• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

مأمون فريز جرار

حمد بن فهد الخنفري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/1/2009 ميلادي - 7/1/1430 هجري

الزيارات: 17304

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة:
حظيت منطقة شرق الأردن بأهمية خاصة من عدة جوانب، سواء من الناحية الجغرافية، أو من نواحٍ أخرى، برز أثرها على الساحة الأدبية فيه، وأعني بذلك ذاك الاحتضان الذي تمثل بأمومة الأردن لأبناء فلسطين الحبيبة.

لقد احتضن الأردن عددًا كبيرًا من أبناء فلسطين، الذين نشؤوا فيها، ورضعوا أمومتهم التي فقدوها بفقدان فلسطين، فكان الأردن أهلاً لذلك الاحتضان، ولا أريد الابتعاد عن صلب موضوعي، الذي يخص الحركة الأدبية في الأردن، والتي أثَّر فيها نزوح أبناء فلسطين إليها.

وسأتناول في حديثي أديبًا وشاعرًا، أصبح جزءًا من خارطة الأردن، ومَعلَمًا من معالم أدبائه، وهو الدكتور مأمون فريز جرَّار.

والطريف في أخذي لموضوع تقريري أنه لم يكن الموضوع الرئيس، الذي قام الدكتور/ محمد المجالي بإعطائي إياه، فموضوعي الأول هو عن عز الدين المناصرة، أما عن قصة هذا التغير، فقد كنت أبحث عن أمور تتعلق بموضوع أطروحتي الجامعية، وهي الاتجاه الإسلامي، وكان الدكتور مأمون قد تحدث عن هذا الجانب، فقمت بزيارته لتزويدي ببعض المعلومات بخصوص هذا الأمر، وبعد أن قابلتُه قام بإهدائي عددًا من الدواوين الشعرية، فنمت في نفسي بذور لأوراق هذا التقرير، الذي أصبح على أرض واقع دراستي، وقد رأيت في الدكتور مأمون أديبًا وشاعرًا متحدثًا بهموم قضيته التي عايشها حتى مرحلته الثانوية العامة، وهي فلسطين، واضطر بعدها للنزوح لبلده الثاني الأردن.

وسأتطرق في هذا التقرير إلى جوانبَ من حياته العلمية والعملية، وقد عانيت في جمع مادة هذا التقرير، حيث لم يَحظَ الدكتور مأمون بدراسة مفردة؛ بل إنه لم يُذكر إلا في بضع وريقات في كتاب "أدباء من جبل النار" لحسني أدهم جرار، وحاولت لسدِّ هذا الثغر، الاتصال المباشر مع الدكتور مأمون، الذي لم يبخل عليَّ نهائيًّا في معلوماته، ولا إعطائي بعضًا من وقته، فله مني جزيل الشكر، كما أن ضيق الوقت لم يسمح لي بالتعمق في الدراسة حول هذا العلم.

وفي تقريري سأقف عند محاور اهتمامات شاعرنا الأدبية، وأستميحكم العذر إن ذكرت محورًا أخذه بعض زملائي عليَّ، ولا يكاد يُذكر إلاَّ وينظرون إلىَّ بابتسامات، هي منه، وهو منها، وهذا الموضوع هو الغزل.

وتناولي له كان من خلال الاتصال المباشر مع الشاعر، ولا أريد الإطالة في طرحي، تاركًا لوريقاتي القادمة دفة الكلام.

حياته ودراسته:
ولد الشاعر/ مأمون فريز محمود جرار عام 1949م، على ربوة من رُبا فلسطين، فـي بلدة تقـع بمنتصف المسافـة بين نابلس وجنين، عرفت باسم (صانور).

نشأ في أسرة محافظة متدينة، عرفت باستقامتها وتمسكها بإسلامها، وبدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة صانور، ومراحل دراسته الإدارية والثانوية في مدينة جنين، وتخرج في عام النكبة 1967م، وكان متفوقًا على مرحلته.

ولما اغتصب اليهود مدينة جنين وما تبقى من أرض فلسطين، اتَّجه شاعرنا إلى عمان لمواصلة تعليمه الجامعي، والتحق بكلية الآداب بالجامعة الأردنية في بعثة دراسية من وزارة التربية والتعليم، وفي عام 1971م، أتم دراسته الجامعية، وحصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها، ثم حصل على الدبلوم العالي في التربية عام 1973م، وفي عام 1977م التحق بقسم الدراسات العليا بالجامعة الأردنية، وحصل على ماجستير في اللغة العربية وآدابها عام1980م، وحصل على الدكتوراه في منهج الأدب الإسلامي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1987م، وكان عنوان رسالته: "خصائص القصة الإسلامية".

حياته العملية:
عمل الدكتور مأمون بعد تخرجه في الجامعة الأردنية، مدرسًا لمادة اللغة العربية في مدارس وزارة التربية والتعليم بالأردن، لمدة تسع سنوات، من عام 1971 - 1980م، ثم عمل مدرسًا في مدارس الإمارات العربية المتحدة، لمدة سنتين من 1980 - 1982م، ثم توجه إلى الرياض وعمل محاضرًا، ثم أستاذًا مساعدًا في جامعة الملك سعود بكلية الآداب قسم اللغة العربية، ثماني سنوات من 1982 - 1990م.

وعاد إلى عمان، وعمل محاضرًا غير متفرغ في كلية تأهيل المعلمين، وكلية الدعوة وأصول الدين، ثم عميدًا لكلية الخوارزمي في بداية 1991م، وأستاذًا مساعدًا في جامعة عمان الأهلية، وعمل باحثًا متفرغًا للتأليف في دار البشير لسنة واحدة من عام 1992 - 1993م، واستقر به المقام أستاذًا مساعدًا في جامعة العلوم التطبيقية ابتداءً من عام 1993، وما زال يعمل فيها حتى اليوم.

نشاطه:
كان الدكتور مأمون منذ صغره، من الشباب الذين لهم نشاط في مجالات كثيرة من مجالات العمل الإسلامي، وخاصة المجال الأدبي والمجال التربوي، فكان في مدينة جنين من أكثر الشباب نشاطًا، وفي عمان شارك في كثير من مجالات النشاط، فكان في الجامعة الأردنية من أعضاء اللجنة القائمة على توجيه الشباب في اتحاد الطلاب توجيهًا إسلاميًّا، كان يكتب فـي الصحف منذ عام 1964م، وقد نشر العديد من المقالات الإسلامية والأدبية، والاجتماعية والتربوية، في كثير من الصحف والمجلات الأردنية والعربية والإسلامية، وشارك فـي تقديم عدد من الأحاديث والندوات فـي الجامعات، وفـي الإذاعة الأردنية، والقنوات الفضائية العربية، وشارك في كثير مـن المناسبات الإسلاميـة والوطنية التي أقيمت فـي الأردن، وفـي بلدان كثيرة من الوطن العربـي والإسلامي، كما شارك فـي العديد من الندوات والمؤتمرات الأدبيـة فـي الهنـد، والمملكـة العربيـة السعودية، والجزائر.

وللدكتور مأمون ارتباطٌ بعدد من الهيئات والجمعيات، فهو عضو مجلس إدارة جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية في عمان من عام 2004م، وعضو في رابطة الأدب الإسلامي العلمية، وعضو مجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية منذ عام 1995م، ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن منذ عام 1995م، ولمدة عشر سنوات حتى عام 2005م، وتنحى عن الإدارة رغبةً منه، وقد كتب عبدالله الطنطاوي مقالاً بعنوان "قمر من أقمار"، وفي ذلك إشارة عن تنحِّيه عن الإدارة، حيث يشير إلى تواضع الدكتور مأمون، وعدم تعاليه بلقب، أو شهادة مهما كبرت، ولا بمنصب، ولا بكتب.

وقد شد انتباهي هذا المقال، حتى قمت بالاتصال بالدكتور مأمون مباشرة؛ للاستفسار عن سبب تنحيه من هذا المنصب، وأفادني بقلب مرح، حيث يقول: تركت ذلك لأجل فتح المجال، وترك المشاركة للآخرين، فأنا من الذين يؤمنون بالمؤسسة، لا بالفردية الشخصية، وهذا دليل على تواضع الدكتور/ مأمون.

شعره:
بدأ ينظم الشعر منذ أواسط الستينيات، ونشر شعره في الصحف والمجلات الأردنية، واللبنانية، والقطرية، والسعودية، والإماراتية.

فهو شاعر موهوب، قال الشعر منذ صباه، امتاز في شعره بالرقة والصفاء، وجاء صادق الإحساس والتصوير، نسج أكثره على منوال النظم العربي الأصيل، ولكنـه تأثر بالشعر الحديث، ونسج على منواله، ولم يخرج فيه عن الوزن الشعري.

وقد شدَّ انتباهي سؤال الدكتور مأمون عن الشعر الحر، وهل هو يعبر عن الاتجاه الإسلامي؟ كما ألحظ توقف بعض شعراء هذا الاتجاه عن النظم فيه، وأفادني بأنه لا يتعارض معه؛ بل يخدمه، وإن ما خرج عن الإيقاع والموسيقى يعتبر نثرًا.

وقد صدرت له أول مجموعة شعرية في عام 1969م، بعنوان: "القدس تصرخ"، وصدرت مجموعة ثانية عام 1981م بعنوان: "قصائد للفجر الآتي"، وصدرت مجموعة ثالثة عام 1983م بعنوان: "مشاهد من عالم القهر"، وفي عام 2003م صدر له ديوان: "رسالة إلى الشهداء".

ونلحظ في عشرين عامًا لا يصدر فيها إلا ديونًا، لا يتجاوز (70) صفحة، ونلمس ذلك في مقدمة ديوانه "رسالة إلى الشهداء"، قوله: "وقد توقفت عن الشعر سنوات؛ بل شُغلت عنه، وكان يراودني شعر لا أرتضيه، ويستعصي عليَّ شعرٌ أتطلع إليه، وكنت من حين لآخر ألتقط بعض القصائد، حتى اجتمعت لي هذه المجموعة".

وقد قال في قصيدة بعنوان "شكوى من الشعر":

 

يَا منْبتَ الشِّعْرِ مَا  لِلشِّعْرِ  يَجْفُونِي        أَسْعَى   إِلَيْهِ   وَلَكِنْ   لاَ    يُوَاتِينِي
كَمْ  لَيْلَةٍ  بِتُّ   فِيهَا   حَائِرًا   قَلِقًا        أَسْتَمْطِرُ   الشِّعْرَ   أَبْيَاتًا   فَيَعْصِينِي
عَامَانِ يَا نَجْدُ قَدْ مَرَّا وَقَدْ صَمَتَتْ        أَوْتَارُ عُودِيَ  عَنْ  عَزْفٍ  وَتَلْحِينِ
عَجِبْتُ يَا صَاحِ مِنْ شِعْرٍ يُطَاوِعُنِي        يَوْمَ الرَّخَاءِ  وَحِينَ  البَأْسِ  يَعْصِينِي
 

وفي هذه الفترة التي توقف فيها، اتجه للكتابة النثرية والأدبية، التي تجلت في عدد من الأعمال القصصية، بداية من رسالته التي بعنوان "خصائص القصة الإسلامية"، ثم "صور ومواقف من حياة الصالحين"، و"صور ومواقف من حياة الصالحات"، و"من قصص النبي"، و"شخصيات قرآنية".

أما بالنسبة لشعره، فقد انبثق شعره من واقع الحياة التي يعيشها، حيث أحس بنكبة أمته، ودافع عن قضاياها، وحمل آمالها وآلامها.

وقد طرق في شعره معظمَ أغراض الشعر، ونظمه في مجالات متعددة، نظمه في الدعوة إلى الإسلام، وفي قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي نكبة بيت المقدس وفلسطين، وفي الجهاد والاستشهاد، والرثاء والوصف، حيث ينبض بروح إسلامية في جميع أشعاره.

نكبة فلسطين:
كان لفلسطين - وطن الشاعر - نصيبٌ كبير من شعره، وكان لضياع بيت المقدس، وضياع ما تبقى من فلسطين - الكثيرُ من شعره، حيث قد واكب أحداث القضية حدثًا حدثًا، وعاش معها بأفكاره وأحاسيسه، وكان لتلك الأحداث والنكبات أثرٌ واضح في حياته الشعرية، فنجد شاعرنا يستحث شعبنا المكبل؛ ليفك قيوده، ويحرِّر إرادته من عوامل الخوف والذل3، فيقول في قصيدة بعنوان "أيها الشعب":
 

أَيُّهَا الشَّعْبُ كَيْفَ تَرْضَى  بِذُلٍّ        كَيْفَ تَرْضَى بِأَنْ  تُذَلَّ  وَتُرْغَمْ
أَيُّهَا الشَّعْبُ أَيْنَ رُوحُكَ ضَلَّتْ        أَيْنَ تَاهَتْ  وَأَيْنَ  نَارُكَ  تُضْرَمْ
أَيُّهَا الشَّعْبُ هَلْ مُرَادُكَ  عَيْشٌ        فِيهِ  تَحْيَا  كَمَا   البَهَائِمُ   تَنْعَمْ
 

فنجد الشاعر يكرر عبارة "أيها الشعب" في بداية كل بيت، وفي ذلك خطاب وسؤال للشعب؛ كي يستوعب الخطاب، ولا يرضى بالذل والهوان، ثم يضرب لشعبه مثالاً لنضال شعب الجزائر، الذي حصل على حريته واستقلاله بالدم والنار، فيقول:
 

فِتْيَةُ  الحَقِّ  فِي  الجَزَائِرِ   ثَارُوا        قَدَّمُوا النَّفْسَ فِي المَعَارِكِ وَالدَّمْ
لَمْ يَهَابُوا بَأْسَ  العَدُوِّ  وَسَارُوا        فِي دُرُوبٍ لِلنَّصْرِ وَالبَغْيُ يُهْزَمْ
 

وفي عام 1971م يحث الشعب على الثورة ضد المحتل الصهيوني، وذلك بقصيدة عنوانها "ثورة ودعاء"، حيث يقول:
 

عَصَفَتْ ثَوْرَةُ  الشَّبَابِ  بِقَلْبِي        وَاحْتَوَانِي    تَمَرُّدٌ     وَجُنُونُ
أَغْلَقَ  العَقْلُ   نَاظِرَيْهِ   وَوَلَّى        وَتَجَلَّتْ مِنْ غَوْرِ نَفْسِي عُيُونُ
أَرَفَعُ  الكَفَّ  ضَارِعًا   بِدُعَاءٍ        وَأَنَا فِي  الصِّرَاعِ  شِلْوٌ  مَهِينُ
 

حيث يشير في قصيدته بالعزم والثبات، والوقوف ضد العدو الغاشم، كما أن الدعاء له مكانته في الإسلام، والله لا يخيب مَن دعاه، ثم نرى شاعرنا يوعد نفسه بالأمل الكاذب، وذلك ما نراه في قصيدة بهذا العنوان، حيث يقول:
 

وَتَمُرُّ   الأَيَّامُ   يَوْمًا    فَيَوْمًا        وَتَزِيدُ الأَحْلاَمُ حُلْمًا فَحُلْمَا
وَتَتِيهُ الأَفْكَارُ فِي لُجَجِ الغَيْ        بِ وَنَشْقَى بِالأُمْنِيَّاتِ وَنَظْمَا
وَإِذَا   بِالقُبُورِ   تَفْغَرُ    فَاهًا        وَتُهَالُ الأَحْلاَمُ فِيهَا  وَتُرْمَى
 

لكنه يؤكد بأن عودة فلسطين لا تتم إلا بتربية الرجال على منهج الإسلام، عندئذٍ سيحررون البلاد، ويرفعون فوقها رايات الفخار:
 

وَإِذَا  اتَّخَذْنَا  دِينَنَا  مِنْهَاجَنَا        فِيهِ   نُرَبِّي   صَفْوَةً    أَبْرَارَا
يَشْرُونَ دُنْيَاهُمْ  بِأَكْرَمِ  مِيتَةٍ        حَتَّى يَنَالُوا  الخُلْدَ  وَالأَنْهَارَا
وَإِذًا تَعُودُ الدَّارُ أَكْرَمَ عَوْدَةٍ        وَنَعُودُ نَرْفَعُ فِي الدِّيَارِ الغَارَا
 

ثم يؤكد بأن إحقاق الحق من قوة، فلو توفرت هذه القوة لدعاة الإسلام اليوم، لساروا بالأمة نحو المجد والعلياء، ولكن يحول دون تحقيق هذا الأملِ العزيز عصابةٌ ضالة، تحكمت بمصير البلاد والعباد، تضحي في سبيل الحُكم بكل شيء، حيث يقول في قصيدة بعنوان "ماذا أقول؟":
 

مَاذَا   أَقُولُ   وَمَنْ   سَيَفْقَهُ    قَوْلَتِي        وَإِذَا صَرَخْتُ فَمَنْ سَيْسَمَعُ صَرْخَتِي
أَسَفِي  عَلَى   صَفٍّ   تَمَزَّقَ   شَمْلُهُ        وَغَدَا      مِثَالاً      قَاتِلاً      لِلفُرْقَةِ
لَوْ  أَنَّ   لِي   مِنْ   قُوَّةٍ   فِي   أُمَّتِي        لَجَعَلْتُهَا     تَسْعَى     لِنَيْلِ     القِمَّةِ
لَجَعَلْتُهَا  نُورًا   يُضِيءُ   عَلَى   المَلاَ        تَبْدُو    لِعَيْنِ     النَّاظِرِينَ     كَشُعْلَةِ
لَكِنَّهَا         مَنْكُوبَةٌ          بِعِصَابَةٍ        هُمْ   أُسُّ   كُلِّ   تَهَدُّمٍ    أَوْ    نَكْبَةِ
 

ونرى في جميع دواوينه بأنها لا تخلو من الشعر اتجاه النكبة التي حلَّت بالمسلمين، وبالعرب خاصة، كما عانى من الاضطهادات التي حلت بإخواننا في لبنان، حيث يقول في قصيدة بعنوان "لبنان والغزو المزمن":
 

حَفِظَ الأَطْفَالُ مَطَالِعَ نَشْرَاتِ الأَخْبَارْ
مَا زَالَ العُدْوَانُ الوَحْشِيُّ  عَلَى  لُبْنَانْ
يُلْقِي فِي كُلِّ  صَبَاحٍ  آلاَفَ  الأَطْنَانْ
مِنْ      حِقْدٍ      هَمْجِيٍّ       أَسْوَدْ
صَيْدَا  تَتَلَقَّى  القَصْفَ  صَبَاحَ   مَسَاءْ
بَرًّا              بَحْرًا               جَوًّا
بَيْرُوتُ     تَعِيشُ     ظِلاَلَ     الحَرْبْ
لاَ يَغْفُو فِي لُبْنَانَ سِوَى أَجْفَانِ  المَوْتَى

الشعر الإسلامي:
نرى في شعر الدكتور مأمون التوجهَ الإسلامي، الذي يظهر بارزًا وغالبًا في شعره، وذلك بعد الشعر الذي قاله في النكبة التي حلَّت بشعبه، حيث نرى مؤلفاته وآثاره الأدبية، داخلة في نطاق ديني، وذلك ما أفاد به في مقدمة ديوانه "رسالة إلى الشهداء"، حيث يقول: "الشعر عندي رسالة، وليس زخرف قول، أو زينة كلام".

ومن ذلك قصيدته التي بعنوان "تسبيحات":

 

سُبْحَانَكَ رَبِّي أَنْتَ جَعَلْتَ اللَّيْلَ لِبَاسَا
وَجَعَلْتَ     نَهَارَ      النَّاسِ      مَعَاشَا
سُبْحَانَكَ رَبِّي كَمْ فِي اللَّيْلِ مِنَ الآيَاتْ
يَتَجَلَّى  فِي   ظُلُمَاتِ   اللَّيْلِ   جَلاَلُكْ
يَتَجَلَّى فِي أَنْوَارِ  نُجُومِ  اللَّيْلِ  جَمَالُكْ
سُبْحَانَك
حِينَ             يَلُوحُ              هِلاَلْ

وكذلك ما نراه في قصيدته التي بعنوان "القراءة في كتاب النعم":
 

نَقِّلِ الطَّرْفَ فِي الكَوْنِ وَاقْرَأْ كِتَابَ النِّعِمِ
وَاذْكُرِ  اللَّهَ  فِي  كُلِّ  طَرْفَةِ  عَيْنٍ  وَقُلْ:
لَكَ   الحَمْدُ   يَا   رَبِّ   بِالنِّعَمِ   السَّابِقَهْ
لَكَ  الحَمْدُ   يَا   رَبِّ   بِالنِّعَمِ   الظَّاهِرَهْ
لَكَ   الحَمْدُ   يَا   رَبِّ   بِالنِّعَمِ    البَاطِنَهْ

 والقصائد فـي الاتجاه الإسلامـي كثيرة كمـا أشرنا، وذلك مثل قصيدته "مناجاة"، و"رسالة إلى إنسان العصر"، و"قراءة في كأس ماء"، وغيرها كثير.

الرثاء:
ومن الأغراض التي تعرَّض لها شاعرُنا: الرثاءُ، وقد اشتمل هذا الغرض على رثاء الأمة العربية والإسلامية، وعلى وطنه فلسطين، ورثاء أفراد وأشخاص، ومن ذلك رثاؤه لأمته، حيث يقول في قصيدة بعنوان "مشاهد من عالم الفناء":
 

لاَ تَرْثُوا مَنْ مَاتَ شَهِيدًا
وَارْثُوا مَنْ يَحْيَا فِي الذِّلَّهْ
أَشْبَاحٌ   تُخْلَقُ   أَشْبَاحًا
وَدُمُوعٌ فِي  عَيْنَيْ  طِفْلَهْ

وقال كذلك في قصيدته التي بعنوان "الموت بلا ثمن"، حيث يرثي حال الأمة، وما تعودت عليه من المصائب، وكثرة القتلى في إخوانهم:
 

وَتَمُوتُ  فِي  الطُّرُقَاتِ  قَتْلاَنَا   تَمُوتُ   بِلاَ   بُكَاءِ
وَتَمُوجُ أَجْنِحَةُ  الأَسَى  وَتَغُوصُ  فِي  بَحْرِ  الدِّمَاءِ
وَاللَّيْلُ يَنْشُرُ فَوْقَ أَشْلاَءِ الضَّحَايَا بَعْضَ أَسْتَارِ الحَيَاءِ

ومن المراثي الشخصية مرثيةٌ في الشهيد عبدالعزيز البدري، والتي بعنوان "صيحة الحق"، حيث يقول:
 

عَلِمَ     اللَّهُ     وَالبَرِيَّةُ     تَعْلَمْ
لَيْسَ سِرًّا أَمْرِي فَيُطْوَى  وَيُكْتَمْ
قَالَتِ النَّفْسُ صَهْ فَقُلْتُ  كَفَانِي
كُلُّ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ قَالَ تَكَلَّمْ
هَذِهِ  دَرْبُنَا   وَكَمْ   سَارَ   فِيهَا
مِنْ شَهِيدٍ  كَانَ  الذَّكِيَّ  المُلْهَمْ

الشعر الاجتماعي:
يُعَدُّ الشعر الاجتماعي من الأغراض التي طرق إليها مأمون جرار؛ وذلك لما تشتمل عليه من مناسبات عامة، ومواقف تأمليَّة، ومواقف خاصة، ومن ذلك سنتعرض لذِكر نماذجَ منها، على سبيل المثال قصيدته التي بعنوان "رؤيا"، وذلك الموقف الذي حدث مع عبدالله الطنطاوي، حيث يقول:
 

قَدْ    طَالَ    مَا    بَيْنِي    وَبَيْنَكَ
قُلْتُهَا
فَاسَتَلَّ    مِنْ     أَعْمَاقِهِ     نَفَسًا
وَأَوْجَسَ بُرْهَةً  مَتَجَهِّمًا  وَتَبَسَّمَا:
إِنِّي رَأَيْتُكَ فِي المَنَامِ  وَلَمْ  أُحَدِّثْ
بِالَّذِي           قَدْ            كَانَ
قُلْتُ         مُتَمِّمًا:          خَيْرًا
فَقَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ المُعَلاَّ نَاعِيًا لَك

    

ومن المناسبات قصيدة بعنوان "تحية لندوة العلماء - والعلوم" بلكنو/ الهند عام 1981م، وألقيت في الندوة العالمية الأولى للأدب الإسلامي، التي عقدت بالهند سنة 1981م، وشارك فيها شاعرنا، حيث يقول:
 

حَيَّاكُمُ  اللَّهُ  مِنْ  قَوْمٍ   وَإِخْوَانِ
غَمَرْتُمُونَا    بِتَكْرِيمٍ     وَإِحْسَانِ
فَلاَ اللِّسَانُ  غَرِيبٌ  فِي  دِيَارِكُمُ
وَلاَ  الوُجُوهُ   فَفِيهَا   نُورُ   إِيمَانِ
وَلَوْ أَبُو الطَّيْبِ الكِنْدِيُّ حَلَّ بِكُمْ
لَمَا شَكَا غُرْبَةً فِي  شِعْبِ  بَوَّانِ

ومطلع هذه القصيدة مطلع موفق، مناسب لما يشعر به الشاعر من ألفة في مجتمع غير عربي، كان يتوقع أن يكون فيه غريب اللسان، فإذا به يجد نفسه بين قوم يحرصون على العربية حرْصَه عليها وأكثر، ويسجل الشاعر إعجابه بدار العلوم في نشر العلوم الإسلامية، ويرى أن هذا السبيل جدير بأن يقف في وجه مدارس التبشير وجامعاته، إذ يقول:
 

لِمِثْلِ هَذَا الَّذِي فِي الهِنْدِ نَشْهَدُهُ
لِيَعْمَلَ النَّاسُ فِي مِصْرٍ  وَسُودَانِ
فَفِي   مُؤَسَّسَةٍ   لِلعِلْمِ    نُنْشِئُهَا
بَعْثٌ   لِدِينٍ   وَتَثْبِيتٌ   لأَرْكَانِ

ولشاعرنا قصائدُ فيها وقفات تأمل، وذلك مثل قصيدة بعنوان "وقفة على الآثار"، وقصيدة "الجمال في الكون"، وقصيدة بعنوان "خمسون"، يرصد فيها شاعرنا ما حل به بعد خمسين عامًا من العمر، وكذلك قصيدته التي بعنوان "وقفة مع البحر"، حيث حاول أن يعيد فيها الاتصال بين الإنسان والطبيعة.

الغزل:
ومن خلال قراءتي لشعر الدكتور مأمون جرار في جميع دواوينه، رأيته خاليًا من غرض الغزل، وشد انتباهي مقولتُه في مقدمة ديوانه "رسالة إلى الشهداء"، حيث يقول: "الشعر عندي رسالة"، فشككت في عدم قوله لشعر الغزل، وقمت بالاتصال به وسؤاله عن ذلك، وأجابني بأن له كمًّا من القصائد غير القليلة في الغزل، وأشار بأنها كانت في زمن الخطوبة، وقد نُشر منها جزء في مجلة الأديب اللبنانية عام 1967م، وسيقوم بنشر جميع قصائده غير المنشورة - بإذن الله - عن قريب.

وطلبت من الدكتور مأمون بعضًا من قصائد الغزل، فقام بتزويدي بثلاثة نصوص غزلية، تناولت من خلالها هذا الجانب، حيث يقول في قصيدة بعنوان "لن أرضى بديلاً":

 

بَحَثْتُ عَنِ الهَوَى عُمُرًا  طَوِيَلا
فَأَعْيَانِي      فَآثَرْتُ      المَقِيلا
طَوَيْتُ شِرَاعَ أَحْلاَمِي وَعَادَتْ
بِيَ الأَوْهَامُ  تَسْلُكُ  لِي  سَبِيلا
وَأَلْقَانِي  عَلَى  الشُّطْآنِ   مَوْجٌ
وَحِيدًا  لاَ  أَرَى  قُرْبِي   خَلِيلا
وَلَكِنْ جَاءَ مِنْ  خَلْفِ  اللَّيَالِي
ضِيَاءٌ  شَقَّ  لِي   أَمَلاً   جَمِيلا
وَقَالَ   تَعَالَ    فَالدُّنْيَا    بِخَيْرٍ
لأَمْسَحَ عَنْ  مَلاَمِحِكَ  الذُّبُولا
تَعَالَ أُذِيبُ مِنْ  شَفَتَيَّ  سِحْرًا
يُفِيضُ عَلَيْكَ مِنْ  حُبِّي  سُيُولا
تَعَالَ   إِلَى   دِيَارٍ   لَيْسَ   فِيهَا
سِوَى   نُورٍ   تَلَذُّ   بِهِ   طَوِيلا
وَلَمْ أَرَ مِثْلَ خَوْلَةَ طُولَ عُمْرِي
وَلاَ   بَيْنَ   النِّسَاءِ   لَهَا   مَثِيلا
تَقَرُّ  العَيْنُ   إِنْ   نَظَرَتْ   إِلَيْهَا
وَتَسْرَحُ   فِي   مَغَانِيهَا   طَوِيلا
جَعَلْتُ  لَهَا   فُؤَادِي   مُسْتَقَرًّا
وَلَنْ  أَرْضَى  بِهَا   أَبَدًا   بَدِيلا

ويلحظ القارئ بهذه الأبيات أن عنوان النص كان مدخلاً لرؤية الشاعر، وفي الوقت نفسه كان قفله لنهاية قصيدته التي تُمثل رؤيته الشعرية، فالشاعر هنا صادق في عاطفته، حيث يتحدث عن حبيبته خولة بعاطفة صادقة وجياشة، وقد يحل هذا الصدق من خلال سهولة الألفاظ والتراكيب، التي تنبض بحياة يملؤها الحب والإخلاص، فالشاعر كما بدأ وكما أنهى، لن يرضى عن خولة بديلاً.

ولخصوصية هذه الأبيات بفترة حب الشاعر الأول، وهي فترة الخطوبة، لم أسمح لنفسي أن أعلق كثيرًا على هذه الأبيات.

وأما قصيدته التي بعنوان "إشراق"، فيقول:

 

أَشْرَقَ الحُبُّ فِي عُيُونِ  حَبِيبِي
وَأَطَلَّتْ    مَوَاسِمُ     الأَفْرَاحِ
وَتَنَادَتْ  بَلاَبِلُ  الرَّوْضِ   تَتْلُو
سُوَرَ الحُبِّ فَوْقَ زَهْرِ الأَقَاحِي
يَا حَبِيبِي أُحِبُّ  وَجْهًا  تَجَلَّى
بِعُيُونٍ  كَانَتْ  شِفَاءَ  جِرَاحِي
كُلَّمَا  قُلْتُ  آهِ   قَالَ   حَبِيبِي
إِنْ  لِلآهِ  فِي   فُؤَادِيَ   رَجْعَا
أَنْتَ  مِنِّي  قَلْبِي  وَقُرَّةُ   عَيْنِي
لاَ أَرَاكَ الإِلَهُ  فِي  العَيْنِ  دَمْعَا
كُنْ  قَرِيبًا  مِنِّي  وَلاَ  تَنْأَ  عَنِّي
إِنَّ  لِلبُعْدِ  فِي  فُؤَادِيَ  صَدْعَا

 فالشاعر يشير إلى إشراق الحب وظهور صورته في عيون محبوبته، كما تبدو هذه الصورة بمواسم الأفراح، حيث يكون في أكبر غاية من الحب، ويؤكد الشاعر بأن عيون محبوبته هي شفاء جراحه، الذي يُعَبِّر عنه بالآهات.

كما نرى الشاعر ينزل محبوبته بأقرب شيء منه، وهو قلبه الذي استقر بين أضلعه، وقرة عينه التي تضيء له ويبصر بها، ويشير إلى محاولة قرب حبيبته، وأنه لم يستطع تحمل البعد عنها.

رأيه في الشعر والأدب:
ينطلق رأي شاعرِنا في الأدب والشعر من منظور إسلامي، فالشعر عند شاعرنا رسالة يريد إيصالها للمتلقين، حيث يقول: "والذي أومن به، وأدعو إليه: هو أن العبرة ليست في الشكل أو الوعاء؛ بل في المحتوى، فكم من الشعر كتب على النمط الخليلي، من حقِّ شاعره أن تصفعَه، ومن حق ذلك الشعر أن تحرقه"[1]  .

وقد اتفق في ذلك مع الدكتور محمد المجالي، حيث قال في إحدى المحاضرات الدراسية بأن الشعر هو الصورة، ولا يعني في ذلك إهمال الإيقاع والوزن والقافية[2]  .

وقد أشار حسني أدهم جرار بأن الدكتور مأمون، يرى أن الشعر العربي الأصيل هو الشعر العمودي المنظوم، أما الشعر الحر فهو لون مستحدث من ألوان الشعر العربي، يناسب إيقاع العصر الحديث وطبيعته، ويرى أن أحد اللونين لا ينفي الآخر، وإن كان يعتقد أن البقاء للشعر العمودي الموزون المقفى الذي عرفه العرب قديمًا، ويبقى الحكم على الشعر للقراء أو النقاد، الذين ينظرون إليه من زوايا متعددة ومختلفة[3]  .

ولكني ألحظ على الدكتور مأمون من خلال قراءتي لدواوينه الثلاثة الأخيرة، زيادة الشعر الحر على الشعر العمودي، بقدر خمس قصائد، ومن ذلك نستنتج عدم تطبيق الدكتور مأمون لرأيه الذي اعتقده اتجاه الشعر؛ لأن الإنتاج العملي التطبيقي يفرض إرادته على المقولة.

وقد قرأت للدكتور محمد بن سعد الدبل، ما يطابق هذه المقولة، وكان لا ينظم في الشعر الحر؛ لإصراره على رأيه، وقناعته به، مع عدم اعتراضه على الشعر الحر، ولكن يرى ذلك تعبيرًا عن مزاجه الشخصي.

آراء الأدباء والنقاد في شعره:
تعرض شعر الدكتور مأمون لدراسة عدد من الأدباء والنقاد، سنذكر مقتطفات منها، ولعل الدكتور حسني أدهم جرار من أحد الأدباء الذين تناولوا دراسة عن الشاعر بشكل عام، حيث يقول: "الدكتور مأمون شاعر موهوب، قال الشعر منذ صباه، شعره فيه متعة، وفيه جمال، امتاز بالرقة والصفاء، وجاء صادق الإحساس والتصوير"[4]  .

وللكاتبة الأردنية رفيقة العجلوني، التي كتبت مقالاً إثر صدور ديوان الشاعر "مشاهد من عالم القهر" عام 1983م، ونشرته في جريدة (الرأي)، حيث تقول: "يعتبر مأمون فريز جرار من الأصوات الشعرية الملتزمة، التي تسخر البيان للإيمان، وتنتقي التعبير سلاحًا في المعركة".

أما الأديب حكمت صالح، فقد أشار في كتابه "نحو آفاق شعر إسلامي معاصر" إلى مجموعة من الشعراء، ذوي الإبداع الفني في الشعر الإسلامي المعاصر، وذكر منهم مأمون فريز جرار.

أما الدكتور أحمد بسام ساعي، فقد تحدث في كتابه "الواقعية الإسلامية في الأدب والنقد"، عن الشعراء الإسلاميين، الذين حاولوا تطوير البناء العروضي في القصيدة التي أخذت الشكل الجديد، وذكر مجموعة شعراء، من بينهم مأمون جرار، ثم وقف على تحليل قصيدته التي بعنوان "على باب غرناطة".

أما أحمد الجدع، فقد قدم قراءة لدواوين مأمون فريز: "القدس تصرخ"، و"مشاهد من عالم القهر"، و" قصائد للفجر الآتي"، وعلق على ديوان "قصائد للفجر الآتي"، وذلك بقوله:"كنا نتوقع أن تفيض قصائد الديوان بالبشر والأمل، وأن تسودها روح التفاؤل، إلا أننا وجدنا عند مطالعتنا لها أنها مظللة بغيوم من الحزن والأسى، أشاعه فيها كثرةُ حديث الشاعر عن الموت والآخرة، وتعدُّدُ إشاراته إليها صراحة أو بين السطور، ولا أحد يستطيع أن يلوم الشاعر على حزنه، فالأحداث التي ألمَّت بالأمة، وتلم بها في كل لحظة لا تترك لمن يحمل بين جنبيه قلبًا يخفق بالحب لأمته، وبالإخلاص لها - من فرصةٍ للبسمة، فضلاً عن الضحكة، ولكنا ونحن نطالع قصائد قال عنها الشاعر بأنها تبشر بفجر آتٍ قريب، كنا نتوقع أن تحمل أبياتُها للقارئ نغمةَ التفاؤل، وصرخة العنفوان التي تبعث الهمم، وتحيي القلوب.

بعض قصائد الديوان تطالعك نغمة الحزن في عناوينها، مثال ذلك قصائد: "حزن وخيبة"، "انتكاسة قلب"، "كل شيء لانتهاء"، "خوف"، "الأمنية الضائعة"، "موت بلا ثمن"، "الشاعر وطائر الأحزان"، "ضياع شعب".

وفي بعض قصائد الديوان يختلط الحزن بالتفاؤل، حتى في عناوين القصائد، فهناك قصائد تحمل هذه العناوين: "ليل وأمنيات"، "خوف ورجاء"، "دواء ورجاء"، "هموم وبشائر".

وقد نشر الدكتور محمد عطوات مقالاً بعنوان "الاتجاه الإسلامي في الشعر الفلسطيني المعاصر"، وذكر بأن مأمون فريز من أبرز شعراء الاتجاه الإسلامي في فلسطين.

كما قد قدم محسن عبود قراءة في ديوان "رسالة إلى الشهداء"، نشرها في جريدة اللواء، حيث تحدث فيها عن قصائد المجموعة، وذكر أنها أدت رسالتها الإسلامية والإنسانية، كما أدت رسالتها الفنية، ثم ذكر بأن المجموعة: ما اشتملت عليه من مقاطعَ عاديةٍ مباشرة - اقتضتها دواعي الرسالة - فإنها اشتملت كذلك على نصوص رائعة، عكست قدرة الدكتور جرار الشعرية.

ومن خلال قراءتي لشعر الدكتور مأمون ألحظ سهولته ورقته، واشتماله على المحسنات البديعية، كما أن الصورة لها دور بارز في شعره.

وأود أن أعلق على مقولة للدكتور في مقدمة ديوانه "رسالة إلى الشهداء"، حيث يقول: "وأنا من بعد لا أدعي أنني شاعر محترف، فليس الشعر عنوان شخصي، ولا الأبرز في إنتاجي، وإن كان من الأصدقاء والمعارف من يسلكني في الشعراء".

وألحظ تعقيب على هذه المقولة قلة الإنتاج الشعري عند شاعرنا، بعكس الآثار الأدبية الأخرى من قصص، ومؤلفات عربية نثرية، وربما ذلك أصبح سببًا في عدم كثرة إنتاجه، كما أن توقُّفه عن قول الشعر أدى خللاً في إنتاجه الشعري، كما أن الاتجاه الإسلامي له دور في حصر نطاق الشاعر، وعدم الإثراء عليه من المعجم الشعري.

آثاره الأدبية:
1- القدس تصرخ: (ديوان شعر)، دار البيان، الكويت 1969.
2- قصائد للفجر الآتي: (ديوان شعر)، مكتبة الأقصى، عمان1981م.
3- مشاهد من عالم القهر: (ديوان شعر)، دار البشير، عمان، 1983م.
4- رسالة إلى الشهداء: (ديوان شعر)، دار الإعلام، عمان، 2003م.
5- أصداء الغزو المغولي في الشعر العربي: مكتبة الأقصى، عمان، 1983م.
6- الغزو المغولي أحداث وأشعار، دار البشير، عمان، 1984م.
7- الاتجاه الإسلامي في الشعر الفلسطيني الحديث: دار البشير، عمان، 1984م.
8- خصائص القصة الإسلامية: دار المنارة، جدة، 1988م.
9- شخصيات قرآنية: دار البشير، عمان، 1992م.
10- من قصص النبي - صلى الله عليه وسلم -: دار البشير، عمان، 1992م.
11- نظرات إسلامية في الأدب والحياة: المكتب الإسلامي، بيروت، 1993م.
12- صور ومواقف من حياة الصالحين: (عشرة أجزاء)، دار البشير، عمان، 1997م.
13- صور ومواقف من حياة الصالحات: (جزآن)، دار البشير، عمان، 1997م.
14- فنون النثر العربي القديم: جامعة القدس المفتوحة، عمان.
15- معجم ابن بطوطة في رحلته: دار المأمون، عمان، 2005م.
16- محجبات ولكن: دار المأمون، عمان، 2006م.
17- اللغة العربية - للطالب الجامعي: (مشترك)، عمان، 1997م. 
ــــــــــــــــــــ
[1]    "قصائد للفجر الآتي"، ص6. 
[2]    محاضرة على طلاب ماجستير في جامعة مؤتة، يوم الأربعاء 4/ 7/ 2007م - 19/ 6/ 1428هـ، الساعة الرابعة عصرًا. 
[3]    "أدباء من جبل النار"، مرجع سابق، ص325. 
[4]     "أدباء من جبل النار"، مرجع سابق، ص311.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فهرس المجلات والدوريات (القسم الرابع)
  • فهرس المجلات والدوريات (القسم الخامس)
  • الأدب الإسلامي والنقد الصامت!
  • غايات الأدب الإسلامي (موضوعٌ تفاعليّ)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الخليفة المأمون أديبا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (السيرة الحلبية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تراجم: المأمون – عبدالحميد الكاتب – عبدالله بن معاوية – طارق بن زياد – الأحنف بن قيس - عمرو بن العاص(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مختارات نثرية للخليفة المأمون (ت 218هـ)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بين الأمين والمأمون وسقوط بغداد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القول المأمون في حكم أكل الحلزون (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (ج1) ( السيرة الحلبية )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نقود ولاة مصر أثناء الصراع بين الأمين والمأمون(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
3- كل التقدير للدكتور مامون
صانور الشيخ زياد غربية - tفلسطين 04-04-2009 12:34 PM

السلام عليكم ورحمة الله
اعلام من بلادنا لكننا لا نعرفهم وشعراء لا نعرفهم ومنهم الدكتور مامون فريز جرار ابن الداعية والشيخ المرحوم فريز جرار فالله اسال ان يبارك في الجميع

2- شكرا
ابن الاسلام - مصر 23-01-2009 12:43 PM
ابيات جميلة ومعبرة وفقكم الله
1- الاختصار المفيد
سليم السلمي - السعودية 04-01-2009 03:00 PM
رمزت عن هذا كله بالاختصار المفيد الذي حققه الأستاذ حمد الخنفري عن هذه الدراسة الموضوعية التي اتسمت بالوضوع الشارق، الذى بدأ فيه بالحديث عن السيرته الأدبية، ومن ثم تحدث عن النكبة التي أصابت فلسطين من قبل العدوان الصهيوني، ومن ثم تطرق للموضوعات الشعرية عند مأمون فريز جرار ، ومن ثم انتقل للحديث عن الاتجاه الإسلامي الذي حقق فيه كل الإبداع وهو الموضوع الذي كان الهدف من دراسته، ومن ثم انتهى إلى الحديث عن رأي الأدباء في شعر هذا الشاعر الكبير المسمى بــــ(مأمون فريز جرار).
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب