• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع / في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
علامة باركود

آثار المعصية ( خطبة )

الشيخ إبراهيم المشهداني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/10/2013 ميلادي - 22/12/1434 هجري

الزيارات: 178640

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آثار المعصية [*]


إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً. بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. فصلواتُ ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد: فانَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.


اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغي، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد الذي لا ند لك وكل شيء هالك إلا وجهك، اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الرضا إلا فيك، ومن الطلب إلا منك، ومن الصبر إلا بك، ومن الذل إلا لك، ومن الرجاء إلا فيك، ومن الرهبة إلا إليك:

أيها المسلمون:

كان الصالحون إذا نزل البلاء بهم يقول قائلهم: لابد أني قد أذنبت ذنبا، لا بد أني فرطت في جنب الله تعالى، قصرت في حق الله ظلمت عبدا، ضيعت فريضة، انتهكت حرمة فيرجع تائبا مستغفرا متندما كما قال أبوه آدم وأمه حواء ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، كان بعض السلف يقول: (إني لأرى شؤم معصيتي في سوء خلق امرأتي ودابتي)، وشأن المؤمن أن يرد الخير إلى الله وأن أساء يقول فمني ومن الشيطان.


للمعاصي آثار سيئة في الدنيا والآخرة يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وضيقا في الرزق وضعفا في البدن وبغضا في قلوب الخلق..).


حينما ينزل شؤم المعصية على الناس يصيب الجميع الصالح والطالح، الطالح لظلمه والصالح لسكوته على المنكر ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79]، فالمعصية شؤم على الناس جميعا، يعيش الإنسان في معيشة الضنك ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ﴾ [طه: 124، 126]، فهو في ضنك في العيش وإن كان عنده الآلاف والملايين، الرعب يملأ قلبه، يخاف من كل شيء من الأمراض من الموت من المستقبل المجهول، من فقدان النعمة من نزول النقمة.


إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد
فرب العباد سريع النقم

 

إن الناس حينما يشكرون نعمة الله ويستخدمونها في طاعة الله عز وجل يحفظها عليهم ويزيدهم، فإذا كفروا النعمة إذا بطروا بها، إذا لم يودوا حقها أصبحت النعمة في أيدهم مصدرا للمعصية، وسببا للإعراض عن الله فسرعان ما يأتيهم العذاب ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].


إن النعمة أيها السلمون سبب للطاعة وللشكر، أما إذا استخدمت في المعصية فجعل الإنسان المال سببا للفساد، والصحة سببا للاستمتاع بالمحرمات، والعقل سببا ليفكر في الشر والفساد والإفساد فإن العبد لا يستحق هذه النعمة فيجب أن تسلب منه، وربما سلبت منه رويدا رويدا ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]


إنّ الطاعة والاستقامة والتقوى هي التي تجلب الحياة الطيبة في الدنيا والأجر الحسن في الآخرة قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، ليست الحياة الطيبة بكثرة المال وربما جرّ المال الكثير إذا لم يعرف صاحبه حق الله جرّه إلى الفسوق والفساد والخمر والميسر والنساء فاستحقوا عقاب الله، إن المعصية شؤم على الفرد والجماعة وعلى البهائم أيضا قال أبو هريرة رضي الله عنه (ان الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم)، وقال مجاهد (إن البهائم تلعن عصاه بني ادم إذا اشتد القحط وأمسك المطر وتقول هذا بشؤم معصية ابن آدم)، ذكر صاحب كتاب الجواب الكافي الآثار السيئة للمعاصي وعدَّ ما يزيد على المائة منها، ومن هنا رعاكم الله ينبغي أن يرجع الناس إلى الله سبحانه كما قال الربانيون ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ﴾ [آل عمران: 147]، لو آمن الناس واتقوا واستقاموا لتنزلت عليهم بركات من السماء ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3] وقال تعالى ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدً ﴾ [الجن: 16، 17].


نعم إخواني في الله هذا هو قانون الله سبحانه وتعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 53]، لو آمن الناس واستقاموا واتقوا لتفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا وكفروا النعمة، وبطروا وانحرفوا فجاءهم العذاب والبلاء والنذر.


لقد لعن الله الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، لعن الذين يكتمون ما انزل الله، ولعن الذين يرمون المحصنات، ولعن الله الظالمين، ولعن رسول الله شارب الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه، وآكل ثمنها، لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة، لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، فما هو الحال في أمة ملعونة، ومجتمع تتنزل عليه اللعنات، ويحرم من بركات السماء!، لا بد للإنسان أن يسأل نفسه لماذا أصابنا ما أصابنا؟، كما سأل الصحابة أنفسهم بعد غزوة أحد حينما خالفوا أمر سول الله فكان أن قتل منهم سبعون من خيارهم، قال الصحابة رضوان الله عليهم: (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ).


إن العالم أيها الأحباب كله الآن يشكو الثمر المر من جراء الانحراف عن القيم الدينية والخلقية، إن الأمراض التي ظهرت اليوم في بلاد الكفر نتيجة الفوضى الجنسية هذا المرض يهدد الملايين من البشر رجلا ونساء في أمريكا بهذا المرض يفقد الناس المناعة (مرض الإيدز)، ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ... ﴾ [الحشر: 2] وقال تعالى ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32] وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم محذرا أمته ومخاطبا أطهر الخلق: (يا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا..).


ومن العجيب أن هذه الإباحية التي يشكو منها الغرب تنتقل إلى بلاد المسلمين، لا تنقل بلادنا عنهم العلم والتكنولوجيا، وحسن التنظيم والتقدم والارتقاء والرقي بل تنقل عنهم السفاهة والفضاحة، وقلة الحياء فإلى أين، وإلى متى نبقى على هذه الحالة، لقد جاءت النذر فهل نستفيق!، هل نرجع ونتوب ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثيرا، وصلاة على الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه نتجنب السيئات، الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، اللهم صلّ وسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود، والشفاعة العظمى والمعجزات الكبرى، قَائِدُ الأنبياء إِذَا وَفَدُوا، وَ خَطِيبُهُمْ إِذَا نَصَتُوا، وَ شَافِعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَمُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَبْلَسُوا وبعد.


أيها المسلمون الكرام:

من المعاصي التكلم على الناس بالباطل، ويكون الأمر أكثر فظاعة إذا تكلم المسلم بالباطل، وأشد بشاعة إذا تكلم المسلم على المسلم، بل الأكثر من ذلك إذا تكلم المسلم على من هو أفضل منه كمن يتكلم على صحابة رسول الله بسوء فهذه من أبشع المعاصي، لقد قام الصحابة رضوان الله عليهم بتبليغ رسالة الله تعالى فأدوا الأمانة وحفظوا القرآن والسنة يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إن اللّه جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، خَصَّ نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، بصحابةٍ آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم اللّه في كتابه فقال: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29] قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقويت أسبابه، وظهرت آلاء اللّه، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل اللهّ بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة اللّه العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى،..) وقال ابن مسعود رضي الله عنه (إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ.).


وقال ابن مسعود (من كان مستنَّاً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، أبرُّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، كانوا على الهدى المستقيم ").



[*] خطبة ألقيت في جامع يحيى الطالب من عام 1422 - شهر ذي القعدة الموافق 18-1-2002، وقد أذن لي شيخنا برفعها في موقع الألوكة بعد تفريغها وصفها مع تصرف أسأل الله أن يوفقني لرفع البقية من خطبه، وأن يلهمني الصواب والسداد.

وللشيخ إبراهيم المشهداني ترجمة وافية كتبتها قبل فترة تجدها في منتدى الألوكة ومزامير آل داود ومعهد القراءات وغيرها، وهو الآن يرأس جمعية نينوى للقراءات، ولا يزال يمارس الخطابة في الجامع نفسه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المجاهرة بالمعصية
  • الكذب بين المعصية والمباح
  • خطورة المجاهر بالمعصية
  • نفحات من وحي المعصية
  • هل مع حب لذة المعصية توبة؟
  • الاعتبار بالأمطار ( خطبة )
  • متى تؤدي المعصية إلى المكفرات؟
  • عيادة المجاهر بمعصية
  • ما يعقب الطاعات والمعاصي من الآثار
  • تخلص من المعصية الآن (خطبة)
  • أثر المعصية في الطاعة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • آثار الذنوب والمعاصي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آثار الذنوب والمعاصي (1) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • النفاق أثر من آثار الكذب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة آثار قسوة القلب (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السحيم)
  • آثار المعاصي والذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آثار المعاصي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • آثار الذنوب والمعاصي(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • آثار المعاصي على الإنسان(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- ترجمة الشيخ ابراهيم المشهداني :
مرشد - الامارات 27-10-2013 03:41 PM

الحمد لله الذي شرف حملة كتابه، ورفع ذكرهم عند اشرف خلقه، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى صحبه ثم اله، وجعلهم محط انظار العالمين عند طلب العلم او سؤاله ،فلا يزال ذكرهم عطرا ما بقي لهم اثرا في الزمان وماله، وبعد :
فهذه ترجمة مختصرة لشيخنا وامامنا العلامة القدوة المقرئ مؤل القراء الشيخ الجليل ابراهيم المشهداني احببت ان اسطر بعضا مما اعرفه عن الشيخ مبينا بعضا من ماثره واثاره، وفاء لبعض افضاله ومكرماته، التي غمرني بها اثناء طلبي للعلم وتجواله، عسى ان تنال رضاه وقبله رضى الموالى سبحانه وافضاله، فاقول مستمدا العون من الله شاكرا لنعمه والائه، مبتدا بعد حمد الله والصلاة على حبيبه ثم اله، بذكر اسم الشيخ ثم ذكر نسبه والقابه .
_ اسمه ونسبه : هو الشَّيخ المقرِئ إبراهيم بن فاضل بن محمّد المشهدانيّ يرجع نسبه الى عشائر المشاهدة وهي
من عشائر العراق العريقة الاصيلة التي تقيم في شمالي بغداد وفي المحل المعروف باسمها ( المشاهدة) ويسكنون أيضاً قرب الجديدة في الجانب الشرقي من دجلة، وفي التاجي ، ومنهم من
يسكن الرحبة وفي البوكمال وفي الموصل وجميع المشاهدة يعودون بالاصل للعراق.
_ ولادته ونشاته :
نشاء في بيت علم وتقوى وورع وتربية على العادات التي نشاء عليها اهل محافظة نينوى من المروءة والمحافظة على الاخلاق والتحلي بالفضائل والمكارم والفطرة السليمة وحب التدين بالاسلام وخدمة اهله والمساهمة في الخير ونفع اهله في السراء والضراء ،ولد في مدينة الموصل الحدباء سنة 1943م.
_ ومدينة الموصل: هي مركز محافظة نينوى تقع شمال العراق على ضفاف نهر دجلة، وهي ثاني مدينة في البلاد من حيث السكان بعد بغداد حيث يبلغ عدد سكانها ثلاثة مليون وسبعمئة ألف نسمة، تشتهر بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا. وسكان الموصل العرب يتحدثون باللهجة الموصلية (او المصلاوية) العربية التي تحمل في طياتها وتعابيرها ملامح خاصة, ولهذه اللهجة الموصلية الدور الاكبر في الحفاظ على هوية المدينة من الدخلاء.
_ بداية طلبه للعلم :
و هب الله شيخنا رغبة في طلب العلم وهمة لاتعرف الكلل ولا الملل ،فقد كان يتنقل بين القرى والارياف المجاورة لمركز المحافظة لطلب العلم من افواه الشيوخ والجلوس بين ايديهم والاستفادة من علومهم، وهذا دابه في المجالس وحلقات العلم الى اليوم فهو لايانف من الاستفادة حتى ممن هو دونه في العلم انطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له طريقا الى الجنة) وقول الامام احمد رحمه الله لما سئل الى متى تطلب العلم فقال :من المحبرة الى المقبرة .
_وقد انخرط في بداية امره في سلك المعلمين حتى تخرَّج من معهد إعداد المعلمين سنة 1965م، ونال درجة الدبلوم.
ثم درّس في مدارس مختلفة تابعة لوزارة التربية والتعليم داخل الموصل وخارجها أكثر من خمس وعشرين سنة.
فقرأ على الشيخ ملَّا(الملا) إسماعيل الهنديّ ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم الكوفيّ.
ثم قرأ الشيخ على مقرئ الموصل العلامة الشيخ محمّد صالح الجواديّ الموصليّ أكثرَ من نصف القرآن برواية حفص عن عاصم الكوفيّ ،ويعد الجوادي ممن اثر في شيخنا علميا وادبيا وثقافيا .
_بدأ بإفراد القراءات على مقرئ الموصل الشيخ محمّد صالح الجواديّ الموصليّ، ثم بالجمع الصغير للقرَّاء الأئمّة: نافع وابن كثير وأبي عمرو، الذين رمز لهم الشاطبيّ بأهل (سما)، وفي بداية هذا الجمع توفي الشيخ محمد الجواديّ.
_ ومحمد الجوادي (1306 -1888) هو الشيخ محمد بن صالح بن الشيخ الحافظ تتلمذ على شيوخ الكتاتيب_ التعليم القديم قبل استحداث النظام التعليمي الجديد_ ودرس على الملا عبد الواحد الحبار والرضواني ومحمد الفخري (امين الفتوى )والشيخ محمد شيت الجومرد والشيخ الملا عثمان الموصلي(بدانا بسلسلة حلقات عن ابداعات الملا عثمان ووصلنا الى الحلقة الثلاثة نرجو من الله التوفيق والسداد) وغيرهم وقد ارخ له الملا عثمان الموصلي هذه الابيات بمناسبة اجازته فقال :
اجزت للعشرة عبد صالحا بما رويته واني رابح
موائد الذكر له قد ارخت اجيز بالعشرة صفح صالح
_ تخرج على على الجوادي جمهرة من الاعلام ومنهم شيخنا الذي نترجم له في الموصل كان لهم الدور في النهضة العلمية والاقرائية والتي بدورها خرجت العديد من طلاب العلم في شتى المعارف وكلهم يفدون من مدرسة الجوادي رحمه الله والذي امضى خمسة وستين عاما في خدمة الدين فترك اثرا عميقا في نفوس ابناء المجتمع وقد ابنه عند وفاته عام 1973وعند قبره العلامة عمر النعمة وذنون يونس غزال وسالم عبد الرزاق.
_ أكمل شيخنا بعدها القراءات السَّبع على تلميذ الشيخ محمّد الجواديّ.. وهو الشيخ عبد الفتّاح محمّد شيت الجومرد(بيت الجومرد عائلة من العوائل القديمة العريقة في الموصل والتي لم يبقى منهم احد يذكر رحمهم الله)، ونال منه الإجازة بالقراءات السبع في 2/ ربيع الثاني/ 1396هـ، الموافق 4/4/ 1976م، ولقَّبه شيخه الجومرد بـلقب ( مؤئل القراء ) عند الإجازة وهو لقب وشرف ناله عن استحقاق وجدارة تليق بامثاله حفظه الله .
وقد أرّخ (سياتي توضح معنى تاريخ الشعر) الأستاذ ( حسين الفخريّ ) الإجازة العلمية بقصيدة قال في أوّلها :
:
موئلُ القرّاءِ ذو الحظّ العظيمْ

باركَ اللهُ لهُ وهوَ الكريمْ ثم قال في اخرها
قلتُ ذاكم أرِّخو فضلٌ لهمْ
910 75
إنّ إبراهيمَ أوَّاهٌ حليمْ
51 259 13 88
_ بعدها أكمل القراءات العشر الصّغرى بعد أن أخذ القراءات الثلاث المكمّلة للعشر الصغرى على تلميذه الشيخ شيرزاد عبد الرحمن طاهر، بعد أن نالها الأخير من اليمن، وذلك بتاريخ 5/صفر الخير/1424هـ.
أخذ القراءات العشر الكبرى عن الشيخ محمّد بن حسين بن عبد الطائيّ البغداديّ، بعد أكمل الختمة المباركة عليه يوم الإثنين 28/جمادى الآخر/1427هـ.
_ لازم شيوخ الموصل وأفاد منهم وأخذ عنهم كثيرا من العلوم وقد كانت ام الربيعين
(سميت بام الربيعين لعدم وجود فصل الخريف ولاعتدال مناخها) من المدن التي استقطبت الكثير من العلماء والادباء والرحالة لكونها مدينة منفتحة على باقي الثقافات وقابلة للتنوع والاضافات وقد انجبت العديد من العلماء وفي مختلف العلوم والفنون ومن العلماء الذين افاد منهم شيخنا :
- الشيخ بشير الصقَّال أفاد منه كثيرا من العلوم.
- الشيخ رشيد الخطيب الموصليّ أفاد منه في الشعر وعلم العروض.
- الشيخ ملّا عثمان الجبوريّ الموصليّ أخذ عنه النحو والصرف والعربية.
- الشيخ محمّد ياسين عبد الله السنجاري أخذ عنه الفقه والأصول وكثيرا من العلوم.
_ والشيخ محمد بن ياسين من مواليد 1925 درس على كبار علماء بغداد امثال قاسم القيسي وحمدي الاعظمي وعبد القادر الخطيب ودرس على كبار علماء بلدته امثال يونس البكري والشيخ احمد عبد الحميد والشيع عبد الله النعمة وعمر النعمة وقد منح الاجازة العلمية من العلامة بشير الصقال رحمه الله وله مؤلفات منها نيل المرام شرح بلوغ المرام (خمسة مجلدات ) طبع منه عدة طبعات بالعراق وقد رثاه الدكتور عبد الله طاهر رئيس قسم اللغة العربية في كلية الاداب بقصيد بعنوان( علم الافتاء )مطلعها :

الا عللاني قد طغت نوب الدهر ولا ترهقاني بالتعلات والعذر
فقد بان بدر ظل دهرا منورا وتوج هام الدهر تاجا من القمر.

- ومنهم الشيخ عبد الوهَّاب الشمَّاع .
- الأستاذ يوسف ذنون الخطَّاط درس عليه كثيرا من أنواع الخطّ والزخرفة.
لازم العلماء من القرّاء والمشايخ المصريين الذين زاروا العراق، والتقى عددًا منهم فقد كان يحب لقاء اهل الفضل والصلاح ويانس بهم غاية الايناس وهناك حيث مجالس العلماء تدور بينه وبينهم حوارات بنائة هادفة، ومساجلات علمية رائعة كان يحرص على تدوينا وتسجيلها في كشكول خاص به يضم العديد من دواوينه الشعرية والادبية والعلمية ، ومن أبرز من التقى بهم :
الشيخ فؤاد العروس المصريّ.
الشيخ محمود حسين منصور.
الشيخ الخطيب عبد الرَّشيد صقر.
الشيخ أحمد زيدان.
رحلاته وتجواله في العالم الاسلامي والعربي :

سافر وجاب إلى بلدان عربيَّة وغير عربيَّة: سافر إلى الكويت وسوريّا الأردنّ والمملكة العربية السعوديَّة وتركيا وغيرها، والتقى بكثير من علماء تلك الدوَل عند زيارتها وأفاد منهم العلم.
فقد سافر إلى المملكة العربيّة السعوديّة ستَّ مرّات لأداء الحجّ والعمرة، والتقى عند ذهابه للحج عام 1969م بالشيخ الخطاط ( محمّد طاهر الكرديّ ) في مكة المكرمة، وطلبَ منه الكرديّ أن يعطي دروسًا في الخطّ لطلاب كلية الحديث بجامعة أمّ القرى بمكة المكرّمة، فدرَّسهم الخط الكوفيّ في المسجد الحرام في ذلك العام ، بل استمرَّ تدريسه لبعض الطلبة عن طريق المراسلة وكان منهم الطالب: (محمد دليل الرَّحمن) .
_ والشيخ محمد طاهر الكردي: ولد بمكة وتخرج من مدرسة الفلاح عام 1339 وفي فترة وجوده في القاهرة استغل الاوقات المسائية في مدرسة تحسين الخط وقضى ست سنوات فيها اربع سنوات لدراسة الخط وتخرج منها عام 1345 وسنتان في قسم التخصص والتذهيب كان اساتذته من اساطين الخط من تركيا وعلى راسهم الشيخ عبد العزيز الرفاعي التركي ومن مصر ايضان، وتعتبر هذه المدرسة من الركائز المهمة والتي بعثت الروح من جديد الى الخط والزخرفة بعد ان اصابها شئ من الركود في القرون التي سبقته .
_ ثم سافر إلى المملكة العربيّة السعوديّة مرةً أخرى لأداء الحجّ، والتقى فيها بالشيخ ( أبي بكر الجزائريّ ) والشيخ الجزائري غني عن التعريف ، وقد جالسه شيخنا وأخذ عنه العلم، وذلك عام 1977م.
لازم تدريس القرآن الكريم والقراءات السبع والعشر منذ إكماله لها على شيوخه والى يومنا هذا .
لازم تدريس العلوم الإسلاميّة المختلفة وعلوم العربية كالفقه والنَّحو والصرف وغيرها بعد أن أخذها وأكملها على شيوخه الذين سطرنا اسمائهم ودونا القابهم وترجمنا لبعضهم .
منهجه في التعليم :
_ وفد اليه طلبة العلم من انحاء الموصل من سنجار وتلعفر والحضر والزمار وربيعة ، ومن مدن كثيرة في العراق: من الموصل وبغداد وديالى والأنبار وأربيل والسليمانية.
وكذلك أخذ عنه مجموعة من طلبة العلم من خارج العراق: من الأردن وفلسطين واليمن وموريتانيا وغيرها، ونال أولئك منه الإجازات العلميّة العالية المتّصلة السند برسولنا الأكرم محمَّدٍ  في رواية حفص عن عاصم، والقراءات السبع والقراءات العشر الصغرى والكبرى، وهو مستمرٌّ على التدريس إلى حدِّ اليوم .
_اما منهجه في التعليم فهو فريد في اسلوبه بديع في طرحه سهل في ماخذه فقد كان يقرن بين التعليم والتوجيه والتوصية بالطالب ومتابعته حتى وهو بين احضان اسرته من خلال التوجية والتربية بالاسلوب الامثل وقد كانت للشيخ غرفة في الجامع حوت امهات المصادر من مختلف العلوم وخاصة فيما يتعلق بعلوم القران وهي تغص بطلبة العلم بعد صلاة المغرب والفجر بل بعد كل صلاة وقد كان الشيخ يقتطع من وقته الثمين للتدريس والتعليم لايبتغي بذلك مالا او شهرة وحين تدخل الى الغرفة تسمع دوي كدوي النحل ومن اساليبه انه يامر بعض طلابه ممن اجازهم ان يقراء غيره بحضوره فان كان هناك ما يستدعي التنبيه نبه واصلح وفي الوقت نفسه يقوم بتعليم من جاء من مسافات بعيدة ويساعده في ذلك ابنه البار الشيخ محمد المشهداني.
_ ومن اساليبه انه كان يكافئ من يراه مجتهدا حريصا على التحضير والمراجعة ،ومن اساليبه التي عرف بها انه يقدم للامامة في الصلوات الخمس من يراه من اهل الاتقان والحفظ تشجيعا له على اداء هذه الوظيفة وتعويده على الجراءة الادبية والعلمية وكان يدخل السرور على طلابة من خلال القاء الالغاز العلمية والطرف لاختبار ذكائهم وعقولهم ويشجعهم على حفظ الاشعار والقائها في المناسبات الدينية وبالجملة فان الجالس عنده لايمل منه ابدا ولاتكاد الابتسامة تفارق شفتيه وهو منشرح الصدر قرير العين يسعد جد السعد عند رؤيته لطلبة العلم وهم يفدون اليه من اماكن شتى للدراسة عنده .
نشاطات اخرى الشيخ :
_ وللشيخ انشطة متعدة ومنوعة نابعة من اهتمامه بشؤون المسلمين وحرصه على توعيتهم وتوجيههم ولكونه معروفا لدى اهل الفضل والصلاح من علماء العراق فضلا عن علماء الموصل وتتمثل نشاطاته بالمنهجية التي يقصد منها توعية الناس وتوجيههم الى الالتزام بالدين الحنيف وبالوسطية التي ليس فيها افراط ولاتفريط بل يتعامل مها بسهولة اخذا بنظر الاعتبار ما يحيط حوله من ظروف وملابسات فيتعامل مع كل ذلك بحذر وعقلانية وتتركز انشطته في ثلاثة محاور:
- له نشاطات ملحوظة في رعاية بيوت الله وصيانتها والاشراف على بنائها وتوفير ما تحتاجه من مستلزمات وهو ينهض بذلك ويقوم به دون ملل .
- توزيع اموال الزكاة الى مستحقيها من فقراء ومساكين وايتام وله اليد الطوالى بل هو ابو المساكين اذا صح ان نسميه وخاصة في ايام المنسبات والاعياد وله فراسة في معرفة اهل العوز والحاجة بارك الله في جهوده واعماله .
- الوعظ والارشاد والتوجيه والقاء الدروس والاشعار في المناسبات الاسلامية المختلفة التي تقام في شتى نواحي القطر والتواصل الدائم واللقاء المستمر مع اهل الصلاح والعلم مثل المربي غانم حمودات والداعية الاسلامي الكبير ابراهيم النعمة وغيرهم .
_ ممارسة الخطابة :
_ وقد مارس الشيخ مهنة الخطابة اكثر من 45 عاما ابتداء من عام 1965 والى يومنا هذا وهو يهتم بهذا الجانب الدعوي ايما اهتمام ويوليه جانبا من همومه واهتمامه لما له من الاثر في نفوس المدعوين والحاضرين ويتمثل هذا الاهتمام فيما يلي :
_ الاعداد الجيد للخطبة ومحاولة ان تكون الخطبة واضحة المعاني وتتوفر فيها العناصر اللازمة من وحدة الموضوع ووضوح الهدف وربطها بحاضر الواقع (فقه الواقع) وللشيخ دفتر خاص يقوم بتسجيل ما يعجبه من اداب واشعار ويفهرسه حسب موضوعه فتجتمع لديه العديد من الفوائد والفرائد وبما يملكه هو من مهارات لغوية واطلاع واسع بالعلوم الشرعية والادبية ومن كتب الادباء الذين جمعوا بين التوجه الاسلامي الصحيح والمقدرات الادبية العالية وهو مع ذلك يستشير طلبته والمقربين منه حول ما يصلح وما لايصلح وبعد الانتهاء من الخطبة يسئلهم عما تعلموه وانتفعوا من توجيهه وخطبته ومواعظه .
_ القدوة الطيبة :وقد عرف عن الشيخ التزامه بادق الاداب والاخلاق الاسلامية والناس في العادة يتاثرون باخلاق الخطيب وافعاله اكثر مما يتاثرون بقوله وكلامه وما خرج من القلب دخل اليه وكل من حضر خطب الشيخ يجد ذلك واضحا جليا ولهذا ترى الجامع يكتظ برواده لما يلمسون من خطب الشيخ من النفع والفائدة التي يستفيدون منها في دنياهم واخرتهم ولان خطب الشيخ واضحة سلسة يستفيد منها العالم والعامي والغالب انها تتناول ما يمس واقع الناس ويعالج باسلوبه الذي يتخلله بعض الاحيان اللهجة الموصلية وعلى ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
_ مراعاة احوال الناس وظروفهم :فخطب الشيخ ليست بالطويلة المملة ولا بالقصيرة المخلة بل هي بين بين ولان الناس ليسوا طبقة واحدة في الفهم والادراك فهو يراعي احوالهم من حيث الموضوع المطروح والنشاط الحاضر .
_ الاهتمام بالمظهر الخارجي :ولاشك ان المظهر الخارجي للامام والخطيب له علاقة وثيقة بالاحترام والتوقير والقبول لدى الجمهور ولهذا لم يعهد على الشيخ -حسب علمي - انه مشى بين الناس دون ان يلبس العمامة ولباس العلماء اللهم الا في الاوقات القليلة او الظروف الحرجة .
_ حبه لبلده ولوطنه:شيخنا شديد التعلق ببلده ووطنه وبخاصة ببلدته ومحافظته فهو يحب اهلها ويراها احسن البلاد والطفها وينافح ويجادل في ذلك وقد سنحت له الفرص للحصول على وظائف من خارج البلاد ولكونه معروفا في الاوساط العلمية والدينية ولدى العديد من علماء ومفكري الوطن العربي لكن نفسه الكريمة ابت الا البقاء في البلد رغم ما تعاني بلاد الرافدين من ظروف حرجة للغاية وفضل خدمة اهله وابناء بلدته وممن يفد اليه من طلاب العلم من بقاع شتى .

نشاطات علمية اخرى :
_ كتب الشعر وأجاد التّاريخ الشعريّ إجادة تامّة وفاق فيه الكثيرين.
حكّم في مسابقات علميّة مختلفة في القرآن الكريم وغيره، داخل العراق: في مساجد ومدارس وجامعات مختلفة، وفي خارج العراق: في الإمارات العربيّة المتّحدة وسوريا ، شارك في تحكيم المسابقات في مدارس وجامعات مختلفة.
الاسرة المثالية الصالحة :
_ والاسرة في الحقيقة مؤسسة تربوية في تنشئة الاجيال وهي المحضن الاول في تكوين الشخصية وعلى الرغم من مشاغل الشيخ واهتماماته العلمية والدعوية في انحاء القطر الا ان ذلك لم يشغله عن رعاية اسرته وفق الاداب الاسلامية والاخلاق النبوية وتعاليم الدين الحنيف ولو لم يكن من تلك الاسرة الا ابنه البار الدكتور محمد المشهداني_ استاذ بكلية العلوم الاسلامية بدبي لمادة القراءات القرانية وعلوم القران _ لكان ذلك شاهدا على حسن التربية وعظيم الاهتمام فكيف اذا علمنا ان كل ابناء الشيخ لهم اهتمامات في علوم القران وكل حسب تخصصه واغلبهم من حفظة كتاب الله سبحانه وله في بيته مكتبة عامرة وزاخرة بكتب العلم قد فتح ابوابها مشرعة لقاصدي العلم وطالبيه وغرفته عبارة عن مضيف يكرم فيه من ياتيه من اماكن بعيدة ويقوم بواجب الضيافة والكرم على احسن مايكون .
تمكنه من الشعر العربي
كتبَ شيخنا القصائد الشعريّة الكثيرة في المناسبات الدينيَّة والاجتماعيَّة،وله معرفة قوية بالعروض ووزن القافية وسرعة بديهية فيما في البيت او القصيدة من زحاف وعلل بمجرد سماع البيت بذوقه المتميز وهو يوظف الشعر في المناسبات وربما فاجئ الحضور بقصائد معبرة تدل على خفة ظله ويشارك المجالس بقصائد مرح ودعابة تسعد الحضور وتنسيهم همومهم ومتاعبهم وقد اكتسب ذلك من دراسته على الشيوخ فطرته السليمة واستغاله للوقت فالشيخ لاوقت له للفراغ بل وقته مقسم بين القراءة والكتابة والتعليم والتربية كما أبدع شيخنا في كتابة التَّأريخ الشعريّ (وهو أن يكتب قصيدة في مناسبة معينة ويكون البيت الأخير فيها مشتملا على كلمة - أرّخ - أو أحد مشتقاتها ولكل حرفٍ في الكلمات ممَّا يأتي بعدها قيمة حسابيَّة، يشكِّل جمعُها السنةَ المراد تأريخها ويرتب ذلك على حروف (ابجد هوزكلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ)فمثلا أ=1 وب=2 ج=3 الى حرف ي=10 ث=20 خ =30وهكذا ........
_وهناك قواعد اساسية في استخدام التاريخ الشعري وحل رموزه منها .
1-تحسب الحروف حسب صورتها دون مراعاة للفظها في الغالب .
2-يبداء عد الاحرف بعد كلمة ارخ مباشرة مثاله :
قال الشهاب العمادي في وفاة الشيخ محمد المحبي
مات المحبي شيخي وكان نعم المحب
فقلت ياصاح ارخ بالشام قد مات قطب شكل سنة 1030.
وقد برع شيخنا في هذا الجانب من الشعر كما في التَّأريخ الشعريّ لافتتاح جامع الحاجّ يحيى عمر الطّالب بالموصل الذي صاغه الشيخ إبراهيم المشهدانيّ عند افتتاح الجامع في عام 1407هـ
فقال :
فيحيى شاد قبتها فأرِّخْ
لها علتِ المنارةُ في بنَاها

-كتب الشعرَ التعليميَّ لتسهيل العلم لطلبة العلم والشعر التعليمي يهدف الى تعليم الناس شؤن حياتهم ويتناول الاخلاق والعقائد والعبادات والفنون والاداب المرعية وممن اشتهر به قديما ابان اللاحقي المتوفى سنة 200 وقد نظم لشتى العلوم ومنها نظمه لكليلة ودمنة فيقول في مطلعها:
هذا كتاب ادب ومحنة وهو الذي يدعى كليلة ودمنة
فيه دلالات وفيه رشد وهو كتاب وضعته الهند
فوصفوا اداب كل عالم حكاية عن السنة البهائم
فالحكماء يعرفون فضله والسفهاء يشتهون هزله

_ولشيخنا من هذا النوع من الشعر التعليمي العديد من الدواوين فمن ذلك مايلي :
_ نظم ( متن البقريّة )، وهو متن في علم القراءات السَّبع من تأليف الإمام محمّد بن قاسم البقريّ المصريّ (ت 1111هـ).
_ نظم القراءات الثَّلاث المتمِّمة للقراءات العشر من كتاب ( الإضاءة ) للشيخ الضبّاع المصريّ.
_ نظم الـمكيّ والمدنيّ من سور القرآن الكريم سورة سورة.
_ نظم عدد آيات سور القرآن الكريم كاملة ، وترتيب سور القرآن ، أخذه من كتاب : البيان في عدّ آي القرآن، للإمام أبي عمرو الدانيّ .
وله منظومة جميلة رائعة داليَّة في الآداب الإسلامية ،مطلعها :
بحمدكَ ربِّي أستهل ُ وأبتدي
فأنت إلهي غايتي أنتَ مقصِدي
معرفته بالخط وفنونه:
_ وشيخنا له موهبة في فن الخط منذ وقت مبكر فقد اخذ الخط عن الشيخ يوسف ذنون وهو من اعلام الخط في العراق وقد كتب شيخنا نظما ومتونا بيده في بعض العلوم وله لوحات رائعة في انواع الخط وخاصة الكوفي والنسخ والرقعة تدل على براعته في هذا المجال وبلاد الرافدين تزخلر بالعديد من الخطاطين المهاهرين امثال الخطاط الكبير محمد هاشم البغدادي (ذكرنا في ترجمة الفضلي حلقة خاصة عن جهود علماء العراق في هذا المجال ) ومنهم شيخ شيخنا العلامة يوسف ذنون 1932وهو من اعلام العراق في الخط وفنونه وقد سافر الى تركيا في بداية امره واستطلع الخطوط التركية وجال في مساجد تركيا واعجب بروعة ما خلفه علماء الاتراك في هذا المجال فعكف بعدها على دراسة الخط بانواعه وباء بخط النسخ وقد حصل على اجازة في الخط من العالم الاسلامس حامد الامدي عام 1966 ثم عاد الى تركيا وحصل على درجة الاستحسان في جميع الخطوط وهو الذي كتب معظم مساجد الموصل وجوامعها .
ولشيخنا مقال عن الخطِّ العربيّ مع نماذج من خطّه نشر في مجلة جامعة الموصل/ العدد: 177
ممن ترجم لشيخنا من العلماء:
_ تَرجَم له بتراجم وافية عددٌ من المؤرّخين والعلماء، ومنهم:
_ ترجم له الأستاذ قصيّ حسين آل فرج البجَّاريّ في كتابه: تراجم قرّاء القراءآت القرآنية في الموصل الحدباء .
_ الشيخ الخطَّاط محمَّد طاهر الكرديّ المكيّ في كتابه: تاريخ الخطّ العربي
_الأستاذ عبد العزيز عبد الله محمد الموصليّ في كتابه: يوسف ذنون مدرسة الإبداع في الموصل.
ملاحظة :اتحفني بالمعلومات الرئيسية للترجمة الشيخ الدكتور محمد ابراهيم المشهداني حفظه الله.
وصلَّى الله وسلَّمَ وبارك على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب