ترجمة الأئمة البزي وقنبل والشافعي

ترجمة الأئمة البزي وقنبل والشافعي

أحمد البزي الراوي عن ابن كثير

هو أحمد بن محمد بن عبدالله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، وقال الأهوازي أبو بزة الذي ينسب إليه البزي اسمه بشار الفارسي من أهل همذان (أسلم) على يد السائب بن أبي السائب المخزومي والبزة الشدة ومعنى أبو بزة أبو شدة، قلت: المعروف عندهم لغة أن البزة بزة بزة إذا أسلبه مرة، ويقال إن نافعاً هو أبو بزه الإمام أبو الحسن البزي المكي مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام ولد سنة سبعين ومائة أستاذ محقق ضابط متقن قرأ على أبيه وعبد الله بن زياد وعكرمة بن سليمان ووهب بن واضح، قرأ عليه إسحاق بن محمد الخزاعي والحسن بن الحباب وأحمد ابن فرح وأبو عبد الرحمن عبد الله بن علي وأبو جعفر محمد بن عبد الله اللهبيان، وأبو العباس أحمد بن محمد اللهيبي في قول الأهوازي والرهاوي وأبو ربيعة محمد بن إسحاق ومحمد بن هارون وموسى بن هارون ومضر بن محمد الضبي وأبو حامد أحمد ابن محمد بن موسى الخزاعي والعباس بن أحمد البرتي وأبو علي الحداد وأبو معمر الجهبجي ومحمد بن علي الخطيب،،روى عنه القراءة قنبل، وحدث عنه أبو بكر أحمد بن عميد بن أبي عاصم النبيل ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن علي ابن زيد الصانع وأحمد بن محمد بن مقاتل وقد سماه أبو عمر في الروضة محمد بن عبد الله فأسقط اسمه وأثبت اسم أبيه ولعله من النساخ أو سهو قلم منه والله أعلم.

وروى حديث التكبير مرفوعاً من آخر والضحى وقد أخرجه الحاكم أبو عبد الله في حديثه المستدرك عن أبي يحيى محمد بن عبد الله بن محمد المقرئ الإمام بمكة حدثنا محمد بن علي بن زيد الصانع حدثنا النثري، فقال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت إلى والضحى قال لي: كبر عند خاتمة كل سورة فإنى قرأت على ابن كثير فلما بلغت والضحى قال: كبر حتى تختم. وأخبره بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبر ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك وأخبره أبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك، قال الحاكم هذا صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم.

توفي البزي سنة خمسين ومائتين عن ثمانين سنة والله أعلم.

•  •  •

ترجمة الإمام قنبل الراوي عن ابن كثير

هو محمد بن عبدالرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد بن جرجة أبو عمر المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل شيخ القراء بالحجاز ولد سنة خمس وتسعين ومائة، وأخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن محمد بن عوف النبال وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة وروى القراءة عن البزي وروى عنه عرضاً أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو أجل أصحابه ومحمد بن عبدالعزيز بن عبدالله بن الصباح وإسحاق بن أحمد الخزاعي سمع منه الحروف ومحمد بن حمدون والعباس بن الفضل صهر الأمير وأحمد بن محمد ابن هارون بن بقرة وأحمد بن موسى بن مجاهد ومحمد بن أحمد بن شنبوذ ومحمد بن موسى الزينبي وعبدالله بن أحمد البلخي وأحمد بن الصقر بن نوبان وأحمد بن محمد اليقطيني وعلي بن الحسين بن الرقي وأبرهم بن عبد الرزاق الأنطاكي سمع منه الحروف ولم يعرض عليه، ومحمد بن عيش الجصاص وعبدالله عمر بن شوذب، وأبو بكر محمد بن حامد القطار وعبدالله بن ثوبان، وجعفر بن محمد السرنديبي وعبدالله بن حمدون كذا سماه الهندلي ولعله محمد وعبدالله بن جبير فيما ذكره الهندلي وهو في أقرائه ومحمد بن عمرو بن عوف ونظيف بن عبد الله الكسروي في قول جماعة وقيل بل قرأ علي اليقطيني عنه واختلف في سبب تلقبه قنبلا فقيل اسمه وقيل إنه في بيت بمكة يقال لهم القنابلة وقيل لاستعماله دواء يقال له قنبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تخفيفاً وقد انتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز ورحل الناس إليه من الأقطار. قال أبو عبد الله القصاع: (وكان على الشرطة بمكة) (يعني حكمدار مكة) لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم وقال الذهبي إن ذلك كان في وسط عمره فحدث سيرته ثم إنه طعن في السن وشاخ وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين. قلت: وقيل بعشر سنين ومات سنة إحدى وتسعين ومائتين عن ست وتسعين سنة. والله أعلم.

•  •  •

ترجمة الإمام ذي العلم النفيس محمد بن إدريس الشافعي

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن نافع السائب بن عبيد بن عبيد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الإمام المعلم أبو عبد الله الشافعي رضي الله عنه أحد أئمة الإسلام - أخذ القراءة عرضاً عن إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المكي روى القراءة عنه محمد بن عبد الله بن الحكم وقرأت بروايته القرآن من كتاب المستنير وحدثني بها منه ومن كتاب الكامل غير واحد قرأت بها القرآن كله على الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بمصر وغيره قال: قرأت بها على الإمام محمد بن أحمد بن عبد الخالق بمصر قال: قرأت بها على الشيخ إبراهيم بن أحمد بمصر قال: قرأت بها على الإمام أبي اليمن بن الحسن الكندي قال: قرأت بها على الإمام محمد سبط الخياط قال: قرأت بها على الإمام ابن طاهر بن سوارح وأخبرني بها الإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن خضر الصالحي ظاهر دمشق بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة الصالح بسفح قيسون قراءة عليه عن أبي طالب عبد اللطيف بن محمد القبيطي والأنجب بن أبي السعادات الحمامي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي سماعا قال: أخبرنا بن سوار قال أخبرني بها أبو الفرج الحسيني بن علي الطناجيري قال: حدثنا أبو حفص عمري شاهين الواعظ وأبو بكر أحمد بن الحسن بن شاذان البزاز واللفظ له قالا: حدثنا أحمد بن مسعود والزبيري بمصر حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قرأت بها على الشيخ إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم الجذامي عن أبي حفص عمر بن غدير عن أبي الميمني الكندي قال: قرأت بها على أبي محمد سبط الخياط قال: قرأت بها أيضاً على أبي العز محمد بن الحسين الواسطي قال: قرأت بها على أبي القاسم الهذلي قال: قرأت بها على أبي محمد عبد الله بن محمد الجلبابي بتنيس قال: قرأت على عبد الباقي بن عين الغزال، وقرأت على محمد بن أحمد بن حمدان وقرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.

قال الهذلي: وأخبرنا القهنذري عن أبي الحسين عبد الله بن عدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: قرأت على محمد بن عبد الله بن الحكم المصري قال: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي بسنده إلى بن كثير المكي.

وروى الخطيب البغدادي بسنده عن بن عبد الحكم المذكور قال: لما حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شظية فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في سائر البلدان.

قلت: ولد سنة خمسين ومائة بغزة وقيل بعسقلان ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين وتوفي بمصر سنة أربع ومائتين وذلك في ليلة الجمعة بعد المغرب آخر ليلة في رجب ودفن يوم الجمعة بعد العصر وقبره بقرافة مصر مشهور والدعاء عنده مستجاب ولما زرته قلت:

زُرْتُ الإمامَ الشافعي إنَّ ذلكَ نَافِعي لأنالَ منه شفاعةً أكرِمْ به منْ شافعِ

المصدر: مجلة كنوز الفرقان؛ العدد: (السابع)؛ السنة: (الثالثة)