• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

الدعوة القرآنية إلى مكارم الأخلاق ومعاليها

الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/3/2010 ميلادي - 25/3/1431 هجري

الزيارات: 562189

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدعوة القرآنية إلى مكارم الأخلاق ومعاليها

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بَعدَه، نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فإن الحياة في رحاب القرآن الكريم حياة لها مِن المعاني والإيحاءات والدلالات النفسيَّة ما يعجز قلم البيان عن الإفصاح عنها، وعن مكنون أسرارها وهدايتها للقلوب الغافلة، والعقول الحائرة.

إنَّ تلاوة هذا الكتاب العظيم، وتفهُّم ألفاظه ومعانيه، جعلني أقف طويلًا أمام كمال هذا الكتاب في أسلوبه وبلاغته، وجماله وروعته، وشموله البديع في عقائده وأخلاقه وتشريعاته.

ومَن تأمَّلَ آيات القرآن، وأَمعَن فيها النظر، ظهر له صوَر ومجالات مِن دعوة القرآن، فمِن ذلك: دعوة القرآن إلى مكارم الأخلاق ومعاليها، ووجوب التحلِّي بها، ونعيه على المخالفين للفضائل وأصولها، وما ذلك إلا لكون الأخلاق ميزانًا شرعيًّا يُهَذِّب الإنسان، ويرقى به إلى مدارج الإنسانيَّة الفاضلة.

معنى الأخلاق وضرورتها:
ويُمْكننا تعريف الأخلاق بأنها: مجموعة مِن المعاني والصفات المستقرَّة في النفس، وفي ضوئها، وميزانها يحسن الفعلُ في نظر الإنسان أو يقبحُ، ومِن ثم يُقْدم عليه أو يُحْجم عنه.

ولهذا كان المنهج السديد في إصلاح الناس وتقويم سلوكهم، وتيسير سُبُل الحياة الطيبة لهم - أن يبدأ المصلحون بإصلاح النفوس وتزكيتها، وغرس معاني الأخلاق الجيِّدة فيها، ولهذا أكَّد الإسلامُ على إصلاح النفوس، وبَيَّنَ أنَّ تَغَيُّرَ أحوالِ الناس مِن سعادةٍ وشقاء، ويُسرٍ وعُسر، ورخاءٍ وضيق، وطمأنينةٍ وقلق، وعز وذل، كل ذلك ونحوه تَبَعٌ لِتَغَيُّر ما بأنفُسهم مِن مَعانٍ وصفات[1]. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

إنَّ مِن أَجَلِّ الغايات التي تريد الرسالةُ الإسلاميَّةُ تحقيقها: تلك الغايةَ الإنسانيَّة السامية وهي:
أن يكون للإنسان خُلقٌ كريم، وسُلوكٌ نظيف يليق بكرامة الإنسان، ويَتَّفق مع ما خُلِق له مِن خلافةٍ في الأرض، وهذه هي الغاية التي حاولها الفلاسفة، والعلماء، والمصلحون عبْر قرون مضَت، ولم يَبلغوا فيها شأوًا، أو يَصلوا إلى تحقيق هذا الأمل المنشود.

إنَّ عناية الإسلام، وحرصه على تحقيق هذه الغاية الخُلقيَّة النبيلة يقصد بها: إيجاد عناصر قوية، وأفراد صالحين؛ كي يستطيعوا أن يُسْهِموا بقلوبهم وعقولهم في ترقية الحياة وإعلامها، وليكونوا أهلًا لجواره ورضوانه فيما وراء هذه الحياة.

إنَّ المثل الأعلى للأفراد: هو الشرف والنزاهة، والاستعلاء على الهوى والشهوة، وعِرفان الحق والواجب، والاستمساك بأهداف الفضيلة، والاندماج في جوٍّ روحيٍّ خالصٍ بعيدٍ عن نقائص المادَّة، وشوائب الروح، والْمُثُل العلى للجماعة: هي التعاون، والإيثار، والتضحية، وإنكار الذات، والمحبة والمودة، والصدق والإخلاص، والأمانة، والوفاء، والتسامح، وسلامة الصدر.

وتحقيق المثل الأعلى في جانبيه يُثمر الحياة الطيبة، ويُحقِّق المجد والسيادة، والقيادة والتمكين في الأرض[2].

وهذا كله مِن آثار الاستجابة الكاملة للدعوة القرآنيَّة الهادية، التي تأخذ الأفراد والجماعات إلى المثالية الفاضلة في الإسلام، وفي ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما بُعِثْتُ؛ لأُتَمِّمَ مَكارمَ الأخلاق))؛ رواه أحمد، والحاكم.

وقد اكتسب النبيُّ صلى الله عليه وسلم أخلاقه ومكارمَها مِن الدعوة القرآنيَّة إليها، وإلى التخلُّق بها؛ حتى كان خُلقه القرآن، وحتى مدحه ربُّه سبحانه بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

المنهج الأخلاقي في القرآن:
لقد كَثُرَتِ الآيات القرآنيَّة المتعلِّقة بموضوع الأخلاق، أمرًا بالجيِّد منها، ومدحًا للمتَّصفين بها، ومع المدح الثواب، ونهيًا عن الرديء منها، وذم المتَّصفين بها، ومع الذم العقاب، وكذا السُّنَّة النبويَّة، ولكنها ليست محْوَر حديثنا كما أشرتُ مِن قبْل، إنما محور الكلام كله مع القرآن وآياته، وإليك هذه الجملةَ الطيِّبة مِن الأمثلة الأخلاقيَّة في القرآن والدعوة إلى حسَنِها، وذمِّ قبيحِها:
1- الوفاء بالعهد:
قوله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، وقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]، وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المعارج: 32].

2- النهي عن القول بغير علم:
قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116].

3- النهي عن مِشْية التبخْتُر والتمايُل كما يَفعل المتكبِّرون:
قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37].

4- النهي عن الإسراف والتبذير والبخل والتقتير:
قال تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29].

5- الأمر بالعدل في جميع الأحوال، وبالنسبة لجميع الناس حتى الكفار:
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [الأنعام: 152]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾ [النحل: 90]، وقوله تعالى: ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾ [الشورى: 15].

6- التعاون على البِرِّ والتقوَى وما ينفع الناسَ، والنهيُ عن التعاون على البَغْيِ والعُدْوان:
قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

7- الظلم ظلمات يوم القيامة، وعاقبتُه وخيمة، ومِن أجْل هذا نهَى الإسلامُ عنه:
قال تعالى: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21]، وقال عز وجل: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

8 - الصدق من علامات الإيمان وثمراته؛ ولهذا أمَر الإسلامُ به:
قال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، وقال سبحانه: ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80].

9 - الكذب رذيلة لا يَنال صاحبها هداية الله، ويُثمر النفاقَ في القلب؛ ولهذا نهَى الإسلامُ عنه، وحذَّر منه:
قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28]، وقال تعالى: ﴿ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [التوبة: 77].

10 - إعلاء مقام الصبر عند المصيبة، والرضا بالقضاء والقدَر:
قال عز وجل: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]، وقال عز وجل: ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]، وقال سبحانه: ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75].

11- وجماعُ الأخلاقِ والفضائلِ في الدعوة القرآنيَّة إليها يأتي في جملةِ آياتٍ؛ منها:
قوله تعالى في وصف المجتمع الإسلامي بالآداب الفاضلة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 11، 12].

ومنها أيضًا في وصف المؤمنين الكاملين قوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11].

ومنها قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].

ومنها قوله عز وجل: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ الَّلهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 151، 152].

ومنها كذلك وجماعُها في وصف عباد الرحمن، وبيان صفاتهم وأخلاقهم قوله سبحانه: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 63 - 76].

هذه بعض الآيات القرآنية العظيمة الهادية والداعية إلى التخلُّق بكل خُلقٍ نبيل، وأدبٍ كامل؛ والقرآن مملوءٌ بعشرات الآيات في هذا الجانب الأخلاقيِّ لمن تتبَّع واستقرأ ذلك بدقَّة[3].

[1] "أصول الدعوة"؛ د. عبد الكريم زيدان.
[2] "عناصر القوة في الإسلام"؛ السيد سابق.
[3] "مجالات الدعوة في القرآن وأصولها"؛ عاطف الفيومي.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سلسلة مكارم الأخلاق (1)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (2)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (5)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (3)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (4)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (6)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (7)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (8)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (9)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (10)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (11)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (12)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (13)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (14)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (15)
  • سلسة مكارم الأخلاق (16)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (18)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (17)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (19)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (20)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (21)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (22)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (23)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (24)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (25)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (26)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (27)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (28)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (29)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (30)
  • سلسلة مكارم الأخلاق (31)
  • الدعوة القرآنية إلى الإصلاح الاجتماعي
  • الدعوة القرآنية إلى نبذ الكبائر والمحرمات
  • الحث على لزوم الآداب والأخلاق الحسنة
  • إنها أزمة أخلاقية!
  • بيان شمولية القرآن الكريم
  • دعوة القرآن إلى الإيمان والتوحيد ونبذ الكفر والشرك
  • أمة الأخلاق
  • الدعوة إلى العمل الصالح
  • القرآن والدعوة إلى إصلاح المجتمع إصلاحا شاملا
  • دعوة القرآن إلى إصلاح النظام الاقتصادي
  • مقدمة في الأخلاق بين الفلاسفة وعلماء الإسلام
  • حديث عن مكارم الأخلاق
  • خصائص الأخلاق في الإسلام
  • ارتباط الأخلاق بالعقيدة ( خطبة )
  • الوصية بمكارم الأخلاق
  • أسلوب المجادلة بالتي هي أحسن في الدعوة

مختارات من الشبكة

  • الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سفسافها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضاءات من مكارم أخلاق الشيخ حمد الشايع واجتهاده في الدعوة إلى الله(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من مائدة الحديث: فضل الدعوة إلى الهدى، وخطر الدعوة إلى الضلال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تطبيق مقاصد الشريعة في الدعوة إلى الله (الداعية – موضوع الدعوة – الوسائل والأساليب) أنموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة عن الدعوة وجماعة الدعوة 21-1- 1433هـ(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الدعوة إلى الله .. الدعوة في كوريا أنموذجاً(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • من أهداف الدعوة في الوقت الحالي : الدعوة إلى التوحيد (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أهداف الدعوة في الوقت الحالي : الدعوة إلى التوحيد (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعوة إلى العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الدعم المالي في نجاح الدعوة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
5- أعجبني
ابراهيم صديق 09-09-2021 09:08 AM

شكرا على المقالة التي كانت مفيدة جدا.

4- أثقل شيء في الميزان
عابر سبيل - مصر 14-02-2020 11:39 AM

جزى الله الكاتب خيراً كثيراً فحقيق ما أحوجنا للأخلاق الحميدة التي حث عليها القرآن الكريم وصلى الله على نبينا محمد فلقد كان خلقه القرآن.

3- شكرا
زائر - Saudi arabia 08-09-2012 10:07 PM

شكراً وجزاكم الله خيراً^.^

2- سلسلة مكارم الأخلاق
أم عبد الله - مصر 13-03-2010 04:00 PM
هذه السلسلة ياحبذا لو تجمع في كتاب
جزاكم الله خيرا
1- شكر
عماد الزيد - السعودية 13-03-2010 01:41 PM
جزاكم الله خيراً ورزقنا الله وإياكم أخلاق القرآن، وبلغنا مكارمه
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب