• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

الجزاء من جنس القول والعمل كما تدين تدان، وكما تزرع تحصد، والله لك كما تكون لخلقه

الجزاء من جنس القول والعمل كما تدين تدان، وكما تزرع تحصد، والله لك كما تكون لخلقه
د. خالد أحمد عبدالساتر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/8/2023 ميلادي - 27/1/1445 هجري

الزيارات: 28358

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجزاء من جنس القول والعمل

كما تدين تدان، وكما تزرع تحصد، والله لك كما تكون لخلقه

 

سُنَّةٌ من سُنَنِ الله في خَلْقِهِ التي لا تتبدل ولا تتغير؛ إنْ فَعَلَ الرجل سيئة، فجزاؤه سيئة من جنسها، وإن فعل حسنة، فجزاؤه حسنة من جنسها، وقد يقع الجزاء في الحياة الدنيا قبل الآخرة؛ وفي الإنجيل: بالكيل الذي تكتال به يُكال لك.

 

قال العلَّامة ابن القيم رحمه الله: فالله سبحانه يجازي عبدَه بحسب هذه الصفات فيه وجودًا وعدمًا؛ فمن عفا عفا عنه، ومن غفر غفر له، ومن سامح سامحه، ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحِم خلقه رحِمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبَّع عورتهم تتبَّع عورته، ومن هتكهم هتكه وفضحه، ومن منعهم خيرَه منعه خيره، ومن شاقَّ شاقَّ الله تعالى به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خادعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة؛ فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه[1].

 

وقال ابن عبدالهادي الحنبلي رحمه الله: رأينا كثيرًا ممن قتل أباه، نشأ له ولدٌ فَقَتَلَهُ، ورأينا كثيرًا ممن أكل مال أيتام غيره، أكل الغير ماله حين مات، ورأينا كثيرًا ممن ربَّى أولاد غيره، وحرَص عليهم، يسَّر الله له من ربَّى أولاده، وحرص عليهم، ورأينا كثيرًا من الناس اتخذ صبيًّا يلوط به، فنشأ وكبر، واتخذ أولاد ذلك بعده يلوط بهم، ورأينا كثيرًا من الأشرار تسلَّط على ناس من أهل الخير، فسلَّط الله عليه من هو أقوى منه، فآذاه بنحو ما آذى ذلك[2]، وقال الشافعي رحمه الله: كنت أصفَح الورقة بين يدي مالك صَفْحًا رقيقًا؛ هيبةً له، لئلا يسمع وَقْعَها، فلما تأدَّب الشافعي مع شيخه تأدب معه تلميذه الربيع بن سليمان، فكان يقول: والله ما اجترأت أن أشرب الماء، والشافعي ينظر[3].

 

إنها قاعدة لها آثار عظيمةُ النفع في إصلاح الدين والدنيا، فلو وضعها المسلم نُصْبَ عينيه، لأمَرَتْهُ بالأعمال الصالحة، ولَزَجَرَتْهُ عن كثير من الذنوب والمعاصي، وهي ناهية عن الظلم، مواسية للمظلومين، فلو استحضر الظالم عاقبةَ ظلمه، وأن الله سيسقيه من نفس الكأس عاجلًا أو آجلًا، لكفَّ عن ظلمه وتاب إلى الله.


لذا قال الحَجَّاج لسعيد بن جبير: اخْتَرْ يا سعيدُ أيَّ قتلة تريد أن أقتلك بها؟ فقال سعيد: بل اختر لنفسك يا حَجَّاج، فوالله ما تقتلني قتلةً إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة؛ قال الشاعر:

من يَزْنِ في قومٍ بألفي درهم
في أهله يُزنى بربع الدرهمِ

الأدلة على القاعدة من القرآن الكريم:

قال تعالى: ﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 9]، وقال تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾ [البقرة: 10]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 13]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 14، 15]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء: 142]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79]، وقال تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ [الأعراف: 51]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 72]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا *قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124 - 126]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]، وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الصف: 5].

 

أمثلة على الجزاء من جنس العمل:

الإخلاص: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمالُ بالنِّيَّة، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصِيبها أو امرأةٍ يتزوجها، فهجرته إلى ما هجر إليه))[4].

 

الرياء:عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمَّعَ سمَّع الله به، ومن يُراءِ يُراءِ الله به))[5]، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمَّع الناسَ بعمله، سمَّع الله به مسامعَ خَلْقِه، وصغَّره وحقَّره))[6]، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبدٍ يقوم في الدنيا مقامَ سُمعةٍ ورياءٍ، إلا سمَّع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة))[7]؛ قال المناوي رحمه الله: "(سمَّع الله به)؛ أي: يُظهِر للخلق سريرتَه، ويملأ أسماعهم مما انطوى عليه جزاءً وفاقًا"[8].

 

الأدب مع الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يقول: أنا عند ظنِّ عبدي بي؛ إنْ ظَنَّ خيرًا فَلَهُ، وإنْ ظَنَّ شرًّا فَلَهُ))[9]، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحبَّ لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كرِهَ لقاء الله، كرِهَ الله لقاءه))[10].

 

الخوف من الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يقول: وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفَينِ وأمنَينِ؛ إذا خافني في الدنيا أمَّنتُه يومَ القيامة، وإذا أمِنني في الدنيا أخفْتُه في الآخرة))[11].

 

بر الوالدين: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد))[12].

 

• كان هناك شابٌّ وحيدُ والديه، إلا أنه كان سليطَ اللسان، بذيء الكلام، حتى مع والديه، وازداد هذا الإيذاء لوالدته بعد وفاة والده، وكانت دائمًا ما تنصحه بالانتباه إلى دراسته، والبعد عن رفاق السوء، لكنه كان لا يوعَظ، وذات مرة احتدَّ النقاش بينهما، فأخذ يتطاول على أمِّه، ثم التقط الحذاء وقذف به أمه فأصابها في ظهرها، وخرج غير نادم على ما فعل، وبَكَتِ الأمُّ كثيرًا، ودَعَتْ عليه، وبعد أن عاد من سهرته جاء فاستلقى وغطَّ في النوم، وفي الصباح استيقظ، وكانت المفاجأة أنه لا يستطيع أن يحرِّك يمينه، لقد شُلَّت نفس اليد التي ألقى بها الحذاء[13].

 

• كان لأحد الأشخاص أب كبيرُ السن، وكان متأفِّفًا من خدمته، فأخذه الصحراء ليذبحه، فلما وصل إلى صخرة يريد ذبحه، عندها قال له أبوه: إن أبيتَ إلا ذبحي فاذبحني عند الصخرة التالية، فأنا كنت قبلك عاقًّا لوالدي، وذبحته عند تلك الصخرة[14].

 

• ويُحكى أن الخليفة العباسي المنتصر بالله قد تواطأ على قتل أبيه، فلم يمر إلا ستة أشهر له، وقد قُتِل، وقد أخذ نفس المدة شيرويه بن كسرى بن هرمز، بعد أن قَتَلَ أبيه فقُتل[15].

 

• قال الأصمعي: حدثنا رجل من الأعراب قال: "رأيت شيخًا في عنقه حبلٌ، يستقي بدلو لا تطيقه الإبل، في الهاجِر والحرِّ الشديد، وخلفه شاب في يده سَوط ملويٌّ يضربه به، وقد أثَّر السوط في ظهر الشيخ الكبير، فقلت: أمَا تتقي الله، قال: إنه مع ذلك أبي؛ فقد كان يصنع ذلك بأبيه، وكذا كان يصنع أبوه بجَدِّه"[16].

 

• كان جرير الشاعر أعقَّ الناس لأبيه، وذات مرة بينما يتشاجر مع ابنه، قال له ابنه: الكاذب بيني وبينك فاعلٌ بأمِّه، فأقبلت أمُّه عليه وقالت: يا عدوَّ الله، تقول ذلك لأبيك؟ فقال جرير: دَعِيه فكأنه سمِعها مني وأنا أقولها لأبي[17].

 

• حكى أهل قرية أن شابًّا كان له أم عمياءُ تحتاج إلى مساعدته ليُريَها الطريق، فكان يهزأ بها ويُوهِمها أن هناك حفرةً تصادفها في الطريق، ويأمرها بالوثوب فتقفز فتقع على الأرض، فدَعَتْ عليه فكُفَّ بصره.

 

• وهذا آخر يذهب مع أمه المشلولة لتأخذ معاشها من البنك شهريًّا، وهو يُسمِعها كلامًا جارحًا من قبيل: أنت مشلولة، وأنا ابتُلِيتُ بكِ، فيشاء الله وهو مع أصدقائه يلهون بالسيارة أن تحدث لهم حادثة، يخرج الجميع منها سليمًا إلا هذا الابن العاق، الذي خرج مشلولًا على كرسي متحرك[18].

 

صلة الرحم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرَّحِمَ شِجْنَةٌ من الرحمن تقول: يا رب، إني قُطِعتُ، يا رب، إني أُسِيء إليَّ، يا رب، إني ظُلِمت، يا رب، يا رب، فيجيبها: ألَا ترضَين أن أصِلَ من وصلكِ، وأقطع من قَطَعَكِ؟))[19]، وشجنة بضم أو كسر الشين؛ أي: متمسكة.

 

الحب في الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبُّها؟ قال: لا، غير أني أحببتُه في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبَّك كما أحببته فيه))[20]، والمدرجة هي الطريق، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجلين تحابَّا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلي الله أشدهما حبًّا لصاحبه))[21].

 

الدعاء لأخيه بظهر الغيب: عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت: حدثني سيدي - تعني أبا الدرداء - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الْمَلَكُ الموكَّل به: آمين ولك بمثل))[22].

 

حب الأنصار: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأنصار لا يحبهم إلا مؤمنٌ، ولا يُبْغِضُهم إلا منافق، من أحبَّهم أحبَّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله))[23].

 

قضاء حوائج الناس وإدخال السرور عليهم: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسْلِمُه، من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كُرْبَةً، فرَّج الله عنه بها كربة من كُرَبِ يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة))[24]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على مُعْسِرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، سَتَرَهُ الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سَلَكَ طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغَشِيَتْهُمُ الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله، لم يُسْرِع به نسبُهُ))[25]، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((إن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تُدْخِله على مسلمٍ؛ تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولَأنْ أمشِيَ مع أخٍ في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة – شهرًا، ومن كَظَمَ غيظه ولو شاء أن يُمضيَه أمضاه، ملأ الله قلبه يوم القيامة رضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيَها له، ثبَّت الله قدميه يوم تزول الأقدام))[26]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه))[27].

 

نصرة المسلم: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: ((من نصر أخاه المسلم بالغيب، نَصَرَهُ الله في الدنيا والآخرة))[28]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ردَّ عن عِرضِ أخيه، ردَّ الله عن وجهه النارَ يوم القيامة))[29]، وعن جابر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرئٍ يخذل امرأً مسلمًا في موطنٍ يُنتقَص فيه من عِرْضِهِ، ويُنتهَك فيه من حُرْمَتِهِ، إلا خَذَلَهُ الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن يُنتقَص فيه من عِرْضِهِ، ويُنتهَك فيه من حُرْمَتِهِ، إلا نصره الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته))[30].

 

سامح ليسامحك الله: عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسمح يُسمَح لك))[31]؛ قال المناوي رحمه الله: "عامِلِ الخَلْقَ بالمسامحة، يعاملك الله بمثله في الدنيا والآخرة"[32].

 

تتبع عورات المسلمين: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإن من تتبَّع عورةَ أخيه المسلم يتتبَّعِ الله عورته، ومن تتبَّع الله عورته، يفضحْهُ ولو في جَوفِ رَحْلِهِ))[33].

 

الكرم: قال تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: يا بن آدم، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك))[34]، وعن أسماء رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنفقي ولا تُحصي، فيحصيَ الله عليكِ، ولا تُوعِي فيُوعِيَ الله عليكِ))[35]، والإيعاء: حفظ المال بالوعاء وجعله فيه؛ أي: لا تمنعي فضل الله عن الفقراء، فيمنع الله عنكِ فضله.

 

• حُكِيَ أن رجلًا جلس يومًا يأكل هو وزوجته، وبين أيديهما دجاجة مشوية، فوقف سائل ببابه فخرج عليه ونَهَرَهُ وطرده، ودارت الأيام وافتقر هذا الرجل، وزالت نعمته، حتى إنه طلَّق زوجته، وتزوجت من بعده برجل آخر، وفي يوم من الأيام جلست تأكل مع زوجها الجديد، وبين أيديهما دجاجة مشوية، وإذا بسائل يطرُق الباب، فقال الرجل لزوجته: افتحي الباب وادفعي إليه هذه الدجاجة، فخرجت بها إليه، فإذا به زوجها الأول، فأعطته الدجاجة، ورجعت وهي تبكي إلى زوجها، فسألها عن بكائها، فأخبرته أن السائل كان زوجها الأول، وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول وطرده، فقال لها زوجها: وممَّ تعجبين وأنا - والله - السائل الأول؟[36]


• وحُكِيَ أن حاكم مصر استدعى يومًا ابن الفرات فقال له: أخبرني، لماذا كلما أردت أن أقبض عليك جئتني في المنام تمنعني برغيف، وكلما حاول الجنود أن يضربوك بسهام تتلقاها برغيف في يدك؟ فما قصة هذا الرغيف؟ قال ابن الفرات: إن أمي منذ كنت صغيرًا تضع كل ليلة رغيفًا تحت وسادتي، فإذا أصبحت تصدقت به عني، فلما ماتت فعلت أنا ذلك مع نفسي، فعجِب الحاكم من ذلك وعفا عنه[37].

 

• وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: "حدثني رجلًا خرج بغزل فباعه بدرهم ليشتريَ به دقيقًا، فمرَّ على رجلين يتشاجران، ويضرب كلٌّ منهم الآخر، فقال: ما هذا؟ فقيل: يتضاربان في درهم، فأعطاهما ذلك الدرهمَ وذهب إلى البيت، فأخبر زوجته، فجمعت له أشياء من البيت ليذهب لبيعها، فكَسَدَتْ عليه، ومرَّ برجل معه سمكة قد تغيرت ريحُها، فقال له: هل لك أن تبيعني هذا الذي كسد بهذا الذي كسد؟ فباعه ثم ذهب بالسمكة إلى البيت، ولما قامت زوجته لتنظفها وجدت شيئًا أبيضَ داخلها، فقال لها: هذا لؤلؤ، وذهب به إلى التاجر فاشتراه منه بمائة وعشرين ألفَ درهمٍ[38].

 

• ورُوِيَ في السعودية عن رجل اسمه عبدالله بن عبدالعزيز العبيدي رحمه الله، وقد كان رجلًا فاضلًا حكيمًا، حسنَ العِشرة والحديث، حُكي أنه في يوم من الأيام وقبل ما يزيد على أربعين سنة، أُدخِلت الكهرباء إلى مدينته، فذهب إلى شركة الكهرباء، وقال لهم: إنني أريد أن تصل الكهرباء إلى بيتي، فقالوا: إن قيمة إدخالها مائتا ريال، فرجع إلى البيت، وأخذ المبلغ، وكان الوقت وقت صلاة الظهر، فقال: أصلي، وبعد الصلاة أذهب إلى الشركة لدَفْعِ المبلغ، فلما فرغ من الصلاة، إذا بجانبه رجل كبير فقير يعرفه، ويعرف فقره ومَسْكَنَتَه، وقال له: والله إن الأولاد جِياع في البيت، وإنهم لا يجدون ما يسُدُّ جوعتهم فأشفق عليه، وقال: أعطيه مائة، وأُعطي الشركة المائة الأخرى، وباقي المبلغ الذي للشركة أعطيهم إياه فيما بعد، فلما خرج من المسجد، وتحسَّس جيبيه فإذا به لا يجد المائة الأخرى، فأدرك أنه أعطي الرجل المائتين على سبيل الخطأ، يقول: فصرتُ في حيرة من أمري: هل أرجع إليه، وأقول: إنه لم يكن في نيتي إلا إعطاؤك مائة فحسب فرُدَّ لي مائة، أو أنصرف إلى بيتي، وأدَع التقديم على شركة الكهرباء حتى تتيسر أموري؟ وبينما أنا في ذلك التردد، قررت الرجوع إلى المنزل، وإيثار الرجل بالمائتين، ولما رجعت إلى منزلي وجدت رجلًا في انتظاري عند باب المنزل، وصرت أنظر إليه، وأحاول التعرف عليه، فلما رآني مقبلًا تقدم إليَّ بحرارة وشوق، فلما اقترب مني، وسمعت صوته عرَفتُه، فهو صاحب لي كنت أعمل معه، ولم أرَه منذ خمس وعشرين سنة، وهو من التجار فعانقته، وفرِحتُ به، وألْحَحْتُ عليه بدخول المنزل لتناول الغداء، فقال: أنا في عجلة من أمري، وجئت فقط للسلام عليك، ولما همَّ بالانصراف ودَّعته، فأعطاني مظروفًا لم أنظر ما فيه إلا بعد أن غادر، فلما فتحته وجدت فيه هدية، وهي عبارة عن مبلغ ألفي ريال[39].

 

عدم الشبع: عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: ((أكلت خبز برٍّ بلحم سمين، فتجشَّأت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: احبس عنا جَشأتك؛ فإن أكثر الناس شبعًا في الدنيا، أكثرهم جوعًا في الآخرة))[40]، قال أبو جحيفة: "فما شبِعُت منذ ثلاثين سنة".

 

كظم الغيظ: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يباعدني من غضب الله عز وجل؟ قال: ((لا تغضب))[41].

 

العفة والصبر: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((إن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفِد ما عنده، قال: ما يكون عندي من خير فلن أدَّخِرَه عنكم، ومن استعفَّ يُعِفَّه الله، ومن يستغْنِ يُغْنِهِ الله، ومن يتصبَّر يُصبِّره الله، وما أعطى الله أحدًا عطاءً هو خير وأوسع من الصبر))[42]، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضِيَ فله الرضا، ومن سخِط فله السَّخَط))[43]، أقدار الله جارية، وحكمه تعالى نافذ، صبر العبد أو لم يصبر، فمن رضِيَ فله رضا الله وثوابه، ومن لم يرضَ وسخِط، فله سخط الله.

 

الرفق والرحمة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسنَ بن علي وعنده الأقرعُ بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشَرةً من الولد ما قبَّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: مَن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَم))[44]، وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحمِ الناس، لا يرحمه الله عز وجل))[45]، وعن أبي صرمة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ضارَّ ضارَّ الله به، ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه))[46]، ومن ضار؛ أي: أوصل ضررًا إلى مسلم.

 

التواضع وعدم الكِبر: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُحشَر المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذَّرِّ في صور الرجال، يغشاهم الذُّل من كل مكان، فيُساقون إلى سجن يُقال له: بولس، تعلوهم نارُ الأنيار، يُسقَون من عصارة أهل النار؛ طينةِ الخَبَال))[47]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍّ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله))[48].

 

الأذان: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمِعتُم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه من صلَّى عليَّ صلاةً، صلَّى الله عليه وسلم بها عَشْرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة))[49].

 

المشَّاؤون في الظُّلَمِ: عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بشِّرِ المشَّائين في الظُّلَمِ إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة))[50]، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد، لَقِيَ الله عز وجل بنور يوم القيامة))[51].

 

تسوية الصفوف: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصفوف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: لا تختلفوا فتختلفَ قلوبكم))[52].

 

عدم الالتفات في الصلاة: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الله مقبلًا على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه))[53]، أقْبَلَ فأقْبَلَ الله عليه، فلما صرف وجهه، انصرف الله عنه.

 

التأخر عن الصلاة: عن أبي سعيد الخدري ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قومًا في مُؤخَّر المسجد، فقال لهم: تقدموا فائتموا بي وليأتمَّ بكم مَن بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله))[54]، تأخروا في الدنيا عن الصفوف الأولى، فأخَّرهم الله عز وجل يوم القيامة.

 

صلاة الضحى: عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول: يا بن آدم، اكفني أول النهار أربع ركعات، أكْفِكَ بهن آخرَ يومك))[55].

 

قيام الليل: قال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]، أخفَوا عملهم بالليل، فأخفى الله ثوابهم.

 

جزاء مَن يبصُق في القِبلة: عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن تَفَلَ تجاه القبلة، جاء يوم القيامة تَفْلُه بين عينيه، ومن أكل من هذه البَقْلَةِ الخبيثة، فلا يقربنَّ مسجدنا))[56]، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُبعَث النُّخامة في القِبلة يوم القيامة، وهي في وجه صاحبها))[57].

 

من بنى لله مسجدًا: رُوِيَ أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد النبوي، فكرِهَ الناس ذلك فأحبُّوا أن يَدَعَهُ على هيئته، فقال رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من بنى مسجدًا لله، بنى الله له في الجنة مثله))[58].

 

طلب العلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفَّس عن مؤمن كُرْبَةً من كُرَبِ الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على مُعسِرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السَّكِينة، وغشِيَتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله، لم يُسْرِعْ به نسبُهُ))[59].

 

كتم العلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل يحفظ علمًا فكتمه، إلا أتى يوم القيامة ملجَمًا بلِجام من نار))[60].

 

من يستمع إلى حديث قومٍ يكرهون أن يسمعه: عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تحلَّم بحُلْمٍ لم يَرَهُ كُلِّف أن يعقِدَ بين شَعِيرتَينِ، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قومٍ وهم له كارهون، أو يفرُّون منه، صُبَّ في أذنه الآنُكَ يوم القيامة، ومن صوَّر صورةً، عُذِّب وكُلِّف أن ينفخ فيها وليس بنافخ))[61]، والآنُكُ هو الرصاص الْمُذاب.

 

من عال البنات وأدَّبَهُنَّ: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ((جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني، فلم تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثْتُه، فقال: من ابتُليَ من البنات بشيء، فأحسن إليهن، كُنْ له سترًا من النار))[62]، وفي رواية أخرى أنها رضي الله عنها قالت: ((جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار))[63]؛ قال المناوي رحمه الله: "كما سترهن في الدنيا عن ذلِّ السؤال، واحتياجهن للغير، ستره الله في الآخرة"[64].

 

من أعتق رقبة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكل عضوٍ منه عضوًا من النار، حتى فَرْجه بفَرْجِهِ))[65].

 

أداء الديون: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتْلَفَهُ الله))[66].

 

التيسير على الْمُعْسِر أو التجاوز عنه: عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أنْظَرَ مُعْسِرًا، فله كل يوم صدقة قبل أن يحِلَّ الدَّين، فإذا حلَّ الدَّين، فأنْظَرَه بعد ذلك، فله كل يوم مثليه صدقة))[67]، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حُوسِبَ رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان رجلًا موسرًا، فكان يخالط الناس، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، فقال الله تعالى: نحن أحق بذلك منه؛ تجاوزوا عنه))[68].

 

من منع فضل ماله أو مائه: عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما رجل أتاه ابن عمه يسأله من فضله، فمنعه، منعه الله فضلَه يومَ القيامة))[69]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم؛ رجل حلَف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى، وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر؛ ليقتطع بها مالَ رجلٍ مسلم، ورجل منع فضلَ ماء، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك))[70].

 

ذم سؤال الناس بغير حاجة: عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث أُقْسِمُ عليهن: ما نقص مالٌ من صدقة؛ فتصدَّقوا، ولا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالى بها عزًّا، ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس، إلا فتح الله عليه باب فقر))[71]، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فتح على نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به، أو عيال لا يطيقهم، فتح الله عليه بابَ فاقةٍ من حيث لا يحتسب))[72]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فتح رجل باب عطِيَّة بصدقة أو صلة، إلا زاده الله تعالى بها كثرة، وما فتح رجل بابَ مسألةٍ يريد بها كثرة، إلا زاده الله تعالى بها قلة))[73]، وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تكفَّل لي ألَّا يسأل الناس شيئًا، أتكفَّل له بالجنة،[74] فقلت: أنا، فكان ثوبان يقع سَوطُه وهو راكب، فلا يقول لأحد: ناوِلْنِيهِ حتى ينزل فيأخذه)).

 

من غسَّل ميتًا: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من غسَّل ميتًا فستره، ستره الله من الذنوب، ومن كفَّنه كَسَاهُ الله من السُّنْدُس))[75].

 

الصبر على موت الولد: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات وَلَدُ العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولدَ عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرةَ فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيتَ الحمد))[76].

 

ترك الترفُّع في الثياب تواضعًا لله: عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيِّره الله من أي حُلَلِ الإيمان شاء يلبَسها))[77].

 

لُبْس ثوب الشهرة:عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لبِس لِباسَ شهرةٍ في الدنيا، ألبسه الله ثوبَ مذلَّةٍ يوم القيامة، ثم ألْهَبَ فيه نارًا))[78].

 

لُبْس الحرير للرجال: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لبِس الحرير في الدنيا، لم يلبَسْه في الآخرة))[79].

 

شرب الخمر: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من شرِبَ الخمر في الدنيا ثم لم يتُبْ منها، حُرِمَها في الآخرة))[80]، وعن أبي هريرة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لبِس الحرير في الدنيا لم يلبَسْهُ في الآخرة، ومن شرِب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة، ومن شرِب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة، ثم قال: لباس أهل الجنة، وشراب أهل الجنة، وآنية أهل الجنة))[81].

 

من قال لأخيه: يا كافر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال الرجل لأخيه: يا كافرُ، فقد باء به أحدهما))[82]، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أكْفَرَ رجلٌ رجلًا إلا باء أحدهما بها: إن كان كافرًا، وإلا كفَر بتكفيره))[83].

 

اللعَّان: عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعَنِ الريحَ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل، رجعت اللعنة عليه))[84]، وعن أبي الدرداء رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا لعن شيئًا صعِدتِ اللعنة إلى السماء، فتُغلَق أبواب السماء دونها، ثم تهبِط إلى الأرض فتُغلَق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا، فإن لم تجد مساغًا، رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلًا، وإلا رجعت إلى قائلها))[85].

 

ذو الوجهين: عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان له وجهان في الدنيا، كان له يوم القيامة لسانان من نار))[86]، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان ذا لسانَينِ، جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار))[87].

 

الغيبة: وعن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكل برجلٍ مسلم أكلة، فإن الله يُطْعِمه مثلها في جهنم، من اكتسى برجلٍ مسلم ثوبًا، فإن الله يكسوه مثله من جهنم، ومن قام برجل مسلم مقامَ سُمعة ورياء، فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة))[88]؛ أي: بسبب اغتيابه أو الوقيعة فيه، والأكلة هي اللُّقمة.

 

المكر: قال تعالى: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]، كان هناك تاجر ماشية يشتريها من العراق ويبيعها في سورية، وكان رجلًا مسلمًا ورعًا تقيًّا نقيًّا، وفي مساء يوم من الأيام وصل إلى قرية صغيرة من الموصل إلى حلب، فطرق باب أحد البيوت، وطلب من صاحب البيت أن يبيت ليلته عنده، فرحب صاحب الدار، وأدخل مواشيه إلى صحن الدار، وقدَّم له الطعام، والأعلاف للماشية، وكان صاحب الدار فقيرًا معدومًا، له ابنٌ وحيد، وكانت داره غرفتَين؛ غرفة له هو وزوجته، والأخرى لولده، فاستضاف التاجر في غرفة ولده، ولما حان وقت النوم، نام الولد في الناحية اليمنى من الغرفة، والضيف في الناحية اليسرى، ولما ذهب الرجل للنوم همست له زوجته بأن هذا الضيف غنيٌّ، وأنه فرصة لهم لكي يأخذوا مواشيه وأمواله، ويصبحوا أغنياء، ففكروا في قتله ووضعه في حفرة، ولن يعلم بذلك أحد، وفي آخر الليل حيث الظلام والهدوء تسلَّل الرجل إلى الناحية اليسرى من الغرفة الثانية حيث يرقد الضيف، وتحسس رقبته في الظلام ثم ذبحه، وتعاون هو وزوجته على حمل الجثة إلى خارج البيت؛ حيث اكتشفا أنهما ذبحا ابنهما الوحيد، لقد تسامر الابن والضيف حتى نام الولد على فراش الضيف بعد أن غلبه النُّعاس، فلم يرِدِ الضيف أن يوقظه ونام مكانه[89].

 

الغدر: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يُرفع لكل غادر لواءٌ، فقيل: هذه غَدْرَة فلان بن فلان))[90]؛ قال المناوي رحمه الله: "يُرفَع له عَلَمٌ يوم القيامة خلفه؛ تشهيرًا له بالغدر، وإخزاءً وتفضيحًا على رؤوس الأشهاد"[91].

 

• محمد بن يوسف المعروف بابن زمرك، شاعر غرناطة وأحد أكبر شعراء الأندلس، نشأ فقيرًا رقيق الحال، فأُعجب به أستاذه الوزير الكبير لسان الدين بن الخطيب وتبنَّاه وبلَّغه وظائف عالية، غير أن ابن زمرك غيَّرته السلطة، وغرَّه الجاه فانقلب على أستاذه ابن الخطيب في غدر ولؤم، وسعى إلى إقصائه، وما زال به حتى تسبَّب في قتله غريبًا مخنوقًا في السجن، ونال ابن زمرك وظيفةَ أستاذه، فأصبح الوزير الأول لسنوات، إلا أن عاقبة الغدر واللؤم طالته فتغيَّر عليه سلطانه، وأرسل إليه من قتله هو وأبناءه[92].

 

عذاب الناس: عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشد عذابًا للناس في الدنيا، أشدُّ الناس عذابًا عند الله يوم القيامة))[93].

 

الانتحار: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يخنُق نفسه يخنُقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار))[94].

 

قصص الجزاء من جنس العمل:

صنائع المعروف تَقِي مصارعَ السوء:

يُروى أن رجلًا يُدعى ابن جُدعان، كانت له إبل كثيرة، فأخذ ناقة وابنها، وتصدق بها على جارٍ له فقير، فكان جاره يشرب لبنها ويحتطب على ظهرها، فإذا كبر ابنها، باعه، وجاءه منها الخير الكثير، ولما جاء الصيف، ارتحل ابن جدعان للبحث عن الماء والكلأ، وبينما يبحث تحت الأرض عن الماء تاه ولم يعرف الخروج، وكان معه أولاده الثلاثة، فانتظروا يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث، وتذكروا أن أباهم قد أعطى ناقة لجارهم الفقير، فذهبوا إليه وطلبوا منه إعادة الناقة لهم، وأخبروه بموت أبيهم، فقال: اذهبوا بي إلى المكان الذي تاه فيه وخذوا الناقة، فلما ذهب إلى المكان أخذ يبحث عنه، حتى سمِع أنينًا يأتيه من بعيد، فأخذ في البحث ثم البحث، حتى وصل إليه فوضع يده على أنفاسه فإذا هو حيٌّ يتنفس، فأكَّله وشرَّبه، وحمله على ظهره وجاء به إلى داره، ودبَّت في الرجل حياة من جديد، فقال له: أخبرني لقد بقيتَ أسبوعًا كاملًا وأنت تحت الأرض ولم تمت، قال له ابن جدعان: كان يأتيني في اليوم ثلاث مرات إناء في الظلام، به لبنٌ، فأشرب حتى أرتوي[95].

 

من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه:

حكى ابن عقيل عن نفسه قال: حججت، فوجدت عقد لؤلؤ في خيط أحمر ملقًى فالتقطته، فإذا شيخ أعمى ينشُده، فرددته عليه، وخرجت إلى الشام وزرت القدس، وقصدت بغداد، فأويت بحلب إلى مسجد وأنا في بردٍ وجوع، فقدموني فصليت بهم، فأطعموني، وكان أول رمضان، فقالوا: إمامنا توفِّي فصلِّ بنا هذا الشهر، ففعلت، فقالوا: لإمامنا بنت فإن شئت فتزوجها، فتزوَّجتها، فأقمت معها سنة، ومرضت فتأملتها يومًا، فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر، فقلت لها قصتي، فبكت وقالت: لقد كان أبي يبكي ويقول: اللهم ارزق بنتي مثل الذي ردَّ العقد عليَّ، وقد استجاب الله له، ثم ماتت فورثتُ العقد وبعتُه بمائة ألف دينار، وعدت إلى بغداد[96].

 

الورع:

• كان ابن المبارك عبدًا رقيقًا أعتقه سيده، فعمل أجيرًا عند صاحب بستان، وفي يوم قال له صاحب البستان: ائتني برمان حُلوٍ، فقطف رمَّانات ثم قدمها إليه، فإذا هي حامضة، فقال له صاحب البستان: ألَا تعرف الحلو من الحامض؟ قال: لم تأذن لي أن آكل حتى أعلم الحلو من الحامض، فأعجب بأمانته وزوَّجه بنته الوحيدة، لقد عفَّ عن رمانة، فأعطاه الله البستان وصاحبته.

 

• ويُرْوَى أن طالبًا من صعيد مصر كان يدرس بالأزهر الشريف بالقاهرة، وتأخرت نفقته التي كان والده يرسلها له، وبعد أن انتهى من حلقته وبينما هو يسير وجد بابًا مفتوحًا، ووجد خِزانة من الطعام، وقد اشتد به الجوع، فمدَّ يده إلى الطعام وكان من المحشي، ثم بعد أن تناول قطعة منه ورفعها إلى فاه، تذكَّر أنه جاء لطلب العلم وأن العلم نور، والأكل من هذا الطعام بدون إذن صاحبه سرقة وظلم، فترك هذا الطعام، وعاد إلى الحلقة وبه من الجوع ما لا يعرفه إلا الله، ففُوجئ بالشيخ يقول له: ألك رغبة في الزواج؟ فقال: أتهزأ بي، والله منذ ثلاثة أيام ما دخل جوفي طعام، فكيف أتزوج؟ قال الشيخ: إن هذه المرأة قد تُوفِّي زوجها، وترك لها بنتًا واحدة ومالًا كثيرًا، وتريد أن تزوِّجَها لرجل صالح، يعيش معها ومع ابنتها وينمي المال ويرعاه، فتزوجها، وذهب الشيخ والطالب والمرأة والحاضرون يسيرون حتى دخلوا البيت، فكان البيت الذي دخله هذا الطالب من قبل، لقد ترك الطعام في الحرام، فأعطاه الله إياه في الحلال، وزيادة عليه ثروةً ومالًا كثيرًا[97].

 

كما تدين تُدان:

رُوِيَ أن موظفًا من موظفي المطار في إحدى الدول العربية كان ذاهبًا إلى عمله، وبينما يقود سيارته إلى المطار، وكان معه صديقه الذي أخبر بالقصة، رأى كلبًا صغيرًا على حافة الطريق، فما إن رأى ذلك الكلب الضعيف، حتى أمال سيارته قليلًا نحوه ليُظْهِرَ براعته في القيادة، وليَطَأَ بسيارته يدي الجرو فقط، دون سائر جسده، وفعلًا وطِئت عجلات السيارة يدي ذلك الكلب؛ مما أدى إلى بترهما تحت عجلات السيارة، ثم تجاوزنا الكلب وقد خلَّفناه وراءنا يعوي من شدة الألم، فما كان من صاحب السيارة إلا أن رفع صوته بقهقهة عالية، ثم أكمل مسيره إلى عمله، ثم يقول صديقه الذي كان يرافقه: أقسم بالله أنه في الأسبوع التالي تعطلت بصديقي سيارته في المكان الذي قطع فيه يدي ذلك الكلب الصغير؛ بسبب عطل في الإطار فنزلنا كي نصلحه، ورفع صديقي السيارة بالرافعة، ثم قام ووضع العجلة فانكسرت الرافعة، وسقطت السيارة بثقلها، وضغطت على العجل، التي كانت تحتها يدي صديقي، وهو يصيح صياحًا عظيمًا، ففزِعتُ إليه وحاولت جهدي أن أرفع عجل السيارة وبالفعل رفعتها، ولما وصلنا المستشفى، إذا بصاحبي قد اسودَّت يداه ويقرر الأطباء بَتْرَها، وبالفعل بُتِرَتْ كما بترَ يدي ذلك الكلب الصغير، ولا يظلم ربك أحدًا[98].


دقة بدقة:

غضب الأمير المقتفي على الوزير ابن حصير الملقَّب بالنظام، وأمر أن يُؤخَذ منه عشرة آلاف دينار، فقال: ما يُؤخذ مني إلا ثلاثة آلاف، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: إني ظلمت رجلًا فألزمته ثلاثة آلاف دينار، فما يؤخذ مني أكثر من ذلك، فلما أدَّاها وقَّع الخليفة بإطلاق سراحه، ومسامحته في الباقي[99].

 

من قتل يُقتَل:

تم اكتشاف جثة حارس أحد المسارح غارقة في دمائها، كما عُثِرَ على زوجته مقيدة بالحبال ومصابة بعدة طعنات، وحينما تماثلت الزوجة للشفاء، بدأ رجال الأمن استجوابها، لكنهم لم يصلوا إلى شيء يُذكَر، ومن التحريات كانت الشبهات تحوم حول عامل بالمسرح، لكن لا يوجد دليل عليه، فبدأ رجال المباحث في مراقبته، وفي يوم من الأيام دخل إلى كازينو، وحدثت مشاجرات داخل الكازينو، ولما دخل رجال الأمن كانت هناك جثة مُلقاة على وجهها، إنها جثة هذا العامل بالمسرح، وكانت دهشتهم أنه لقِيَ حتفه إثر تلقِّيه إصابة قاتلة في رقبته بزجاجة مكسورة، وهي نفس الطريقة التي قتل بها الحارس، وبالضغط على الزوجة اعترفت بأنها كانت على علاقة بهذا العامل، وأنه هو الذي قتل زوجها، واتفق معها على تقييدها وطعنها طعنات متفرقة؛ لكي يبعد الشبهة عنها[100].

 

حينما ينتقم الجبَّار:

كتبت إحدى الزوجات إلى محرر زاوية «بريد الجمعة» في جريدة «الأهرام» بتاريخ 15/ 1/ 1991م رسالة تقول فيها:

منذ خمسة عشر عامًا، كانت لنا خادمة طفلة في التاسعة من عمرها، وكانت تستيقظ في الصباح الباكر قبل أن يستيقظ طفلاي لتساعدني في إعداد طعام الإفطار لهما، وتحمل الحقائب المدرسية وتنزل بها إلى الشارع، وتظل واقفة مع ابني وابنتي حتى تحملهما حافلة المدرسة، وتعود للشقة بعد ذلك لتبدأ في ممارسة أعمال البيت؛ من تنظيف وشراء الخضر، والمسح والكنس والطبخ، وتلبية النداءات والطلبات الخاصة بأهل المنزل إلى منتصف الليل، فتسقط حينئذٍ على الأرض كالقتيلة وتستغرق في النوم، وكان زوجي يذيقها ألوانًا من العذاب من الضرب والإهانة لأهون الأسباب.

 

ثم شيئًا فشيئًا بدأنا نلاحظ عليها أن الأكواب والأطباق تسقط من يديها، وأنها تتعثر كثيرًا في مشيتها، فعرضناها على طبيب العيون، فأكَّد لنا أن نظرها قد ضعُف جدًّا بسبب ما تتلقاه من صدمات وضربات على منطقة الدماغ والعين، وأنه ينسحب ويتقلص تدريجيًّا، وأنها لا ترى حاليًّا قدميها؛ أي إنها أصبحت شبه عمياء.

 

ثم خرجت الفتاة ذات يوم من البيت بعد أن أصبحت كفيفة تقريبًا، ولم تعُد إليه مرة أخرى، ولم نهتم بالبحث عنها هذه المرة؛ لأنها أصبحت في حكم العمياء تقريبًا.

 

ومضت السنوات وتخرج ابني من الجامعة، وعمِل وتوظَّف، ثم عزم على الزواج بإحدى الفتيات، فخطبناها له، وتزوجها وسعدنا بها، واكتملت سعادتنا حين عرفنا أنها حامل، ثم جاءت اللحظة السعيدة، وضعت مولودها الأول، فإذا بنا نكتشف الحقيقة القاسية إنه طفل أعمى لا يبصر، وتحولت الفرحة إلى سحابة كثيفة من الحزن القاتم، وبدأنا الرحلة الطويلة مع الأطباء، نتنقل من طبيب لآخر؛ بحثًا عن علاج لهذا العمى الذي أصاب المولود الجديد، ولكن بدون نتيجة.

 

وقررت زوجة ابني ألَّا تحمل مرة أخرى؛ خوفًا من تكرار الكارثة، لكن الأطباء طمأنوها إلى أن هذا مستحيل، وشجَّعوها على الحمل وإنجاب طفل آخر، وشجعناها نحن أيضًا على ذلك، وحملت زوجة ابني للمرة الثانية، وأنجبت طفلةً جميلةً شقراءَ، وسعدنا بها سعادة مضاعفة، وبعد سبعة شهور لاحظنا عليها أن نظرها مركَّز في اتجاه واحد لا تحيد عنه، فعرضناها على أخصائي عيون، فإذا به يصدمنا بحقيقة أشد هولًا؛ وهي أنها لا ترى إلا مجرد بصيص من الضوء، وأنها معرَّضة أيضًا لفقد بصرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

وأحسست أنا وزوجي وأولادي بهموم الدنيا تطأ صدورنا بقسوة، وفي غمرة ضيقي وأحزاني، تذكرت تلك الفتاة الكسيرة التي هربت من جحيمنا عمياء، بعد أن أمضت معنا عشر سنوات، ذاقت خلالها أشد العذاب، لقد ظلمناها وعذبناها، ونسينا عقاب ربها ومولاها؛ فانتقم لها جبار السماوات والأرض[101].

 

خالد الْمِسْكي:

كان هناك شابًّا وسيمًا تقيًّا ورِعًا، يعمل بائعًا متجولًا، وفي يوم من الأيام نادت عليه إحدى النساء، وأدخلته بيتها بحجة أنها تريد أن تشتري منه، وحينما دخل غلَّقت الأبواب، وقالت له: هيت لك، إن لم تفعل بي فضحتك، واتَّهمْتُك أنك اعتديتَ عليَّ تريد هتك عِرْضي، وحاول الفرار لكنه لم يستطع، فطلب منها أن يدخل الحمام، وجاءته فكرة أن يلطخ جسده بالغائط، ولما خرج ورأته بهذه الهيئة استقذرته وطردته، فنجا بدينه، فأنعم الله عليه أن جعل رائحته زكية، فكان يعرف الناس بقدومه عندما يفوح المسك في المكان؛ فسُمِّيَ خالد المسكي[102].

 

جزاءً وفاقًا:

كان يعيش مع زوجته في شِجار دائم، وذات مرة ضربها ضربة شديدةً على رأسها فماتت، فلما رآها ماتت، استنجد بصديق له وقصَّ عليه ما حدث، فقال له هذا الصديق: اسمع يجب أن تبحث عن شاب وسيم، وتدعوه إلى منزلك للضيافة، ثم تقتله، وتضع جسده بجوار جثة زوجتك، وتخبر أهلها أنك وجدتهم في وضع مشين، وفعلًا فعل ذلك، ونجا من موت محقَّق على يد أهل زوجته، وبينما هو في نشوته، طرق الباب صديقه صاحب الفكرة، فقال له: هل تمت الخطة؟ قال وهو يقبِّله: نعم، قال: أرني ذلك الشاب الذي قتلته، وكانت المفاجأة؛ لقد كان الشاب الوسيم هو ابن صديقه[103].

 

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان:

يقول الكاتب مصطفى أمين رحمه الله: "بينما أنا في السجن أصدروا قرارًا بمنعي من الأكل والشرب، فتحملت الجوع لكن العطش في الأيام الحارة وأنا مريض بالسكري، كان عذابًا شديدًا، حتى إنني كنت أشرب ماء البول، وبعد عدة أيام، ولما اشتد بي العطش، وجف لساني وحلقي، شعرت وأشرفت على الهلاك، وبينما أنا في حالتي هذه وأنا أترنَّح ويكاد يُغمى عليَّ، إذا بباب الزنزانة يُفتح ورأيت يدًا تمتد إليَّ بكوب ماء، فتصورت أنني أتخيل فمددت يدي إلى الكوب فوجدته ماءً باردًا مثلجًا، فقبضت على الكوب وشربته، وكان ألذ ماء شربته في حياتي، ورأيت حامل الكوب يأمرني ألَّا أتكلم، وفي يوم من الأيام رأيت أمامي هذا الحارس المجهول، وكنا على انفراد فسألته: لماذا فعلت ذلك، رغم أنهم لو شاهدوك لقتلوك؟ فقال له: إني أعرفك جيدًا، فمنذ تسع سنوات كتب لك فلاح في إحدى قرى الجيزة أن أمنيته أن يشتري بقرة، وأنه مكث سبع سنوات يقتصد من قُوتِه ليشتريها، وحينما اشتراها ماتت، فاشتريت له أنت بقرة وأرسلتها له، فأنا ابن هذا الفلاح[104].

 

جزاء من انتهك الأعراض:

قبض أحد رجال الهيئة بالسعودية على شاب مع فتاة قد غرَّر بها وهدَّدها، حتى خرجت معه وفعل بها الفاحشة، وتم الإجراء المناسب بحقهم، وبعد مدة تزيد عن ستة أشهر، قُبض على شاب آخر مع فتاة، وتم استدعاء ولي أمرهما، فإذا ولي أمرها هو الشاب الذي قُبض عليه قبل ستة أشهر[105].



[1] الوابل الصيب.

[2] صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله؛ لابن عبدالهادي الحنبلي.

[3] الآداب الشرعية لابن مفلح (1/ 266).

[4] رواه البخاري (3/ 3685)، ومسلم (3/ 1907)، واللفظ له.

[5] رواه مسلم (4/ 2987).

[6] رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 25).

[7] رواه الطبراني وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (1/ 28).

[8] فيض القدير (6/ 242).

[9] رواه أحمد وابن حبان والطبراني وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: 1663.

[10] رواه البخاري (5/ 6143).

[11] رواه ابن حبان، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن صحيح (3/ 3376).

[12] رواه الترمذي وابن حبان، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (2/ 2501).

[13] كما تدين تُدان؛ لسيد عبدالله الرفاعي، ط 2، سنة 2008م، طبعة شركة المعارف المتحدة، الكويت، ص195.

[14] الجزاء من جنس العمل، د سيد العفاني، ط مكتبة ابن تيمية، ط 2، 1996م، الجزء الثاني، ص191 بتصرف.

[15] سير أعلام النبلاء، ج 12، ص 34.

[16] كما تدين تدان لسيد عبدالله الرفاعي، ط 2، سنة 2008م، طبعة شركة المعارف المتحدة، الكويت، ص101.

[17] كما تدين تدان؛ لسيد عبدالله الرفاعي، ط 2، سنة 2008م، طبعة شركة المعارف المتحدة، الكويت، ص103.

[18] كما تدين تدان؛ لسيد عبدالله الرفاعي، ط 2، سنة 2008م، طبعة شركة المعارف المتحدة، الكويت، ص 318.

[19] رواه أحمد وابن حبان، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (2/ 2530).

[20] رواه مسلم (4/ 2567).

[21] رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 3016).

[22] رواه مسلم (4/ 2732).

[23] رواه البخاري (3/ 3752)، ومسلم (1/ 75).

[24] رواه البخاري (6/ 6551)، ومسلم (4/ 2580).

[25] رواه مسلم (4/ 2699).

[26] رواه الأصفهاني وابن أبي الدنيا، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (2/ 2623).

[27] رواه الطبراني، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (2/ 2619).

[28] رواه ابن أبي الدنيا موقوفًا، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (3/ 2849).

[29] رواه الترمذي، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (3/ 2848).

[30] رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم: 5566.

[31] رواه أحمد وابن عساكر وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: 1456.

[32] فيض القدير (1/ 512).

[33] رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 7862.

[34] رواه البخاري (5/ 5037)، ومسلم (2/ 993).

[35] رواه البخاري (2/ 2451) واللفظ له، ومسلم (2/ 1029).

[36] الظلم مرتعه وخيم؛ سليمان المفرج.

[37] البداية والنهاية لابن كثير.

[38] كما تدين تدان؛ لسيد عبدالله الرفاعي، ط 2، سنة 2008م، طبعة شركة المعارف المتحدة، الكويت، ص 141.

[39] ارتسامات؛ للدكتور محمد الحمد.

[40] رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: 343.

[41] رواه أحمد وابن حبان، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 2747).

[42] روا البخاري (2/ 1400)، ومسلم (2/ 1053).

[43] رواه ابن ماجه والترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 3407).

[44] رواه البخاري (5/ 5651)، ومسلم (4/ 2318).

[45] رواه مسلم (4/ 2319).

[46] رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6248).

[47] رواه النسائي والترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 2911).

[48] رواه مسلم (4/ 2588)، وعند أبي نعيم في الحلية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تواضع لله رفعه))، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 6038.

[49] رواه مسلم (1/ 384)

[50] رواه أبو داود والترمذي، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (1/ 315).

[51] رواه الطبراني وابن حبان، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (1/ 424).

[52] رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 513).

[53] رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (1/ 554).

[54] رواه مسلم (1/ 438).

[55] رواه أحمد وأبو يعلى، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 671).

[56] رواه أبو داود وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 284).

[57] رواه البزار وابن خزيمة وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 285)، وصحيح الجامع رقم: 2907.

[58] رواه البخاري (1/ 439)، ومسلم (1/ 533) واللفظ له.

[59] رواه مسلم (4/ 2699).

[60] رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 5589.

[61] رواه البخاري (6/ 6635).

[62] رواه البخاري (5/ 5649)، ومسلم (4/ 2629).

[63] رواه مسلم (4/ 2630).

[64] فيض القدير (5/ 362).

[65] رواه البخاري (6/ 6337)، ومسلم (2/ 1509).

[66] رواه البخاري (2/ 2257).

[67] رواه أحمد وابن ماجه والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 907).

[68] رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 3154.

[69] رواه الطبراني وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (1/ 897).

[70] رواه البخاري (2/ 2240).

[71] رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 3025.

[72] رواه البيهقي وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (1/ 795).

[73] رواه البيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 5522.

[74] رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 813).

[75] رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم: 6279، والسلسلة الصحيحة رقم: 2353.

[76] رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 807.

[77] رواه الترمذي والحاكم وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (2/ 2072).

[78] رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 2089).

[79] رواه البخاري (5/ 5496)، ومسلم (3/ 2069).

[80] رواه البخاري (5/ 5253)، ومسلم (3/ 2003).

[81] رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 2050).

[82] رواه البخاري (5/ 5752).

[83] رواه ابن حبان وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (3/ 2775).

[84] رواه أبو داود والترمذي وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 2800).

[85] رواه أبو داود وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (3/ 2792).

[86] رواه أبو داود وابن حبان وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (3/ 2949).

[87] رواه ابن أبي الدنيا والأصفهاني وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (3/ 2950).

[88] رواه أحمد وأبو داود والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 5959، والسلسلة الصحيحة رقم: 931.

[89] عدالة السماء لمحمود شيت خطاب، قصة الإنسان المظلوم، ص 47-53، ط دار وحي القلم، ط 2، 2006م.

[90] رواه مسلم (3/ 1735).

[91] فيض القدير (2/ 377).

[92] الجزاء من جنس العمل (قصص قديمة ومعاصرة فيها عبرة لأولي الألباب)؛ لأبي معاوية البيروتي.

[93] رواه أحمد والبيهقي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 1009.

[94] رواه البخاري (1/ 1299).

[95] كما تدين تُدان؛ لسيد عبدالله الرفاعي، ط 2، سنة 2008م، طبعة شركة المعارف المتحدة، الكويت، ص 42.

[96] سير أعلام النبلاء (19/ 449، 450).

[97] الجزاء من جنس العمل، د/ سيد العفاني، ج 1، ص 104-105، نقلًا عن شريط للشيخ الطحان عن اشتراط الدين في الزواج.

[98] الجزاء من جنس العمل (قصص قديمة ومعاصرة فيها عبرة لأولي الألباب)؛ لأبي معاوية البيروتي.

[99] الجزاء من جنس العمل، د/ سيد العفاني، ط مكتبة ابن تيمية، ط 2، 1996م.

[100] جريدة الأنباء، العدد 6983، (الملحق)

[101] الجزاء من جنس العمل، د/ سيد العفاني، ط مكتبة ابن تيمية، ط 2، 1996م، الجزء الثاني، ص 263 وما يليها بتصرف.

[102] كما تدين تُدان؛ لسيد عبدالله الرفاعي، ط 2، سنة 2008م، طبعة شركة المعارف المتحدة، الكويت، ص 150.

[103] جريدة الرأي العام بتصرف، نقلًا عن كتاب كما تدين تدان؛ لسيد عبدالله الرفاعي، ط 2، سنة 2008م، طبعة شركة المعارف المتحدة، الكويت، ص 281.

[104] سنه أولى سجن لمصطفى أمين باختصار.

[105] إنما الجزاء من جنس العمل، القسم العلمي بدار ابن خزيمة، ص 14.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الجزاء من جنس العمل
  • الجزاء من جنس العمل
  • خطبة: الجزاء من جنس العمل
  • مكانة العمل وآدابه في الإسلام (خطبة)
  • حكم معاقبة المتأخر عن سداد دينه بحلول بقية الأقساط

مختارات من الشبكة

  • جزاء العمل الصالح (3) الجزاء الأخروي(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • احترام العلماء وتوقيرهم: الجزاء من جنس العمل (أهل الحديث أنموذجا) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجزاء من جنس العمل(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة في أن الجزاء من جنس العمل وأسباب شرح الصدر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجزاء من جنس العمل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجزاء من جنس العمل(مادة مرئية - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • الجزاء في الدنيا ليس شاملا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علاقة الجزاء بالمسؤولية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجزاء من جنس العمل في العقوبة(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • خطبة المسجد النبوي 5/2/1433 هـ - الجزاء من جنس العمل(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب