• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

{إن تبدوا الصدقات}

{إن تبدوا الصدقات}
د. خالد النجار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/3/2022 ميلادي - 4/8/1443 هجري

الزيارات: 4748

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إن تبدوا الصدقات

 

الحمد لله حمدًا يرضيه، والصلاة والسلام على من اجتمعت المحاسن فيه؛ أما بعد:

يقول تعالى في سورة البقرة:

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ * لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 271 - 274].

 

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ [البقرة: 271]؛ أي: نعم الشيء هي، وهذا مع الآداب الأخرى كالسلامة من الرياء والمن والأذى وتحري الخبيث، ﴿ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ ﴾ [البقرة: 271]، عطف إيتاء الفقراء على الإخفاء المجعول شرطًا للخيرية في الآية - مع العلم بأن الصدقة للفقراء - يؤذن بأن الخيرية لإخفاء حال الفقير وعدم إظهار اليد العليا عليه؛ أي: فهو إيماء إلى العلة، وأنها الإبقاء على ماء وجه الفقير، وهو القول الفصل لانتفاء شائبة الرياء.


﴿ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 271]، وقد جعل صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه))؛ يعني: من شدة القرب بين اليمين والشمال؛ لأن حساب الدراهم ومناولة الأشياء بتعاونهما، فلو كانت الشمال من ذوات العلم لَما اطلعت على ما أنفقته اليمين.

 

وفيه دلالة على أن إخفاء الصدقات مطلقًا أولى، وأنها حق الفقير، وأنه يجوز لرب المال أن يفرقها بنفسه، على ما هو أحد قولي الشافعي.

 

وعلى القول الآخر، ذكروا أن المراد بالصدقات ها هنا، هو التطوع بعد الفرض الذي إظهاره أولى، لئلا تلحقه تهمة، ولأجل ذلك قيل: صلاة النفل فرادى أفضل، والجماعة في الفرض أولى؛ لأن إظهار الفرض أبعد عن التهمة.

 

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "صدقات السر في التطوع تفضل علانيتها بسبعين ضعفًا، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفًا".

 

وقال الزجاج: "كان إخفاء الزكاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن، فأما اليوم فالناس مسيئون الظنَّ؛ فإظهارها أفضل".

 

وقال ابن العربي: "ليس في تفضيل صدقة السر على العلانية، ولا صدقة العلانية على صدقة السر حديث صحيح".

 

وظاهر الآية: أن إخفاء الصدقات على الإطلاق أفضل، سواء كانت فرضًا أو نفلًا، وإنما كان ذلك أفضل لبعد المتصدق فيها عن الرياء والمن والأذى، ولو لم يعلم الفقير بنفسه، وأخفى عنه الصدقة أن يعرف، كان أحسن وأجمل بخلوص النية في ذلك.

 

قال بعض الحكماء: "إذا اصطنعت المعروف فاستره، وإذا اصطنع إليك فانشره".

 

وقال العباس بن عبدالمطلب: "لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال: تعجيله، وتصغيره في نفسك، وستره، فإذا عجلته هنيته، وإذا صغرته عظمته، وإذا سترته أتممته".

 

﴿ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾ [البقرة: 271]، وفي الحديث: ((تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))؛ [صحيح الجامع: 2951].

 

﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271]، ختم الله بهذه الصفة؛ لأنها تدل على العلم بما لطف من الأشياء وخفي، فناسب ختمها بالصفة المتعلقة بما خفي.

 

وإخباره إيانا بذلك يستلزم أن نخشى من خبرته عز وجل فلا يفقدنا حيث أمرنا، ولا يرانا حيث نهانا.

 

﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ﴾ [البقرة: 272]، خلق الهدى في قلوبهم، وفي ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم، ولينبه على أنهم وإن لم يكونوا مهتدين، تجوز الصدقة عليهم، وقيل: ليس عليك أن تلجئهم إلى الهدى بواسطة أن تقف صدقتك على إيمانهم، ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 272]، وهذا كالاستدراك لما سبق؛ أي: لما نفى كون هدايتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم، بيَّن أن ذلك إلى الله عز وجل وحده؛ فيهدي من يشاء ممن اقتضت حكمته هدايته.

 

﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ ﴾ [البقرة: 272] تأكيد على أن أعمال الإنسان لا تنصرف إلى غيره، لكن ليس في الآية دليل على منع أن يتصدق الإنسان بعمله على غيره، ولكنها تبين أن ما عمله الإنسان فهو حق له؛ ولهذا جاءت السنة صريحة بجواز الصدقة عن الميت، كما ثبت ذلك في صحيح البخاري في قصة الرجل الذي قال: ((يا رسول الله، إن أمي أفتلتت نفسها، وأراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، تصدق عنها)).

 

﴿ فَلِأَنْفُسِكُمْ ﴾ حُكي عن بعض أهل العلم أنه كان يصنع كثيرًا من المعروف، ثم يحلف أنه ما فعل مع أحد خيرًا قط، فقيل له في ذلك، فقال: "إنما فعلت مع نفسي"، ويتلو هذه الآية.

 

﴿ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 272]، وما تنفقون النفقة المعتد لكم قبولها إلا ما كان إنفاقه لابتغاء وجه الله.

 

﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272]؛ أي: تعطونه وافيًا من غير نقص، بل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.

 

فقطع عذرهم في عدم الإنفاق؛ إذ الذي ينفقونه هو لهم؛ حيث يكونون محتاجين إليه، فيوفون كاملًا موفرًا، فينبغي أن يكون إنفاقهم على أحسن الوجوه وأفضلها.

 

وظاهر سياق الآية، تعلق الكلام بما تقدم من قوله: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ [البقرة: 271]، فدل المساق والمتقدم، على أن المراد به الصدقة عليهم، وإن لم يكونوا على دين الإسلام... والمراد بالكفار الذين يختلطون بالمسلمين غير مؤذنين لهم، وهم أهل العهد، وأهل الذمة، والجيران.

 

قال يزيد بن أبي حبيب: "نزلت في الصدقة على اليهود والنصارى".

 

ونظير ذلك قوله تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8]، والأسير في دار الإسلام لا يكون إلا مشركًا.

 

ونظيره قوله: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ﴾ [الممتحنة: 8].

 

وظواهر هذه الآيات تقتضي جواز صرف الصدقات إليهم جملة، إلا أن النبي عليه السلام خص من ذلك الزكوات المفروضة، فاتفق العلماء أن زكوات الأموال لا تصرف إليهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ((خذ الصدقة من أغنيائهم وردها في فقرائهم)).

 

وحكمة ذلك أنها إنما فرضت لإقامة أود المسلمين ومواساتهم، فهي مال الجامعة الإسلامية يؤخذ بمقادير معينة، ففيه غنى للمسلمين، بخلاف ما يعطيه المرء عن طيب نفس لأجل الرأفة والشفقة.

 

ورأى أبو حنيفة أن غير زكاة المال يجوز صرفها إليهم، مثل صدقة الفطر، نظرًا إلى عموم الآية، في البر وإطعام الطعام وإطلاق الصدقات.

 

ورأى الشافعي - ومعه الجمهور - أن الصدقات الواجبة بجملتها مخصوصة منها؛ لقوله عليه السلام في صدقة الفطر: ((اغنوهم عن الطلب في هذا اليوم))، وظاهر أن ذلك كان لتشاغلهم بالعيد وصلاة العيد، وهذا لا يتحقق في المشركين.

 

﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 273]، أُعيقوا عن أعمالهم لأجل سبيل الله؛ وهو الهجرة، أو الجهاد، أو أشباهه، ﴿ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 273]؛ عاجزون عن التجارة لقلة ذات اليد أو سائر العمل لعاهة أو قلة حيلة.

 

﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ ﴾ [البقرة: 273]؛ أي: الجاهل بحالهم، وفيه التنبيه على أنه ينبغي للإنسان أن يكون فطنًا ذا حزم، ودقة نظر؛ لأن الله وصف هذا الذي لا يعلم عن حال هؤلاء بأنه جاهل؛ فينبغي للإنسان أن يكون ذا فطنة، وحزم، ونظر في الأمور.

 

﴿ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ﴾ [البقرة: 273]، تكلف العفاف، وهو النزاهة عما يليق؛ أي: بسبب تعففهم عن السؤال، وإظهار المسكنة؛ فإذا رأيتهم ظننتهم أغنياء مع أنهم فقراء.

 

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنًى يغنيه، ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس)).

 

وفي البخاري أيضًا: باب الاستعفاف عن المسألة، أخرج فيه حديثًا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال: ما يكون عندي من خير، فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أُعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)).

 

﴿ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ ﴾ [البقرة: 273]؛ أي: بعلامة الحاجة: رثاثة أثوابهم، وصفرة وجوههم، والسيما هي العلامة التي لا يطلع عليها إلا ذوو الفراسة؛ وكم من إنسان سليم القلب ليس عنده فراسة، ولا بعد نظر يُخدع بأدنى سبب! وكم من إنسان عنده قوة فراسة، وحزم، ونظر في العواقب يحميه الله سبحانه وتعالى بفراسته عن أشياء كثيرة! كما قال الله عز وجل: ﴿ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ﴾ [محمد: 30].

 

﴿ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273]، إن وقع منهم سؤال، فإنما يكون بتلطف وتستر لا بإلحاح، ومن خصائص الإسلام في هذا الباب أنه كما أدب الأغنياء في طريقة الإنفاق، فقد أدب الفقراء في طريقة الأخذ، ففيه تعريض بالملحفين في السؤال.

 

وقد كان من جملة ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه منهم ثوبان: ((ألا يسألوا الناس شيئًا؛ حتى إن الرجل ليسقط سوطه من على بعيره، فينزل، فيأخذه ولا يقول لأخيه: أعطني إياه؛ كل هذا بعدًا عن سؤال الناس)).

 

﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ ﴾ [البقرة: 273]؛ أُعيد التحريض على الإنفاق فذكر مرة رابعة، ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 273]؛ كناية عن الجزاء عليه؛ لأن العلم يكنى به عن أثره كثيرًا؛ أي: فهو لا يضيع أجره؛ إذ لا يمنعه منه مانع بعد كونه عليمًا به، لأنه قدير عليه.

 

وقد حصل بمجموع هذه المرات الأربع من التحريض ما أفاد شدة فضل الإنفاق بأنه نفع للمنفق، وصلة بينه وبين ربه، ونوال الجزاء من الله، وأنه ثابت له في علم الله.

 

﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ﴾ [البقرة: 274]، جملة مستأنفة تفيد تعميم أحوال فضائل الإنفاق بعد أن خصص الكلام بالإنفاق، فهم يعمون الأوقات والأحوال بالصدقة لحرصهم على الخير، وتقديم الليل على النهار، والسر على العلانية يدل على تلك أفضلية صدقة السر.

 

﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]، وهذا بشارة للمنفقين بطيب العيش في الدنيا، فلا يخافون اعتداء المعتدين؛ لأن الله أكسبهم محبة الناس إياهم، ولا تحل بهم المصائب المحزنة إلا ما لا يسلم منه أحد مما هو معتاد في إبانه.

 

وفيه أيضًا أن الإنفاق يكون سببًا لشرح الصدر، وطرد الهم والغم.

 

أما انتفاء الخوف والحزن عنهم في الآخرة، فقد عُلم من قوله: ﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة: 274].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفة مع آية: إن تبدوا الصدقات فنعما هي
  • تفسير: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ...)
  • المراد من الصدقات وحكم إظهارها في قول الله تعالى: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي)

مختارات من الشبكة

  • خطبة من فوائد صدقة الفطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدقة في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهند: هندوس متطرفون يسرقون أموال مسجد في أتر برديش(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جامع الصدقات له مثل أجر المجاهد في سبيل الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جامع الصدقات له مثل أجر المتصدقين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدقات تكفر الذنوب وتمحو الخطايا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أفضل الصدقات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدقات تقيك حر النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسارعة الصحابة إلى الصدقات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدقات فيها خير كبير وأجر عظيم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب