• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم
علامة باركود

ترجمة معبد الجهني وغیلان الدمشقي

ترجمة معبد الجهني وغیلان الدمشقي
محمد طاهر عبدالظاهر الأفغاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/3/2017 ميلادي - 17/6/1438 هجري

الزيارات: 55066

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ترجمة معبد الجهني وغیلان الدمشقي

 

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى لِلْمُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الصَّادِقُ الْأَمِينُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.


أما بعد:

فإن جماعة القدرية أو فرقة القدرية أو طائفة القدرية أو القائلون بالإختيار وهم قوم يُنكرون القدر ولا يعترفون به، والقدرية قوم يُنسبون إلى التكذيب بما قدر الله من أشياء.

والآن نأتي بترجمة من أسس هذه الطائفة وترجمة من تبعه وأوسع فیه ودعا الناس إلیه.

 

أولاً - ترجمة معبد الجهني (ت 80 – 90 هـ):

معبد الجهني، البصري اختلف فی اسم ابیه وجده وقیل: إنه ابن عبد الله بن عكيم الجهني، وقیل: ابن خالد، وقیل: ابن عبد الله بن عُويمر.

أرسل عن: عمر، وعثمان، وحذيفة، والصَّعب بن جَثَامة، وعمران بن الحصين.

وروى عن: الحسن بن عَلي، وابن عباس، وابن عمر، ومعاوية وغيرهم [1].

ومذهبه: كَانَ أول مَن تكلم بالبَصرَة في القَدَر[2] وهو الذی وضع حجر الأساس لمذهب القدر والاعتزال ثم تبعه غیلان الدمشقي.

 

صلبه وإعدامه:

اشترك معبد في فتنة ابن الأشعث الذی ثار علی الحجاج سنة (سنة 83 هـ) وذلك كان سبباً لهلاكه بعد ما أصیب في المعركة.

قال مالك بن دینار ( ت 131 هـ): لَقِيتُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِمَكَّةَ بَعْدَ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ وَهُوَ جَرِيحٌ، وقد قاتل الحجاج في المواطن كلها، فَقَالَ: لَقِيتُ الْفُقَهَاءَ وَالنَّاسَ، لَمْ أَرَ مِثْلَ الْحَسَنِ، يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَاهُ، كَأَنَّهُ نَادِمٌ عَلَى قتال الحجاج[3].

قال سعید بن عفیر (ت 226 هـ): فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ صَلَبَ عَبْدُ المَلِكِ مَعْبَداً الجُهَنِيَّ بِدِمَشْقَ[4].

قال الذهبي: يَكُوْنُ صَلَبَهُ، ثُمَّ أَطْلَقَهُ[5].

قال صدقة بن یزید (ت؟15 هـ): كَانَ الحَجَّاجُ يُعَذِّبُ مَعْبَداً الجُهَنِيَّ بِأَصْنَافِ العَذَابِ وَلاَ يَجْزَعُ، ثُمَّ قَتَلَهُ[6].

وقال الخلیفة بن الخیاط (ت 240 هـ): مَاتَ قَبْلَ التِّسْعِيْنَ[7].

 

موقف العلماء منه:

وثقه ابن مَعین(ت 233 هـ). وقال ابن ابی حاتم (ت 327 هـ): صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ.

وقال الأوزاعي (ت 157 هـ): أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ فِي الْقَدَرِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يُقَالُ لَهُ سَوْسَنَ، كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَأَخَذَ غَيْلانُ عَنْ معبد.

وقال مسلم بن یسار (ت 108 هـ ): إِنَّ مَعْبَدًا يَقُولُ بِقَوْلِ النَّصَارَى[8].

وقال الحسن البصري (ت 110 هـ): هو ضال مضل[9].

وتوثیق بعض العلماء لا ینقص من شینه شیئ لأنه سن سنة سیئة وأحدث في الأمر ما لیس منه، وإن صدقه فی الحدیث لا یجبر ما ابتدعه فی الدین وافتتن المسلمین من بعده ولذلك أحذر العلماء من مجالسته، وصرّح في ضلاله وإضلاله.

كما قال الذهبي (ت 748 هـ): تابعي، صدوق في نفسه، ولكنه سن سنة سيئة، فكان أول من تكلم في القدر [10].

 

ثانیاً - ترجمة غیلان الدمشقی (ت 106 هـ):

غيلان بن أبي غيلان وهو: غيلان بن يونس ويقال ابن مسلم أبو مروان القدري [11]أصله قبطي [12]من مصر، كان أبوه قد أسلم وصار من موالي عثمان بن عفان [13].

 

نشأته:

ولد وعاش في مدينة دمشق التي نُسب إليها، وارتحل في طلب العلم فدرس علی العلماء ونزل المدن الإسلامیة وتبع معبد الجهنی فی عقیدته.

عاش غيلان بدمشق في ربض باب الفراديس شرقي المقابر في الزقاق [14]وقتل فی مدینة دمشق مصلوباً سنة (106 هـ).

 

نبوغه:

اشتهر غيلان بين جيرانه ومعاصريه فی البلاغة والكتابة، وكان مسكیناً ضالاً وقُتل فی القدر.

كما قال الذهبی (ت 748 هـ) عنه: المقتول في القدر ضال مسكين... كان من بلغاء الكتّاب[15].

وله رسائل ـ ضاعت ـ يقول عنها ابن النديم أنها بلغت ألفي صفحة [16].

 

مذهبه:

تنسب إليه الفرقة " الغيلانية " من القدرية، وهو ثاني من تكلم في القدر ودعا إليه، لم يسبقه سوى معبد الجهنيّ (ت 80 – 90 هـ) [17].

قال الشهرستاني (ت 548 هـ): وكان غيلان يقول بالقدر خيره وشره من العبد، وفي الإمامة إنها تصلح في غير قريش، وكل من كان قائما بالكتاب والسنة كان مستحقا لها، وإنها لا تثبت إلا بإجماع الأمة[18].

وكان رأي غيلان في الخلافة موافقاً لرأي الخوارج في أنها تصلح في كل من يجمع شروطها، ولو لم يكن من قبيلة قريش مخالفاً بذلك أهل السنة و...

 

إعدامه:

لما تولى الخلافة ـ بعد عمر - هشام بن عبد الملك أراد أن يحقق وعده السابق بالانتقام من غيلان، فاعتقله، وجاء به في مجلس الخلافة فقال له: مد يدك، فمدها غيلان، فضربها الخليفة بالسيف فقطعها، ثم قال: مد رجلك، فمدها، فقطعا الخليفة بالسيف الباتر.. وبعد أيام مر رجل بغيلان وهو موضوع أمام بيته بالحي الدمشقي الفقير، والذباب يقع بكثرة على يده المقطوعة، فقال الرجل ساخراً: يا غيلان، هذا قضاءٌ وقدره! فقال له: كذبت، ما هذا قضاء ولا قدر. فلما سمع الخليفة بذلك، بعث إلى غيلان من حملوه من بيته، وصلبه على إحدى أبواب دمشق [19].

 

موقف عمر بن عبد العزيز (ت 101 هـ) من غيلان الدمشقي:

عن عمرو بن مهاجر قال: بلغ عمر بن عبد العزيز أن غيلان بن مسلم يقول في القدر، فبعث إليه فحجبه أياماً، ثم أدخله عليه فقال: غيلان ما هذا الذي بلغني عنك؟ قال عمرو بن مهاجر. فأشرت إليه أن لا يقول شيئاً، قال: فقال: نعم يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [20]، قال إقرأ آخر السورة ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [21]، ثم قال: ما تقول يا غيلان؟ قال: أقول: قد كنت أعمى فبصرتني وأصم فأسمعتني وضالاً فهديتني.

 

وفي رواية: دعا عمر بن عبد العزيز غيلان فقال: يا غيلان بلغني أنك تتكلم في القدر فقال: يا أمير المؤمنين إنهم يكذبون علي؟ فقال يا غيلان إقرأ أول ((يس)) فقرأ ((يس والقرآن الحكيم)) حتى قول:(﴿ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ * وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [22].

 

فقال غيلان: يا أمير المؤمنين، والله لكأني لم أقرأها قط قبل اليوم أشهدك يا أمير المؤمنين أني تائب مما كنت أقول فقال عمر: اللهم إن كان صادقاً فثبته وإن كان كاذباً فاجعله آية للمؤمنين، وجاءت روايات كثيرة في محاورة عمر بن عبد العزيز لغيلان الثقفي وكان له حديث طويل في معتقد أهل السنة في مسالة الإيمان بالقدر، وقد ناقش عمر بن عبد العزيز القدرية وسألهم عن العلم وذلك بسؤالهم عن علم الله، فإذا أقروا به خصموا وإن جحدوا كفروا فقال لغيلان الدمشقي: ما تقول في العلم. قال: قد نفد العلم. قال: فأنت مخصوم اذهب الآن فقل ما شئت ويحك يا غيلان إنك إن أقررت بالعلم خصمت وإن جحدته كفرت، إن تقر به فتخصم خير لك من أن تجحده فتكفر[23].

 

ولعل عمر بن عبد العزيز أول من نهج هذا النهج في سؤال القدرية عن العلم، ثم صار هذا المنهج منهجاً لأهل السنة بعده، وقد استدل رحمه الله في ردوده على غيلان بآيات صريحة في الرد على المكذبين بالقدر كما جاء في بعض الروايات ـ وهي قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ ﴾ [24].

 

قال أبو جعفر الطبري (ت 310 هـ) يقول تعالى: ﴿ فَإِنَّكُمْ ﴾ أيها المشركون بالله ﴿ وَمَا تَعْبُدُونَ ﴾ من الآلهة والأوثان ﴿ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ﴾ يقول: ما أنتم على ما تعبدون من دون الله بفاتنين: أي بمضِلِّينَ أحدًا ﴿ إِلا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ ﴾ يقول: إلا أحدًا سبق في علمي أنه صال الجحيم[25].

 

وقد بين عمر في خطبه ورسائله أن الله تبارك وتعالى هو الهادي وهو المضل، وهذا ما جاء في الكتاب العزيز قال تعالى: ﴿ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [26]. وغيرها من الآيات وقد كانت القدرية تنكر أن يكون الله تعالى هو الهادي وهو الفاتن وإنما العبد هو الذي يهدي نفسه إذا شاء ويضلها إذا شاء.

 

فلعل رسائل عمر وخطبه في الجمع من الردود على هؤلاء المبتدعة وسواء قصدهم عمر بخطبه أو ألقاها بدون قصد الرد عليهم تبقى ردوداً قوية على كل من انحرف في باب القدر عن منهج الكتاب والسنة، وقد بين عمر بن عبد العزيز أن أعمال العباد مخلوقة لله تعالى مقدرة له مكتوبة على عباده، وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [27]. وقال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيْسِ، أَوِ الْكَيْسِ وَالْعَجْزِ ) [28].

 

وقد بين عمر بن عبد العزيز ـ كما جاء في خطبه ـ أن العبد إذا أذنب فعليه أن يتوب ويستغفر الله تعالى ولا يحتج على الله بالقدر ولا يقول أي ذنب لي وقد قدر علي هذا الذنب، بل يعلم أنه هو المذنب العاصي الفاعل للذنب وإن كان ذلك كله بقضاء الله وقدره ومشيئته، إذ لا يكون شيء إلا بمشيئته وقدرته وخلقه، كما رد عمر على القدرية القائلين بأن العبد له مشيئة مستقلة يستطيع بها رد علم الله فبين أن العبد له قدرة ومشيئة ولكنها تابعة لمشيئة الله تعالى.[29].

 

موقف العلماء منه:

قال الإمام مكحول الشامي (ت 112 هـ) - المعاصر لغيلان حيث قال عنه: لقد ترك غيلان هذه الامة، في لجج مثل لجج البحار [30].

 

جاء رجلٌ إلى مكحول من أصحابه فقال: يا أبا عبد الله، ألا أعجبك، إني عدت اليوم رجلاً من إخوانك، فقال: من هو؟ فقال: لا عليك، قال: أسألك، قال: هو غيلان، فقال مكحول: إن دعاك غيلان فلا تجبه وإن مرض فلا تعده، وإن مات فلا تمش في جنازته [31].

 

وذكر ابن المبارك (ت 181 هـ): كان – غیلان - من أصحاب الحارث الكذاب وممن آمن بنبوته فلما قتل الحارث قام غيلان إلى مقامه وقال له خالد بن اللجلاج: ويلك ، ألم تك في شبيبتك ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ، ثم صرت خادما تخدم امرأة الحارث الكذاب المتنبي وتزعم أنها أم المؤمنين ثم تحولت فصرت قدرياً زنديقاً؟! ما أراك تخرج من هوى إلا إلى شر منه [32].

 

وذكره الإمام ابن عدی ( ت 365 هـ) فی كتابه الكامل فی ضعفاء الرجال وقال: وغيلان هذا هُوَ الذي يعرف بغيلان القدري ويروي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي ذمه، ولاَ أعلم له من المسند شَيئًا[33].

 

ویكفی لنا شهادة هولاء من العلماء الكبار الاتقیاء فی غیلان أنه من أئمة الشر والضلال والقدر والاعتزال، مع الأسف بعض المثقفین الجدد یرونه من أعلام الحریة الإنسانية ویقولون إن أول من قام علی وجه الظلمة واستشهد فی سبیل ذلك هو غیلان، یا لیتهم یعرفون خطر هذا الرجل الذی أسس ضلال الاعتزال والقدر وتبع معبداً وسوسن النصرانی فی عقیدته وكیف یستحق المدح مثل هذا! ولا یقول هذا القول إلا من كان جاهلاً لا یعرف من التاریخ شیئاً ومتعنت لا یرید أن یفهم الحق ولا یراه وإن كان الحق أظهر من الشمس.

وصلی الله علی خیر خلقه محمد وآله وصحبه أجمعین.



[1] التَّكْميل في الجَرْح والتَّعْدِيل ومَعْرِفة الثِّقَات والضُّعفاء والمجَاهِيل، لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، دراسة وتحقيق: د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان، الناشر: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، اليمن، الطبعة: الأولى، (1432هـ = 2011 م)، عدد الأجزاء: 4)، (ج 1 ص 86).
[2] التاريخ الكبير، لمحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله (المتوفى: 256هـ)، الطبعة: دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد – الدكن، طبع تحت مراقبة: محمد عبد المعيد خان، عدد الأجزاء: 8)، (ج 7 ص 339).
[3] تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى، 2003 م)، عدد الأجزاء: 15)، (ج 2 ص 1006).
[4] سير أعلام النبلاء، لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الثالثة، 1405 هـ / 1985 م)، عدد الأجزاء: 25 (23 ومجلدان فهارس) (ج 4 ص 187).
[5] المصدر نفسه.
[6] المصدر نفسه.
[7] تاريخ خليفة بن خياط، لأبي عمرو خليفة بن خياط بن خليفة الشيباني العصفري البصري (المتوفى: 240هـ)، المحقق: د. أكرم ضياء العمري، الناشر: دار القلم ، مؤسسة الرسالة - دمشق، بيروت، الطبعة: الثانية، 1397هـ)، عدد الأجزاء: 1)، ( ص 302).
[8] تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، لشمس الدين أبو عبد الله الذهبي (ج 2 ص 1006).
[9] ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1382 هـ - 1963 م)، عدد الأجزاء: 4)، ( ج 4 ص 141).
[10] المصدر نفسه.
[11] تاريخ دمشق، لأبی القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ)، المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عام النشر: 1415 هـ - 1995 م)، عدد الأجزاء: 80 (74 و 6 مجلدات فهارس)، (ج 48 ص 186).
[12] المعارف، لأبی محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)، تحقيق: ثروت عكاشة، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، الطبعة: الثانية، 1992 م)، عدد الأجزاء: 1)، ( ص 626).
[13] التاريخ الكبير، لمحمد بن إسماعيل البخاري، (ج ص 102 – 104).
[14] تاريخ دمشق، لأبی القاسم المعروف بابن عساكر، (ج 48 ص 186).
[15] ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لشمس الدين أبو عبد الله الذهبي، ( ج 4 ص 338).
[16] الفهرست، لأبی الفرج محمد بن إسحاق بن محمد الوراق البغدادي المعتزلي الشيعي المعروف بابن النديم (المتوفى: 438هـ)، المحقق: إبراهيم رمضان، الناشر: دار المعرفة بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية 1417 هـ - 1997 مـ، عدد الأجزاء: 1)، (ص 149).
[17] الأعلام، لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ)، الناشر: دارالعلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر - أيار / مايو 2002 م)، (ج 5 ص 124).
[18] الملل والنحل، لأبی الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستاني (المتوفى: 548هـ)، الناشر: مؤسسة الحلبي عدد الأجزاء: 3)، (ج 1 ص 143).
[19] مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الانصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ)، المحقق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع، دار النشر: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، دمشق – سوريا، الطبعة: الأولى، 1402 هـ - 1984م)، (عدد الأجزاء: 29)، (ج 20 ص 242).
[20] (الإنسان، الآية 1 ـ 3).
[21] (الإنسان، الآيتان: 30 ـ 31)
[22] (يس، آيات: 1 - 10).
[23] الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة، لحياة بن محمد بن جبريل، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى 1423هـ/2002م)، عدد الأجزاء: 2)، (ج 2 ص 767).
[24] (الصافات، الآيات: 161 ـ 163).
[25] جامع البيان في تأويل القرآن، لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، المحقق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م)، عدد الأجزاء: 24)، (ج 21 ص 123).
[26] (الأنعام، الآية 39).
[27] (الصافات، الآية: 96).
[28] أخرج مسلم فی صحیحه (المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، عدد الأجزاء: 5)، رقم الحدیث: (2655)، (ج 4 ص 2045).
[29] مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، لابن المنظور الأفریقی (ج 20 ص 239 – 248). و عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة، لعَلي محمد محمد الصَّلاَّبي الناشر: دار التوزيع والنشر الإسلامية، مصر، الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 2006 م)، (عدد الأجزاء: 1)، ص 139 – 141). و الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة، لحياة بن محمد بن جبريل (ج 2 ص 769).
[30] مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، لابن المنظور الأفریقی (ج 20 ص 244).
[31] المصدر نفسه (ج 20 ص 243).
[32] لسان الميزان، لأبی الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)، المحقق: عبد الفتاح أبو غدة، الناشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة: الأولى، 2002 م)، عدد الأجزاء: 10، العاشر فهارس، (ج 6 ص 314).
[33] الكامل في ضعفاء الرجال، لأبی أحمد بن عدي الجرجاني (المتوفى: 365هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود-علي محمد معوض، شارك في تحقيقه: عبد الفتاح أبو سنة، الناشر: الكتب العلمية - بيروت-لبنان، الطبعة: الأولى، 1418هـ1997م)، عدد الأجزاء 9)، (ج 7 ص 116).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ترجمة أبي عبيد القاسم بن سلام
  • ترجمة إبراهيم بن إسحاق الحربي
  • ترجمة القاسم بن ثابت السرقسطي

مختارات من الشبكة

  • ضوابط ترجمة معاني القرآن الكريم للغة أخرى (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هلال بن أبي حميد الجهني (ت:121-130هـ) دراسة في الخلاف الحاصل في تعيينه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • من هو زيد بن خالد الجهني؟(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • درس الشيخ ناصر بن حمدان الجهني: نخبة الفكر للعسقلاني (جدة 18-27 / 2 / 1437هـ)(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بشر بن عقربة الجهني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مع الدكتور مانع الجهني كانت لنا أيام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • د. مانع الجهني: محطات في حياتي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وصية الدكتور مانع الجهني لابنه محمد(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ثلاثون عاما مع الدكتور مانع الجهني(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب