• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع / خطب منبرية مفرغة
علامة باركود

حرص الأعداء على إضلال المسلمين وقول الله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}

الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/1/2016 ميلادي - 20/4/1437 هجري

الزيارات: 18037

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حرص الأعداء على إضلال المسلمين

وقول الله تعالى

﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فيا أيها الإخوة المؤمنون، إن نعمة الإيمان والهداية للإسلام نعمة عظمى ومنحة كبرى من ربنا جل وعلا، وهي توجب على العبد أن يحمد الله عليها بالثبات والاستقامة عليها، ومن شُكْر الله جل وعلا في هذه النعمة العظيمة أن يُحاذر المؤمن من الزيغ والانحراف عنها، وبخاصة أن الله جل وعلا قد أخبر في كتابه الكريم أن أهل الضلال والزيغ والطغيان، يبذلون جهدهم ويسعون مساعيهم؛ لأجل حرف الناس وإضلالهم عن الايمان بالله جل وعلا.

 

فهم يمكرون الليل والنهار؛ لأجل صد الناس عن هذا الدين العظيم وعن توحيد رب العالمين، والله جل وعلا قد أوضح في كتابه العزيز في مواضع عديدة أن هذا المسعى وهذا المقصد السيئ الخبيث يسعى إليه أعداء المسلمين، ويبذلون فيه جهدهم، وإن الله جل وعلا من عظيم بيانه ووعظه لعباده، أنه بيَّن تلك المحاورة التي تكون بين أهل الإيمان وبين أعدائهم يوم القيامة، وكيف أن أهل الزيغ والضلال والطغيان كانوا يقولون: إنهم بذلوا جهدهم في الدنيا للإضلال؛ لإضلال فئة من المسلمين، وأنهم لم يستطيعوا، فلم يروهم معهم في نار الجحيم؛ ﴿ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴾ [ص: 62، 63].

 

كما أخبر الله جل وعلا عن جانب من هذه النهايات التي يكون فيها الحوار أيضًا بين الذين بذلوا جهدهم لإضلال الخلق في الدنيا بينهم وبين الذين اتبعوهم وأطاعوهم، ولذلك حينما يتلاعنون في نار الجحيم، ويلقي كل منهم اللوم على الآخر، إذا بهم يقولون: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ ﴾ [سبأ: 33].

 

وأخبر الله جل وعلا أيضًا عن مقولة قائد كل ضلال وشر في هذه الحياة الدنيا، وهو الشيطان عدونا وعدو أبينا آدم عليه السلام: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾ [إبراهيم: 22].

 

ولذا كان المتعيَّن على كل مؤمن أن يكون هدفه الأعظم في هذه الحياة الدنيا أن يهيئ نفسه للخروج منها حين يخرج بموته وهو ثابت على الإيمان، وهو مقبل على ربه الرحمن بأنواع الطاعات والبعد عن العصيان؛ قال الله جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

أيها الإخوة المؤمنون، ومما وعظ الله به عباده أيضًا لأجل أن يثبتوا على دينهم، وأن يستقيموا على إسلامهم، ما أخبر به جل وعلا في قوله سبحانه: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].

 

فهذا خبر من الله أن المشركين وأهل الضلال والزيغ والعدوان، لا يزال هذا منهجهم: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ ﴾ [البقرة: 217]، وتأمَّلوا هذا التأكيد الرباني: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ ﴾ [البقرة: 217]، فهم مستمرون على هذا المنهج الذي ابتدأه الأوائل الذين أرادوا الشرك في الأرض، وكرره أولئك أيضًا من مشركي مكة الذين حاربوا نبينا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، ومَن آمَن به، حاربوهم وبذلوا في ذلك جهدهم، حتى وصل الأمر إلى القتال، وهذا ما شوهِد من قبلُ وتكرَّر عبر عصور التاريخ: أن أهل الضلال والإشراك يبذلون غاية جهدهم في أن يصرفوا الناس عن دين الله جل وعلا: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾ [البقرة: 217]، ما هدفهم؟ ﴿ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ ﴾ [البقرة: 217]، حتى يردوهم عن الإسلام، وهذا ما بذل - كما تعلمونه في أحوال السيرة النبوية الشريفة - في صرف المسلمين الأوائل عن هذا الدين العظيم، وتكررت فصول ذلك عبر أحداث مأساوية تخلى فيها المشركون عن كل معاني الإنسانية، ونكَّلوا بالمسلمين، ومارسوا معهم أنواع التعذيب؛ لأجل صرف الناس عن هذا الدين العظيم، وهذا ما أخبر به عليه الصلاة والسلام؛ كما ثبت في صحيح البخاري حين جاء بعض الصحابة يشكون له ما يجدونه من أذى المشركين إبان إقامتهم بمكة قبل الهجرة، جاؤوا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو متوسد بُردًا له في ظل الكعبة، وشكوا ما يجدون، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لقد كان الرجل فيمن كان قبلكم يُؤتى به، فيجعل المنشار على مفرق رأسه، فيجز نصفين، لا يرده ذلك عن دينه، فوالله ليُتمنَّ الله هذا الأمر حتى تمشي الظعينة من مكة إلى بُصرى))، أو كما قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تخشى إلا الله والذئب على غنمها، ولكنكم قوم تستعجلون)).

 

وهذه الطَّمْأَنة من نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم لأهل الإيمان، بأن هذا الدين ظاهر وقائم وباق إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، والشرف كل الشرف لمن اتصل له سبب بثباته هو على دينه، وأعظم من ذلك أن يثبت هو وأن يثبِّت الناس على هذا الدين؛ بنشره والدعوة إليه، وبيان مكر الماكرين، وكيد الكائدين؛ حتى لا يغتر أهل الإسلام، ولذا قال ربنا سبحانه فيما يوضح هذه البشارة النبوية التي انطلق منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، فهذا الدين ظاهر، وهذا الدين باق، ولن يزال ظاهرًا باقيًا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن أهل الإشراك يبذلون جهدهم لأجل أن يختطفوا من يستطيعون اختطافه وإضلاله؛ حتى يكون معهم على مِلَّتهم الرعناء، والله سبحانه في هذه الآية من سورة البقرة قال: ﴿ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، فهم لن يستطيعوا أن يضلوا ويردوا أهل الإسلام قاطبة عن دين الله، لكنهم ربما نالوا ما نالوا منهم ولو كثرت أعدادهم، لكن لن يستطيعوا أن يطبقوا في خططهم على إضلال الجميع، ولكن يضلون من شاء الله ممن لم يثبتوا على دينهم، ولم يرفعوا به رأسًا، ﴿ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، ولذلك تتنوع المكائد ويتلون الخداع والمكر؛ كما قال الله جل وعلا: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120]، فهم لن يظهروا رضاهم، بل إنهم سيظهرون كيدهم ومكرهم أو يخفوه، لأجل الوصول إلى هذه الغاية التي يريدون من خلالها إضلال من استطاعوا من الناس، فالبشرى ولله الحمد والمنة بأنهم لن يستطيعوا: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، ولكنهم لن يستطيعوا أن يشملوا الجميع، وإن كثر عدد من يضلونهم.

 

وهذا يوجب على المؤمن أن يكون محافظًا على هذه النعمة العظمى، وبخاصة أن الكيد الذي يكيده المشركون والمكر الذي يروِّج له الزائغون، مكر كُبَّار، مكر عظيم، تُبدَّل فيه الحقائق، وتُروَّج فيه الأباطيل بأساليب متعددة تحت مُسميات الحرية والحضارة والثقافة، وغير ذلك، ولذا قال الله جل وعلا: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46].

 

وبعد أيها الإخوة المؤمنون، فإن المتعين على كل مسلم عرف هذا الدين واطمأنَّ به قلبه - أن ينشرح به صدره، وأن يبذل الأسباب في الثبات عليه، وألا ينخدع بما يروِّج له أهل الضلال والباطل في كيدهم ومكرهم، وتشويههم لهذه المِلة السمحاء والشريعة العظمى شريعة الإسلام، هذا الترويج الذي ربما اغتر به مَن اغتر، يوجب على المؤمن أن يفزع إلى ربه بأن يُثبته على دينه؛ فقد أخبر الله عن عباده العلماء الراسخين أن من دعائهم سؤال الله جل وعلا أن يثبتهم على الدين، وألا يزيغ قلوبهم، فكان من دعائهم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

 

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعدُ:

أيها الإخوة المؤمنون، إن المكائد والمكر الذي يراد بأهل الإسلام في صرفهم عن دينهم، والإخلال بمعايشهم أن يزهدوا الناس في هذا الدين وسماحته وكماله وعظمته، وأن يروجوا ضده الأباطيل، وأن يسعوا إلى تشويه أحكامه، وما فيه من أنظمة تَضبط معايش الناس، وتحفظ لهم حقوقهم، ومن كمالات هذه الشريعة أن جاءت بالحدود التي تَمنع أن يطغى أحد على أحد، أو أن يبغي أحد على أحد، ولذلك جاءت هذه الحدود متوجهة في القضايا الكبرى التي إذا اختلت لم يبق للناس طعم عيش كريم لهم في هذه الدنيا، هذا الحدود جاءت محددة في وصف العقوبات والجرائم التي يستحق أهلها أن يعاقبوا بعقوبة محددة؛ سواء كانت قتلًا أو نفيًا من الأرض، أو قطعًا لبعض أعضائهم، أو غير ذلك، والله جل وعلا قد قال في كتابه الكريم: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 179]، وقال جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].

 

فهذه الثلة من الناس التي تريد أن تجرم في الأرض، وأن تمنع الناس من العيش الكريم الذي أراده الله لهم - هذه عقوبتهم، وهكذا مَن أخلَّ بالكليات الكبرى التي تتابعت الشرائع السماوية جميعًا على تأكيدها؛ حفظ الأنفس والأرواح، وحفظ العقل، وحفظ العِرض والنَّسَب، وحفظ المال، كل ذلك مما احتاطت له الشرائع جميعًا، وبخاصة هذه الشريعة الخاتمة شريعة الإسلام، فنجد في حفظ الأنساب والنسل وعدم الإخلال به، ما جاء من قول الله جل وعلا: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2]، وهكذا في شأن السطو على الأموال وسرقتها بعد تحريزها، أخبر الله جل وعلا أن مَن انتهك هذه الحرمة، فحقه أن تُقطع يده؛ حتى ينكفَّ هذا الشر، وهكذا في أمور أخرى جاءت الشريعة أيضًا بحفظها، ومن جملة ذلك حفظ سمعة المسلم، وألا يتطاول عليه متطاول بأن يصفه أو يطلق عليه وصفًا يقذفه به، ولذا شُرِع حد القذف.

 

وهكذا في العقوبات المحددة أو التعزيرية التي يُراد منها حفظ المجتمع، لكن الذين أرادوا السوء والباطل، يصفون هذه الأحكام الشرعية بأوصاف نابعة من عقولهم الماكرة، وأفهامهم الناقصة، فتجد في الغالب أن الذين يعارضون هذه الأحكام الشرعية، إنما يصطفون في جانب المجرم الباغي المعتدي، ويتناسون ما للضحية من حق، وحسبنا مع كل ذلك أن الله جل وعلا يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 179]، فتأملوا كيف أن الحياة إنما تنبع من ضبط الحقوق ومنع البغي والاعتداء، وذلك بإجراء القصاص في شأن الأرواح، فالقاتل الباغي المعتدي يُقتل لا يدافع عنه، هكذا جاءت هذه الشريعة؛ حتى تحفظ للناس معايشهم، ويبعدوا عن ظلم بعضهم بعضًا، وألا يطغى أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد.

 

ولهذا إنما يتهم الأحكام والحدود الشرعية ويتنقصها مَن كان في قلبه مرض، ولم تقنع نفسه، ولم يبلغ الإيمان مبلغه من روحه في رضاه بما جاء به كتاب الله جل وعلا، وسُنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك فإن من علائم أهل الزيغ والضلال، أنهم يمجدون الأحكام الوضعية، ويتنقصون الأحكام الشرعية، فهذا من علائم الزيغ، وإلا فحق المؤمن أن يكون كما قال الله جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ [النور: 51]، وأن يكون حالهم كما قال الله جل وعلا: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36].

 

ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله نبينا محمد، فقد أمرنا ربنا بذلك، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم اجعل بلدنا آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم وفِّق ولاة أمورنا لما فيه الخير والهدى.

اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين.

اللهم ثبِّت أقدام إخواننا المرابطين على الحدود والثغور.

اللهم احفظهم بحفظك، اللهم سدِّد آراءهم ورمْيَهم يا رب العالمين.

اللهم ابسط الأمن على بلاد المسلمين في كل مكان.

اللهم فرِّج همومهم، ونفِّس كروبهم.

اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوءًا، فاشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا سميع الدعاء.

اللهم فرِّج هموم إخواننا المبتلين في فلسطين وسوريا، وفي ليبيا وفي العراق، وفي غيرها من البلاد يا رب العالمين.

اللهم عجِّل لهم بالفرج، اللهم من كاد للمسلمين، فكِدْ له.

اللهم من أراد بالمسلمين ضرًّا، فأنزل به المثلات، واجعله عِبرة للعالمين يا قوي يا عزيز.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربَّوْنا صغارًا.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

سبحان ربنا ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا

مختارات من الشبكة

  • حرص الأعداء على إضلال المسلمين وقول الله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • بريطانيا: الحرص على عدم تنحية المسلمين من الحياة الاجتماعية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حديث: زادك الله حرصا ولا تعد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحرص على طلب العلم النافع والفقه في الدين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة: الحرص على مصروف الأولاد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الحرص على قراءة القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القنديل التاسع: الحرص على أداء الزكاة الواجبة(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • القنديل السابع: في الحرص على ترك مفطرات الصيام المعنوية(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • القنديل السادس: البرنامج اليومي لشهر رمضان (5) في الحرص على كثرة قراءة القرآن(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • القنديل الخامس: البرنامج اليومي لشهر رمضان (4) في الحرص على الذكر(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب