

3) الطاعة المطلقة لله تعالى، والطاعة للزوج في المعروف:

الطاعة هي الانقياد والموافقة لأمره سبحانه، والالتزام بشرعه؛ حيث قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20]، بل إن الطاعة شرط من شروط الإيمان؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].

 

ومن عِظَمِ حقِّ الزوج أن طاعته مقرونة بحق الله تعالى؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلَّتِ المرأة خَمْسَها، وصامت شهرها، وحفِظت فَرْجَها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ))؛ [رواه أحمد والطبراني، من حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه، وحسنه الألباني].

 

قال ابن تيمية رحمه الله: "الواجب عليها طاعة زوجها إذا لم يأمرها بمعصية، وطاعته أحق من طاعتهما"؛ يعني: والديها.

 

4) رضا الله تعالى هي أعلى المطالب وأعظمها، ورضا الزوج سبيل للسعادة في الدارين:

رضوان الله تعالى هي غاية ومطلب سكَّان الجنة؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72]، وطلب مرضاة الله عليها مدار حياة الأنبياء والصالحين؛ كما قال تعالى عن موسى عليه السلام: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].

 

وسليمان عليه السلام يشكر ربَّه بالعمل في رضاه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].

 

ومن تأدُّب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربِّه في موت ابنه أنه قال: ((ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفُراقك يا إبراهيم لَمَحزونون))؛ [رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه].

 

ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى))؛ [رواه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما].

 

ورضا الزوج عن زوجته سبيلٌ لكلِّ خير؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تجاوِزُ صلاتُهم آذانَهم: العبدُ الآبِقُ حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمامُ قومٍ وهم له كارهون))؛ [رواه الترمذي من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وحسنه الألباني].

 

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الودود الوَلُودُ التي إن ظَلَمَتْ أو ظُلِمَتْ، قالت: هذه ناصيتي بيدك، لا أذوق غَمْضًا حتى ترضى))؛ [رواه الطبراني من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه، وحسنه الألباني].

 

5) الهدف من الطاعة الوصول إلى الجنة:

طاعة الله سبيل إلى الجنة، وكم من آيات تربط الطاعة بالجنة! ومنها قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وقوله تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ أُمَّتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى))؛ [رواه البخاري].

 

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمقام الزوج، وأنه طريق الجنة بالنسبة للزوجة في حديث الحصين بن محصن: ((أن عمَّةً له أتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في حاجةٍ، ففرَغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذاتُ زوج أنتِ؟ قالت: نعم، قال: كيف أنتِ له؟ قالت: ما آلُوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنتِ منه، فإنما هو جنَّتُكِ ونارُكِ))؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني]؛ والمعنى في الحديث: أي منزلة أنتِ منه، أقريبةٌ من مودته، مُسعفة له عند شِدَّتِهِ، مُلبِّية لدعوته، أم متباعدة عنه، كافرة لعشرته وإنعامه؟ فالزوج سبب دخول الزوجة الجنةَ برضاه عنها، وسبب لدخولها النار بسخطه عليها.

 

6) السجود لله من أعظم العبادات (ولا يكون إلا له):

أثبت الله عز وجل في كتابه أن جميع مخلوقات الله تسجُد له طائعةً أو كارهةً؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [الرعد: 15]، وسُمِّيت سورة في القرآن الكريم بالسجدة لمقام هذه العبادة، ولمقام السجود حرَّم الله على النار أن تأكل أثَرَ السجود؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تأكل النار ابن آدم، إلا أثر السجود، حرَّم الله عز وجل على النار أن تأكل أثرَ السجود))؛ [متفق عليه].

 

وما جاء في صحيح مسلم عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال: لقِيتُ ثوبانَ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: أخبرني بعملٍ أعمَلُه يُدخلني الله به الجنة؟ أو قال: قلتُ: بأحبِّ الأعمال إلى الله، فَسَكَتَ، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدةً، إلا رفعك الله بها درجةً، وحطَّ عنك بها خطيئةً))، قال معدان: ثم لقِيتُ أبا الدرداء فسألته، فقال لي مثل ما قال لي ثوبانُ.

 

ولعِظَمِ حقِّ الزوج كان حقًّا على الزوجة أن تسجُدَ لزوجها، لولا أن جاء النهي الصريح عن السجود لغير الله؛ فعن عبدالله بن أبي أوفى قال: ((لما قدِمَ معاذٌ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما هذا يا معاذ؟ قال: أتيتُ الشامَ فوافقتهم يسجُدون لأساقِفَتِهم وبطارِقَتِهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تفعلوا؛ فإني لو كنت آمِرًا أحدًا أن يسجُدَ لغير الله، لَأمرتُ المرأة أن تسجُدَ لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حقَّ ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قَتَبٍ، لم تمنعه))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يصلُح لِبَشَرٍ أن يسجد لبشرٍ، ولو صلَح لبشرٍ أن يسجد لبشر، لَأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها؛ من عِظَمِ حقِّه عليها، والذي نفسُ محمد بيده، لو كان من قدمه إلى مَفْرِق رأسه قُرحةٌ تَنْبَجِسُ بالقَيحِ والصديد ثم تستقبله تلحَسُها، ما أدَّت حقَّه))؛ [رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني].

 

7) لصيام التطوع أجر عظيم، جاءت الأدلة المتواترة على فضله:

فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا أمامة رضي الله عنه بالصوم حين سأله: أيُّ العمل أفضل؟ قال: ((عليك بالصوم؛ فإنه لا عِدلَ له))؛ [رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة غُرُفًا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدَّها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام))؛ [رواه البيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، وصححه الألباني].

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صام يومًا في سبيل الله، بعَّد الله وجْهَه عن النار سبعين خريفًا))؛ [متفق عليه].

 

والأحاديث حول أنواع صيام التطوع كثيرة ومتنوعة، ومع ذلك فإن المرأة لا يجوز لها الصيام ونَيلُ هذا الفضل حتى يأذَنَ الزوج بصيامها، وما ذلك إلا لعِظَمِ حقِّه على صيام النفل، ولا يجوز للمرأة أن تصوم نفلًا وزوجها حاضر إلا بإذنه، وهذا باتفاق الفقهاء الأربعة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه))؛ [متفق عليه]، بل إن له تفطيرَها إذا احتاج إلى ذلك، إذا صامت تطوعًا بغير إذنه، وذلك باتفاق الفقهاء.

 

8) وجوب التوبة من الذنوب على الفور، وكذلك بحث الزوجة عن رضا زوجها:

أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالتوبة؛ فقال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وهي فرض متعيِّن لا خلاف بين الأُمَّةِ في وجوب التوبة؛ كما ذكر القرطبي رحمه الله، ونقل النووي رحمه الله اتفاقَ أهل العلم على وجوب التوبة على الفور؛ حيث قال: "واتفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة، وأنها واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها، سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة"، وقال ابن القيم رحمه الله: "المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور، ولا يجوز تأخيرها، فمتى أخَّرها عصى بالتأخير، فإذا تاب من الذنب، بقِيَ عليه توبةٌ أخرى؛ وهي توبة من تأخير التوبة، وقلَّ أن تخطُر هذه ببال التائب... ولا ينجِّي من هذا إلا توبة عامة مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم".

 

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة الموفَّقة هي التي تبحث عن رضا زوجها قبل نومها، بل علَّق قَبولَ عملِها برضا زوجها؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((ألَا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود، العَؤُود على زوجها، التي إذا آذَت أو أُوذِيَت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول: والله لا أذوق غَمْضًا حتى ترضى))؛ [رواه الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وصححه الألباني].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((اثنان لا تجاوِزُ صلاتُهما رؤوسهما: عبدٌ آبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عَصَت زوجها حتى ترجع))؛ [رواه الحاكم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وصححه الألباني].

 

٩) أكثر الناس على الضلال، والنساء أكثر أهل النار:

قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116].

 

قال السعدي رحمه الله: "... محذرًا نبيَّه عن طاعة أكثر الناس؛ فإن أكثرهم قد انحرفوا في أديانهم وأعمالهم وعلومهم، فأديانهم فاسدة، وأعمالهم تَبَعٌ لأهوائهم، وعلومهم ليس منها تحقُّقٌ ولا إيصال لسَوَاء الطريق، بل غايتهم أنهم يتَّبعون الظن".

 

وجاء ذمُّ الكثرة، وأخبر القرآن الكريم على حالهم وضلالهم؛ فقال تعالى: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الإسراء: 89]، وقال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [هود: 17]، وقال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 187]، وقال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243]، وقال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ [الأنعام: 111]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴾ [الأعراف: 102]، وقال تعالى: ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 24].

 

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل النار من النساء؛ كما قال: ((اطَّلعتُ في الجنة فرأيت أكثرَ أهلِها الفقراءَ، واطَّلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساءَ))؛ [رواه البخاري من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه].

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحًى أو فِطْرٍ إلى الْمُصلَّى، فمرَّ على النساء فقال: يا معشر النساء، تصدَّقْنَ؛ فإني أُريتُكُنَّ أكثرَ أهل النار، فقُلْنَ: وبِمَ يا رسول الله؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، ما رأيتُ من ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهبَ للُبِّ الرجل الحازم من إحداكن، قُلْنَ: وما نقصانُ ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تُصلِّ ولم تَصُمْ؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها))؛ [رواه البخاري].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ثقافة السمع والطاعة
  • حبب الطاعة إلى ابنك
  • حقيقة الطاعة
  • لها الطاعة أمك
  • التأخر عن الطاعة
  • بطاعة ربي يهنأ عيشي
  • باب وجوب طاعة ولاة الأمر وحرمة الخروج عليهم
  • رفقاء الطاعة (بطاقة دعوية)
  • صفات الزوج الصالح والزوجة الصالحة

مختارات من الشبكة

  • طاعة الزوجة لزوجها طاعة لله(استشارة - الاستشارات)
  • فقه أولويات الزوجة: أم سليم أفضل ما تكون الزوجة لزوجها(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • فضائل طاعة الزوجة لزوجها وأحكامها الفقهية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • طاعة الزوجة لزوجها فقها وقضاء (PDF)(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • طاعة الزوجة لزوجها سبب للنجاة من النار (بطاقة)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • الزوجة بين مشكلات أهل زوجها وطاعته !(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • مساعدة الزوج لزوجته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رؤوس أقلام في معاملة الزوجات (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كره الزوجة لزوجها(استشارة - الاستشارات)
  • تغير معاملة الزوجة لزوجها(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب