• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

إلا رسول الله

الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2008 ميلادي - 18/10/1429 هجري

الزيارات: 14479

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إلا رسول الله

دفاع عنِ الرسول - صلى الله عليه وسلم -


إمعانًا في العداء، ونكأً للجِرَاح مِن جديد، أعادتْ سبع عشرة صحيفة دَانِمَاركيَّة الرُّسُوم المُسيئة بإمام النَّبيينَ، وخاتم المرسلينَ، وقائد الغُرِّ المُحَجَّلِين، أعظم رَجُلٍ وَطأَتْ قدماه الثَّرَى صلى الله عليه وسلم.

فَمَا حَمِلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ ظَهْرِهَا ♦♦♦ أَبَرَّ   وَأَوْفَى   ذِمَّةً   مِنْ   مُحَمَّدِ

 

أقلامٌ وأنامل حاقِدة، تُحاوِلُ النَّيْلَ مِن أَطْهَرِ الخلْقِ، وسيدِ الأنبياء والمرسلينَ، رسولِنا محمدٍ صلى الله عليه و سلم فبَعْد نَشْر الرُّسوم المُسيئة لِلنَّبي صلى الله عليه وسلم في إحدى الصُّحُف الدَّانِمَاركيَّة قبل أكثر من عام، أعادَتْ عددٌ منَ الصُّحُف الدانماركيَّة الكبرى نَشْرَ هذه الرُّسوم الكاريكاتورية المُسيئة لِرَسُول الله صلى الله عليه وسلم في إساءةٍ سافِرةٍ، ومُتَعَمَّدَةٍ، وواضِحَة لِدِين الإسلام، ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وأُمَّةِ الإسلام.

صور آثِمةٌ، وَقِحةٌ وَقَاحَة الكفر وأهله، ﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 52 - 53].

باللهِ ماذا يبقى في الحياة مِن لَذَّة يوم يُنال من مقام محمدٍ صلى الله عليه وسلم ثمَّ لا يُنْتَصَر له، ولا يُذَاد عَن حِيَاضِه؟

ماذا نقولُ تجاه هذا العداء السَّافر، والتَّهَكُّم المكشوف؟ هل نُغْمِض أعيننا، ونصم آذاننا، ونطبق أفواهنا؟

لا وَرَبِّي، لا يكون ذلك ما دام في القلب عِرْق ينبض، والذي كَرَّمَ محمدًا، وأعلى مكانته، لَبَطْنُ الأرض أحب إلينا مِن ظاهرها إن عجزنا أن نَنْطِقَ بالحق، وندافعَ عَنْ رسول الحق، أَلاَ جفت أقلامٌ، وشُلتْ سواعد، وقطعت ألسنٌ، امْتَنَعَتْ عنِ الدِّفاع عنِ النبي صلى الله عليه وسلم الذَّوْد عن حُرْمَتِه.

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ♦♦♦ لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ فِدَاءُ


ونَحْنُ إِذْ نُدافِع عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم نحمي بذلك دِينَنا وعقيدتنا، ونُؤَكِّدُ شيئًا مِنْ حُبِّنا لِرَسُول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أقلُّ الواجب في حقِّ نبيٍّ كريمٍ، جعل اللهُ محبته مقدَّمة على النَّفس، والولد، والمال، والأَهْل، والعَشِيرة، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يُؤمِن أحدُكُم، حتى أكونَ أحب إليه مِن ولده، ووالده، والناس أجمعين))؛ رواه البخاري.

إنَّ فضائل النبي صلى الله عليه وسلم لا تكاد تُحْصى كَثْرةً، فهو منَّة اللهِ على هذه الأمة، امْتَدَحَهُ ربُّه، ورَفَعَ منزلتَه، فهو أول مَن تَنْشَقُّ عنه الأرض، وأول مَن يدخل الجنة، وله المقام المحمود، والحَوْضُ المَوْرُود... إلى غير ذلك منَ الفَضَائل والخَصَائص، التي اخْتُصَّ بها عن غيره، وهي مدونة في كُتُب الدَّلائل والشَّمائل والخصائص والفَضَائل.

لقد شَهِد بفضل نبينا صلى الله عليه وسلم القاصي والداني، والصديقُ والعدو، وأنَّى لأحَدٍ أَنْ يكتمَ فضائِلَه صلى الله عليه وسلم وهي كالقَمَر في ضِيائِها، وكالشمس في إِشْراقِها.

إنَّ مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيعٌ بِرِفْعَة الله له، لن ينالَ الشانئ منه شيئًا: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4]، قال مجاهد: لا أذكر إلا ذكرت معي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله.

نعم، لقد رَفَعَ الله ذِكْر نبينا صلى الله عليه وسلم رغم أُنُوف الحاقدينَ والجاحدينَ، فها هُمُ المسلمون يصوتون باسمه على مآذنهم في كلِّ مكان.

والله تعالى قد تَوَلَّى الدِّفاع عن نبيِّه صلى الله عليه وسلم وأَعْلَنَ عصمته له منَ الناس، ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]، وأَخْبَرَ أنَّه سَيَكْفِيه المُسْتهزئينَ: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95]، سواء كانوا مِن قُرَيْش، أم مِن غيرهم، وذَكَر الله سبحانه وتعالى في مواضع أخرى، أنَّه كَفَاهُ غيرهم؛ كقولِه في أهلِ الكتاب: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 137]، وقال: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: "وقد فعل تعالى، فما تَظَاهَرَ أحدٌ بالاستِهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إِلاَّ أَهْلَكَهُ الله، وقَتَلَهُ شَرَّ قِتلة"؛ ا. هـ.

والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]؛ أي: إنَّ مبغضكَ يا محمد، ومبغض ما جِئْتَ به منَ الهُدَى، والحق، والبرهان الساطع، والنُّور المُبين هُوَ الأَبْتَرُ، الأقل، الأَذَل، المنقطع كل ذِكرٍ له.

فهذه الآية تعُمُّ جميع مَنِ اتَّصَفَ بهذه الصفة مِن مُعاداة النبي صلى الله عليه وسلم أو سعى لإلصاق التُّهَم الباطِلَة به، ممَّن كان في زمانِه، ومَن جاءَ بَعْدَهُ إلى يوم القِيامَة.

لقد أعظمتْ قريش الفِرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَمَتْه بالسحر تارةً، وبالكَذِب تارةً، وبالجُنُون أخرى، واللهُ يَتَوَلى صَرْف ذلك كُله عنه لَفْظًا ومعنًى، ففي الصَّحيحَيْنِ عنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألاَ تَرَوْن كيف يصرف الله عني شَتْم قريش وَلَعْنهم، يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمَّد))، وهكذا هذه الرُّسُومات التي نُشِرَتْ على هذه الصفحات السَّوْداء، هي قَطْعًا لا تُمثِّل شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي صور، أَمْلاَها عليهم خَيَالُهمُ الفاسدُ، واعْتَمَدَهَا الشيطان، وَرَسَمَها لهم السامريُّ، أمَّا محمدٌ صلى الله عليه وسلم فَوَجْهُهُ يَشِعُّ بالضِّياء والنور، والبسمة والسرور، لم يستطِعْ أصحابُه رضي الله عنهم أن يملؤوا أعينهم منه؛ إجلالاً له - وقد عاصَرُوه - فكيف بِمَن لم يجمعه به زمان، ولم يربطه به خلقٌ ولا إيمان؟!

لقد جاء خبر الصِّدق منَ المَلِك الحَقِّ المُبين: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]؛ ليبقى كلُّ شانئ للنبي صلى الله عليه وسلم وكلُّ معارضٍ لِدِينه هو الأبتر المقطوع المنبوذ، أين أبو جهل؟ أين أبو لَهَب؟ أين عبدالله بن أُبَي؟ أين ملوك الأكاسِرة والقياصِرة؟ أين كمال أتاتورك؟ لقد طمرتهم الأرضُ، ونُسيت رسومهم، ولحقتهم اللَّعَنات، وباؤُوا بثقل التبعات.

ورَوَى البُخَاري في صحيحه مِن حديثِ أنس، قال: كان رجل نَصْراني، فَأَسْلَمَ، وقَرَأ البقرة، وآل عمران، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نَصْرانيًّا، فكان يقول: لا يدري محمد إلاَّ ما كَتَبْتُ له، فأَمَاتَهُ الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظتْه الأرض، فقالوا: هذا فِعْلُ محمدٍ وأصحابه، نَبَشُوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظتْه، فعلموا أنه ليس منَ الناس، فألقوه".

يقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله: "إنَّ اللهَ مُنتَقِمٌ لِرَسُولِه ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحَدَّ، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ منَ المسلمين العُدُول، أهل الفِقه والخبرة، عمَّا جَرَّبوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصر الحِصْنَ أو المدينة الشَّهر، أو أكثر منَ الشهر، وهو ممتنعٌ علينا، حتى نكادَ نيأس منه، حتى إذا تعرضَ أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله، والوقيعةِ في عِرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يَتَأَخَّر إلاَّ يومًا، أو يومين، أو نحو ذلك، ثمَّ يُفتَح المكان عُنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظًا عليهم بما قالوا فيه"؛ ا. هـ.

والأيام بيننا وبين أولئك المبطلين المستهزئين، لننظرَ مَن تكون له العاقبة، ومَن الذي يضل سعيه، ويكذب كلامه، وتظهر للعالمينَ أباطيله وافتراءاته، فقد قالَها أمثالهم، فلِمَن كانتِ العاقبة؟ وأين آثارهم، وأين مثواهم؟ قال الله جلَّ شأنُه في القرآن الكريم: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61]، وقال الله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57].

ومِن سُنَّة الله أنَّ مَن لم يُمَكِّن المؤمنين أن يعذبوه منَ الذين يؤذون الله ورسوله، فإنَّ الله سبحانه ينتقمُ منه لرسوله، ويكفيه إيَّاه، كما قَدَّمنا بعض ذلك في قصة الكتاب المُفترى، وكما قال الله سبحانه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 94 - 95].

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: ((يقول الله تعالى: مَن عادَى لِي وَلِيًّا، فقد بارَزَنِي بالمحارَبة))، فكيف بِمَن عادَى الأنبياء؟ وَمَن حَارَبَ الله تعالى حُوربَ.

وإذا استقصيتَ قصص الأنبياء المذكورة في القرآن، تجد أُممهم إنما أُهلكوا حين آذَوا الأنبياء، وقابَلُوهم بقبيح القول، أو العمل، وهكذا بنو إسرائيل، إنما ضُرِبَتْ عليهمُ الذِّلَّة، وباؤوا بِغَضَبٍ منَ الله، ولم يكن لهم نصيرٌ؛ لِقَتْلِهمُ الأنبياء بغيرِ حق، مضمومًا إلى كفرهم، كما ذكر الله ذلك في كتابه، ولعلك لا تجد أَحَدًا آذَى نَبِيًّا منَ الأنبياء، ثم لم يَتُبْ، إلاَّ ولا بدَّ أن يُصيبَه اللهُ بقارِعةٍ.

وإليكم هذا الخبر الذي ذكرَتْه وَكَالات الأنباء 13/ 2/ 1429هـ، ويُقَرِّر ما ذَكَرْناه مِن سوء العاقبة التي تحيط بالمستهزء بمقام النبي صلى الله عليه وسلم:

 

فنادق دانماركيَّة تمنعُ إقامة الرَّسَّام المُسِيء للرَّسول محمد صلى الله عليه وسلم:

رفضتْ عدة فنادق دانماركيَّة مَنْح إقامة للفنان كورت فيستر جارد، الذي رَسَمَ الكاريكاتير المُسيء للرَّسول محمد صلى الله عليه وسلم خوفًا مِن عمليات انتقاميَّة ضدَّه، خاصَّة بعد تهديده بالقتل.

ونقل عن صحيفة "بيرلنجسكي" الدانماركيَّة أنَّ الرَّسَّام جارد، البالِغ مِنَ العُمر 73، أصبحَ اعتبارًا مِن غد الخميس بلا مأوى؛ بعد طَرْدِه منَ الفندق الذي كان يقيم به، كما رفضتِ الفنادق الأخرى استقباله نهائيًّا.

وتقوم الشُّرطة الدانماركيَّة حاليًّا بالبَحْث عن مأوى للرَّسَّام المُسِيء للرَّسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وكان فيسترجورد قد صَرَّحَ لإحدى الصُّحُف الدَّانماركيَّة أنه بدءًا من يوم الخميس لم يعد لي مكان، على الرغم من أنه يعيش مُتَخَفِّيًا بحماية المخابرات الدانماركيَّة منذ نوفمبر الماضي، بعد أن أشارتِ الأخيرة لامتلاكها معلومات عن نِيَّة بقتلِه على خلفية الرسوم المسيئة.


الخطبة الثانية

وأخيرًا: ما دَوْرنا؟!

على كل مؤمن يحب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويغار لِدِينِه، أنْ يسعى لِنُصْرة نبيِّه، وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، كلٌّ مِن موقعه، وحسب   قدرته واستطاعته، ونُصْرة النبي صلى الله عليه وسلم تكون بما يلي:

1- اتباع سنته وتطبيقها، والاهْتِداء بِهَدْيه وطاعته، قال تعالى: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

2- تَنْشِئة الأطفال والأجيال منذ الصِّغَر على محبَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه، والتَّأَسِّي بسيرته، والاقتداء به.

3- قيام العلماء والدُّعاة والخطباء والمربين بِدَوْرِهم في ذلك.

4- إعداد البرامج الخاصة؛ للتَّعْريف بالنبي صلى الله عليه وسلم سواء عبر وسائل الإعلام المرئيَّة أم المسموعة أم المقروءة.

5- وَضْع المُؤَلَّفات التي تُبَيِّن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وهَدْيه، وشمائله ورحمته، بجميع اللُّغات.

6- إنشاء مواقع على الشَّبَكة العنكبوتيَّة لِنُصْرة النبي صلى الله عليه وسلم.

7- استِنكار ما حَدَث، ولو بالقلب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن رأى منكم منكرًا فَلْيُغَيِّره بيده، فمَن لم يَسْتطعْ، فَبِلِسَانِه، فمَن لم يستطعْ، فَبِقَلْبِه، وذلك أضعف الإيمان)).


فالتَّغيير باليد واللسان يكون بـ:
• إرسال رسائل الاستنكار والتنديد، ورَفْع الصوت بالإنكار؛ ليسمعَ القاصي والداني.

• الاستمرارُ في مُقَاطَعة بضائع كلِّ دولة تُنشر فيها هذه الرُّسوم المسيئة.

• مُقَاضَاة هذه الصُّحُف والقائمين عليها والناشرين والمؤلفين لهذه الإساءات؛ ليكونوا عبرةً لِمَنْ تسوِّلُ له نفسُه التَّطاوُل على مُقَدَّساتِنا الإسلامية.

 

8- وأخيرًا، الدُّعاء على مَن آذى نبينا، والدُّعاء لِنُصرة ديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة في مواطِن الإجابة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقًّا رسول الله نيل جنابه؟! (قصيدة)
  • معه نحو التميز
  • واجب الأمة تجاه المتطاولين على الرسول – صلى الله عليه وسلم-
  • أمنية هرقل
  • نداء إلى المسلمين الغيورين على دينهم
  • ارتفاع عدد معتنقي الإسلام
  • كانت الأخلاق معجزته صلى الله عليه وسلم
  • هل حقا عرفنا محمدا؟!
  • أبعاد قضية سب الرسول - صلى الله عليه وسلم
  • واجبنا نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خطبة )
  • عذرا رسول الله
  • البرقليطوس يعني أحمد
  • بطاقة تعريفية برسول الله صلى الله عليه وسلم
  • لا للإساءة لرسول الله
  • إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبارة: "إلا رسول الله"
  • إلا رسول الله
  • كيف يهب هؤلاء غضبة لنبيهم؟

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من كمال الأدب مع الله تعالى ألا ينسب له إلا كل جميل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • معنى لا إله إلا الله (لا معبود بحق إلا الله)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك..}(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • تخريج حديث: صلو خلف من قال: لا إلا إلا الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: من السنة ألا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • تفسير: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب