• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الموت والقبر واليوم الآخر
علامة باركود

يوم الحساب (خطبة)

يوم الحساب (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/12/2022 ميلادي - 3/6/1444 هجري

الزيارات: 41008

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يوم الحساب

 

1- مقدمة عن يوم الحساب.

2- ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، ويُسأل عنه.

3- قواعد مهمة في الحساب يوم القيامة.

 

الهدف من الخطبة:

التذكير وتعليق القلوب باليوم الآخر، والتنبيه على هذه الأمور التي سيُسأل عنها العبد يوم القيامة؛ فلْنُعِدَّ للسؤال جوابًا.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

• أيها المسلمون، عباد الله؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم منْ أحدٍ إلا سيكلمه ربه يوم القيامة، ليس بينه وبينه تَرْجُمان، فينظر أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه؛ فاتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة)).

 

• حقيقة من الحقائق ومشهد من مشاهد يوم القيامة لا بد أن نوقن به ونستعد له؛ إنه مشهد الحساب؛ كما قال تعالى: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج: 4]، وقال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31].

 

• فمن حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الحياة الدنيا دارَ اجتهاد وعملٍ، وجعل الآخرة دار حساب وجزاء، يُحاسَب فيها الناس؛ فيُجزى المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته؛ كما قال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31].

 

• ولتقرير هذه الحقيقة؛ فقد أقسم الله تعالى بها؛ كما قال تعالى: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]، وقال تعالى: ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأعراف: 6].

 

• وأخبر سبحانه وتعالى عن سرعة وقوع الحساب؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [المائدة: 4]، وقال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [إبراهيم: 51]، وقال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 17].

 

• وبيَّن الله تعالى أن الناس في غفلة عنها؛ كما قال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1].

 

• وذمَّ الله تعالى هذا الصِّنف من الناس؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26]، وقال تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 27].

 

• ومدح عباده المؤمنين؛ لتذكُّرهم وخوفهم من الحساب؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 21].

 

• والحساب في الشرع: هو عدُّ أعمال العبد يوم القيامة؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "يُراد بالحساب عرض أعمال العباد".

 

• وهو يشمل الجميع؛ المؤمن، والكافر؛ فأما المؤمن فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا، وأما الكافر فسوف يحاسب حسابًا عسيرًا؛ كما قال الله تعالى: ﴿ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾ [القمر: 8]، وقال تعالى: ﴿ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ﴾ [المدثر: 9، 10].

 

• ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا))، ولما قالت عائشة: أوليس يقول الله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 8]؟ فقال: ((إنما ذلك العرض، ولكن من نُوقِشَ الحساب يهلِك)).

 

الوقفة الثانية: ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة ويُسأل عنه:

1- فمما يُسأل عنه العبد يوم القيامة الأهل والأولاد، وكل راعٍ عن رعيته:

• فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته؛ فالإمام راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته؛ فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))؛ [رواه البخاري ومسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه، حفِظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته))؛ [رواه ابن حبان].

 

2- ومما يُسأل عنه هذه الأمور التي تضمنها هذا الحديث:

• فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيمَ فعل، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث صحيح].

 

3- ومما يُسأل عنه النِّعَم:

• قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]، وعن عبدالله بن الزبير، عن أبيه رضي الله عنهما، قال: ((لما نزلت هذه الآية: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]، قال الزبير: يا رسول الله، فأي النعيم نُسأل عنه، وإنما هما الأسودان التمر والماء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه سيكون))؛ [رواه الترمذي].

 

• وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول ما يُسأل عنه - يعني العبد - من النعيم أن يُقال له: ألم نصحَّ لك جسمك، ونرويك من الماء البارد))؛ [رواه الترمذي].

 

• والسؤال عنها يتضمن: هل شكرها؟ وهل أدى حقها؟ وهل نسبها إلى الله تعالى؟ وهل استعملها في طاعة الله تعالى؟

 

4- ومما يُسأل عنه العهود والمواثيق:

• قال الله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾ [النحل: 91]، وقال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، وقال تعالى: ﴿ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ﴾ [الأحزاب: 15].

 

• وأعظم عهدٍ وميثاق العهدُ الذي أخذه الله تعالى على بني آدم، وهم في أصلاب آبائهم ألَّا يشركوا به شيئًا.

 

5- ومما يُسأل عنه الجوارح والأعضاء:

• قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

 

• بل ستنطق هذه الجوارح وتشهد، وهذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم أنه يحاسب العبد، فيقرره بذنوبه، فإن لم يقرَّ، أشهد عليه أعضاءه، فتشهد عليه بما عمل؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].

 

6- ومما يُسأل عنه الصلاة:

• فعن عبدالله بن قرط رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاةُ، فإن صلحت، صلح سائر عمله، وإن فسدت، فسد سائر عمله))؛ [رواه الطبراني].

 

• وفي الحديث الآخر: ((إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاتُهُ، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب: انظروا، هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها من انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك))؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

 

7- ومما يُسأل عنه الدماء:

• ففي الحديث الصحيح: ((أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء))، والجمع بين الحديثين أن أول ما يُسأل عنه العبد من حقوق الله الصلاة، ومن حقوق المخلوقين الدماء والقتل.

 

• ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحلل العبد من هذه المظالم قبل يوم القيامة؛ كما في الحديث: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه، أو شيء، فليتحلَّلْه منه اليوم قبل ألَّا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح، أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات، أُخذ من سيئات صاحبه؛ فحُمل عليه))؛ [رواه البخاري].

 

نسأل الله العظيم أن ييسر لنا الحساب، وأن يجعلنا ممن يحاسب حسابًا يسيرًا.

 

الخطبة الثانية

مع الوقفة الثالثة: قواعد مهمة في الحساب يوم القيامة:

1- إن الله تعالى لا يظلم أحدًا:

• قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ [طه: 112].

 

• وفي الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا))، ثم قال: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيرًا، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومَنَّ إلا نفسه)).

 

2- إن الله تعالى لا يؤاخذ أحدًا بجريرة غيره، ولا يُحمِّل أحدًا وزرَ غيره:

• قال الله تعالى: ﴿ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 38 - 41]، وقال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 17]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164].

 

• وهذا من تمام عدله سبحانه تعالى؛ كما قال تعالى: ﴿ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15].

 

3- إن الله تعالى يُطْلِعُ العبد على كل أعماله:

• فمن إعذار الله تعالى لخلقه، ومن عدله في عباده أن يُطْلِعَهم على جميع أعمالهم؛ حتى يكون الواحد عنده قناعة تامة بالمصير الذي ينتظره؛ فلا يكون عندهم أي عذر، ولا يدخل أحدهم النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴾ [غافر: 10].

 

• فما أشدَّ مقت الله لأنفسهم! وما أعظم حسرتهم ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30]!

 

• وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البطاقة: ((إن الله يستخلص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا، كلُّ سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟! أظلمك كتبتي الحافظون؟)).

 

4- إن الله تعالى يضاعف الحسنات دون السيئات:

• قال الله تعالى: ﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ [التغابن: 17]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 160]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها))؛ [رواه الترمذي].

 

5- بل من رحمة الله تعالى أنه يبدل السيئات إلى حسنات لمن صدق وأخلص في توبته:

• قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]، وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أرأيت رجلًا عمل الذنوب كلها، ولم يترك حَاجَة ولا داجَة، فهل له من توبة؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: أأسلمت؟ قال: نعم قال: فافعلِ الخيرات، واترك السيئات؛ فيجعلها الله لك خيراتٍ كلها، قال الرجل: وغَدَرَاتي وفَجَرَاتي؟ قال: نعم، فما زال يكبِّر حتى توارى))؛ [رواه الطبراني]، وورد في حديث الرجل الذي حاسبه الله تعالى ببعض ذنوبه، فعددها عليه، ثم أبدل مكان كل سيئة حسنة، فقال الرجل: ((يا رب، إن لي سيئاتٍ لا أراها ها هنا)).

 

ختامًا: فما هو الواجب علينا؟

1- المحاسبة اليومية؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الكيس من دان نفسه، وعمل لِما بعد الموت، والعاجز من أتْبَعَ نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني))، وقال عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا".

 

2- اجعل كل يوم بمثابة يوم قيامة مصغَّر، واسأل نفسك: ماذا عملت وأودعت في هذا اليوم؟

 

نسأل الله العظيم أن يتوب علينا أجمعين.

 

ملحوظة:

1- الموضوع تتفرع عنه مسائل كثيرة لا سيما الخطبة الأولى (الأمور التي يُسأل عنها العبد، ويُحاسب عليها)، وذكرت بعضًا منها في سبعة عناصر، فيُكتفى بسردها مع الأدلة بطريقة تشويقية، وبلا استطراد؛ لعدم الإطالة.

 

2- إن لم تكن خطيبًا أو واعظًا، فتستطيع بإذن الله تعالى أن تكون كذلك: إما بقراءة المادة الوعظية على غيرك (أسرتك، أقرانك، زملائك)، وإما بنشرها، وما يدريك لعل الخير يكون على يديك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تركنا الحساب ليوم الحساب
  • إقامة الشهود على الناس يوم الحساب (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أيام الله المعظمة: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • موقف الحساب يوم القيامة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم عرفة يوم من أيام الله (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • حساب العرض وحساب المناقشة يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصناف الناس في الحساب يوم القيامة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • أنواع الناس في الحساب يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشاهد الحساب والعرض يوم القيامة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • بر الوالدين يهون الحساب يوم القيامة ( بطاقة دعوية )(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مشاهد من يوم الحساب(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب