• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد
علامة باركود

الهامة والطيرة وصفر والأبراج

الشيخ محمد نجيب بنان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/5/2009 ميلادي - 25/5/1430 هجري

الزيارات: 17216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهر صفر (2)
الهامة والطيرة وصفر والأبراج

 

الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، ومنَّ علينا ورحمنا بأن جعلنا من أمة خير الأنام، سيدنا محمد - عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام.

أما بعد:
فقد تحدثنا في لقائنا السابق عن العقل، عن أهميته وأهمية إعماله، وقلنا بأنه لا خير في شيء تملكه؛ لكنك لا تستعمله، فلقد وهبك الله العقل؛ لكي تُعمله فيما يُرضيه - سبحانه وتعالى.

وبدأنا بشرح حديث رسول الله - صلى له عليه وسلم -: ((لا عدوى ولا صفر ولا هامة))، وفي رواية: ((ولا طيرة))، وتكلَّمنا عن العدوى، وقلنا بأن الأمراض لا تُعْدي بنفسها، وإنما تعدي بقدرة ومشيئة الله - سبحانه وتعالى - وقلنا بأن الحَجْر على من أُصيبَ بالأمراض السارية أمرٌ شرعي، وهو امتثال لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وفرَّ من المجذوم فرارك من الأسد))؛ ولكن عليك أن توقن بأن فرارك من المجذوم لن يحُول دون وقوع ما قدَّر الله لك وقضى.

وأمر الفرار من المجذوم - كما قال العلماء، رضي الله عنهم - هو لعامة المسلمين، دون خاصتهم، هو لمن لم يكتمل إيمانُه بعدُ، أما أولئك، فلا حرج عليهم إن لم يفروا؛ بل ما عليهم شيء لو جلسوا وأكلوا وشربوا مع المرضى، والدليل على ذلك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وهو أكمل الناس إيمانًا - أخذ بيد مجذوم فأدخلها في الطعام، وقال: ((كُلْ بسم الله، وثقة بالله، وتوكلاً على الله))، ولم يصبه المرض.

وهذا سيدنا خالد بن الوليد - رضي الله عنه - لما نزل الحيرة، حذَّروه من أن يفتك به الأعاجم، فيضعوا له السم في الطعام أو في الشراب، فلما دخل قال: ائتوني به، ثم قال: بسم الله، أو قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثم احتساه فلم يصبه شيء، ولا يعدُّ مخالفًا بفعله هذا أمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

فإذا وصلتَ إلى هذا الحد من الإيمان، فلا عليك شيء إن جالستَ و آكلت المرضى.

((ولا صفر)): تنوَّع تفسير العلماء لهذه الكلمة؛ فمِن قائل بأن صفر هو اسم لمرض بطني يصيب البشرَ فيهلكهم، ومن خصائصه أنه معدٍ، فجاء الإسلام ليقول: ولا صفر؛ إشارة إلى أن هذا المرض لا يعدي بنفسه، وإنما الأمر متوقف على مشيئة الله - سبحانه وتعالى.

وقال بعض العلماء بأن صفر المقصود في الحديث هو شهر صفر المعروف لدى الناس، وهو الشهر الثاني من السنة الهجرية، هذا الشهر الذي ارتبطتْ به عبر الأزمنة خرافاتٌ وأساطيرُ، وأنه شهر شؤم ونحس، وأنه إذا أراد الإنسان أن يقدم على أمر مهم، فعليه ألاَّ يبدأه في هذا الشهر؛ لأن هذا الشهر لا يصلح لمثل هذه الأمور الجليلة، وإلا فإن عاقبة أمره إلى خسران، جاء الإسلام ليكذب هذه الخرافات، وليبين أنها وهم وباطل، وأنه لا يصح للعاقل أن يعتقد مثل هذا الاعتقاد، وليبين أنْ لا شهر للنحس وآخر للسعد.

وكانوا في الجاهلية يعتقدون أن الزواج في شهر صفر زواج شؤم ونحس، فجاء فعلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخالفًا لهذا الاعتقاد تمامًا، فقد زوَّج ابنته السيدة فاطمة لابن عمِّه علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - في شهر صفر، فأنتج هذا الزواج ريحانتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسنَ والحسين - رضي الله عنهما - وكان زواجًا ميمونًا، وبالخيرات والمسرات مقرونًا، إذًا فعلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والنتائج التي نتجت عنه كان دليلاً واضحًا على فساد هذا الفكر.

ومن العلماء من فهم ((ولا صفر)) بأنه شهر صفر المعروف، لكن النفي الوارد في الحديث إنما هو لما كانت عليه العرب قبل الإسلام من تلاعب في الأشهر، وهو الذي سماه القرآن نسيئًا؛ ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 37].

والخلاصة: أن العرب في الجاهلية كانت تتلاعب بالأشهر، فتغير مواضعها؛ لكي تبيح لنفسها القتال الذي كان محرَّمًا في بعض الأشهر، فإذا أرادوا القتال في شهر محرم مثلاً، قالوا: هذا شهر صفر، ثم يمضون لقتالهم، فإذا جاء شهر صفر، قالوا: هذا شهر المحرم، فجاء الإسلام لينهى عن ذلك، وليخبر بأن الشهور قد عادت إلى أماكنها الصحيحة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خَلَق الله السمواتِ والأرضَ)).

((ولا هامة)): الهامة: الرأس، وقيل بأنها طائر من طيور الليل، أو أنها البومة أو الغراب، كان العرب في الجاهلية يعتقدون أن الرجل إذا قُتل غدرًا، ولم يؤخذ بثأره، فإن روحه تطير لتقف على سطح منزله، فتنعق حتى يقتص من القاتل، جاء الإسلام ليبيِّن فساد هذا الأمر، وليبين أن مقرَّ الأرواح مكان لا يعلمه إلا الله، ولم يَرِد في ذلك إلا القليلُ؛ كحديث الطير الخضر التي فيها أرواح الشهداء، إذًا وجود طائر أو حيوان على سطح منزل القتيل لا يدل على شيء.

((ولا طيرة
)): التطيُّر: التشاؤم، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ﴾ [يس: 18]؛ أي: تشاءمنا.

كانوا قديمًا إذا أرادوا أن يقوموا بأمر مهم - كسفر، أو ما شابه ذلك - أطلقوا طائرًا، فإن طار جهة اليمين، استبشروا ومضَوا، وإن طار جهة الشمال، أحجموا وانتهَوا، وإن طار إلى الأمام، فهم بالخيار: إن شاؤوا مضوا في الأمر، وإن شاؤوا تركوه، هذه كانت عادتهم؛ لأنهم كانوا خاوين من الداخل، فلا إيمان يعمر تلك القلوبَ ويحركها، وإلا فكيف يمكن لعاقل أن يربط مستقبله من سفر، أو زواج، أو شركة، بحركة طائر، قد يطير يمينًا، وقد يطير شمالاً، وقد يسقط على الأرض ميتًا؟! إن المسلم الذي وهبه الله عقلاً لا يمكن أن يفكر بتلك الطريقة الساذجة أبدًا.

قد يخرج الإنسان من بيته، فيرى على بابه قطة سوداءَ، أو كلبًا أسودَ، فيتشاءم ويقول: هذا يوم نحس وشؤم، ويبني على ذلك أمورًا وأمورًا، فيصبح يومه كئيبًا من تطيُّره.

الإسلام قال لك: ((لا طيرة))، إياك أن تتشاءم من الأشياء؛ بل تفاءل بكل شيء تراه، فإذا رأيت حيوانًا تكرهه، فقل: مخلوق من مخلوقات الله، يسبح الله ويحمده ويمجِّده، وامضِ في أمرك متفائلاً مسرورًا.

قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا طيرة، والطيرة على من تطيَّر))، يحتمل أن يكون معنى: ((والطيرة على من تطير)) أن عليه إثمَها، أو أن من يتطير فإن التأثير سيصل إليه، فيكون ذلك من الأجل المعلق؛ إن تشاءم حصل ما تشاءم به، وإلا فلا، وقد يكون المعنى أن الأمر نفسي، والتأثير نفسي، فمن تشاءم فإن هذا التشاؤم سيؤثر سلبًا على تصرفاته، وبالتالي يصدق حديث رسول الله - وهو الصادق المصدوق -: ((والطيرة على من تطير))؛ فهي لا تؤثر على المتفائلين.

قال صاحب "عون المعبود": التفاؤل هو من باب حسن الظن بالله تعالى.

وقد أرشدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى دواء مهم للتشاؤم؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس عبد إلا سيدخل قلبَه طيرةٌ، فإذا أحس بذلك، فليقل: أنا عبد الله، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لا يأتي بالحسنات إلا اللهُ، ولا يُذهب السيئاتِ إلا اللهُ، أشهد أن الله على كل شيء قدير، ثم يمضي لوجهه)).

حديثنا عن التشاؤم والتفاؤل والطيرة يقودنا إلى الحديث عن الأبراج، تلك الظاهرة السيئة التي فشتْ في المجتمعات الإسلامية وانتشرت، وسنتكلم عنها سريعًا.

قد تعجب عندما تستمع إلى برنامج يُعنى بمثل هذه الأمور، اتصالات كثيرة، كلها تسأل عن الحظ، وعمَّا يَخبَؤه القَدَر، وعن التوافق للزواج، وأشياء مهمة أخرى، لكن لا تعجب؛ لأننا - وبكل أسف - نعيش جاهلية أسوأ من تلك التي سبقَتِ الإسلام، وقبل أن نذكر حُكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في تلك الأبراج، أقول: إن أولئك الذين يسمَّون زورًا وخطأً فلكيين، فيتنبؤون للناس، هم أحد ثلاثة أشخاص: إما أن يكونوا كاذبين وليس عندهم شيء، وإنما يأتون بالكلام من بنات أفكارهم، فيقولون: هذا ارتباط فاشل، وتلك علاقة ناجحة، وهكذا.

فإن قلنا: هم كذلك، فمِن العيب على أرباب العقول أن يستمعوا إلى أولئك الكذابين، وأن يعدلوا مسيرة حياتهم وَفْقَ ما يُمْليه عليهم أولئك الكذابون.

وإما أن يكونوا على اتِّصال بالجن والشياطين، فهم يأخذون معلوماتِهم منهم، وهؤلاء يسميهم الشرع عرَّافين أو كهانًا؛ اسمع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يرويه مسلم في صحيحه، عن صفية، عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((من أتى عرَّافًا فسأله عن شيء، لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة))، وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدَّقه فيما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم))، ولا حاجة إلى التعليق.

وإما أن يكونوا من الحاسبين، الذين يجرون الحسابات حسب منازل الأفلاك، فيعتقدون أن وجود الشمس مثلاً في برج كذا يعني النحس والشؤم في ذلك اليوم، وولادة طفل في ذلك التوقيت يعني كذا، إلى ما هنالك من أوهام، فإن كانوا من هذا الصنف، فينطبق عليهم حديثُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يرويه عبدالله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلَّى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية، على إثر سماء كانت من الليلة - بعد مطر - فلما انصرف، أقبل على الناس فقال: ((هل تدرون ماذا قال ربكم؟))، قالوا: اللهورسوله أعلم، قال: ((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي، وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، ومؤمن بالكوكب)).

إذًا؛ أن تعتقد أن شمسًا، أو قمرًا، أو برجًا، سيجلب لك خيرًا، أو يدفع عنك شرًّا - هذا نوع من أنواع الكفر؛ بدليل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أصبح الليلة مؤمن بي وكافر))، والأنواء هي كالأبراج.

والإسلام - وهو الدين الذي لا يخالف العقلَ الصحيح - جعل للمسلمين خيرًا من تلك الخرافات، لقد سنَّ لهم الإسلام الاستخارةَ كأمر يقدِّمونه على أعمالهم المهمة؛ ففي الحديث عن سيدنا جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما – قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: ((إذا همَّ أحدُكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعِلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، ويسِّره لي، ثم باركْ لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني))، قال: ويسمي حاجته.

ما أجملَ هذا البديلَ الإسلامي! الذي يسأل فيه العبدُ ربَّه الذي هو أدرى بما يفيده وما يضره، يسأله الخير، ويسأله أن يبعده عن الشر، وأن يجعل قلبه راضيًا عما اختار الله له، فقد يقسم الله الأمر لعبده، فينصاع المؤمن له؛ لكن قلبه معلق بعكسه، وهذا ينغص عليه حياته؛ لذلك كان من دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثم أرضني))، وهذا أمر على غاية الأهمية.

إذًا؛ إذا هممتَ بأمر مهم، فافزع إلى الاستخارة؛ عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار)).

فإذا أتممت صلاتك، فاقرأ الدعاء، وانظر انشراح قلبك أو انقباضه، ثم امضِ، فإن لم يتبين لك شيء، فكرِّرها حتى سبع مرات؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أنس، إذا هممت بأمر، فاستخر ربَّك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك، فإن الخير فيه)).

ومن الأفضل أن تستخير بنفسك، وإلا فوكِّل بها من تعرف عنه الصلاحَ، واعلم بأن أي استخارة ما عدا هذه ليس لها أصل في الشرع؛ كالحسابات، أو عدد حبات السبحة، وما شابه ذلك، وإنما السنة هي ما ذكرنا، وفيها الكفاية.

إذًا؛ ابتعِد عن تلك الأمور، واستخدم الأمر الشرعي، وإياك وتلك الخرافاتِ، وإن قلت بأنني أتابع تلك الأبراج على صفحات الجرائد والمجلات أو عبر الإذاعات، على جهة التسلية، فأقول لك: وقت المسلم أغلى من أن يضيع في سفاسف الأمور، هذا أولاً، وثانيًا: عند متابعتك لتلك البرامج، فإنك تقويها وتسرِّع من انتشارها، حتى إن أصحابها يكسبون مبالغَ بأرقام فلكية من الناس غير العقلاء، الذين هم ما بين مصدِّق ومكذب، ولاهٍ ومجرب، ومضيع لوقته؛ لكنهم في النهاية يكسبون وينتشرون، وإن قاطعنا جميعًا، فإنهم - بإذن الله - سيرحلون.

أسأل الله - عز وجل - أن يردَّنا والمسلمين إلى دينه ردًّا جميلاً، وأن يعمل عقولنا فيما يحبه ويرضاه، إنه سميع قريب مجيب.

أقول هذا القول وأستغفر الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التشاؤم بصفر
  • تحرير العقل من الخرافات
  • العقل ودوره في نبذ الخرافات
  • احذروا هذه الضلالة
  • مطرنا بفضل الله ورحمته
  • النهي عن التصاوير والطيرة
  • شهر صفر (خطبة)
  • خطبة: الأبراج

مختارات من الشبكة

  • لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • مخطوطة بلوغ المنى والظفر في بيان لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • لا عدوى ولا هامة ولا صفر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث : " لا عدوى ولا صفر ولا هامة "(مقالة - آفاق الشريعة)
  • توجيهات نبوية في القدر في حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا صفر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن حديث (لا عدوى ولا طيرة ولا صفر) 19-2-1433هـ(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الوسائل الهامة لعلاج الخجل في الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المواقع الهامة في مجال أمن المعلومات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بعض الآداب الإسلامية الهامة ( لأطفال الحضانة والمعلمين والمربين )(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • خطبة عن شهر صفر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب