تفسير سورة هود للناشئين (الآيات 46 - 71)

تفسير سورة هود للناشئين

( الآيات 46 - 71 )

معاني مفردات الآيات الكريمة من (46) إلى (53) من سورة «هود»:

﴿ اهبط ﴾: انزل من السفينة.

﴿ بركات ﴾: خيرات ثابتة نامية.

﴿ أنباء ﴾: أخبار.

﴿ مفترون ﴾: كاذبون على الله.

﴿ فطرني ﴾: خلقني وأبدعني.

﴿ السماء ﴾: المطر.

﴿ مدرارًا ﴾: غزيرًا متتابعًا بلا إضرار.

﴿ بيِّنة ﴾: برهان أو دليل على قولك.

1 - توضِّح الآيات إجابة الله سبحانه وتعالى لنوح عندما ناداه قائلاً: رب إن ابني من أهلي، وقد وعدتني بنجاة أهلي وأنت أحكم الحاكمين - بأن ابنه هذا ليس من أهله المؤمنين الناجين، ولا من أهل دينه؛ لأنه كافر، فلا يجوز أن يسأل أمرًا لا يعلم صوابه من غيره.

2 - ثم تبيِّن اعتذار نوح إلى ربه عمَّا صدر منه بأنه يستجير بالله من أن يسأله أمرًا لا يليق به أن يسأله، وطلب منه المغفرة والرحمة، فأمره الله سبحانه وتعالى أن ينزل من السفينة بسلامة وأمن، وخيرات كثيرة عليه وعلى ذرية من معه من أهل السفينة، وهناك أمم أخرى من ذرية من معك تمنعهم متاع الحياة الدنيا (وهم الكافرون المجرمون) ثم نذيقهم في الآخرة العذاب الأليم.

3 - ثم ذكرت الآيات دعوة هود عليه السلام لقومه إلى عبادة الله وحده واستغفاره، ووعدهم بأن الله سبحانه وتعالى سيرسل عليهم المطر غزيرًا، ويزيدهم قوة إلى قوتهم، وحذَّرهم من أن يُعْرِضوا كافرين مجرمين.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (46) إلى (53) من سورة «هود»:

1 - من إعجاز القرآن الكريم إخباره بالغيوب السالفة، وقصص الأولين التي لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم ولا لأحد من قومه علم بها قبل نزول هذا القرآن.

2 - من وظيفة الرسل: النصح والبلاغ من الله سبحانه وتعالى إلى الناس، ابتغاء ثواب الله ورضوانه.

3 - من داوم على الاستغفار والتوبة يسر الله له رزقه، وسهَّل عليه أمره، وحفظ شأنه.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (54) إلى (62) من سورة «هود»:

﴿ اعتراك ﴾: أصابك.

﴿ بسوء ﴾: بجنون وخبل.

﴿ كيدوني ﴾: فاحتالوا في كيدي وضرِّي.

﴿ لا تنظرون ﴾: لا تمهلوني.

﴿ آخذ بناصيتها ﴾: مالكها وقادر عليها.

﴿ حفيظ ﴾: رقيب مسيطر.

﴿ غليظ ﴾: شديد مضاعف.

﴿ جبار ﴾: متعاظم متكبِّر.

﴿ عنيد ﴾: طاغٍ معاند للحق بعيد عنه.

﴿ بعدًا لعاد ﴾: هلاكًا وسحقًا لهم.

﴿ استعمركم فيها ﴾: جعلكم سكانها وعمَّارها.

﴿ مريب ﴾: موقع في القلق والشك والريبة.

1 - تبيِّن الآيات رد قوم «هود» - بعدما نصحهم - بأنهم لن يتركوا عبادة أصنامهم من أجل قوله، ولن يؤمنوا له، وردَّ «هود» عليهم بأنه يشهد الله ويشهدهم بأنه برئ مما يشركون به من غير الله، وأن يحتالوا في هلاكه هم وأوثانهم، ولا يمهلونه، فلن يضره ذلك بشيء؛ وبيَّن لهم أنهم إن أعرضوا عن دعوته فقد بلغهم رسالة ربه، وسيأتي الله بقوم غيرهم، ولن يضروا الله شيئًا بشركهم؛ فالله على كل شيء رقيب ومسيطر.

2 - ثم تذكر أنه لما نزل عذاب الله نجي هودًا والمؤمنين معه من عذابٍ شديد، وهذه آثار «عاد» تدل على ما أصابهم حين جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله، واتبع السفلة منهم أمر كل معاند للحق من رؤسائهم، ولعنهم الناس في الدنيا، وسيلعنون أمام الخلائق جميعًا يوم القيامة.

3 - ثم تسوق طرفًا من قصة صالح عليه السلام الذي أرسله الله سبحانه وتعالى إلى ثمود فدعاهم إلى عبادة الله وحده الذي خلقهم، وجعلهم عمَّارًا للأرض، وأمرهم باستغفاره من الشرك والذنوب، والرجوع إليه بالطاعة، ثم تبيِّن رد قومه عليه، بأنهم كانوا يرجون أن يكون لهم سيدًا قبل هذه الدعوة، وأنهم لن يكفُّوا عن عبادة ما كان يعبد آباؤهم من الأوثان.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (54) إلى (62) من سورة «هود»:

1 - دعوة الرسل جميعًا واحدة (هي عقيدة التوحيد)، ودينهم جميعًا واحد هو الإسلام.

2 - الإيمان هو أساس قبول الأعمال الصالحة.

3 - حسن التوكل على الله؛ لأن كل الخلق تحت قهره وسلطانه، وهو الحاكم العادل الذي لا يجور في حكمه.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (62) إلى (71) من سورة «هود»:

﴿ أرأيتم ﴾: أخبروني.

﴿ بينة ﴾: يقين وبرهان وبصيرة وبيان.

﴿ تخسير ﴾: خسران إن عصيته.

﴿ آية ﴾: معجزة دالة على صدق نبوتي.

﴿ عقروها ﴾: ذبحوها (ذبحها «قدار» بأمرهم).

﴿ العزيز ﴾: الغالب.

﴿ الصيحة ﴾: صوت من السماء مهلك.

﴿ جاثمين ﴾: هامدين ميتين لا يتحركون.

﴿ لم يغنوا فيها ﴾: لم يقيموا فيها طويلاً في سعادة ونعيم.

﴿ بعدًا لثمود ﴾: هلاكًا وسحقًا لهم.

﴿ بعجل حنيذ ﴾: بعجلٍ مشوي بالحجارة المحمَّاة في حفرة.

﴿ نكرهم ﴾: أنكرهم ونفر منهم.

﴿ أوجس منهم خيفة ﴾: أحسَّ في قلبه منهم خوفًا.

﴿ وامرأته ﴾: سارة امرأة إبراهيم عليه السلام.

1 - تواصل الآيات قصة صالح عليه السلام مع قومه ثمود، وردَّه عليهم بأنه نبي على الحقيقة، فلا يمكن أن يتابعهم، ويعصي ربه، ثم أرشدهم إلى المعجزة التي معه وهي الناقة، وطلب منهم ألا يمسوها بسوء، فيعاجلهم العذاب، فذبحوها، فأنذرهم «صالح» بأن يستمتعوا بالعيش في بلدهم ثلاثة أيام ثم يهلكون، وقد هلكوا فعلاً بعذاب الله، ونجى الله صالحًا والذين آمنوا معه.

2 - ثم تسوق الآيات طرفًا من قصة إبراهيم عليه السلام حينما جاءته الملائكة تبشره بالذرية أو بهلاك قوم لوط، فسلَّموا عليه، وردَّ عليهم السلام، وجاءهم سريعًا بعجل مشويّ تخوفٌ منهم، فطمأنوه بأنهم رسل من عند الله إلى قوم «لوط»، وكانت امرأته سارة قائمة تخدمهم، فضحكت سرورًا بزوال خوفه، أو بهلاك قوم «لوط» فبشَّرها ربها بأنها ستلد «إسحاق» ومن بعده «يعقوب» ابنه.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (63) إلى (71) من سورة «هود»:

1 - إصرار الرسل - عليهم السلام - على دعوتهم، وشدة تمسكهم بالحق مهما لاقوا في سبيله من آلام ومتاعب.

2 - ضرورة إفصاح الضيف عن نفسه وعمَّا جاء من أجله ليطمئن صاحب البيت.

3 - الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وليس إسحاق كما زعم البعض.