• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

رعاية المعوقين

رعاية المعوقين
د. محمد بن سعد الدبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2011 ميلادي - 27/12/1432 هجري

الزيارات: 24541

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رعاية المعوقين

 

الحمد لله الذي بحكمته شرع للبشر أجمعين دينا سماويا سماه الإسلام، وسمى أهله المسلمين؛ فقال جل وعلا: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]. وقال جل ثناؤه: ﴿ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3] وفي سورة الحج يقول الحق - جل ذكره - ممتنا على أمة الإسلام بهذا الدين القيم: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78].

 

أحمده إلها واحدا وأثني عليه وأشهد أن لا إله في الوجود سواه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه المبعوث رحمة للعالمين - صلى الله عليه وسلم -  وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اقتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

أما بعد فيا عباد الله:

اتقوا الله ما استطعتم ولا تموين إلا وأنتم مسلمون.

 

أيها الأحباب المؤمنون:

تعالوا إلى مائدة الإسلام، دين الله في الأرض، ونوره في الكون علوه وسفله وآفاقه. تعالوا إلى مائدة الإسلام من خلال آيات الذكر الحكيم والسنة النبوية الطاهرة لنتذوق طعم الإيمان من أصناف هذه المائدة ا السماوية، وما أعد فيها من غذاء روحي وعقلي ونفسي وجسدي يحفظ للفرد والمجتمع معنى وجوده حسا ومعنى، إذا هو آمن وعمل. ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخله الجنة ولا يظلمون نقيرا، من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون. ويقول رسول الهدى- صلوات الله وسلامه عليه- في فضل الإسلام والقيام بأركانه وتطبيقه والعمل به: "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك"، "تدكت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي"، أو كما قال صلى الله وسلم وبارك عليه.

 

أيها العباد المؤمنون:

هذه الآيات القرآنية الكريمة، وهذه النصوص النبوية الشريفة من أكبر الأسس التي قام عليها الإسلام بعد أركانه الخمسة، فمن وفق للعمل الصالح مقرونا بالإيمان الكامل بالله جملة وتفصيلا فهو المسلم الذي يسير على نور من ربه ويرجى له النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة.

 

ويعنينا من هذه الآيات الكريمات، ومن هذه النصوص النبوية الشريفة أن نتعرف على شيء من نظام الإسلام في التخطيط لإسعاد البشرية مؤمنها وكافرها، والتخطيط لإسعاد المجتمع المسلم ذكورا وإناثا، أصحاء ومرضى ومعوقين، مكلفين وغزير مكلفتين.

 

إن الله جلت قدرته حين خلق الآدميين قدر أقواتهم وأرزاقهم وآجالهم وسعادتهم وشقاوتهم وضمن لهم رزقهم مع مطلع كل شمس. لا تنفد خزائنه، ولا ينقطع عطاؤه، هو النافع الضار الغني عن العباد. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].

 

ولذلك سبق قي علمه المحيط بكل شيء أن يكون من نظام هذا الدين ونجاح الحاكمين به بند من البنود يكون مصدر رزق وعطاء ونتاجا لفئة من الناس قدر فيها العجز الكلى والجزئي عن العمل. وذلك يكون في ثلاث فئات من الناس هي فئة الطفولة وفئة الشيخوخة وفئاة المعتوهين، فهؤلاء ذوو عجز كلي لا يقدرون ولا يحسنون عملا يدر عليهم، فهم بالولاية والرعاية محط نظر الإسلام، ولذلك أوصى بهم الله خيرا وحسن رعاية في نظام الإسلام، الذي القران الكريم والسنة النبوية مصدره ونظامه.

 

أما الفئة ذات العجز الجزئي التي قد تستطيع العمل والإنتاج ولكن بقدر يسير قد لا يتيح لها فرصة الرغد والأمان والاستقرار. تلك الفئة تتمثل في أعداد من الناس يقدر الله عليهم نقص عضو فعال في العمل كفقد يد أو قدم أو عضو لا يرجى برؤه. فهولاء بحاجة إلى الرعاية واللطف والإعانة بتيسير متطلبات العمل. وتلك الفئة هي التي يدعى أفرادها بالمعوقين. ولحكمة ما أراد بها هذه الإعاقة، فالله وحده العليم الحكيم.

 

فجدير بالمسلمين أفرادا وجماعات حكومات وغير حكومات أن يدأبوا على استصلاح مهارات تلك الفئة وقدراتها، لا أن نركن إلى الأصحاء ونترك هؤلاء عالة علا غيرهم وهم يستطيعون العمل وممارسة المهن، فينتجون لأمتهم ومجتمعهم خيرا، على القدر الذي يستطيعون ويجيدون.

 

إذا فحري بالدولة الكريمة أن ترعى حقوق هؤلاء الأربع، وقد فعلت من سبل الخير ما فيه مصلحة لكل واحد من المعوقين. فها هي فرص العمل في المؤسسات والقطاعات المهنية التي تحتضن أفرادا معوقين بحسب نوع الإعاقة وتأثيرها، ولكن بقي دور المسلمين من ذوي اليسار الذين أنعم الله عليهم بواسع الرزق؛ أين عطاؤهم للمعوقين سواء من الصغار الأطفال أو المعوقين الكبار؟ أين رياض الأطفال؟ أين دور التعليم الخاص؟ أين دور الرعاية التي يمكن أن يمولها أهل اليسار من رجال الأعمال؟ أين فتح المدارس لتحفيظ كتاب الله على نفقة من يستطيعون الإنفاق؟ أنلقي بالعبء كله على الدولة؟ صحيح أن الدولة وفقها الله قادرة على العطاء، ولكن هذا لا يعني أن يتخلى المسلم عن واجبه الوطني والديني، لاسيما إذا كان قادرا على صرف الأموال والإنفاق مما آتاه الله.

 

إن البر في الإسلام - أيها الإخوة - باب واسع غير مقصور على ذوي القرابة، فإن رابطة (لا إله إلا الله) هي أقوى الروابط التي تقرب بين المسلمين وتوحد بينهم وتجعلهم متحابين متآلفين.

 

أيها الإخوة المؤمنون:

إنها لبشرى سارة تتحقق لأفراد طائفة من المسلمين، وتتمثل تلك البشرى في جمعية رعاية الأطفال المعوقين الخيرية من أبناء العالم الإسلامي في هذا البلد الطيب المبارك، وفي كل أرض يرفع فيها الأذان ويعبد الله وحده.

 

إن هذه الجمعية الخيرية عمل إنساني رفيع يستحق الشكر والثناء لله أولا ثم لأولئك الأخيار، سواء من المسؤولين في الدولة رعاها الله أو من رجال القطاع الخاص الذين يرون حتمية الواجب الوطني والإسلامي- رجاء لما عند الله من الأجر والمثوبة. فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المحسنين- لا يضيع أجر من أحسن عملا.

 

أيها المسلمون:

إن على كل فرد من أفراد الإسلام ذكرا كان أو أنثى غنيا كان أو متوسط الحال أن يسهم في رعاية المسلمين وإعانتهم، ولم شملهم والعمل لصالح أفرادهم وجماعاتهم، يقول الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" الحديث.

 

أيها الأحباب:

إذا كان هذا عن حقوق المعوقين فإن على ضفاف المجتمع أناسا جديرين بالرعاية والحقوق الإنسانية الإسلامية في ضوء كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. من هؤلاء الناس أطفالنا فلذات أكبادنا، ومن هؤلاء الناس نساؤنا المسلمات العفيفات أمهات كن أو أخوات أو بنات.

 

أما أطفالنا: فنعمة قد من الله بها علينا ورعاها لنا منذ أن كان الوليد- ذكرا أو أنثى- نطفة في رحم الأم فقد رعى الإسلام الجنين طوال مدة الحمل، وأحاطه بسياج متين من الرعاية والتربية الإسلامية بعد أن يخرج من بطن أمه إلى هذا الكون الفسيح، فقد ذرأ الله في قلب الأبوين التعهد، وزرع في جو فيهما وعواطفهما المحبة والرحمة، فمن أغلى على الإنسان من ولديه بعد الله ورسوله؟ لا شيء أثمن ولا أغلى من الأبناء بعد محبة الله ورسوله ومحبة دين الله. ومن عناية الإسلام بالطفل ذكرا كان أو أنثى أن حث على تربيته تربية سليمة وتنشئته تنشئة صالحة فحض على تخير الاسم للطفل من الأعلام التي تنم عن التفاؤل والحسن في النطق، والمعنى كعبد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز ومحمد وأحمد، وكأسماء أمهات المؤمنين، وكأسماء الأنبياء والصالحين والصديقين.

 

ثم أدر العطف والحنان من الأبوين ومن أفراد الأسرة الكبار، ووجه الإسلام تربية الطفل المسلم بحيث لا يكون سبابا ولا لعانا ولا سيئ خلق، ولا يكون ذا خوف أو كسل أو تهاون، وحث على تربية المهابة في الصغر، ولزوم الدين وبر الوالدين؛ وحث على تعليم الأطفال في الصغر ومراعاة ذلك التعليم.

 

وأما النساء- أيها الإخوة - فلهن من الحقوق والرعاية والعناية من خلال نظام الإسلام العادل ومثله الرشيدة وقيمه الخالدة ما يضمن للمرأة حياة برة سعيدة رغيدة هادئة تتجانس مع أنوثتها وخلقتها وتركيبها وعواطفها، سواء كانت طفلة صغيرة أو فتاة أو امرأة، فجعل لها حقوقا حالة كونها بنتا تعيش في كنف أبويها ومع إخوانها وأخواتها، فعدل بين البنات وأوصى بهن خيرا، وجعل عاقبة القيام على تربيتهن والرضا بهن الجنة العالية والستر من النار. يقود رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: " من بلي من هؤلاء البنات بثلاث كن له سترا من النار يوم القيامة". قالوا يا رسول الله فثنتان؟ قال: فثنتان. قالوا: فواحدة.

 

يا رسول الله؟ قال: فواحدة. ولذلك ينبغي على المسلم أن لا يأنف ولا يكره النسل، إذا كان من البنات فالله الذي وهب له هذا النسل يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذكور. ولا تقل البنت عن الابن في حق الرعاية التربية، بل قد تكون البنت أحوج لضعفها وحيائها.

 

وإن كانت المرأة- أما- فلها من الحقوق في المجتمع المسلم ما يربو على حق الأب لضعفها ووفائها وصبرها وحنانها وحبها وحسن رعايتها لأبنائها وبناتها وحقوق زوجها.

 

وإن كانت المرأة زوجة فقد جعل لها الإسلام حقوقا كبيرة كثيرة تساوي حقوق الزوج في أغلب الأحوال. ودليل ذلك قول الحق كسبحانه وتعالي: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]. فحذار أخي المسلم من التقصير في حقوق زوجتك، إذا هي قامت بحقوقك عليها، بقول رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". فاللهم اجعلنا ممن يقيهم حدودك وفرائضك، وهيئ لنا من أمرنا رشدا.

 

بارك الله لي ولكم في كتابه الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الأحكام والذكر العظيم. أقول هذا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو جواد كريم بر رؤوف رحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله المنعم الوهاب خالق كل شيء ومليكه، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطلب لا إله إلا هو إليه المصير. أحمده وأشكره وأصلي وأسلم على نبيه ورسوله محمد بن عبد الله خير الأنام، وخير من دعا إلى الله بإذنه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.

 

أما بعد، فيا عباد الله:

اتقوا الله حق تقاته واعلموا أنكم محاسبون ومجزيون على كل ما تقولون وما تفعلون ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18].

 

عباد الله:

هذه هي سفينة الحياة، إنها الدنيا عابرة غير متوقفة حتى تأتي على كل نفس، وهذه هي قافلة الإسلام ماضية، على ظهرها الصالحون والطالحون، على ظهرها المتقون المؤمنون الأخيار، والعصاة والكفرة الفجار، إذ كل ميسر لما خلق له، والله وحده هو المقدم والمؤخر الذي سينظر في صحائف الأعمال.

﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

 

فلننظر أيها الإخوة المسلمون ما الذي قدمناه في صحائف أعمالنا من أجل أنفسنا، ومن أجل أسرنا، ومن أجل إسلامنا، ومن أجل المسلمين في كل مكان. إن من الواجب الديني على كل مسلم أن يكون عونا لأخيه المسلم في كل أرض وليست إعانة المسلم مقصورة على مد المال والمواساة المادية. إن هنا العمل عمل مشكور، ولكنه محدود المنفعة بانتهائه ينتهي الوطر وتهون الغاية.

 

إن المادة أيها الإخوة في نظر الإسلام وسيلة لا غاية، وإذا فينبغي أن ننظر فيما قدمناه للمسلمين في بلادنا وفي بلدان العالم الإسلامي. هل أدينا حقوق الله علينا فيما يخص المسلم فنشرنا الدعوة إلى الله فيهم وبسطنا لهم شريعة الإسلام كل بقدر ما يعلم؟؟ إن هناك آلافا مؤلفة من مسلمي العالم- يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولكنهم لا يحسنون من أمر الدين شيئا، بل يسيئون إلى أحكام الإسلام بجهلهم المفرط وانعدام. من يشرح لهم دينهم الذي ارتضاه الله لهم.

 

نعم والله، آلاف مؤلفة من مسلمي العالم كل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقد ملكوا مفتاح الإسلام ومفتاحه الشهادتان، ولكن مفتاحهم بغير أسنان، فما أهون ارتدادهم عن دين الله! وما أيسر خدعتهم من لدن المبشرين بالمسيحية والنصرانية واليهودية، وبخاصة أن التبشير بالمسيحية حرب مسعرة تنفث سمومها في كل واد، وتتحين الفرص لتنصير المسلمين.

 

وصدق الله وقوله الحق: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217] وها هم أئمة الكفر وأعوانه من اليهود والنصارى والعلمانيين كلهم يعمل سلاحه وقوته للقضاء على دين الله، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

 

صحيح أننا نهتم بإصلاح أوضاعنا في الداخل؛ نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونقف بحذر وصمود وثبات أمام الدعوات المغرضة، حتى رأينا هذه البلاد على أحسن حال من غيرها ولله الحمد. ولكن ينبغي مع اهتمامنا بأمر الداخل أن نتنبه لما يجري حولنا وحول ديننا فى بلدان لعالم الخارجي، فساسته وقادته وعلماؤه ومفكروه كلهم يكيد للإسلام وأهله، وإن أبدى المحبة وحسن العلاقة.

 

إن المسلمين - أيها الإخوة - أمانة في أعناقنا، وبلادنا محط أنظار العالم الإسلامي ورائدة التضامن الإسلامي، وهذا يعني عظم المسئولية. فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلنا.

 

وإذا كنا نهتم بأمر أطفالنا والمعوقين منا، فلا ننسى أطفال العالم الإسلامي ومعوقيه، بل لا ننسى المجتمع الإسلامي بأسره. فإن العمل اكبر والمسؤولية أخطر.

إن وسائل التبشير بالدين المسيحي قائمة على قدم وساق تتحين الفرص من خلال الإيجابيات والسلبيات التي تظهر على مسرح الأحداث في العالم الإسلامي.

 

فبالأمس القريب شاءت قدرة الله أن تجتاح الفيضانات بنجلاديش المسلمة، ولله في خلقه شئون، فماذا عملنا كدولة مسلمة ذات مسؤولية كبرى؟ ماذا قدمنا للمسلمين وللإسلام من خلال هذا الحدث؟ صحيح أننا سارعنا بالإنقاذ المادي ومددنا يد الإغاثة، وهذا جانب كبير يحمده كل مسلم.

 

ولكن أتدرون ما صنعت المسيحية والنصرانية واليهود؟ لقد افترصوا هذا الحدث ونفر منهم طوائف للإنقاذ. وضموا الآلاف المؤلفة من الأطفال واليافعين والكهول. وتعاطفوا، وواسوهم وأعطوهم، وقلبوا لهم الأمور بأن هذا الصنيع الذي نقدمه لكم إنما هو من حب المسيحية والنصرانية واليهودية لكم، ولم يزالوا معهم في مثل هذا التصرف حتى جروهم إلى الدخول في الدين المسيحي والخروج من الإسلام.

 

عباد الله:

لا تنسوا قول الله تبارك وتعالى: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41] إن حق الجهاد في الله أن يكون كل منا على ثغر مع ثغور الإسلام يصد عنه كل عادية ومكيدة.

 

اللهم بعزتك يا ذا العزة والجلال، أعز الإسلام والمسلمين، وانصرهم على عدوك وعدوهم، وأذل الشرك والمشركين، وأبطل كيد الأعداء والمغرضين. اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الردة والشك البغي والعناد. وهيئ لنا من أمرنا رشدا، وأنصر اللهم أئمتنا وقادتنا على أعدائك، ومكن لولاتنا في الأرض ما مكنت لعبادك الصالحين.

 

عباد الله:

صلوا وسلموا على أشرف نبي وأكرم هاد، واذكروا الله العلي العظيمة يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دمج الأطفال المعوقين بصريًّا في المدارس العادية
  • برامج التأهيل والتشغيل للمعوقين سمعيا
  • رعاية الإسلام للأطفال
  • حكم مسألة الأشخاص المعوقين
  • عناية الشريعة الإسلامية بالمعوقين

مختارات من الشبكة

  • الإسلام ورعاية حقوق المرأة(مقالة - ملفات خاصة)
  • مكانة المساجد ورعايتها (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • من صلى الضحى كان في رعاية الله طوال يومه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلاة الفجر تجعلك في ذمة الله وحفظه ورعايته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ندوة لتوجيه ممارسي الرعاية الصحية المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مخطوطة الرعاية في تجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • صلاة الصبح تجعلك في رعاية الله وحفظه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فعالية اجتماعية برعاية إسلامية بمدينة واتفورد الإنجليزية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رعاية حقوق الجيران(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • أسبوع لدعم الإيتام في بلغاريا برعاية إسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب