• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / ملفات تراجم خاصة / العلاَّمة الشيخ زهير الشاويش
علامة باركود

الاثنينية .. حفل تكريم سعادة الأستاذ زهير شاويش

الشيخ عبدالمقصود خوجة

تاريخ النشر:1416 هـ / 1996 م
عدد الصفحات:29
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 17/6/2013 ميلادي - 8/8/1434 هجري

الزيارات: 84946

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

الاثنينية


حفل تكريم

سعادة الأستاذ زهير شاويش

 

المحتوى:

♦ كلمة الافتتاح للأستاذ حسن كتوعه.

♦ كلمة ترحيب بالضيف لسعادة الشيخ عبدالمقصود خوجه.

♦ كلمة سعادة الدكتور الشيخ محمد أديب الصالح.

♦ كلمة فضيلة الدكتور الشيخ محمد لطفي الصباغ.

♦ كلمة سعادة الأستاذ محمد علي دولة.

♦ كلمة سعادة الأستاذ نزار الخاني.

♦ قصيدة سعادة الدكتور رضا نعسان معطي.

♦ كلمة الضيف المحتفى به سعادة الأستاذ زهير شاويش

♦ فتح باب الحوار والأسئلة مع المحتفى به.

♦ كلمة الختام لسعادة الشيخ عبدالمقصود خوجه.

♦ ختام الأمسية.

 

حفل التكريم

«كلمة الإفتتاح»

عريف الحفل: الأستاذ حسن يحيى كتوعه:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم رسله سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أصحاب الفضيلة، أصحاب المعالي والسعادة، محبي الاثنينية، أيها الإخوة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، ها نحن نلتقي مجدداً في هذه الدار العامرة بعد أن منَّ الله علينا بصيام وقيام شهر رمضان المبارك، نسأل المولى عز وجل أن يعيده علينا وعليكم أعواماً عديدةً وأزمنةً مديدةً ممتعين بالصحة والعافية.

 

نلتقي مجدداً لنحتفي برجل من رجالات العلم والأدب كل يوم اثنين، رجل تعلم وعلم، واستفاد فأفاد، أيها الإخوة فارس اثنينيتنا هذا الأسبوع هو سعادة الأستاذ زهير بن مصطفى الشاويش فباسمكم جميعاً نرحب بضيفنا الكريم وصحبه الأفاضل، بدايةً إلى حضراتكم نبذةً عن السيرة الذاتية لضيفنا:

• ضيفنا الكريم الأستاذ زهير مصطفى الشاويش من بلاد الشام ونشأةً وسكناً.

 

• ولد في دمشق سنة 1344هـ (1925م) في حي الميدان، وهو الحي الجنوبي لمدينة دمشق، وكان والده رحمه الله من رجالات هذا الحي المعدودين ويعمل في التجارة.

 

• وفي هذا الحي تلقى علومه الأولى في الكتاب أولاً حيث حفظ قصار السور وبعض الأحاديث النبوية ومبادئ الحساب، وأحكام الصلاة، وكانت المدارس الحكومية قد بدأت تفتح في دمشق وغيرها من المدن الشامية.

 

• ثم أخذ نصيباً من العلم من المدرسة الأموية، وهي المدرسة التي كانت تلقى دروسها في جامع بني أمية الكبير ويحضرها من شاء..

 

• وكان على رأسها الشيخ محمد سعيد الحافظ، والمدرسة المحمدية، التي أسسها الشيخ محمد بد الدين الفقيه، وهو عالم مصري كان أخواه أبو السمح وعبد المهيمن من أئمة الحرم المكي.

 

• دخل المدرسة النظامية وكن من أساتذته فضيلة الشيخ علي الطنطاوي الذي أولاه رعايته مع نفر من زملائه المتفوقين.

 

• ثم تابع تلقيه للعلم عن طريقه الشخصي واتصل بكبار علماء زمانه في بلاد الشام وغيرها وانتسب لعدد من الجامعات، لكنه لم يتم دراسته في أي منها لانشغاله بأمور كثيرة.

 

• شارك في تأسيس التعليم الحديث في دولة قطر، وكان له مقام بارز عند حكامها ورجالاتها، وكان له دور في إنشاء المعهد الديني في تلك الدولة.

 

• زار المملكة العربية السعودية مراراً وتوثقت صلته بكبار علمائها.

 

• توج نشاطه العلمي بتأسيس المكتب الإسلامي بدمشق للطباعة والنشر، ذلك المكتب الذي يعتبر رائد دور النشر في بلاد الشام، والذي أخرج للناس المئات من الكتب النافعة إن شاء الله، والذي تخرج فيه عدد من العلماء والباحثين لا سيما في مجال الحديث النبوي الشريف.

 

• حصل على إجازات علمية خطية من حوالي مائة عامة، هي محل اعتزازه وتقديره.

 

لمحات من حياته العامة:

• تنوعت نشاطات ضيفنا الكريم حيث شارك في العمل السياسي، والجهادي، والإصلاحي، وشارك مشاركة فاعلة في حل قضايا الناس.

 

• شارك الشعب السوري في مقاومة الفرنسي بالحجارة سنة 1937م وبالحديد والنار في سنة 1945م.

 

• قاتل اليهود مع المجاهدين في فلسطين تحت رعاية الزعيمين الكبيرين الحاج أمين الحسيني والدكتور مصطفى السباعي خلال الفترة 1946 - 1949م وسجل أحداث هذه المشاركة في سلسلة مذكراته التي نشرتها مجلة فلسطين المسلمة.

 

• انتخب نائباً عن مدينة دمشق في سنة 1961م، وقد استطاع وإخوانه نواب الكتلة الإسلامية القيام ببعض الإنجازات التي تخدم التوجه الإسلامي والإصلاحات العامة.

 

مؤلفاته:

ألف ما يزيد على عشرين كتاباً، ولكنه لم يطبع منها حتى الآن سوى الكتب الآتية:

كتاب (المخطوطات عن الموسوعة الفلسطينية) وهي موسوعة أبعدت الإسلام عن فلسطين فقام بتصحيح الكثير من أخطائها.

 

تحقيق كتاب (الرد الوافر) لابن ناصر الدين الدمشقي، وهو كتاب في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية، ورد الهجمة الشرسة عليه.

 

تحقيق كتاب (تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب) لابن المرزبان، وفيه كشف لزيف من حُرم الوفاء في تعاملهم مع من يُحسن إليهم.

 

♦   ♦   ♦

«كلمة صاحب الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجه»

أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك: وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم، على خير خلقك وخاتم أنبيائك حبيبك وصفيك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين.

 

الأخوة الأحبة الأكارم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يسعدني أن أرحب باسمكم جميعاً؛ بضيفنا الكبير الأستاذ الأديب، والكاتب الإسلامي المعروف، زهير شاويش، الذي قدم من بيروت خصيصاً، لتشريف هذا الحفل الذي تستهل به اثنينيتكم نشاطها وعطاءها وتواصلها مع العلماء والمفكرين والأدباء وأصحاب الفضل. في المجالات كافة التي تعودنا على الإحتفاء بروادها خلال السنوات الماضية.

 

وقد هيأ الله سبحانه وتعالى رجالاً أوفياء لرسالتهم في الحياة، فلم يبخلوا علينا بهذا التواصل كرماً منهم، وإدراكاً للدور الذي تخدمه هذه اللقاءات، من نواحي التوثيق والتعريف ومد جسور التعارف بين إخوة القلم على امتداد عالمنا الإسلامي.

 

وكم يسعدني أن أشكر ضيفنا الكبير على تكبده عناء السفر، والتضحية بوقته وجهده، من أجل إمتاعنا بهذه الأمسية الطبية إن شاء الله.

 

ضيفنا أيها الأحبة صنو الكتاب.. ويكفيه ذلك فخراً وتعريفاً، بقدره ومقداره ومكانته السامية.. فقد عشق الكتاب قارئاً، ومحققاً، وكاتباً، وناشراً.

 

وهذه الحميمية جعلته من أكثر الناس التصاقاً بهموم الكتاب التي يعرفها كل مثقف، ويعلم ما يعانيه المؤلف والموزع، وبالتالي القارئ من العقابيل التي تقف في طريق وصول المؤلفات المختلفة إلى أيدي القراء، حيث تعامل بعض الإجراءات الكتاب على أساس أنه سلعة، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر وصول الجديد، وزيادة التكلفة، وعدم تشجيع وتحفيز المبدعين لبذل مزيد من الجهد لترقية وجدان هذه الأمة عن طريق الكلمة الأمينة الصادق المعبرة عن آمالها وآلامها على مساحة خارطتها.

 

ولعله من خيرة من يحدثنا عن هذا الجانب مع مرئياته النابعة من تجاربه الشخصية، وأفكاره النيَرة، للخروج من هذه الأزمة التي ما زالت تجثم بكلكلها على صدر محبي الكتاب في دول كثيرة. لقد تنوعت أنشطة ضيفنا الكريم، فحياته مليئة بالعطاء والبذل والإقدام، والتضحية.

 

ولقد عركته الأيام وتعلم من دروسها الشيء الكثير، وقد أهلته تلك المعرفة التي ارتشفها من كأس الحياة، ليكون بمثابة سفير خاص بين بعض الملوك والرؤساء، وبين زعماء القبائل. والعشائر المختلفة، وعمل مخلصاً لرأب الصدع وإصلاح ذات البين بين من توسموا فيه الخير والصلاح.

 

ولعل التقدير والإكرام اللذين يلقاهما سعادة ضيفنا الكبير في حله وترحاله خير دليل على المنزلة الرفيعة، التي يحتلها في قلوب محبيه الكثر ولله الحمد، فهو شعلة نشاط، وغيمة فرح، ويد حانية تواسي، وترسم البسمة ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

 

وهناك إضافة لا بد منها في هذه العُجالة التي لا أزعم أنها قد ألمت بجزء يسير من حياة ضيفنا الحافلة بالعطاء من غير من ولا أذى.

 

فمن أهم مميزاته سلفيته النيِّرة، وصلته الوثيقة بشيخ الإسلام ابن تيميه، رحمه الله، ودراسة تراثه، لقد أحبه حباً كبيراً، ودافع عنه حتى أنه سمى ابنته باسم (تيمية) تيمناً بوالدة شيخ الإسلام.

 

كما تجدر الإشارة إلى مكتبته، الكبيرة، التي قل أن أجتمع لأحد من المعاصرين مثلها، وهي تحوي المئات من المخطوطات النادرة، والمئات من الدوريات الكاملة.

 

أكرر الشكر لضيفنا الكريم، ولكم أيها الأحبة، على مشاركتنا هذه الأمسية، متمنياً لكم أمتع الأوقات وأطيبها، كما أحب أن أذكركم بأن ضيف (الاثنينية) القادم سعادة الدكتور خالد محيي الدين البرادعي، الشاعر والأديب الكبير الذي نال العديد من الجوائز التقديرية، وآخرها جائزة الشاعر الكبير الأستاذ محمد حسن فقي، التي تسلمها في القاهرة في بداية هذا الأسبوع.

 

فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم.. وعلى أمل أن نسعد بكم دائماً وأنتم بخير.

 

♦   ♦   ♦

«كلمة فضيلة الدكتور الشيخ محمد أديب الصالح»

الكلمة الآن لفضيلة الدكتور الشيخ محمد أديب صالح:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله معلم الناس الخير، وعلى آله وصحابته ومن والاه، وبعد: فإنها لليلة مباركة إن شاء الله نلتقي فيها على هذا الخير الذي سمعتم الكثير عنه، وهنالك الكثير غيره في شخص أخينا الكريم الأستاذ محمد زهير الشاويش، ولعلي لا أتعجل الكلام إذا شكرت صاحب هذه الاثنينية جزاه الله تعالى كل خير، لهذا الجهد الطيب، والغرس الطيب، ومد جسور لاتصال القلوب والعقول والأفكار، وجعل أهل الكلمة يحققون ما بينهم من نسب. وأرجو الله تبارك وتعالى أن تكون هذه الاثنينية دائماً وأنا أُشرفُ بحضورها لأول مرة أن تكون دائماً في خدمة الإسلام والعربية والحق على وجه العموم. ما قيل في أخينا أبي بكر كلام يتخذ الطابع العلمي التقنيني، ولكن للتاريخ دائماً كلمة لا بد أنه قائلها، ولست الآن بسبيل أن أعيد وأكرر تلك الفضائل التي سمعتم بعضها الآن، ولكني وقد جاءت الدعوة إلى الكلام في الرأس بعضها التصدع لا بد من أستميح التاريخ عذراً بكلمته. فأمر ولو مروراً عابراً على بعض الأخلاق والوقائع التي جمعتنا مع أخينا الأستاذ زهير أبي بكر في الماضي وأبي بلال الآن، ليس سراً أن أقول إن أول صورة انطبعت في ذهني عن أخينا أبي بكر هي صورة حرقته على الدعوة الإسلامية، فقد كان يحاول منذ أيام الشباب الأولى، وأرد ذلك بالنسبة إلى علمي إلى سنة 1947م، حيث كان يحاول أن يتصيد بمنهجية الشباب الذين يُتَخَيل أن يكونوا قادرين على سلوك طريق الدعوة يتوسم فيهم خيراً، يتوسم فيهم استعداداً للعلم إلى غير ما هنالك، إنها لمحمدة كريمة كانت أول صورة انطبعت في ذهني عن أخينا أبي بكر، وتوالت الأيام وبدأت أكتشف كل يوم جديداً في هذا الأخ الكريم سخاء يد وكرم خلق ونظرات طيبة بعيدة بالنسبة للأمة وتركيب المجتمع السوري بخاصة، وليس هذا ببعيد عن من عاش في تلك الحقبة الزمنية بالنسبة لسوريا وما حولها: وما كان هنالك من الصراع الفكري الذي ولده القضاء على الخلافة العثمانية، فكنا ونحن طلاباً وفيما بعد، ونحن نعاني مهنة التدريس لا نجد أنفسنا على ساحة نقوم فيها بأكثر مما يقوم فيه أخ مثل أبي بكر، وعندما أنشأ المكتب الإسلامي كان لهذا الإنشاء صلة بهذا الفكر، وقد أدى هذا المكتب غرضاً عظيماً، والذي يعرف اتجاه أبي بكر الفكري ويعرف الأسس التي قام عليها المكتب الإسلامي يشعر بالقنوات التي تربط ذلك الفكر وهذا المكتب، والحق أننا لو أردنا أن نتوسع في هذه القضية الفكرية وما كان هنالك من تحد وصراع في بيئتنا هنالك لطال بنا الحديث، ولكن ما دام للتاريخ كلمة فلنقفز بعض القفزات، يعني أخونا أبو بكر عنده هواية لحل العُقد، هواية لحل المشكلات، وقد يُسَرُ أن تكون هنالك مشكلة ويدخل هو في حلها، حدث مرةً أن كنا في بيروت ودعانا بعض إخواننا إلى جلسة عجيبة جداً، إن فتاة مسلمة محجبةً وأبوها رجل صالح طيب، من إخواننا تدعي أن جنيا يتعامل معها وبدأت الجلسة وفي ساعة معينة تتكلم فعلاً كلام رجل، يعني كلنا جالسون، الفقير إليه تعالى وأبو بكر وبعض إخواننا الآخرين، وبدأ هذا المخلوق يتكلم ومما قاله إنه متتلمذ على حلقات الشيخ سعيد الطنطاوي ويقرأ الفقه والتفسير والحديث وكذا، فبادره أبو بكر، كلنا قلنا كلاماً مختصراً، أما أبو بكر ما شاء الله شمر عن ساعد العراك مع هذا الجني، كيف لك يا أخي يصح لك أن تفعل هذا كيف تؤذي هذه الفتاة، كيف كذا، هي لا تريدك، من قال لك أنها تريد أن تتزوج بجني، يقول ذلك يا أخي أنا مسلم، ونسمع هذا الحوار الساخن بينهما، وفعلاً تغلب أبو بكر على هذا الشخص الذي كنا نرى بأنه هو المتلبس بهذه الأخت الكريمة، على كل ليس موضوعنا الآن أن نبحث في الجن والتلبس والخروج والدخول ليس هذا بحثنا، لكن المهم كما قلت للتاريخ كلمة، المهم عندنا خرجنا قلت له: يا أبا بكر حتى الجن لم يسلموا منك، وطبعاً هو سُر بهذا واعتبره مثل ترقية في الجيش، قلت له حتى الجن لم ينتهوا منك، وقبلها أو بعدها ذهبنا إلى المطعم ويعلم هو أن صلتي بالسمك صلةٌ سيئةٌ للغاية وهو يحلني التفت كذا فيضع على الخبز شيئاً من دهن السمك ويجبرني على هذه نأتي بطعام آخر فلا يرضى وهو ما شاء الله مسرور جداً بهذا، وأنا مسرور بدعابته ولكن أجاعني يومها سامحه الله... لكن ما شاء الله في منزله دائماً يعني لإخوانه جولات وصولات..

 

الحقيقة الأخ أبو بكر فيما أشير هنا قضيته قضية فلسطين وأشهد أنه فعلاً ذهب مجاهداً وعمل عملاً جاداً وهذا هو الامتحان الحقيقي في تلك الحقبة، يعني أن تجد الشاب المفتحة أبواب الحياة أمامه فعلاً يكون همه أن يستشهد في سبيل الله تعالى وأن يبذل ما يستطيع على ساحة يأمل فيها مرضاة الله تبارك وتعالى وهذه الشهادة في سبيل الله، الحقيقة لو أردت أن أتابع هذه القفزات لا تسع بنا الحديث.

 

بعض القضايا التي قد لا يذكرها هو هي أني أعجبت بشكل مبكر بحبه للكتاب، نحن الشباب كنا نرى جامعيين وأننا ندرس في حلقات المشايخ وكذا عندما سعدنا بحضور مؤتمر القدس سنة 1953م حيث كان سيد قطب رحمة الله عليه والشيخ البشير الإبراهيمي وصالح العشماوي ورجال كبار، وأشهد أن المؤتمر كان نظيفاً يوم ذاك وكان الشيخ محمد محمود الصواف رحمه الله لولباً عظيماً فشرفنا يوم ذلك بحضور المؤتمر، وكان شيخنا ورئيسنا الشيخ الطنطاوي قواه الله وعافاه وأعانه وجزاه عن هذه الأمة كل خير، وكان أيضاً في عضوية هذا الوفد الأستاذ عصام العطار وأخونا أبو بكر وأخوكم الشيخ أديب الصالح، الحقيقة الذي استوقفني يوم ذاك بالنسبة لأبي بكر بجانب نباهته لما يقال وصلاته بهذه الشخصيات ومحاولة أن يستطلع أخبار العالم الإسلامي من خلالهم وأن يفيد من بناء هذه الشخصية مع هذا ومع ذاك، ولا يترك شاردةً ولا واردةً وهذه أثرت تأثيراً عظيماً في تكوينه.

 

إلى جانب ذلك قضية المكتبات، يعني مسارب مدينة القدس التي يبكي القلب عليها الآن وهي سجينة الاغتصاب اليهودي وأذناب اليهود، يعني ما عرفت طرقاتها ومساربها ومداخلها إلا من خلال أبي بكر جزاه الله خيراً؛ يقول لي هناك مكتبة في الحارة الفلانية تذهب إلى المكتبة ننزل نصعد أدراج كذا يعني داخل القدس شيء عجب الحقيقة، وكنت أتمنى لو تكررت هذه لكنت كانت المرة الوحيدة في حياتنا سنة 1953م.

 

مثل هذه أيضاً في لبنان أشهد بأنه كان يشجعني بالتعرف إلى المكتبات، ونشتري كتباً فكنت أنا حسب الظاهر أقول طيب أبو بكر ما علاقته بهذه القضايا، يعني ما أعرف تفصيلات، وهو لا يدعي الحقيقة لكن يعني هذه ظاهرة كنت أتوقف عندها كثيراً رغبة أبي بكر في الكتاب، لكن الآن عندما تشعر أنت بوجود المكتبة مع المكتب الإسلامي ليس كل ناشر يجمع مكتبة، الحقيقة العناية بهذه المكتبة وجمعها يدلان على شيء أصيل في النفس بالنسبة للرغبة في الكتاب والصلاة بالكتاب، يعني مرة أذكر احتجت إلى موضوع وجزاه الله خيراً فتح لي أبواب المكتبة، مخطوطها ومطبوعها، وتقريباً داومت فيها ما يقرب من أسبوع، ورأيت ما شاء الله العجب العجاب، وهذا الكلام قديم مضى عليه أكثر من ربع قرن نمت بعد هذا نمواً عظيماً جداً، لا شك أن هذه محطة من محطات الفكر والتوجه عند أخينا أبي بكر لا بد أن يوقف عندها، وفي مرة من المرات كان يأتي بجزء من الأعلام للزركلي رحمه الله تعالى ويضع بعض الملحوظات يقول: ألا ترى يا أخي هذه كذا، ألا ترى هذه يجب أن تقدم، ألا ترى هذه يجب أن تؤخر فكنت أحس فعلاً أن أبا بكر ليس غاوياً لجمع الكتب فقط، ولكنه على صلة بمكتبته ولا يبخل على إخوانه جزاءه الله خيراً أبداً..

 

لا أريد أن أطيل عليكم أكثر من هذا، ولكني أود القول بأن كلاً منا له وعليه فأخونا أبو بكر والمتحدث عنه وكلنا لسنا مبرأين من المآخذ والهنات، ولكن الجلسة الآن ليست جلسة محاسبة فنحن نعرض هذه الصورة المشرقة التي نعرفها ونعتقدها وإن كان عليه مآخذ كما علينا مآخذ نرجو الله تبارك وتعالى أن يعيننا على تلافيها وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وما أجمل أن يكرم العاملون يا إخواني وما أجمل أن يكرم الرجال، وما أجمل أن يتربى الجيل على احترام العاملين في الجيل الذي قبله، يعني أمر منكر جداً أن يتربى شبابنا لا سمح الله على إنكار الجميل على عدم الإعتراف بالفضل إذا جاء جيل لا يعترف بفضل الجيل السابق معناها تمزقت حلقات التاريخ، أما إذا كان كل جيل له أدبه وعنده القدرة على الانتفاع بمن سبقه فهذا أمر طيب جداً، وهنا في الحقيقة يأتي الدور العظيم لهذا اللقاء الطيب أرجو أن يكون من ورائه الخير الكثير.

 

وعندما عمل أبو بكر في السياسة أيضاً عمل مقاتلاً في أول يوم من أيام مجلس النواب بدأت المشكلات، طبعاً هو يحب المشكلات كما قلنا وبعض القضايا الفقهية، بعض القضايا الربوية، قضية تحريم الخمر وكذا، الحقيقة جاهد جهاداً طيباً وإن كنت أختلف معه في بعض الآراء حتى سلفيته أحياناً كنا نختلف في بعض القضايا، ولكن الاختلاف لا يفسد للود قضية لأن هنالك حصيلةً أساسيةً هنالك أساس والحمد لله التقينا على الأخوة في الله، يعني كثير من القضايا الجزئية يعلم أبو بكر أني أخالفه فيها مخالفة يقينية وأنا أعلم أنه يخالفني فيها مخالفة يقينية، ولكن لله الحمد لم يكن ذلك في يوم من الأيام سبباً لتنافر القلوب، يعني الاجتهاد ممكن تختلف وجهات النظر من هنا ومن هناك. وإن كان هو في حياته العملية وما حصل له بدأ يصدق بعض نظرياتنا السابقة، على كل أرجو الله تبارك وتعالى أن يكون من وراء ذلك خير كثير، وأعود إلى تجديد الشكر إلى صاحب هذا الميدان الطيب الفسيح وهذه المزرعة الكريمة للخير التي تستنبت الخير، ولهذه القنوات التي تصل بين القلوب والعقول. وتكرم أهل الفكر وأهل الفقه والأدب، كما أعود بالدعاء مرة ثانية أن تعمل هذه الاثنينية وتوفق دائماً لخدمة الإسلام والعربية والحق وأهل الحق بوجه عام..

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم وسامحوني إذا كنت قد أتعتبكم ببعض القفزات لأن التصدع في رأسي يداعبني بين الحين والآخر ولكن نستشفي إن شاء الله بكلمة الحق.

 

♦   ♦   ♦

«كلمة فضيلة الدكتور محمد لطفي الصباغ»

الكلمة الآن لفضيلة الدكتور الشيخ محمد لطفي الصباغ:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.

 

الحقيقة أن من يأتي دوره في الكلام متأخراً يجد أن السابقين قد خطفوا منه الكثير مما كان قد زين في نفسه أن يقول، لكنني كتبت بعض الخطرات وأستميحكم معذرةً إن وجدتم فيها تكراراً ولكن على كل حال سترون اختلافاً في الأسلوب، ولقد كنا قبل أن نأتي إليكم كنا في زيارة الشيخ علي الطنطاوي وقد رجانا أن نعتذر إلى أخينا الأستاذ زهير لأنه لم يستطع أن يحضر بجسمه قال: وإن كنت انا حاضراً معكم بقلبي، نسأل الله تعالى أن يبارك في عمره وأن يحفظه للمسلمين.

 

أيها الإخوان الكرام: أبدأ بكلمتي بأني أحمد للأستاذ الشيخ عبدالمقصود هذه السنة الحميدة في تكريم الرجال فالوفاء للرجال وتكريمهم وهم أحياء نبل مشكور وفضل غفل عنه كثير من أصحاب الامكانات المادية والفكرية، فكثير من العلماء الأفذاذ والمفكرين الأجلاء الذين أدركناهم لم يعرف الناس فضلهم إلا بعد أن طواهم الموت وغاب كثير من معالم حياتهم معهم؛ فهذه السنة الحميدة تستحق أن تذكر ويحمد لصاحبها فعلها..

 

وفي هذا التكريم إضاءات لحياة كثير من هؤلاء الكبار الذين تركوا أثراً في حياة الناس، وبياناً في جوانب حياتهم، إن هذه الأمسية في نظري وأمثالها سجل لتراجم رجال كانوا أهلاً لأن يُكرموا وإن أعرف الناس بحقيقة الرجل هو نفسه فعندما يتحدث عن نفسه أو يجيب عن الأسئلة التي تقدم إليه معلومات هي في غاية الأهمية، وهذه المعلومات هي أصدق ما يمكن أن يقف الباحث عليه في حياة الرجل، ولا تفقد هذه المعلومات دلالتها حتى لو أن المسؤول جانب الصراحة وتهرب من ذكر الحقيقة والتوى إجابته، وأشكر للأستاذ الفاضل أن أتاح لي هذه الفرصة لأتحدث عن أخ كريم وصديق عزيز استمرت صداقته نحواً من نصف قرن ولا تزال.

 

أيها الإخوان الكرام إن الحديث عن الكبار بحضورهم أمر صعب أن ألزم المتحدث البعد عن المجاملة، فكيف إذا كان الكبير زهير الشاويش، إن الحديث عندئذ صعب جداً ذلك لأن صاحبنا رجل مخيف، مخيف حقاً، سمعتم أنه لم يستطع الجن أن يقف أمامه، لست أنا الذي يقول هذا بل أنقل ما سمعته من صديقه الحميم وصديقي الدكتور عبدالرحمن الباشا رحمه الله، فقد قال مرة: والله إني لأخاف من صاحبك زهير وحق له أن يخاف، إنه مخيف لا على نحو ما ذهب إليه الشاعر:

أهابك إجلالاً وما بك قدرة علي..


لا.. ولكنه مخيف لأنه به قدرة على البطش، ومع ذلك سأغامر الليلة وأحدثكم عنه حديثاً بعيداً عن المجاملة ملتمساً الحماية من جمعكم الكريم، وأحسب إن شاء الله سأكون من الآمنين.. عرفته شاباً مطربشاً يضع نظارةً نحيف الجسم ممشوق القامة كثير الحركة متقد النشاط لا يكاد يستقر في مكان، وكان يمشي كثيراً وقد يستخدم في تنقلاته وسائل المواصلات المعروفة في ذلك الحين كالترام والعربة التي تقودها الخيول، وقد جمعتني بهذا الأخ الكريم أكثر من علاقة، فأنا وهو من أبناء حي واحد هو حي الميدان، من أحياء دمشق، نشأنا فيه، وحي الميدان حي المروءة والكرم والجهاد والتدين يعرف أبناؤه بعضهم بعضاً معرفة وافية.

 

وكانت كل حارة من حاراته كأنها أسرة واحدة، فرح واحد منهم فرح للجميع، وحزن واحد منهم حزن للجميع، يتعاونون ويتكافلون ولا يحس الواحد منهم بغربة، إذا توفي واحد من الحارة سارع أكثر من واحد لفتح داره لاستقبال المعزين ويشاركونه حزنه ولا يتظاهر أحد من الجيران بالفرح ولا يفتح مذياعاً في تلك الحارة على غناء أو موسيقى، وإذا غاب رجل عن بيته، تفقد أهل الحي أخاهم حتى يعرفوا حقيقة غيابه، وإذا سافر أحدهم قام جيرانه برعاية أهله في كل ما يحتاجونه، وإذا مر غريب راقبته عيون يقظة مؤدبة فإن كانت له حاجةٌ سعوا في مساعدته وإن كان مريباً وقفوا في وجهه وأخذوا على يديه، وأحسب أن هذا الوضع الاجتماعي كان في معظم بلاد المسلمين قبل أن يتأثروا بحضارة الغرب.

 

والعلاقة الأخرى التي كانت سبباً في توثيق العلاقة بيننا التزام كل منا بالإسلام والحمد لله، ومحاولة الدعوة له والنظرة للأمور من خلال مبادئه، وقد توثقت صلتي بوالده أبي أحمد رحمه الله الذي كان وجهاً من وجوه الحي، وقد قامت بيني وبينه صداقة على التفاوت في السن، ولا أذيع سراً إذا قلت لكم إنه كان يشكي إلي ابنه زهيراً المحتفى به، يشكو إلي مشاكسته وبعض تصرفاته ظناً منه أنني قادر على تقويمه، ولكن ذلك كان حسن ظن من الوالد فقط، لأن صاحبنا كما سأذكر لكم كان مشاكساً حقاً.. ويستعصي على الانقياد لاحد، وكأنه يتمثل قول ذي الإصبع العدواني في نونيته:

إني أبي أبي معارضة
وابن أبي أبي من أبين
لا يخرج القسر مني غير مأبية
ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

 

ولعله سيذكر لكم هو أنه بسبب هذه المشاكسة لقى عقوبة من أستاذنا الطنطاوي حفظه الله، كان صاحبنا منذ نشأته متميزاً بصفات ينفرد بها، فطلاب المرحلة الابتدائية عادة يشترون بخرجياتهم التي يأخذونها من آبائهم بعض المآكل والألعاب، ولكن صاحبنا كان وهو في تلك المرحلة يشتري الصحف ويطالعها وقل ما من كان يقرأ الصحف من الكبار في ذلك الوقت، وقد وسعت هذه القراءة مداركه، فكانت نظرته للأمور تتصف بالشمول، وكان حفظه الله بالإضافة لاتصافه بالمشاكسة متمرداً على كثير القيود التي يخضع لها أقرانه، ويبدو أنه ضاق ذرعاً بالاقتصار على المدرسة وهو يريد ما هو أوسع منها وأشمل وقاده هذا التمرد إلى الخروج من قيودها وطلب العلم أفق أرحب وإن كان يتعلل هو بعلل أخرى ولكنه التمرد..

 

انكب يقرأ ويطالع وكانت قراءاته متنوعة في السياسة والأدب والتاريخ والتفسير والحديث والفقه والفرق والشعر والطب، وبدأ منذ وقت مبكر من حياته ينشئ لنفسه مكتبةً وشرع يتردد على حلقات العلماء؛ ولكنه لم يكن مريداً لواحد منهم ولا مداوماً على ذلك التردد، والشيء الذي لم يكن يتخلى عنه هو المطالعة الدائمة، ومهما يكن من أمر فإن هذه الصفة التي سميناها التمرد التي كانت ولله الحمد في دائرة الشرع لا تجاوزه ما زالت حتى بعد أن أدركه الكبر، وكان إذا علم أن أحد إخوانه يبحث في موضوع سارع إلى اهدائه أو إعارته ما يحتاج إليه من الكتب ولو لم يطلبها، إني لأذكر أنه أهدى واحداً من كبار فقهاء الشافعية في بلدنا كتاباً ثميناً كان يتطلع إلى اقتنائه ولا يجد السبيل إليه، وهو السنن الكبرى للبيهقي الذي قيل فيه إنه ما لأحد جاء بعد الشافعي إلا وللشافعي في عنقه منة عليه إلا البيهقي فهو الذي له منة، لأنه في كتابه هذا جمع الأدلة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته للأحكام التي قررها الشافعي وتلامذته.. أهداه إياه وهو لم يطلبه منه..

 

وأذكر على سبيل المثال أيضاً أنه أهدى أحد إخوانه كتاب صحة الأسرة للدكتور أحمد حمدي الخياط رحمه الله عندما علم أنه مقدم على الزواج، وكم بذل من المال والجهد لتأمين مخطوطة لباحث يبحث في موضوع يتصل بتلك المخطوطة، وكان يتمتع بذاكرة قوية، فقد يسمع من إنسان أنه مهتم بموضوع معين وتمضي الأيام فإذا وقف على شيء يفيد صاحبه اتصل به ودله عليه، وقد أعانته هذه الذاكرة على أن يكون سريع الجواب مستعيناً بما اختزن في ذاكرته في إفحام من يجادله والتغلب عليه.. ويمتاز المحتفى به بذكاء حاد، يشهد له بذلك كل من عرفه عن قرب وقاده ذلك إلى اعتزاز شديد برأيه وإصرار عليه، وهو صاحب دعابة لطيفة وقد يوظف هذه الدعابة لتحقيق ما يريد.. كنا في رحلة ضمتني وإياه والشيخ أديب الصالح وكنت أصغرهم سناً فشرع حفظه الله يوزع المهمات، فكان له أن يجلس لإعداد الطعام، وكلف الشيخ أديب بمساعدته في بعض الأمور البسيطة، أما جلب الأغراض وغسل الصحون والأعمال الشاقة فكان يقول: أصغرنا سناً هو الذي يقوم بهذه الأعمال وقد أرهقني هذا التوزيع، ولكنه كان بغلاف من المرح والدعاة، وكان شديداً على المنحرفين يجادلهم بالحجة والبرهان ولكنهم إن اعتسفوا خاطبهم بما ينبغي أن يخاطبوا به، ولذلك كان مخيفاً.

 

كان مرةً في مجلس فسمع ملحداً يهذي ويقول: إن أبا جهل يتصف بالأصالة العربية وقوة الشخصية أكثر من أبي بكر، رضي الله تعالى عنه، فما كان من أخينا المحتفى به إلا أن قام إليه يحاول إفهامه باللغة التي لا يفهم إلا بها ولا يستحق أن يعامل إلا بها وما أنقذه منه إلا أن هرَّبه صاحب الدار، وكذلك فقد كان موقفه شديداً من دجال يهودي يمارس الطب في حيناً وليس بطبيب كان يحقن الإبر ويداوي الناس لقاء أجر يسير، وكان الفقراء يترددون على غرفة استأجرها يحملون إليه مرضاهم وقد يدعونه إلى بيت المريض إن لم يستطيعوا حمله إليه، وكان هؤلاء الناس بطيبتهم يحمونه من مداهمات الحكومة التي تطارد المتطببين الدجالين ويحسنون معاملته، حتى بعد أن اغتصب اليهود بلادنا فخالف صاحبنا ما ذهب إليه أولئك الناس وكان يدعو إلى إخراجه، وقد هم أكثر من مرة في التعرض له وما أدري إن كان أصابه بشيء من الأذى أم لا..

 

وكانت قضية فلسطين شغل جيلنا الشاغل، ولم تكن هناك في حياتنا واهتماماتنا قضية أكبر منها، ولما أتيح للشباب أن يشاركوا في مجاهدة اليهود تقدم نفر منهم إلى ميادين فلسطين يبذلون أرواحهم للدفاع عن بلاد المسلمين التي لا يملك أحد التصرف بها وإعطاءها لليهود، وكان منهم صاحبنا المحتفى به، وكان موقف والده موقف الشهامة والبطولة والصدق فقد قدم إليه البندقية وقال: أمض في طريق الجهاد حقق الله الخير والنصر للمسلمين، وهذا نادر في أيامنا فقد كان موقف غيره من الآباء المخالفة والوقوف في وجوه أبنائهم، وذهب زهير الشاويش في كتيبة الجهاد مع إخوانه الذين استشهد بعضهم، وعاد بعضهم بعد أن دبرت مؤامرة الهدنة ودخول الجيوش العربية لغرض كان خافياً عن أنظار الناس يومذاك، ولما عاد إلى دمشق تابع مسيرة العمل العام.

 

ولصديقنا غرام بالكتب فمكتبته تعد من أعظم المكتبات الخاصة في بلادنا العربية، فيها نفائس المطبوعات النادرة وفيها المخطوطات والمصورات والدوريات والوثائق ذات الشأن، ومن مزاياه أنه كان يجمع الوثائق والمصورات وأحسب أنه ينفرد بتملك عدد كبير من وثائق العمل الإسلامي والسياسي في العصر الحاضر فيما يتعلق ببلاد الشام خاصة والبلاد العربية عامة، وكم أتمنى أن يفيد منها أبناء هذه الأمة فإن الناشئة يا أيها السادة في حاجة ماسة إلى أن يبصروا بحقائق التاريخ الحديث التي لا يعرفون منها إلا القليل المبتور، والإعلام المضاد ماض في خطته التي تقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، وتستولي على عقل الجيل والرأي العام وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وهو يبذل حفظه الله هذه المكتبة للعلماء وطلبة العلم، وما زلت أذكر أن أحد طلبة العلم نزل في قرية من مصايف لبنان فحمل إليه خزائن وملأها بالكتب التي يحتاج إليها، وكم مرة زرته في دارته ببيروت فوجدت بعض الدارسين يرجعون إلى دوريات وكتب تلبي حاجاتهم في مكتبته، وكان لمكتب النشر - وأنا سأترك هذا الكلام للأستاذ دولة - وكان لمكتب النشر الذي أقامه أولاً في دمشق ثم امتد إلى بيروت أثر كبير في إذاعة العلم وتيسيره تأييد مذهب السلف فهناك عدد من المراجع الضخمة التي كانت حبيسة خزائن المخطوطات طبعت في هذا المكتب لأول مرة، وحققت وخدمت وأصبحت في أيدي طلبة العلم، أذكر منها كتاب روضة الطالبين للإمام النووي، وكتاب شرح السنة للإمام البغوي، وكتاب زاد المسير للإمام ابن الجوزي، مع العناية بتخريج الأحاديث غالباً، وقد كان لهذا المكتب فضل في أن تخرج فيه عدد من المحققين مارسوا العمل فيه وما زالوا يعملون فيه حتى أتقنوا صنعة التحقيق العلمي وأضحى بعضهم من كبار المشتغلين في هذا الموضوع، ولم يكن في بلاد الشام قبلهم من يعمل في هذا المجال على هذا المستوى المتقن، وكان الاتجاه في تحقيق التراث هو الغالب على المحتفى به، وإننا لنرجو أن يتابع المكتب أداء الرسالة التي التزم بها وألا يعفي صاحبه نفسه من المسؤولية والإشراف بعد أن بلغ السبعين من العمر، ذلك لأن خبرة بضع وأربعين سنة لا يجوز أن تتوارى.

 

وأخيراً فلقد كان صاحبنا سلفي النزعة في وقت مبكر، وقد كان عوناً لنا ونحن طلاب في الجامعة على حماية مسجد الجامعة من عدوان المبتدعة، فقد أقامت لجنة المسجد، مسجد الجامعة السورية، مسجد الجامعة بعيداً عن البدع التي كانت في المساجد فجن جنون المبتدعة، كيف يقوم مسجد لا بدعة فيه، فحاولوا إرسال نفر من أتباعهم ليحدثوا فيه ما ألفوا من البدع، وبلغ صاحبنا الخبر أنهم كانوا عازمين على إثارة فتنة عمياء في المسجد، فقام صاحبنا في صباح تلك الجمعة بتصرف فيه قوة وحمية فخوف هؤلاء القوم وهددهم، وذلك عندما ذهب إلى رأس مدير من رؤوسهم وحمله المسؤولية واصطحب معه واحداً من أعضاء اللجنة دون أن يخبره بما هو عازم عليه، فخشي القوم وانطفأت الفتنة دون أن يلفحوا واستمر المسجد على ما هو عليه من الاستقامة على السنة.

 

وبعد فإني أسأل الله أن يبارك لأخينا في عمره وأن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يختم لي وله بالحسنى، والحمد لله رب العالمين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الحقيقة الكلمات كثيرة، وطبعاً قليلة في حق سعادة ضيفنا حفظه الله، ونتمنى على من تبقى لديه كلم أن يختصر حتى نستطيع أن يكفينا الوقت.


♦   ♦   ♦

«كلمة الأستاذ محمد علي دولة»

الكلمة الآن لسعادة الأستاذ محمد علي دولة:

بسم الله الرحمن الرحيم، وأصلِّي وأسلِّم على المصطفى الأمين ورحمة الله للعالمين.

 

أيها الحفل الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد احتفت هذه الإثنينية الزاهرة حتى الآن بما يزيد على مائة وسبعين شخصية مرموقة، وكان من بين هذه الشخصيات: العلم المسلم المبرز والشاعر المبدع، والأديب المتقن، والصحفي اللامع، والأستاذ الجامعي القدير، والإداري المسدد، والفنان الموهوب، وكل هؤلاء تنتظمهم صناعة الكلمة، وتصل بينهم وشائج الفكر، وعطاءات القرائح، وتجمعهم دروب العلم والمعرفة والعطاء.

 

واليوم يكرم عميد هذه الاثنينية رجلاً يتصل بنسب قريب جداً بعدد من أصحاب تلك المواهب والاختصاصات، بل إنه من لُحمتهم وسُداهم، وهو بالإضافة إلى ذلك، واسطةُ عرض عطاءات أولئك الأعلام على عموم الناس، إنه الناشر الذي يساهم المساهمة الكبرى في توصيل العلوم والأفكار والفنون والإبداعات إلى سائر الناس.

 

أيها الحفل الكريم: إن ضيفنا الكريم الأستاذ زهير الشاويش رجلٌ متعدد الجوانب، جمُّ العطاءات، وقد آثرت أن أتحدث عنه ناشراً، بعد أن سبقني إلى الحديث عن جوانبه الأخرى الأساتذة الأفاضل الذين تكلموا قبلي، وقد أثنى عليه خيراً العلامة الأديب الشيخ علي الطنطاوي ثناءاً عطراً في مواضع عديدة من أجزاء ذكرياته الثمانية، ومن شاء فليرجع إليها.

 

لقد كان الأستاذ زهير شاويش زائداً من رواد النشر في بلاد الشام، فقد أسس المكتب الإسلامي للطباعة والنشر منذ ما يزيد على أربعين عاماً، ولقد دأب هذا المكتب على العطاء الجم الجزيل ولا يزال وأخرج للناس الألوف من الكتب النافعة إن شاء الله.

 

وإليكم إلمامة سريعة عن تاريخ هذه الدار الناشرة الكبيرة:

• أسس الأستاذ زهير شاويش المكتب الإسلامي للطابعة والنشر في عام 1376هـ الموافق لعام 1957م في مدينة دمشق، وشجعه على ذلك الدكتور مصطفى السباعي والأستاذ علي الطنطاوي والأستاذ عبدالرحمن الباقي وغيرهم.

 

• وقام بتعضيده في هذا العمل المحدِّث الشيخ ناصر الألباني والمحدثان الشيخان: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، والأستاذ سعيد الطنطاوي، وغيرهم، وعمل معهم في التصحيح والتدقيق العديد من طلاب العلم.

 

• وصبر المكتب على المضايقات والصعاب التي قامت في وجهه في عهد الوحدة السورية المصرية، لكنَّ صاحبه وبما عُرف عنه من حنكة وسياسة وجرأة، تمكن من الإستمرار في علمه، ومتابعة طريقه في نشر الكتاب وتحقيق التراث.

 

• وبعد انفصام الوحدة اتسع نطاق عمله وازداد نشاطه، وافتتح فروعاً ووكالات للتوزيع في عدد من البلدان العربية.

 

• وفي سنة 1382هـ 1963م انتقل المركز الرئيسي من دمشق إلى بيروت بسبب سهولة الطباعة والشحن والحصول على الورق المرغوب، والتجليد الفاخر، وحرية تبادل الأموال.

 

• وواصل المكتب عمله في لبنان، واجتاز سنوات الحرب الأهلية القاسية ووقاه الله الشرور والأذى فقد كان مركزه في الوسط ما بين بيروت الشرقية والغربية، وكان في طريق القذائف من الجهتين، لكن الله سلَّم.

 

• وقد أنشأ الأستاذ الشاويش مكتباً آخر في عمّان رديفاً لمكتب بيروت ولا يزال يواصل عمله.

 

• ومنذ بضع سنوات ترك الأستاذ زهير إدارة المكتب وتصريف أموره لولديه الشابين علي وبلال، وقد حملا الأمانة بجدارة ومضيا بها قدماً إلى الأمام.

 

أيها الحفل الكريم:

لقد تنوعت منشورات المكتب الإسلامي وتعددت وكثرت، لكنها كانت كلها مختارة ونافعة إن شاء الله.

 

لقد اعتنى ضيفنا الناشر الكريم بكتب التراث وجعل لها الأفضلية على الكتب الحديثة، وقد اعتنى بالعلوم الأساسية فكانت منشوراته في هذه المجالات:

1- علوم القرآن الكريم.

2- علوم السنة المطهرة والعقيدة الصحيحة.

3- تاريخ الإسلام وتاريخ رجالاته.

4- علوم اللغة العربية وآدابها.

5- الثقافة الإسلامية المعاصرة بشتى فروعها وألوانها.

 

واستمعوا إلى صاحب المكتب الإسلامي يوضح لكم رسالة مكتبه بالكلمة التالية التي بدأ بها فهارس مطبوعاته التي يصدرها كل سنة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم اجعلني أهلاً لخدمة الإسلام الذي ارتضيته لعبادك:

بنشر كتابك وعلومه
وحديث نبيك وفقهه
وتاريخ أمتنا ورجالها
وتعميم العربية وآدابها

 

وبعث الدين من كل ذلك، تقديم الثقافة الصالحة للناس، ليتسلحوا بالمعرفة والوعي، ويتبصروا بالعصر ومشكلاته، وينهجوا السبيل الأقوم اللهم يسِّر لي امري، وآخر دعائي أن الحمد لك يا رب.

 

أيها الحفل الكريم:

• لقد كان المكتبُ الإسلامي مدرسة رائدة للتحقيق العلمي في بلاد الشام، لم يسبقه إلى هذا الأمر غيره، ولقد أخرج الكثير من كتب التراث محققة مخدومة ميسَّرة النفع، فقد أنشأه عالم مطَّلع، دأب على الازدياد اليومي من العلم منذ طفولته، وساعده جملة من العلماء، لقد كان له فضل السابق بهذه الأمانة الكبرى والمهمة العظمى، وقد لحقه في هذا المجال مؤسسة أخرى رائدة هي مؤسسة الرسالة التي أنشأها الأستاذ رضوان دعبول، ولحقتهما دار القلم التي أنشأها كاتب هذه السطور في دمشق، ولقد تخرج في المكتب الإسلامي عشرات المحققين، وانبثق منه عشرات المكاتب ودور النشر، بل والمطابع.

 

ومما يذكر لهذا المكتب الزاهر أنه فتح أبوابه لطلاب العلم والباحثين والمؤلفين، وسهل عليهم الاستفادة من المراجع والمصادر التي تذخر بها مكتبته ومكتبة مؤسسه. والمكتب الإسلامي ولله الحمد، من دور النشر التي تُذْكر فتشكر وتحمد فهو يحترم من يتعامل معه، ويؤدي لكل ذي حق حقه.

 

أيها الأخوة الكرام:

هذه لمحة عن جانب من جوانب ضيفنا الكريم، إنه ناشر رائد، صاحب رسالة، ورجل معطاء، يحتفي بطلاب العلم، وبالعلماء، ويبذل لهم الكثير، إنه من الرجال الذين تحملوا ما لم تحملوا من ضريبة هذه الصنعة المتعبة، صنعة النشر.

 

ودعوني أختم كلمتي بأن أبثكم بعض همومي كناشر، فأنتم أهل العلم والثقافة وأصدقاء الكتاب، وهذه الاثنينية يحرص عميدها على الإحتفاء بالكتاب والمؤلفين ويهتم بالكتاب ونشره، ولقد وزَّع الألوف من المكتب على ضيوفه وروّاد اثنينيته، بل لقد دخل عالم النشر ويهمه ما يهم زملاءه الناشرين. أذكر لكم ثلاثة هموم من هموم عالم النشر.

 

1- هذه الصنعة (صنعة النشر) هي في الأساس صنعة العلماء وطلاب العلم ولقد دخلها في هذا الزمان أميون لا يجيدون قراءةً ولا كتابة، وكل ما يعرفون تصنيع الكتاب وبيعه بصرف النظر عما يحصل في داخله من أخطاء وعيوب ومخازٍ. لقد سألت أحدهم عما يطبع فقال لي: إنه يطبع رواية أدبية كبيرةً للشيخ ابن كثير اسمها البداية والنهاية، وما درى الجاهل أن هذا الكتاب هو سرٌ عظيم في قصص الأنبياء، والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي لبضعة قرون.

 

2- تتعرض هذه الصنعة للقرصنة والسرقات الظاهرة والخفية، ولطالما طبع المزوّرون كتب غيرهم وباعوها وربحوا بها، وليس لهم فيها أي جهد، وطالما صفَّ المزوّر كتباً محققة مخدومة صنعاً جديداً ونسبوها لهم بعد اقتناص جهود الآخرين. أعرف محققاً فاضلاً أمضى أكثر من عشرين سنة في تحقيق كتاب كبير في علوم القرآن، وجاء المزور فصنَّعه كما هو وترك أخطاء المحقق كما هي، ونسبه له ولداره.

 

3- هذه الصنعة يتيمة تعاني ما يعاني اليتامى من الأوصياء الظلمة، فلا تجد سنداً لهم كبير، ولا يرعاها ذو منصب خطير، ولا يتواصى أصحاب القرار بحمايتها بله مساعدتها وتقديم العون لها!! أيها السادة: لقد بثثتكم بعض هموم صنعة النشر لنلقى المواساة والعون من أهل الثقافة والعلم وليعرفوا مقدار ما نعاني نحن الناشرين، وختاماً: تحية لضيفنا الكريم وتحية لكم، ولعميد هذه الندوة التحية والتقدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

♦   ♦    ♦

«كلمة الأستاذ نزار الخاني»

وللأستاذ نزار الخاني كلمة يلقيها نيابة عنه الأستاذ محمد علي موزة.


بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الحفل الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

 

فكم كنت أتمنى أن أشارككم حفلكم هذا، الذي تكرمون به أخي وصديقي أبا بكر ثم أبا بلال من بعد ذلك الأستاذ زهير الشاويش، لولا أن قعدت بي ظروف قاهرة منعتني من تحقيق أمنيتي هذه.

 

إن الأخوة والصداقة اللتين تجمعانني بالأستاذ زهير يعود تاريخهما إلى نصف قرن؛ أي خمسين سنة مما تعدون، كنا نلتقي في شطر كبير منها كل يوم قبل أن تضطره ظروفه للسفر إلى قطر فلبنان. وقد ظل ما بيننا، على الرغم من تباعد الدار في كثير من الأحيان، متيناً موصولاً بحبل الله لأنه قام منذ البداية على محبة الله والعمل في سبيله، وبقي كذلك إلى هذه الساعة. لذا وجدتُ رغبةً قويةً في أن أسهم في حفلكم الكريم بهذه العجالة المتواضعة، لكن الذي يشفع لها لديكم أنها صادقة تخرج من القلب ومن القلب إلى القلب سبيل. وقد يكون فيما سأقوله تكرار لما تفضل به الإخوة المشاركون في هذا التكريم بكلماتهم فمعذرة والكريم من عذر!.

 

وجهاد الأخ الصديق زهير لم يقتصر على فلسطين. هذا القطر الذي سيبقى بكامله جزءاً من أقطار العالم الإسلامي، إنما شمل جميع الأقطار في بلاد المسلمين - وما لم يفعله بسلاحه فيها فعله بوقته فكرسه له، وبماله بذلها في سبيله، وبقلمه شهره سيفاً حاداً على أعداء الله لا يخشى في الحق لومة لائم.

 

وهذا بيت والده مصطفى الشاويش رحمه الله في حي الميدان بدمشق لو استنطقت قاعاته وجدرانه لسطرته أسفاراً عما شهده هذا البيت الكريم الأصيل من وفود أمته من أرجاء العالم الإسلامي، وأحاديث خطيرة دارت فيه شؤون المسلمين وشجونهم، وكلمات وخطب ألقيت فيه حول معاناة المسلمين في بلادهم وبلائهم من المستعمر الغاصب، ومن حكامهم المسخرين حرباً على الإسلام والمسلمين فلم تبق حركة ولا جماعة ولا هيئة إسلامية منظمة أمّت دمشق إلا وكان لها وجود ومرجع في بيت الشاويش، حيث تلقى الرحب والسعة والإكرام الذي ليس بعده إكرام.

 

حتى المعارك الانتخابية الإسلامية في الأربعينات والخمسينات من هذا القرن اقترن بذكر هذا البيت العريق.

 

إن زهيراً كان إذا غضب بغضب الله، باراً بوالديه، وفياً لأصدقائه وإخوانه سيفاً حاداً في غيبتهم، فهنيئاً لمن كان موضع حب زهير، ويا تعس من كان يبغضه دون تجاوز منه ولا افتئات على حق، ولا فجور في خصومة!.

 

إنه سلفي متشدد في سلفيته وبخاصة فيما يتعلق بأمور العقيدة فلا يداري فيها ولا يجامل أحداً حتى ولا أقرب الأقربين منه، فقد حضرت مرات مناقشة بينه وبين والده أبي أحمد مصطفى رحمه الله في بعض الأمور الدينية، وكان والده يقول له على سبيل المداعبة: وهل هذه جائزة في دينكم يا زهير؟! فيجيبه زهير بكل أدب مع روح لا تخلو من دعابة الولد البار بوالده: كلا يا أبي إن هذه لا تجوز في دين الإسلام!! أشهد أنه بار بوالديه وإنني أعلم من ذلك الكثير نظراً لصلتنا القديمة والقوية.

 

هذه بعض جوانب من شخصية الأخ الصديق زهير الشاويش وأدعو له أن يمد في عمره مع الصحة والعافية، أشكر لكم صبركم على سماع هذه الكلمة المتواضعة التي قد لا تفي أخانا زهيراً حقه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

ونختم هذه الكلمات قصيدة للدكتور رضا نعسان بهذه المناسبة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبدالله ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

لست بالشاعر ولكن الوفاء لذلك الود القديم الذي كان بين والدي رحمه الله وبين المحتفى به، هو الذي حفزني إلى نظم هذه الأبيات التي جاءت على عجل فاعذروني على بعض الهنات فيها: بسم الله، وبحسب الشعر هواناً أن يقال إن روايته مباحة.

 

هذا "زهير" بيننا متسامياً

أشدوا بماذا من سجايا جمة
سبحان من يعطي بلا مقدار
لكن خير خصالكم أشدو بها
نشر العلوم بسائر الأمصار
أحيت قلوباً كان غلفها الصدى
فغدت تشع بساطع الأنوار
وطبعت كل عظيم فكر محكم
وأعدت للمخطوط كل وقار
والفقه والتفسير نال لديكم
ما نال علم الجرح والآثار
ومع الجهاد لكم أباد ثرة
"للقدس" جئت بزمرة الأخيار
والجود في "الميدان" طبع شائع
ووصلت فيه لسدة الإيثار
و"الشام" تعرفكم وما تنسى الذي
قدمتموه "ليعرب" "ونزار"
هذي زهيرات لكم قد أيعنت
والغصن ماس بأنضر الأزهار
وعلى الغصون بلابل قد غردت
لحناً أصيلاً عامر الأوطار
شدو البلابل صادق ومعبر
أين الأصيل من الدعي العاري
و" دمشق " سامقة ويحكي مجدها
قصر الوليد ونسمة الأسحار
فتحوا البلاد وحطموا آصارها
فاستسلمت للواحد القهار
هذا "زهير" بيننا متسامياً
كالبدر في أفق المعارف ساري
ما حاد عن سلفية في نهجه
نعم الصراط ومسلك الأبرار
فالشيخ "ناصر" في "دمشق" وقبله
القاسمي و"بهجة البيطار"
و"حماةٌ" الجابي "أنار سبيلها
و"نسيب" في "حلب" رعاه الباري
وشرفت في نسب النبي "محمد"
ورفعت شأن الصحب والأصهار
ما زغت في قول ولا شطت بكم
قدم كشأن العصبة الأشرار
ومودة الآباء تورث مثلما
إرث يكون لدرهم وعقار
والعتب عند الأكرمين محبة
فاقبل عتاباً لست فيه مماري
هلا ذكرت الشيخ "ناصر" مرة
ليكون عقدك كامل الأحجار
فالشيخ قد غمر البلاد بعلمه
ومع الحديث له قبول ساري
هبوا إلى دوح التسامح واعبروا
وهم العثار وزلة الإنكار
وإذا عتبت على "زهير" مرة
فالعتب ممدوح لدى الأخيار
من نصف قرن كنتما في خندق
كم كسرت فيه النصال ضواري
من نصف قرن والمودة بينكم
ما ضرها نزغ من الأشرار
في قصر "خوجة" والسجايا جزلة
والبشر يعلو طلعة الزوار
من اسمه قد نال حظاً وافراً
فسعى الكرام لكعبة الأخيار
والله قد خص الكرام بفضله
شتان بين الجود والإقتار
واليوم هذا الجمع جاء مكرماً
لجميع ما ألفت من أخبار
ثم الصلاة على النبي" محمد"
فخر الوجود وسيد الأبرار

 

♦     ♦    ♦

كلمة الأستاذ زهير الشاويش

وبعد أن استمعنا إلى كلمات أصحاب الفضيلة والسعادة في ضيفنا الأستاذ زهير بن مصطفى الشاويش وما اشتملت عليه هذه الكلمات، في الحقيقة مخاوف الحديث مع الجن والمشاكسة الآن الكل يتوق إلى سماع سعادة ضيفنا فليتفضل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

قبل أن أبدأ بالشكر لكم على ما طوقتم به عنقي بما قلتم ووجهتم ونصحتم أريد أن أذكر كلمةً متعلقةً بالوفاء لهذا البيت وهذه الندوة، هي الحزن الذي أصابني بوفاة علامة الإسلام الشيخ محمد الغزالي تغمده الله برحمته، وإني لأشكر خادم الحرمين وأهله وإخوانه وحكومته ما قدموا لأبنائه ولجثمانه من عناية وخدمة وهذا شأنه ودأبه فجزاه الله خيراً، وتغمد الله أستاذنا وحبيبنا الشيخ محمد الغزالي بواسع رحمته.. أما بعد.

 

طلبت من صاحب هذه الندوة أن يأتيني بمرآة كبيرة أنظر فيها إلى وجهي هل أنا الذي يقال فيه هذا الكلام أم أنا غير ذلك!! لقد غمرتموني بالفضل ونقلتم من حياتي أشياء كما تفضل أخي الدكتور الصباغ لا أعرفها، وأخي الدكتور أديب أني لا أذكرها وذكرني أخي نعسان بأمور ما نسيتها وكيف أنسى؟ أنا بفضل الله ما زالت ذاكرتي قوية، ولكن إن أغفلت شيئاً فما أغفلته إلا بناءاً على فكرة طيبة ورأي أظن فيه الصواب والحكمة.. وقد اتهمت من الإخوة الأكارم بأن عندي حكمة. وبعضهم قال ذكاء وبعضهم كذا..

 

الحقيقة كل من يتدبر أمره يصل إلى ما وصلت إليه، فأنا ما تركت صاحبي وأخي في تلك النشرة الصغيرة التي كتبت مسودتها وما أعدت النظر فيها ولذلك فيها أخطاء كثيرة وقد توزع عليكم وفيها الأخطاء، وإنما عشنا معاً وقدمنا وخدمنا ما ظننا أن فيه النفع للناس، ثم نزع الشيطان أو بعض أصحاب الشيطان بيننا فاستجاب له أحدنا وتمسك الثاني وتمنع، وقلت كلمة يقولها الصوفية وأنا كما سمعتم سلفي أماً وأباً ومن كل جوانبي، ولكن هل يمنع أن يكون عند السادة الصوفية كلمة جميلة أقولها مستنداً إلى الشيخ الرافعي ليس صعباً علي أن أقول هذا فيا إخواني الكرام ذكر الجفا وقت الصفا من الجفا، فأنا لا أذكر ولن أذكر ولا أريد أن أذكر إلا مسامحاً كل من أساء إلي وأنا أعذر من يسيء إلي لأنني حقيقة كما قال الإخوة: مخيف كنت في يوم من الأيام، حتى انني جننت الجني كما سمعتم، ولذلك أقول لا أملك إلا الشكر لكم على هذا الحفل وليس لي عندي الحقيقة من زيادة أقولها بعد أن تفضل الإخوة وأطووا عليّ هذا الثوب العظيم، هناك أعمال عملتها وما كنت أظن أن فيها هذا النفع للناس، ولكن هم تبينوا بكرمهم وبألمعيتهم أشياء ما كنت أظن أن تكون ولكنها كانت والحمد لله.. وقد غمرت أيضاً بهذا الحفل الكريم. وأدخلت في هذا المعترك مرشحاً بينكم وما كل من يرشح ينجح، فإذا ما وجدتم فيما قال عني الإخوة الكرام: ما يؤهلني من أن أدخل في ضمن اثنينيتكم ومجلداتها فالحمد لله، وإن أقلتموني من ذلك يكفيني هذا الفخر الكبير أن أجلس متوسطاً من الحلقة الكريمة بحضوركم جزاكم الله خير.. فإن كان هناك أسئلة أخرى أرجو أن أجيب عنها وإلا اقبلوا شكري ولا أطيل عليكم ولا أبعدكم عن عشاء هذا الرجل الكريم الطيب، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


♦    ♦    ♦

فتح باب الحوار والأسئلة بين الضيف والحضور:

• الأخوة الحضور من لديه أسئلة أو سؤال واحد نأمل أن يكون سؤالاً واحداً أن يوافينا به حتى نقراه على سعادة الأستاذ.

 

• سؤال من الأستاذ رياض صابوني: ذكر سعادة الشيخ عبدالمقصود عن مكتبتكم العامرة الزاهرة وما تحويه من مخطوطات قيمّة ثمينة، ولفت نظري المعلومات القيمة التي يستقيها من مكتبتكم العلامة الكبير خير الدين الزركلي في كتابه العظيم الأعلام، أرجو أن تعرفونا عن مكتبكم وعن صلتكم بالعلاّمة الزركلي مع أطيب المنى.

 

• الأستاذ الزركلي تعرفت إليه تقريباً سنة 44 - 43 في مصر، وكان في المعتمدية السعودية في القاهرة، وكان هناك المعتمد الشيخ فوزان السابق العاصمي من أهل القصيم وكان من أهل العلم، ولكن الزركلي كان صاحباً لوالدي وهو يقارب والدي في السن، تعرفت إليه هناك، ولكن بعدها أصبحت من أهل العلم أو ملحقاً بأهل العلم ولذلك تعرفت على الشيخ الزركلي.. فكان الزركلي يأنس إلى بيتي، فيأتي مع الأستاذ ظافر القاسمي في كل أسبوع مرتين ويقيم عندي ساعات طوالا، وفي هذه الأثناء ينظر في المخطوطات ثم يأخذ كميةً معه إلى بيته يستدرك فيها على كتابه الأعلام، وقد استدرك الشيء الكثير ووضعها في ظروف كنت أراها عنده ولكنها لم تطبع مع الكتاب - لأن مكتبة الزركلي وأرجو أن لا تصيب الحالة التي أصابت مكتبة الزركلي مكتبتي فقد تشردت وتفردت - وإنما ما نقل في الأعلام من نسختي لأنهم سمعوا أن عند زهير نسخته الخاصة عليها تعليقات مفيدة ونافعة، ولما أرادوا أن يطبعوا الكتاب أخذوا نسختي ونقلوا منها ما نقلوا ولم ينسبوا إليها إلا القليل لأن الكثير منها لم ينشر، ووقعوا في خطأ، بشأن من توفوا بعد الزركلي فنقلوها ووضعوها في الكتاب، وهم ناس توفوا بعد الزركلي منهم الله يرحمه الملك خالد والشيخ سعد يس وأستاذي الشيخ بهجت البيطار، هذه أخطاء أنا لا أتحمل مسؤوليتها، ولكن ما كتبه الزركلي وقال مكتبة زهير الشاويش فهو صحيح. وما نقلوه عن مكتبتي عن المخطوطات. وأنها أقاموا الخاء وحطوا الطاء وأنها كانت مطبوعة فهذا أيضاً صحيح.

 

• درج بعض المؤلفين بتعاون مع بعض الناشرين اتخاذ مقدمات كتبهم وسيلةً للطعن في الآخرين والتشهير بهم فما رأيكم في هذا المسلك؟ السائل الأستاذ صالح معتوق.

 

• ليتك أعتقتني يا أخي وأنت معتوق من هذا السؤال وهذا الجواب.. ولكن يا أخي المكتب الإسلامي لم يُستشر ولم يقع إلا مرة واحدة في مقدمة واحدة وكان له فيها عذر وليس الآن المكان صالحاً لبيان هذا العذر لأنه يحتاج إطالة، وأما في مجموعها فلا يوجد عندنا طعن في أحد في ما طبعته أنا وفي مكتبي وفي المكتب الإسلامي إلا مرةً واحدةً وخففت منها حيث وضعت قبلها رسالةً صغيرةً سميتها التوضيح.. والحمد لله رب العالمين.

 

• عرف عنكم صلتكم الوثيقة، بالمحدث الألباني ونشركم لكتبه ولاحظنا من الأستاذ الألباني هجوماً عنيفاً عليكم، أرجو أن تبينوا رأيكم باختصار إنصافاً للحقيقة والتاريخ؟ السائل سالم راشد.

 

• سلمك الله يا راشد.. فمن الرشد أن تتركني من هذا السؤال المحرج.. ولكن الجواب عن ذلك: عملت مع أستاذي الشيخ ناصر الدين الألباني في علوم الحديث ونشره وتقديمه بكل إخلاص ونية صادقة مني ومنه، ولا هو بمعصوم ولا أنا بالمعصوم، ولكن في الفترة الأخيرة نزع بيننا نازع من بعض الناس من فعل الشيطان من خطئنا من كذا وقال ما قال وأنا قد مدحت الآن عندكم ومدحني أستاذي الشيخ علي الطنطاوي في كتابه العظيم، ولكن لم يمدحني أحد على الإطلاق في كل هذه الدنيا كما مدحني الأستاذ الشيخ ناصر جزاه الله خيراً.. وطبعاً لم يشتمني أحد كما شتمني الشيخ ناصر سامحه الله أيضاً.. والسلام عليكم.

 

• ما رأيكم في الدعاء الذي نسمعه في خطب الأعياد والجمع في ظل الظروف الحالية التي يطلق الكفار نعت الإرهاب على الإسلام محاولين إلصاق التهمة بنا.. اللهم أهلك الكفار والمشركين اللهم شتت شملهم ويتم أطفالهم. ورمل نساءهم واجعلهم غنيمة للمسلمين. فهل يخدم الجهر بذلك الإسلام والمسلمين في الظروف الحالية. السائل سالم باجابر.

 

• جبرك الله يا أبا جابر.. يا سيدي هذه أدعية مأثورة، ولكن إذا أراد الإنسان أن يحددها بفئة معينة أو شخص معين خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يدعو بمثل ذلك يقول (ما بال أقوام وما بال أقوام).. فالأفضل صرفها إلى حيث تصيب المحز، وإما أن نتركها عامةً وشاملةً لا نعرف من هم الذين تيتم أبناؤهم وكذا فكلام مطلق عام ما أظن يرضى أحد أن يحدده.

 

• سؤال من الأستاذ عصام بشير العوف يقول: هناك صداقة قديمة نشأت بينكم وبين والدي الأستاذ بشير العوف رحمه الله، وذلك من خلال الصحافة، والعمل الإسلامي، أرجو أن نسمع منكم عن بدايتكم الصحفية.

 

• بدايتي الصحفية كنت أخرج مجلة كان اسمها التوجيه خرج منها عشرون، ثلاثون عددا، الأخوان الكريمان أديب ومحمد يعرفان ذلك، فكنت صحفياً بالفطرة هكذا، ولكن بعد ذلك تتلمذت على أبيك بشير العوف كان مدير مجلة المنار التي أنشاها أستاذي الشيخ مصطفى السباعي، فكنت آتي بكلمات وأعطيها للأستاذ بشير فيمسك القلم الأحمر ويصحح ما فيها من أغلاط وأغلاطي كثيرة أنا، فكان يصححها وينشرها، ولكن ما كنت أنشر في تلك الأيام باسمي الصريح إيماناً مني بأني لا أستحق ذلك، وبقيت علاقتي مع والدك الأستاذ بشير علاقة صلة ومحبة وود واختلاف أحياناً ولكن هذا الذي جعلني، وبعد ذلك استمريت اكتب في الصحف ويكاد يكون كل أسبوع لي مقالان في أحدى الصحف أو المجلات وأكثرها في رثاء الأموات، حتى نجد بعد ذلك من يرثينا.. والسلام عليكم.

 

• من مطالعتكم التاريخية حول بلاد الشام هل تتكرمون بذكر بعض ما يحضركم من حوادث فيها عبرة.. والأستاذ محمد انس الزرقاء.

 

• يا سيدي أخ حبيب وابن أستاذنا الجليل أستاذ الجيل الشيخ مصطفى الزرقاء.. أذكر يا أخي أشياء سكت عنها علماء كبار لو أننا فعلنا شيئاً فيها لاسترحنا، من ذلك ترك الأقليات المعادية لديننا في بلادنا بناء على فتاوى وفهم لنصوص، فقد أتعبتنا طوال الدهر وهي اليوم تتعبنا ولو عاملناهم بالمثل آخذين بقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) لاسترحنا وأرحنا ألم يخرجونا من الأندلس ولم يبقوا أحداً منا؟ فلماذا أبقوهم عندنا؟ وقد سمعتم أنني أقيم تحت المنطقة الحيادية بين بيروت الغربية والشرقية، وكنت في ما يعتبر ألقى آثار تلك الحرب في كل يوم أنا وغيري من الناس، وحتى اليوم، من يقول إن لبنان وإن سوريا وإن البلاد التي فيها من هؤلاء ومصر وغيرها إلا وهي مصابة من سكوت علمائنا الأقدمين، لماذا علمائنا حاربوا شيخ الاسلام ابن تيمية لما أخذ جيوش المماليك ودخل فيهم إلى كسروات وإلى لبنان طالباً أموراً، ما طلب قتلهم، طالب الهداية لهم وأن نفرق ما بين دعاة البدعة والإلحاد والضلال وأن نضع، إذا ما أنتم - وقال أوقاف صفاً - أوقاف عظيمة جداً، ودمشق وطرابلس وحمص وحماة توزع على الجبال ويبقى العلماء في هذه المدن بدون رواتب وإنما الرواتب جنبيات تعطى لهؤلاء الذين يقيمون في الجبال، والجبال كان فيها الدروز والنصيرية وأصحاب البدع وأصحاب الضلالات والروافض من الغلاة، فلو أنهم سمعوا منه لكنا أمة واحدة مجتمعة على الخير.

 

• الأستاذ عبدالحميد سعيد الدرهلي يقول: الإسلام السياسي، الاقتصاد الإسلامي، البنك الإسلامي، السوق الإسلامي، النظام الإسلامي، التجارة الإسلامية مسميات. لماذا استنبطت وما الهدف؟ وهل الافتخار بمثل هذه العناوين البراقة يعلي من شأن الأمة الإسلامية في حين يتخبط العالم الإسلامي ويعاني الانقسام والضعف والانهزام لدى دول معادية وهل سيظل على حاله أو قد يطرأ تبديل إلى الأحسن ونحن نقف على عتبة القرن الحادي والعشرين؟.

 

• أيضاً أمازحه فأقول لماذا نسيت المكتب الإسلامي.. الحقيقة سيدي أن هذه المسميات من باب التفاؤل وليست دائماً تدل على الحقائق ونأمل إن شاء الله أن يتنبه المسلمون ويكون بأفعالهم حقائق تؤدي إلى المعنى المقصود ليكون التتويج الإسلامي لا تتويج كلام وإنما تتويج فعل، والحمد لله رب العالمين.

 

• الاستاذ عبدالمجيد الزهراء يقول: نرجو ذكر بعض أسماء الشيوخ ممن عاصرتموهم في الشام ممن كانوا على النهج السلفي كالعلامة الشيخ بهجت البيطار وغيره.

 

• السلفية في الحقيقة ليست قالباً واحداً تقول هذه الكأس ممتلئة سلفية.. وإنما لكل إنسان وجهات نظر قريبة أو بعيدة من منهج السلف وأنا أعرف أناساً ليسوا بسلفيين أبداً، ولكن كانت لهم المواقف الحازمة المدافعة عن الإسلام وهم غير معتبرين سلفيين عند الناس، ولكن بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر يكونون في ذروة السلفية، وممن أعرفهم حقيقة غير أستاذي الشيخ بهجت.. الشيخ عبدالفتاح الإمام، الشيخ حامد التقي، الشيخ سعيد حافظ، الشيخ محمد الفقيه المصري، كانوا موجودين يدعون إلى المنهج السلفي المعروف الآن بأنه سلفي، أما باقي العلماء فكان لهم أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودعوة إلى الخير ولا يحضرني الآن لأن كل أسم سأذكره له وعليه، من غير هؤلاء، ولو قلت لهم إن فلان الفلاني سلفي يقول أحدهم: أليس هذا نقشبندي؟ نعم هو نقشبندي من هذه الجهة وسلفي من هذه الجهة ولذلك نحن كان منهج حياتي أن نتعاون في ما اتفقنا عليه وأن ينصح بعضها بعضاً في ما اختلفنا فيه. والحمد لله.

 

• تلك الخلافات بين العلماء الأعلام لها الأثر الكبير بين أتباعهم والمتعصبين لهم مما أحدث فرقةً بين أوساط المنتسبين لكل فريق ولم يقدر تلك الخلافات سوى المعتدلين الذين يقدرون مبدأ الاختلاف ما رأي فضيلتكم في المخرج الأمثل لهذه الظاهرة؟ السائل: الأستاذ عجلان الشهري.

 

• والله ما لك مستعجل يا أخي عجلان.. حقك أن تسأل والحق والله على العلماء، فلا يجوز لهم أن يختلفوا وعليهم أن يتحدوا وعليهم أن ينظروا إلى أبنائهم وتلامذتهم ومن سيأتي بعدهم وإن كانت أصبت بشيء من هذا فأتوب إلى الله سبحانه وتعالى.

 

• أرجو إعطاءنا نبذةً موجزةً جداً عن الموسوعة الفلسطينية. محمد منصور.

 

• الموسوعة الفلسطينية أمر من أخطر الأمور التي غزت بلادنا في هذه الفترة، الحرب لم تقم في فلسطين وتنته في فلسطين بالبندقية، وأنتم تجدون الآن المؤامرات علينا خارج البندقية والمدفع الآن نخسر فلسطين وغير فلسطين ومواقعنا الإسلامية موقعاً وراء موقع، ومنها كانت الموسوعة الفلسطينية أنشئت لتجعل فلسطين جزيرةً منعزلةً عن العالم العربي والبلاد العربية وعن العالم الإسلامي وجاؤوا بكل قضية لها مساس في الإسلام فمنعوها، وما ذكروها، وإذا ذكروها أحياناً قليلةً جداً ذكروها محرفةً، فنبهت إلى هذا وتفرغت لها سنتين جبت مجلداتها الأربعة وبعد ذلك مجلداتها السبعة وكتبت كتابي الملحوظات على الموسوعة الفلسطينية. وأرسلت صرخات إلى الكرام الذين يعطونها الأموال إلى العلماء الذين استخدمت أسماؤهم، فيها ثلاثمائة عالم، من كبار رجال التاريخ العربي، كلهم أخذوا أجورهم واشتغلوا فيها، ولا أعرف إذا حصل تطور، فكانت النتيجة أن كُتبت وأخذوا أموال كل الأغنياء في العالم العربي، لا تجد مؤسسة ثقافية إلا وأخذوا، لا تجد كريماً باذلاً إلا وأعطاهم من المال، ثم باعوها إلى الناس كلها، فقامت قيامتي عليهم إلى أن يسر الله أن ألغيت.. ألغوها وتبرأت منها منظمة التحرير وتبرأت منها كل دولة من الدول، وهي ممنوعة الآن من بلاد بل الذين قاموا عليها ألغوها أيضاً ويمكن حرقوا نسخها حتى أن العلاّمة المتفرغ بها أنيس الصائغ قال: زهير الشاويش صاحب ملحوظات هي موسوعة في الرد على الموسوعة، وهذا فضل حفظه الله لي، وهذا أفتخر به. والحمد رب العالمين.

 

• د. غازي الزين عوض الله يقول: كيف استطعتم أن تخترقوا عوالم حواجز الجان وأن تسيطروا على ذلك الجان الذي ذكره الدكتور محمد أديب صالح؟ هل درستم علوم الجان التي تعتبر من العلوم الميتافيزيقية؟


• والله في زماني كنت أنا وأديب صالح في نابلس واشتريت كتاباً صغيراً وهو اشترى البداية والنهاية لابن كثير وأنا اشتريت أسئلة على أسئلة الجان بس ما أذكر أني قرأته؛ ولكن لما التقينا في تلك الجلسة كان من جملة الكلام أني أخذ منه كلام وأعطيه كلام وأنهم الله يرضى عليهم سكتوا وتركوا لي هذه الشغلة، ما أحبوها لأنفسهم فتركوها لي، فكان من نتيجة ذلك أن حرق هذا الجني وقال: جننتني، فقالوا بعدها يا زهير جننت الجني. أخي أنا لم أدرس هذه العلوم وإنما جرت معي حالات اثنين ثلاثة أربعة جاؤونا بأناس مجانين على هذا النمط فكنت أستنطق الجان فأقول بما يقال وأدعو بالأدعية المأثورة.. ولا أعرف إن تم شفاؤهم أم لا. والسلام عليكم.

 

• السؤال الأخير من الأستاذ فاضل غي من السنغال يقول: بعض الناس يرون أن التصوف بمعنى الزهد لا يعيب الدين ما رأي فضيلة المحتفى به في هذا الرأي؟

 

• يا سيدي إذا قلنا التصوف وقبل دقيقتين قلنا السلفية إنها ليست قالباً واحداً ولا رأياً واحداً فالتصوف الذي يعرفه هو يتكلم عنه، أما التصوف الذي أعرفه أنا فأنا أعرف مشايخ في بلدي يقال عنهم من أهل التصوف وهم والله من أهل الزهد، وأعرف متصوفةً عندنا وهم من أهل وحدة الوجود، فكيف أجمعهم برأي واحد وحكم واحد وأنا أريد أن نتعاون في ما اتفقنا عليه، لا لم نتفق عليه، فأنا لا أقول أن التصوف بمعنى العبادة، التصوف بمعنى الزهد، إنما يصبح الخلاف اسمياً، أما في حقيقة الأمر فلاً.. وقد رأينا من المتصوفة في بلادنا أخلاقاً عاليةً وكرماً كبيراً وتهذيباً وكذا فهل أقول لهم أخلاق كما يقول الأتراك - ادابسيس - لا أقول لهم هذا، أقول هذه الأخلاق عالية، والتسمية غير صحيحة وإذا جعلنا "السلفية بالمعنى" الآخر فعندنا في الشام مثل يقول كل شاة تعلق من قرعوبها، فكل صوفي له حُكم، وكل سلفي له حُكم، والسلام عليكم ورحمة الله.

 

• هذا سؤال وردنا الآن: كم سمعنا الآن وسابقاً لكم ولله الحمد دور في تاريخ سوريا فهل لكم كتاب يسجل هذه الحقبة الهامة وإن لم يكن فهل هناك نية الإصدار مثل ذلك وهذا ضروري. السائل: غياث عبدالباقي.

 

• أغاثك الله يا أخي.. من أنا ليكون لي دور في سورية إنما الحقيقة أن هناك مجموعة من الإسلاميين من مشايخي وإخواني الكبار وإخواني الأصغر مني سناً، في من هم أصغر مني بخمس عشرة سنة، لهم جهود في العمل السياسي العام وأنا واحد منهم، كان لنا جهود، هذه الجهود أرجو أن تجمع وأنا كما تفضل أحد الأخوة أجمع هذه الوثائق، وأرجو الله أن يكون عندنا في مستقبل أيامنا من يدرس التاريخ ويوزعها ويخرج منها شيئاً مفيداً نافعاً.

 

♦   ♦   ♦

«كلمة الختام لصاحب الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجه»

عبدالمقصود خوجه: في الختام أشكر جمعكم الكريم بتشريف هذه الأمسية، وأشكر لكم الإحتفاء بضيفنا الكبير الذي يسعدني أن أكرر الشكر له بتفضله علينا بوقته الذي اقتطعه قادماً إلينا من لبنان خصيصاً لتشريفنا بهذه الأمسية فجزاه الله خيراً عن كل خطوة خطاها إلينا، وقد سبقني بالفضل بذكر فقيد الأمة الإسلامية علاّمتنا الكبير الدكتور محمد الغزالي الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته وفضله وأن يتقبله القبول الحسن جزاء ما قدم لأمته ولدينا ولإسلامه، لعل من غرائب الصدف ولأمر يريده الله سبحانه وتعالى وليرحم بذلك فقيدنا وليطل في عمر ضيفنا الكبير في طاعة الله، لقد كان هو ضيف هذه الاثنينية وقد كان لي حديث معه قبل يوم من وفاته، وقد اعتذر من فترة عن حضور الجنادرية، وكما أبلغني في آخر حديث هاتفي أنه أعتذر رعن حضور هذه الأمسية لأنه بعد الجنادرية وبعد أن يعتمر سيذهب في مهمة أوكلها إليه فضيلة شيخ الأزهر مع لفيف من العلماء للبحرين والكويت، وأنه سيكون بإذن الله ضيف الاثنينية عندما تفتتح في السنة القادمة، وباعتبار إنما الأعمال بالنيات وهذا فضل له إن شاء الله يكتب في حسناته باعتبار أن النية كان منعقدةً لذلك فإنني أسأل جمعكم الكريم أن نتلو الفاتحة على روحه سائلاً الله سبحانه وتعالى أن ينفعه بها وينفعنا، فأرجو أن نتلو الفاتحة على روحه.. أكرر شكري لكم وأكرر ما سبق وقلته إن الاثنينية ليست لها بطاقات دعوة وإنما هي مفتوحة للجميع ولمن لهم التصاق بالكلمة، ويسعدنا تشريفكم دائماً وأكرر أن ضيف الاثنينية القادمة هو الأستاذ الشارع محيي الدين البرادعي الذي نال جائزة الشارع الكبير محمد حسن فقي في بداية هذا الأسبوع.. أشكر لجمعكم قضاء هذا الوقت الطيب معنا ولضيفنا الكريم.


♦   ♦   ♦

ختام الأمسية

الآن يقوم سعادة الشيخ عبدالمقصود خوجه بتقديم لوحة الاثنينة هديةً تذكاريةً لضيفه سعادة الأستاذ زهير بن مصطفى الشاويش.. كما يقدم سعادته لوحةً من عمل الفنان خالد خضر. شكراً لإخوتنا الحضور على هذا التشريف والآن ندعوكم لتناول طعام العشاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تكريم الاثنينية للأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة 1429/5/21هـ(مادة مرئية - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • اثنينية الأستاذ عبد المقصود سعيد خوجة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الأستاذ محمد زهير الشاويش(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • اثنينية الشيخ المربي عثمان الصالح(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • في احتفالية اثنينية الخوجة بوزير الشؤون الاجتماعية السابق(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الأستاذ زهير الحموي رجل فقدناه(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • السعادة الحقيقية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السعادة في الشعر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • خطبة عن السعادة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب السعادة من أقوال أهل السعادة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب