شيوخ الإمام الزركشي

شيوخ الإمام الزركشي

تتلمذ الإمام الزركشي على جملة من شيوخ عصره الأكابر، ولقد كان لهذا التتلمذ الأثر الواضح على نبوغ الإمام الزركشي، ومن أبرز من تتلمذ الإمام الزركشي عليهم:

أولاً: الإمام الفقيه الأصولي جمال الدين الإسنوي[1]، عبد الرحيم بن الحسن بن على بن عمر بن على بن إبراهيم الأموي الإسنوي، نزيل القاهرة، الشيخ جمال الدين أبو محمد، له تصانيف مفيدة منها "المهمات" و"التنقيح فيما يرد على التصحيح" و"التمهيد في تخريج الفروع على الأصول" و"الهداية إلى أوهام الكفاية" و"البدور الطوالع في الفروق والجوامع"، توفي في ليلة الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة 772هـ، وله سبع وستون سنة ونصف سنة رحمه الله تعالى، قال الحافظ بن حجر: "رأيت بخط الشيخ بدر الدين الزركشي: كانت جنازته مشهودة تنطق له بالولاية"[2]، وقد تخرج الإمام الزركشي عليه في الفقه والأصول.

ثانيًا: الإمام العلامة شهاب الدين الأذرعي[3]، أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الغني بن محمد بن أحمد ابن سالم بن داود بن يوسف بن خالد الشيخ شهاب الدين الأذرعي أبو العباس ولد بأذرعات الشام سنة 708هـ، وسمع من الحجار والمزي وحضر عند الذهبي وتفقه على ابن النقيب، كان سريع الكتابة منطرح النفس كثير الجود صادق اللهجة شديد الخوف من الله، قال الحافظ بن حجر: "رحل إليه من فضلاء المصريين الشيخ بدر الدين الزركشي فقرأت بخطه رحلت إليه سنة 763هـ، فأنزلني داره وأكرمني وحباني وأنساني الأهل والأوطان"، مات في خامس عشر جمادى الآخرة سنة 783هـ[4].

ثالثًا: الإمام الحافظ سراج الدين البلقيني[5]، عمر بن رسلان بن نصير بن صالح السراج البلقيني شيخ الإسلام بن شهاب الدين بن عبد الخالق بن عبد الحق الكناني البلقيني نزيل القاهرة، وحفظ القرآن وله سبع سنين ببلده، وأفتى ودرَّس وهو شاب، وناظر الأكابر وظهرت فضائله وبهرت فوائده وطار في الآفاق صيته، كان معظمًا عند الأكابر عظيم السمعة عند العوام، إذا ذكر البلقيني خضعت الرقاب حتى كان الشيخ جمال الدين الإسنوي يتوقى الإفتاء مهابة له لكثرة ما كان ينقب عليه في ذلك، وكان عظيم المروءة جميل المودة كثير الاحتمال مهيبا مع كثرة المباسطة لأصحابه والشفقة عليهم والتنويه بذكرهم، مات في عاشر ذي القعدة سنة 805هـ وكثر أسف الناس عليه رحمه الله تعالى[6].

رابعًا: الحافظ المؤرخ المفسر أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي ثم الدمشقي[7]، الشيخ عماد الدين، اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله فجمع التفسير وشرع في كتاب كبير في الأحكام -لم يكمل- وجمع التاريخ الذي سمّاه "البداية والنهاية" وعمل "طبقات الشافعية"، كان كثير الاستحضار حسن المفاكهة سارت تصانيفه في البلاد في حياته وانتفع بها الناس بعد وفاته، كان من محدثي الفقهاء، قال الذهبي في المعجم المختص: "الإمام المفتي المحدث البارع، فقيه متفنن، محدث متقن مفسر نقَّال، وله تصانيف مفيدة، مات في شعبان سنة 774هـ، وكان قد أضر في أواخر عمره، سمع منه الإمام الزركشي الحديث أثناء رحلته إلى دمشق[8].

خامسًا: الحافظ مُغَلْطاي[9]، بن قَليج بن عبد الله البَكجَري الحنفي الحَكري أبو عبدالله الحافظ علاء الدين صاحب التصانيف، بلغت مصنفاته المائة أو يزيد من تصانيفه "شرح البخاري" و"شرح قطعة من أبي داود" و"قطعة من ابن ماجة" و"ذيل المؤتلف والمختلف" و"الزهر الباسم في السيرة النبوية"، تخرج الإمام الزركشي به في الحديث، وكان ساكنًا جامد الحركة كثير المطالعة والكتابة والدأب وعنده كتب كثيرة جدا مات سنة 762هـ[10].

سادسًا: الإمام الجمال ابن هشام عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام جمال الدين أبو محمد النحوي الفاضل المشهور ولد في ذي القعدة سنة 708هـ، أثنى عليه العلماء فقال عنه ابن حجر: "وقد تصدر الشيخ جمال الدين لنفع الطالبين، وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة والتحقيق البالغ والاطلاع المفرط والاقتدار على التصرف في الكلام والملكة التي كان يتمكن بها من التعبير عن مقصوده بما يريد مسهبًا وموجزًا مع التواضع والبر والشفقة ودماثة الخلق ورقة القلب، مات في ليلة الجمعة خامس ذي القعدة سنة 761 هـ"[11]، أخذ عليه الإمام الزركشي في علوم اللغة ورثاه بشعر بعد وفاته.

سابعًا: ابن الحنبلي الشافعي، أحمد بن محمد بن جمعة بن أبي بكر بن إسماعيل بن حسن الأنصاري الحلبي شهاب الدين أبو العباس، عرف بابن الحنبلي الشافعي، ولد في شهر ربيع الآخر سنة 648هـ، ورحل في طلب الحديث وبرع حتى صار إمامًا عالمًا مع الزهد والورع، مات في سادس عشر ذي الحجة سنة 774هـ[12].

ثامنًا: ابن أُمَيْلَة صلاح الدين أبو حفص عمر بن حسن بن مزيد المراغي، ثم الحلبي ثم الدمشقي ثم المزي المشهور بابن أميلة، مسند عصره، حدث بالكثير، وكثر الانتفاع به، حدث نحوًا من خمسين سنة، مات سنة 778ﻫ[13]. سمع منه الإمام الزركشي الحديث أثناء رحلته إلى دمشق.

تاسعًا: الصلاح بن أبي عمر محمد بن إبراهيم بن قدامة بن مقدام المقدسي أبو عبد الله الحنبلي، المشهور بابن الفرائضي، مسند الدنيا في عصره، وكان دينًا، صالحًا، حسن الإسماع، وأسمع الحديث أكثر من خمسين سنة، مات سنة 780ﻫ[14].

عاشرًا: الإمام شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن سليمان بن أبي الحسن بن سليمان بن ريان الطائي الحلبي الشهير بالشرف ابن ريان، المتوفى سنة 770هـ، سمع منه الأدب والشعر أثناء رحلته إلى حلب[15].

حادي عشر: الإمام صلاح الدين أبو الصفا خليل بن أيبك بن عبد الله الصَّفَدِي، الإمام العالم الأديب، قرأ الحديث، وجمع وصنف، وله تواليف وكتب، سمع منه في الأدب والشعر أثناء رحلته إلى دمشق[16].

ثاني عشر: الإمام بهاء الدين أبو البقاء محمد بن عبد البر بن يحي بن علي بن يوسف بن موسى بن تمام السبكي المتوفى سنة 777هـ، مهر في العربية، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والكلام، ودرس وأفتى، وولي القضاء[17]، قرأ عليه الإمام الزركشي في الفقه والأصول.

ثالث عشر: الإمام بدر الدين أبو محمد الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بنحبيب بن شويخ بن عمر الدمشقي الحلبي الشهير بالحسن بن حبيب، المتوفى سنة 779هـ[18]، سمع منه الحديث أثناء رحلته إلى حلب.

رابع عشر: الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب بن عمر بن شويخ بن عمر بدر الدين أبو محمد الدمشقي، كان فاضلاً، كيسًا، صحيح النقل، أديبًا مؤرخًا، توفي سنة 779هـ[19].