• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

الرسول صلى الله عليه وسلم زوجا

الرسول صلى الله عليه وسلم زوجا
جمعية التنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية (وئام)

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/10/2016 ميلادي - 2/1/1438 هجري

الزيارات: 99751

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً


• أخلاق النبي مع زوجاته منقطعة النظير.

• عدل النبي بين نسائه.

• إحصائيات عن عنف المجتمعات الغربية ضد المرأة.

• صور من حسن معاشرة النبي لزوجاته.

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فإنَّ خير الكلام كلام الله، وأحسن الهَدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله:

لقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقًا وأدبًا، وأكرمهم وأتقاهم، وأنقاهم معاملة، قال عنه ربُّه تبارك وتعالى مادحًا وواصفًا خُلقه الكريم صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

 

يا من له الأخلاق ما تهوى العُلا
منها وما يتعشَّقُ الكُبراءُ
زانتْكَ في الخُلُق العظيمِ شمائلٌ
يُغرَى بهن ويُولعُ الكُرماءُ

 

وبأخلاقه الجميلة ومعاملاته الحسنة عاش صلى الله عليه وسلم مع زوجاته الطاهرات حياةً سعيدة طيبة، تمثِّل تطبيقًا عمليًّا لقوله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، والمعروف كلمةٌ جامعةٌ لكلِّ فعلٍ وقولٍ وخُلقٍ نبيل، فقد كان خيرَ النَّاس في تعامله مع زوجاته، وهو القائل: ((خَيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي))[1].

 

لقد كانت معاملته لزوجاته معاملة منقطِعة النَّظير، يرى فيها الناظر إلى سيرته من أول وهلة حُسن تلك العشرة، وجميل تلك المعاشرة.

 

تقول أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن موقف وقَع لها رضي الله عنها لمسَت فيه الرَّحمةَ والعطف: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنَّا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقدٌ لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماءٍ، فأتى الناس إلى أبي بكرٍ الصديق، فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماءٍ، وليس معهم ماءٌ، فجاء أبو بكرٍ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم واضعٌ رأسه على فخذي قد نام، فقال: حَبستِ رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماءٍ، وليس معهم ماءٌ، فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكرٍ، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرُّك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فَخِذي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماءٍ، فأنزل الله آيةَ التيمُّم، فتيمَّموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكرٍ، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فأصبنا العقد تحته"[2].

 

فانظر إلى هذه الرَّحمة منه صلى الله عليه وسلم؛ حيث أوقف الجيش كلَّه لأنَّ عقدًا لزوجته انقطع، ولا يريد أن يُدخل على قلبها الهمَّ والحزن على فقدانها لعقدها، بل قام بالتماسه بنفسه وقام أصحابه معه، ولم يبرح ذلك المكان حتى وجدت زوجته عقدها.

 

عباد الله:

كان صلى الله عليه وسلم يدخُل على نسائه في بيوتهنَّ، ويملأ تلك البيوت أُنسًا بما يقوم به من أعمال طيبة؛ فيسلِّم عند دخوله ويدعو لهن بالخير، بل ويقبِّل ويباشر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الصبح جلس في مصلَّاه، وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس، ثم دخل على نسائه امرأةً امرأةً، يسلِّم عليهنَّ، ويدعو لهن، فإذا كان يوم إحداهن جلس عندها"[3].

 

وفي المساء كان يَدخل عليهنَّ ويؤانسهن ويحدِّثهن، تقول عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فيدنو من إحداهن"[4]؛ أي: فيقبِّل ويباشر من غير جِماع[5].

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "الذي كان يقع في أوَّل النهار سلام ودعاء محض، والذي في آخره معه جلوس واستئناس ومحادثة"[6].

 

وفي الليل كنَّ يجتمعن رضي الله عنهن في بيتٍ واحدٍ، فيأتيهنَّ صلى الله عليه وسلم ويحادثهنَّ ويؤانسهن، ويأكل معهنَّ العَشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها[7]، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان للنَّبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوةٍ، فكان إذا قسم بينهنَّ لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسعٍ، فكنَّ يجتمعن كل ليلةٍ في بيت التي يأتيها"[8]، حتى إنه عند زواجه بزوجة جديدة لم يترك المرور على نسائه والسلام عليهنَّ؛ فقد تزوَّج بزينب بنت جحش وخرج إلى حُجَر نسائه فسلَّم عليهنَّ جميعًا[9].

 

- أمَّا عدله صلى الله عليه وسلم بينهن والمبيت عندهنَّ، فكان أشهر من أن يُذكر، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضِّل بعضنا على بعضٍ في القسم من مكثه عندنا، وكان قل يومٌ إلا وهو يطوف علينا جميعًا، فيدنو من كل امرأةٍ من غير مسيسٍ[10]، حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها"[11]، قال الصنعاني: "فيه بيان حُسن خلقه صلى الله عليه وسلم، وأنه كان خير الناس لأهله"[12].

 

فالعدل منه صلى الله عليه وسلم سجية لا كلفة فيه، كيف وهو الداعي إلى ذلك، وهو الذي حذَّر من الميل إلى إحدى الزوجات؟ فقال: ((مَن كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما، جاء يوم القيامة وشقُّه مائلٌ))[13].

 

ومن تمام عدلِه وحرصه عليه وعدم تفريطه فيه أنه حتى في مرض موته، كان يطاف به عليهنَّ، تقول عائشة رضي الله عنها: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَسأل في مرضه الذي مات فيه: ((أين أنا غدًا؟))؛ يريد يوم عائشة، قالت: فأذِنَ له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها"[14]، وفي رواية قالت: "لمَّا ثَقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتدَّ وجعه، استأذن أزواجَه أن يمرَّض في بيتي، فأذِنَّ له..."[15].

 

هذا هو هَديه صلى الله عليه وسلم في العَدل بين زوجاته، فلم يفضِّل واحدةً منهن على الأخرى بعطيَّة ولا هديَّة، ولا يسافر بها اختيارًا دون قرعة، ولا يبيت عند واحدة أكثر من غيرها، بل كلهنَّ أخذن حقهنَّ وافيًا غير منقوص، فلم تشعر واحدة منهن أنه ظلَمها في مِثقال ذرَّة، أو أنه فضَّل غيرها عليها بأدنى عطية، فتمتعن كلهنَّ بعدله ورحمته وعطفه صلى الله عليه وسلم.

 

أيها المسلمون:

لم يُنقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام أنه ضرَب امرأة، أو حقرها، أو أهانها، لقد عاشت زوجاتُه معه عيشة كريمة ملؤها المحبَّة والوئام، فلا صخب بينهم ولا صياح ولا صراخ ولا عنف، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضرب خادمًا له قط، ولا امرأةً له قط، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله"[16].

 

حياة كريمة عِشنها معه صلى الله عليه وسلم، لم يعرفن ولو مرَّة واحدة حتى على واحدة منهن أنه أهانها ولو بكلمة، وكم كان يحصل منهن الهفوات رضي الله عنهن تجاهه، ولكن هيهات أن يجدن منه غير الصَّفح والإحسان والعفو والتجاوز.

ولك أن تتصوَّر مقدار العنف الذي تمارسه المجتمعات الغربية ضد المرأة التي تنادي بحقوقها.

 

فهذه بعض الإحصائيَّات مما تعانيه المرأة هناك؛ فمثلًا في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مائة ألف مكالمة سنويًّا من نساء يضربهنَّ أزواجهن، على مدار السنين الخمس عشرة الماضية[17]، وأن 79 % من الأمريكيين يضربون زوجاتهم، و83 % دخلن المستشفى سابقًا مرَّةً واحدة على الأقل للعلاج من أثر الضرب، وإن مائة ألف ألمانية يضربهن الرجال سنويًّا، ومليوني فرنسية يضربهنَّ الرجال سنويًّا[18]، فأين حقوق المرأة المزعومة في تلك المجتمعات؟

 

عباد الله:

تمر على الإنسان فترات منها أفراح ومنها أحزان، وهذه سنَّة الله في الخلق، وزوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم جرَت عليهن هذه السنَّة، ولكن كان بجانبهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يواسي الحزينة، ويعطف على المريضة، فلا يترك أي واحدة منهنَّ وحيدة تعاني مما نزل بها، بل يقِف بجانبها، ويسمع شكايتها، ويتعرَّف على مشاكلها، ثم يعطيها الدواء النَّاجع، والبلسم الشافي؛ فهذه عائشة رضي الله عنها عندما حاضت في الحجِّ دخل عليها صلى الله عليه وسلم وهي تَبكي، فقال: ((ما لكِ أنَفِسْتِ؟))، قالت: نعم، قال: ((إنَّ هذا أمر كتَبه الله على بنات آدم؛ فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت))[19].

 

هذه الكلمات الجميلات التي قالها النَّبي صلى الله عليه وسلم لها فيها تسلية لخاطرها، وتطييب لنَفسها، وتذكير لها بأنَّها ليست وحدها يحصل لها هذا الأمر، بل هو شيء كتَبه الله على بنات آدم، ثمَّ بعد ذلك علَّمها كيف تعمل حتى تتمَّ نسكها.

 

وهذه أم المؤمنين صفيَّة رضي الله عنها كانت معه صلى الله عليه وسلم في سفر، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تَبكي وتقول: "حمَلتَني على بعير بطيء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يَمسح بيديه عينيها ويسكتها..."[20].

 

فهذه اللمسات الحانية التي أضفاها صلى الله عليه وسلم على زوجته من خلال مسحه لدموعها التي انسكبت على خدَّيها، وكلماته الدافئة التي أخذ يسكت بها شريكةَ حياته حتى يخفِّف عنها من بكائها، ويهدئ من حزنها - يشعرنا بمقدار المواساة التي كان صلى الله عليه وسلم يواسي بها زوجاته رضي الله عنهن.

 

عباد الله:

إن النبي صلى الله عليه وسلم عاش مع زوجاته عيشة ملؤها التواضع ولِين الجانب، فلَم يتعالَ على زوجاته ويترفَّع عليهن، كما يفعل كثير من الأزواج، وانظروا - يا عباد الله - إلى تلك العِشرة الحسنة والمعاملة الكريمة مع زوجاته؛ سئلت عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ فقالت: "كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله - فإذا حضرَت الصلاة، خرج إلى الصلاة"، وفي رواية أخرى: "ما كان إلا بشرًا من البشر؛ كان يفلي ثوبَه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه"[21]، "كان يخيط ثوبَه، ويخصف نعلَه، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم"[22].

 

أما اليوم، فحدِّث ولا حرج عن أحوال بعض الأزواج؛ فهم يتأفَّفون من إعانة زوجاتهم، ولا يريدون أن يكون لهم أدنى مشاركة في أعمال المنزل، بل يعد بعضهم هذا الأمر عيبًا، أو نقصًا من رجولته، وهذا كله خلاف ما كان عليه صلى الله عليه وسلم.

 

أيها المسلمون:

من صور تلك المعاملات الحسَنة والعِشرة الطيِّبة: ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم في عشِّ الزوجية من مداعبة ومضاحكة؛ حتى يُدخل السرور على قلوبهنَّ، تقول عائشة رضي الله عنها: قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها[23] سترٌ، فهبَّت ريحٌ فكشفَت ناحية الستر عن بناتٍ لعائشة (لُعبٍ)، فقال: ((ما هذا يا عائشة؟))، قالت: بناتي، ورأى بينهنَّ فرسًا له جناحان من رقاعٍ[24]، فقال: ((ما هذا الذي أرى وسطهن؟))، قالت: فرسٌ، قال: ((وما هذا الذي عليه؟))، قالت: جناحان، قال: ((فرسٌ له جناحان؟!))، قالت: أما سمعتَ أن لسليمان خيلًا لها أجنحةٌ؟ قالت: فضحك حتى رأيتُ نواجذه[25].

 

فكم أدخلَت تلك الضحكة منه صلى الله عليه وسلم من السرور على قَلب زوجته، وكم كان لتلك المداعبة من الأثر الحسن على مشاعر زوجته!

 

بل إنَّه صلى الله عليه وسلم حثَّ الأزواج على هذا الأمر؛ لأنه يجلب المسرَّةَ للقلوب، ويحبب الطرفين بعضهما إلى بعض، يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله لما تزوَّج: ((هلَّا جاريةً تُلاعِبها وتلاعبك، أو تُضاحِكها وتضاحِكك))[26]، فالملاعبة والمضاحكة بين الزَّوجين تملأ القلوب مسرَّة، والبيت أُنسًا ومحبَّة، فتقوى الرابطة الزوجية، وتتعمق الألفة والمودَّة.

 

• ومن صور المعاشرة الجميلة ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم مع عائشة رضي الله عنها؛ فإنَّه كان يضع فاه على موضع فيها عند الشرب، ويَستاك بالسواك الذي استاكت به، تقول رضي الله عنها: "كنتُ أشرب وأنا حائض، ثمَّ أناوله النَّبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فِيَّ فيشرب، وأتعرَّق العَرْقَ[27] وأنا حائض، ثم أناوله النَّبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيَّ"[28].

 

وتقول: "كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يَستاك، فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله، وأدفعه إليه"[29].

 

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلِّي وأسلم على البشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيها المؤمنون:

لقد كان نبينا عليه الصَّلاة والسَّلام يراعي مشاعرَ زوجاته، ويعرف تلك المشاعر التي عندهن من رضًا أو غضَب، فلم يكن من الرِّجال الذين لا يبالون بمشاعر زوجاتهم، رضين أم سخطن، بل يهتمُّ بمشاعرهنَّ فيسلي من كانت غاضبة، ويَفرح مع من كانت مسرورة، فها هو يقول لعائشة رضي الله عنها: ((إني لأعلم إذا كنتِ عنِّي راضيةً، و إذا كنتِ عليَّ غضبى))، قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: ((أمَّا إذا كنتِ عني راضيةً، فإنك تقولين: لا وربِّ محمَّدٍ، وإذا كنتِ عليَّ غضبى قلتِ: لا وربِّ إبراهيم))، قالت: قلت: أجل واللهِ يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك[30].

 

ومن ذلك مراعاته لمشاعر أمِّ المؤمنين صفيَّة رضي الله عنها عندما دخل عليها وهي تَبكي؛ لأنَّ حفصة عيَّرَتها بأبيها؛ لأنها كانت ابنة يَهودي، فطيَّب خاطرها صلى الله عليه وسلم بكلام يشرح الصدر.

 

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: بلَغ صفيَّةَ أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكَت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: ((ما يبكيكِ؟))، فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّك لابنة نَبي، وإن عمَّك لنبيٌّ، وإنك لتحت نبيٍّ، ففيمَ تفخر عليك؟))، ثم قال: ((اتَّقي الله يا حفصة))[31]، قوله: ((إنَّك لابنة نَبي))؛ أي: هارون بن عمران عليه السلام، ((وإن عمَّك لنَبي))؛ أي: موسى بن عمران عليه السلام، ((وإنك لتَحتَ نبي)) الآن، ((ففيمَ تفخر عليكِ؟))؛ أي: في أيِّ شيء تَفخر حفصة عليكِ؟، ثمَّ قال: ((اتَّقي الله))؛ أي: مخالفته، أو عقابه بتَرك مثل هذا الكلام الذي هو من عادات الجاهلية[32].

 

وكان من هَديه صلى الله عليه وسلم أنَّه يُظهر حبَّه لزوجاته، ويصرِّح بذلك الحب ولا يجد غضاضة في ذلك، وحبه لعائشة رضي الله عنها أشهر من أن يذكر، ولم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة حبها، حتى إنَّ عمرو بن العاص سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: ((عائشة))، قلت: من الرجال؟ قال: ((أبوها))، قلت: ثمَّ من؟ قال: ((عمر))، فعدَّ رجالًا، فسكتُّ مخافة أن يجعلني في آخرهم[33].

 

فكون النَّبي صلى الله عليه وسلم يظهر حبَّه وعاطفته لعائشة رضي الله عنها؛ فمعنى هذا أنَّه يلاطفها ويدلِّلها ويعطي الزوجةَ ما تتمنَّى سماعه من زوجها وحبيبها، وهذا مقام عالٍ في التعامل بين الزوجين؛ ولهذا روى ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: ((أما ترضين أن تكوني زَوجتي في الدنيا والآخرة؟))، قلت: بلى والله، قال: ((فأنتِ زوجتي في الدنيا والآخرة))[34]، كيف ستكون نفسيَّة عائشة رضي الله عنها ومشاعرها عندما تَسمع هذه الكلمات التي تعطيها الأمن والأمان بالحبِّ والمودة في الدنيا والآخرة؟

وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ((حُبِّب إليَّ من الدنيا النساء والطِّيب، وجعل قرة عيني في الصلاة))[35].

 

فالزوجة تريد من زوجها أن يشعِرها أنه يحبُّها، ويصرِّح لها بذلك، ويذكر ذلك بالاستمرار، فلا يكفي أن يقول لها مرَّةً ويتركها فترة طويلة دون أن يكرِّر ذلك لها.

 

عباد الله:

ومن حُسن معاشرته صلى الله عليه وسلم لزوجاته تحمُّله لما يَحصل منهنَّ؛ إما من رفع صوت، أو مراجعة، حتى إنَّه لتهجرُه الواحدة منهنَّ إلى الليل وهو متحمل ذلك كله منهنَّ، ولا يعاملهنَّ بالمثل، كل ذلك من حُسن عشرته صلى الله عليه وسلم، فعن النعمان بن بشير قال: جاء أبو بكرٍ يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع عائشة وهي رافعة صوتَها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذِن له، فدخل، فقال: يا ابنة أم رومان، وتناوَلَها، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فحال النَّبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، قال: فلمَّا خرج أبو بكرٍ جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها: ((ألا ترين أنِّي قد حلتُ بين الرجل وبينك))، قال: ثم جاء أبو بكرٍ فاستأذن عليه، فوجده يضاحكها، قال: فأذن له، فدخل، فقال له أبو بكرٍ: يا رسول الله، أشركاني في سِلمكما كما أشرَكتماني في حربكما[36].

 

هذه قطوف من سيرته العطرة، وحياته الجميلة، ومعاشرته الحسنة لزوجاته الطاهرات المطهرات رضي الله عنهن أجمعين، فخُذها أخي الزَّوج، وطبِّقها في بيتك ومع زوجتك، ستجد السعادة والراحة.

 

ما أحوج الأزواج إلى تعلم ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من معاملة حسنة وعشرة جميلة مع أزواجه، فهو القدوة والأسوة، وأقواله وأفعاله منهج حياة ومصدر سعادة.

 

ألا وصلُّوا وسلِّموا على مَن أُمِرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وأكثِروا من الصلاة عليه؛ فإن من صلَّى عليه واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا.

اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنَّا، اللهم أصلح أحوالنا، وأحوال المسلمين...

 

والحمد لله رب العالمين.



[1] أخرجه الترمذي (3895)، وابن ماجه (1977)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (285).

[2] أخرجه البخاري (334)، ومسلم (367).

[3] أخرجه الطبراني في الأوسط (8764)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "فيه عبدالله بن صالح كاتب الليث، قال عبدالملك بن شعيب بن الليث: ثقة مأمون، وضعَّفه أحمد وغيره" (4/ 644).

[4] أخرجه البخاري (5216).

[5] "فتح الباري"؛ لابن حجر (9/ 379).

[6] "فتح الباري"؛ لابن حجر (9/ 379).

[7] تفسير ابن كثير (1/ 576).

[8] أخرجه مسلم (1462).

[9] أخرجه البخاري (4792).

[10] "من غير مسيس"؛ أي: من غير جِماع؛ كما هو موضح في رواية أخرى: "من غير وقاع"، وهو المراد هاهنا؛ عون المعبود (6/ 122).

[11] أخرجه أبو داود (2135) بلفظه، وأحمد (24244)، وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح (2135).

[12] سبل السلام (3/ 258).

[13] أخرجه أبو داود (2133)، والدارمي (2206)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2133).

[14] أخرجه البخاري (4185).

[15] أخرجه البخاري (195) بلفظه، ومسلم (418).

[16] أخرجه أحمد (25392)، وصححه الألباني في مختصر الشمائل (299).

[17] كانت هذه الإحصائية عام 1422هـ 2001م.

[18] "ماذا يريدون من المرأة؟"؛ عبدالسلام البسيوني ص (65).

[19] أخرجه البخاري (5228).

[20] أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9117)، وحسن إسناده ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة (5/ 106).

[21] أخرجه ابن حبان (5675)، وأحمد (26237)، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (671).

[22] أخرجه أحمد (24947)، وابن حبان (5677)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (9068).

[23] شيء شَبِيه بِالرَّفِّ وَالطَّاق يُوضَع فيه الشيء.

[24] جمع رقعة؛ وهي الخرقة وما يكتب عليه.

[25] أخرجه أبو داود (4932)، وصححه الألباني في آداب الزفاف ص (203).

[26] أخرجه البخاري (6024) بلفظه، ومسلم (715).

[27] "أتعرَّق العرق" هو العظم الذي عليه بقية من لحم.

[28] أخرجه مسلم (300).

[29] أخرجه أبو داود (52)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود بنفس الرقم.

[30] أخرجه البخاري (4930)، ومسلم (2439).

[31] أخرجه الترمذي (3894)، وأحمد (11984)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3055).

[32] تحفة الأحوذي؛ للمباركفوري (10/ 269).

[33] أخرجه البخاري (4100)، ومسلم (2384).

[34] أخرجه ابن حبان (7095)، والمستدرك للحاكم (6729)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2255).

[35] أخرجه النسائي (3939)، وأحمد (12315)، وقال الألباني في صحيح الجامع الصغير: حسن صحيح (3124).

[36] أخرجه أحمد (18418)، وصححه الألباني في الصحيحة (2901).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته
  • هدي النبي مع أزواجه
  • هديه صلى الله عليه وسلم في النكاح والمعاشرة
  • الحياة الزوجية في هدي الإسلام
  • شخصية النبي وشأنه وأخلاقه وهديه وخصائصه
  • لمن تنتظر زوجا غير عادي
  • معالجة الرسول صلى الله عليه وسلم للمشاكل والخلافات الزوجية
  • أسلوب الرسول في الحوار
  • طعام وشراب الرسول صلى الله عليه وسلم
  • تمنيت زوجا حبيبا لا مجرد شريك!
  • الرسول صلى الله عليه وسلم يكرم البنات

مختارات من الشبكة

  • هيئة التعريف بالرسول تصدر كتابا بثلاث لغات لدحض الشبهات عن الرسول عليه الصلاة والسلام(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • خديجة بنت خويلد زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أم حبيبة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حب الأطفال للرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • رسالة في هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: الآيات التي يُكثر الرسول صلى الله عليه وسلم من ترديدها في الليل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحج والعمرة وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووفاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (اتق المحارم تكن أعبد الناس)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لمحات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب