• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

البخل في ضوء الكتاب والسنة

د. طه فارس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/6/2016 ميلادي - 17/9/1437 هجري

الزيارات: 95990

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البخْلُ في ضوء الكتاب والسنة

 

البُخْلُ والبَخْلُ لُغَةً: منعٌ وإمساك، وهو ضدُّ الكَرم والجُود، مصدر بَخِل يَبْخَلَ بَخلاً وبُخْلاً، ورجلٌ بَخيلٌ وبَخَّالٌ ومُبَخَّلٌ، والبَخْلَةُ بُخْلُ مرَّةٍ واحدة، وجمع البخيل: بُخَلاء، ورَجلٌ باخلٌ: ذُو بُخْلٍ، ورِجَالٌ بَاخِلُونَ، وأبْخلْتُ فلاناً: وَجَدْتُهُ بخيلاً، وبَخَّلْتُ فُلاناً: نَسَبْتُه إلى البخيل[1]، والشُّحُّ: هو البُخْل مع الحِرْص، ويُقَال: تَشَاحَّ الرَّجُلانِ على الأمر، إذا أراد كُلُّ واحدٍ منهما الفَوزَ به ومنْعَه من صاحبه[2]، وقيل: البخل هو نفس المنع، والشُّحُّ: الحالة النفسية التي تقتضي ذلك المنع[3].

 

وفي ترتيب أوصاف البخيل قال الثعلبي: "رجل بخيل ثم مُسُكٌ: إذا كان شديد الإمساك لماله، ثمَّ لَحِزٌ: إذا كان ضيقَ النفس شديدَ البخل، ثمَّ شحيح: إذا كان مع شدَّة بخله حريصًا، ثمَّ فاحشٌ: إذا كان مُتشدِّداً في بخله، ثمَّ حِلِّزٌ: إذا كان في نهاية البخل"[4].

 

والبُخْل في الاصطلاح: إمساك المقتنيات عمَّا لا يحقُّ حبسُهَا عنه، وهو ضربان: بخل بقُنيَّات نفسه، وبخل بقُنيَّات غيره، وهو أكثرُها ذمًّا، وهو الشُّح[5]، وقيل: هو منع المسترفد مع القدرة على رِفْدِه[6]، وقيل: إنه مشقة الإعطاء، وقيل: هو منع ما لا ينفع منعه ولا يضر بذله، وقيل: هو منع الواجب[7].

 

وقد أخبر الله تعالى عن كراهته لخُلق البُخل، فبعد أن نهى عن هذا الخُلق السيء بقوله:  ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: ٢٩]، وهو مجاز عن منع الحقوق الواجبة وترك الإنفاق، فيكون بمنزلة من يجعل يده مغلولة إلى عنقه فلا يعطي من ماله شيئًا، وأمر بالاعتدال والتوسط في النفقة والعطاء[8]، قال تعالى بعد ذلك: ﴿ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ [الإسراء: ٣٨] أي: هو خصلةٌ قبيحة مذمومة عند الله، وفاعل ذلك مكروه عندَ الله[9].

 

وقد أخبر رسول ُالله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الغنيَّ البخيلَ هو في جملة من يبغضهم الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثةٌ يبغضهُم اللهُ: ملكٌ كذَّابٌ، وعائلٌ مستكبرٌ، وغنيٌّ بخيلٌ"[10].

 

قال الماوردي: "قَدْ يَحْدُثُ عَن الْبُخْلِ مِنَ الأخْلاَقِ الْمَذْمُومَةِ، وَإِنْ كَانَ ذَرِيعَةً إلَى كُلِّ مَذَمَّةٍ، أَرْبَعَةُ أَخْلاَقٍ، نَاهِيكَ بِهَا ذَمًّا، وَهِيَ: الْحِرْصُ، وَالشَّرَهُ، وَسُوءُ الظَّنِّ، وَمَنْعُ الْحُقُوقِ،... وَإِذَا آلَ الْبَخِيلُ إلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ هَذِهِ الأخْلاَقِ الْمَذْمُومَةِ، وَالشِّيَمِ اللَّئِيمَةِ، لَمْ يَبْقَ مَعَهُ خَيْرٌ مَرْجُوٌّ، وَلاَ صَلاَحٌ مَأْمُولٌ"[11].

 

وقال الجاحظ: "وهذا الخُلق مكروه من جميع النّاس، إلّا أنّه منَ النّساء أقلُّ كراهيَّة، بل قد يستحبّ من النّساء البخل[12]، فأمّا سائر النّاس فإنّ البخل يشينهم، وخاصَّة الملوك والعظماء، فإنّ البخل أُبغض منهم أكثر ممّا هو أُبغض من الرّعيّة والعوامّ، ويقدح في ملكهم؛ لأنّه يقطع الأطماع منهم ويبغّضهم إلى رعيّتهم"[13].

 

• أنواع البخل وأصناف البخلاء:

البخل أنواع: بخل بالمال، وبخل بالعلم، وبخل بالطعام، وبخل بالسَّلام، وبخل بالكلام، وبخل على الأقارب دون الأجانب، وبخل بالجاه، وكلُّها نقائص ورذائل مذمومة عقلاً وشرعاً[14].

 

ومن أسوأ أصناف البخلاء أولئك الذين لا يقفُ بخلُهم عندَ أنفسهم، بل يَتَعَدّون ذلك ليصبحوا دُعاةً للبخل، فيأمرون النَّاس به، ويبخلون بمال غيرهم، فهُم كمن أبغض الجود حتى لا يحبون أن يُجَاد[15]، وهي النِّهاية في الحِرص والبخل، ولا يكتفون بذلك بل يتظاهرون بالحاجة والفقر والمسكنة مع الغنى واليسار، ويُخْفُون نِعَمَ الله التي أنعَمَ بها عليهم[16]، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: ٣٧][17] وهذا الكِتمان والإخفاء للنِّعم قد يقع منهم على وجهٍ يُوجِبُ الكفر، مثل أن يُظهر الشكاية عن الله تعالى ولا يرضى بقضائه وقدره، أو أن يكون من قبيل كفر النِّعمة لا الملّة[18]، أو يكون التقدير: الذين يبخلون أعتدنا لهم عذاباً مهينًا، وأعتدنا ذلك للكافرين أمثالهم[19].

 

ومناسبة هذه الآية مع ما سبقها: أنَّ الله تعالى لما أمر بالإحسان إلى الوالدين ومن ذُكر معهما من المحتاجين على سبيل ابتداع أمرَ الله، بيّن أنّ من لا يفعل ذلك قسمان؛ أحدهما: البخيل الذي لا يُقدِم على إنفاق المال البتة حتى أفرط في ذلك وأمرَ بالبخل، والثَّاني: الذين ينفقون أموالهم رئاءَ النَّاس، لا لغرض امتثال أمرِ الله وطاعته، وقد ذمّ تعالى القسمين، بأن أعقب القسم الأوَّل بقوله: ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ ﴾، وأعقب الثاني بقوله: ﴿ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً ﴾ [20].

 

ومثله قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ﴾ [الحديد:٢٤] أي: عن الإنفاق في سبيل الله تعالى وأداء النفقات الواجبة، ثم قال: ﭽ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُﭼ[الحديد: ٢٤] أي: ومن يعرض عن الإنفاق فإنَّ الله غنيٌّ عنه وعن إنفاقه، فلا يضر الله شيئاً ولا يضر الفقير؛ لأنَّ الله غنيٌّ عن مال المتولِّين، محمود في ذاته، لا يضرُّه الإعراض عن شكره، ولا ينفعه التَّقرُّب إليه بشكر نعمه، وفيه تهديدٌ وإشعار بأنَّ الأمر بالإنفاق لمصلحة المنفق[21].

 

وأمَّا الشُّحُّ: فهو الحِرص على المنع، أو هو الحالة النفسية التي تقتضي المنع، أو هو كَزَازة النَّفس على ما عندَهَا، وقد أُضيف الشُّحُّ إلى النَّفس لأنَّه غريزة فيها[22]، قال تعالى:  ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ﴾ [الحشر: ٩، التغابن:16] أي: يخالف نفسه فيما يغلب عليها من حبِّ المال وبغض الإنفاق، ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ أي: الفائزون بالثناء العاجل، والثَّواب الآجل[23].

 

فالبخل أثر للشحِّ، وهو أن يمنع أحدٌ ما يُراد منه بَذْلُه مع الحرص، قال تعالى: ﴿ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾ [النساء: ١٢٨] أي: جعل الشحّ حاضراً معها لا يفارقها، وأُضيف الشُّحُّ في هذه الآية إلى النفس، لذلك فهو غريزة لا تَسْلَم منها نفس[24].

 

ومن العلماء من يرى أنَّ الشُّحَّ هو البخل بأداء الحقوق، والحرص على أخذ ما ليس للمرء؛ لما فى قلبه من الشحِّ على ما فى يده، ومد عينيه إلى ما فى يد غيره[25].

 

ومنهم من يرى أنَّ الشح والبخل سواء، وأنَّهما قريبان في المعنى، وأنَّ التَّفريق بينهما عسير جداً[26].

 

ويرى الإمام القرطبي أنَّ المراد من قوله تعالى: ﭽ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِﭼ هو الشحُّ بالزكاة، وما ليس بفرض: من صلة ذوي الأرحام والضيافة وما شاكل ذلك، فليس بشحيحٍ ولا بخيل من أنفق في ذلك وإن أمسك عن نفسه، ومن وسَّع على نفسِه ولم ينفق فيما ذكرناه من الزكوات والطَّاعات فلم يُوْقَ شحَّ نفسِه[27].

 

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ من علامات السَّاعة أن يُلقى الشحُّ بين النَّاس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يتقاربُ الزَّمان وينقص العمل، ويُلقَى الشُّحُّ، ويكثر الهرج"، قالوا وما الهرج؟ قال: "القتل، القتل"[28]. ومعنى: "يلقى الشح" أي: يُوضَع في القلوب[29].

 

والشحيح قد يحمله شُحُّه على حُرمان نفسه وأقرب النَّاس إليه ممَّا يحتاجونه، ومن ذلك ما روته عائشة رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قالت هِنْدُ امْرَأةُ أَبي سفْيَانَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفيني وولَدِي إِلاَّ مَا أَخَذْتُ مِنْهُ، وَهُوَ لا يَعْلَمُ؟ قَالَ: "خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلدَكِ بِالمعْرُوفِ"[30].

 

قال ابن قدامة: "أشدُّ درجاتِ البخل: أن يبخل الإنسانُ على نفسِهِ مع الحَاجة، فكم من بخيل يمسك المالَ، ويمرض فلا يتداوى، ويشتهى الشهوةَ فيمنعه منها البخلُ"[31].

 

وقد عدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفة الشحِّ من شرِّ الصِّفات التي تنطوي عليها أخلاق الرِّجال، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "شَرُّ مَا فِي الرّجُلِ شُحٌ هَالع.."[32]، أي ذو هلع، ومعناه: أنَّه يجزع في شحِّه أشدَّ الجزع على استخراج الحقِّ منه، وهو إسناد مجازي، فقد أسند إلى الشح ما هو مسند إلى صاحبه مبالغةً، وعلى الاستعارة المكنية[33].

 

وفي إمساك المال والشحِّ به عن بذله فسادُ ذاتِ البين، ممَّا يؤدي إلى التهاجر والتقاطع، الذي يورث العداوة والتَّشاجر، فينتج عن ذلك سفكُ الدِّماء واستباحة ما حرَّم الله تعالى[34]، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَن كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَن سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ"[35].

 

وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان يتعوَّذ بالله تعالى منَ الشُّحِّ، فعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشُّحِّ، وَالْجُبْنِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ[36].

 

ومن أنواع البخل: أن لا يُعطِي الإنسانُ من مال الله الذي أكرمه به إلَّا عن طريق النَّذر، وهو أن يلزم نفسَه بما لا يجب عليه خوفاً أو طمعاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يأتي ابنَ آدمَ النذرُ بشيء لم يكن قُدِّرَ له، ولكن يُلقِيه النذرُ إلى القَدَرِ قَدْ قُدِّرَ له، فيستخرج اللهُ به منَ البَخِيْل، فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني عليه من قبل"[37]، والواقع أنَّ النَّذر لا يغيِّر شيئاً من قدر الله تعالى، لأنَّ ما قدَّره اللهُ كائن، ولكنَّ البخيل من النَّاس هو من يجعل قيامَه ببعض الأعمال الصالحة من صدقة أو صوم مرهونة بدفع مخوفٍ منه، أو تحقيق مطموعٍ فيه، فكأنَّه لولا ذلك الشيء الذى طمع فيه أو خافه، لم يسمح بإخراج ما نذره لله تعالى ولم يفعله، فهو بخيل[38].

 

ومع اختلاف العلماء في حكم النَّذر بين مُكَرِّه ومُسْتَحبٍ[39]، إلَّا أنَّ الجميع مُتَّفقون على أنَّ الوفاء بالنَّذر إذا كان طاعة لله، فهو واجب لازم لمن قدر عليه[40].

 

ومن أنواع البخل: أن يبخل المسلمُ بتحيَّة السَّلام على من يلقاه ابتداء أو ردًّا[41]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبخلُ النَّاسِ مَن بخلَ بالسَّلَام"[42]، واستعمال صيغة أفعل تدلُّ على شدة بخل من يبخل بما لا يكلِّفُه من ماله شيئاً.

 

ومن أنواع البخل: أن يبخل المسلم بالصَّلاة على الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره، فعن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ"[43]، بل إنَّه من أبخل النَّاس، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: خرجتُ ذات يوم فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أخبركم بأبخلِ النَّاس؟"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "من ذُكِرتُ عندَهُ فلم يُصَلِّ عَليَّ، فذلكَ أبخلُ النَّاسِ"[44]، فمن لم يصلِ على النَّبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذُكِرَ عندَه فقد منعَ نفسَهُ أن يُكتال لها يوم القيامة بالمكيال الأوفى، فهل تجد أحدًا أبخل من هذا؟[45].

 

• أسباب البخل:

1- حبُّ المال والحِرص عليه:

فالإنسانُ مجبول على حبِّ المال، كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله:  ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: ٢٠] أي: كثيرًا فاحشًا مع حِرص وشره[46]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: ٨] أي: إنَّه لَشديدُ المحبة للمال مع حرص وبخل[47]، وهذه الحبُّ للمال والحِرص عليه هو الذي يدفعه للمنع، مُغتراً بنسبة المال لنفسه، ظاناً أنَّ الخيرَ في إمساكه، والحقيقةُ غير ذلك، فالذي ينفع الإنسان من ماله هو ما ينفقه لا ما يمسكه[48]، فعن عبدِ الله بن الشِّخِّيرِ رضي الله عنه أنه قَالَ: أتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ قَالَ: "يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مالي، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أكَلْتَ فَأفْنَيْتَ، أَو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟!"[49].

 

وقد ضرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - للمنفق والبخيل مَثَلَين، فعن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "مَثَلُ البَخيل وَالم-ُنْفِقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَديد، مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الم-ُنْفِقُ فَلاَ يُنْفِقُ إِلاَّ سَبَغَتْ - أَوْ وَفَرَتْ - عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ، وَتَعْفُو أثرَهُ، وأمَّا البَخِيلُ، فَلاَ يُريدُ أنْ يُنْفِقَ شَيْئاً إِلاَّ لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوسِّعُهَا فَلاَ تَتَّسِعُ"[50]، فالمنفق تستر الصدقة خطاياه كما يغطي الثوبُ جميعَ بدنه، والمراد أنَّ الكريم إذا هَمَّ بالصَّدقة انشرح صدرُه فتوسَّع في الإنفاق، وأمَّا البخيل فإذا حدَّث نفسَه بالصَّدقة شحَّت وضاق صدره وغلت يداه، فلا يُخرج الصَّدقة، فهو مُضَيِّق على نفسه، وكذلك ماله لا يتَّسع؛ لأنَّه كلَّما أراد متاجرةَ الله بالصَّدقة لم تسمحْ نفسُه، فيفوته الربح[51].

 

2- ضعف اليقين بالله تعالى:

فقد وعد اللهُ تعالى عباده بالإخلاف على كلِّ مُنفق، ولكنَّ البخيلَ ضعيفُ اليقين بموعود الله، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: ٣٩]، وفي الحديث عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبحُ العِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزلانِ، فَيَقُولُ أحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً"[52]، فالمؤمن يُصدِّق بموعود الله تعالى، فينفق ممَّا آتاه الله، ولا يخشى فقراً ولا قِلَّة، فتصيبه دعوةُ الملك، ويخلف الله عليه أضعاف ما أنفق، وأمَّا المنافق فيمسك فتصيبُه دعوةُ الملك بالتَّلف لماله.

 

وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : "لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا"[53]، فالشُّحُّ وكمالُ الإيمان بالله لا يمكن أن يجتمعا في قلب إنسان أبداً، فالمؤمن يعلم المالكَ الحقيقيّ للمال الذي جعله اللهُ بين يديه، فيحمِلُهُ إيمانُه على وضع المال في المكان الذي أراده الله، أمَّا المنافق فيظنُّ أنَّه المالك الحقيقي، فتضنُّ نفسُه بما في يديه، ولا تسمح له بفراق محبوبها، ولا تنقاد إلى ترك مطلوبها، ولا تُذعِن للحقِّ، ولا تجيب إلى إنصاف[54].

 

3- الخوف على الولد والحرص على نفعه:

فالولد يحمل أبويه على البخل والجبن ويدعوهما إليه، فيبخلان بالمال في وجوه القُرب والعمل الصالح، كما يبخلان بالنَّفس لأجل الولد، فعَنْ يَعْلَى بن منبه الثقفي قَالَ: جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَسْتَبِقَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -, فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ"[55]، وأمَّا كونه مَحْزَنَة، وذلك لأنَّه يُحَمِّل أبويه على كثرة الحزن، سواء كان ذلك لمرض ألمَّ به، أو حاجةٍ عرضتْ له، ولم يتمكن الأبوان من تحقيقها، أو طلب منهما ما لا يمكنهما تحصيله فحزنا[56].

 

4- خشية الفقر وأمل الغنى:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: "أن تَصَدَّق وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ، تخشى الفقرَ وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان"[57]، لذلك كان من أعظم الصدقات التي يتصدَّق بها الإنسانُ هي ما ينفقه من ماله مع توفِّر دواعي الحرص، والرغبة في الاستزادة من المال.

 

• عقوبة وعاقبة البخل:

1- نفاق القلوب:

فقد أخبر الله تعالى عن ثلة من المنافقين ممَّن عاهد الله تعالى إن أعطاه من فضله، ورزقه، ووسع عليه، ليتصدَّقَنَّ وليعمَلَنَّ بعمل أهل الصَّلاح بأموالهم، فلمَّا ابتلاهم الله بالرزق، وآتاهم من فضله، بخلُوا بذلك، فأَخْلَفهم اللهُ نفاقاً في قلوبهم، وحَرَمَهم منَ التوبة إليه إلى يوم القيامة، وذلك عقوبة لهم على بخلهم وسوء اعتقادهم بالله[58]، قال تعالى:  ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [التوبة: ٧٥ – ٧٧].

 

2- حِرمان النَّفس من الخير وتسلُّط الأعداء:

فقد أخبر الله تعالى أنَّ عاقبة البخل إنَّما ترجع على البخيل أولاً، إذ يحرم نفسَه من الأجر والمثوبة، وإذا ما كان امتناعه عن الإنفاق في سبيل الله لجهاد العدو ودفعه فإنَّه ببخله يتسبَّبُ بتسلُّط عدوه عليه وعلى من يحيط به[59]، قال تعالى: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ﴾ [محمد: ٣٨].

 

3- منعُ فضل الله تعالى عن البخيل:

فعن أَسْمَاء ابْنَة أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي شَيْءٌ إِلَّا مَا يُدْخِلُ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، أَفَأُنْفِقُ مِنْهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَعطي وَلَا تُوكِي، فَيُوكِيَ عَلَيْكِ"[60]، أي: لا تدَّخِري وتمنعي فضلَ الزاد عمَّن افتقر إليه، فيمنعُ اللهُ عنكِ فضله، ويسدُّ عليك بابَ المزيد، وهو إعلام بأنَّ الإنفاق سببٌ للإخلاف والتعويض، والإمساك سبب للمنع[61].

 

4- عدمُ توفيقه لفعل الخير، ممَّا يؤول به إلى شَرِّ الدنيا والآخرة:

فقد أخبر الله تعالى أنَّ من بخل عن إنفاق ماله في الخير، واستغنى عن ثواب الله تعالى فلم يرغب فيه، فإنَّ اللهَ سيخذلُه ويمنعُه ألطافَه، حتى تكون الطَّاعةُ أعسرَ شيء عليه وأشدَّ، ويُهيئ للشرِّ، وذلك بأن يجري على يديه، حتى يعمل بما لا يُرضي اللهَ، فيستوجب به النَّار([62])، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾ [الليل: ٨ – ١١].


5- التَّعذيب بالمال المكنوز يوم القيامة:

فاللهُ تعالى يعاقب البخلاء يوم القيامة بأموالهم التي امتنعوا عن إنفاقها في سبيل الله، فَتَتَمَثَّل أموالهم على صورة حيَّات وأفاعي تطوِّق أعناقَهم([63])، ويأتيهم الشرُّ من حيث كان يرجون الخير، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: ١٨٠]، وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي شِدْقَيْهِ - ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾"[64].

 

وعن جرير بن عبد الله البَجَلي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من ذي رحمٍ يأتي ذا رحِمِهِ فيسأله فضلاً أعطاه الله إيَّاه فيبخل عليه إلَّا أخرج الله له يوم القيامة من جهنم حَيَّةً يُقَال لها: شجاع، فَيُطَوَّقُ به"[65].

 

والشُّجَاعُ الأقرع: هو الحيَّة أو الأفعى الذي تمعَّطَ جلدُ رأسِه لكثرة سمه وطول عمره، والزَّبيبتان: هما النُّكتتان السَّودَاوَان فوقَ عينيه، وهو أوحشُ ما يكون من الحيَّات وأخبثُها، وظاهره أنَّ اللهَ تعالى خلق هذا الشجاع لعذابه[66].

 

وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: ٣٤ – ٣٥] وإنما خصَّ الله تعالى بالذكر جباههم وجنوبهم وظهورهم؛ لأن جمعهم وإمساكهم للمال إنما كان لطلب الوجاهة بالغنى، والتنعم بالمطاعم الشهية والملابس البهية، أو لأنهم ازوروا عن السائل وأعرضوا عنه وولوه ظهورهم[67].

 

6- حُرْمَان البخيل من جوار الله يومَ القيامة في الجنَّة:

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خلقَ اللهُ جنَّةَ عَدنٍ بيده، ودَلَّى فيها ثمارَها، وشقَّ فيها أنهارَها، ثمَّ نظرَ فيها فقال لها: تكلَّمِي، فقالت: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾، فقال: وعزتي لا يجاورني فيك بخيل"[68].



[1] انظر: معجم مقاييس اللغة 1: 207، مختار الصحاح ص73، لسان العرب 11: 47.

[2] انظر: معجم مقاييس اللغة 3: 178.

[3] انظر: الكليات لأبي البقاء ص361.

[4] انظر: فقه اللغة ص 161.

[5] انظر: مفردات ألفاظ القرآن 1: 71، التعريفات ص62، التوقيف ص117.

[6] تهذيب الأخلاق للجاحظ ص33.

[7] انظر: أحكام القرآن للجصاص 3: 163.

[8] انظر: أحكام القرآن للجصاص 5: 22، تفسير البيضاوي 3: 442، تفسير ابن عجيبة 4: 88.

[9] انظر: تفسير البغوي 5: 94، تفسير ابن كثير 5: 77، تفسير التحرير والتنوير 15: 105.

[10] ذكره الهيثمي في المجمع 5: 447 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الرحمن الرحبي، وبقية رجاله ثقات.

[11] انظر: أدب الدنيا والدين ص 186- 187. مطبعة البابي الحلبي

[12] وهذا الكلام ليس على عمومه.

[13] تهذيب الأخلاق ص33.

[14] انظر: البحر المحيط لأبي حيان 3: 256 - 257.

[15] انظر: فيض القدير للمناوي 2: 404.

[16] انظر: تفسير الرازي 10: 80.

[17] من المفسرين من حمل هذه الآية على الكفار من أهل الكتاب، إلا أن معناها أعم من ذلك. انظر: تفسير القرطبي 5: 193.

[18] انظر: تفسير الرازي 10: 80.

[19] انظر: التحرير والتنوير 5: 52.

[20] انظر: البحر المحيط لأبي حيان 3: 256.

[21] انظر: تفسير البيضاوي 5: 303، تفسير ابن عاشور 27: 413.

[22] انظر: تفسير الرازي 29: 250، تفسير البحر المحيط 8: 246، تفسير التحرير والتنوير 28: 94.

[23] انظر: تفسير البيضاوي 5: 320.

[24] انظر: تفسير التحرير والتنوير 28: 94.

[25] انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض 8: 166.

[26] انظر: تفسير القرطبي 18: 29، تفسير ابن عاشور 28: 94.

[27] انظر: تفسير القرطبي 18: 29.

[28] أخرجه البخاري برقم 5690، ومسلم برقم 157.

[29] انظر: شرح مسلم للنووي 16: 221.

[30] أخرجه البخاري برقم 2097، ومسلم برقم 1714.

[31] مختصر منهاج القاصدين ص205.

[32] أخرجه أحمد في المسند 2: 302 برقم 7997، وأبو داود برقم 2511، وابن حبان في صحيحه 8: 42 برقم 3250، وإسناده صحيح.

[33] انظر: شرح المشكاة للطيبي 5: 1530.

[34] انظر: شرح النووي لمسلم 16: 134، شرح المشكاة للطيبي 5: 1525 - 1526، التنوير للصنعاني 1: 335.

[35] أخرجه البخاري في البر والصلة الآداب برقم 2578.

[36] أخرجه أبو داود في الصلاة برقم 1539، والنسائي في الاستعاذة برقم 5482، وابن ماجه في الدعاء برقم 3844.

[37] أخرجه البخاري في الأيمان والنذور برقم 6316.

[38] انظر: شرح ابن بطال للبخاري 6: 154 - 155.

[39] انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية 40: 138 - 139.

[40] انظر: شرح ابن بطال للبخاري 6: 155.

[41] انظر: التنوير للصنعاني 3: 552.

[42] أخرجه الطبراني في الأوسط 5: 371 برقم 5591، قال المنذري في الترغيب والترهيب 3: 288: بإسناد جيد قوي، وذكره المنذري في المجمع 8: 67 برقم 12739 وقال: لا يروى عن النبي r إلا بهذا الإسناد، ورجاله رجال الصحيح غير مسروق بن المرزبان، وهو ثقة. وروي أيضاً عن عبد الله بن مفضل في معاجم الطبراني الثلاثة بإسناد جيد كما قال المنذري 1: 198.

[43] أخرجه أحمد في المسند 1: 201 برقم 1736، والترمذي برقم 3546 وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن الكبرى 5: 34 برقم 8100، وابن حبان في صحيحه 3: 189 برقم 909، والحاكم في المستدرك 1: 734 برقم 2015 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

[44] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 332 برقم 2601 وقال: رواه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة.

[45] انظر: فيض القدير 2: 404.

[46] انظر: تفسير البغوي 8: 422، تفسير البيضاوي 5: 489، تفسير ابن كثير 8: 399.

[47] انظر: تفسير ابن كثير 8: 467.

[48] انظر: تحفة الأحوذي 7: 6.

[49] أخرجه مسلم برقم 2958.

[50] أخرجه البخاري برقم 1375، ومسلم في الزكاة برقم 1021.

[51] انظر: التيسير للمناوي 2: 717، والتنوير للصنعاني 9: 520.

[52] أخرجه البخاري برقم 1374، ومسلم في الزكاة برقم 1010.

[53] أخرجه أحمد في المسند 2: 441 برقم 9691، والنسائي في الجهاد برقم 3110.

[54] انظر: فيض القدير 3: 125.

[55] أخرجه ابن ماجه برقم 3666 بدون لفظ: "محزنة"، قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات، والحاكم في المستدرك 3: 173 برقم 4771 وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

[56] انظر: شرح السنة للبغوي 13: 36، فيض القدير 2: 403، التيسير 1: 615، التنوير للصنعاني 3: 549.

[57] أخرجه البخاري برقم 1353، ومسلم 1032.

[58] انظر: تفسير الطبري 14: 369، تفسير البغوي 4: 78، تفسير البيضاوي 3: 160.

[59] انظر: تفسير القرطبي 16: 258، تفسير البيضاوي 5: 197.

[60] أخرجه أحمد في المسند 6: 344 برقم 26957، وأبو داود برقم 1699، والترمذي برقم 1960 وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي برقم 2551.

[61] انظر: النهاية لابن الأثير 9: 352، شرح المشكاة للطيبي 5: 1523، التنوير للصنعاني 2: 479.

[62] انظر: تفسير البغوي 8: 446، تفسير البحر المحيط 8: 478.

[63] انظر: تفسير البغوي 2: 142، تفسير ابن كثير 2: 174.

[64] أخرجه البخاري برقم 1338.

[65] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2: 322 برقم 2344، وفي الأوسط 5: 372 برقم 5593، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 18 برقم 1328 وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد، وكذا قال الهيثمي في المجمع 8: 282 برقم 13474.

[66] انظر: شرح النووي لمسلم 7: 68، شرح المشكاة للطيبي 5: 1475.

[67] انظر: تفسير البيضاوي 3: 143.

[68] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 5: 349 برقم 5518، وفي الكبير 12: 147 برقم 12754، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 258 برقم 3942 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين، أحدهما جيد، ورواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة من حديث أنس بن مالك، وذكره الهيثمي في المجمع 10: 731 برقم 18637وقال مثل قول المنذري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علامات الساعة الصغرى : البخل وقطيعة الرحم
  • ذم البخل
  • حكم وأقوال في البخل
  • اقتفاء المسلم ما ليس له به علم
  • آيات عن البخل
  • البخل من منظور الاقتصاديات النفسية
  • خطبة: الاعتصام بالكتاب والسنة
  • التحذير من البخل والشح (خطبة)
  • الشح والبخل: مظاهره وأسبابه (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • صلات الفعل (بخل يبخل بخلا) (في ضوء القرآن الكريم وكلام العرب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم نسبة البخل إلى الله تبارك وتعالى وتقدس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وأي داء أدوأ من البخل؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النهي عن البخل والشح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاعتدال في الإنفاق والحذر من البخل والإسراف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مداخل الشيطان: البخل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • البخل العلمي والتسويق الشبكي(مقالة - ملفات خاصة)
  • ظاهرة البخل عند الجاحظ: دراسة نصية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الكلام في جمعه تعالى بين الخيلاء والفخر وبين البخل(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب