الباحث اللغوي
د. محمَّـد أديـب جُمْـران[1]
(1362-1428هـ = 1943-2007م)

هو: محمد أديب، بن عبد الواحد، بن عمر، بن محمود جُمْران: باحث لغوي، ومحقِّق تراثي، وأديب شاعر، ومعلِّم مرب، من أهل الفضل والاستقامة.

ولد في مدينة حِمْص بسوريا، وتخرَّج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة دمشق سنة 1969م، وحصل من الجامعة نفسها على شهادتَي الماجستير والدكتوراه، الأولى في علم اللغة العام سنة 1997م، والثانية في اللهجات الفصيحة سنة 1999م.

عمل مدرِّسًا للغة العربية ابتداء بسنة 1970م في ثانويات القطر السوري، وأعير إلى المملكة العربية السعودية من عام 1397هـ/ 1977م إلى 1406هـ/ 1986م، ثم تابع التعليم في بلده إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1992م.

وفي سنة 1995م عاد إلى العاصمة السعودية الرياض مدرِّسًا، ومحرِّرًا في (مجلة التوباد)، ومدقِّقًا لغويًّا، وأمينًا لمكتبة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وعمل ثلاث سنوات في (موسوعة القيم ومكارم الأخلاق) التي صدرت برعاية الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود، باحثًا ومحكَّمًا ومصحِّحًا لغويًّا.

صدر له:

(ديوان أبي النجم العِجْلي) جمع ودراسة وتحقيق، عن مجمع اللغة العربية بدمشق، و(المستدرك الثاني على ديوان أبي النجم العِجْلي) عن مجمع اللغة العربية الأردنِّي، و(معجم الأساليب الإسلامية والعربية)، و(معجم الفصيح من اللهجات العربية)، و(معجم الجموع التي لا مفرد لها)، و(معجم الأسماء التي لا أفعال لها)، و(شعر ابن عبد ربِّه الأندلسي) جمع وتحقيق ودراسة[2]، و(دَوْسَر البطل المنتظَر) ملحمة شعرية عن انتفاضة الأقصى، و(المخادعون) مسرحية شعرية سياسية، و(سيف الله) مسرحية شعرية تاريخية، و(للفجر قصة ورجال) قصة شعرية تاريخية.

وحقَّق:

(إعراب لاميَّة الشَّنْفَرى) لأبي البقاء العُكْبَري، و(شرح لاميَّة الأفعال) لابن الناظم، و(غريب القرآن) لأبي بكر محمد بن عُزَير السِّجِسْتاني[3]، و(الإتباع والمزاوجة) لابن فارس، و(الخَزَل والدَّأَل) لياقوت الحَمَوي، و(النشر الزكي في خبر ندامة الكُسَعي) لابن جُزَيّ الكلبي الأندلسي، و(المسائل العُكْبَريات في اللغة والنحو والقراءات) لأبي البقاء العُكْبَري، و(شرح حديث أبي الدرداء) لابن رجب الحنبلي.

وخلَّف تراثًا مخطوطًا لم يُطبَع، أهمه:

(معجم الإتباع اللغوي)، و(معجم أعلى الكلام) وهو معجم لغوي معياري، و(معجم الأقزام)، و(بقية الألق من عمر تولى) سيرة ذاتية شعرية، و(الليل وشواطئ الرؤى الخُضْر) ديوان شعر، و(الحب تحت الحصار) مسرحية شعرية عن انتفاضة الأقصى. وفي التحقيق: (المرصَّع في الآباء والأمهات والبنين والبنات والأذواء والذوات) لابن الأثير المبارك بن محمد، و(هدية الإخوان في تفسير ما أبهم على العامَّة من ألفاظ القرآن) لابن الأسير مصطفى بن يوسف الحسيني.

وكان شرع في تصنيف كتاب كبير أسماه (المعجم القرآني) جمع فيه أقوال أهل اللغة والتفسير في شرح مفردات القرآن، وصل فيه إلى حرف الزاي، في نحو مجلد مخطوط.

اتصف المترجَم بعلوِّ الهمة، والدأب في المطالعة والبحث، والجرأة في إنكار المنكر، والنزاهة في السيرة، وعدم المداراة والمجاملة في الباطل.

عانى القُلابَ (مرض القلب) سنوات صابرًا متجلِّدًا، وتوفي بمدينة الرياض ودفن فيها.

نموذج من خط المترجَم، من كتابه (المعجم القرآني)

ـــــــــــــــــــــ

[1] أفدتُ في إعداد ترجمته من مشافهة ولدَيه الأخوَين أنس وأسامة حفظهما الله، وجزاهما خيرًا.