مراجعة خطة رسالة: متطلبات تحقيق الحراك المهني للأخصائيين الاجتماعيين العاملين بالمؤسسات الإيوائية

مراجعة خطة رسالة ماجستير (2)

عنوان الخطة: متطلبات تحقيق الحراك المهني للأخصائيين الاجتماعيين العاملين بالمؤسسات الإيوائية

مقدمة إلى قسم الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع بكلية التربية جامعة الأزهر

التعليق على الخطة:

سأحاول في بيان رؤيتي لهذه الخطة أن أكشف عن وجه القصور فيها وكيفية التغلب عليه. وأنا أعرف أن الباحث يجتهد ويريد من الأساتذة أن يعرف ما وجه الخطأ الذي وقع فيه، وكيف يتجنبه؟ ولا يريد منا ان نكتفي بالنقد دون توجيه.

وجه القصور في هذه الخطة حدده المفكر المعروف "برتراند راسل" في قوله: "إن التحدي الحقيقي لأي مفكر (أو باحث) هو تقرير مشكلة تحتاج إلى حل ".

خلاصة الأمر في هذه الخطة أنه ليست هناك مشكلة بحثية يمكن وضع اليد عليها، فموضوع الخطة يدخل تحت خاصية أنه واسع جدا Too Broad مما يستلزم تضييق نطاقه وتحويله من قضية إلى مشكلة بحثية.وهو بشكله الحالي يصلح كمادة ممتازة لمقالة أو كتاب يحمل نفس الإسم،وليس مشكلة بحثية.

قد حاولت تطبيق معظم التعاريف الخاصة بالمشكلة البحثية، فلم أجدها تنطبق على موضوع الخطة، وهذه أمثلة لذلك.

المشكلة البحثية هي "صعوبة ما نظرية أو عملية يعانى منها فرد، أو جماعة، أو تنظيم ما يحاول الباحث إيجاد حل لها". هذا المفهوم لا ينطبق هنا.

المشكلة البحثية هي معضلة نظرية أو امبيريقية يثور بشأنها جدل غير محسوم يأخذ شكل ادعاءات متنافسة بشأن تفسير الواقع، أو ادعاءات بشأن القيم التي يجب أن تسود في هذا الواقع، ويجتهد الباحث في ترجيح أحد الادعاءين على الآخر بالأدلة الميدانية في البحوث الميدانية، أو بالمطارحات العقلية في حال البحوث الفلسفية. وبتطبيق هذا المفهوم على موضوع الدراسة نجد أنه لا ينطبق.

ومن هنا نطرح السؤال: لماذا وقع الباحث في هذا المأزق كان من الممكن تجاوزه؟

الواقع أن ما وقع فيه الباحث خطأ يقع فيه معظم الباحثين وليس الباحث بمفرده..فكل اهتمام الباحث يكون منصبا حول موضوع أو مجال البحث أكثر من تفكيره في مشكلة البحث.، ومن ثم يخلط الباحثون بين المجال العام للمشكلة البحثية، والمشكلة ذاتها. المجال العام شيء تقرؤه ومعلومات تحصل عليها، بينما المشكلة صعوبة ما يراد إيجاد حل لها.ولهذا يضرب علماء البحث العلمي مثالا واضحا للكيفية التي يحل بها الباحث هذا الإشكال. وهى أن يعتبر مجال البحث أشبه بقطعة الصلصال مربعة الشكل، أما المشكلة البحثية فهي الصورة أو النموذج الذي يريد الباحث أن يعيد تشكيل قطعة الصلصال هذه ليستخرج منها حيوانا أو بيتا أو غير ذلك، وهو هنا يقوم بتفتيت قطعة الصلصال إلى أجزاء ثم يعيد صبها وتشكيلها ورسم حدودها بحيث تكون صالحة لجمع المعلومات عنها وتحليلها.وعندما يتوصل إلى مشكلة بحثية محددة ينظر فيها هل هي واسعة جدا Too Broad وضيقة جدا Too Narrow، فإذا كانت واسعة يقوم بتضييق نطاقها، وإذا كانت واسعة يضيف إليها بعض المتغيرات. فمن شروط المشكلة البحثية ألا تكون واسعة جدا، وألا تكون ضيقة جدا. وقد وضع علماء البحث العلمي استراتيجيات خاصة أسموها باستراتيجيات تضييق المشكلة البحثية وذلك بتضييق (المحتوى، أو المكان، أو الزمان، أو العلاقات، أو النمط). فإذا وضع الباحث هذه الاستراتيجيات في اعتباره فإنها تساعده في اختيار مشكلته البحثية من المجال العام لها، والتعامل معها وفقا للمنهج العلمي المناسب لها.

وأرى أن على الباحث أن يعدل خطته وفق هذه الرؤيا.