• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / ملفات تراجم خاصة / شيخ القراء بكري الطرابيشي
علامة باركود

من مجالس شيخ القراء بكري الطرابيشي رحمه الله بمدينة الرياض

محمد زياد التكلة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/4/2012 ميلادي - 12/5/1433 هجري

الزيارات: 14641

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.


أما بعد:

كنتُ وعدتُ في ترجمتي المطولة لشيخنا رحمه الله (نُشرت في موقع الألوكة، وعنها مواقع متعددة) أن أنشر تفريغ بعض اللقاءات التي تشرفتُ فيها بمقابلته، وهي بحمد الله كثيرة، في دمشق والرياض ودُبَيّ، وانتقيتُ منها ستة مجالس في الرياض[1] سنح لي الوقت أن أفرّغها -وإلا فعندي سواها لمّا أجد لها الوقت-، وفيها فوائد تاريخية وعلمية واجتماعية كثيرة، يحرص على مثلها الباحث الجاد، وكانت من أهم مصادري وأعلاها في ترجمتي للشيخ رحمه الله، لأنها من فيه مباشرة، ومن أميز ما فيها قصصه عن مشايخه وشيوخهم، والتصريح ببعض آرائه وأفكاره.

 

وحرصتُ على دقة اللفظ قدر الإمكان، ولذلك سيلحظ القارئ التبسط، ووجود تعبيرات عامية أحيانًا، لكنها واضحة مفهومة فيما أرجو، وأستغفر الله من أي زلل أو تقصير، وأسأله أن يعظم الأجر والمثوبة لشيخنا، وأن يبارك في ذريته وطلبته، آمين.

 

1) منها مجلس ليلة الخميس 18 صفر 1425 دعاه الشيخ عبد العزيز بن قاسم، حضرها من المشايخ: محمد بن لطفي الصباغ، وعادل بن سالم الكلباني، وغيرهما.


تكلم فيه شيخنا بإسهاب عن مشروعه في تطوير منطقة الجمرات معماريًّا، والاستدلال له.

 

وتكلم عن حجته الأولى سنة 1942م وأنه جاء فيها عدد من أهل العلم، مثل المشايخ: إبراهيم الغلايني، وعبد الوهاب دبس وزيت، وحسن حبنكة، وذكر أن العدد كان 150 ألف حاج وقتها، والحرم صغير، ما يزال على البناء التركي، وليس إلا المطاف مبلط بالرخام بضعة أمتار، والباقي حصًى، وكانت السيارات قليلة جدًّا، ثم جاء موكب ولي العهد الأمير سعود معه سيارات كثيرة، وكان أبوه الملك عبد العزيز سبقه، ونحن سلّمنا على الملك من الحجاج الشوام، وجلست قريبًا منه، وجاء جماعة يسلمون عليه.. ووصف حالهم، وما حصل من تدافع في الجمرات، ووقوع والده الذي لطف الله به.

وكان المسعى ضيقا رغم قلة العدد.

 

قال: ثم حججنا نحو سنة 1960 أو 1962م لا أذكر متى بالضبط، فكرنا بعدها نحو سنة 1965بقضية تطوير محل رمي الجمرات، كانوا أصلحوا المسعى، وجدنا أن العدد صار نحو مليون ونصف أو مليونين، وما صار هناك ضيق، وللآن ما سمعنا أن أحدًا أوذي في السعي من الزحام.

 

وأنا طلعت لأوربا وأمريكا مرات كثيرة، فالذي رأيناه من تطورات عمرانية يجعل تيسير أمور الحج ليس معجزة! فمثلا مطار روما يستقبل يوميا نحو مليون شخص، يسيرون بشكل طبيعي جدا، ومثله أرض ديزني، ومطار شيكاغو، فعملنا فكرة تطوير الجمرات، ولما رأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى راكبا، وأن المقصد الشرعي الرمي في هذا المكان في هذا الوقت، ففكرنا بجعل طوابق تفي بالأمر، ولعلنا أول من فكرنا بهذا، أنا وولديّ عبد المجيد وربيح، وتقدمنا بالمشروع، ثم جاءتني بعد سنوات رسالة من السفارة السعودية لرؤية الجسر الجديد في منى، وأكرمونا، لكن لما رأيته احتددت! وقلت: أعوذ بالله! هذا خطأ، وفيه ضرر كبير! فقال لي المهندس: كيف تقول هذا والعالم الإسلامي كله أثنى على الأمر! فقلت: هذا سيحصل منه حوادث للتدافع لأنكم حشرتم الناس بين جدران، ولن تستفيدوا كثيرًا، وليس هكذا تستوعب الأعداد الضخمة هندسيًّا. وشرحتُ له الأمر، وحصلت مشادة، وزعل مني رئيس المشروع، وأنهى لي زيارتي، وصُرف لي 30 ألف ريال، والمبلغ آنذاك يشتري بيتًا في الشام! لكني رددتُ المبلغ، ورجعتُ على حسابي.

وفعلا صار كل مدة يحصل تدافع وقتلى.

 

ومما قال استطرادًا: نحن أُمرنا في شرعنا أن نبني المساجد دون أن نحمّر أو نصفّر، ولكن بما يفي بحاجتنا وهي الصلاة، ولو أردنا مجاراة الآخرين في هذا المجال لا يمكن أن نصل لهم، زرت كنيسة في ألمانيا من أيام الحروب الصليبية، والرخام الذي فيها لا أقول إنهم عملوه بالإزميل بل ربما بالإبر! كأنه حرير من لمعانه! والمَدخل وكلُّه شيءٌ مدهش جدًّا، وهكذا كنيسة روما فيها بذخ فظيع!

 

وقال: يقرأ عليّ عدد محدود، ولم أفتح الباب على مصراعيه، وأما الذين يأخذون الإجازة فكثير، ممن يقرؤون قراءة بسيطة، فإن كانت جيدة أجيز لهم أسوة بأهل الحديث.

 

وقال: أنا قريني الشيخ عبد العزيز عيون السود، ويقول أهل الفن إن أعلى أهل السند الآن هو العبد الفقير.

 

والشيخ محمود فايز الديرعطاني شيخي وقريني، وأعطاه الله بصيرة أقوى من البصر، كان ضريرا. والتفت إلى الشيخ الصباغ وقال: كان يحضر معنا عند الشيخ صالح العقاد في النورية.

 

والشيخ عز الدين العرقسوسي قرأت عليه القرآن وحفظته عليه، كان قرأ على الشيخ القطب، وهو على الحلواني الكبير.

 

والوالد رحمه الله أخذني عند الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، وكان أبقاني في الفاتحة أسبوعا، وفي سورة الناس أسبوعا.

 

قال الشيخ الصباغ: الشيخ علي الطنطاوي قال: إن الشيخ عبد الوهاب أبقاه في (أعوذ بالله من الشيطان الرحيم) شهرا!

قال الشيخ بكري: أخذتُ عنه المبادئ وأصلحت قراءتي، ثم تركته، فأخذني الوالد عند الشيخ العرقسوسي، وكان أخذ على والدي، فاستقبلني برحابة، وأعطاني من اهتمامه رحمه الله، وأقرأ عليه الربع، ويمشّيني حتى إن كان عندي تتعتع، ثم قرأت على الشيخ عبد القادر الصباغ الإمام في الأموي.

 

• ثم تحدث هو والشيخ الصباغ عن العلماء التجار في دمشق، وقال الشيخ بكري: وأنا أيضا تاجر، كنت طالب علم، وأبي رحمه الله كان يتأسف ويتحسر أن العلم أشغله عن حفظ القرآن كاملًا، فرغّبني أن أحفظه، أتممته وأتقنته في الخامسة عشرة، ثم قوّيته جيدًا مع الشيخ عبد القادر الصباغ إلى سن العشرين، في حياة والدي، فقال لي الصباغ: نريد أن نذهب للشيخ سليم الحلواني، ولم تكن عندي فكرة عن القراءات، فصليت الصبح وذهبت له، وقال لي: اقرأ، فقرأت ربع: (أقم الصلاة لدلوك الشمس) في الإسراء قراءة مستوفية، فأعطاني اهتماما لا أستحقه، وقرأت عليه، وكنت آخر من قرأ عليه، توفي بعيد قراءتي، توفي سنة وفاة والدي.

 

وكانت علاقتي به في القراءة فقط.

 

ثم تكلم هو والشيخ الصباغ عن الشيخ عز الدين العرقسوسي أنه كان صيادا.

 

ثم طلب من في المجلس أن يقرأ الفاتحة، فقرأها (ونشرتُ تسجيل القراءة في الشابكة).

 

وسأله الشيخ عادل الكلباني عن قول بعض القراء إن الضاد ظاء، فقال: هذا كلام مردود عليهم، فالضاد هذه أخذوها من الصحف والكتب، ونحن مشيخة القراء في الشام اختلفوا حول الإخفاء الشفوي، فقالوا لهم: ارجعوا فيها للشيخ بكري فهو آخر من قرأ على الحلواني.

 

وكان من زمن الشيخ الكافي، تبنى مسألة الظاء، واصطدم مع صاحبه شيخنا الحلواني، فاشتد عليه، ثم طُوي الأمر في دمشق من وقتها.

 

وقال الشيخ الصباغ مع الشيخ بكري: هذه مسألة الخلاف فيها قديم، ولكن القراء يأخذون بالتلقي كابرًا عن كابر.

 

ومرة كنت عند الشيخ الحلواني، وعنده الغرفة لها شباكان، وجيء له بعباءتين في غلافهما (الكيس)، فقال للشيخ الديرعطاني الضرير: أعطني رأيك بالعباءتين، فالشيخ الديرعطاني فردّهما، فقال عن أحدهما: هذه معتتة، أي أصابها العث، فأنا نظرت فيها فلم أجد شيئا، ثم قمت إلى الشباك وضعتها على ضوء النافذة فوجدت فعلا فيها عث!

 

وقال عن الأخرى: هذه نُسجت القطعة الأخرى بنول غير القطعة الأخرى!

 

ولما حججتُ ورجعت سألني الشيخ الديرعطاني أين ذهبنا هناك، فحدثته، فأخذ بيدي ورسم في الأرض مداخل ومخارج الحرم كأنه مهندس، وهنا الكعبة، وهنا الركن الشامي.. فقلت له: كنا نحن الشوام نجلس عند الركن الشامي الذي نصلي إليه. فقال: لا، نحن نصلي لجهة الميزاب! واختلفنا، فقلت له: إذا كان الحق عليّ فلك مني دعوة عَشاء! من طرف واحد، فرجعنا حكّمنا بهذا الموضوع أحد العلماء الأحناف الذين يكثرون الحج، فقال: إن الحق معي! فقلت: له: شفت يا سيدي؟ فقال: أنت وإياه كلاكما غلطان! فحكّمنا الشيخ صالح العقاد -عنده رحمه الله دقة في علمه وورعه ما له مثيل- فقال: الحق مع الشيخ الديرعطاني!

 

ومرة أذكره بعد صلاة العشاء جاء رجل يعرفني وقال: ممكن تشرب عندنا الشاي؟ فقلت: إذا أذن الشيخ، وكنا عند الشيخ الحلواني، والشيخ الديرعطاني في جامع التوبة، فقال: لا مانع. فذهبتُ مع الشيخ محمود فايز، دخلنا غرفة، ومنذ دخلنا إلى أن جلسنا أكثر من 10 خطوات، ثم رأيت الشيخ محمود فايز التفت وكبّر للصلاة، فقلت له بعدها: سيدي هل دخلت المكان من قبل؟ فقال: لا. قلت: هل سألتَ أحدًا عن اتجاه القبلة؟ فقال: لا! فقلت: كيف عرفت الاتجاه؟ فأخذ يعدد لي اللفتات التي التفتَها منذ دخل المكان، فعرف القبلة!

 

ومسألة الساعة يشترك بها هو غيره من المبصرين بقلبهم، يقول لك الساعة الآن كذا وكذا دقيقة! أما الشيء الأدق من ذلك: كان عندنا في الشام معتادون على أخذ العملة العصملية (التركية الرشادية أو الحميدية) فكان من يزيد عنده شيء يدخره بالذهب، فأحيانا يضع له حلقة صغيرة، ويجعله زينة لأهله، فإن احتاجه أزال الحلقة عند صائغ يحسن إصلاحها وباعها، كانت تسوى 5 ليرات ونصف، فإذا كانت مصلحة يقال لها مزرّدة تنقص نصف ليرة، نحو العُشر، فمرة كلفني أن أشتري له عدة ليرات ذهب، وأنا تاجر صاحب خبرة، فجئت له بها، فلمس إحداها، وقال: هذه مزردة! قلت له: سيدي ما فيها شيء! قال: لا، هي مزردة. أخذتها إلى سوق البُرصة جانبنا فأكدوا أنها مزردة، وأنا الخبير لم أدركها بعيني!

 

وقال لنا يومها: في 18 ربيع الأول الآتي سأكمل 87 سنة بالهجري، وبخط أبي رحمه الله: ولد لي ولد أسميناه بكري في 18 ربيع أول سنة 1338، وعبد الرحمن الباني أحسبه أكبر مني.

 

وقال: والله يا سيدي الشيخ عبد الرحمن بارك الله فيه؛ كما خسرنا شيخنا في دمشق -والتفت للشيخ محمد بن لطفي الصباغ- خسرنا الشيخ عبد الرحمن، الشيخ عبد الرحمن لو صورناه من قبل خمسين أو ستين سنة وصورناه الآن لا تختلف الصورتان مطلقا! مشيته ووقاره ما اختلف شيء، هو والشيخ محيي الدين الكردي، سبحان من أعطاه!

 

ثم تكلم هو والشيخ الصباغ عن الشيخ خير ياسين الملقب نصف رغيف.

 

ثم قال الشيخ بكري: حضرت للشيخ بدر الدين الحسني أشياء وأنا صغير، توفي وعمري 16 سنة.

 

وأكثر ما استفدت من الشيخ الرنكوسي، أعطاني رعاية كبيرة.

 

وقرأنا حاشية ابن عابدين كاملة على الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، إلا من التكملة، وقرأت أشياء صغيرة على والدي في البيت، كان رحمه الله ورعًا، وهو مع كونه حنفيا متمسكا في الفقه، كان متحررا في جوانب أخرى، وأثر فيه الشيخ بدران، وكان الشيخ القاسمي صاحبه، وكان القاسمي في وقته تهمة! وكان محمد سعيد الباني صاحب الوالد كثيرًا.

 

وأنا حضرتُ جلسة للشيخ محمود العطار، وهو أكثر من لازم الشيخ عبد الحكيم الأفغاني، كنا مصيفين في مضايا سنة 1936م لما توفي الشيخ بدر الدين، فحدثنا حكايات عن الشيخ عبد الحكيم، لعله حدَّثنا هو أو غيره أن الشيخ عبد الحكيم كان يعمل بيده طيّانًا في قرى دمشق، فإذا عُرف انتقل إلى بلدة أخرى. وهذه مشهورة عنه.

 

وأنا سمعت قصة عنه مشهورة بدمشق، كان عندنا المفتي محمود الحمزاوي، مركزه كبير، ونقيب الأشراف، فكانت البيوت آنذاك طينا، فالغالب كل سنة يدخل الطيان ليصلح الأسطح، فكان الشيخ الأفغاني يعمل طيّانًا، فجاء المفتي سؤال من شيخ الإسلام في الأستانة يأخذ رأي المفتين في مسألة، فكان الأفغاني يعمل في بيت المفتي، ورآه مهتما يتفكر، لم يعرف الإجابة، فسأله الأفغاني عما به، فنهره، وقال له بلهجته: (رُوح عَنّا يا)! ثم استدرك على نفسه، ورجع وأخبره بالقصة، وأنه مهتم بسبب السؤال، يخبره فقط اعتذارًا لنَهْرِه له، فأجابه الأفغاني: تجد الجواب في الكتاب الفلاني والمرجع الفلاني! وفعلًا وجد الجواب كما قال! لكنه لم يجد الشيخ الأفغاني لأن عادته أن يهرب إذا عرفه أحد! وهذا مشهور عنه.

 

وهذه قصة سمعتها من الشيخ محمود العطار، ولا نأخذ بها حكمًا: لما توفي الشيخ عبد الحكيم الأفعاني، توفي يوم اثنين، وأخبره الشيخ سعيد المارديني؛ وكان تاجراً، وله تجارة في المدينة، وجاء الروضة الشريفة، يقول: أخذته سنة من النوم، فيقول: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رؤيا، قال له: قم، فقد توفي في الشام رجلٌ دخل الدنيا وخرج منها ولم يتدنس منها بشيء. -وفعلا هذه صفة ملازمة للشيخ عبد الحكيم، ولا نبني حكمًا!- بعد ذلك سأل فعلم أن الشيخ عبد الحكيم توفي يومها.

 

وهو أفغاني عاش في دمشق.

 

والشيخ سعيد المارديني جاء بسبع وعشرين عصملية، عند الشيخ عبد الحكيم في المسجد الأموي، فجاء وقبل يد الشيخ الأفغاني ووضع العصمليات في كفه، فيقول: كأن شيئًا لسعه، ونثر العصملّيات! وهرع الشيخ سعيد يلتقطها من الأرض! فيقول ما يعلم أحدًا كان في عزّة وعفّة مثل الشيخ عبد الحكيم.

 

وقال: الشيخ عبد الغني الدقر صلتنا صلة جوار ومحبة وأخوة، وكنا نخرج سيارين مع بعض، في آخر حياته آخذه معي والشيخ مراد الطباع في السيارة ونطلع إلى الهامة، نشرب الشاي، عدة أيام بعد صلاة العصر، ثم نعود المغرب. وسمعت منه قصته: كان ماشيًا عند جامع السنانية، وصادف وجوده وجود الشيخ بهجة البيطار، فماشاه مسافة بسيطة، يتباحثان، كان رجل من جماعة الشيخ علي الدقر، فذهب له وقال: كان ابنك مع الشيخ بهجة! فكادت أن تكون قطيعة بين الأب وابنه أنه يمشي مع الشيخ بهجة!

 

• هنا عقّب الشيخ الصباغ قائلًا: ذلك لأن بينهما ردودًا، فقد رد عليه على قضية التيجانية، وصارت ضجة وقتها.

 

وتكلم هو والشيخ بكري عن القضية، وقال الشيخ بكري: تعرض الشيخ بهجة لمضايقات، وتقسمت الميدان قسمين، بيت كذا وكذا مع الشيخ بهجة، وآخرون ضده، وكان رحمه الله آية!

 

وتكلم الشيخ الصباغ عن الشيخ وفضائله، ووافقه الشيخ بكري، ثم قال: ونحن تعرَّضنا للأذية أيضا للسلفية، لكن لم أُعرف بالسلفية واتُّهمت بها، وأنا سلفي، ليس بالاصطلاح -يعني المتشدد- والجامع الذي أصلي به وعمرته بمساعدة أهل الخير من أهلي وأصحابي دون معرفة الدولة -لأن الدولة اشترطت عليّ أن لا أجمع التبرعات- كنت إمامًا فيه، وأستعين بشباب في خدمة الجامع وفتحه وغير ذلك، فعندنا مجالس يسمونها مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد الجلسة يقومون يعملون (حَضْرة)، فالحضرة لم أشارك بها في كِبَري، يمكن في صغري شاركت بشيء بسيط! فعُرف عني أني لا أحضر الحضرات، وعندي فكرة أنه ليس في الإسلام عبادة قريبة منها، لا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في قرون الخيرية، فكنت إذا صارت حضرة أقوم، ولا أقدر على الاعتراض عليهم! فيَّ جُبن!

 

فضحك الشيخ الصباغ وقال: هذا الفرق بينك وبين الشيخ ناصر الألباني! هو مستعد يأكل قتل -يعني يُضرب- ليشبع!

 

وضحك الشيخ بكري، وقال: الشيخ ناصر لولا أن سخر الله له الشيخ زهير الشاويش كان عاش عمره كله وهو معادىٰ من الشام كلها! فسخّر الله له الشيخ الشاويش، ولا ننكر أنه هو أيضا استفاد وانتفع من الشيخ ناصر. ولنتكلم بصراحة الآن، كان بالشام شيخنا الشيخ حسن حَبَنَّكَة رحمه الله كان لا يطيق شيئًا اسمه سلفي، والشيخ ناصر لعله ما جمعه به أي مجلس تقريبًا، لا يوجد تواد، والشيخ زهير لازم الشيخ حسن حبنكة طويلًا، فكان بسببه استألفه مع تصوفه، فلا يذكر الشيخ ناصر بشيء، لا أذكر منه ذلك أبدًا.

 

• ثم تكلم الشيخان الصباغ وبكري عن مجاملة العلماء في دمشق للصوفية وقتها، وذكر الأول قصة حضرها بوجود الشيخ فَريز الكيلاني، وكيف سكت بعض العلماء عن تصريحه بوحدة الوجود!

 

وقال الشيخ بكري: مرة كنت بالميدان، وسمعت واحداً من أولئك قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم له ذات وله صفات، فنحن نحبه لذاته ولصفاته، وحب الذات مقدم على حب الصفات! فأنا ماذا سأقول وأحكي! كنا في عزيمة بها مشايخ كبار ساكتون! فقلت: الذي في القرآن: محمد رسول الله، فوردت صفته مع اسمه صلى الله عليه وسلم، وما أحد من العلماء قال إن له ذاتا وصفاتا على تفصيلك من 1400 سنة! وما أحد من المشايخ تكلم!

 

• ثم عاد شيخنا من الاستطراد وقال: فشاهد الكلام في جامع الخير جاء هؤلاء الشباب -الله يرضى عليهم- دون علمي، العادة أني أصلي النافلة في البيت، ثم آتي المسجد على وقت الإقامة، وتقام الصلاة مباشرة وأصلي بهم، وإذا بي دخلت، وجدت الباب مغلقًا، ومعي المفتاح في البيت، فاجتمعت مع أخينا أبي صالح الأكتع وكذا واحد، صلينا جماعة عند باب المسجد، ورجعنا للبيت، وجاء بعدنا (جماعة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والحضرة) فوجدوا الباب مغلقًا. قالوا: من أغلقه؟ فقيل: المفتاح مع الشيخ بكري، أغلقه الشيخ بكري! فكبّروا عليّ الموضوع، وأوردوا الآية: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ [البقرة: 114]، واستعانوا عليّ بالأوقاف، وقالوا: أعطنا حساب الجامع! وكان ابن أختي عبد الرحمن، فقلت لهم: ما دخلكم؟ الجامع بنيتُه على نفقتي.

 

ومن هنا طلع عليّ صيت أني وهابي! ولكن الذي كفانيها بحمد الله أني بعُمري ما توظفت، فما لهم عليّ سلطة.

 

• ثم في آخر الجلسة قرأ عليه الشيخ عادل الكلباني الفاتحة وأول البقرة، وأجاز له الشيخ بعد أن وجّه بعض التوجيهات الدقيقة.

ثم قال بعد أن سمع قراءته: نحن نأخذ عنك! أنا ما عندي شيء إلا أن طال بي الأجل قليلا، إخواني وأقراني رحمهم الله سبقوني إلى رحمة الله، فخلّوا الدرويش هذا! فما صفي في الميدان إلا حميدان! وإلا بكري الطرابيشي مثله مثل غيره!

 

 

2) ومنها مجلس في منزل ابنه الطبيب حمزة ليلة الاثنين 15 صفر 1425 بحضور الشيخ محمد الصباغ، والعم سليمان الحفيان، وابنه الشيخ عمر.


قال الشيخ بكري: الشيخ بهجت البيطار كان مفخرة دمشق، علمًا، وأدبًا، وسلوكًا، ومحبةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بعض أهل الميدان يؤذونه كثيرًا ويتكلمون عليه، وأشهد أنه لم يتكلم فيه من يقاربه فضلًا وعلمًا وأخلاقًا وزهدًا، رحمه الله.

وقال: ما كنت سمعت في السعودية قراءةً جيدة إلا ابن باز في الجامع الكبير، وأبو السمح في مكة.

 

وقال: والشيخ الألباني جلس عشرين أو ثلاثين سنة لا يستفيد منه أحد، كنت أنا من أحسن الناس علاقة معه وأقربهم، ومع ذلك فالعلاقة أحيانًا تقتصر على السلام عليكم[2]! ولما تعرف عليه الشيخ زهير الشاويش استفاد منه وأفاده كثيرًا، وهو الذي نشر علمه في العالم الإسلامي، وعرّف الناس به، وإلا كان المذهبيون في الشام يكرهونه ويبغضونه.

 

قال العم سليمان الحفيان: الشيخ الألباني كان معروفًا بجَلَده ومحفظه للوقت، فإذا جئنا عنده في الظاهرية نزوره يقول لنا: جئ لي بكتاب كذا، وافتح لي كتاب كذا.

 

الشيخ بكري: الحقيقة الشيخ ناصر ما كان من مشايخ دمشق مثله في طلب العلم والجَلَد، بينما هم كانوا يقضون الوقت في النزهات والسيارين والحفلات، أما هو فكان عاكفًا في الظاهرية للبحث والطلب، وحقيقةً استفاد وأفاد، وما كان معهم في شيء من هذا.

 

قال الشيخ بكري: الشيخ المودودي رحمه الله زار دمشق، ونزل في الفندق الذي بجانب شارع رامي.

 

الشيخ الصباغ: أنا زرته فيه.

 

الشيخ بكري: أذكر عن مسألة الوهابية قال لنا المودودي: عندنا في الهند، واحد مجوسي أو هندوسي مرابي، والظاهر اضطر أحد المشايخ هناك أن يستدين منه، ولم يستطع أن يقضيه. فأغلظ عليه المرابي القول، فاتهمه الشيخ أنه وهابي! فأثّر ذلك على عمله، فذاك مجوسي أولا، ومرابي ثانيا، ومع ذلك لم يتأثر مثل لما أُشيع أنه وهابي! سمعتها من الشيخ المودودي والله!

 

وكذلك فارس الخوري كان نصرانيًّا، وقيل إنه أسلم، وكان عنده تسامح مع المسلمين، فأخرجوا عنه إشاعة أنه وهابي! وذلك حتى قبل خبر إسلامه.

 

الشيخ بكري للشيخ الصباغ: رحم الله أباك، كان لي أخ أكبر مني، وكان صالحا، أخذته يد المنية شابا، وأثّر على أبي وأمي تأثيرا كبيرا، أعطاه الله جمال خلق، وكان يشتغل عند عمّي أبي لطفي.

 

الشيخ الصباغ: كنيته أبو محمود، كان رحمه الله يذكره بخير كثير.

 

الشيخ بكري: كان والده تاجرا.

 

الشيخ الصباغ: هذه ميزة قد لا توجد خارج دمشق، كثير من العلماء كانوا من التجار.

 

الشيخ بكري: الشيخ صالح العقاد، ما في أحد يقول إنه درس الفقه الشافعي إذا لم يأخذه عنه، والشيخ عبد الحميد الكيوان، والشيخ منير الكسم، والشيخ عبد القادر الصباغ، والشيخ سعيد المارديني.

 

والشيخ عبد الحكيم الأفغاني كان طيانا، يشتغل أظن يوم الأربعاء، ويقتات للأسبوع، هو شيخ والدي.

 

وقال: كان شيخنا الشيخ محمود فايز الديرعطاني يجتمع مع سيدنا -يعني الشيخ الصباغ- عند الشيخ صالح العقاد، وهو شافعي.

 

الشيخ الصباغ: كنا نحن لما نأتي النورية يكون في الدرس، رحمة الله عليه.

 

الشيخ بكري: وكان يحفظ متونًا كثيرة في كل فن، وبالقراءة ليس له مثيل، لا في مشايخنا، ولا فيمن قرأ علينا، كان ما شاء الله له حافظة قوية، وأداؤه للقرآن يخرج من فمه كالدر المنثور، ثم عنده استحضار لخلافات المشايخ، بل أكثر، وعنده ذكاء هائل.

 

(وذكر قصته معه لما رجع من الحج، ووصف الحرم، والخلاف حول مكان توجه الشوام للقبلة).

 

وقال آخرها: وما صارت العزيمة! والشيخ محمود فايز رحمه الله شيء! كان يستودعني بعض المال، لم أستطع أن أُدخل عليه شيئا من متاع الدنيا، ومرة أرجعت له نقوده بزيادة بسيطة فقال: لا! فقلت له: هذه نقودك! قال: لا! أخذ حصته وترك الباقي.

 

فأنا استفدت منه، وعشت معه، وعاشرته كثيرا، ما استطعت أن أُدخل عليه لا هدية ولا غير هدية، وغير مشايخ ربما يتساهلون في هذا، كان مدهشًا.

 

والشيخ محمد سكر والشيخ أبو الحسن الكردي كلاهما أخذ القراءة على الشيخ محمود فايز، وحضرا عند الشيخ العقاد، وهذان ما شاء الله نفع الله بهما كثيرا، لما توفي الشيخ محمود فايز حملا الأمانة بهمة وإخلاص وقوة.

 

• ولما استأذن الشيخ الصباغ أصر الشيخ بكري على القيام معه توديعه، وقال له: أنا كنت قلت لابني حمزة أننا نزورك لكنك سبقتنا.

 

3) ومنا مجلس في منزل الطبيب حمزة في  19 ربيع الأول 1426 بحضور الشيخين عبد الرحمن الباني، ومحمد بن لطفي الصباغ، والإخوة المشايخ: عمر الحفيان، وعلي حسن المصري، ووئام بدر، وعلي سيف، ومصعب الزغيبي.


في بداية الجلسة كان الشيخان الطرابيشي والصباغ يحاولان في الشيخ الباني أن يخرج في وسائل الإعلام، ويتحدث عن ذكرياته في برنامج صفحات من حياتي، فقال الشيخ الباني: أنا أحب أن أخدم الإسلام وأعمل في الظل.

 

فقال الصباغ: لكن هكذا تبرد سيدي! لازم تذهب تحت الشمس قليلًا.

 

ثم تطرق الشيخ بكري لتلميذه الشيخ وئام بدر، وأوصى به كثيرًا، فقال الشيخ الصباغ: سيدي إذا أنتم راضون عنه فنحن راضون عنه.

 

الشيخ بكري: أسرة الباني عائلة كريمة، عائلة علم، وأسمع عن عم الشيخ عبد الرحمن الشيخ محمد سعيد، يقولون إن له مركزًا.

 

الشيخ الباني: والدي لم يكن من كبار العلماء، ولكن كان عالما خطيبًا في جامع الباشورة، وله مكتبة لا بأس بها، ورثتُ بعضها، واشتريتُ البخاري طبعة استانبول من الوالدة! والعم مشهور أكثر بكثير من أبي.

 

الشيخ الطرابيشي: وكان لعمك صحبة مع أبي الشيخ عبد المجيد.

 

والمسلمون الآن مشارب مختلفة ومتباعدة، فبيت الباني نموذج مصغر، ثلاثة شباب مشاربهم مختلفة، وأستاذنا عبد الرحمن أحسبه على الصواب.

 

والأخ الشيخ بشير بيني وبينه سلام واحترام متبادل، وأسمع منه ما لا يصح! زرتُ مرة أحمد كفتارو، فكان ينقل عن بشير أنه حج وتأخر، فنقل أن النبي صلى الله عليه وسلم دق على كتفه وقال: ارجع لشيخك!

 

ووضع جماعة كفتارو لا يرتضيه إنسان عامي، مثل قضية الرابطة! فأقول: أسرة الباني نموذج مصغر للعالم الإسلامي.

 

الشيخ الباني: والدي توفيت زوجته أم محمد فتزوج أمي، واستفدت من الشيخ عز الدين الموصلي أخي زوجة أبي في الخط، وكان إمامًا في الشابِكْليّة، ولي أخت اسمها فاطمة، شقيقة محمد، ووالدتي من بيت القاري.

 

الشيخ الطرابيشي: عبد الهادي الباني يختلف عن أخويه، وكان بيني وبينه سلام، ولكن أرى منه شيئا مختلفًا تمامًا، وأحد مرديده زعل منه الشيخ، فكان المريد يجلس عند بابه ساعات ولا يسلم عليه الشيخ! وذُكر لي عنه أشياء مخالفة.

 

وقال: وأمس[3] كنت أذكر مسألة التوسل من الواقع، وأنها عبر التاريخ مسألة خلافية، فقلتُ: لماذا يُدخل الإنسان نفسه هذا المضيق؟ فليقل: اللهم إني أسألك بحبّي للنبي صلى الله عليه وسلم، والمحبة عبادة، ولا خلاف فيها، فجاء واحد فاشتدّ علي، حتى ردّ عليه علي بن سيف، وسحبه زياد.

 

وقال: ومسألة: (إنما يريد الله لُيذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فالله جنّب رجس الملك ووراثته عن أهل البيت، فخرج بنو أمية -ولا أقول إلا رضي الله عنهم- وحوّلوا الملك عن آل البيت، فهذا تكريم من الله لأهل البيت، ولا أعلم من الناس أكثر ضررًا على الإسلام من الشيعة.

 

الشيخ الصباغ: نعم الشيعة كذلك، ومعاوية رضي الله عنه نظر لمصلحة المسلمين في تولية يزيد، واجتهد فيه.

 

وقال: الله يرحم ابن باز، كان من أرق الناس خطابًا، ولا يمكن أن يواجه أحدًا بما يسوؤه.

 

4) مجلس بعد تراويح ليلة الخميس التاسع من رمضان 1423 عند الشيخ عبد العزيز القاسم، ومما قال فيه:

إن الشيخ عبد الحكيم الأفغاني الحنفي كان ساكنًا في دار الحديث، وكان يسكن فيها الشيخ بدر الدين أيضًا، وكان الشيخ الأفغاني من شيوخ والدي الشيخ عبد المجيد الطرابيشي الحنفي، وكان زاهدًا عديم النظير، فمن قصصه أن والي دمشق جمال باشا السفاح زار درسه مرة، فقال له الأفغاني: لماذا تحضر درسي؟ فقال: (لنتبارك فيكم)! فمضى الشيخ في درسه جالسًا، ثم التفت إليه بعد هنيهة قائلا: (لِسّه ما خَلَّصَتْ البركة)؟ فقام جمال باشا وأرسل له عطيّة، فردّها الشيخ.

 

وكان الشيخ الأفغاني يرسل بعض طلابه ليأتيه بفطور (تِسْقِيّة: أكلة شامية) بالثمن، فإذا جاءه ووجد الطعام (مدعومًا) قال للتلميذ: هل عرف البائع أن الطعام لي؟ فإن قال: نعم؛ أمر بتوزيعه للطلاب ولم يذق منه شيئًا. قلت: لعل ذلك لأنه لا يريد أن يأكل بعلمه ولو بمقدار هذه الزيادة اليسيرة من غير طلبه!

 

وكان الشيخ يتقوّت من كسب يده، يذهب يومين في الأسبوع لبعض المناطق ويعمل فيها (طيّانًا) بالأجرة، وكان يعمل ينشاط وإتقان، ويقيم باقي الأيام معلمًا ومتعلمًا.

 

وقال إن الشيخ سعيد المارديني أحد التجار المهتمين بالعلم أتى للشيخ بزكاة ماله وكان قدره 26 ليرة ذهبية، و(كَبَس) يد الشيخ بها في المسجد وهو لا يدري، فلما أحس الشيخ الأفغاني بها نَتَرها من يده قبل أن يراها وكأنه شيء لسعه، وهرع الشيخ المارديني يجمع الليرات المتناثرة من يد الشيخ، والشيخ ماضٍ في شأنه.

 

وقال الشيخ بكري: وأذكر هذه القصة للاستئناس والعبرة، لا كما يفعله الصوفية (ونفض يده)، حدثني أحد الشيخ محمود العطار أنه ذهب للمدينة، فقال له أحد علمائها المعروفين: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: (مات اليوم بالشام رجل دخل الدنيا وخرج منها ولم يتلطخ منها بشيء).

 

فلما وصل الشيخ بكري لهذا الموضع فاضت عيناه، ثم قال: ولما رجع الشيخ للشام وجد أن الشيخ الأفغاني توفي في نفس اليوم، رحمه الله تعالى.

 

5) ومنها مجلس عند الشيخ القاضي الفقيه عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم في الرياض ليلة الخميس 16 رمضان 1423، بحضور جمع من الفضلاء، منهم الشيخ عبد الوهاب الزيد.


تحدث فيه عن والده بفوائد، وأفاض في الكلام عن التصوف والبدع، فقال حرفيًّا: «أنا سلفي من حيث العقيدة، ومن حيث المذهب حنفي». ومما قال: قد أخالف المذهب في مسائل حسب الدليل، كالقراءة خلف الإمام في الصلاة الجهرية.

 

وقال: الحضرات الصوفية ليس لها أي صلة بشيء من قرون الخيرية، وكنت أذهب لحَلَب فقط حتى أرى كيف يقفز أهل الحضرة كالراقصين!

 

وقال: مقام سيدي خمار في الشُّريبيشات بشارع خالد بن الوليد بدمشق، قصته أن اثنين من الأتراك مات حمارهما، ودفنوه، وبنوا عليه، ولا يلفظان الحاء إلا خاء، فسئلا عن المدفون؟ فقالا: دفن خمار. ثم صار مع الوقت: سيدي خمار!

 

وقال: أنا أنكر القضيب والجوق قبل صلاة الجماعة، بناء على المذهب الحنفي، وكذا الجهر بالذكر بعد الصلاة، وإقامة مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من البدع في المساجد، ومرة منعت [الحضرة] في مسجدنا فأُشيع عني في اليوم التالي أنني وهابي، وأنني منعت الناس من حضور مجلس الذكر في مسجدي، ولم يضرني ذلك، وإن كان آثاره امتدت سنوات كثيرة.

 

وكذلك اتُّهم أبي من قبل، ولكنهم لم يؤذوه، لأنه كان بارًّا محسنًا مستغنيًا عن الوظائف والناس، ويحترمه جملة العلماء.

وكان قرأ على عبد القادر بدران، وكان متأثرًا به، ولما جاء إليه قال فيه:

جاء عبد المجيد فأرِّخ
يفتح الله عليه أو نحوه.

 

 

وقال: حدثنا الشيخ أبو الأعلى المودودي، أن رجلا مجوسيًّا أو بوذيًّا كان يرابي الناس، وكان هناك منتسب للإسلام منافس له، والناس يتعاملون مع الأول أكثر، فأشاع المسلم أن الكافر المذكور وهابي! فنفر الناس منه ولم يعد يتعامل معه أحد! ثم ضحك وقال ما معناه: الوهابي عندهم أصعب من الكافر المشرك!

 

وقال: مرض الشيخ الخزنوي وجاء إلى مستشفى العطار القريب، فصار مريدوه يملؤون مسجدنا، وكنت آنذاك أصلي قاعدًا لأجل المفاصل، وأسجد على وسادة، فأشاع الخزنوية أن صلاتي باطلة، فأقاموا الصلاة في المسجد دون سؤالي!

 

وقال: أنا عمرت جامع الخير، ودار الحديث الأشرفية وكنت أصلي بجانبه [قلت: لم أفهم منه من المقصود] الظهر والعصر، وشاركت في بناء مساجد كثيرة ولله الحمد، ثم إن الأوقاف منعتني من جمع التبرعات لأي مسجد، واتهمنا بعضهم أنني آخذ المال من الوهابية.

 

وقال: الشيخ جمال الدين القاسمي من كبار أهل العلم، وأشهد له بالعلم والفضل، وكان أبي يعرفه.

 

وكان الشيخ بهجت البيطار شيخ صلاح وتقى، وكان يبكي عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول على المنبر: فداك روحي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وكان في الميدان الشيخ عبد الرحمن الطيبي، وكان في جامع الدقاق، وانقسم أهل المسجد والعائلات قسمين بينه وبين الشيخ بهجت، واشتدت المسألة بسبب العوام!

 

وحدثني جارنا الشيخ عبد الغني الدقر عن قصته لما اجتمع مع الشيخ بهجت شيئًا يسيرًا في باب الجابية، كيف اتهموه بالوهابية، وضيّقوا عليه وقاطعوه، وقطعوا عنه مورده، حتى باع أغراضه وكتبه!

 

وقال: جامع الخير أممت فيه بين سنتي 1962 إلى 1990م، ولبنائه قصة، وهي أن بعض المفسدين أرادوا في الأرض المجاورة المطلة على دمشق أن يبنوا فندقًا وماخورًا، وحاولنا منعهم، ولم نستطع إلا أن نبني جامعًا بجوار المكان، فصدّهم ذلك عن المشروع، وأفسدناه عليهم ولله الحمد! وصرت أصلي فيه وأُقرئ فيه.

 

وكنتُ جمعتُ كل ما عندي للاستثمار في منطقة مشروع دمّر وإعمارها أوائل الستينيات الميلادية، ثم استملك الجيش هذه المنطقة في قرار جائر، فذهب كل ما أملكه، وبقيت عشر سنوات حتى أوفيت ديوني، وعدت للمتاجرة في العقار والتعهدات، أستدين خمسمائة ألف ليرة، وأبني بناءً، ثم أبيعه بستمائة ألف مثلًا، وهكذا عادت لي الأموال شيئًا فشيئًا بحمد الله.

 

وقال: أشك أن الشيخ الرنكوسي أجاز لي، كأنه أجاز لي.

 

وقال: أنا لا أقرئ النساء، حتى القريبات، وألحّت مرّة إحدى النساء، وجاءت إلى جامع الخير، وقالت لي: لن أتعبك. فإذا هي جامعة للطيبة ما شاء الله! وحريصة على إتمام الشاطبية والدرة.

 

وقال: كنت أزور الشيخ ابن باز مرارًا، وكان يعجبني في ضيافته التمر منزوع النوى!

 

وقال: كنا مع الوالد في بلدة مَضَايا سنة 1936م واستضفنا الشيخ محمود العطار، وقال لنا إنه سمع الشيخ سعيد المارديني يقول: إنه رأى رؤيا في المدينة عن الشيخ عبد الحكيم الأفغاني أنه خرج من الدنيا ولم يتلطخ منها بشيء.

 

كان هناك مشروع عمل فيه ابني المهندس عبد المجيد لحساب وزارة المواصلات في السعودية تعطل فيه الصرف، فكلمت الشيخ علي الطنطاوي، فكتب وريقة صغيرة للوزير: وفيها أن الشيخ بكري معروف عندنا، ولا يتجاوز الحق، نرجو النظر في معاملته. فأرجعوا من المبلغ كذا، فلما أراد عبد المجيد أن يشكر الوزير  قال له: بل أنا أشكرك! فقد أتيت لي بكتابة من الطنطاوي!

 

وحدثنا الشيخ عن قصته في اقتراح تطوير الجمرات، وأن السفارة السعودية دعته إلى الرياض، وسافر بالدرجة الأولى، واستضيف في فندق الإنتركونتيننتال، واجتمع مع المهندس الكشميري الذي بنى الجسر على الجمرات، فحصلت مشادة، وقال الشيخ بكري: هذا ضرر، وسيؤدي لمشاكل. فأنهى المسؤول زيارة الشيخ، وصُرف له ثلاثون ألف ريال، فردّها الشيخ، وأكمل مصاريف السفر على حسابه.

 

فهذا أبرز ما قيّدتُه عن شيخنا في هذا المجلس.

 

6) لقاء مع الشيخ بكري بحضور الشيخين الباني والصباغ لم أؤرخه، وهو قبل 19/3/1426 بيوم على الأقل:

قال شيخنا: الشيخ الديرعطاني سألت عنه ناسا من أهل دير عطية قرؤوا عندي فقالوا: له أهل هناك ، ولكنه ترك يبلده من قديم، وهو طالب علم قوي بكل شيء، والله أعطاه ذكاء لم أجد مثله، مثل الشاطبي ينسبونه للمعجزة، والشيخ فايز كان حجة في الفقه الشافعي، وكان يقرأ عند الشيخ صالح العقاد.

 

ومن حيث الأداء ليس له مثيل، إلا آل الحلواني، وبالنسبة لعلمه بالقراءات ربما أقوى من آل الحلواني، والله أعطاه ذكاء، وحَصَر تفكيره بهذه الأمور، وكان مستحضرا لوجوه الخلافات أكثر من أي شخص آخر، وكان عفيفا رحمه الله.. ولم يكن له مؤلفات، ومحفوظاته كبيرة جدًّا.

 

• وذكر بعض قصصه في ذكائه، مما تقدم.

 

وانتقد كثيراً أخذ الأجرة في القراءة.

 

وقال: لما عمرت جامع الخير اعتمدتُ على الشيخ صالح العقاد في تحديد القبلة لدقته.

 

وقال: حضر ختمتي على الشيخ الحلواني فيما أحسب كاملة، وبعد وفاته قرأت عنده القراءات العشرة.

 

وقال: الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، لُقِّب بالحافظ مؤخرًا، والشيخ عطا الكَسْم كان من سنته الحاشية لابن عابدين يقرؤونها مثل الحال المرتحل، وإذا خَتَم يصل بأول الكتاب، فالشيخ عبد الوهاب دبس وزيت مشى على سنّته، ولا يتجاوز نصوص الحاشية مطلقًا، يرجع لكتابين ثلاثة، ملتقى الأبحر وغيره، وكانت الحاشية بجانب فراشه، وكذلك كان والدي رحمه الله.

 

ولم يكن في بلدنا فقهاء بمعنى الفقهاء، ولكن كانوا يفهمون العبارة، وأول من سنّ تفهّم الفقه الشيخ الزَّرقا، وكان إذا ذُكر يقول بعضهم: وألنّا له الحديد.

 

وأنا لما بدأت في الفقه في مراقي الفلاح، ثم الحاشية، لما أتممتها في 5 أو 6 سنوات نسيت أولها! ولا أعتبر نفسي فقيهًا.

 

وقال: الإنسان يستفيد من أهل عصره، أستاذنا الشيخ محمد، وأستاذنا الباني، نَمَطٌ الحمد لله..

 

وقال: وكان من أثر الإخوان في الصوفية أن عدّلوا في أفكارهم وصححوا فيهم نحو الصواب من حيث لا يشعرون.

 

وقال: والشيخ حسن حبنكة قبل نحو أربعين سنة حقيقة كان معاديًا للإخوان، كان قبل وفاته نجلس معه بالساعة والساعتين، اختلف اختلافًا كبيرًا.

 

وأكثر زعماء الملاحدة والعلمانيين للأسف كانوا أولاد مشايخ! فالإخوان أثّروا.

 

والشافعي رحمه الله يقول: العلم علمان، علم أديان وعلم أبدان، والآن صار علم الطب فرض كفاية على المسلمين، كنا في الشام أكثر الأطباء نصارى أو شر منهم، والآن بفضل الله صار عندنا أطباء يزيدون عن الحاجة، وابني سميح ولله الحمد يحاضر في العالم كله، وأخوه معاذ بحمد الله على درجة عالية أيضا، كتبت عنه جريدة البعث إنه أجرى عملية في دبي لم يحصل مثلها في الشرق الأوسط. فقال ابني لما سألته: ليس بالشرق الأوسط فقط، بل لا يوجد من عملها إلا طبيب آخر في فرنسا. فالحمد لله اختلف الوضع الآن، والوضع أحسن.

 


[1] في مجالس الرياض تحديدًا كان شيخنا يأخذ راحته أكثر في الحديث عن بعض مواقفه وأفكاره مما قد لا يصرّح بها في بلده، ولا سيما عند حضور بعض أهل العلم المعروفين ذوي الصلة القديمة الخاصة بشيخنا، وعلى رأسهم الشيخان عبد الرحمن الباني رحمه الله، ومحمد بن لطفي الصباغ حفظه الله، فيتكلم بأريحية زيادة على المعتاد مع طلابه.

[2] قلت: يتصل بهذا ما أخبرنيه الشيخ وئام بدر أن الشيخ حدّثه أنه تناقش مع الشيخ الألباني في مسألة علمية عقدية رأى الشيخ بكري عدم امتحان الناس بها، بخلاف الشيخ الألباني الذي اختلف معه لأجلها، وحصلت وقتها جفوة بسببها. ويقول الشيخ وئام: لكن علاقة المحبة والاحترام من جهة الشيخ بكري تجاه الألباني بقيت إلى وفاته.

قلت: وحدثني شيخُنا بالمسألة دون القصة وصرَّح أن قصده في الأمر دفع الخلافات بين المسلمين، رحمه الله.

[3] قلت: يعني عند زيارة شيخنا عبد الله العقيل رحمه الله، كان أحد الإخوة في المجلس لم يفهم كلام شيخنا ومقصده، فاحتد في الإنكار عليه، فردّ عليه الأخ الشيخ علي سيف بقوة، وتدخلتُ ولطّفتُ الأمر، وبيّنتُ مقصد شيخنا للأخ المشار إليه، وانتهى الإشكال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفرقان تحاور الشيخ بكري الطرابيشي أعلى القراء إسنادا في العالم
  • صانع الكساء .. شيخ النحاة والقراء
  • لمحات في سيرة شيخ القراء العلامة المقرئ الشيخ سعيد العبد الله رحمه الله تعالى

مختارات من الشبكة

  • الشيخ بكري الطرابيشي (برنامج القراء)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أسماء كبار القراء الذين تم اختيار الشيخ الحصري - رحمه الله - من بينهم لجودة أدائه(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • المجلس الثامن من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس السابع من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس السادس من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الخامس من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الرابع من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الثالث من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الثاني من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الأول من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما
أحب الصالحين ولست منهم 09-04-2012 02:30 PM

أتحفتنا بمجالس رائعة بأهلها من العلماء الكبار، وفيها فوائد رائعة جدا جدا.
هنيئا لكم صحبة العلماء، ويا ليتني كنت معكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب